وصف و معنى و تعريف كلمة المضاغ:


المضاغ: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ ألف (ا) و تنتهي بـ غين (غ) و تحتوي على ألف (ا) و لام (ل) و ميم (م) و ضاد (ض) و ألف (ا) و غين (غ) .




معنى و شرح المضاغ في معاجم اللغة العربية:



المضاغ

جذر [ضاغ]

  1. مَضَغَ: (فعل)
    • مضَغَ يَمضَع ويَمضُغ ، مَضْغًا ، فهو ماضغ ، والمفعول مَمْضوغ
    • مَضَغَ الطَّعَامَ : لاَكَهُ بِلِسَانِهِ وَأَسْنَانِهِ
    • مَضَغَ الكَلاَمَ : لاَكَهُ وَلَمْ يُبَيِّنْهُ
    • مَضَغَ التَّبْغَ : لاَكَهُ فِي فَمِهِ
    • هو يَمضَغ لحمَ أخيه : يغتابه ، أي : يطعن فيه ويذمّه
    • هو يمَضُغ الشَّيحَ والقيصومَ : إِذا كان بدويّاً
  2. مَضِغ: (اسم)
    • كلأٌ مَضِغٌ : بلغ أَن تمضَغَه الماشية
  3. مَضْغ: (اسم)
    • مَضْغ : مصدر مَضَغَ
  4. مَضَّغَ: (فعل)

    • مضَّغَ يمضّغ ، تمضيغًا ، فهو مُمَضِّغ ، والمفعول مُمَضَّغ
    • مَضَّغَهُ الشيءَ : أَمضغه
    • مضَّغتِ الأمُّ طفلَها الطَعامَ : أَمْضَغته ؛ جعلته يطحنه بأسنانه ليبتلعه
  5. مَضغ: (اسم)
    • مصدر مَضَغَ
    • مَضْغُ الطَّعَامِ : لَوْكُهُ
  6. مُضَغ: (اسم)
    • مُضَغ : جمع مُضْغَةُ
,
  1. مَضَغَه
    • ـ مَضَغَه : لاكَهُ بِسِنِّهِ .
      ـ مَضَاغُ : ما يُمْضَغُ ، وكِسْرَةٌ لَيِّنَةُ المَضاغِ أيضاً .
      ـ مُضاغَةُ : ما مُضغَ ،
      ـ مُضَّاغَةُ : الأحْمَقُ .
      ـ مُضْغَةُ : قِطْعَةُ لَحْمٍ وغيرِه ، ج : مُضَغٌ .
      ـ مُضَّغُ الأمُورِ : صِغارُها .
      ـ مَضيغَةُ : كلُّ لَحْمٍ على عَظْمٍ ، ولَحْمَةٌ تحتَ ناهِضِ الفَرَسِ ، وعَقَبَةُ القَوْسِ التي على طَرَفِ السِّيَتَيْنِ ، أو عَقَبَةُ القَوَّاسِ المَمْضوغَةُ ، واللِّهْزِمَةُ ، والعَضَلَةُ ، ج : مَضيغٌ ومَضائِغٌ .
      ـ ماضِغانِ : أُصُولُ اللَّحْيَيْنِ عندَ مَنْبِتِ الأضْراسِ ، أو عِرْقانِ في اللَّحْيَيْنِ .
      ـ أمْضَغَ النَّخْلُ : صارَ في وَقْتِ طِيبِه حتى يُمْضَغَ ،
      ـ أمْضَغَ اللَّحْمُ : اسْتُطيبَ وأكِلَ .
      ـ ماضَغَه في القِتالِ : جادَّهُ فيه .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. المَضَاغُ
    • المَضَاغُ : ما يُمْضَغ .
      يقال : ما ذُقْتُ مَضَاغاً .
      و المَضَاغُ المَضْغُ .
      يقال : لقمةٌ ليّنةُ المَضاغ .


    المعجم: المعجم الوسيط

,
  1. المضاف إليه
    • ( نح ) اسم مجرور متعلِّق بآخَر :- بابُ البيتِ .

    المعجم: عربي عامة

  2. المُضافُ
    • المُضافُ : الدَّعِيُّ ينتسب إِلى قومٍ وليس منهم .

    المعجم: المعجم الوسيط

  3. المُضَاغَةُ
    • المُضَاغَةُ : ما مُضِغَ .
      و المُضَاغَةُ ما يبقى في الفم من آخر ما مضغته .



    المعجم: المعجم الوسيط

  4. المُضَّاغةُ
    • المُضَّاغةُ : الأحمق .

    المعجم: المعجم الوسيط

  5. المضاعف
    • ( جب ) عدد يقبل القسمة على عددين أو أكثر .

    المعجم: عربي عامة

  6. المضاعف البسيط
    • ( جب ) أصغر عدد يقبل القسمة على عددين أو أكثر .



    المعجم: عربي عامة

  7. المُضاعَفُ
    • المُضاعَفُ : ( عند الصرفيين ) : مضاعف الثلاثي : ما كانت عينه ولامه من جنس واحد مثل : شَدَّ ، ومُضاعَفُ الرُّباعي : ما كانت فاؤه ولامه الأُولى من جنس ، وعينه ولامه الثانية من جنس ، مثل : زلزل وقهقه .
      و المُضاعَفُ ( في الحساب ) : المضاعف البسيط : أَصغر عدد يقبل القسمة على عددَيْن أو أكثر .

    المعجم: المعجم الوسيط

  8. المُضَاعَفَةُ
    • المُضَاعَفَةُ من الدُّرُوع : التي ضوعف حَلَقُها ، ونُسِجَتْ حَلْقَتَين .
      والأَضعاف المضاعفة : الأَمثال المتعدِّدة .
      وفي التنزيل العزيز : آل عمران آية 130 لاَ تأَكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَة ) ) .

    المعجم: المعجم الوسيط

  9. خيار المضاعفة
    • بعض عقود سندات قرض الشركات تمنح جهة الإصدار الخيار في سداد ضعف القسط المقرّر سداده من صندوق إطفاء الدين ، وتعني بالانجليزية : doubling option

    المعجم: مالية



  10. خيار المضاعفة
    • خيار البائع بمضاعفة حجم مبيعاته وخيار المشتري بمضاعفة حجم مشترياته . ، وتعني بالانجليزية : option to double

    المعجم: مالية

  11. ضوف
    • " ضافَ عن الشيء ضَوْفاً : عَدَل كصافَ صَوْفاً ؛ عن كراع ، واللّه أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  12. ضعف
    • " الضَّعْفُ والضُّعْفُ : خِلافُ القُوّةِ ، وقيل : الضُّعْفُ ، بالضم ، في الجسد ؛ والضَّعف ، بالفتح ، في الرَّأْي والعَقْلِ ، وقيل : هما معاً جائزان في كل وجه ، وخصّ الأَزهريُّ بذلك أَهل البصرة فقال : هما عند أَهل البصرة سِيّانِ يُسْتعملان معاً في ضعف البدن وضعف الرَّأْي .
      وفي التنزيل : اللّه الذي خَلَقَكم من ضُعفٍ ثم جَعَل من بعد ضُعْفٍ قُوَّةً ثم جعل من بعد قوَّةٍ ضُعْفاً ؛ قال قتادة : خلقكم من ضعف ، قال من النُّطْفَةِ أَي من المنِيّ ثم جعل من بعد قوة ضعفاً ، قال : الهَرَمَ ؛ وروي عن ابن عمر أَنه ، قال : قرأْت على النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : اللّه الذي خلقكم من ضَعف ؛ فأَقرأَني من ضُعْف ، بالضم ، وقرأَ عاصم وحمزة : وعَلِمَ أَن فيكم ضَعفاً ، بالفتح ، وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو ونافع وابن عامر والكسائي بالضم ، وقوله تعالى : وخُلِق الإنسانُ ضَعِيفاً ؛ أَي يَسْتَمِيلُه هَواه .
      والضَّعَفُ : لغة في الضَّعْفِ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : ومَنْ يَلْقَ خَيراً يَغْمِزِ الدَّهْر عَظْمَه ، على ضَعَفٍ من حالهِ وفُتُورِ فهذا في الجسم ؛

      وأَنشد في الرَّأْي والعقل : ولا أُشارِكُ في رَأْيٍ أَخا ضَعَفٍ ، ولا أَلِينُ لِمَنْ لا يَبْتَغِي لِينِي وقد ضَعُفَ يَضْعُفُ ضَعْفاً وضُعْفاً وضَعَفَ ؛ الفتح عن اللحياني ، فهو ضَعِيفٌ ، والجمع ضُعَفاء وضَعْفى وضِعافٌ وضَعَفةٌ وضَعافَى ؛ الأَخيرة عن ابن جني ؛

      وأَنشد : تَرَى الشُّيُوخَ الضَّعافَى حَوْلَ جَفْنَتِه ، وتَحْتَهُم من محاني دَرْدَقٍ شَرَعَهْ ونسوة ضَعِيفاتٌ وضَعائفُ وضِعافٌ ؛

      قال : لقد زادَ الحياةَ إليَّ حُبّاً بَناتي ، إنَّهُنَّ من الضِّعافِ وأَضْعَفَه وضَعَّفَه : صيَّره ضعيفاً .
      واسْتَضْعَفَه وتَضَعَّفَه : وجده ضعيفاً فركبه بسُوء ؛ الأَخيرة عن ثعلب ؛

      وأَنشد : عليكم بِرِبْعِيِّ الطِّعانِ ، فإنه أَشَقُّ على ذِي الرَّثْيَةِ المُتَضَعِّفِ رِبْعِيُّ الطِّعانِ : أَوَّله وأَحَدُّه .
      وفي إِسلام أَبي ذَّرّ : لَتَضَعَّفْتُ (* قوله « لتضعفت » هكذا في الأصل ، وفي النهاية : فتضعفت .) رجلاً أَي اسْتَضْعَفْتُه ؛ قال القتيبي : قد تدخل اسْتَفْعَلْتُ في بعض حروف تَفَعَّلْت نحو تَعَظَّم واسْتَعْظَم وتكبّر واسْتكبر وتَيَقَّن واسْتَيْقَنَ وتَثَبَّتَ واسْتَثْبَتَ .
      وفي الحديث : أَهْلُ الجَنّة كلّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ ؛ قال ابن الأثير : يقال تَضَعَّفْتُه واسْتَضْعَفْتُه بمعنى للذي يَتَضَعَّفُه الناس ويَتَجَبَّرُون عليه في الدنيا للفقر ورَثاثَةِ الحال .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : غَلَبني أَهل الكوفة ، أَسْتَعْمِلُ عليهم المؤمنَ فيُضَعَّفُ ، وأَستعمل عليهم القَوِيَّ فيُفَجَّر .
      وأَما الذي ورد في الحديث حديث الجنة : ما لي لا يدخُلني إلا الضُّعَفاء ؟ قيل : هم الذين يُبَرِّئُون أَنْفُسَهم من الحَوْل والقوة ؛ والذي في الحديث : اتقوا اللّه في الضعيفين : يعني المرأَة والمملوك .
      والضَّعْفةُ : ضَعْفُ الفؤاد وقِلَّةُ الفِطْنةِ .
      ورجل مَضْعُوفٌ : به ضَعْفةٌ .
      ابن الأَعرابي : رجل مَضْعُوفٌ ومَبْهُوتٌ إذا كان في عقله ضَعْفٌ .
      ابن بزرج : رجل مَضْعُوفٌ وضَعُوفٌ وضَعِيفٌ ، ورجل مَغْلُوبٌ وغَلُوبٌ ، وبعير مَعْجوفٌ وعَجُوفٌ وعَجِيفٌ وأَعْجَفُ ، وناقة عَجوفٌ وعَجِيفٌ ، وكذلك امرأَة ضَعُوفٌ ، ويقال للرجل الضرير البصر ضَعِيفٌ .
      والمُضَعَّفُ : أَحد قِداح الميْسِر التي لا أَنْصباء لها كأَنه ضَعُفَ عن أَن يكون له نصيبٌ .
      وقال ابن سيده أَيضاً : المُضَعَّفُ الثاني من القِداحِ الغُفْل التي لا فُرُوضَ لها ولا غُرْم عليها ، إنما تُثَقَّل بها القِداحُ كَراهِيةَ التُهَمَةِ ؛ هذه عن اللحياني ، واشْتَقَّه قوم من الضَّعْفِ وهو الأَوْلى .
      وشِعر ضَعِيف : عَليل ، استعمله الأَخفش في كتاب القَوافي فقال : وإن كانوا قد يُلزمون حرف اللين الشِّعْرَ الضعيفَ العليلَ ليكون أَتَمَّ له وأَحسن .
      وضِعْفُ الشيء : مِثْلاه ، وقال الزجاج : ضِعْفُ الشيء مِثْلُه الذي يُضَعِّفُه ، وأَضْعافُه أَمثالُه .
      وقوله تعالى : إذاً لأَذَقْناك ضِعْفَ الحَياةِ وضِعْفَ المَماتِ ؛ أَي ضِعف العذاب حيّاً وميّتاً ، يقول : أَضْعفنا لك العذاب في الدنيا والآخرة ؛ وقال الأَصمعي في قول أَبي ذؤيب : جَزَيْتُكَ ضِعْفَ الوِدِّ ، لما اسْتَبَنْتُه ، وما إنْ جَزاكَ الضِّعْفَ من أَحَدٍ قَبْلي معناه أَضعفت لك الود وكان ينبغي أَن يقول ضِعْفَي الوِدِّ .
      وقوله عز وجل : فآتِهِم عذاباً ضِعْفاً من النار ؛ أَي عذاباً مُضاعَفاً لأَن ال ضِّعْفَ في كلام العرب على ضربين : أَحدهما المِثل ، والآخر أَن يكون في معنى تضعيف الشيء .
      قال تعالى : لكلِّ ضِعْف أَي للتابع والمتبوع لأَنهم قد دخلوا في الكفر جميعاً أَي لكلٍّ عذاب مُضاعَفٌ .
      وقوله تعالى : فأولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا ؛ قال الزجاج : جزاء الضعف ههنا عشر حسنات ، تأْويله : فأُولئك لهم جزاء الضعف الذي قد أَعلمناكم مِقْداره ، وهو قوله : من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالها ؛ قال : ويجوز فأُولئك لهم جزاء الضعف أَي أَن نجازيهم الضعف ، والجمع أَضْعاف ، لا يكسَّر على غير ذلك .
      وأَضعفَ الشيءَ وضعَّفه وضاعَفه : زاد على أَصل الشيء وجعله مثليه أَو أَكثر ، وهو التضعيف والإضْعافُ ، والعرب تقول : ضاعفت الشيء وضَعَّفْته بمعنى واحد ؛ ومثله امرأَة مُناعَمةٌ ومُنَعَّمةٌ ، وصاعَر المُتَكَبِّر خَدَّه وصعّره ، وعاقَدْت وعقّدْت .
      وعاقَبْتُ وعَقَّبْتُ .
      ويقال : ضعَّف اللّه تَضْعِيفاً أَي جعله ضِعْفاً .
      وقوله تعالى : وما آتَيْتُم من زكاة تُريدون وجهَ اللّه فأُولئك هم المُضْعِفُون ؛ أَي يُضاعَفُ لهم الثواب ؛ قال الأَزهري : معناه الداخلون في التَّضْعِيف أَي يُثابُون الضِّعْف الذي ، قال اللّه تعالى : أُولئك لهم جزاء الضِّعْفِ بما عَمِلوا ؛ يعني من تَصدَّق يريد وجه اللّه جُوزيَ بها صاحِبُها عشرة أَضْعافها ، وحقيقته ذوو الأَضْعافِ .
      وتضاعِيفُ الشيء : ما ضُعِّفَ منه وليس له واحد ، ونظيره في أَنه لا واحد له تَباشِيرُ الصُّبْحِ لمقدمات ضِيائه ، وتَعاشِيبُ الأَرض لما يظهر من أَعْشابِها أَوَّلاً ، وتَعاجِيبُ الدَّهْرِ لما يأْتي من عَجائِبه .
      وأَضْعَفْتُ الشيءَ ، فهو مَضْعُوفٌ ، والمَضْعُوفُ : ما أُضْعِفَ من شيء ، جاء على غير قِياس ؛ قال لبيد : وعالَيْنَ مَضْعُوفاً ودُرّاً ، سُمُوطُه جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المَفاصِلا (* قوله « ودراً » كذا بالأصل ، والذي في الصحاح وشرح القاموس : وفرداً .؟

      ‏ قال ابن سيده : وإنما هو عندي على طرح الزائد كأَنهم جاؤوا به على ضُعِفَ .
      وضَعَّفَ الشيءَ : أَطْبَقَ بعضَه على بعض وثَناه فصار كأَنه ضِعْفٌ ، وقد فسر بيت لبيد بذلك أَيضاً .
      وعَذابٌ ضِعْفٌ : كأَنه ضُوعِفَ بعضُه على بعض .
      وفي التنزيل : يا نساء النبيّ من يأْتِ مِنْكُنَّ بفاحِشةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لها العَذابُ ضِعْفَيْنِ ، وقرأَ أَبو عمرو : يُضَعَّف ؛ قال أَبو عبيد : معناه يجعل الواحد ثلاثة أَي تُعَذَّبْ ثلاثةَ أَعْذِبَةٍ ، وقال : كان عليها أَن نُعَذَّبَ مرة فإذا ضُوعِفَ ضِعْفَيْن صار العذابُ ثلاثة أَعْذِبةٍ ؛ قال الأَزهري : هذا الذي ، قاله أَبو عبيد هو ما تستعمله الناس في مَجازِ كلامهم وما يَتَعارَفونه في خِطابهم ، قال : وقد ، قال الشافعي ما يُقارِبُ قوله في رجل أَوْصى فقال : أَعْطُوا فلاناً ضِعْفَ ما يُصِيبُ ولدي ، قال : يُعْطى مثله مرتين ، قال : ولو ، قال ضِعْفَيْ ما يُصيبُ ولدي نظرتَ ، فإن أَصابه مائة أَعطيته ثلثمائة ، قال : وقال الفراء شبيهاً بقولهما في قوله تعالى : يَرَوْنَهم مِثْلَيْهِم رأْيَ العين ، قال : والوصايا يستعمل فيها العُرْفُ الذي يَتَعارَفُه المُخاطِبُ والمُخاطَبُ وما يسبق إلى أَفْهام من شاهَدَ المُوصي فيما ذهب وهْمُه إليه ، قال : كذلك روي عن ابن عباس وغيره ، فأَما كتاب اللّه ، عز وجل ، فهو عري مبين يُرَدُّ تفسيره إلى موضوع كلام العرب الذي هو صيغة أَلسِنتها ، ولا يستعمل فيه العرف إذا خالفته اللغة ؛ والضِّعْفُ في كلام العرب : أَصله المِثْلُ إلى ما زاد ، وليس بمقصور على مثلين ، فيكون ما ، قاله أَبو عبيد صواباً ، يقال : هذا ضِعف هذا أَي مثله ، وهذا ضِعْفاه أَي مثلاه ، وجائز في كلام العرب أَن تقول هذه ضعفه أَي مثلاه وثلاثة أَمثاله لأَن الضِّعف في الأَصل زيادة غير محصورة ، أَلا ترى قوله تعالى : فأُولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا ؟ لم يرد به مثلاً ولا مثلين وإنما أَراد بالضعف الأَضْعافَ وأَوْلى الأَشياء به أَن نَجْعَلَه عشرةَ أَمثاله لقوله سبحانه : من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يُجزي إلا مثلها ؛ فأَقل الضِّعْفِ محصور وهو المثل ، وأَكثره غيرُ محصور .
      وفي الحديث : تَضْعُفُ صلاةُ الجماعةِ على صلاة الفَذِّ خَمساً وعشرين درجة أَي تزيد عليها .
      يقال : ضَعُفَ الشيءُ يَضْعُفُ إذا زاد وضَعَّفْتُه وأَضعَفْتُه وضاعَفْتُه بمعنًى .
      وقال أَبو بكر : أُولئك لهم جزاء الضِّعْفِ ؛ المُضاعَفةِ ، فأَلْزَمَ الضِّعْفَ التوحيدَ لأَنَّ المصادِرَ ‏ ليس ‏ سبيلُها التثنية والجمع ؛ وفي حديث أَبي الدَّحْداح وشعره : إلا رَجاء الضِّعْفِ في المَعادِ أَي مِثْلَيِ الأَجر ؛ فأَما قوله تعالى : يُضاعَفْ لها العذابُ ضعفين ، فإن سِياق الآية والآيةِ التي بعدها دلَّ على أَن المرادَ من قوله ضِعفين مرّتان ، أَلا تراه يقول بعد ذكر العذاب : ومن يَقْنُت منكنَّ للّه ورسوله وتعمل صالحاً نُؤتِها أَجْرَها مرتين ؟ فإذا جعل اللّه تعالى لأُمهات المؤمنين من الأَجْر مِثْلَيْ ما لغيرهن تفضيلاً لهنَّ على سائر نساء الأُمة فكذلك إذا أَتَتْ إحداهنَّ بفاحشة عذبت مثلي ما يعذب غيرها ، ولا يجوز أَن تُعْطى على الطاعة أَجرين وتُعَذَّب على المعصِية ثلاثة أَعذبة ؛ قال الأَزهري : وهذا قولُ حذاق النحويين وقول أَهلِ التفسير ، والعرب تتكلم بالضِّعف مثنى فيقولون : إن أَعطيتني دِرهماً فلك ضِعفاه أي مثلاه ، يريدون فلك درهمان عوضاً منه ؛ قال : وربما أَفردوا الضعف وهم يريدون معنى الضعفين فقالوا : إن أَعطيتني درهماً فلك ضعفه ، يريدون مثله ، وإفراده لا بأْس به إلا أَن التثنية أَحسن .
      ورجل مُضْعِفٌ : ذو أَضْعافٍ في الحسنات .
      وضَعَفَ القومَ يَضْعَفُهُم : كَثَرَهم فصار له ولأَصحابه الضِّعْفُ عليهم .
      وأَضْعَفَ الرَّجلُ : فَشَتْ ضَيْعَتُه وكثُرت ، فهو مُضعِف .
      وبقرة ضاعِفٌ : في بطنها حَمْل كأَنَّها صارت بولدها مُضاعَفَةً .
      والأَضْعافُ : العِظامُ فوقها لحم ؛ قال رؤبة : واللّه بَينَ القَلْبِ والأَضْعاف ؟

      ‏ قال أَبو عمرو : أَضعاف الجسد عِظامه ، الواحد ضِعْفٌ ، ويقال : أَضْعافُ الجَسد أَعْضاؤه .
      وقولهم : وقَّع فلان في أَضْعافِ كتابه ؛ يراد به توقِيعُه في أَثناء السُّطور أَو الحاشية .
      وأُضْعِفَ القومُ أَي ضُوعِفَ لهم .
      وأَضْعَفَ الرَّجلُ : ضَعُفَتْ دابّتُه .
      يقال هو ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ ، فالضَّعِيفُ في بدنه ، والمُضعِفُ الذي دابته ضعيفة كما يقال قَويٌّ مُقْوٍ ، فالقويّ في بدنه والمُقْوي الذي دابته قَوِيَّة .
      وفي الحديث في غَزْوة خَيْبَر : من كان مُضْعِفاً فَلْيَرْجع أَي من كانت دابّتُه ضَعِيفةً .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : المُضْعِفُ أَميرٌ على أَصحابه يعني في السفر يريد أَنهم يَسيرُون بسيره .
      وفي حديث آخر : الضَّعِيفُ أَمير الركْب .
      وضَعَّفَه السير أَي أَضْعَفَه .
      والتضْعِيف : أَن تَنْسُبَه إلى الضَّعْفِ : والمُضاعَفةُ : الدِّرْع التي ضُوعِفَ حَلَقُها ونُسِجَتْ حَلْقَتَيْن حلقتين .
      "

    المعجم: لسان العرب

  13. ضنن


    • " الضِّنَّة والضِّنُّ والمَضَنَّة والمَضِنَّة ، كل ذلك .
      من الإِمساك والبُخْل ، ورجل ضَنينٌ .
      قال الله عز وجل : وما هو على الغيب بضَنينٍ ؛ قال الفراء : قرأَ زيد بن ثابت وعاصم وأَهل الحجاز بضَنِينٍ ، وهو حَسَن ، يقول : يأْتيه غَيْبٌ وهو مَنْفوس فيه فلا يبخل به عليكم ولا يَضِنُّ به عنكم ، ولو كان مكان على عن صَلَح أَو الباء كما تقول : ما هو بضنين بالغيب ، وقال الزجاج : ما هو على الغيب ببخيل أَي هو ، صلى الله عليه وسلم ، يُؤَدِّي عن الله ويُعَلِّم كتابَ الله أَي ما هو ببخيل كَتُومٍ لما أُوحي إليه ، وقرئَ : بظَنينٍ ، وتفسيره في مكانه .
      ابن سيده : ضَنِنْتُ بالشيء أَضَنُّ ، وهي اللغة العالية ، وضَنَنْتُ أَضِنُّ ضَنّاً وضِنّاً وضِنَّةً ومَضَنَّة ومَضِنَّة وضَنانة بَخِلْت به ، وهو ضَنين به .
      قال ثعلب :، قال الفراء سمعت ضَنَنْتُ ولم أَسمع أَضِنُّ ، وقد حكاه يعقوب ، ومعلوم أَن من روى حجة على من لم يرو ؛ وقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب : مَهْلاً أَعاذِلَ ، قد جَرَّبْتِ من خُلُقي أَني أَجُودُ لأَقوامٍ ، وإِن ضَنِنُوا .
      فأَظهر التضعيف ضرورة .
      وعِلْقُ مَضِنَّةٍ ومَضَنَّة ، بكسر الضاد وفتحها ، أَي هو شيء نفيس مَضْنون به ويُتَنافَس فيه .
      والضّنُّ : الشيء النفيس المَضْنُون به ؛ عن الزجاجي .
      ورجل ضَنِينٌ : بخيل ؛ وقول البعيث : أَلا أَصْبَحَتْ أَسماءُ جاذِمةَ الحَبْلِ ، وضَنَّتْ علينا ، والضَّنِينُ من البُخْلِ .
      أَراد : الضَّنينُ مخلوقٌ من البخل ، كقولهم مجبول من الكرم ، ومَطينٌ من الخير ، وهي مخلوقة من البخل ، وكل ذلك على المجاز لأَن المرأَة جوهر والبخل عَرَض ، والجوهرُ لا يكون من العَرض ، إنما أَراد تمكين البخل فيها حتى كأَنها مخلوقة منه ، ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم : ما زيد إلاَّ أَكْلٌ وشُرْبٌ ، ولا يكون أَكلاً وشرباً لاختلاف الجهتين ، وهذا أَوفق من أَن يحمل على القلب وأَن يراد به والبخلُ من الضَّنِين لأَن فيه من الإِعْظام والمبالغة ما ليس في القلب ؛ ومثله قوله : وهُنَّ من الإِخْلافِ والوَلَعانِ وهو كثير .
      ويقال : فلان ضِنِّتي من بين إخواني وضِنِّي أَي أَختص به وأَضِنُّ بمودَّته .
      وفي الحديث : إن لله ضنائنَ (* قوله « وفي الحديث إن لله ضنائن إلخ »، قال الصاغاني : هذا من الأحاديث التي لا طرق لها ).
      من خَلْقِه ، وفي رواية : ضِنّاً من خلقه يحييهم في عافية ويميتهم في عافية أَي خصائص ، واحدهم ضَنِينَة ، فعيلة بمعنى مفعولة ، من الضِّنِّ وهو ما تختصه وتَضَنُّ به أَي تبخل لمكانه منك ومَوْقِعِه عندك ؛ وفي الصحاح : فلان ضِنِّي من بين إخواني ، وهو شِبْه الاختصاص .
      وفي حديث الأَنصار : لم نَقُلْ إلاّ ضِنّاً برسول الله أَي بُخْلاً وشُحّاً أَن يُشارِكنا فيه غيرُنا .
      وفي حديث ساعة الجمعة : فقلت أَخْبِرني بها ولا تَضْنَنْ عليَّ أَي لا تَبْخَل .
      ويقال اضْطَنَّ يَضْطَنُّ أَي بَخِلَ يبْخَلُ ، وهو افْتِعال من الضَّنِّ ، وكان في الأَصل اضْتَنَّ ، فقلبت التاء طاء .
      وضَنِنْتُ بالمنزل ضِنّاً وضَنَانَةً : لم أَبْرَحْه ، والاضْطِنانُ افْتِعال من ذلك .
      وأَخَذْتُ الأَمْر بضَنانَتِه أَي بطَراوَتِه لم يتغير ، وهَجَمْتُ على القوم وهم بضَنانَتِهم لم يتفرَّقوا .
      ورجل ضَنَنٌ : شجاع ؛

      قال : إِني إذا ضَنَنٌ يَمْشي إلى ضَنَنٍ ، أَيْقَنْتُ أَنَّ الفَتى مُودٍ به الموتُ .
      والمَضْنُون : الغالية ، وفي المحكم : المَضْنُونُ دُهْنُ البانِ :، قال الراجز : قد أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لِينِ ، وبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ ، وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ .
      والمَضْنون والمَضْنونة : الغالِيةُ ؛ عن الزجاج .
      الأَصمعي : المَضْنُونةُ ضرب من الغِسْلَةِ والطِّيب ؛ قال الراعي : تَضُمُّ على مَضْمُونَةٍ فارِسيَّةٍ ضَفَائِرَ لا ضاحي القُرُونِ ، ولا جَعْدِ وتُضْحي ، وما ضَمَّتْ فُضُولَ ثِيابِها إلى كَتِفَيْها بائْتِزَارٍ ، ولا عَقْدِ كأَنَّ الخُزامى خالَطَتْ ، في ثيابها ، جَنِيّاً من الرَّيْحانِ ، أَو قُضُبِ الرَّنْدِ .
      والمَضْنونة : اسم لزمزم ، وابن خالويه يقول في بئر زمزم المَضنُون ، بغير هاء .
      وفي حديث زمزم : قيل له احْفِرِ المَضْنُونة أَي التي يُضَنُّ بها لنَفاستها وعِزَّتِها ، وقيل للخَلُوقِ والطِّيبِ المَضْنُونة لأَنه يُضَنُّ بهما .
      وضِنَّهُ : اسم أَبي قبيلة ، وفي العرب قبيلتان : إِحداهما تنسب إلى ضِنَّة بن عبد الله بن نُمَيْرٍ ، والثانية ضِنَّة ابن عبد الله بن كبير (* قوله « ضنة بن عبد الله بن كبير إلخ » كذا بالأصل والمحكم والقاموس ، والذي في التكملة : ضنة بن عبد بن كبير إلخ وصوّبه شارح القاموس ولم يبين وجهه ).
      بن عُذْرَة ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  14. ضمر
    • " الضُّمْرُ والضُّمُر ، مثلُ العُّسْر والعُسُر : الهُزالُ ولَحاقُ البطنِ ، وقال المرّار الحَنْظليّ : قد بَلَوْناه على عِلاَّتِه ، وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّمُرْ ذُو مِراحٍ ، فإِذا وقَّرْتَه ، فذَلُولٌ حَسنٌ الخُلْق يَسَرْ التَّيْسورُ : السِّمَنُ وذو مِراح أَي ذو نَشاطٍ .
      وذَلولٌ : ليس بصَعْب .
      ويَسَر : سَهْلٌ ؛ وقد ضَمَرَ الفرسُ وضَمُرَ ؛ قال ابن سيده : ضَمَرَ ، بالفتح ، يَضْمُر ضُموراً وضَمُر ، بالضم ، واضْطَمَر ؛ قال أَبو ذؤيب : بَعِيد الغَزَاة ، فما إِن يَزا لُ مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحا وفي الحديث : إِذا أَبْصَرَ أَحدُكم امرأَةً فَلْيأْت أَهْلَه فإِن ذلك يُضْمِرُ ما في نفسه ؛ أَي يُضْعِفه ويُقَلّلُه ، من الضُّمور ، وهو الهُزال والضعف .
      وجمل ضامِرٌ وناقة ضامِرٌ ، بغير هاء أَيضاً ، ذَهبوا إِلى النَّسَب ، وضامِرةٌ .
      والضَّمْرُ من الرجال : الضامرُ البَطْنِ ، وفي التهذيب : المُهَضَّمُ البطن اللطيفُ الجِسْم ، والأُنثى ضَمْرَةٌ .
      وفرس ضَمْرٌ : دقيق الحِجاجَينِ ؛ عن كراع .
      قال ابن سيده : وهو عندي على التشبيه بما تقدم .
      وقَضِيب ضامرٌ ومُنْضَمِرٌ وقد انْضَمَرَ إِذا ذهب ماؤُه .
      والضَّمِيرُ : العِنبُ الذابلُ .
      وضَمَّرْتُ الخيلَ : عَلْفتها القُوتَ بعد السِّمَنِ .
      والمِضْمارُ : الموضع الذي تُضَمَّرُ فيه الخيلُ ، وتَضْميرُها : أَن تُعْلَف قُوتاً بعد سِمَنها .
      قال أَبو منصور : ويكون المِضْمارُ وقتاً للأَيام التي تُضَمِّر فيها الخيلُ للسِّباقِ أَو للرَّكضِ إِلى العَدُوِّ ، وتَضْميرُها أَن تُشَدّ عليها سُروجُها وتُجَلَّل بالأَجِلَّة حتَّى تَعْرق تحتها ، فيذهب رَهَلُها ويشتدّ لحمها ويُحْمل عليها غِلمانٌ خِفافٌ يُجْرُونها ولا يَعْنُفونَ بها ، فإِذا فُعل ذلك بها أُمِنَ عليها البُهْرُ الشديد عند حُضْرها ولم يقطعها الشَّدُّ ؛ قال : فذلك التَّضْميرُ الذي شاهدتُ العرب تَفْعله ، يُسمّون ذلك مِضْماراً وتَضْمِيراً .
      الجوهري : وقد أَضْمَرْتُه أَنا وضَمَّرْتُه تَضْمِيراً فاضْطَمَرَ هو ، قال : وتَضْمِيرُ الفرس أَيضاً أَن تَعْلِفَه حتى يَسْمَن ثم تردّه إِلى القُوت ، وذلك في أَربعين يوماً ، وهذه المدّة تسمى المِضْمَارَ ، وفي الحديث : من صامَ يوماً في سبيل الله باعَدَه اللهُ من النار سَبْعين خَريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيدِ ؛ المُضَمِّرُ : الذي يُضَمِّرُ خيلَه لغَزْوٍ أَو سِباقٍ .
      وتَضْمِيرُ الخيلِ : هو أَن يُظاهِرَ عليها بالعَلفِ حتى تَسْمَنَ ثم لا تُعْلف إِلاَّ قُوتاً .
      والمُجيدُ : صاحبُ الجِيادِ ؛ والمعنى أَن الله يُباعِدُه من النار مسافةَ سبعين سنة تَقْطعُها الخيل المُضَمَّرةُ الجِيادُ رَكْضاً .
      ومِضْمارُ الفرس : غايتُه في السِّباق .
      وفي حديث حذيفة : أَنه خطب فقال : اليَومَ المِضْمارُ وغداً السِّباقُ ، والسابقُ من سَبَقَ إِلى الجنّة ؛ قال شمر : أَراد أَن اليوم العملُ في الدنيا للاسْتِباق إِلى الجنة كالفرس يُضَمَّرُ قبل أَن يُسابَقَ عليه ؛ ويروي هذا الكلام لعليّ ، كرم الله وجهه .
      ولُؤُلؤٌ مُضْطَمِرٌ : مُنْضَمّ ؛

      وأَنشد الأَزهري بيت الراعي : تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا ، فاسْتنارَتْ ، تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فيه اضْطِمارُ واللؤلؤ المُضْطَمِرُ : الذي في وسطه بعضُ الانضمام .
      وتَضَمّرَ وجهُه : انضمت جِلْدتُه من الهزال .
      والضَّمِيرُ : السِّرُّ وداخِلُ الخاطرِ ، والجمع الضمَّائرُ .
      الليث : الضمير الشيء الذي تُضْمِره في قلبك ، تقول : أَضْمَرْت صَرْفَ الحرف إِذا كان متحركاً فأَسْكَنْته ، وأَضْمَرْتُ في نفسي شيئاً ، والاسم الضَّمِيرُ ، والجمع الضمائر .
      والمُضْمَرُ : الموضعُ والمَفْعولُ ؛ وقال الأَحْوص بن محمد الأَنصاري : سيَبْقَى لها ، في مُضْمَرِ القَلْب والحَشا ، سَرِيرَةُ وُدٍ ، يوم تُبْلى السَّرائِرُ وكلُّ خَلِيطٍ لا مَحالَةَ أَنه ، إِلى فُرقةٍ ، يوماً من الدَّهْرِ ، صائرُ ومَنُْ يَحْذَرِ الأَمرَ الذي هو واقعٌ ، يُصِبْهُ ، وإِن لم يَهْوَه ما يُحاذِرُ وأَضْمَرْتُ الشيء : أَخْفَيته .
      وهَوًى مُضْمَرٌ وضَمْرٌ كأَنه اعْتُقد مَصدراً على حذف الزيادة : مَخْفِيٌّ ؛ قال طُريحٌ : به دَخِيلُ هَوًى ضَمْرٍ ، إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَى له جاشَ في الأَحشاءِ والتَهبا وأَضْمَرَتْه الأَرضُ : غَيَّبَتْه إِما بموت وإِما بسَفَرٍ ؛ قال الأَعشى : أُرانا ، إِذا أَضْمَرَتْك البِلا دُ ، نُجْفى ، وتُقْطَعُ مِنا الرَّحِم أَراد إِذا غَيَّبَتْكَ البلادُ .
      والإِضْمارُ : سُكونُ التاء من مُتَفاعِلن في الكامل حتى يصير مُتْفاعلن ، وهذا بناءٌ غير مَعْقولٍ فنُقِل إِلى بناءٍ مَقُولٍ ، مَعْقولٍ ، وهو مُسْتَفْعِلن ، كقول عنترة : إِني امْرُؤٌ من خيرِ عبْسٍ مَنْصِباً شَطْرِي ، وأَحْمِي سائري بالمُنْصُلِ فكلُّ جزء من هذا البيت مُسْتَفْعلن وأَصْلُه في الدائرة مُتَفاعلن ، وكذلك تسكينُ العين من فَعِلاتُنْ فيه أَيضاً فَيْبقى فَعْلاتن فيُنْقَل في التقطيع إِلى مفعولن ؛ وبيته قول الأَخطل : ولقد أَبِيتُ من الفَتاة بمَنْزِلِ ، فأَبِيتُ لا حَرِجٌ ولا مَحْرُوم وإِنما قيل له مُضْمَرٌ لأَن حركته كالمُضْمَر ، إِن شئت جئت بها ، وإِن شئت سَكَّنْته ، كما أَن أَكثر المُضْمَر في العربية إِن شئت جئت به ، وإِن شئت لم تأْتِ به .
      والضِّمارُ من المال : الذي لا يُرْجَى رُجوعُه والضَّمَارُُ من العِدَات : ما كان عن تسْوِيف .
      الجوهري : الضِّمَارُ ما لا يُرْجى من الدَّين والوَعْد وكلِّ ما لا تَكون منه على ثِقةٍ ؛ قال الراعي : وأَنْضاء أُنِخْنَ إِلى سَعِيدٍ طُرُوقاً ، ثم عَجَّلْن ابْتِكارا حَمِدْنَ مَزارَه ، فأَصَبْنَ منه عَطاءً لم يكن عِدَةً ضِمارا والضِّمَارُ من الدَّينِ : ما كان بلا أَجَل معلوم .
      الفراء : ذَهَبُوا بمالي ضِماراً مثل قِمَاراً ، قال : وهو النَّسِيئةُ أَيضاً .
      والضِّمارُ : خِلافُ العِيَانِ ؛ قال الشاعر يذمّ رجلاً : وعَيْنُه كالكَالِئ الضِّمَارِ يقول : الحاضرُ من عَطِيّتِه كالغائب الذي لا يُرْتجى ؛ ومنه قول عمر بن عبد العزيز ، رحمه الله ، في كتابه إِلى ميمون بن مِهْرانَ في أَموال المظالم التي كانت في بيت المال أَن يَرُدّها ولا يَأْخذَ زكاتَها : فإِنه كان مالاً ضِماراً لا يُرجى ؛ وفي التهذيب والنهاية : أَن يَرُدَّها على أَرْبابها ويأْخُذَ منها زكاةَ عامِها فإِنه كان مالاً ضِماراً ؛ قال أَبو عبيد : المالُ الضِّمارُ هو الغائب الذي لا يُرْجَى فإِذا رُجِيَ فليس بِضمارٍ من أَضْمَرْت الشيء إِذا غَيَّبْتَه ، فِعَالٌ بمعنى فاعِلٍ أَو مُفْعَلٍ ، قال : ومثلُه من الصفات ناقةٌ كِنازٌ ، وإِنما أَخذَ منه زكاة عامٍ واحد لأَن أَربابَه ما كانوا يَرْجون رَدَّه عليهم ، فلم يُوجِبْ عليهم زكاةَ السِّنِينَ الماضية وهو في بيت المال .
      الأَصمعي : الضَّمِيرةُ والضَّفِيرة الغَدِيرةُ من ذوائب الرأْس ، وجمعها ضَمائرُ .
      والتَّضْمِيرُ ؛ حُسْنُ ضَفْرِ الضَّميرة وحُسْنُ دَهْنِها .
      وضُمَيرٌ ، مُصَغّرٌ : جَبَلٌ بالشام .
      وضَمْرٌ : رمْلة بعَيْنِها ؛

      أَنشد ابن دريد : من حَبْلِ ضَمْرٍ حينَ هابا ودَجا والضُّمْرانُ والضَّمْرانُ : من دِقِّ الشجر ، وقيل : هو من الحَمْض ؛ قال أَبو منصور : ليس الضُّمْران من دِقِّ الشجر له هَدَبٌ كَهَدبِ الأَرْطى ؛ ومنه قول عُمر بن لَجَإٍ : بِحَسْبِ مُجْتَلِّ الإِماءِ الخُرَّمِ ، من هَدَبِ الضَّمْرانِ لم يُحَزَّمِ وقال أَبو حنيفة : الضَّمْرانُ مثل الرِّمْثِ إِلاَّ أَنه أَصغر وله خَشَب قليل يُحْتَطَبُ ؛ قال الشاعر : نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ الحَلِيِّ ، ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والنَّصِيِّ والضِّيْمُرانُ والضَّوْمَرانُ (* قوله « فهاب ضمران إلخ » عجزه : « طعن المعارك عند المجحر النجد » طعن فاعل يوزعه .
      والمحجر ، بميم مضمومة فجيم ساكنة فحاء مهملة مفتوحة وتقديم الحاء غلط كما نبه عليه شارح القاموس .
      والنجد ، بضم الجيم وكسرها كما نبه عليخه أيضاً ).
      قال : ورواه أَبو عبيد ضُمْرانُ ، وهو اسم كلب في الروايتين معاً .
      وقال الجوهري : وضُمْرانُ ، بالضم ، الذي في شعر النابغة اسمن كلبة .
      وبنو ضَمْرَةَ : من كنانة رَهْطُ عمرو بن أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  15. ضمن
    • " الضَّمِينُ : الكفيل .
      ضَمِنَ الشيءَ وبه ضَمْناً وضَمَاناً : كَفَل به .
      وضَمَّنَه إياه : كَفَّلَه .
      ابن الأَعرابي : فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ .
      يقال : ضَمِنْتُ الشيءَ أَضْمَنُه ضَماناً ، فأَنا ضامِنٌ ، وهو مَضْمون .
      وفي الحديث : من مات في سبيل الله فهو ضامِنٌ على الله أَن يدخله الجنة أَي ذو ضمان على الله ؛ قال الأَزهري : وهذا مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل : ومن يَخْرُجْ من بيته مُهاجِراً إلى الله ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقَعَ أَجْرُهُ على الله ؛ قال : هكذا خَرَّجَ الهروي والزمخشري من كلام عليّ ، والحديث مرفوع في الصِّحاح عن أَبي هريرة بمعناه ، فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه الجنةَ أَو أُرْجِعَه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نالَ من أَجر أَو غنيمة .
      وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عني : مثل غَرَّمْتُه ؛

      وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : ضَوامِنُ ما جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ ، من البُعْدِ ، ما يَضْمَنَّ فهو أَداءُ .
      فسره ثعلب فقال : معناه إن جار الدليل فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه ، ثم ، قال : ما يَضْمَنَّ فهو أَداءِ أَي ما ضَمِنَّه من ذلك لرَكْبِها وفَيْنَ به وأَدَّيْنَه .
      وضَمَّنَ الشيءَ الشيءَ : أَوْدَعه إياه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ ، وقد تضَمَّنه هو ؛ قال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة حاملاً : أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنِها ، كما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا .
      عليه : على الجنين .
      وكل شيء جعلته في وعاء فقد ضمَّنتَه إياه .
      الليث : كل شيءٍ أُحرِزَ فيه شيء فقد ضُمِّنَه ؛

      وأَنشد : ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ (* قوله « تربيت » أي تربية أي لا يربيه القبر ، كما في التهذيب ).
      ضُمِّنَه : أُودِعَ فيه وأُحرِزَ يعني القبر الذي دُفِنَتْ فيه المَوْؤُودَةُ .
      وروي عن عكرمة أَنه ، قال : لا تَشْتَرِ لبن البقر والغنم مُضَمَّناً لأَن ال لبن يزيد في الضرع وينقص ، ولكن اشْترِه كيلاً مُسَمًّى ؛ قال شمر :، قال أَبو معاذ يقول لا تشتره وهو في الضرع لأَنه في ضِمْنِه ، يقال : شَرَابُك مُضَمَّنٌ إذا كان في كوز أَو إِناء .
      والمَضامِينُ : ما في بطون الحوامل من كل شيء كأَنهن تضَمَّنَّه ؛ ومنه الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، نهى عن بيع المَلاقيح والمَضامين ، وقد مضى تفسير المَلاقيح ، وأَما المَضامِين فإِن أَبا عبيد ، قال : هي ما في أَصلاب الفحول ، وهي جمع مَضْمُون ؛

      وأَنشد غيره : إنَّ المضامينَ التي في الصُّلْبِ ماءُ الفُحولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ .
      ويقال : ضَمِنَ الشيءَ بمعنى تَضَمَّنَه ؛ ومنه قولهم : مَضْمُونُ الكتاب كذا وكذا ، والمَلاقِيحُ : جمع مَلْقُوح ، وهو ما في بطن الناقة .
      قال ابن الأَثير : وفسرهما مالك في الموطأِ بالعكس ؛ حكاه الأَزهري عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب ، وحكاه أَيضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابي ، قال : إذا كان في بطن الناقة حمل فهي ضامِنٌ ومِضْمانٌ ، وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ ، والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة .
      وناقة ضامِنٌ ومِضْمان : حامل ، من ذلك أَيضاً .
      ابن الأَعرابي : ما أَغْنى فلانٌ عني ضِمْناً وهو الشِّسْعُ أَي ما أَغنى شيئاً ولا قَدْرَ شِسْعٍ .
      والضَّامِنَةُ من كل بلد : ما تَضَمَّنَ وسَطَه .
      والضامِنَةُ : ما تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ من النخل ، فاعلة بمعنى مفعولة ؛ قال ابن دريد : وفي كتاب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأُكَيْدِرِ بن عبد الملك ، وفي التهذيب : لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل ، وفي الصحاح : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجَنْدَلِ من كَلْبٍ : إِن لنا الضَّاحيَةَ من البَعْلِ (* قوله « إن لنا الضاحية من البعل » كذا في الصحاح ، والذي في التهذيب : من الضحل ، وهما روايتان كما في النهاية .
      ولو ، قال كما في النهاية : إن لنا الضاحية من الضحل ، ويروي من البعل ، لكان أولى لأجل قوله بعد والبعل الذي إلخ ).
      والبُورَ والمَعامِيَ ، ولكم الضَّامَِنةُ من النخل والمَعِينُ .
      قال أَبو عبيد : الضَّاحية من الضَّحْل ما ظَهر وبَرَزَ وكان خارجاً من العِمارة في البَرِّ من النخل ، والبَعْلُ الذي يشرب بعروقه من غير سقْيٍ .
      والضَّامِنَة من النخل : ما تَضَمَّنَها أَمْصارُهم وكان داخلاً في العِمَارة وأَطاف به سُورُ المدينة ؛ قال أَبو منصور : سميت ضامنة لأَن أَربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها وحفظها ، فهي ذاتُ ضَمانٍ كما ، قال الله عز وجل : في عِيشةٍ راضية ؛ أَي ذاتِ رِضاً ، والضَّامِنَةُ فاعلة بمعنى مفعولة .
      وفي الحديث : الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ ؛ أَراد بالضَّمَان ههنا الحِفْظَ والرعاية لا ضَمان الغرامة لأَنه يحفظ على القوم صلاتهم ، وقيل : إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها مقرونة بصحة صلاته ، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم .
      والمُضَمَّنُ من الشعر : ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً ، وقيل ما لم تتم معاني قوافيه إلا بالبيت الذي يليه كقوله : يا ذا الذي في الحُبِّ يَلْحَى ، أَما واللهِ لو عُلِّقْتَ منه كما عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ ، لما لُمْتَ على الحُبِّ ، فَدَعْني وم ؟

      ‏ قال : وهي أَيضاً مشطورة مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ من كل بيت نصف وبُنِيَ على نصف ؛ وفي المحكم : المُضَمَّنُ من أَبيات الشعر ما لم يتم معناه إِلا في البيت الذي بعده ، قال : وليس بعيب عند الأَخفش ، وأَن لا يكونَ تَضْمِينٌ أَحْسَنُ ؛ قال الأَخفش : ولو كان كل ما يوجد ما هو أَحسن منه قبيحاً كان قول الشاعر : سَتُبْدي لك الأَيامُ ما كنت جاهلاً ، ويأْتيك بالأَخْبارِ من لم تُزَوِّدِ رديئاً إذا وجدت ما هو أَشْعر منه ، قال : فليس التضمين بعيب كما أَن هذا ليس برديء ، وقال ابن جني : هذا الذي رآه أَبو الحسن من أَن التضمين ‏ ليس ‏ بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه ، ولم يَعْدُ فيه مذهبَهم من وجهين : أَحدهما السماع ، والآخر القياس ، أَما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين ، وأَما القياس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به على جواز التضمين عندهم ؛ وذلك ما أَنشده صاحب الكتاب وأَبو زيد وغيرهما من قول الرَّبيعِ بن ضَبُعٍ الفَزَاري : أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السلاحَ ، ولا أَملك رأْس البعيرِ ، إن نَفَرا والذئبَ أَخْشاه ، إن مَرَرْتُ به وَحْدِي ، وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا .
      فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا ، واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله جملة مركبة من فعل وفاعل ، وهي قوله لا أَملك ، يدلك على جريه عند العرب والنحويين جميعاً مجرى قولهم : ضربت زيداً وعمراً لقيته ، فكأَنه ، قال : ولقيت عمراً لتتجانس الجملتان في التركيب ، فلولا أَن البيتين جميعاً عند العرب يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعاً نصب الذئب ، ولكن دل على اتصال أَحد البيتين بصاحبه وكونهما معاً كالجملة المعطوف بعضها على بعض ، وحكم المعطوف والمعطوف عليه أَن يجريا مجرى العقدة الواحدة ، هذا وجه القياس في حسن التضمين ، إلا أَن بإِزائه شيئاً آخر يقبح التضمين لأَجله ، وهو أَن أَبا الحسن وغيره قد ، قالوا : إِن كل بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه ، فمن هنا قَبُحَ التضمين شيئاً ، ومن حيث ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حَسُنَ ، وإذا كانت الحال على هذا فكلما ازدادت حاجة البيت الأَول إلى الثاني واتصل به اتصالاً شديداً كان أَقبح مما لم يحتج الأَول إلى الثاني هذه الحاجة ؛ قال : فمن أَشدَّ التضمين قول الشاعر روي عن قُطْرُب وغيره : وليس المالُ ، فاعْلَمْهُ ، بمالٍ من الأَقْوامِ إلا للَّذِيِّ يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُ لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه ، وللقَصِيِّ .
      فضَمَّنَ بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه ؛ وقال النابغة : وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تميمٍ ، وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ ، إنِّي شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ ، أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي وهذا دو الأَول لأَنه ليس اتصالُ المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول بصلته ؛ ومثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَيّان المَنْقَريّ : ومثل سَوَّارٍ ردَدْناه إلى إدْرَوْنِه ولُؤْمِ إصِّه على أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا والمُضَمَّنُ من الأَصوات : ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر .
      قال الأَزهري : والمُضَمَّنُ من الأَصوات أَن يقول الإنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللام إلى الحركة .
      والضَّمانةُ والضَّمانُ : الزَّمانة والعاهة ؛ قال الشاعر : بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لم يَجْرِ فيهما ضمانٌ ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس .
      والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة : الداء في الجسد من بلاء أَو كِبر ؛ رجل ضَمَنٌ ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث : مريض ، وكذلك ضَمِنٌ ، والجمع ضَمِنُون ، وضَمِينٌ والجمع ضَمْنى ، كُسِّر على فَعْلى وإن كانت إنما يكسر بها المفعول نحو قَتْلى وأَسْرَى ، لكنهم تجوّزوه على لفظ فاعِل أَو فَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مفعول ؛ قال سيبويه : كُسِّر هذا النحو على فَعْلى لأَنها من الأَشياء التي أُصيبوا بها وأُدْخلوا فيها وهم لها كارهون .
      وقد ضَمِنَ بالكسر ، ضَمَناً : كمَرِض وزَمِن ، فهو ضَمِنٌ أَي مُبْتَلىً .
      والضَّمانة : الزَّمانة .
      وفي حديث عبد الله بن عمر : من اكْتَتَب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً يوم القيامة أَي من سأَل أَن يكتب نفسه في جملة الزَّمْنى ، ليُعْذَرَ عن الجهاد ولا زَمانه به ، بعثه الله يوم القيامة زَمِناً ، واكتتب : سأَل أَن يكتب في جملة المعذورين ، وخرَّجه بعضهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وإذا أَخذ الرجلُ من أَمير جُنْدِه خطّاً بزَمانته .
      والمُؤَدِّي الخراج يَكْتتَبُ البراءَة به .
      والضَّمِنُ : الذي به ضَمانة في جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر وغيره ، تقول منه : رجل ضَمِنٌ ؛ قال الشاعر : ما خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً ، أَشكو إليكم حُمُوَّة الأَلَمِ .
      والاسم الضَّمَن ، بفتح الميم ، والضَّمان ؛ وقال ابن أَحمر وقد كان سُقِيَ بطنُه : إليك ، إلهَ الخَلْقِ ، أَرْفَعُ رَغْبتي عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا .
      وكان قد أَصابه بعض ذلك ، فالضَّمان هو الداء نفسه ، ومعنى الحديث : أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به ، وإنما يفعل ذلك اعتلالاً ، ومعى يَكتتِب يأْخذ لنفسه خطّاً من أَمير جيشه ليكون عذراً عن واليه .
      الفراء : ضَمِنَتْ يدُه ضَمانة بمنزلة الزمانة .
      ورجل مَضْمون اليد : مثل مَخْبون اليد .
      وقوم ضَمْنى أَي زَمْنى .
      الجوهري : والضُّمْنة ، بالضم ، من قولك كانت ضُمْنةُ فلان أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه .
      وفي حديث ابن عُمَير : مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ أَي أَنها ذبحت لغير علة .
      وفي الحديث : أَنه كان لعامر بن ربيعة ابن أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطائف فضَمِنَ منها أَي زَمِنَ .
      وفي الحديث : كانوا يَدْفعون المفاتيح إلى ضَمْناهم ويقولون : إن احتجتم فكُلوا ؛ الضَّمْنى : الزَّمْنى ، جمع ضَمِنٍ .
      والضَّمانةُ : الحُبُّ ؛ قال ابن عُلَّبة : ولكن عَرتْني من هَواكِ ضَمانةٌ ، كما كنتُ أَلقى منكِ إذ أَنا مُطْلقُ .
      ورجل ضَمِنٌ : عاشق .
      وفلان ضَمِنٌ على أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ ؛ أَبو زيد : يقال فلان ضَمِنٌ على أَصحابه وكَلٌّ عليهم وهما واحد .
      وإني لفي غَفَلٍ عن هذا وغُفُولٍ وغَفْلة بمعنى واحد ؛ قال لبيد : يُعْطي حُقوقاً على الأَحساب ضامِنةً ، حتى يُنَوِّرَ في قُرْيانِه الزَّهَرُ .
      كأَنه ، قال مضمونة ؛ ومثله : أَناشِرَ لا زالَتْ يَمينُك آشِرَه .
      يريد مأْشورة أَي مقطوعة .
      ومثله : أَمْرٌ عارفٌ أَي معروف ، والراحلةُ : بمعنى المَرْحولة ، وتطليقة بائنة أَي مُبانة .
      وفَهِمْت ما تضَمَّنه كتابك أَي ما اشتمل عليه وكان في ضِمْنه .
      وأَنفَذْتُه ضِمْن كتابي أَي في طَيّه .
      "

    المعجم: لسان العرب

  16. ضيف
    • " ضِفْتُ الرجل ضَيْفاً وضِيافةً وتَضَيَّفْتُه : نزلتُ به ضَيْفاً ومِلْتُ إليه ، وقيل : نزلت به وصِرْت له ضَيفاً .
      وضِفْتُه وتَضَيَّفْتُه : طلبت منه الضِّيافةَ ؛ ومنه قول الفرزدق : وجَدْت الثَّرى فينا إذا التُمِسَ الثَّرى ، ومَنْ هو يَرْجُو فَضْلَه المُتَضَيِّف ؟

      ‏ قال ابن بري : وشاهِد ضِفْتُ الرجل قولُ القطامي : تَحَيَّزُ عَني خَشْيَةً أَن أَضِيفَها ، كما انْحازَتِ الأَفْعى مَخافةَ ضارِب وقد فسر في ترجمة حيز .
      وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها : ضافَها ضَيْفٌ فأَمَرَتْ له بمِلْحَفَةٍ صفراء ؛ هو من ضفت الرجل إذا نزلت به في ضِيافَتهِ ؛ ومنه حديث النَّهْديِّ : تَضَيَّفْتُ أَبا هريرة سَبْعاً .
      وأَضَفْتَه وضَيَّفْتَه : أَنْزَلْتَه عليك ضَيْفاً وأَمَلْتَه إليك وقَرَّبْتَه ، ولذلك قيل : هو مُضافٌ إلى كذا أَي مُمالٌ إليه .
      ويقال : أَضافَ فلان فلاناً فهو يُضيفُه إضافةً إذا أَلجأَه إلى ذلك .
      وفي التنزيل العزيز : فأَبَوْا أَن يضيفوهما ؛

      وأَنشد ثعلب لأَسماء بن خارجة الفزاري يصف الذئب : ورأَيتُ حَقّاً أَن أُضَيِّفَه ، إذْ رامَ سِلْمِي واتَّقى حَرْبي استعار له التضييفَ ، وإنما يريد أَنه أَمَّنَه وسالمه .
      قال شمر : سمعت رجاء بن سَلَمَة الكوفي يقول : ضَيَّفْتُه إذا أَطْعَمْتَه ، قال : والتضييفُ الإطعام ، قال : وأَضافَه إذا لم يُطْعِمْه ، وقال رجاء : في قراءة ابن مسعود فأَبوا أَن يُضَيِّفُوهما : يُطْعِمُوهما .
      قال أَبو الهيثم : أَضافَه وضَيَّفَه عندنا بمعنًى واحد كقولك أَكْرَمَه اللّه وكرَّمه ، وأَضَفْته وضَيَّفْتُه .
      قال : وقوله عز وجل فأَبوا أَن يُضَيِّفُوهما ، سأَلاهم الإضافةَ فلم يفعلوا ، ولو قُرِئت أَن يُضِيفُوهما كان صواباً .
      وتَضَيَّفْتُه : سأَلته أَن يُضِيفَني ، وأَتيتُه ضَيْفاً ؛ قال الأَعشى : تَضَيَّفْتُه يَوْماً ، فأَكْرَمَ مَقْعَدي ، وأَصْفَدَني على الزَّمانةِ قائدا وقال الفرزدق : ومنّا خَطِيبٌ لا يُعابُ ، وقائلٌ ومَنْ هو يَرْجو فَضْلَه المُتَضَيِّفُ

      ويقال : ضَيَّفْتُه أَنزلته منزلة الأَضياف .
      والضَّيْفُ : المُضَيَّفُ يكون للواحد والجمع كعدلٍ وخَصْمٍ .
      وفي التنزيل العزيز : هل أتاك حديثُ ضَيْفِ إبراهيمَ المُكْرَمِينَ ، وفيه : هؤلاء ضَيْفي فلا تَفْضَحُونِ ؛ على أَن ضيفاً قد يجوز أَن يكون ههنا جمع ضائف الذي هو النازل ، فيكون من باب زَوْرٍ وصَوْمٍ ، فافهم ، وقد يكسَّر فيقال أَضْيافٌ وضُيُوفٌ وضِيفانٌ ؛ قال : إذا نَزَلَ الأَضْيافُ ، كان عَذَوَّراً على الحَيِّ حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه ؟

      ‏ قال ابن سيده : الأَضْيافُ هنا بلفظ القِلَّة ومعناها أَيضاً ، وليس كقوله : وأَسْيافُنا من نَجْدَةٍ تَقْطُرُ الدّما في أَنْ المراد بها معنى الكثرة ، وذلك أَمْدَحُ لأَنه إذا قَرَى الأَضْيافَ بمراجِلِ الحيّ أَجمعَ ، فما ظنُّك لو نزل به الضيِّفانُ الكثيرون ؟ التهذيب : قوله هؤلاء ضَيْفِي أَي أَضيافي ، تقول هؤلاء ضَيْفِي وأَضْيافي وضُيوفي وضِيافي ، والأُنثى ضَيْفٌ وضَيْفةٌ ، بالهاء ؛ قال البَعيث : لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه ، وهي ضَيْفَةٌ ، فجاءَت بِيَتْنِ للضِّيافة أَرْشَما وحرَّفه أَبو عبيدة فعزاه إلى جرير ؛ قال أَبو الهيثم : أَراد بالضَّيْفة في البيت أَنها حملتْه وهي حائض .
      يقال : ضافَتِ المرأةُ إذا حاضت لأَنها مالت من الطُّهر إلى الحَيض ، وقيل : معنى قوله وهي ضَيْفة أَي ضافت قوماً فحبِلت في غير دار أَهلها .
      واسْتَضافه : طلب إليه الضِّيافة ؛ قال أَبو خِراشٍ : يَطِيرُ إذا الشَّعْراء ضافتْ بِحَلْبِه ، كما طارَ قِدْحُ المُسْتَضِيفِ المُوَشَّمُ وكان الرجل إذا أَراد أَن يَسْتَضيف دار بِقدْحٍ مُوَشَّم ليُعْلم أَنه مُسْتَضِيف .
      والضَّيْفَن : الذي يَتْبَعُ الضَّيْفَ ، مشتقّ منه عند غير سيبويه ، وجعله سيبويه من ضفن وسيأْتي ذكره .
      الجوهري : الضَّيْفن الذي يجيء مع الضَّيْفِ ، والنون زائدة ، وهو فَعْلَن وليس بفَيْعَلٍ ؛ قال الشاعر : إذا جاء ضَيْفٌ ، جاء للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ ، فأَوْدَى بما تُقْرى الضُّيُوفُ الضَّيافِنُ وضافَ إليه : مال ودَنا ، وكذلك أَضاف ؛ قال ساعدة بن جؤية يصف سحاباً : حتى أَضافَ إلى وادٍ ضَفادِعُه غَرْقَى رُدافَى ، تراها تَشْتَكي النَّشَجا وضافَني الهمُّ كذلك .
      والمُضاف : المُلْصَق بالقوم المُمال إليهم وليس منهم .
      وكلُّ ما أُمِيلَ إلى شيء وأُسْنِد إليه ، فقد أُضِيفَ ؛ قال امرؤ القيس : فلما دخَلْناه ، أَضفنا ظُهورَنا إلى كلِّ حارِيٍّ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ أَي أَسْنَدْنا ظُهورَنا إليه وأَملْناها ؛ ومنه قيل للدّعيِّ مُضاف لأَنه مُسْنَدٌ إلى قوم ليس منهم .
      وفي الحديث : مَضِيفٌ ظهرَه إلى القُبَّة أَي مُسْنِدُه .
      يقال : أَضفتُه إليه أُضِيفُه .
      والمُضاف : المُلْزَق بالقوم .
      وضافه الهمُّ أَي نزَلَ به ؛ قال الراعي : أَخُلَيْدُ ، إنَّ أَباك ضافَ وِسادَهُ هَمَّانِ ، باتا جَنْبَةً ودخِيلا أَي بات أَحدُ الهَمَّيْنِ جَنْبَه ، وباتَ الآخرُ داخِلَ جَوْفِه .
      وإضافةُ الاسم إلى الاسم كقولك غلام زيد ، فالغلام مضاف وزيد مضاف إليه ، والغَرَض بالإضافة التخصيص والتعريف ، ولهذا لا يجوز أَن يُضافَ الشيء إلى نفسه لأَنه لا يُعَرِّفُ نفسه ، فلو عرَّفها لما احتيج إلى الإضافة .
      وأَضفت الشيء إلى الشيء أَي أَمَلْتُه ، والنحويون يسمون الباء حرف الإضافة ، وذلك أَنك إذا قلت مررت بزيد فقد أَضفت مرورَك إلى زيد بالباء .
      وضافت الشمس تَضِيفُ وضَيَّفَت وتَضيَّفتْ : دنت للغروب وقرُبت .
      وفي الحديث : نَهى رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، عن الصلاة إذا تَضَيَّفت الشمسُ لغروب ؛ تضيَّفت : مالت ، ومنه سمي الضَّيْفُ ضَيْفاً من ضافَ عنه يَضِيف ؛ قال : ومنه الحديث : ثلاثُ ساعات كان رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، يَنهانا أَن نُصَلِّي فيها : إذا طلعت الشمس حتى ترتفع ، وإذا تضَيَّفت للغروب ، ونصفَ النهار .
      وضاف السهمُ : عَدَل عن الهَدَف أَو الرميَّة ، وفيه لغة أُخرى ليست في الحديث : صافَ السهم بمعنى ضافَ ، والذي جاء في الحديث ضافَ ، بالضاد .
      وفي حديث أَبي بكر ، قال له ابنه : ضِفْتُ عنك يوم بَدرٍ أَي مِلْتُ عنكَ وعدَلْتُ ؛ وقول أبي ذؤيب : جَوارِسُها تَأْوِي الشعُوفَ دَوائِباً ، وتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَضِيفاً كِرابُها أَراد ضائفاً كِرابُها أَي عادِلةً مُعْوَجَّةً فوضع اسم المفعول موضع المصدر .
      والمُضافُ : الواقع بين الخيل والأَبْطال وليست به قوَّة ؛ وأَما قول الهذلي : أَنت تُجِيبُ دَعْوةَ المَضوفِ فإنما استعمل المفعول على حذف الزائد ، كما فُعل ذلك في اسم الفاعل نحو قوله : يَخْرُجْن من أَجْوازِ ليلٍ غاضِي وبني المَضُوف على لغة من ، قال في بِيع بُوعَ .
      والمضاف : المُلْجأُ المُحْرَجُ المُثْقَلُ بالشرّ ؛ قال البُرَيْق الهذلي : ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دعا ، إذا ما دعا اللِّمّة الفَيْلَمُ (* قوله « إذا ما دعا اللمة إلخ » هكذا في الأصل ، وأنشده الجوهري في مادة ف ل م : إذا فرّ ذو اللمة الفيلم ) هكذا رواه أَبو عبيد بالإطلاق مرفوعاً ، ورواه غيره بالإطلاق أيضاً مجروراً على الصفة للِّمّة ؛ قال ابن سيده : وعندي أَنَّ الرواية الصحيحة إنما هي الإسكان على أَنه من الضرب الرابع من المُتَقارَب لأَنك إن أَطلقتها فهي مُقْواة ، كانت مرفوعة أَو مجرورة ؛ أَلا ترى أَن فيها : بعثت إذا طَلَعَ المِرْزَمُ وفيها : والعَبدَ ذا الخُلُق الأَفْقَما وفيها : وأَقضي بصاحبها مَغْرَمِي فإذا سكّنت ذلك كله فقلت المِرْزَمْ الأَفقمْ مغرمْ ، سَلِمت القِطعةُ من الإقواءِ فكان الضرْب فلْ ، فلم يخرج من حكم المتقارَب .
      وأَضفتُه إلى كذا أَي أَلجأْته ؛ ومنه المُضاف في الحرب وهو الذي أُحيط به ؛ قال طرفة : وكَرِّي إذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً ، كَسِيدِ الغَضَا ، نَبَّهْتَه ، المُتَوَرِّد ؟

      ‏ قال ابن بري : والمُسْتَضاف أَيضاً بمعنى المضاف ؛ قال جوَّاس بن حَيّان الأَزْدِيّ : ولقد أُقْدِمُ في الرَّوْ عِ ، وأَحْمِي المُسْتَضافا ثم قد يحْمَدُني الضَّيْفُ ، إذا ذَمَّ الضِّيافا واستضافَ من فلان إلى فلان : لجأَ إليه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : ومارَسَني الشَّيْبُ عن لِمَّتي ، فأَصبحْتُ عن حقِّه مُسْتَضيفا وأَضافَ من الأَمر : أَشْفَقَ وحَذِر ؛ قال النابغة الجعدي : أَقامتْ ثلاثاً بين يومٍ وليلةٍ ، وكان النَّكيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا وإنما غَلَّبَ التأنيث لأَنه لم يذكر الأَيام .
      يقال : أَقَمْتُ عنده ثلاثاً بين يومٍ وليلةٍ ، غلَّبوا التأْنيث .
      والمَضُوفةُ : الأَمر يُشْفَقُ منه ويُخافُ ؛ قال أَبو جندب الهذلي : وكُنْتُ إِذا جاري دَعا لِمَضُوفةٍ ، أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري يعني الأَمْر يُشْفِقُ منه الرَّجُل ؛ قال أَبو سعيد : وهذا البيت يروى على ثلاثة أَوجه : على المَضُوفةِ ، والمَضِيفَةِ ، والمُضافةِ ؛ وقيل : ضافَ الرَّجلُ وأَضافَ خاف .
      وفي حديث علي ، كرم اللّه وجهه : أَنَّ ابن الكَوَّاء وقَيْسَ بن عَبادٍ (* قوله « عباد » كذا بالأصل ، والذي في النهاية عبادة .) جاآه فقالا له : أَتَيْناكَ مُضافين مُثْقَلَيْنِ ؛ مُضافين أَي خائفَين ، وقيل : مُضافين مُلْجَأَيْن .
      يقال : أَضافَ من الأَمر إذا أَشْفَق .
      وحَذِر من إضافةِ الشيء إلى الشيء إذا ضَمَّه إليه .
      يقال : أَضافَ من الأَمر وضافَ إذا خافه وأَشْفَقَ منه .
      والمَضُوفة : الأَمر الذي يُحذَرُ منه ويُخافُ ، ووجهه أَن تجعل المُضافَ مصدراً بمعنى الإضافة كالمُكْرَم بمعنى الإكْرام ، ثم تصفَ بالمصدر ، وإلا فالخائف مُضِيف لا مُضاف .
      وفلان في ضِيفِ فلان أَي في ناحيته .
      والضِّيفُ : جانبا الجبل والوادي ، وفي التهذيب : الضِّيفُ جانِبُ الوادي ؛ واستعار بعض الأَغْفالِ الضِّيفَ للذَّكر فقال : حتى إذا وَرَّكْت من أَْتَيْرِ سواد ضِيفَيْهِ إلى القُصَيْرِ وتضايف الوادب : تضايَقَ .
      أَبو زيد : الضِّيفُ ، بالكسر ، الجَنْبُ ؛

      قال : يَتْبَعْنَ عَوْداً يَشْتَكي الأظَلاَّ ، إذا تَضايَفْنَ عليه أْنْسَلاَّ يعني إذا صِرْنَ منه قريباً إلى جَنْبِه ، والقاف فيه تصحيف .
      وتَضايَفَه القوم إذا صاروا بِضِيفَيْه .
      وفي الحديث : أَنَّ العَدُوَّ يوم حُنَيْنٍ كَمَنُوا في أَحناء الوادي ومَضايفه .
      والضِّيفُ : جانِبُ الوادي .
      وناقةٌ تُضِيفُ إلى صوت الفحل أَي إذا سمعته أَرادت أَن تأْتيه ؛ قال البُرَيْقُ الهذلي : منَ المُدَّعِينَ إذا نُوكِروا ، تُضِيفُ إلى صَوْتِه الغَيْلَمُ الغيلم : الجاريةُ الحَسْناء تَسْتأْنِسُ إلى صوته ؛ ورواية أَبي عبيد : تُنِيفُ إلى صَوته الغيلم "

    المعجم: لسان العرب

  17. ضلل
    • " الضَّلالُ والضَّلالةُ : ضدُّ الهُدَى والرَّشاد ، ضَلَلْتَ تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحة ، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً ؛ وقال كراع : وبنو تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ ؛ وقال اللحياني : أَهل الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ ، وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ ، قال وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل : قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على نفسي ؛ وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ ، بالكسر ، أَضَلُّ ، وهو ضالٌّ تالٌّ ، وهي الضَّلالة والتَّلالة ؛ وقال الجوهري : لغة نجد هي الفصيحة .
      قال ابن سيده : وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا ، بكسر اللام ، ورَجُلٌ ضالٌّ .
      قال : وأَما قراءة من قرأَ ولا الضّأَلِّينَ ، بهمز الأَلف ، فإِنه كَرِه التقاء الساكنين الأَلف واللام فحرَّك الأَلف لالتقائهما فانقلبت همزة ، لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا يَتَحمَّل الحركة ، فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تحريكه قلبوه إِلى أَقرب الحروف إِليه وهو الهمزة ؛ قال : وعلى ذلك ما حكاه أَبو زيد من قولهم شأَبَّة ومَأَدَّة ؛ وأَنشدوا : يا عَجَبا لقد رأَيْتُ عَجَبا : حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا ، خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا يريد زَامَّها .
      وحكى أَبو العباس عن أَبي عثمان عن أَبي زيد ، قال : سمعت عمرو بن عبيد يقرأُ : فيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ ولا جأَنٌّ ، بهمز جانٍّ ، فظَنَنْتُه قد لَحَن حتى سمعت العرب تقول شأَبَّة ومأَدَّة ؛ قال أَبو العباس : فقلت لأَبي عثمان أَتَقِيس ذلك ؟، قال : لا ولا أَقبله .
      وضَلُولٌ : كضَالٍّ ؛

      قال : لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالي بَنِيَّ ، وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ وأَضَلَّه : جعله ضَالاًّ .
      وقوله تعالى : إِنْ تَحْرِصْ على هُداهم فإِنَّ الله لا يَهْدي مَنْ يُضِلُّ ، وقرئت : لا يُهْدى من يُضِلُّ ؛ قال الزَّجّاج : هو كما ، قال تعالى : من يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ له .
      قال أَبو منصور : والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد .
      يقال : أَضْلَلْت فلاناً إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطريق ؛ وإِياه أَراد لبيد : مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى ناعِمَ البالِ ، ومن شاءَ أَضَل ؟

      ‏ قال لبيد : هذا في جاهِلِيَّته فوافق قوله التنزيل العزيز : يُضِلُّ من يشاء ويَهْدِي من يشاء ؛ قال أَبو منصور : والأَصل في كلام العرب وجه آخر ‏

      يقال : ‏ أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه ، وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته .
      وفي الحديث : سيكُون عليكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم ، يريد بمعصيتهم الخروجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين ؛ وقد يقع أَضَلَّهم في غير هذا الموضع على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه .
      وقوله في التنزيل العزيز : رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من الناس ؛ أَي ضَلُّوا بسببها لأَن ال أَصنام لا تفعل شيئاً ولا تَعْقِل ، وهذا كما تقول : قد أَفْتَنَتْني هذه الدارُ أَي افْتَتَنتُ بسببها وأَحْبَبتُها ؛ وقول أَبي ذؤيب : رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه ، نِيَافاً من البِيضِ الكِرامِ العَطَابِ ؟

      ‏ قال السُّكَّري : طُلِبَ منه أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كما يقال جُنَّ جُنونُه ، ونِيافاً أَي طويلة ، وهو مصدر نافَ نِيَافاً وإِن لم يُسْتعمل ، والمستعمل أَناف ؛ وقال ابن جني : نِيافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤية ههنا رؤية القلب لقوله رآها الفُؤَاد .
      ويقال : ضَلَّ ضَلاله ، كما يقال جُنَّ جُنونُه ؛ قال أُمية : لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا ، ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ وقال أَوس بن حَجَر : إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْرُقٍ ، إِلى حَكَمٍ بَعْدي ، فضَلَّ ضَلالُها وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إِذا لم تعرف موضعهما ، وضَلَلْت الدارَ والمَسْجدَ والطريقَ وكلَّ شيء مقيم ثابت لا تَهْتَدي له ، وضَلَّ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً ؛ قال ابن بري :، قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف المكانَ قلت ضَلَلْتُه ، وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته ؛

      قال : يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه ، وإِذا سَقَطَت الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك ، تقول للشيء الزائل عن موضعه : قد أَضْلَلْته ، وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه : ضَلَلْته ؛ قال الفرزدق : ولقد ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً ، كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ وفي الحديث : ضالَّة المؤمن ؛ قال ابن الأَثير : وهي الضائعة من كل ما يُقْتَنَى من الحيوان وغيره .
      الجوهري : الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر والأُنثى ، يقال : ضَلَّ الشيءُ إِذا ضاع ، وضَلَّ عن الطريق إِذا جار ، قال : وهي في الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فيها فصارت من الصفات الغالبة ، وتقع على الذكر والأُنثى والاثنين والجمع ، وتُجْمَع على ضَوالَّ ؛ قال : والمراد بها في هذا الحديث الضَّالَّةُ من الإِبل والبقر مما يَحْمِي نفسَه ويقدر على الإِبْعاد في طلب المَرْعَى والماء بخلاف الغنم ؛ والضّالَّة من الإِبل : التي بمَضْيَعَةٍ لا يُعْرَفُ لها رَبٌّ ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء .
      وسُئل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن ضَوالِّ الإِبل فقال : ضالَّةُ المؤمن حَرَقُ النار ، وخَرَجَ جوابُ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، على سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها وحَذَّره النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها ، ثم ، قال ، عليه السلام : ما لَكَ ولَها ، مَعها حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ ؛ أَراد أَنها بعيدة المَذهَب في الأَرض طويلة الظَّمَإِ ، تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دون راعٍ يحفظها فلا تَعَرَّضْ لها ودَعْها حتى يأْتيها رَبُّها ، قال : وقد تطلق الضَّالَّة على المعاني ، ومنه الكلمة الحكيمةُ : ضالَّةُ المؤمن ، وفي رواية : ضالَّةُ كل حكيم أَي لا يزال يَتَطَلَّبها كما يتطلب الرجُلُ ضالَّته .
      وضَلَّ الشيءُ : خَفِيَ وغاب .
      وفي الحديث : ذَرُّوني في الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ الله ، يريد أَضِلُّ عنه أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عليه مكاني ، وقيل : لَعَلِّي أَغيب عن عذابه .
      يقال : ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إِذا جعلتَه في مكان ولم تَدْرِ أَين هو ، وأَضْلَلْته إِذا ضَيَّعْته .
      وضَلَّ الناسي إِذا غاب عنه حفظُ الشيء .
      ويقال : أَضْلَلْت الشيء إِذا وَجَدتَه ضالاًّ كما تقول أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إِذا وجدتَه محموداً وبَخيلاً .
      ومنه الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وجدهم ضُلاَّلاً غير مُهْتدِين إِلى الحَقِّ ، ومعنى الحديث من قوله تعالى : أََإِذا ضَلَلْنا في الأَرض أَي خَفِينا وغِبْنا .
      وقال ابن قتيبة في معنى الحديث : أَي أَفُوتُه ، وكذلك في قوله لا يَضِلُّ ربي لا يَفُوتُه .
      والمُضِلُّ : السَّراب ؛ قال الشاعر : أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِيدةٍ أُنُفٍ ، كلائحة المُضِلِّ ، جَرُور وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ ، تقول : إِنَّك لتَهْدِي الضالَّ ولا تَهْدِي المُتَضالَّ .
      ويقال : ضَلَّني فلانٌ فلم أَقْدِر عليه أَي ذَهَب عَني ؛ وأَنشد : والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي (* قوله « المبتغي » هكذا في الأصل والتهذيب ، وفي شرح القاموس : المعتري وكذا في التكملة مصلحاً عن المبتغي مرموزا له بعلامة الصحة ).
      أَي تذهب عني .
      ويقال : أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شيء ليس بثابت قائم مما يزول ولا يَثْبُت .
      وقوله في التنزيل العزيز : لا يَضِلُّ رَبي ولا يَنْسى ؛ أَي لا يَضِلُّه ربي ولا ينساه ، وقيل : معناه لا يَغِيب عن شيء ولا يَغِيب عنه شيء .
      ويقال : أَضْلَلْت الشيءَ إِذا ضاع منك مثل الدابّة والناقة وما أَشبهها إِذا انفَلَت منك ، وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشيء الثابت مثل الدار والمكان قلت ضَلِلْته وضَلَلْته ، ولا تقل أَضْلَلْته .
      قال محمد بن سَلام : سمعت حَمَّاد بن سَلَمة يقرأُ في كتاب : لا يُضِلُّ ربي ولا يَنْسى ، فسأَلت عنها يونس فقال : يَضِلُّ جَيِّدةٌ ، يقال : ضَلَّ فلان بَعيرَه أَي أَضَلَّه ؛ قال أَبو منصور : خالفهم يونس في هذا .
      وفي الحديث : لولا أَن الله لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالاً ؛ قال ابن الأَثير : أَي بُطْلانَ العمل وضَياعَه مأْخوذ من الضَّلال الضياع ؛ ومنه قوله تعالى : ضَلَّ سَعْيُهم في الحياة الدنيا .
      وأَضَلَّه أَي أَضاعه وأَهلكه .
      وفي التنزيل العزيز : إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ ؛ أَي في هلاك .
      والضَّلال : النِّسْيان .
      وفي التنزيل العزيز : مِمَّنْ تَرْضَوْن من الشُّهَداء أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر إِحداهما الأُخرى ؛ أَي تَغِيب عن حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عنها ، وقرئ : إِنْ تَضِلَّ ، بالكسر ، فمن كَسَر إِنْ ، قال كلام على لفظ الجزاء ومعناه ؛ قال الزجاج : المعنى في إِنْ تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذاكرة ، قال : وتُذْكِر وتُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ (* قوله « وتذكر وتذكر رفع مع كسر ان » كذا في الأصل ومثله في التهذيب ، وعبارة الكشاف والخطيب : وقرأ حمزة وحده ان تضل احداهما بكسر ان على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد ، فلعل التخفيف مع كسر ان قراءة اخرى ) لا غير ، ومن قرأَ أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر ، وهي قراءة أَكثر الناس ، قال : وذكر الخليل وسيبويه أَن المعنى اسْتَشْهِدوا امرأَتين لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها ؛ قال سيبويه : فإِن ، قال إِنسان : فَلِمَ جاز أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار ؟ فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن يُذْكَر أَن تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذي به وَجَب الإِذكارُ ، قال : ومثله أَعْدَدْتُ هذا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه ، وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا للميل ، ولكن الميل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه سبب الإِذكار ، فهذا هو البَيِّن إِن شاء الله .
      ومنه قوله تعالى :، قال فَعَلْتُها إِذاً وأَنا من الضّالِّين ؛ وضَلَلْت الشيءَ : أُنْسِيتُه .
      وقوله تعالى : وما كَيْدُ الكافرين إِلا في ضَلالٍ ؛ أَي يَذْهب كيدُهم باطلاً ويَحِيق بهم ما يريده الله تعالى .
      وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ : ذهَبا عنه .
      أَبو عمرو : أَضْلَلْت بعيري إِذا كان معقولاً فلم تَهْتَدِ لمكانه ، وأَضْلَلْته إِضْلالاً إِذا كان مُطْلَقاً فذهب ولا تدري أَين أَخَذَ .
      وكلُّ ما جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته ، وما جاء من المفعول به قلت أَضْلَلْته .
      قال أَبو عمرو : وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة ، يقال ضَلَّ الماءُ في اللبن إِذا غاب ، وضَلَّ الكافرُ إِذا غاب عن الحُجَّة ، وضَلَّ الناسي إِذا غابَ عنه حِفْظه ، وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إِذا ذهَب منك ، وقوله تعالى : أَضَلَّ أَعمالهم ؛ قال أَبو إِسحق : معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلوا من خير ؛ وهذا كما تقول للذي عمِل عَمَلاً لم يَعُدْ عليه نفعُه : قد ضَلَّ سَعْيُك .
      ابن سيده : وإِذا كان الحيوان مقيماً قلت قد ضَلَلْته كما يقال في غير الحيوان من الأَشياء الثابتة التي لا تَبْرَح ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً : ضاع .
      وتَضْلِيل الرجل : أَن تَنْسُبَه إِلى الضَّلال .
      والتضليل : تصيير الإِنسان إِلى الضَّلال ؛ قال الراعي : وما أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُوَيْمِرٍ أَبْغي الهُدى ، فيَزِيدني تَضْليل ؟

      ‏ قال ابن سيده : هكذا ، قاله الراعي بالوَقْص ، وهو حذف التاء من مُتَفاعِلُن ، فكَرِهت الرُّواةُ ذلك ورَوَته : ولمَا أَتيتُ ، على الكمال .
      والتَّضْلالُ : كالتَّضْلِيل .
      وضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار .
      ووقع في وادي تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الباطل .
      قال الجوهري : وقَع في وادي تُضُلِّلَ مثل تُخُيِّبَ وتُهُلِّك ، كله لا ينصرف .
      ويقال للباطل : ضُلٌّ بتَضْلال ؛ قال عمرو بن شاس الأَسدي : تَذَكَّرْت ليلى ، لاتَ حينَ ادِّكارِها ، وقد حُنِيَ الأَضْلاعُ ، ضُلٌّ بتَضْلا ؟

      ‏ قال ابن بري : حكاه أَبو علي عن أَبي زيد ضُلاًّ بالنصب ؛ قال ومثله للعَجَّاج : يَنْشُدُ أَجْمالاً ، وما مِنْ أَجمال يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّة بتَضْلال والضَّلْضَلةُ : الضَّلالُ .
      وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ : يُضَلّ فيها ولا يُهْتَدى فيها للطريق .
      وفلان يَلومُني ضَلَّةً إِذا لم يُوَفَّق للرشاد في عَذْله .
      وفتنة مَضَلَّة : تُضِلُّ الناسَ ، وكذلك طريق مَضَلٌّ .
      الأَصمعي : المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ .
      غيره : أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ الناس فيها ، والمَجْهَلُ كذلك .
      يقال : أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً ومَضَلَّة ، وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلاً مَضَلاًّ ؛ وأَنشد : أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها ، لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ ، طَروق وقال بعضهم : أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة ، وهو اسم ، ولو كان نعتاً كان بغير الهاء .
      ويقال : فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ ، الذَّكر والأُنثى والجمع سواء ، كما ، قالوا الولد مَبْخَلةٌ ؛ وقيل : أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة وأَرَضون مَضَلاَّت ومَضِلاَّتٌ .
      أَبو زيد : أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ ومَزِلَّة مِن الزَّلَق .
      ابن السكيت : قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَي ضَلَّ عنك فذَهب فلا تَضِلُّ .
      قال : وقولهم مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عنك حتى لا تَمَلَّ .
      ورجل ضِلِّيل : كثير الضَّلال .
      ومُضَلَّلٌ : لا يُوَفَّق لخير أَي ضالٌّ جدّاً ، وقيل : صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع للضَّلال .
      والضِّلِّيلُ : الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة ، وكان امرؤ القيس يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل .
      وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعر الشعراء فقال : إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل ، يعني امْرَأَ القيس ، كان يُلَقَّب به .
      والضِّلِّيل ، بوزن القِنْدِيل : المُبالِغ في الضَّلال والكثيرُ التَّتبُّع له .
      والأُضْلُولةُ : الضَّلال ؛ قال كعب بن زهير : كانت مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً ، وما مَواعِيدُها إِلا الأَضالِيلُ وفلان صاحب أَضَالِيلَ ، واحدتها أُضْلُولةٌ ؛ قال الكميت : وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْرِ أَضَالِيلُ من فُنُون الضَّلال الفراء : الضُّلَّة ، بالضم ، الحَذَاقة بالدَّلالة في السَّفَر .
      والضَّلَّة : الغَيْبوبةُ في خير أَو شَرٍّ .
      والضِّلَّة : الضَّلالُ .
      وقال ابن الأَعرابي : أَضَلَّني أَمْرُ كذا وكذا أَي لم أَقْدِرْ عليه ، وأَنشد : إِنِّي ، إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَني يُريدُ مالي ، أَضَلَّني عَلِلي أَي فارَقَتْني فلم أَقْدِرْ عليها .
      ويقال للدَّلِيل الحاذق الضُّلاضِل والضُّلَضِلة (* قوله « ويقال للدليل الى قوله الضلضلة » هكذا في الأصل ، وعبارة القاموس وشرحه : وعلبطة عن ابن الاعرابي والصواب وعلبط كما هو نص الباب اهـ .
      لكن في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس ).
      قاله ابن الأَعرابي : وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً أَي ضاع وهَلَك ، والاسم الضُّلُّ ، بالضم ؛ ومنه قولهم : فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ في الضَّلال ، وقيل : هو الذي لا يُعْرَف ولا يُعْرَف أَبوه ، وقيل : هو الذي لا خير فيه ، وقيل : إِذا لم يُدْرَ مَنْ هو ومِمَّنْ هو ، وهو الضَّلالُ بْنُ الأَلال والضَّلال بن فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل ؛ كُلُّه بهذا المعنى .
      يقال : فلان ضُِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ (* قوله « ضل أضلال وصل أصلال » عبارة القاموس : ضل أضلال بالضم والكسر ، واذا قيل بالصاد فليس فيه الا الكسر ) بالضاد والصاد إِذا كان داهية .
      وفي المثل : يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أَي يا فَقْدَه ويا تَلَفَه يقوله قَصِير ابن سعد لجَذِيمةَ الأَبْرَش حين صار معه إِلى الزَّبَّاء ، فلما صار في عَمَلِها نَدِمَ ، فقال له قَصِيرٌ : ارْكَبْ فرسي هذا وانْجُ عليه فإِنه لا يُشَقُّ غُبَارُه .
      وفعل ذلك ضِلَّةً أَي في ضَلال .
      وهُو لِضِلَّةٍ أَي لغير رشْدةٍ ؛ عن أَبي زيد .
      وذَهَب ضِلَّةً أَي لم يُدْرَ أَين ذَهَب .
      وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً : لم يُثْأَرْ به .
      وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ ، مضاف ، أَي لا خَير فيه ولا خير عنده ؛ عن ثعلب ، وكذلك رواه ابن الكوفي ؛ وقال ابن الأَعرابي : إِنما هو تِبْعٌ ضِلَّةٌ ، على الوصف ، وفَسَّره بما فَسَّره به ثعلب ؛ وقال مُرَّة : هو تِبْعُ ضِلَّة أَي داهيةٌ لا خير فيه ، وقيل : تِبْعُ صِلَّةٍ ، بالصاد .
      وضَلَّ الرَّجُلُ : مات وصار تراباً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيء من خَلْقه .
      وفي التنزيل العزيز : أَإِذا ضَلَلْنَا في الأَرض ؛ معناه أَإِذا مِتْنا وصِرْنا تراباً وعِظَاماً فَضَلَلْنا في الأَرض فلم يتبين شيء من خَلقنا .
      وأَضْلَلْته : دَفَنْته ؛ قال المُخَبَّل : أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها ، وفارِسَها في الدَّهْر قَيْسَ بنَ عاصم وأُضِلَّ المَيِّتُ إِذا دُفِنَ ، وروي بيت النابغة الذُّبْياني يَرْثي النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ : فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي ، وإِن تَمُتْ فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ ، وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات ، وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ صادقٍ أَنه مات ، والجَوْلانُ : موضع بالشام ، أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان الحَزْمُ والعطاءُ .
      وأَضَلَّتْ به أُمُّه : دَفَنتْه ، نادر ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : فَتًى ، ما أَضَلَّتْ به أُمُّه من القَوْم ، لَيْلَة لا مُدَّعَم قوله لا مُدَّعَم أَي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَة .
      والضَّلَلُ : الماء الذي يَجرِي تحت الصَّخرة لا تصيبه الشمس ، يقال : ماءٌ ضَلَلٌ ، وقيل : هو الماء الذي يجري بين الشجر .
      وضَلاضِلُ الماء : بقاياه ، والصادُ لُغةٌ ، واحدتها ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة .
      وأَرضٌ ضُلَضِلة وضَلَضِلةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ وضُلاضِلٌ : غليظة ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، وهي أَيضاً الحجارة التي يُقِلُّها الرجلُ ، وقال سيبويه : الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل .
      التهذيب : الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس يكون في بطون الأَودية ؛ قال : وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها .
      الجوهري : الضُّلَضِلة ، بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية ، حَجَرٌ قَدْر ما يُقِلُّه الرجل ، قال : وليس في الكلام المضاعف غيره ؛ وأَنشد الأَصمعي لصَخْر الغَيِّ : أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه ، وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ على الضُّلَضِله ؟ وقال الفراء : مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ ، وهو الشديد ذو الحجارة ؛

      قال : أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص وصَمَكِيك فحذفوا الياء .
      الجوهري : الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلة الأَرض الغليظةُ ؛ عن الأَصمعي ، قال : كأَنه قَصْر الضَّلاضِل .
      ومُضَلَّل ، بفتح اللام : اسم رجل من بني أَسد ؛ وقال الأَسود بن يعْفُر : وقَبْليَ مات الخالِدَان كِلاهُما : عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّل ؟

      ‏ قال ابن بري : صواب إِنشاده فَقَبْلي ، بالفاء ، لأَن قبله : فإِنْ يَكُ يَوْمِي قد دَنَا ، وإِخالُه كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل والخالِدَانِ : هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: