-
مَلَدَهُ
- ـ مَلَدَهُ : مَدَّهُ .
ـ تَمْلِيدُ الأَديمِ : تَمْرينُه .
ـ مَلَدُ والمَلَدانُ : الشَّبَابُ ، والنَّعْمَةُ ، والاهْتِزازُ .
ـ مَلْد وأُمْلودُ وإِمْليدُ وأُمْلُدانُ وأُمْلُدانِيُّ وأَمْلَدُ وأُمْلُدُ : الناعِمُ اللَّيِّنُ مِنَّا ومِنَ الغُصونِ ،
ـ المرأةُ أُمْلودٌ وأُمْلودانِيَّةٌ ومَلْدانِيَّةٌ وأُمْلودَةٌ ومَلْداءُ .
ـ مَلْدُ : الغُولُ .
ـ مَلودٌ أو مَلوذٌ : قرية بأُوزْجَنْدَ .
ـ إِمْليدُ مِنَ الصَّحارِي : الإِمْليسُ .
المعجم: القاموس المحيط
-
أَملود
- أملود
1 - الأملود من الناس والغصون : الناعم اللين ، جمع : أماليد
المعجم: الرائد
-
الأَمْلُودُ
- الأَمْلُودُ : الأَمْلَد . والجمع : أَمالِيدُ .
وامرأَةٌ أُملودٌ ، وأَملودةٌ .
المعجم: المعجم الوسيط
-
أَمْلَدُ
- أَمْلَدُ :-
جمع مُلْد ، مؤ مَلْدَاءُ ، جمع مؤ مَلداوات ومُلْد :
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملِدَ .
2 - ناعِم ليِّن ، من الناس والغصون :- لها قوام أملَدُ :-
• رَجُل أملدُ : لا شعر في لِحْيَتِه .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أَملَد
- أملد
1 - الأملد من الناس والغصون : الناعم اللين ، جمع : ملد ، مؤنث ملداء
المعجم: الرائد
-
الأَمْلَدُ
- الأَمْلَدُ : الناعمُ اللينُ من الناس ومن الغصون .
ورجلٌ أملدُ : لا يلتحى .
المعجم: المعجم الوسيط
-
ملِدَ
- ملِدَ يَملَد ، مَلَدًا ، فهو أَمْلَدُ :-
• مَلِدَ الغصنُ اهتزّ ولانَ :- عودٌ أملدُ : ليِّن طريّ .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
امرأة أنوف
المعجم: عربي عامة
-
امرأة حيزبون
المعجم: عربي عامة
-
امرأة حيزبون
المعجم: عربي عامة
-
امرأة رزان
المعجم: عربي عامة
-
امرأة لعوبة
- لعوب ؛ رشيقة الحركات حسنة الدّلال .
المعجم: عربي عامة
-
امرأة معلّقة
- لا يعاشرها زوجُها ولا يطلّقها ، أو التي فُقِدَ زوجُها فهي لا متزوِّجة ولا مطلَّقة :- { فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ }.
المعجم: عربي عامة
-
امرأة ميسان
- رزينة كأنّ بها سِنة من رزانتها ° هي مِيسان الضُّحى
المعجم: عربي عامة
-
امرأة ناكح
المعجم: عربي عامة
-
امرأة واضع
المعجم: عربي عامة
-
امرأة يائس
المعجم: عربي عامة
-
اِمْرَأَةٌ
- جمع : نِساءٌ ، نِسْوَةٌ ، نِسْوانٌ مِنْ غَيْرِ لَفْظِها . اِمْرَأَةٌ عِنْدَ التَّنْكيرِ والْمَرْأَةُ عِنْدَ التَّعْريفِ .
1 . :- الْمَرْأَةُ نِصْفُ الرَّجُلِ :- : الأنْثَى شَريكَةُ حَياةِ الرَّجُلِ .
2 . :- اِمْرَأَةُ العَزيزِ :- : زَوْجَةُ مَلِكِ مِصْرَ .
المعجم: الغني
-
امرأة
- امرأة :-
جمع نِساء ( من غير لفظها ) ونسوة ( من غير لفظها )، مذ امْرُؤ : أنثى الرَّجُل :- اشترى لامرأته خاتمًا ثمينًا ، - وراء كُلّ رجل عظيم امرأة ، - { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
ملد
- " المَلَدُ : الشَّبابُ ونَعْمَتُه .
والمَلَدُ : مَصْدرُ الشَّباب الأَمْلَد ، وهو الأَمْلَدُ ؛
وأَنشد : بَعْدَ التَّصابي والشَّبابِ الأَمْلَدِ والمَلَدُ : الشباب الناعم ، وجمعه أَمْلادٌ ، وهو الأَملَدُ والأُملُدُ والأُملُودُ والإِملِيدُ والأُملُدانُ والأُملُدانِيُّ .
ورجل أُمْلُودٌ .
وامرأَة أُمْلُودٌ وأُمْلُودة وأُملُدانيَّة ومَلْدانِيَّةٌ ومَلْداء : ناعمة .
والأُملُودُ من النساء : الناعمة المستويةُ القامةِ ؛ وقال شَبانةُ الأَعرابي : غلام أُمْلُود وأُفْلُودٌ إِذا كان تَماماً مُحْتلِماً شَطْباً ؛ وقول أَبي زبيد : فإِذا ما اللَّبُونُ شَقَّتْ رَمادَ النَّارِ ، قَفْراً ، بالسَّمْلَقِ الإِمْلِيد ؟
قال أَبو الهيثم : الإِمْلِيدُ من الصَّحارى الإِمْلِيسُ ، واحد ، وهو الذي لا شيء فيه .
وشابٌّ أَمْلَدُ وجارية مَلْداءُ بَيِّنا المَلَد .
وتَمْلِيدُ الأَدِيمِ : تَمرينُه .
والمَلَدانُ : اهتزاز الغُصْن ونَعْمَتُه .
وغصن أُملُودٌ وإِمْلِيدٌ : ناعم ؛ وقد مَلَّدَه الرّيُّ تَمْلِيداً .
قال ابن جني : همزة أُمْلُودٍ وإِمْلِيد ملحقة ببناء عُسْلُوجٍ وقِطْمِير بدليل ما انضاف إِليها من زيادة الواو والياء معها .
مندد : التهذيب : مَنْدَدٌ (* قوله « مندد »، قال ياقوت بالفتح ثم السكون وفتح الدال وضبط في القاموس وشرحه بضم الميم ) اسم موضع ، ذكره تميم بن أَبي مقبل (* قوله « تميم بن أَبي مقبل » كذا بالأصل ، والذي في شرح القاموس وكذا في معجم ياقوت ابن أَبيّ بن مقبل ).
فقال : عَفَا الدّارَ مِنْ دَهْماءَ ، بَعْدَ إِقامةٍ ، عَجاجٌ ، بِخَلْفَيْ مَنْدَدٍ ، مُتناوِحُ خَلْفاها : ناحيتاها من قولهم فأْس لها خَلْفان .
ومَنْدَدٌ : موضع .
"
المعجم: لسان العرب
-
مرا
- " المَرْوُ : حجارة بيضٌ بَرَّاقة تكون فيها النار وتُقْدَح منها النار ؛ قال أَبو ذؤيب : الواهِبُ الأُدْمَ كالمَرُوِ الصِّلاب ، إِذا ما حارَدَ الخُورُ ، واجْتُثَّ المَجاليحُ (* قوله « الواهب الادم » وقع البيت في مادة جلح محرفاً فيه لفظ الصلاب بالهلاب واجتث مبنياً للفاعل ، والصواب ما هنا .) واحدتها مَرْوَةٌ ، وبها سميت المَرْوَة بمكة ، شرفها الله تعالى .
ابن شميل : المَرْوُ حجر أَبيض رقيق يجعل منها المَطارُّ ، يذبح بها ، يكون المَرْوُ منها كأَنه البَرَدُ ، ولا يكون أَسود ولا أَحمر ، وقد يُقْدَح بالحجر الأَحمر فلا يسمى مَرْواً ، قال : وتكون المَرْوة مثل جُمْعِ الإِنسان وأَعظم وأَصغر .
قال شمر : وسأَلت عنها أَعرابيّاً من بني أَسد فقال : هي هذه القدَّاحات التي يخرج منها النار .
وقال أَبو خَيْرَة : المَرْوة الحجر الأَبيض الهَشُّ يكون فيه النار .
أَبو حنيفة : المَرْوُ أَصلب الحجارة ، وزعم أَن النَّعام تبتلعُه وذكر أَن بعض الملوك عَجِب من ذلك ودَفَعَه حتى أَشهده إِياه المُدَّعِي .
وفي الحديث :، قال له عَدِيُّ بن حاتم إِذا أَصاب أَحدُنا صيداً وليس معه سِكِّين أَيَذْبَحُ بالمَرْوة وشِقَّةِ العَصا ؟ المَرْوة : حجر أَبيض بَرَّاق ، وقيل : هي التي يُقْدَح منها النار ، ومَرْوَةُ المَسْعَى التي تُذكرُ مع الصَّفا وهي أَحد رأْسَيْه اللذَيْنِ ينتهِي السعيُ إِليهما سميت بذلك ، والمراد في الذبح جنس الأَحجار لا المَرْوةُ نفسُها .
وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : إِذا رجل من خَلْفي قد وضع مَرْوَتَه على مَنْكِبي فإِذا هو عليٌّ ، ولم يفسره .
وفي الحديث : أَن جبريل ، عليه السلام ، لَقِيَه عند أَحجار المِراء ؛ قيل : هي بكسر الميم قُباء ، فأَما المُراء ، بضم الميم ، فهو داء يصيب النخل .
والمَرْوَةُ : جبل مكة ، شرفها الله تعالى .
وفي التنزيل العزيز : إنَّ الصفا والمَرْوَةَ من شعائر الله .
والمَرْوُ : شجر طَيِّبُ الريح .
والمَرْوُ : ضرب من الرياحين ؛ قال الأَعشى : وآسٌ وَخِيرِيٌّ ومَرْوٌ وسَمْسَقٌ ، إِذا كان هِنْزَمْنٌ ، ورُحْتُ مُخَشَّما (* قوله « وخيري » هو بكسر الخاء كما ترى ، صرح بذلك المصباح وغيره ، وضبط في مادة خير من اللسان بالفتح خطأ .)
ويروى : وسَوْسَنٌ ، وسَمْسقٌ هو المَرْزَجُوش ، وهِنْزَمْنٌ : عيدٌ لهم .
والمُخَشَّمُ : السكران .
ومَرْو : مدينة بفارس ، النسب إِليها مَرْوِيٌّ ومَرَويٌّ ومَرْوَزيٌّ ؛ الأَخيرتان من نادر معدول النسب ؛ وقال الجوهري : النسبة إِليها مَرْوَزِيٌّ على غير قياس ، والثَّوْبُ مَرْوِيٌّ على القياس .
ومَروان : اسم رجل : ومَرْوان : جبل .
قال ابن دريد : أَحسب ذلك .
والمَرَوراةُ : الأَرض أَو المفازة التي لا شيء فيها .
وهي فَعَوْعَلةٌ ، والجمع المَرَوْرَى والمَرَوْرَيات والمَرارِيُّ .
قال ابن سيده : والجمع مَرَوْرَى ، قال سيبويه : هو بمنزلة صَمَحْمَح وليس بمنزلة عَثَوْثل لأَن باب صَمَحْمَح أَكثر من باب عَثَوْثَل .
قال ابن بري : مَرَوْراةٌ عند سيبويه فَعَلْعَلَةٌ ، قال في باب ما تُقْلب فيه الواو ياء نحو أَغْزَيْتُ وغازَيْتُ : وأَما المَرَوْراةُ فبمنزلة الشَّجَوْجاة وهما بمنزلة صَمَحْمَح ، ولا تَجْعَلْهُما على عَثَوْثَل ، لأَن فَعَلْعَلاً أَكثر .
ومَرَوْراةُ : اسم أَرض بعينها ؛ قال أَبو حيَّة النُّميري : وما مُغْزِلٌ تحْنو لأَكْحَلَ ، أَيْنَعَتْ لها بِمَرَوْراةَ الشروجُ الدَّوافِعُ التهذيب : المَرَوْراةُ الأَرض التي لا يَهْتَدِي فيها إِلا الخِرِّيت .
وقال الأَصمعي : المَروْراةُ قَفْرٌ مُسْتو ، ويجمع مَرَوْرَياتٍ ومَرارِيَّ .
والمَرْيُ : مَسْح ضَرْع الناقة لتَدِرَّ .
مَرَى الناقةَ مَرْياً : مَسَحَ ضَرْعَها لِلدِّرَّةِ ، والاسم المِرْية ، وأَمرَتْ هي دَرَّ لبنُها ، وهي المِرية والمُرية ، والضم أَعلى .
سيبويه : وقالوا حَلَبتها مِرْيَةً ، لا تريد فعلاً ولكنك تريد نَحْواً من الدِّرَّة .
الكسائي : المَرِيُّ الناقة التي تَدِرُّ على من يمسح ضُروعها ، وقيل : هي الناقة الكثيرة اللبن ، وقد أَمْرَتْ ، وجمعها مَرايا .
ابن الأَنباري : في قولهم مارَى فلان فلاناً معناه قد استخرج ما عنده من الكلام والحُجَّة ، مأْخوذ من قولهم مَرَيْت الناقةَ إِذا مسحتَ ضَرْعَها لِتَدِرَّ .
أَبو زيد : المَرِيُّ الناقة تُحْلَب على غير ولد ولا تكون مَرِيّاً ومعها ولدها ، وهو غير مهموز ، وجمعها مَرايا .
وفي حديث عديّ بن حاتم ، رضي الله عنه : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال له امْرِ الدمَ بما شئت ، من رواه أَمِرْه فمعناه سَيِّلْه وأَجْرِه واستخرجه بما شئت ، يريد الذبح وهو مذكور في مور ، ومن رواه امْرِهِ أَي سَيِّلْه واستخرجه ، فمن مَرَيْتُ الناقةَ إِذا مسحت ضَرعَها لِتَدِرَّ ؛ وروى ابن الأَعرابي : مَرَى الدمَ وأَمْراه إِذا استخرجه ؛ قال ابن الأَثير ،
ويروى : أَمِر الدمَ من مارَ يَمُور إِذا جرى ، وأَماره غيره ؛ قال : وقال الخطابي أَصحاب الحديث يروونه مشدَّد الراء وهو غَلط ، وقد جاءَ في سنن أَبي داود والنسائي أَمْرِرْ ، براءين مظهرتين ، ومعناه اجعل الدمَ يمُرّ أَي يذهب ، قال : فعلى هذا من رواه مشدد الراء يكون قد أَدغم ، قال : وليس بغلط ؛
قال : ومن الأَول حديث عاتكة : مَرَوْا بالسُّيوفِ المُرْهَفاتِ دِماءهُمْ أَي استخرجوها واستدرُّوها .
ابن سيده : مَرَى الشيءَ وامْتَراه استخرجه .
والريح تَمْري السحاب وتَمْتَريه : تستخرجه وتَسْتَدِرُّه .
ومَرَت الريحُ السحابَ إِذا أَنزلت منه المطر .
وناقة مَرِيٌّ : غزيرة اللبن ، حكاه سيبويه ، وهو عنده بمعنى فاعلة ولا فِعْلَ لها ، وقيل : هي التي ليس لها ولد فهي تَدُرّ بالمَرِيِ على يد الحالب ، وقد أَمْرَتْ وهي مُمْرٍ .
والمُمْري : التي جَمَعَت ماءَ الفحل في رحمها .
وفي حديث نَضْلة بن عمرو : أَنه لَقِيَ النبيِّ ، صلى الله عليه وسلم ، بمَرِيَّيْن ؛ هي تثنية مَرِيٍّ بوزن صَبيّ ،
ويروى : مَرِيَّتَيْنِ ، تثنية مَرِيَّة ، والمَريُّ والمَرِيَّة : الناقة الغزيرة الدَّرِّ ، من المَرْي ، ووزنها فَعِيلٌ أَو فَعُول .
وفي حديث الأَحنف : وساق معه ناقة مَرِيّاً .
ومِرْيَةُ الفَرَس : ما استُخْرج من جَرْيه فدَرَّ لذلك عَرَقُه ، وقد مَراهُ مَرْياً .
ومَرَى الفرسُ مَرْياً إِذا جعل يمسح الأَرض بيده أَو رجله ويَجُرُّها من كَسْر أَو ظَلَع .
التهذيب : ويقال مَرَى الفرسُ والناقةُ إِذا قام أَحدهما على ثلاث ثم بحَثَ الأَرض باليد الأُخرى ، وكذلك الناقة ؛
وأَنشد : إِذا حُطَّ عنها الرَّحْلُ أَلْقَتْ برأْسِها إِلى شَذَبِ العِيدانِ ، أَو صَفَنَتْ تَمْري الجوهري : مَرَيْتُ الفرسَ إِذا استخرجتَ ما عنده من الجَرْيِ بسوط أَو غيره ، والاسم المِرْية ، بالكسر ، وقد يضم .
ومَرَى الفرسُ بيديه إِذا حَرَّكهما على الأَرض كالعابث .
ومَراه حُقَّهُ أَي جَحَده ؛
وأَنشد ابن بري : ما خَلَفٌ مِنْكِ يا أَسماءُ فاعْتَرِفي ، مِعَنَّة البَيْتِ تَمْري نِعْمةَ البَعَلِ أَي تجدها ، وقال عُرْفُطة بن عبد الله الأَسَدي : أَكُلَّ عِشاءٍ مِنْ أُمَيْمةَ طائفُ ، كَذِي الدَّيْنِ لا يَمْري ، ولا هو عارِفُ ؟ أَي لا يَجْحَد ولا يَعْترف .
وما رَيْتُ الرجلَ أُماريه مِراءً إِذا جادلته .
والمِرْيةُ والمُرْيةُ : الشَّكُّ والجدَل ، بالكسر والضم ، وقرئَ بهما قوله عز وجل : فلا تَكُ في مِرْيةٍ منه ؛ قال ثعلب : هما لغتان ، قال : وأَما مِرْيةُ الناقة فليس فيه إِلا الكسر ، والضم غلط .
قال ابن بري : يعني مَسْحَ الضَّرْعِ لتَدُرَّ الناقةُ ، قال : وقال ابن دريد مُرْية الناقةِ ، بالضم ، وهي اللغة العالية ؛
وأَنشد : شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ على المُرْ يَةِ ، كَرْهاً ، بالصِّرْفِ ذي الطُّلاَّء شبه (* قوله « شبه » أي الشاعر الحرباء بناقة إلخ كما يؤخذ من مادة ش م ذ .) بناقة قد شَمَذَتْ بذَنَبها أَي رفعته ، والصِّرْف : صِبْغٌ أَحمر ، والطُّلاَّء : الدم .
والامْتِراءُ في الشيءِ : الشَّكُّ فيه ، وكذلك التَّماري .
والمِراءُ : المُماراةُ والجدَل ، والمِراءُ أَيضاً : من الامْتِراءِ والشكِّ .
وفي التنزيل العزيز : فلا تُمارِ فيهم إِلاَّ مِراءً ظاهراً ؛ قال : وأَصله في اللغة الجِدال وأَن يَستخرج الرجلُ من مُناظره كلاماً ومعاني الخصومة وغيرها منْ مَرَيْتُ الشاةَ إِذا حلبتها واستخرجت لبنها ، وقد ماراةُ مُماراةً ومِيراءً .
وامْتَرى فيه وتَمارى : شَكَّ ؛ قال سيبويه : وهذا من الأَفعال التي تكون للواحد .
وقوله في صفة سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : لا يُشاري ولا يُماري ؛ يُشاري : يَسْتَشْري بالشر ، ولا يُماري : لا يُدافع عن الحق ولا يردّد الكلام .
وقوله عز وجل : أَفَتُمارُونَه على ما يَرَى ، وقرئَ : أَفتَمْرُونَه على ما يَرَى ؛ فمن قرأَ أَفتُمارونه فمعناه أَفتجادلونه في أَنه رأَى الله عز وجل بقلبه وأَنه رأَى الكُبْري من آياته ، قال الفراء : وهي قراءة العوام ، ومن قرأَ أَفتَمرونه فمعناه أَفتجحدونه ، وقال المبرد في قوله أَفَتَمْرُونه على ما يرى أَي تدفعونه عما يرى ، قال : وعلى في موضع عن .
ومارَيْتُ الرجلَ ومارَرْتُه إِذا خالفته وتَلَوَّيْتَ عليه ، وهو مأْخوذ من مِرار الفَتْل ومِرارِ السِّلسِلة تَلَوِّي حَلَقِها إِذا جُرَّتْ على الصَّفا .
وفي الحديث : سَمِعَتِ الملائكة مثلَ مِرار السلسلة على الصفا .
وفي حديث الأَسود (* قوله « وفي حديث الاسود » كذا في الأصل ، ولم نجده الا في مادة مرر من النهاية بلفظ تمارّه وتشارّه .
أَنه سأَل عن رجل فقال ما فَعَلَ الذي كانت امرأَتُه تُشارُّه وتُماريه ؟ وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : لا تُماروا في القرآن فإِنَّ مِراءً فيه كُفْرٌ ؛ المِراءُ : الجدال .
والتَّماري والمُماراة : المجادلة على مذهب الشك والرِّيبة ، ويقال للمناظرة مُماراة لأَن كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويَمْتَريه به كما يَمْتري الحالبُ اللبنَ من الضَّرْع ؛ قال أَبو عبيد : ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأْويل ، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ ، وهو أَن يقرأَ الرجل على حرف فيقول له الآخر ليس هو هكذا ولكنه على خلافه ، وقد أَنزلهما الله عز وجل كليهما ، وكلاهما منزل مقروءٌ به ، يُعلم ذلك بحديث سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : نزل القرآن على سبعة أَحرف ، فإِذا جحد كل واحد منهما قراءَة صاحبه لم يُؤْمَنْ أَن يَكونَ ذلك قد أَخْرَجه إِلى الكُفر لأَنه نَفى حَرفاً أَنزله الله على نبيه ، صلى الله عليه وسلم ؛ قال ابن الأَثير : والتنكير في المِراء إِيذاناً بأَن شيئاً منه كُفْرٌ فَضلاً عمَّا زاد عليه ، قال : وقيل إِنما جاء هذا في الجِدال والمِراء في الآيات التي فيها ذكر القَدَر ونحوه من المعاني ، على مذهب أَهل الكلام وأَصحاب الأَهْواءِ والآراءِ ، دون ما تَضمَّنته من الأَحكام وأَبواب الحَلال والحرام ، فإِن ذلك قد جَرى بين الصحابة فمَن بعدهم مِن العلماء ، رضي الله عنهم أَجمعين ، وذلك فيما يكون الغَرَضُ منه والباعِثُ عليه ظُهورَ الحق ليُتَّبَع دون الغَلَبة والتَّعْجِيز .
الليث : المِرْيةُ الشَّكُّ ، ومنه الامْتراء والتَّماري في القُرآن ، يقال : تَمارى يَتَمارى تَمارِياً ، وامْتَرَى امْتِراءً إِذا شكَّ .
وقال الفراءُ في قوله عز وجل : فبأَيِّ آلاء رَبِّكَ تَتَمارى ؛ يقول : بأَيِّ نِعْمةِ رَبِّك تُكَذِّبُ أَنها ليست منه ، وكذلك قوله عز وجل : فَتَمارَوْا بالنُّذُر ؛ وقال الزجاج : والمعنى أَيها الإِنسان بأَيِّ نعمة ربك التي تدلك على أَنه واحد تتشكك .
الأَصمعي : القَطاةُ المارِيَّةُ ، بتشديد الياء ، هي المَلْساءُ المُكْتنزة اللحم .
وقال أَبو عمرو : القَطاة المارِيةُ ، بالتخفيف ، وهي لُؤْلُؤيَّة اللون .
ابن سيده : الماريَّة ، بتشديد الياء ، من القَطا المَلْساء .
وامرأَة مارِيَّةٌ : بيضاء برّاقة .
قال الأَصمعي : لا أَعلم أَحداً أَتى بهذه اللفظة إِلاَّ ابن أَحمر ، ولها أَخوات مذكورة في مواضعها .
والمَريء : رأْس المَعِدة والكَرِش اللاَّزِقُ بالحلْقُوم ومنه يدخل الطعام في البطن ، قال أَبو منصور : أَقرأَني أَبو بكر الإِياديُّ المَريءَ لأَبي عبيد فهمزه بلا تشديد ، قال : وأَقرأَنيه المنذري المَرِيُّ لأَبي الهيثم فلم يهمزه وشدد الياءَ .
والمارِيُّ : ولد البقرة الأَبيضُ الأَمْلَس .
والمُمْرِيةُ من البقر : التي لها ولد ماريٌّ أَي بَرَّاقٌ .
والمارِيَّةُ : البراقة اللَّونِ .
والمارِيَّةُ : البقرة الوحشية ؛ أَنشد أَبو زيد لابن أَحمر .
مارِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أَوْرَدَها طَلٌّ ، وبَنَّس عَنْها فَرْقَدٌ خَصِرُ (* قوله « أوردها » كذا بالأصل هنا ، وتقدم في ب ن س أوّدها وكذلك هو في المحكم هناك غير أنه تحرف في تلك المادة من اللسان مارية بماوية .) وقال الجعدي : كَمُمْرِيةٍ فَرْدٍ مِنَ الوَحْشِ حُرَّةٍ أَنامَتْ بِذي الدَّنَّيْنِ ، بالصَّيْفِ ، جُؤْذَرا ابن الأَعرابي : المارِيَّةُ بتشديد الياء .
ابن بزرج : المارِيُّ الثوب الخَلَقُ ؛
وأَنشد : قُولا لِذاتِ الخَلَقِ المَارِيِّ ويقال : مَراهُ مائةَ سوْطٍ ومَراهُ مائةَ دِرْهم إِذا نَقَده إِيّاها .
ومارِيةُ : اسم امرأَة ، وهي مارِيةُ بنت أَرْقَمَ بن ثَعْلبةَ بن عَمرو بن جَفْنَة بن عَوُف بن عَمرو بن رَبيعة بن حارِثة بن عَمروٍ مُزَيْقِياء بن عامر ، وابنها الحرث الأَعرج الذي عناه حَسَّانُ بقوله : أَوْلادُ جَفْنةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِيهِمِ ، قَبْرِ ابنِ مارِيةَ الكَريمِ المُفْضِلِ وقال ابن بري : هي مارِيةُ بنتُ الأَرقم بن ثعلبة ابن عمرو بن جَفْنة بن عمرو ، وهو مُزَيقياء بن عامر ، وهو ماءُ السماء بن حارثة ، وهو الغِطْريفُ بن امُرئ القيس ، وهو البِطْريقُ بن ثعلبة ، وهو البُهْلُول ابن مازن ، وهو الشَّدَّاخُ ، وإِليه جِماعُ نَسَب غَسَّان بن الأَزْد ، وهي القبيلة المشهورة ، فأَما العَنْقاء فهو ثعلبة بن عمرو مزيقياء .
وفي المثل : خُذْه ولو بقُرْطَيْ مارِيةَ ؛ يضرب ذلك مثلاً في الشيء يُؤمَر بأَخْذه على كل حال ، وكان في قُرْطَيْها مائتان دينار .
والمُرِيُّ : معروف ، قال أَبو منصور : لا أَدري أَعربي أَم دخيل ؛ قال ابن سيده : واشتقه أَبو علي من المَرئ ، فإِن كان ذلك فليس من هذا الباب ، وقد تقدم في مرر ، وذكره الجوهري هناك .
ابن الأَعرابي : المَريءُ الطعام (* قوله « المرئ الطعام » كذا بالأصل مهموزاً وليس هومن هذا الباب .
وقوله « المري الرجل » كذا في الأصل بلا ضبط ولعله بوزن ما قبله .) الخفيف ، والمَري الرجل المقبول في خَلْقه وخُلُقه .
التهذيب : وجمع المِرْآةِ مَراءٍ مثل مَراعٍ ، والعوام يقولون في جمعها مَرايا ، وهو خطأٌ ، والله أَعلم .
"
المعجم: لسان العرب
-
مرر
- " مَرَّ عليه وبه يَمُرُّ مَرًّا أَي اجتاز .
ومَرَّ يَمُرُّ مرًّا ومُروراً : ذهَبَ ، واستمرّ مثله .
قال ابن سيده : مرَّ يَمُرُّ مَرًّا ومُروراً جاء وذهب ، ومرَّ به ومَرَّه : جاز عليه ؛ وهذا قد يجوز أَن يكون مما يتعدَّى بحرف وغير حرف ، ويجوز أَن يكون مما حذف فيه الحرف فأَُوصل الفعل ؛ وعلى هذين الوجهين يحمل بيت جرير : تَمُرُّون الدِّيارَ ولَمْ تَعُوجُوا ، كَلامُكُمُ عليَّ إِذاً حَرَامُ وقال بعضهم : إِنما الرواية : مررتم بالديار ولم تعوجوا فدل هذا على أَنه فَرقَ من تعدّيه بغير حرف .
وأَما ابن الأَعرابي فقال : مُرَّ زيداً في معنى مُرَّ به ، لا على الحذف ، ولكن على التعدّي الصحيح ، أَلا ترى أَن ابن جني ، قال : لا تقول مررت زيداً في لغة مشهورة إِلا في شيء حكاه ابن الأَعرابيف ، قال : ولم يروه أَصحابنا .
وامْتَرَّ به وعليه : كَمَرّ .
وفي خبر يوم غَبِيطِ المَدَرَةِ : فامْتَرُّوا على بني مالِكٍ .
وقوله عز وجل : فلما تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِه ؛ أَي استمرّت به يعني المنيّ ، قيل : قعدت وقامت فلم يثقلها .
وأَمَرَّهُ على الجِسْرِ : سَلَكه فيه ؛ قال اللحياني : أَمْرَرْتُ فلاناً على الجسر أُمِرُّه إِمراراً إِذا سلكت به عليه ، والاسم من كل ذلك المَرَّة ؛ قال الأَعشى : أَلا قُلْ لِتِيَّا قَبْلَ مَرَّتِها : اسْلَمي تَحِيَّةَ مُشْتاقٍ إِليها مُسَلِّمِ وأَمَرَّه بِه : جَعَله يَمُرُّه .
ومارَّه : مَرَّ معه .
وفي حديث الوحي : إِذا نزل سَمِعَتِ الملائكةُ صَوْتَ مِرَارِ السِّلْسِلَةِ على الصَّفا أَي صوْتَ انْجِرارِها واطِّرادِها على الصَّخْرِ .
وأَصل المِرارِ : الفَتْلُ لأَنه يُمَرُّ (* قوله « لأنه يمرّ » كذا بالأصل بدون مرجع للضمير ولعله سقط من قلم مبيض مسودة المؤلف بعد قوله على الصخر ، والمرار الحبل .) أَي يُفْتل .
وفي حديث آخر : كإِمْرارِ الحدِيدِ على الطَّسْتِ الجَدِيدِ ؛ أَمْرَرْتُ الشيءَ أُمِرُّه إِمْراراً إِذا جعلته يَمُرُّ أَي يذهب ، يريد كجَرِّ الحَدِيدِ على الطسْتِ ؛ قال : وربما رُوِيَ الحديثُ الأَوّلُ : صوتَ إِمْرارِ السلسة .
واستمر الشيءُ : مَضى على طريقة واحدة .
واستمرَّ بالشيء : قَوِيَ على حَمْلِه .
ويقال : استمرّ مَرِيرُه أَي استحك عَزْمُه .
وقال الكلابيون : حَمَلَتْ حَمْلاً خَفيفاً فاسْتَمَرَّتْ به أَي مَرَّتْ ولم يعرفوا .
فمرتْ به ؛ قال الزجاج في قوله فمرّت به : معناه استمرتّ به قعدت وقامت لم يثقلها فلما أثقلت أَي دنا وِلادُها .
ابن شميل : يقال للرجل إِذا استقام أَمره بعد فساد قد استمرّ ، قال : والعرب تقول : أَرْجَى الغِلْمانِ الذي يبدأُ بِحُمْقٍ ثم يستمر ؛
وأَنشد للأَعشى يخاطب امرأَته : يا خَيْرُ ، إِنِّي قد جَعَلْتُ أَسْتَمِرّْ ، أَرْفَعُ مِنْ بُرْدَيَّ ما كُنْتُ أَجُرّْ وقال الليث : كلُّ شيء قد انقادت طُرْقَتُه ، فهو مُسْتَمِرٌّ .
الجوهري : المَرَّةُ واحدة المَرِّ والمِرارِ ؛ قال ذو الرمة : لا بَلْ هُو الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها ، مَرًّا شَمالٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ
يقال : فلان يَصْنَعُ ذلك الأَمْرَ ذاتَ المِرارِ أَي يصنعه مِراراً ويدعه مراراً .
والمَمَرُّ : موضع المُرورِ والمَصْدَرُ .
ابن سيده : والمَرَّةُ الفَعْلة الواحدة ، والجمع مَرٌّ ومِرارٌ ومِرَرٌ ومُرُورٌ ؛ عن أَبي علي ويصدقه قول أَبي ذؤيب : تَنَكَّرْت بَعدي أَم أَصابَك حادِثٌ من الدَّهْرِ ، أَمْ مَرَّتْ عَلَيك مُرورُ ؟
قال ابن سيده : وذهب السكري إِلى أَنّ مرُوراً مصدر ولا أُبْعِدُ أَن يكون كما ذكر ، وإِن كان قد أَنث الفعل ، وذلك أَنّ المصدر يفيد الكثرة والجنسية .
وقوله عز وجل : سنُعَذِّبُهُمْ مرتين ؛ قال : يعذبون بالإِيثاقِ والقَتْل ، وقيل : بالقتل وعذاب القبر ، وقد تكون التثنية هنا في معنى الجمع ، كقوله تعالى : ثم ارجع البصر كَرَّتَيْنِ ؛ أَي كَرَّاتٍ ، وقوله عز وجل : أُولئك يُؤْتَوْنَ أَجْرَهم مَرَّتَيْنِ بما صبروا ؛ جاء في التفسير : أَن هؤلاء طائفة من أَهل الكتاب كانوا يأْخذون به وينتهون إِليه ويقفون عنده ، وكانوا يحكمون بحكم الله بالكتاب الذي أُنزل فيه القرآن ، فلما بُعث النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، وتلا عليهم القرآنَ ، قالوا : آمنَّا به ، أَي صدقنا به ، إِنه الحق من ربنا ، وذلك أَنّ ذكر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان مكتوباً عندهم في التوارة والإِنجيل فلم يعاندوا وآمنوا وصدَّقوا فأَثنى الله تعالى عليهم خيراً ، ويُعْطَون أَجرهم بالإِيمان بالكتاب قبل محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وبإِيمانهم بمحمد ، صلى الله عليه وسلم .
وَلَقِيَه ذات مرَّةٍ ؛ قال سيبويه : لا يُسْتَعْمَلُ ذات مَرةٍ إِلا ظرفاً .
ولقِيَه ذاتَ المِرارِ أَي مِراراً كثيرة .
وجئته مَرًّا أَو مَرَّيْنِ ، يريد مرة أَو مرتين .
ابن السكيت : يقال فلان يصنع ذلك تارات ، ويصنع ذلك تِيَراً ، ويَصْنَعُ ذلك ذاتَ المِرارِ ؛ معنى ذلك كله : يصنعه مِراراً ويَدَعُه مِراراً .
والمَرَارَةُ : ضِدُّ الحلاوةِ ، والمُرُّ نَقِيضُ الخُلْو ؛ مَرَّ الشيءُ يَمُرُّ ؛ وقال ثعلب : يَمَرُّ مَرارَةً ، بالفتح ؛
وأَنشد : لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي ، لَطالَما حَلا بَيْنَ شَطَّيْ بابِلٍ فالمُضَيَّحِ وأَنشد اللحياني : لِتَأْكُلَني ، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي ، فأَذْرَقَ مِنْ حِذارِي أَوْ أَتاعَا وأَنشده بعضهم : فأَفْرَقَ ، ومعناهما : سَلَحَ .
وأَتاعَ أَي قاءَ .
وأَمَرَّ كَمَرَّ :، قال ثعلب : تُمِرُّ عَلَيْنا الأَرضُ مِنْ أَنْ نَرَى بها أَنيساً ، ويَحْلَوْلي لَنا البَلَدُ القَفْرُ عدّاه بعلى لأَنَّ فيه مَعْنى تَضِيقُ ؛ قال : ولم يعرف الكسائي مَرَّ اللحْمُ بغر أَلفٍ ؛
وأَنشد البيت : لِيَمْضغَني العِدَى فأَمَرَّ لَحْمي ، فأَشْفَقَ مِنْ حِذاري أَوْ أَتاع ؟
قال : ويدلك على مَرَّ ، بغير أَلف ، البيت الذي قبله : أَلا تِلْكَ الثَّعالِبُ قد تَوالَتْ عَلَيَّ ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعَا لِتَأْكُلَنى ، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي ابن الأَعرابي : مَرَّ الطعامُ يَمَرُّ ، فهومُرٌّ ، وأَمَرَّهُ غَيْرُهُ ومَرَّهُ ، ومَرَّ يَمُرُّ من المُرُورِ .
ويقال : لَقَدْ مَرِرْتُ من المِرَّةِ أَمَرُّ مَرًّا ومِرَّةً ، وهي الاسم ؛ وهذا أَمَرُّ من كذا ؛ قالت امرأَة من العرب : صُغْراها مُرَّاها .
والأَمَرَّانِ : الفَقْرُ والهَرَمُ ؛ وقول خالد بن زهير الهذلي : فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ خَدْعُها ، حِينَ أَزْمَعَتْ صَرِيمَتَها ، والنَّفْسُ مُرٌّ ضَمِيرُها إِنما أَراد : ونفسها خبيثة كارهة فاستعار لها المرارة ؛ وشيء مُرٌّ والجمع أَمْرارٌ .
والمُرَّةُ : شجَرة أَو بقلة ، وجمعها مُرٌّ وأَمْرارٌ ؛ قال ابن سيده : عندي أَنّ أَمْراراً جمعُ مُرٍّ ، وقال أَبو حنيفة : المُرَّةُ بقلة تتفرّش على الأَرض لها ورق مثل ورق الهندبا أَو أَعرض ، ولها نَوْرة صُفَيْراء وأَرُومَة بيضاء وتقلع مع أَرُومَتِها فتغسل ثم تؤكل بالخل والخبز ، وفيها عليقمة يسيرة ؛ التهذيب : وقيل هذه البقلة من أَمرار البقول ، والمرّ الواحد .
والمُرارَةُ أَيضاً : بقلة مرة ، وجمعها مُرارٌ .
والمُرارُ : شجر مُرٌّ ، ومنه بنو آكِلِ المُرارِ قومٌ من العرب ، وقيل : المُرارُ حَمْضٌ ، وقيل : المُرارُ شجر إِذا أَكلته الإِبل قلَصت عنه مَشافِرُها ، واحدتها مُرارَةٌ ، هو المُرارُ ، بضم الميم .
وآكِلُ المُرارِ معروف ؛ قال أَبو عبيد : أَخبرني ابن الكلبي أَن حُجْراً إِنما سُمِّي آكِلَ المُرارِ أَن ابنةً كانت له سباها ملك من ملوك سَلِيحٍ يقال له ابن هَبُولَةَ ، فقالت له ابنة حجر : كأَنك بأَبي قد جاء كأَنه جملٌ آكِلُ المُرارِ ، يعني كاشِراً عن أَنيابه ، فسمي بذلك ، وقيل : إِنه كان في نفر من أصحابه في سَفَر فأَصابهم الجوع ، فأَما هو فأَكل من المُرارِ حتى شبع ونجا ، وأَما أَصحابه فلم يطيقوا ذلك حتى هلك أَكثرهم فَفَضَلَ عليهم بصبره على أَكْلِه المُرارَ .
وذو المُرارِ : أَرض ، قال : ولعلها كثيرة هذا النبات فسمِّيت بذلك ؛ قال الراعي : مِنْ ذِي المُرارِ الذي تُلْقِي حوالِبُه بَطْنَ الكِلابِ سَنِيحاً ، حَيثُ يَنْدَفِقُ الفراء : في الطعام زُؤانٌ ومُرَيْراءُ ورُعَيْداءُ ، وكله ما يُرْمَى به ويُخْرَجُ منه .
والمُرُّ : دَواءٌ ، والجمع أَمْرارٌ ؛ قال الأَعشى يصف حمار وحش : رَعَى الرَّوْضَ والوَسْمِيَّ ، حتى كأَنما يَرَى بِيَبِيسِ الدَّوِّ أَمْرارَ عَلْقَمِ يصف أَنه رعى نبات الوسْمِيِّ لطِيبه وحَلاوتِه ؛ يقول : صار اليبيس عنده لكراهته إِياه بعد فِقْدانِه الرطْبَ وحين عطش بمنزلة العلقم .
وفي قصة مولد المسيح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : خرج قوم معهم المُرُّ ، قالوا نَجْبُرُ به الكَسِيرَ والجُرْحَ ؛ المُرُّ : دواء كالصَّبرِ ، سمي به لمرارته .
وفلان ما يُمِرُّ وما يُحْلِي أَي ما يضر ولا ينفع .
ويقال : شتمني فلان فما أَمْرَرْتُ وما أَحْلَيْتُ أَي ما قلت مُرة ولا حُلوة .
وقولهم : ما أَمَرَّ فلان وما أَحْلى ؛ أَي ما ، قال مُرًّا ولا حُلواً ؛ وفي حديث الاسْتِسْقاءِ : وأَلْقَى بِكَفَّيْهِ الفَتِيُّ اسْتِكانَةً من الجُوعِ ضَعْفاً ، ما يُمِرُّ وما يُحْلي أَي ما ينطق بخير ولا شر من الجوع والضعف ، وقال ابن الأَعرابي : ما أُمِرُّ وما أُحْلِي أَي ما آتي بكلمة ولا فَعْلَةٍ مُرَّة ولا حُلوة ، فإِن أَردت أَن تكون مَرَّة مُرًّا ومَرَّة حُلواً قلت : أَمَرُّ وأَحْلو وأَمُرُّ وأَحْلو .
وعَيْشٌ مُرٌّ ، على المثل ، كما ، قالوا حُلْو .
ولقيت منه الأَمَرَّينِ والبُرَحَينِ والأَقْوَرَينِ أَي الشرَّ والأَمْرَ العظيم .
وقال ابن الأَعرابي : لقيت منه الأَمَرَّينِ ، على التثنية ، ولقيت منه المُرَّيَيْنِ كأَنها تثنية الحالة المُرَّى .
قال أَبو منصور : جاءت هذه الحروف على لفظ الجماعة ، بالنون ، عن العرب ، وهي الدواهي ، كما ، قالوا مرقه مرقين (* قوله « مرقه مرقين » كذا بالأصل .) وأَما قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : ماذا في الأَمَرَّينِ من الشِّفاء ، فإِنه مثنى وهما الثُّفَّاءُ والصَّبِرُ ، والمَرارَةُ في الصَّبِرِ دون الثُّفَّاءِ ، فغَلَّبَه عليه ، والصَّبِرُ هو الدواء المعروف ، والثُّفَّاءُ هو الخَرْدَلُ ؛ قال : وإِنما ، قال الأَمَرَّينِ ، والمُرُّ أَحَدُهما ، لأَنه جعل الحُروفةَ والحِدَّةَ التي في الخردل بمنزلة المرارة وقد يغلبون أَحد القرينين على الآخر فيذكرونهما بلفظ واحد ، وتأْنيث الأَمَرِّ المُرَّى وتثنيتها المُرَّيانِ ؛ ومنه حديث ابن مسعود ، رضي الله عنه ، في الوصية : هما المُرَّيان : الإِمْساكُ في الحياةِ والتَّبْذِيرُ عنْدَ المَمات ؛ قال أَبو عبيد : معناه هما الخصلتان المرتان ، نسبهما إِلى المرارة لما فيهما من مرارة المأْثم .
وقال ابن الأَثير : المُرَّيان تثنية مُرَّى مثل صُغْرى وكبرى وصُغْرَيان وكُبْرَيانِ ، فهي فعلى من المرارة تأْنيث الأَمَرِّ كالجُلَّى والأَجلِّ ، أَي الخصلتان المفضلتان في المرارة على سائر الخصال المُرَّة أَن يكون الرجل شحيحاً بماله ما دام حيّاً صحيحاً ، وأَن يُبَذِّرَه فيما لا يُجْدِي عليه من الوصايا المبنية على هوى النفس عند مُشارفة الموت .
والمرارة : هَنَةٌ لازقة بالكَبد وهي التي تُمْرِئُ الطعام تكون لكل ذي رُوحٍ إِلاَّ النَّعامَ والإِبل فإِنها لا مَرارة لها .
والمارُورَةُ والمُرَيرَاءُ : حب أَسود يكون في الطعام يُمَرُّ منه وهو كالدَّنْقَةِ ، وقيل : هو ما يُخرج منه فيُرْمى به .
وقد أَمَرَّ : صار فيه المُرَيْراء .
ويقال : قد أَمَرَّ هذا الطعام في فمي أَي صار فيه مُرّاً ، وكذلك كل شيء يصير مُرّاً ، والمَرارَة الاسم .
وقال بعضهم : مَرَّ الطعام يَمُرّ مَرارة ، وبعضهم : يَمَرُّ ، ولقد مَرَرْتَ يا طَعامُ وأَنت تَمُرُّ ؛ وم ؟
قال تَمَرُّ ، قال مَرِرْتَ يا طعام وأَنت تَمَرُّ ؛ قال الطرمَّاح : لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي ، لرُبَّما حَلا بَيْنَ شَطَّي بابِلٍ فالمُضَيَّحِ والمَرارَةُ : التي فيها المِرَّةُ ، والمِرَّة : إِحدى الطبائع الأَربع ؛ ابن سيده : والمِرَّةُ مِزاجٌ من أَمْزِجَةِ البدن .
قال اللحياني : وقد مُررْتُ به على صيغة فعل المفعول أُمَرُّ مَرًّا ومَرَّة .
وقال مَرَّة : المَرُّ المصدر ، والمَرَّة الاسم كما تقول حُمِمْتُ حُمَّى ، والحمى الاسم .
والمَمْرُور : الذي غلبت عليه المِرَّةُ ، والمِرَّةُ القوّة وشده العقل أَيضاً .
ورجل مرير أَي قَوِيُّ ذو مِرة .
وفي الحديث : لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لغَنِيٍّ ولا لِذي مِرَّةَ سَوِيٍّ ؛ المِرَّةُ : القُوَّةُ والشِّدّةُ ، والسَّوِيُّ : الصَّحيحُ الأَعْضاءِ .
والمَرِيرُ والمَرِيرَةُ : العزيمةُ ؛ قال الشاعر : ولا أَنْثَني مِنْ طِيرَةٍ عَنْ مَرِيرَةٍ ، إِذا الأَخْطَبُ الدَّاعي على الدَّوحِ صَرْصَرا والمِرَّةُ : قُوّةُ الخَلْقِ وشِدّتُهُ ، والجمع مِرَرٌ ، وأَمْرارٌ جمع الجمع ؛ قال : قَطَعْتُ ، إِلى مَعْرُوفِها مُنْكراتِها ، بأَمْرارِ فَتْلاءِ الذِّراعَين شَوْدَحِ ومِرَّةُ الحَبْلِ : طاقَتُهُ ، وهي المَرِيرَةُ ، وقيل : المَرِيرَةُ الحبل الشديد الفتل ، وقيل : هو حبل طويل دقيق ؛ وقد أمْرَرْتَه .
والمُمَرُّ : الحبل الذي أُجِيدَ فتله ، ويقال المِرارُ والمَرُّ .
وكل مفتول مُمَرّ ، وكل قوّة من قوى الحبل مِرَّةٌ ، وجمعها مِرَرٌ .
وفي الحديث : أَن رجلاً أَصابه في سيره المِرَارُ أَي الحبل ؛ قال ابن الأَثير : هكذا فسر ، وإِنما الحبل المَرُّ ، ولعله جمعه .
وفي حديث عليّ في ذكر الحياةِ : إِنّ الله جعل الموت قاطعاً لمَرائِر أَقرانها ؛ المَرائِرُ : الحبال المفتولة على أَكثَر من طاق ، واحدها مَريرٌ ومَرِيرَةٌ .
وفي حديث ابن الزبير : ثم اسْتَمَرَّتْ مَريرَتي ؛ يقال : استمرت مَرِيرَتُه على كذا إِذا استحكم أَمْرُه عليه وقويت شَكِيمَتُه فيه وأَلِفَه واعْتادَه ، وأَصله من فتل الحبل .
وفي حديث معاوية : سُحِلَتْ مَريرَتُه أَي جُعل حبله المُبْرَمُ سَحِيلاً ، يعني رخواً ضعيفاً .
والمَرُّ ، بفتح الميم : الحبْل ؛ قال : زَوْجُكِ ا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ ، والرَّبَلاتِ والجَبِينِ الحُرِّ ، أَعْيا فَنُطْناه مَناطَ الجَرِّ ، ثم شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرِّ ، بَيْنَ خَشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ الرَّبَلاتُ : جمع رَبَلَة وهي باطن الفخذ .
والحَرُّ ههنا : الزَّبيلُ .
وأَمْرَرْتُ الحبلَ أُمِرُّه ، فهو مُمَرٌّ ، إِذا شَدَدْتَ فَتْلَه ؛ ومنه قوله عز وجل : سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ؛ أَي مُحْكَمٌ قَوِيٌّ ، وقيل مُسْتَمِرٌّ أَي مُرٌّ ، وقيل : معناه سَيَذْهَبُ ويَبْطُلُ ؛ قال أَبو منصور : جعله من مَرَّ يَمُرُّ إِذا ذهَب .
وقال الزجاج في قوله تعالى : في يوم نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ، أَي دائمٍ ، وقيل أَي ذائمِ الشُّؤْمِ ، وقيل : هو القويُّ في نحوسته ، وقيل : مستمر أَي مُر ، وقيل : مستمر نافِذٌ ماضٍ فيما أُمِرَ به وسُخّر له .
ويقال : مَرَّ الشيءُ واسْتَمَرَّ وأَمَرَّ من المَرارَةِ .
وقوله تعالى : والساعة أَدْهَى وأَمَرُّ ؛ أَي أَشد مَرارة ؛ وقال الأَصمعي في قول الأَخطل : إِذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلا وصف رجلاً يَتَحَمَّلُ الحِمَالاتِ والدِّياتِ فيقول : إِذا اسْتُوثِقَ منه بأَن يحمِل المِئينَ من الإِبل ديات فأُمِرَّتْ فوق ظهره أَي شُدَّتْ بالمِرارِ وهو الحبل ، كما يُشَدُّ على ظهر البعير حِمْلُه ، حَمَلَها وأَدّاها ؛ ومعنى قوله حَمَلا أَي ضَمِنَ أَداءَ ما حَمَل وكفل .
الجوهري : والمَرِيرُ من الحبال ما لَطُفَ وطال واشتد فَتْلُه ، والجمع المَرائِرُ ؛ ومنه قولهم : ما زال فلان يُمِرُّ فلاناً ويُمارُّه أَي يعالجه ويَتَلَوَّى عليه لِيَصْرَعَه .
ابن سيده : وهو يُمارُّه أَي يَتَلَوَّى عليه ؛ وقول أَبي ذؤيب : وذلِكَ مَشْبُحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ خَشُوفٌ ، إِذا ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها فسره الأَصمعي فقال : مِرارُها مُداوَرَتُها ومُعالجتُها .
وسأَل أَبو الأَسود (* قوله « وسأل أبو الاسود إلخ » كذا بالأصل .) الدؤلي غلاماً عن أَبيه فقال : ما فَعَلَتِ امْرأَةُ أَبيك ؟، قال : كانت تُسارُّه وتُجارُّه وتُزارُّه وتُهارُّه وتُمارُّه ، أَي تَلتَوي عليه وتخالِفُه ، وهو من فتل الحبل .
وهو يُمارُّ البعيرَ أَي يريده ليصرعه .
قال أَبو الهيثم : مارَرْت الرجلَ مُمارَّةً ومِراراً إِذا عالجته لتصرعه وأراد ذلك منك أَيضاً .
قال : والمُمَرُّ الذي يُدْعى لِلبَكْرَةِ الصَّعْبَةِ لِيَمُرَّها قَبْلَ الرائِضِ .
قال : والمُمَرُّ الذي يَتَعَقَّلُ (* قوله « يتعقل » في القاموس : يتغفل .) البَكْرَةَ الصعْبَةَ فيَسْتَمْكِنُ من ذَنَبِها ثم يُوَتِّدُ قَدَمَيْهِ في الأَرض كي لا تَجُرَّه إِذا أَرادتِ الإِفلاتَ ، وأَمَرَّها بذنبها أَي صرفها شِقًّا لشِقٍّ حتى يذللها بذلك فإِذا ذلت بالإِمرار أَرسلها إِلى الرائض .
وفلان أَمَرُّ عَقْداً من فلان أَي أَحكم أَمراً منه وأَوفى ذمةً .
وإِنه لذو مِرَّة أَي عقل وأَصالة وإِحْكامٍ ، وهو على المثل .
والمِرَّةُ : القوّة ، وجمعها المِرَرُ .
قال الله عز وجل : ذو مِرَّةٍ فاسْتَوَى ، وقيل في قوله ذو مِرَّةٍ : هو جبريل خلقه الله تعالى قويّاً ذا مِرَّة شديدة ؛ وقال الفراء : ذو مرة من نعت قوله تعالى : علَّمه شدِيدُ القُوى ذو مِرَّة ؛ قال ابن السكيت : المِرَّة القوّة ، قال : وأَصل المِرَّةِ إِحْكامُ الفَتْلِ .
يقال : أَمَرَّ الحبلَ إِمْراراً .
ويقال : اسْتَمَرَّت مَريرَةُ الرجل إِذا قويت شَكِيمَتُه .
والمَريرَةُ : عِزَّةُ النفس .
والمَرِيرُ ، بغير هاء : الأَرض التي لا شيء فيها ، وجمعها مَرائِرُ .
وقِرْبة مَمْرورة : مملوءة .
والمَرُّ : المِسْحاةُ ، وقيل : مَقْبِضُها ، وكذلك هو من المِحراثِ .
والأَمَرُّ : المصارِينُ يجتمع فيها الفَرْثُ ، جاء اسماً للجمع كالأَعَمِّ الذي هو الجماعة ؛ قال : ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَلِيهِ ، ولا تُهْدِنّ مَعْرُوقَ العِظام ؟
قال ابن بري : صواب إِنشاد هذا البيت ولا ، بالواو ، تُهْدِي ، بالياء ، لأَنه يخاطب امرأَته بدليل قوله ولا تهدنّ ، ولو كان لمذكر لقال : ولا تُهْدِيَنَّ ، وأَورده الجوهري فلا تهد بالفاء ؛ وقبل البيت : إِذا ما كُنْتِ مُهْدِيَةً ، فَأَهْدِي من المَأْناتِ ، أَو فِدَرِ السَّنامِ يأْمُرُها بمكارِم الأَخلاقِ أَي لا تْهدي من الجَزُورِ إِلا أَطايِبَه .
والعَرْقُ : العظم الذي عليه اللحم فإِذا أُكِلَ لحمه قيل له مَعْرُوقٌ .
والمَأْنَةُ : الطَّفْطَفَةُ .
وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كره من الشَّاءِ سَبْعاً : الدَّمَ والمَرارَ والحَياءَ والغُدّةَ والذَّكَرَ والأُنْثَيَيْنِ والمَثانَةَ ؛ قال القتيبي : أَراد المحدث أَن يقول الأَمَرَّ فقال المَرارَ ، والأَمَرُّ المصارِينُ .
قال ابن الأَثير : المَرارُ جمع المَرارَةِ ، وهي التي في جوف الشاة وغيرها يكون فيها ماء أَخضر مُرٌّ ، قيل : هي لكل حيوان إِلاَّ الجمل .
قال : وقول القتيبي ليس بشيء .
وفي حديث ابن عمر : أَنه جرح إِصبعه فأَلْقَمَها مَرارَةً وكان يتوضأُ عليها .
ومَرْمَرَ إِذا غَضِبَ ، ورَمْرَمَ إِذا أَصلح شأْنَه .
ابن السكيت : المَرِيرَةُ من الحبال ما لَطُف وطال واشتد فتله ، وهي المَرائِرُ .
واسْتَمَرَّ مَرِيرُه إِذا قَوِيَ بعد ضَعْفٍ .
وفي حديث شريح : ادّعى رجل دَيْناً على ميِّت فأَراد بنوه أَن يحلفوا على عِلْمِهِم فقال شريح : لَتَرْكَبُنَّ منه مَرَارَةَ الذَّقَنِ أَي لَتَحْلِفُنَّ ما له شيء ، لا على العلم ، فيركبون من ذلك ما يَمَرُّ في أَفْواهِهم وأَلسِنَتِهِم التي بين أَذقانهم .
ومَرَّانُ شَنُوءَةَ : موضع باليمن ؛ عن ابن الأَعرابي .
ومَرَّانُ ومَرُّ الظَّهْرانِ وبَطْنُ مَرٍّ : مواضعُ بالحجاز ؛ قال أَبو ذؤَيب : أَصْبَحَ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو بَطْنُ مَرَّ فأَكْنافُ الرَّجِيعِ ، فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ وَحْشاً سِوَى أَنّ فُرَّاطَ السِّباعِ بها ، كَأَنها مِنْ تَبَغِّي النَّاسِ أَطْلاحُ ويروى : بطن مَرٍّ ، فَوَزْنُ « رِنْ فَأَكْ » على هذا فاعِلُنْ .
وقوله رَفَأَكْ ، فعلن ، وهو فرع مستعمل ، والأَوّل أَصل مَرْفُوض .
وبَطْنُ مَرٍّ : موضع ، وهو من مكة ، شرفها الله تعالى ، على مرحلة .
وتَمَرْمَرَ الرجلُ (* قوله « وتمرمر الرجل إلخ » في القاموس وتمرمر الرمل ): مارَ .
والمَرْمَرُ : الرُّخامُ ؛ وفي الحديث : كأَنَّ هُناكَ مَرْمَرَةً ؛ هي واحدةُ المَرْمَرِ ، وهو نوع من الرخام صُلْبٌ ؛ وقال الأَعشى : كَدُمْيَةٍ صُوِّرَ مِحْرابُها بِمُذْهَبٍ ذي مَرْمَرٍ مائِرِ وقال الراجز : مَرْمارَةٌ مِثْلُ النَّقا المَرْمُورِ والمَرْمَرُ : ضَرْبٌ من تقطيع ثياب النساء .
وامرأَة مَرْمُورَةٌ ومَرْمارَةٌ : ترتَجُّ عند القيام .
قال أَبو منصور : معنى تَرْتَجُّ وتَمَرْمَرُ واحد أَي تَرْعُدُ من رُطوبتها ، وقيل : المَرْمارَةُ الجارية الناعمة الرَّجْراجَةُ ، وكذلك المَرْمُورَةُ .
والتَّمَرْمُرُ : الاهتزازُ .
وجِسْمٌ مَرْمارٌ ومَرْمُورٌ ومُرَامِرٌ : ناعمٌ .
ومَرْمارٌ : من أَسماء الداهية ؛ قال : قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيسِ ، لَيْلَةَ مَرْمارٍ ومَرْمَرِيسِ والمرْمارُ : الرُّمانُ الكثير الماء الذي لا شحم له .
ومَرَّارٌ ومُرَّةُ ومَرَّانُ : أَسماء .
وأَبو مُرَّةَ : كنية إِبليس .
ومُرَيْرَةٌ والمُرَيْرَةُ : موضع ؛ قال : كأَدْماءَ هَزَّتْ جِيدَها في أَرَاكَةٍ ، تَعاطَى كَبَاثاً مِنْ مُرَيْرَةَ أَسْوَدَا وقال : وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياضِ تَسُوفُه ، ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرَةِ آجِما أَراد آجنا ، فأَبدل .
وبَطْنُ مَرٍّ : موضعٌ .
والأَمْرَارُ : مياه معروفة في ديار بني فَزَارَةَ ؛ وأَما قول النابغة يخاطب عمرو بن هند : مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آيةً ؟ ومِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ لا أَعْرِفَنَّك عارِضاً لِرِماحِنا ، في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمْرَارِ فهي مياه بالبادِيَة مرة .
قال ابن بري : ورواه أَبو عبيدة : في جف ثعلب ، يعني ثعلبة بن سعد بن ذبيان ، وجعلهم جفّاً لكثرتهم .
يقال للحي الكثير العدد : جف ، مثل بكر وتغلب وتميم وأَسد ، ولا يقال لمن دون ذلك جف .
وأَصل الجف : وعاء الطلع فاستعاره للكثرة ، لكثرة ما حوى الجف من حب الطلع ؛ ومن رواه : في جف تغلب ، أَراد أَخوال عمرو بن هند ، وكانت له كتيبتان من بكر وتغلب يقال لإِحداهما دَوْسَرٌ والأُخرى الشَّهْباء ؛ قوله : عارضاً لرماحنا أَي لا تُمَكِّنها من عُرْضِكَ ؛ يقال : أَعرض لي فلان أَي أَمكنني من عُرْضِه حتى رأَيته .
والأَمْرارُ : مياهٌ مَرَّةٌ معروفة منها عُِراعِرٌ وكُنَيْبٌ والعُرَيْمَةُ .
والمُرِّيُّ : الذي يُؤْتَدَمُ به كأَنَّه منسوب إِلى المَرارَةِ ، والعامة تخففه ؛ قال : وأَنشد أَبو الغوث : وأُمُّ مَثْوَايَ لُباخِيَّةٌ ، وعِنْدَها المُرِّيُّ والكامَخُ وفي حديث أَبي الدرداء ذكر المُرِّيِّ ، هو من ذلك .
وهذه الكلمة في التهذيب في الناقص : ومُرامِرٌ اسم رجل .
قال شَرْقيُّ بن القُطَامي : إِن أَوّل من وضع خطنا هذا رجال من طيء منهم مُرامِرُ بن مُرَّةَ ؛ قال الشاعر : تَعَلَّمْتُ باجاداً وآلَ مُرامِرٍ ، وسَوَّدْتُ أَثْوابي ، ولستُ بكات ؟
قال : وإِنما ، قال وآل مرامر لأَنه كان قد سمى كل واحد من أَولاده بكلمة من أَبجد وهي ثمانية .
قال ابن بري : الذي ذكره ابن النحاس وغيره عن المدايني أَنه مُرامِرُ بن مَرْوَةَ ، قال المدايني : بلغنا أَن أَوَّل من كتب بالعربية مُرامِرُ بن مروة من أَهل الأَنبار ، ويقال من أَهل الحِيرَة ، قال : وقال سمرة بن جندب : نظرت في كتاب العربية فإِذا هو قد مَرَّ بالأَنبار قبل أَن يَمُرَّ بالحِيرَةِ .
ويقال إِنه سئل المهاجرون : من أَين تعلمتم الخط ؟ فقالوا : من الحيرة ؛ وسئل أَهل الحيرة : من أَين تعلمتم الخط ؟ فقالوا : من الأَنْبار .
والمُرّانُ : شجر الرماح ، يذكر في باب النون لأَنه فُعَّالٌ .
ومُرٌّ : أَبو تميم ، وهو مُرُّ بنُ أُدِّ بن طابِخَةَ بنِ إِلْياسَ بنِ مُضَرَ .
ومُرَّةُ : أَبو قبيلة من قريش ، وهو مُرّة بن كعب بن لُؤَيِّ بن غالبِ بن فهر بن مالك بن النضر ومُرَّةُ : أَبو قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ ، وهو مُرَّةُ بن عَوْف بن سعد بن قيس عيلانَ .
مُرَامِراتٌ : حروف وها (* قوله « حروف وها » كذا بالأصل .) قديم لم يبق مع الناس منه شيء ، قال أَبو منصور : وسمعت أَعرابيّاً يقول لَهِمٌ وَذَلٌ وذَلٌ ، يُمَرْمِرُ مِرْزةً ويَلُوكُها ؛ يُمَرْمِرُ أَصلُه يُمَرِّرُ أَي يَدْحُوها على وجه الأَرض .
ويقال : رَعَى بَنُو فُلانٍ المُرَّتَيْنِ (* في القاموس : المريان بالياء التحتية بعد الراء بدل التاء المثناة ) وهما الأَلاءُ والشِّيحُ .
وفي الحديث ذكر ثنية المُرارِ المشهور فيها ضم الميم ، وبعضهم يكسرها ، وهي عند الحديبية ؛ وفيه ذكر بطن مَرٍّ ومَرِّ الظهران ، وهما بفتح الميم وتشديد الراء ، موضع بقرب مكة .
الجوهري : وقوله لتَجِدَنَّ فُلاناً أَلْوى بَعيدَ المُسْتَمَرِّ ، بفتح الميم الثانية ، أَي أَنه قَوِيٌّ في الخُصُومَةِ لا يَسْأَمُ المِراسَ ؛ وأَنشد أَبو عبيد : إِذا تَخازَرْتُ ، وما بي من خَزَرْ ، ثم كَسَرْتُ العَيْنَ مِنْ غَيْرِ عَوَرْ وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرّْ ، أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وشَرّ ؟
قال ابن بري : هذا الرجز يروى لعمرو بن العاص ، قال : وهو المشهور ؛ ويقال : إِنه لأَرْطاةَ بن سُهَيَّةَ تمثل به عمرو ، رضي الله عنه .
"
المعجم: لسان العرب
-
مرأ
- " الـمُرُوءة : كَمالُ الرُّجُولِيَّة .
مَرُؤَ الرجلُ يَمْرُؤُ مُرُوءة ، فهو مَرِيءٌ ، على فعيلٍ ، وَتمَرَّأَ ، على تَفَعَّلَ : صار ذا مُروءة .
وتَمَرَّأَ : تَكَلَّفَ الـمُروءة .
وتَمَرَّأَ بنا أَي طَلَب بإِكْرامِنا اسم الـمُروءة .
وفلان يَتَمَرَّأُ بنا أَي يَطْلُبُ المُروءة بنَقْصِنا أَو عيبنا .
والمُرُوءة : الإِنسانية ، ولك أَن تُشَدّد .
الفرَّاءُ : يقال من الـمُرُوءة مَرُؤَ الرجلُ يَمْرُؤُ مُرُوءة ، ومَرُؤَ الطعامُ يَمْرُؤُ مَراءة ، وليس بينهما فرق إِلا اختلاف المصدرين .
وكَتَب عمرُ بنُ الخطاب إِلى أَبي موسى : خُذِ الناسَ بالعَرَبيَّةِ ، فإِنه يَزيدُ في العَقْل ويُثْبِتُ المروءة .
وقيل للأَحْنَفِ : ما الـمُرُوءة ؟ فقال : العِفَّةُ والحِرْفةُ .
وسئل آخَرُ عن الـمُروءة ، فقال : الـمُرُوءة أَن لا تفعل في السِّرِّ أَمراً وأَنت تَسْتَحْيِي أَن تَفْعَلَه جَهْراً .
وطعامٌ مَريءٌ هَنِيءٌ : حَمِيدُ الـمَغَبَّةِ بَيِّنُ المَرْأَةِ ، على مثال تَمْرةٍ .
وقد مَرُؤَ الطعامُ ، ومَرَأَ : صار مَرِيئاً ، وكذلك مَرِئَ الطعامُ كما تقول فَقُهَ وفَقِهَ ، بضم القاف وكسرها ؛ واسْتَمْرَأَه .
وفي حديث الاستسقاء : اسقِنا غَيْثاً مَرِيئاً مَرِيعاً .
يقال : مَرَأَني الطعامُ وأَمْرَأَني إِذا لم يَثْقُل على الـمَعِدة وانْحَدَر عنها طَيِّباً .
وفي حديث الشُّرْب : فإِنه أَهْنَأُ وأَمْرَأُ .
وقالوا : هَنِئَنِي الطَّعامُ .
(* قوله « هنئني الطعام إلخ » كذا رسم في النسخ وشرح القاموس أيضاً .) ومَرِئَني وهَنَأَنِي ومَرَأَنِي ، على الإِتْباعِ ، إِذا أَتْبَعُوها هَنَأَنِي ، قالوا مَرَأَنِي ، فإِذا أَفردوه عن هَنَأَنِي ، قالوا أَمْرَأَنِي ، ولا يقال أَهْنَأَنِي .
قال أَبو زيد : يقال أَمْرَأَنِي الطعامُ إِمْراءً ، وهو طعامٌ مُمْرِئٌ ، ومَرِئْتُ الطعامَ ، بالكسر : اسْتَمْرأْتُه .
وما كان مَرِيئاً ولقد مَرُؤَ .
وهذا يُمْرِئُ الطعامَ .
وقال ابن الأَعرابي : ما كان الطعامُ مَرِيئاً ولقد مَرَأَ ، وما كان الرجلُ مَرِيئاً ولقد مَرُؤَ .
وقال شمر عن أَصحابه : يقال مَرِئَ لي هذا الطعامُ مَراءة أَي اسْتَمْرَأْتُه ، وهَنِئَ هذا الطعامُ ، وأَكَلْنا من هذا الطعام حتى هَنِئْنا منه أَي شَبِعْنا ، ومَرِئْتُ الطعامَ واسْتَمْرَأْته ، وقَلَّما يَمْرَأُ لك الطعامُ .
ويقال : ما لَكَ لا تَمْرَأُ أَي ما لَك لا تَطْعَمُ ، وقد مَرَأْتُ أَي طَعِمْتُ .
والـمَرءُ : الإِطعامُ على بناء دار أَو تزويج .
وكَلأٌ مَرِيءٌ : غير وَخِيمٍ .
ومَرُؤَتِ الأَرضُ مَراءة ، فهي مَرِيئةٌ : حَسُنَ هواءُها .
والمَرِيءُ : مَجْرى الطعام والشَّراب ، وهو رأْس الـمَعدة والكَرِش اللاصقُ بالـحُلْقُوم الذي يجري فيه الطعام والشراب ويدخل فيه ، والجمع : أَمْرِئةٌ ومُرُؤٌ ، مَهموزة بوزن مُرُعٍ ، مثل سَرِير وسُرُرٍ .
أَبو عبيد : الشَّجْرُ ما لَصِقَ بالـحُلْقُوم ، والـمَرِيءُ ، بالهمز غير مُشدد .
وفي حديث الأَحنَف : يأْتينا في مثل مَرِيءِ نَعامٍ .
(* قوله « يأتينا في مثل مريء إلخ » كذا بالنسخ وهو لفظ النهاية والذي في الاساس يأتينا ما يأتينا في مثل مريء النعامة .).
المَرِيءُ : مَجْرى الطَّعام والشَّراب من الحَلْق ، ضَرَبه مثلاً لِضيق العَيْشِ وقلة الطَّعَام ، وإِنما خص النَّعام لدقةِ عُنُقِه ، ويُستدلُّ به على ضِيق مَريئه .
وأَصلُ الـمَريءِ : رأْسُ الـمَعِدة الـمُتَّصِلُ بالحُلْقُوم وبه يكون اسْتِمْراءُ الطعام .
وتقول : هو مَرِيءُ الجَزُور والشاة للمتصل بالحُلْقوم الذي يجري فيه الطعامُ والشرابُ .
قال أَبو منصور : أَقرأَني أَبو بكر الإِياديّ : المريءُ لأَبي عبيد ، فهمزه بلا تشديد .
قال : وأَقرأَني المنذري : الـمَريُّ لأَبي الهيثم ، فلم يهمزه وشدَّد الياءَ .
والمَرْءُ : الإِنسان .
تقول : هذا مَرْءٌ ، وكذلك في النصب والخفض تفتح الميم ، هذا هو القياس .
ومنهم من يضم الميم في الرفع ويفتحها في النصب ويكسرها في الخفض ، يتبعها الهمز على حَدِّ ما يُتْبِعُون الرَّاء إِياها إِذا أَدخلوا أَلف الوصل فقالوا امْرُؤٌ .
وقول أَبي خِراش : جَمَعْتَ أُمُوراً ، يُنْفِذُ المِرْءَ بَعْضُها ، * مِنَ الحِلْمِ والـمَعْرُوفِ والحَسَبِ الضَّخْمِ هكذا رواه السكري بكسر الميم ، وزعم أَن ذلك لغة هذيل .
وهما مِرْآنِ صالِحان ، ولا يكسر هذا الاسم ولا يجمع على لفظه ، ولا يُجْمَع جَمْع السَّلامة ، لا يقال أَمْراءٌ ولا أَمْرُؤٌ ولا مَرْؤُونَ ولا أَمارِئُ .
وقد ورد في حديث الحسن : أَحْسِنُوا ملأَكُمْ أَيها الـمَرْؤُونَ .
قال ابن الأَثير : هو جَمْعُ المَرْءِ ، وهو الرَّجل .
ومنه قول رُؤْبةَ لِطائفةٍ رَآهم : أَيْنَ يُرِيد الـمَرْؤُونَ ؟ وقد أَنَّثوا فقالوا : مَرْأَةٌ ، وخَفَّفوا التخفيف القياسي فقالوا : مَرَةٌ ، بترك الهمز وفتح الراءِ ، وهذا مطَّرد .
وقال سيبويه : وقد ، قالوا : مَراةٌ ، وذلك قليل ، ونظيره كَمَاةٌ .
قال الفارسي : وليس بمُطَّرِد كأَنهم توهموا حركة الهمزة على الراءِ ، فبقي مَرَأْةً ، ثم خُفِّف على هذا اللفظ .
وأَلحقوا أَلف الوصل في المؤَنث أَيضاً ، فقالوا : امْرأَةٌ ، فإِذا عرَّفوها ، قالوا : الـمَرأة .
وقد حكى أَبو علي : الامْرَأَة .
الليث : امْرَأَةٌ تأْنيث امْرِئٍ .
وقال ابن الأَنباري : الأَلف في امْرأةٍ وامْرِئٍ أَلف وصل .
قال : وللعرب في الـمَرأَةِ ثلاث لغات ، يقال : هي امْرَأَتُه وهي مَرْأَتُه وهي مَرَتْه .
وحكى ابن الأَعرابي : أَنه يقال للمرأَة إِنها لامْرُؤُ صِدْقٍ كالرَّجل ، قال : وهذا نادر .
وفي حديث عليٍّ ، كَرَّمَ اللّهُ وجهه ، لما تَزَوَّج فاطِمَة ، رِضْوانُ اللّه عليهما :، قال له يهودي ، أَراد أَن يبتاع منه ثِياباً ، لقد تَزَوَّجْتَ امْرأَةً ، يُرِيد امرأَةً كامِلةً ، كما يقال فلان رَجُلٌ ، أَي كامِلٌ في الرِّجال .
وفي الحديث : يَقْتُلُون كَلْبَ الـمُرَيْئةِ ؛ هي تصغير المرأَة .
وفي الصحاح : إِن جئت بأَلف الوصل كان فيه ثلاث لغات : فتح الراءِ على كل حال ، حكاها الفرَّاءُ ، وضمها على كل حال ، وإِعرابها على كل حال .
تقول : هذا امْرُؤٌ ورأَيت امْرَأً ومررت بامْرِئٍ ، معرَباً من مكانين ، ولا جمع له من لفظه .
وفي التهذيب : في النصب تقول : هذا امْرَؤٌ ورأَيت امْرَأً ومررت بامْرَئٍ ، وفي الرفع تقول : هذا امْرُؤٌ ورأَيت امْرُأً ومررت بامْرُئٍ ، وتقول : هذه امْرَأَةٌ ، مفتوحة الراءِ على كل حال .
قال الكسائي والفرَّاءُ : امْرُؤٌ معرب من الراءِ والهمزة ، وإِنما أُعرب من مكانين ، والإِعراب الواحد يَكْفِي من الإِعرابين ، أَن آخره همزة ، والهمزة قد تترك في كثير من الكلام ، فكرهوا أَن يفتحوا الراءَ ويتركوا الهمزة ، فيقولون : امْرَوْ ، فتكون الراء مفتوحة والواو ساكنة ، فلا يكون ، في الكلمة ، علامةٌ للرفع ، فَعَرَّبوه من الراءِ ليكونوا ، إِذا تركوا الهمزة ، آمِنين من سُقوط الإِعْراب .
قال الفرَّاءُ : ومن العرب من يعربه من الهمز وَحْدَه ويَدَعُ الراءَ مفتوحة ، فيقول : قام امرَؤٌ وضربت امْرَأً ومررت بامْرَئٍ ، وأَنشد : بِأَبْيَ امْرَؤٌ ، والشامُ بَيْنِي وبَينَه ، * أَتَتْنِي ، بِبُشْرَى ، بُرْدُه ورَسائِلُهْ وقال آخر : أَنتَ امْرَؤٌ مِن خِيار الناسِ ، قد عَلِمُوا ، * يُعْطِي الجَزيلَ ، ويُعْطَى الحَمْدَ بالثَّمنِ هكذا أَنشده بِأَبْيَ ، باسكان الباءِ الثانية وفتح الياءِ .
والبصريون ينشدونه بِبَنْيَ امْرَؤٌ .
قال أَبو بكر : فإِذا أَسقطت العرب من امرئٍ الأَلف فلها في تعريبه مذهبان : أَحدهما التعريب من مكانين ، والآخر التعريب من مكان واحد ، فإِذا عَرَّبُوه من مكانين ، قالوا : قام مُرْءٌ وضربت مَرْءاً ومررت بمِرْءٍ ؛ ومنهم من يقول : قام مَرءٌ وضربت مَرْءاً ومررت بمَرْءٍ .
قال : ونَزَلَ القرآنُ بتعْريبِه من مكان واحد .
قال اللّه تعالى : يَحُول بين الـمَرْءِ وقَلْبِه ، على فتح الميم .
الجوهري المرءُ : الرجل ، تقول : هذا مَرْءٌ صالحٌ ، ومررت بِمَرْءٍ صالحٍ ورأَيت مَرْءاً صالحاً .
قال : وضم الميم لغة ، تقول : هذا مُرْؤٌ ورأَيت مُرْءاً ومررت بمُرْءٍ ، وتقول : هذا مُرْءٌ ورأَيت مَرْءاً ومررت بِمِرْءٍ ، مُعْرَباً من مكانين .
قال : وإِن صغرت أَسقطت أَلِف الوصل فقلت : مُرَيْءٌ ومُرَيْئةٌ ، وربما سموا الذئب امْرَأً ، وذكر يونس أَن قول الشاعر : وأَنتَ امْرُؤٌ تَعْدُو على كلِّ غِرَّةٍ ، * فتُخْطِئُ فيها ، مرَّةً ، وتُصِيبُ يعني به الذئب .
وقالت امرأَة من العرب : أَنا امْرُؤٌ لا أُخْبِرُ السِّرَّ .
والنسبة إِلى امْرِئٍ مَرَئِيٌّ ، بفتح الراء ، ومنه الـمَرَئِيُّ الشاعر .
وكذلك النسبة إِلى امْرِئِ القَيْس ، وإِن شئت امْرِئِيٌّ .
وامْرؤُ القيس من أَسمائهم ، وقد غلب على القبيلة ، والإِضافةُ إليه امْرِئيّ ، وهو من القسم الذي وقعت فيه الإِضافة إِلى الأَول دون الثاني ، لأَن امْرَأَ لم يضف إِلى اسم علم في كلامهم إِلاّ في قولهم امرؤُ القيس .
وأَما الذين ، قالوا : مَرَئِيٌّ ، فكأَنهم أَضافوا إِلى مَرْءٍ ، فكان قياسه على ذلك مَرْئِيٌّ ، ولكنه نادرٌ مَعْدُولُ النسب .
قال ذو الرمة : إِذا الـمَرَئِيُّ شَبَّ له بناتٌ ، * عَقَدْنَ برأْسِه إِبَةً وعارَا والمَرْآةُ : مصدر الشيء الـمَرْئِيِّ .
التهذيب : وجمع الـمَرْآةِ مَراءٍ ، بوزن مَراعٍ .
قال : والعوامُّ يقولون في جمع الـمَرْآةِ مَرايا .
قال : وهو خطأٌ .
ومَرْأَةُ : قرية .
قال ذو الرمة : فلما دَخَلْنا جَوْفَ مَرْأَةَ غُلِّقَتْ * دساكِرُ ، لم تُرْفَعْ ، لخَيْرٍ ، ظلالُها وقد قيل : هي قرية هشام الـمَرئِيِّ .
وأَما قوله في الحديث : لا يَتَمَرْأَى أَحدُكم في الدنيا ، أَي لا يَنْظُرُ فيها ، وهو يَتَمَفْعَلُ من الرُّؤْية ، والميم زائدة .
وفي رواية : لا يَتَمَرَّأُ أَحدُكم بالدنيا ، مِن الشيءِ الـمَرِيءِ .
"
المعجم: لسان العرب
-
أمر
- " الأَمْرُ : معروف ، نقيض النَّهْيِ .
أَمَرَه به وأَمَرَهُ ؛ الأَخيرة عن كراع ؛ وأَمره إِياه ، على حذف الحرف ، يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه ؛ وقوله : ورَبْرَبٍ خِماصِ يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها ، وإِلا فليس لهنَّ أَمر .
وقوله عز وجل : وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين ؛ العرب تقول : أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل ، فمن ، قال : أَمرتك بأَن تفعل فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل ، ومن ، قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف الباء ، ومن ، قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ ، والمعنى أُمِرْنا للإِسلام .
وقوله عز وجل : أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه ؛ قال الزجاج : أَمْرُ اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب ، والدليل على ذلك قوله تعالى : حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور ؛ أَي جاء ما وعدناهم به ؛ وكذلك قوله تعالى : أَتاها أَمرُنا ليلاً أَو نهاراً فجعلناها حصِيداً ؛ وذلك أَنهم استعجلوا العذاب واستبطؤوا أَمْرَ الساعة ، فأَعلم الله أَن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أَتى كما ، قال عز وجل : اقْتَرَبَتِ الساعةُ وانشقَّ القمر ؛ وكم ؟
قال تعالى : وما أَمرُ الساعة إِلا كلَمْحِ البَصَرِ .
وأَمرتُه بكذا أَمراً ، والجمع الأَوامِرُ .
والأَمِيرُ : ذو الأَمْر .
والأَميرُ : الآمِر ؛ قال : والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ ، إِذا هُمُ خَطِئُوا الصوابَ ، ولا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ : مُرْ ، وأَصله أُؤْمُرْ ، فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة ، وقد جاءَ على الأَصل .
وفي التنزيل العزيز : وأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة ؛ وفيه : خذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ .
والأَمْرُ : واحدُ الأُمُور ؛ يقال : أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ .
والأَمْرُ : الحادثة ، والجمع أُمورٌ ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك .
وفي التنزيل العزيز : أَلا إِلى الله تصير الأُمورُ .
وقوله عز وجل : وأَوْحَى في كل سماءٍ أَمْرَها ؛ قيل : ما يُصلحها ، وقيل : ملائكتَهَا ؛ كل هذا عن الزجاج .
والآمِرَةُ : الأَمرُ ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على فاعِلَة كالعَافِيَةِ والعاقِبَةِ والجازيَةِ والخاتمة .
وقالوا في الأَمر : أُومُرْ ومُرْ ، ونظيره كُلْ وخُذْ ؛ قال ابن سيده ؛ وليس بمطرد عند سيبويه .
التهذيب :، قال الليث : ولا يقال أُومُرْ ، ولا أُوخُذْ منه شيئاً ، ولا أُوكُلْ ، إِنما يقال مُرْ وكُلْ وخُذْ في الابتداء بالأَمر استثقالاً للضمتين ، فإِذا تقدَّم قبل الكلام واوٌ أَو فاءٌ قلت : وأْمُرْ فأْمُرْ كما ، قال عز وجل : وأْمُرْ أَهلك بالصلاة ؛ فأَما كُلْ من أَكَلَ يَأْكُلُ فلا يكاد يُدْخِلُون فيه الهمزةَ مع الفاء والواو ، ويقولون : وكُلا وخُذَا وارْفَعاه فَكُلاه ولا يقولون فَأْكُلاهُ ؛ قال : وهذه أَحْرُفٌ جاءت عن العرب نوادِرُ ، وذلك أَن أَكثر كلامها في كل فعل أَوله همزة مثل أَبَلَ يَأْبِلُ وأَسَرَ يَأْسِرُ أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ منه ، وكذلك أَبَقَ يَأْبِقُ ، فإِذا كان الفعل الذي أَوله همزة ويَفْعِلُ منه مكسوراً مردوداً إِلى الأَمْرِ قيل : إِيسِرْ يا فلانُ ، إِيْبِقْ يا غلامُ ، وكأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بهمزتين فكرهوا جمعاً بين همزتين فحوّلوا إِحداهما ياء إِذ كان ما قبلها مكسوراً ، قال : وكان حق الأَمر من أَمَرَ يَأْمُرُ أَن يقال أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بهمزتين ، فتركت الهمزة الثانية وحوِّلت واواً للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة من جنس الواو ، فاستثقلت العرب جمعاً بين ضمتين وواو فطرحوا همزة الواو لأَنه بقي بعد طَرْحها حرفان فقالوا : مُرْ فلاناً بكذا وكذا ، وخُذْ من فلان وكُلْ ، ولم يقولوا أُكُلْ ولاأُمُرْ ولا أُخُذْ ، إِلا أَنهم ، قالوا في أَمَرَ يَأْمُرُ إِذا تقدّم قبل أَلِفِ أَمْرِه وواو أَو فاء أَو كلام يتصل به الأَمْرُ من أَمَرَ يَأْمُرُ فقالوا : الْقَ فلاناً وأَمُرْهُ ، فردوه إِلى أَصله ، وإِنما فعلوا ذلك لأَن أَلف الأَمر إِذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الأَلفُ في اللفظ ، ولم يفعلوا ذلك في كُلْ وخُذْ إِذا اتصل الأَمْرُ بهما بكلام قبله فقالوا : الْقَ فلاناً وخُذْ منه كذا ، ولم نسْمَعْ وأُوخُذْ كما سمعنا وأْمُرْ .
قال الله تعالى : وكُلا منها رَغْداً ؛ ولم يقل : وأْكُلا ؛ قال : فإِن قيل لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلى أَصلها ولم يَرُدُّوا وكُلا ولا أُوخُذْ ؟ قيل : لِسَعَة كلام العرب ربما ردُّوا الشيء إلى أَصله ، وربما بنوه على ما سبق ، وربما كتبوا الحرف مهموزاً ، وربما تركوه على ترك الهمزة ، وربما كتبوه على الإِدغام ، وكل ذلك جائز واسع ؛ وقال الله عز وجل : وإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها ؛ قرأَ أَكثر القراء : أَمرْنا ، وروى خارجة عن نافع آمَرْنا ، بالمدّ ، وسائر أَصحاب نافع رَوَوْهُ عنه مقصوراً ، وروي عن أَبي عمرو : أَمَّرْنا ، بالتشديد ، وسائر أَصحابه رَوَوْهُ بتخفيف الميم وبالقصر ، وروى هُدْبَةُ عن حماد بن سَلَمَةَ عن ابن كثير : أَمَّرْنا ، وسائر الناس رَوَوْهُ عنه مخففاً ، وروى سلمة عن الفراء مَن قَرأَ : أَمَرْنا ، خفيفةً ، فسَّرها بعضهم أَمَرْنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها ، إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بالطاعة خالَفَ إِلى الفسق .
قال الفراء : وقرأَ الحسن : آمَرْنا ، وروي عنه أَمَرْنا ، قال : وروي عنه أَنه بمعنى أَكْثَرنا ، قال : ولا نرى أَنها حُفِظَتْ عنه لأَنا لا نعرف معناها ههنا ، ومعنى آمَرْنا ، بالمد ، أَكْثَرْنا ؛ قال : وقرأَ أَبو العالية : أَمَّرْنا مترفيها ، وهو موافق لتفسير ابن عباس وذلك أَنه ، قال : سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا .
وقال أَبو إِسحق نَحْواً مما ، قال الفراء ، قال : من قرأَ أَمَرْنا ، بالتخفيف ، فالمعنى أَمرناهم بالطاعة ففسقوا .
فإِن ، قال قائل : أَلست تقول أَمَرتُ زيداً فضرب عمراً ؟ والمعنى أَنك أَمَرْتَه أَن يضرب عمراً فضربه فهذا اللفظ لا يدل على غير الضرب ؛ ومثله قوله : أَمرنا مترفيها ففسقوا فيها ، أَمَرْتُكَ فعصيتَني ، فقد علم أَن المعصيةَ محالَفَةُ الأَمْرِ ، وذلك الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ الله .
وقرأَ الحسن : أَمِرْنا مترفيها على مثال عَلِمْنَا ؛ قال ابن سيده : وعسى أَن تكون هذه لغةً ثالثةً ؛ قال الجوهري : معناه أَمَرْناهم بالطاعة فَعَصَوْا ؛ قال : وقد تكون من الإِمارَةِ ؛
قال : وقد قيل إِن معنى أَمِرْنا مترفيها كَثَّرْنا مُتْرَفيها ؛ قال : والدليل على هذا قول النبي ، صلى الله عليه وسلم ؛ خير المال سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ ؛ أَي مُكَثِّرَةٌ .
والعرب تقول : أَمِرَ بنو فلان أَي كَثُرُوا .
مُهَاجِرٌ عن عليّ بن عاصم : مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي نَتُوجٌ وَلُود ؛ وقال لبيد : إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا ، وإِنْ أَمِرُوا ، يَوْماً ، يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ وقال أَبو عبيد في قوله : مُهْرَةٌ مَأْمورة : إِنها الكثيرة النِّتاج والنَّسْلِ ؛ قال : وفيها لغتان :، قال أَمَرَها اللهُ فهي مَأْمُورَةٌ ، وآمَرَها الله فهي مُؤْمَرَة ؛ وقال غيره : إِنما هو مُهرة مَأْمُورة للازدواج لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة ، فلما ازْدَوَجَ اللفظان جاؤُوا بمأْمورة على وزن مَأْبُورَة كما ، قالت العرب : إِني آتيه بالغدايا والعشايا ، وإِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغدايا على لفظ العشايا تزويجاً للفظين ، ولها نظائر .
قال الجوهري : والأَصل فيها مُؤْمَرَةٌ على مُفْعَلَةٍ ، كما ، قال ، صلى الله عليه وسلم : ارْجِعْنَ مَأْزُورات غير مَأْجورات ؛ وإِنما هو مَوْزُورات من الوِزْرِ فقيل مأْزورات على لفظ مأْجورات لِيَزْدَوِجا .
وقال أَبو زيد : مُهْرَةٌ مأْمورة التي كثر نسلها ؛ يقولون : أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَي كثَّرَ وَلَدَها .
وأَمِرَ القومُ أَي كَثُرُوا ؛ قال الأَعشى : طَرِفُونَ ولاَّدُون كلَّ مُبَارَكٍ ، أَمِرُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ
ويقال : أَمَرَهم الله فأَمِرُوا أَي كَثُرُوا ، وفيه لغتان : أَمَرَها فهي مأْمُورَة ، وآمَرَها فهي مُؤْمَرَةٌ ؛ ومنه حديث أَبي سفيان : لقد أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشَةَ وارْتَفَعَ شَأْنُه ؛ يعني النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ؛ ومنه الحديث : أن رجلاً ، قال له : ما لي أَرى أَمْرَكَ يأْمَرُ ؟ فقال : والله لَيَأْمَرَنَّ أَي يزيد على ما ترى ؛ ومنه حديث ابن مسعود : كنا نقول في الجاهلية قد أَمِرَ بنو فلان أَي كثروا .
وأَمِرَ الرجلُ ، فهو أَمِرٌ : كثرت ماشيته .
وآمَره الله : كَثَّرَ نَسْلَه وماشيتَه ، ولا يقال أَمَرَه ؛ فأَما قوله : ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فعلى ما قد أُنِسَ به من الإِتباع ، ومثله كثير ، وقيل : آمَرَه وأَمَرَه لغتان .
قال أَبو عبيدة : آمرته ، بالمد ، وأَمَرْتُه لغتان بمعنى كَثَّرْتُه .
وأَمِرَ هو أَي كَثُرَ فَخُرِّجَ على تقدير قولهم علم فلان وأَعلمته أَنا ذلك ؛ قال يعقوب : ولم يقله أَحد غيره .
قال أَبو الحسن : أَمِرَ مالُه ، بالكسر ، أَي كثر .
وأَمِرَ بنو فلان إِيماراً : كَثُرَتْ أَموالهم .
ورجل أَمُورٌ بالمعروف ، وقد ائتُمِرَ بخير : كأَنَّ نفسَه أَمَرَتْهُ به فَقَبِلَه .
وتأَمَّروا على الأَمْرِ وائْتَمَرُوا : تَمَارَوْا وأَجْمَعُوا آراءَهم .
وفي التنزيل : إِن المَلأَ يَأْتِمرونَ بك ليقتلوك ؛ قال أَبو عبيدة : أَي يتشاورون عليك ليقتلوك ؛ واحتج بقول النمر بن تولب : أَحَارُ بنَ عَمْرٍو فؤَادِي خَمِرْ ، ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِر ؟
قال غيره : وهذا الشعر لامرئ القيس .
والخَمِرُ : الذي قد خالطه داءٌ أَو حُبٌّ .
ويعدو على المرء ما يأْتمر أَي إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عليه فأَهلكه .
قال القتيبي : هذا غلط ، كيف يعدو على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة ، وإِنما أَراد يعدو على المرء ما يَهُمُّ به من الشر .
قال وقوله : إِن المَلأَ يأْتمرون بك ؛ أَي يَهُمون بك ؛ وأَنشد : إِعْلمَنْ أَنْ كُلَّ مُؤْتَمِرٍ مُخْطِئٌ في الرَّأْي ، أَحْيَانَ ؟
قال : يقول من ركب أَمْراً بغير مَشُورة أَخْطأَ أَحياناً .
قال وقوله : وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف ؛ أَي هُمُّوا به واعْتَزِمُوا عليه ؛ قال : ولو كان كما ، قال أَبو عبيدة لقال : يَتَأَمَّرُونَ بك .
وقال الزجاج : معنى قوله : يَأْتِمرُونَ بك ؛ يَأْمُرُ بعضهم بعضاً بقتلك .
قال أَبو منصور : ائْتَمَر القومُ وتآمَرُوا إِذا أَمَرَ بعضهم بعضاً ، كما يقال اقتتل القوم وتقاتلوا واختصموا وتخاصموا ، ومعنى يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً بقتلك وفي قتلك ؛ قال : وجائز أَن يقال ائْتَمَرَ فلان رَأْيَهُ إِذا شاور عقله في الصواب الذي يأْتيه ، وقد يصيب الذي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مرَّة ويخطئُ أُخرى .
قال : فمعنى قوله يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً فيك أَي في قتلك أَحسن من قول القتيبي إِنه بمعنى يهمون بك .
قال : وأَما قوله : وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف ؛ فمعناه ، والله أَعلم ، لِيَأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروف ؛ قال وقوله : اعلمن أَنْ كل مؤتمر معناه أَن من ائْتَمَرَ رَأَيَه في كل ما يَنُوبُهُ يخطئُ أَحياناً ؛ وقال العجاج : لَمّا رَأَى تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تلبيس أَمر أَي تخليط أَمر .
مؤتمر أَي اتَّخَذَ أَمراً .
يقال : بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك .
وقال شمر في تفسير حديث عمر ، رضي الله عنه : الرجالُ ثلاثةٌ : رجلٌ إِذا نزل به أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ ؛ قال شمر : معناه ارْتَأَى وشاور نفسه قبل أَن يواقع ما يريد ؛ قال وقوله : اعلمن أَنْ كل مؤتمر أَي كل من عمل برأْيه فلا بد أَن يخطئ الأَحيان .
قال وقوله : ولا يأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَي لا يشاوره .
ويقال ائْتَمَرْتُ فلاناً في ذلك الأَمر ، وائْتَمَرَ القومُ إِذا تشاوروا ؛ وقال الأَعشى : فَعادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ ، واشْتَرَكَا عَمَلاً وأْتمار ؟
قال : ومنه قوله : لا يَدَّري المَكْذُوبُ كَيْفَ يَأْتَمِرْ أَي كيف يَرْتَئِي رَأْياً ويشاور نفسه ويَعْقِدُ عليه ؛ وقال أَبو عبيد في قوله : ويَعْدُو على المَرءِ يَأْتَمِرْ معناه الرجل يعمل الشيء بغير روية ولا تثبُّت ولا نظر في العاقبة فيندَم عليه .
الجوهري : وائْتَمَرَ الأَمرَ أَي امتثله ؛ قال امرؤٌ القيس : ويعدو على المرءِ ما يأْتمر أَي ما تأْمره به نفسه فيرى أَنه رشد فربما كان هلاكه في ذلك .
ويقال : ائْتَمَرُوا به إِذا هَمُّوا به وتشاوروا فيه .
والائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ : المشاوَرَةُ ، وكذلك التَّآمُرُ ، على وزن التَّفاعُل .
والمُؤْتَمِرُ : المُسْتَبِدُّ برأْيه ، وقيل : هو الذي يَسْبِقُ إِلى القول ؛ قال امرؤٌ القيس في رواية بعضهم ؛ أَحارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ، ويَعْدُو على المرْءِ ما يَأْتَمِرْ
ويقال : بل أَراد أَن المرء يَأْتَمِرُ لغيره بسوء فيرجع وبالُ ذلك عليه .
وآمَرَهُ في أَمْرِهِ ووامَرَهُ واسْتَأْمَرَهُ : شاوره .
وقال غيره : آمَرْتُه في أَمْري مُؤامَرَةً إِذا شاورته ، والعامة تقول : وأَمَرْتُه .
وفي الحديث : أَمِيري من الملائكة جبريلُ أَي صاحبُ أَمْرِي ووَلِيِّي .
وكلُّ من فَزَعْتَ إِلى مشاورته ومُؤَامَرَته ، فهو أَمِيرُكَ ؛ ومنه حديث عمر ؛ الرجال ثلاثةٌ : رجلٌ إِذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَه أَي شاور نفسه وارْتأَى فيه قبل مُواقَعَة الأَمر ، وقيل : المُؤْتَمِرُ الذي يَهُمُّ بأَمْرٍ يَفْعَلُه ؛ ومنه الحديث الآخر : لا يأْتَمِرُ رَشَداً أَي لا يأْتي برشد من ذات نفسه .
ويقال لكل من فعل فعلاً من غير مشاورة : ائْتَمَرَ ، كَأَنَّ نَفْسَه أَمرته بشيءِ فأْتَمَرَ أَي أَطاعها ؛ ومن المُؤَامَرَةِ المشاورةُ ، في الحديث : آمِرُوا النساءَ في أَنْفُسِهِنَّ أَي شاوروهن في تزويجهن ، قال : ويقال فيه وأَمَرْتُه ، وليس بفصيح .
قال : وهذا أَمْرُ نَدْبٍ وليس بواجب مثل قوله : البِكر تُسْتَأْذَنُ ، ويجوز أَن يكون أَراد به الثَّيِّبَ دون البكر ، فإِنه لا بد من إِذنهن في النكاح ، فإِن في ذلك بقاءً لصحبة الزوج إِذا كان بإِذنها .
ومنه حديث عمر : آمِرُوا النساءَ في بناتهنَّ ، هو من جهة استطابة أَنفسهن وهو أَدعى للأُلفة ، وخوفاً من وقوع الوحشة بينهما ، إِذا لم يكن برضا الأُم إِذ البنات إِلى الأُمَّهات أَميل وفي سماع قولهنَّ أَرغب ، ولأَن المرأَة ربما علمت من حال بنتها الخافي عن أَبيها أَمراً لا يصلح معه النكاح ، من علة تكون بها أَو سبب يمنع من وفاء حقوق النكاح ، وعلى نحو من هذا يتأَول قوله : لا تُزَوَّجُ البكر إِلا بإِذنها ، وإِذْنُها سُكوتُها لأَنها قد تستحي أَن تُفْصِح بالإِذن وتُظهر الرغبة في النكاح ، فيستدل بسكوتها على رضاها وسلامتها من الآفة .
وقوله في حديث آخر : البكر تُسْتَأْذَنُ والثيب تُسْتَأْمَرُ ، لأَن الإِذن يعرف بالسكوت والأَمر لا يعرف إِلا بالنطق .
وفي حديث المتعة : فآمَرَتْ نَفْسَها أَي شاورتها واستأْمرتها .
ورجل إِمَّرٌ وإِمَّرَة (* قوله « إمر وإمرة » هما بكسر الأول وفتحه كما في القاموس ) .
وأَمَّارة : يَسْتَأْمِرُ كلَّ أَحد في أَمره .
والأَميرُ : الملِكُ لنَفاذِ أَمْرِه بَيِّنُ الإِمارة والأَمارة ، والجمعُ أُمَراءُ .
وأَمَرَ علينا يَأْمُرُ أَمْراً وأَمُرَ وأَمِرَ : كوَليَ ؛
، قال : قد أَمِرَ المُهَلَّبُ ، فكَرْنِبوا ودَوْلِبُوا وحيثُ شِئْتُم فاذْهَبوا .
وأَمَرَ الرجلُ يأْمُرُ إِمارةً إِذا صار عليهم أَميراً .
وأَمَّرَ أَمارَةً إِذا صَيَّرَ عَلَماً .
ويقال : ما لك في الإِمْرَة والإِمارَة خيرٌ ، بالكسر .
وأُمِّرَ فلانٌ إِذا صُيِّرَ أَميراً .
وقد أَمِرَ فلان وأَمُرَ ، بالضم ، أَي صارَ أَميراً ، والأُنثى بالهاء ؛ قال عبدالله بن همام السلولي : ولو جاؤُوا برَمْلةَ أَو بهنْدٍ ، لبايَعْنا أَميرةَ مُؤْمنينا والمصدر الإِمْرَةُ والإِمارة ، بالكسر .
وحكى ثعلب عن الفراء : كان ذلك إِذ أَمَرَ علينا الحجاجُ ، بفتح الميم ، وهي الإِمْرَة .
وفي حديث علي ، رضي الله عنه : أَما إن له إمْرَة كلَعْقَةِ الكلب لبنه ؛ الإِمْرَة ، بالكسر : الإِمارة ؛ ومنه حديث طلحة : لعلك ساءَتْكَ إِمْرَةُ ابن عمك .
وقالوا : عليك أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ ، ففتحوا .
التهذيب : ويقال : لك عليَّ أَمْرَةٌ مطاعة ، بالفتح لا غير ، ومعناه لك عليَّ أَمْرَةٌ أُطيعك فيها ، وهي المرة الواحدة من الأُمور ، ولا تقل : إِمْرَةٌ ، بالكسر ، إِنما الإِمرة من الولاية .
والتَّأْميرُ : تَوْلية الإِمارة .
وأَميرٌ مُؤَمَّرٌ : مُمَلَّكٌ .
وأَمير الأَعمى : قائده لأَنه يملك أَمْرَه ؛ ومنه قول الأَعشى : إِذا كان هادي الفتى في البلا دِ صدرَ القَناةِ أَطاعَ الأَميرا وأُولوا الأَمْرِ : الرُّؤَساءُ وأَهل العلم .
وأَمِرَ الشيءُ أَمَراً وأَمَرَةً ، فهو أَمِرٌ : كَثُرَ وتَمَّ ؛
قال : أُمُّ عِيالٍ ضَنؤُها غيرُ أَمِرْ والاسم : الإِمْرُ .
وزرعٌ أَمِرٌ : كثير ؛ عن اللحياني .
ورجل أَمِرٌ : مباركٌ يقبل عليه المالُ .
وامرأَة أَمِرَةٌ : مباركة على بعلها ، وكلُّه من الكَثرة .
وقالوا : في وجه مالِكَ تعرفُ أَمَرَتَه ؛ وهو الذي تعرف فيه الخير من كل شيء .
وأَمَرَتُه : زيادته وكثرته .
وما أَحسن أَمارَتَهم أَي ما يكثرون ويكثر أَوْلادُهم وعددهم .
الفراء : تقول العرب : في وجه المال الأَمِر تعرف أَمَرَتَه أَي زيادته ونماءه ونفقته .
تقول : في إِقبال الأَمْرِ تَعْرِفُ صَلاحَه .
والأَمَرَةُ : الزيادة والنماءُ والبركة .
ويقال : لا جعل الله فيه أَمَرَةً أَي بركة ؛ من قولك : أَمِرَ المالُ إِذا كثر .
قال : ووجه الأَمر أَول ما تراه ، وبعضهم يقول : تعرف أَمْرَتَهُ من أَمِرَ المالُ إِذا كَثُرَ .
وقال أَبو الهيثم : تقول العرب : في وجه المال تعرف أَمَرَتَه أَي نقصانه ؛ قال أَبو منصور : والصواب ما ، قال الفراء في الأَمَرِ أَنه الزِّيادة .
قال ابن بزرج :، قالوا في وجه مالك تعرف أَمَرَتَه أَي يُمنَه ، وأَمارَتَهُ مثله وأَمْرَتَه .
ورجل أَمِرٌ وامرأَة أَمِرَةٌ إِذا كانا ميمونين .
والإِمَّرُ : الصغيرُ من الحُمْلان أَوْلادِ الضأْنِ ، والأُنثى إِمَّرَةٌ ، وقيل : هما الصغيران من أَولادِ المعز .
والعرب تقول للرجل إِذا وصفوه بالإِعدامِ : ما له إِمَّرٌ ولا إِمَّرَةٌ أَي ما له خروف ولا رِخْلٌ ، وقيل : ما له شيء .
والإِمَّرُ : الخروف .
والإِمَّرَةُ : الرِّخْلُ ، والخروف ذكر ، والرِّخْلُ أُنثى .
قال الساجع : إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فلا تَغْدُونَّ إِمَّرَةً ولا إِمَّراً .
ورجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ : أَحمق ضعيف لا رأْي له ، وفي التهذيب : لا عقل له إِلا ما أَمرتَه به لحُمْقِهِ ، مثال إِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ ؛ قال امرؤُ القيس : وليس بذي رَيْثَةٍ إِمَّرٍ ، إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا
ويقال : رجل إِمَّرٌ لا رأْي له فهو يأْتَمِرُ لكل آمر ويطيعه .
وأَنشد شمر : إِذا طلعت الشعرى سفراً فلا ترسل فيها إِمَّرَةً ولا إِمَّراً ؛
قال : معناه لا تُرْسِلْ في الإِبل رجلاً لا عقل له يُدَبِّرُها .
وفي حديث آدم ، عليه السلام : من يُطِعْ إِمَّرَةً لا يأْكُلْ ثَمَرَةً .
الإِمَّرَةُ ، بكسر الهمزة وتشديد الميم : تأْنيث الإِمَّرِ ، وهو الأَحمق الضعيف الرأْي الذي يقول لغيره : مُرْني بأَمرك ، أَي من يطع امرأَة حمقاء يُحْرَمِ الخير .
قال : وقد تطلق الإِمَّرَة على الرجل ، والهاء للمبالغة .
يقال : رجل إِمَّعَةٌ .
والإِمَّرَةُ أَيضاً : النعجة وكني بها عن المرأَة كما كني عنها بالشاة .
وقال ثعلب في قوله : رجل إِمَّرٌّ .
قال : يُشَبَّه بالجَدْي .
والأَمَرُ : الحجارة ، واحدتُها أَمَرَةٌ ؛ قال أَبو زبيد من قصيدة يرثي فيها عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : يا لَهْفَ نَفْسيَ إِن كان الذي زَعَمُوا حقّاً وماذا يردُّ اليومَ تَلْهِيفي ؟ إِن كان عثمانُ أَمْسَى فوقه أَمَرٌ ، كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفي والعُونُ : جمع عانة ، وهي حُمُرُ الوحش ، ونظيرها من الجمع قارَةٌ وقورٌ ، وساحة وسُوحٌ .
وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم في البيت الذي قبله ؛ وشبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرقُبُ عُونَ أُتُنِه .
والأَمَرُ ، بالتحريك : جمع أَمَرَّةٍ ، وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من حجارة ، وهو بفتح الهمزة والميم .
وقال الفراء : يقال ما بها أَمَرٌ أَي عَلَمٌ .
وقال أَبو عمرو : الأَمَرَاتُ الأَعلام ، واحدتها أَمَرَةٌ .
وقال غيره : وأَمارةٌ مثل أَمَرَةٍ ؛ وقال حميد : بسَواءٍ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمارّةً مِنْها ، إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطُرُ وكلُّ علامَةٍ تُعَدُّ ، فهي أَمارةٌ .
وتقول : هي أَمارةُ ما بيني وبينك أَي علامة ؛ وأَنشد : إِذا طلَعَتْ شمس النهار ، فإِنها أَمارةُ تسليمي عليكِ ، فسَلِّمي ابن سيده : والأَمَرَةُ العلامة ، والجمع كالجمع ، والأَمارُ : الوقت والعلامة ؛ قال العجاجُ : إِذّ رَدَّها بكيده فارْتَدَّتِ إِلى أَمارٍ ، وأَمارٍ مُدَّت ؟
قال ابن بري : وصواب إِنشاده وأَمارِ مدتي بالإِضافة ، والضمير المرتفع في ردِّها يعود على الله تعالى ، والهاء في ردّها أَيضاً ضمير نفس العجاج ؛ يقول : إِذ ردَّ الله نفسي بكيده وقوّته إِلى وقت انتهاء مدني .
وفي حديث ابن مسعود : ابْعَثوا بالهَدْيِ واجْعَلوا بينكم وبينه يَوْمَ أَمارٍ ؛ الأَمارُ والأَمارةُ : العلامة ، وقيل : الأَمارُ جمع الأَمارَة ؛ ومنه الحديث الآخر : فهل للسَّفَر أَمارة ؟ والأَمَرَةُ : الرابية ، والجمع أَمَرٌ .
والأَمارة والأَمارُ : المَوْعِدُ والوقت المحدود ؛ وهو أَمارٌ لكذا أَي عَلَمٌ .
وعَمَّ ابنُ الأَعرابي بالأَمارَة الوقتَ فقال : الأَمارةُ الوقت ، ولم يعين أَمحدود أَم غير محدود ؟ ابن شميل : الأَمَرةُ مثل المنارة ، فوق الجبل ، عريض مثل البيت وأَعظم ، وطوله في السماء أَربعون قامة ، صنعت على عهد عاد وإِرَمَ ، وربما كان أَصل إِحداهن مثل الدار ، وإِنما هي حجارة مكوَّمة بعضها فوق بعض ، قد أُلزقَ ما بينها بالطين وأَنت تراها كأَنها خِلْقَةٌ .
الأَخفش : يقال أَمِرَ يأْمَرُ أَمْراً أَي اشتدّ ، والاسم الإِمْرُ ، بكسر الهمزة ؛ قال الراجز : قد لَقفيَ الأَقْرانُ مِنِّي نُكْرا ، داهِيَةً دَهْياءَ إِدّاً إِمْرا
ويقال : عَجَباً .
وأَمْرٌ إِمْرٌ : عَجَبٌ مُنْكَرٌ .
وفي التنزيل العزيز : لقد جِئْتَ شيئاً إِمْراً ؛ قال أَبو إِسحق : أَي جئت شيئاً عظيماً من المنكر ، وقيل : الإمْرُ ، بالكسر ، والأَمْرُ العظيم الشنيع ، وقيل : العجيب ، قال : ونُكْراً أَقلُّ من قوله إِمْراً ، لأَن تغريق من في السفينة أَنكرُ من قتل نفس واحدة ؛ قال ابن سيده : وذهب الكسائي إِلى أَن معنى إِمْراً شيئاً داهياً مُنْكَراً عَجَباً ، واشتقه من قولهم أَمِرَ القوم إِذا كثُروا .
وأَمَّرَ القناةَ : جعل فيها سِناناً .
والمُؤَمَّرُ : المُحَدَّدُ ، وقيل : الموسوم .
وسِنانٌ مُؤَمَّرٌ أَي محدَّدٌ ؛ قال ابن مقبل : وقد كان فينا من يَحُوطُ ذِمارَنا ، ويَحْذي الكَمِيَّ الزَّاعِبيَّ المُؤَمَّرا والمُؤَمَّرُ أَيضاً : المُسَلَّطُ .
وتَأَمَّرَ عليهم أَيَّ تَسَلَّطَ .
وقال خالد في تفسير الزاعبي المؤَمر ، قال : هو المسلط .
والعرب تقول : أمِّرْ قَنَاتَكَ أَي اجعل فيها سِناناً .
والزاعبي : الرمح الذي إِذا هُزَّ تدافع كُلُّه كأَنَّ مؤَخّرِه يجري في مُقدَّمه ؛ ومنه قيل : مَرَّ يَزْعَبُ بحِملِه إِذا كان يتدافع ؛ حكاه عن الأَصمعي .
ويقال : فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه إِذا كان الياً وقد كان سُوقَةً أَي أَنه مجرَّب .
ومتا بها أَمَرٌ أَي ما بها أَحدٌ .
وأَنت أَعلم بتامورك ؛ تامورهُ : وعاؤُه ، يريد أَنت أَعلم بما عندك وبنفسك .
وقيل : التَّامورُ النَّفْس وحياتها ، وقيل العقل .
والتَّامورُ أَيضاً : دمُ القلب وحَبَّتُه وحياته ، وقيل : هو القلب نفسه ، وربما جُعِلَ خَمْراً ، وربما جُعِلَ صِبغاً على التشبيه .
والتامور : الولدُ .
والتّامور : وزير الملك .
والتّامور : ناموس الراهب .
والتَّامورَةُ : عِرِّيسَة الأَسَدِ ، وقيل : أَصل هذه الكلمة سريانية ، والتَّامورة : الإِبريق ؛ قال الأَعشى : وإِذا لها تامُورَة مرفوعةٌ لشرابها . .
. .
. .
. .
. .
والتَّامورة : الحُقَّة .
والتَّاموريُّ والتأْمُرِيُّ والتُّؤْمُريُّ : الإِنسان ؛ وما رأَيتُ تامُرِيّاً أَحسن من هذه المرأَة .
وما بالدار تأْمور أَي ما بها أَحد .
وما بالركية تامورٌ ، يعني الماءَ ؛ قال أَبو عبيد : وهو قياس على الأَوَّل ؛ قال ابن سيده : وقضينا عليه أَن التاء زائدة في هذا كله لعدم فَعْلول في كلام العرب .
والتَّامور : من دواب البحر ، وقيل : هي دوَيبةٌ .
والتَّامور : جنس من الأَوعال أَو شبيه بها له قرنٌ واحدٌ مُتَشَعِّبٌ في وسَطِ رأْسه .
وآمِرٌ : السادس من أَيام العجوز ، ومؤُتَمِرٌ : السابع منها ؛ قال أَبو شِبل الأَعرابي : كُسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبْرِ : بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه مؤُتَمِرٍ ، ومُعَلِّلٍ وبمُطْفَئٍ الجَمْرِ كأَنَّ الأَول منهما يأْمرُ الناس بالحذر ، والآخر يشاورهم في الظَّعَن أَو المقام ، وأَسماء أَيام العجوز مجموعة في موضعها .
قال الأَزهري :، قال البُستْي : سُمي أَحد أَيام العجوز آمِراً لأَنه يأْمر الناس بالحذر منه ، وسمي الآخر مؤتمراً .
قال الأَزهري : وهذا خطأٌ وإِنما سمي آمراً لأَن الناس يُؤامِر فيه بعضُهم بعضاً للظعن أَو المقام فجعل المؤتمر نعتاً لليوم ؛ والمعنى أَنه يؤْتَمرُ فيه كما يقال ليلٌ نائم يُنام فيه ، ويوم عاصف تَعْصِف فيه الريحُ ، ونهار صائم إِذا كان يصوم فيه ، ومثله في كلامهم ولم يقل أَحد ولا سمع من عربي ائتْمَرْتُه أَي آذنتْهُ فهو باطل .
ومُؤْتَمِرٌ والمُؤْتَمِرُ : المُحَرَّمُ ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : نَحْنُ أَجَرْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ ، في الحَجِّ من قَبْلِ دَآدي المُؤْتَمِرْ أَنشده ثعلب وقال : القَمِرُ المتكبر .
والجمع مآمر ومآمير .
قال ابن الكلبي : كانت عاد تسمِّي المحرَّم مُؤتَمِراً ، وصَفَرَ ناجِراً ، وربيعاً الأَول خُوَّاناً ، وربيعاً الآخر بُصاناً ، وجمادى الأُولى رُبَّى ، وجمادى الآخرة حنيناً ، ورَجَبَ الأَصمَّ ، وشعبان عاذِلاً ، ورمضان ناتِقاً ، وشوّالاً وعِلاً ، وذا القَعْدَةِ وَرْنَةَ ، وذا الحجة بُرَكَ .
وإِمَّرَةُ : بلد ، قال عُرْوَةَ بْنُ الوَرْد : وأَهْلُكَ بين إِمَّرَةٍ وكِيرِ ووادي الأُمَيِّرِ : موضع ؛ قال الراعي : وافْزَعْنَ في وادي الأُمَيِّرِ بَعْدَما كَسا البيدَ سافي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ ويومُ المَأْمور : يوم لبني الحرث بن كعب على بني دارم ؛ وإِياه عنى الفرزدق بقوله : هَلْ تَذْكُرُون بَلاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفا ، أَو تَذْكُرونَ فَوارِسَ المَأْمورِ ؟ وفي الحديث ذكرُِ أَمَرَ ، وهو بفتحِ الهمزة والميم ، موضع من ديار غَطَفان خرج إِليه رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، لجمع محارب .
"
المعجم: لسان العرب