" النُّجْعةُ عند العرب : المَذْهَبُ في طلَبِ الكلإِ في موضعه . والبادِيةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عند هَيْجِ العُشْبِ ونَقْصِ الخُرَفِ وفَناءِ ماء السماء في الغُدْرانِ ، فلا يزالون حاضرة يشربون الماء العِدَّ حتى يقع ربِيعٌ بالأَرض ، خَرَفِيّاً كان أَو شَتِيّاً ، فإِذا وقع الربيع تَوَزَّعَتْهُمُ النُّجَعُ وتتبعوا مَساقِطَ الغيث يَرْعَوْنَ الكَلأَ والعُشْبَ ، إِذا أَعْشَبَتِ البِلادُ ، ويشربون الكَرَعَ ، وهو ماءُ السماءِ ، فلا يزالون في النُّجَعِ إِلى أَن يَهيجَ العُشْبُ من عام قابل وتَنِشَّ الغُدْرانُ ، فَيَرْجِعون إِلى مَحاضِرهم على أَعدادِ المياه . والنُّجْعةُ : طَلَبُ الكَلإ والعُرْفِ ، ويستعار فيما سواهما فيقال : فلان نُجْعَتِي أَي أَمَلي على المثال . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : ليْسَتْ بدارِ نُجْعةٍ . والمُنْتَجَعُ : المَنْزِلُ في طَلب الكلإِ ، والمَحْضَرُ : المَرْجِعُ إِلى المياه . وهؤلاء قوم ناجِعةٌ ومُنْتَجِعُون ، ونَجَعُوا الأَرض يَنْجَعُونها وانْتَجَعُوها . وفي حديث بديل : هذه هَوازِنُ تَنَجَّعَت أَرضنا ؛ التَّنَجُّعُ والانْتِجاعُ والنُّجْعة : طَلبُ الكلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ . وفي المثل : مَن أَجدَبَ انْتَجَعَ . ويقال : انْتَجَعْنا أَرضاً نَطْلُبُ الرِّيف ، وانْتَجَعْنا فلاناً إِذا أَتيناه نطلُبُ مَعْرُوفه ؛ قال ذو الرمة : فقلتُ لصَيْدَحَ : انْتَجِعِي بِلالا
ويقال للمُنْتَجَعِ مَنْجَعٌ ، وجمعه مناجِعُ ؛ ومنه قول ابن أَحمر : كانَتْ مَناجِعَها الدَّهْنا وجانِبُها ، والقُفّ مما تَراه فِرْقةً دَرَرا (* قوله « فرقة » كذا بالأصل مضبوطاً ، والذي تقدم في مادة درر : فوقه ). وكذلك نَجَعَتِ الإِبلُ والغَنَمُ المَرْتَعَ وانْتَجَعَتْه ؛
قال : أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي أَعْطَى النّعَمْ بَوائِكاً لم تَنْتَجِعْ من الغَنَمْ (* قوله « أعطاك إلخ » كذا بالأصل هنا وسيأتي انشاده في مادة بوك : أعطاك يا زيد الذي يعطي النعم من غير ما تمنن ولا عدم بوائكاً لم تنتجع مع الغنم ) واستعمل عُبَيْدٌ الانْتِجاعَ في الحرب لأَنهم إِنما يذهبون في ذلك إِلى الإِغارة والنهب فقال : فانْتَجَعْنَ الحَرِثَ الأَعْرَجَ في جَحْفَلٍ ، كالليْلِ ، خَطَّارِ العَوالي ونَجع الطعامُ في الإِنسان يَنْجَعُ نُجوعاً : هَنأَ آكِلَه أَو تَبَيَّنَتْ تَنْمِيَتُه واسْتَمْرأَه وصَلَح عليه . ونَجع فيه الدّواءُ وأَنْجَعَ إِذا عَمِلَ ، ويقال : أَنْجَعَ إِذا نفَع . ونجَع فيه القولُ والخِطابُ والوَعْظُ : عَمِلَ فيه ودخل وأَثَّرَ . ونجَع فيه الدواءُ يَنْجَعُ ويَنْجِعُ ونَجَّعَ بمعنى واحد ، ونجَع في الدابة العلَفُ ، ولا يقال أَنْجَعَ . والنَّجُوعُ : المَدِيدُ . ونَجَعَه : سقاه النَّجُوعَ وهو أَن يَسْقِيَه الماء بالبِزْرِ أَو بالسِّمْسِمِ ، وقد نَجَعْتُ البعير . وتقول : هذا طعام ىننْجَعُ عنه ويُنْجَعُ به ويُسْتَنْجَعُ به ويُسْتَرْجَعُ عنه ، وذلك إِذا نفَع واسْتُمْرِئَ فيُسْمَنُ عنه ، وكذلك الرِّعْيُ ، وهو طعام ناجِعٌ ومُنْجِعٌ وغائِرٌ . وماءٌ ناجِعٌ ونَجِيعٌ : مَرِيءٌ ، وماء نَجِيعٌ كما يقال نَمِيرٌ . وأَنْجَعَ الرجلُ إِذا أَفْلَح . والنَّجِيعُ : الدمُ ، وقيل : هو دم الجَوفِ خاصَّة ، وقيل : هو الطَّرِيُّ منه ، وقيل : ما كان إِلى السواد ، وقال يعقوب : هو الدمُ المَصْبُوب ؛ وبه فسر قول طرفة : عالينَ رَقْماً فاخِراً لوْنُه ، مِنْ عَبْقَريٍّ كَنَجِيعِ الذَّبيح ونَجُوعُ الصبيّ : هو اللبن . ونُجِعَ الصبيّ بلبن الشاة إِذا غُذِيَ به وسُقِيَه ؛ ومنه حديث أُبيّ : وسل عن النبيذ فقال : عليك باللبن الذي نُجِعْتَ به أَي سُقِيتَه في الصغر وعُذِّيت به . والنَّجِيعُ : خَبَطٌ يُضْرَبُ بالدقيق وبالماء يُوجَرُ الجَمل . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : دخل عليه المِقْدادُ بالسُّقْيا وهو يَنْجَع بَكَراتٍ له دقيقاً وخَبَطاً أَي يَعْلِفُها ، يقال : نَجَعْتُ الإِبل أَي عَلفْتها النَّجُوعَ والنَّجِيعَ ، وهو أَن يُخْلَطَ العلَفُ من الخبَط والدقيق بالماء ثم تسقاه الإِبلُ . "
المعجم: لسان العرب
نحر
" النَّحْرُ : الصَّدْر . والنُّحُورُ : الصدُور . ابن سيده : نَحْرُ الصدر أَعلاه ، وقيل : هو موضعُ القلادة منه ، وهو المَنْحَر ، مدكر لا غير ؛ صرح اللحياني بذلك ، وجمعه نُحور لا يُكَسَّر على غير ذلك . ونَحَره ينْحَره نَحْراً : أَصاب نَحْرَه . ونَحَر البعيرَ ينحَره نحراً : طَعَنه في مَنْحَرِه حيث يبدو الحُلقوم من أَعلى الصدْر ؛ وجَمَلٌ نَحِير في جمال نَحْرى ونُحَراء ونَحائِرَ ، وناقة نَحِير ونَحِيرَة في أَنْيُق نَحْرى ونُحَرَاء ونَحائرَ . ويومُ النَّحر : عاشر ذي الحجة يومُ الأَضحى لأَن البُدْنَ تُنحر فيه . والمنْحَر : الموضع الذي يُنحر فيه الهدْي وغيره . وتَناحَرَ القومُ على الشيء وانْتَحَرُوا : تَشاحُّوا عليه فكاد بعضهم يَنْحَر بعضاً من شِدّة حِرْصِهم ، وتناحَرُوا في القِتال . والنَّاحِرَانِ والنَّاحِرَتانِ : عِرْقان في النحر ، وفي الصحاح : الناحِران عِرْقانِ في صَدر الفَرَس . المحكم : والناحِرَتانِ ضِلعان من أَضلاع الزَّوْرِ ، وقيل : هما الواهِنَتانِ ، وقال ابن الأَعرابي : الناحِرَتان التَّرْقُوَتانِ من الناس والإِبِل وغيرهم . غيرُه : والجَوانِحُ ما رُفِع عليه الكَتِف من الدابة والبعير ، ومن الإِنسان الدَّأْيُ ، والدَّأْيُ ما كان من قِبَلِ الظهر ، وهي سِتٌّ ثلاثٌ من كل جانب ، وهي من الصدر الجوانح لِجُنُوحِها على القلب ؛ وقال : الكتف على ثلاثة أَضلاع من جانب وستة أَضلاع من جانب ، وهذه الستة يقال لها الدَّأَياتُ . أَبو زيد : الجوانح أَدنى الضلوع من المنحر ، وفيهن الناحِرات وهي ثلاث من كل جانب ، ثم الدَّأَياتُ وهي ثلاث من كل شقٍّ ، ثم يبقى بعد ذلك ست من كل جانب متصلات بالشَّراسِيفِ لا يسمونها إِلا الأَضلاع ، ثم ضِلَع الخَلْفِ وهي أَواخر الضلوع . ونَحْرُ النهار : أَولُه . وأَتيتُه في نَحْرِ النهار أَي أَوله ، وكذلك في نَحْرِ الظهيرة . وفي حديث الهجرة : أَتانا رسول اللَّه ، صلى اللَّه عليه وسلم ، في نَحْرِ الظَّهِيرَةِ ؛ هو حين تبلغ الشمس مُنتهاها من الارتفاع كأَنها وصَلَتْ إِلى النحر ، وهو أَعلى الصدر . وفي حديث الإِفْكِ : حتى أَتينا الجيشَ في نَحْرِ الظهيرة . وفي حديث وابِصَةَ : أَتاني ابن مسعود في نَحْرِ الظهيرة فقلت : أَيَّةُ ساعةِ زيادةٍ ونُحُورُ الشُّهور : أَوائِلُها ، وكل ذلك على المَثَلِ . والنَّحِيرَةُ : أَوّل يوم من الشهر ، ويقال لآخر ليلة من الشهرِ نَحِيرَةٌ لأَنها تَنْحَرُ الهلال ؛ قال الكميت : فَبادَرَ لَيْلَةَ لا مُقْمِرٍ ، نَحِيرَةَ شهرٍ لِشهرٍ سَِرَارَا أَراد ليلة لا رَجُلٍ مُقْمِرٍ ، والسِّرارُ : مردودٌ على الليلة ، ونَحِيرَة : فعيلة بمعنى فاعلة لأَنها تَنْحَر الهلال أَي تَسْتقبِله ، وقيل : النَّحِيرَة آخر يوم من شهر لأَنه يَنْحَر الذي يَدخل بعده ، وقيل : النَّحِيرة لأَنها تنحَر التي قبلها أَي تستقبلها في نحرها ، والجمع ناحِراتٌ ونَواحِرُ ، نادران ؛ قال الكميت يصف فعل الأَمطار بالديار : والغَيْثُ بالمُتَأَلِّقا تِ من الأَهلَّة في النَّواحِرْ (* قوله « والغيث إلخ » أورده الصحاح في مادة نحر ، بالواو بدل في ، فقال : والنواحر .) وقال : النَّحِيرة آخر ليلة من الشهر مع يومها لأَنها تَنْحَر الذي يدخل بعدها أَي تصير في نحره ، فهي ناحرة ؛ وقال ابن أَحمر الباهلي : ثم اسْتمرّ عليه واكِفٌ هَمِعٌ ، في ليلة نَحَرَتْ شعبانَ أَو رجب ؟
قال الأَزهري : معناه أَنه يَستقبل أَوّل الشهر ويقال له ناحِرٌ . وفي الحديث : أَنه خرج وقد بَكَّروا بصلاة الضحى ، فقال : نَحَرُوها نَحَرَهُمُ لله أي صَلَّوْها في أَول وقتها من نَحْرِ الشهر ، وهو أَوله ؛ قال ابن الأَثير : وقوله نحرهم الله يحتمل أَن يكون دعاءً لهم ، أَي بكَّرهم الله بالخير كما بكَّروا بالصلاة في أَول وقتها ، ويحتمل أَن يكون دعاءً عليهم بالنَّحْرِ والذبح لأنهم غَيَّروا وقتها ؛ وقوله أَنشده ثعلب : مرفوعةٌ مِثلُ نَوْءِ السِّمَا كِ ، وافَقَ غُرَّةَ شهرٍ نَحِير ؟
قال ابن سيده : أَرى نَحِيراً فعيلاً بمعنى مفعول ، فهو هلى هذا صفة لِلْغُرَّة ، قال : وقد يجوز أَن يكون النَّحِيرُ لغة في النَّحِيرة . والدَّارَانِ تَتناحَرَانِ أَي تَتقابلانِ ، وإِذا استقبلتْ دَارٌ دَاراً قيل : هذه تَنْحَرُ تلك ؛ وقال الفرّاء : سمعت بعض العرب يقول منازلُهم تَناحَرُ هذا بِنَحْرِ هذا أَي قُبالَتِهِ ؛ قال وأَنشدني بعض بني أَسد : أَبا حَكَمٍ ، هل أَنتَ عمُّ مُجالِدٍ ، وسيِّدُ أَهلِ الأَبْطَحِ المُتناحِرِ ؟ وفي الحديث : حتى تُدْعَقَ الخيول في نَواحِرِ أَرضهم أَي مُقابِلاتِها ؛
يقال : منازل بني فلان تَتَناحَرُ أَي تَتَقابَلُ ؛ وقول الشاعر : أَوْرَدْتُهم وصُدورُ العِيسِ مُسْنَفَةٌ ، والصبحُ بالكَوكَبِ الدُّرِّيِّ مَنْحُورُ أَي مستقبَلٌ . ونَحَرَ الرجلُ في الصلاة يَنْحَرُ : انتصب ونَهَدَ صَدْرُه . وقوله تعالى : فصلِّ لربك وانحرْ ؛ قيل : هو وضع اليمين على الشمال في الصلاة ؛ قال ابن سيده : وأَراها لغة شرعية ، وقيل : معناه وانْحَرِ البُدْن ، وقال طائفة : أُمِرَ بنحر النُّسك بعد الصلاة ، وقيل : أَمر بأَن ينتصِب بنَحْره بإِزاء القبلة وأَن لا يلتفتَ يميناً ولا شمالاً ؛ وقال الفراء : معناه استقبل القبلة بِنَحْرِك . ابن الأَعرابي : النَّحْرَة انتصاب الرجلُ في الصلاة بإِزاء المحراب . والنَّحْرُ والنِّحْريرُ : الحاذق الماهر العاقل المجرِّب ، وقيل : النِّحريرُ الرجل الطَّبِنُ الفطِن المُتْقِن البصِير في كل شيء ، وجمعه النَّحارِير . وفي حديث حُذيفة : وُكِّلَتِ الفِتنةُ بثلاثة : بالحادِّ النحرير ، وهو الفطِن البصير بكل شيء . والنَّحْرُ في اللَّبَّة : مثلُ الذبح في الحلق . ورجل مِنْحار ، وهو للمبالغة : يوصف بالجود . ومن كلام العرب : إِنه لَمِنْحارٌ بَوائِكَها أَي يَنْحَرُ سِمانَ الإِبلِ . ويقال للسحاب إِذا انْعَقَّ بماء كثير : انْتَحَرَ انْتِحاراً ؛ وقال الراعي : فمرّ على منازِلِها ، وأَلقى بها الأَثْقالَ ، وانْتَحر انْتِحارا وقال عديّ بن زيد يصف الغيث : مَرِحٌ وَبْلُهُ يَسُحُّ سُيُوبَ الماءِ سَحّاً ، كأَنه مَنْحُورُ ودائرةُ الناحِرِ تكون في الجِرَانِ إِلى أَسفل من ذلك . ويقال : انْتَحر الرجلُ اي نَحَر نفسه . وفي المثل : سُرِقَ السارِقُ فانْتَحَر . وبَرَقَ نَحْرُهُ : اسم رجل ؛ وأَورد الجوهري في نخر بيتاً لغَيلان بن حُريث شاهداً على مُنْخورِه لغة في الأَنْفِ وهو : من لَدُ لَحْيَيْه إِلى مُنْخُورِ ؟
قال ابن بري : صواب إِنشاده كما أَنشده سيبويه إِلى مُنْحُورِهِ ، بالحاء . والمُنْحُورُ : النحر ؛ وصف الشاعر فرساً بطول العنق فجعله يستوعب من حبله مقدار باعين من لحييه إِلى نَحْرِه . "
المعجم: لسان العرب
نجش
" نَجَشَ الحديثَ يَنْجُشُه نَجْشاً : أَذاعَه . ونَجَشَ الصيدَ وكلَّ شيء مستور يَنْجُشُه نَجْشاً : استثاره واستخرجه . والنَّجاشِيّ : المستخرجُ للشيء ؛ عن أَبي عبيد ، وقال الأَخفش : هو النَّجاشِيُّ والناجِشُ الذي يُثِير الصيدَ ليمُرّ على الصيّاد . والناجِشُ : الذي يَحُوش الصيد . وفي حديث ابن المسيّب : لا تطلُع الشمسُ حتى يَنْجُشَها ثلثمائة وستون ملَكاً أَي يَسْتَثِيرها . التهذيب : النَّجاشِيُّ هو الناجِشُ الذي يَنْجُش نَجْشاً فيستخرجه . شمر : أَصلُ النَّجْشِ البحثُ وهو استخراج الشيء . والنَّجْشُ : اسْتِثارةُ الشيء ؛ قال رؤبة : والخُسْرُ قولُ الكَذِب المَنْجُوشِ ابن الأَعرابي : مَنْجُوشٌ مُفْتَعَلٌ مَكْذوب . ونَجشوا عليه الصيد كما تقول حاشوا . ورجل نَجُوش ونجَّاش ومِنْجَشٌ ومِنْجاشٌ ، مُثِيرٌ للصيد . والمِنْجَشُ والمِنْجاشُ : الوَقَّاعُ في الناس . والنَّجْشُ والتَّناجُشُ : الزيادةُ في السِّلْعة أَو المَهْرِ لِيُسْمَع بذلك فيُزاد فيه ، وقد كُرِه ، نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً . وفي الحديث : نَهى رسولُ اللَّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، عن النَّجْش في البيع وقال : لا تَناجَشُوا ، هو تَفاعُل من النَّجْش ؛ قال أَبو عبيد : هو أَن يَزيدَ الرجلُ ثمنَ السِّلعة وهو لا يريد شراءها ، ولكن ليسمعه غيرُه فيَزيد بزيادته ، وهو الذي يُرْوَى فيه عن أَبي الأَوفى : الناجِشُ آكلُ رِباً خائنٌ . أَبو سعيد : في التَّناجُش شيءٌ آخرُ مباح وهي المرأَة التي تزوَّجت وطُلِّقت مرة بعد أُخرى ، أَو السِّلعةُ التي اشْتُرِيت مرة بعد مرة ثم بيعت . ابن شميل : النَجْشُ أَن تمدح سِلعةَ غيرِك ليبيعها أَو تَذُمَّها لئلا تَنْفُق عنه ؛ رواه ابن أَبي الخطاب . الجوهري : النَّجْشُ أَن تُزايدَ في البيع ليقع غيرُك وليس من حاجتك ، والأَصل فيه تَنْفيرُ الوحش من مكان إِلى مكان . والنَّجْشُ : السَّوق الشديد . ورجل نَجَّاشٌ : سوّاق ؛
قال : فما لها ، اللَّيلةَ ، من إِنْفاشِ غيرَ السُّرَى وسائقٍ نَّجَّاشِ
ويروى : والسائق النجاش . قال أَبو عمرو : النجَّاشُ الذي يسوق الرِّكابَ والدواب في السُّوق يستخرج ما عندها من السير . والنَّجَاشةُ : سرعةُ المشي ، نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً . قال أَبو عبيد : لا أَعرف النِّجاشةَ في المشي . ومَرَّ فلان ينْجُش نَجْشاً أَي يُسْرع . وفي حديث أَبي هريرة ، قال : إِن النبي ، صلى اللَّه عليه وسلم ، لَقِيَه في بعض طرق المدينة وهو جُنُبٌ ، قال فانْتَجَشْتُ منه ؛ قال ابن الأَثير : قد اختُلف في ضبطها فرُوي بالجيم والشين المعجمة من النَّجْش الإِسراعٍ ، ورُوِي فانْخَنَسْت واخْتَنَسْت ، بالخاء المعجمة والسين المهملة ، من الخُنُوسِ التأَخُّرَ والاختفاء . يقال : خَنَس وانخَنَس واخْتَنَس . ونَجَشَ الإِبلَ يَنْجُشُها نجْشاً : جَمَعها بعد تَفْرقة . والمِنْجاش : الخيطُ الذي يجمع بين الأَدِيمَين ليس بخَرْز جيد . والنَّجاشيّ والنِّجاشِيّ : كلمةٌ للحبَش تُسَمي بها ملوكها :، قال ابن قتيبة : هو بالنَّبَطِيَّة أَصْحَمَة أَي عَطِيَّة . الجوهري : النَّجَاشيّ ، بالفتح ، اسم ملك الحبشة وورد ذكره في الحديث في غير موضع ؛ قال ابن الأَثير : والياء مشددة ، قال : وقيل الصواب تخفيفها . "
المعجم: لسان العرب
نجس
" النَّجْسُ والنِّجْسُ والنَّجَسُ : القَذِرُ من الناس ومن كل شيء قَذِرْتَه . ونَجِسَ الشيءَ ، بالكسر ، يَنْجَسُ نَجَساً ، فهو نَجِسٌ ونَجَسٌ ، ورجل نَجِسٌ ونَجَسٌ ، والجمع أَنْجاسٌ ، وقيل : النَّجَسُ يكون للواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد ، رجل نَجَسٌ ورجلان نَجَسٌ وقوم نَجَسٌ . قال اللَّه تعالى : إِنما المشركون نَجَسٌ ؛ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا وجَمَعوا وأَنَّثوا فقالوا أَنْجاسٌ ونِجْسَةٌ ، وقال الفرّاء : نَجَسٌ لا يجمع ولا يؤنث . وقال أَبو الهيثم في قوله : إِنما المشركون نَجَسٌ ؛ أَي أَنْجاسٌ أَخباث . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى اللَّه عليه وسلم ، كان إِذا دخل الخلاء ، قال : اللهم إِني أَعوذ بك من النَّجْسِ الرِّجْس الخَبيثِ المُخْبِث . قال أَبو عبيد : زعم الفرّاء أَنهم إِذا بدؤوا بالنجس ولم يذكروا الرجس فتحوا النون والجيم ، وإِذا بدؤوا بالرجس ثم أَتبعوه بالنجس كَسَروا النون ، فهم إِذا ، قالوه مع الرجس أَتبعوه إِياه وقالوا : رِجْسٌ نِجْسٌ ، كسروا لِمَكان رجس وثَنَّوا وجمعوا كما ، قالوا : جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ ، فإِذا أَفردوا ، قالوا بالطَّم ففتحوا ، وأَنْجَسَه غيرُه ونَجَّسه بمعنى ؛ قال ابن سيده : وكذلك يعكسون فيقولون نِجْس رِجْسٌ فيقولونها بالكسر لمكان رِجْسٍ الذي بعده ، فإِذا أَفردوه ، قالوا نَجَسٌ ، وأَما رِجْسٌ مفرداً فمكسور على كل حال ؛ هذا على مذهب الفرّاء ؛ وهي النَّجاسة ، وقد أَنْجَسه . وفي الحديث عن الحسن في رجل زنى بامرأَة تزوجها فقال : هو أَنْجَسَها وهو أَحق بها والنَّجِسُ : الدَّنِس . وداء نجِسٌ وناجِسٌ ونَجِيسٌ وعَقامٌ : لا يبرأُ منه ، وقد يوصف به صاحب الداء . والّنَجْس : اتخاذ عُوذَةٍ للصبي ، وقد نَجَّس له ونَجَّسَه : عَوّذَه ؛ قال : وجارِيَةٍ مَلْبونَةٍ ، ومُنَجِّسٍ ، وطارِقَةٍ في طَرْقِها لم تُسَدَّد (* قوله « وعلق إلخ » صدره كما في شرح القاموس : وكان لدي كاهنان وحارث ) الليث : المُنَجَّسُ الذي يعلَّق عليه عظام أَو خرق . ويقال للمُعَوِّذ : منَجِّس ، وكان أَهل الجاهلية يعلِّقون على الصبيّ ومن يخاف عليه عيون الجن الأَقْذارَ من خِرَقِ المَحِيض ويقولون : الجن لا تقربها . ابن الأَعرابي : النُّجُسُ المعَوَّذون ، والجُنُس المياه الجامدة . والمَنْجَسُ : جليدة توضع على حز الوَتَر . "
المعجم: لسان العرب
نوح
" النَّوْحُ : مصدر ناحَ يَنُوحُ نَوْحاً . ويقال : نائحة ذات نِياحة . ونَوَّاحةٌ ذات مَناحةٍ . والمَناحةُ : الاسم ويجمع على المَناحاتِ والمَناوِح . والنوائحُ : اسم يقع على النساء يجتمعن في مَناحة ويجمع على الأَنْواحِ ؛ قال لبيد : قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ ونساء نَوْحٌ وأَنْواحٌ ونُوَّحٌ ونَوائح ونائحاتٌ ؛ ويقال : كنا في مَناحةِ فلان . وناحَتِ المرأَة تَنُوحُ نَوْحاً ونُواحاً ونِياحاً ونِياحةً ومَناحةً وناحَتْه وناحتْ عليه . والمَناحةُ والنَّوْحُ : النساء يجتمعن للحُزْن ؛ قال أَبو ذؤيب : فهنّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَريمِ ، قد شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوَى وقوله أَنشده ثعلب : أَلا هَلَكَ امرُؤٌ ، قامت عليه ، بجَنْبِ عُنَيْزَةَ ، البَقَرُ الهُجودُ سَمِعْنَ بموتِه ، فظَهَرْنَ نَوْحاً قِياماً ، ما يَحِلُّ لهنَّ عُودُ صير البقر نَوْحاً على الاستعارة ، وجمعُ النَّوْحِ أَنواح ؛ قال لبيد : كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذَراه ، وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلِي ونَوْحُ الحمامة : ما تُبْدِيه من سَجْعِها على شكل النَّوْحِ ، والفعل كالفعل ؛ قال أَبو ذؤيب : فواللهِ لا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ كأَنه نُشَيْبَةُ ، ما دامَ الحَمامُ يَنُوحُ (* قوله « نشيبة » هكذا في الأصل .) وحمامة نائحة ونَوَّاحة . واسْتَناحَ الرجلُ كناحَ . واستناحَ الرجلُ : بَكَى حتى اسْتَبْكَى غيره ؛ وقول أَوس : وما أَنا ممن يَسْتَنِيحُ بشَجْوِه ، يُمَدُّ له غَرْبا جَزُورٍ وجَدْوَلِ معناه : لست أَرضى أَن أُدْفَعَ عن حقي وأُمنع حتى أُحْوجَ إِلى أَن أَشكو فأَستعينَ بغيري ، وقد فسر على المعنى الأَوّل ، وهو أَن يكون يستنيح بمعنى يَنُوحُ . واستناحَ الذئبُ : عَوَى فأَدْنَتْ له الذئابُ ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : مُقْلِقَة للمُسْتَنِيح العَسَّاس يعني الذئب الذي لا يستقرّ . والتَّناوُحُ : التَّقابُلُ ؛ ومنه تَناوُحُ الجبلين وتناوُحُ الرياح ، ومنه سميت النساء النوائحُ نَوائِحَ ، لأَن بعضهن يقابل بعضاً إِذا نُحْنَ ، وكذلك الرياح إِذا تقابلت في المَهَبِّ لأَن بعضها يُناوِحُ بعضاً ويُناسِجُ ، فكَّل ريح استطالت أَثَراً فهبتْ عليه ريحٌ طُولاً فهي نَيِّحَتُه ، فإِن اعترضته فهي نَسِيجَته ؛ وقال الكسائي في قول الشاعر : لقد صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ كِرامٍ ، تحت أَظْلالِ النَّواحِي أَراد النوائح فقلب وعَنَى بها الرايات المتقابلةَ في الحروب ، وقيل : عنى بها السيوفَ ؛ والرياح إِذا اشتدَّ هُبوبها يقال : تناوَحَتْ ؛ وقال لبيد يمدح قومه : ويُكَلِّلُونَ ، إِذا الرياحُ تَناوَحتْ ، خُلُجاً تُمَدُّ شوارِعاً أَيتامُها والرياح النُّكْبُ في الشتاء : هي المُتناوِحة ، وذلك أَنها لا تَهُبُّ من جهة واحدة ، ولكنها تَهُبُّ من جهات مختلفة ، سميت مُتناوِحةً لمقابلة بعضها بعضاً ، وذلك في السَّنة وقلة الأَنْديَةِ ويُبْس الهواء وشدة البرد . ويقال : هما جبلان يَتَناوَحانِ وشجرتانِ تَتَناوَحانِ إِذا كانتا متقابلتين ؛
وأَنشد : كأَنك سَكْرانٌ يَميلُ برأْسِه مُجاجةُ زِقٍّ ، شَرْبُها مُتناوِحُ أَي يقابل بعضهم بعضاً عند شُرْبها . والنَّوْحَةُ : القوة ، وهي النَّيْحة أَيضاً . وتَنَوَّحَ الشيءُ تَنَوُّحاً إِذا تحرّك وهو مُتَدَلٍّ . ونُوحٌ : اسم نبي معروف ينصرف مع العُجْمَةِ والتعريف ، وكذلك كل اسم على ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن مثل لُوطٍ لأَن خفته عادلت أَحد الثقلين . وفي حديث ابن سَلام : لقد قلتَ القولَ العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد نوح ؛ قال ابن الأَثير : قيل أَراد بنوح عمر ، رضي الله عنه ، وذلك لأَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، استشار أَبا بكر وعمر ، رضي الله عنهما ، في أَسارى بدر فأَشار عليه أَبو بكر ، رضي الله عنه ، بالمَنِّ عليهم ، وأَشار عليه عمر ، رضي الله عنه ، بقتلهم ، فأَبل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، على أَبي بكر ، رضي الله عنه ، وقال : إِن إِبراهيم كان أَلْيَنَ في الله من الدُّهْنِ اللَّيِّنِ (* قوله « من الدهن اللين » كذا بالأصل والذي في النهاية من الدهن باللبن .)، وأَقبل على عمر ، رضي الله عنه ، وقال : إِن نوحاً كان أَشدَّ في الله من الحَجَر ؛ فشبه أَبا بكر بإِبراهيم حين ، قال : فمن تَبِعَني فإِنه مني ومن عَصاني فإِنك غفور رحيم ، وشبه عمر ، رضي الله عنه ، بنوح حين ، قال : ربِّ لا تَذَرْ على الأَرض من الكافرين دَيَّاراً ؛ وأَراد ابن سلام أَن عثمان ، رضي الله عنه ، خليفة عمر الذي شُبه بنوح ، وأَراد بيوم القيامة يوم الجمعة لأَن ذلك القول كان فيه . وعن كعب : أَنه رأَى رجلاً يظلم رجلاً يوم الجمعة ، فقال : ويحك تظلم رجلاً يوم القيامة ، والقيامة تقوم يوم الجمعة ؟ وقيل : أَراد أَن هذا القول جزاؤه عظيم يوم القيامة . "
المعجم: لسان العرب
نجد
" النَّجْدُ من الأَرض : قِفافُها وصَلاَبَتُها (* قوله « قفافها وصلابتها » كذا في الأصل ومعجم ياقوت أَيضاً والذي لأبي الفداء في تقويم البلدان قفافها وصلابها .) وما غَلُظَ منها وأَشرَفَ وارتَفَعَ واستَوى ، والجمع أَنْجُدٌ وأَنجادٌ ونِجاد ونُجُودٌ ونُجُدٌ ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ، وأَنشد : لَمَّا رَأَيْتُ فِجاجَ البِيدِ قَدْ وَضَحَتْ ، ولاحَ مِنْ نُجُدٍ عادِيةً حُصُرُ ولا يكون النِّجادُ إِلا قُفّاً أَو صَلابة من الأَرض في ارْتِفاعٍ مثل الجبل معترضاً بين يديك يردُّ طرفك عما وراءه ، ويقال : اعْملُ هاتيك النِّجاد وهذاك النِّجاد ، يوحد ؛
قال : وليس بالشديد الارتفاع . وفي حديث أَبي هريرة في زكاةِ الإِبل : وعلى أَكتافها أَمْثالُ النّواجِدِ شَحْماً ؛ هي طرائقُ الشحْمِ ، واحِدتُها ناجِدةٌ ، سميت بذلك لارتفاعها ؛ وقول أَبي ذؤَيب : في عانةٍ بِجَنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُها غَوْرٌ ، ومَصْدَرُها عن مائِها نُجُ ؟
قال الأَخفش : نُجُدٌ لغة هذيل خاصّة يريدون نَجْداً . ويروى النُّجُدُ ، جَمَع نَجْداً على نُجُدٍ ، جعل كل جزء منه نَجْداً ، قال : هذا إِذا عنى نَجْداً العَلَمي ، وإن عنى نَجْداً من الأَنجاد فغَوْرُ نَجْد أَيضاً ، والغور هو تِهامة ، وما ارتفع عن تِهامة إِلى أَرض العراق ، فهو نجد ، فهي تَرْعى بنجد وتشرب بِتِهامة ، وهو مذكر ؛
وأَنشد ثعلب : ذَرانيَ مِنْ نَجْدٍ ، فإنَّ سِنِينَه لَعِبْنَ بِنا شِيباً ، وشَيَّبْنَنا مُرْدا ومنه قولهم : طَلاَّع أَنْجُد أَي ضابطٌ للأُمور غالب لها ؛ قال حميد بن أَبي شِحاذٍ الضَّبِّي وقيل هو لخالدِ بن عَلْقَمةَ الدَّارمي : فقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمِّه ، وقد كانَ ، لَوْلا القُلُّ ، طَلاَّعَ أَنجُدِ يقول : قد يَقْصُرُ الفَقْرُ عن سَجِيَّتِه من السخاء فلا يَجِدُ ما يَسْخُو به ، ولولا فقره لسَما وارتفع ؛ وكذلك طَلاَّعُ نجاد وطَلاَّع النَّجاد وطلاَّع أَنجِدةٍ ، جمع نِجاد الذي هو جمعُ نَجْد ؛ قال زياد بن مُنْقِذ في معنى أَنْجِدةٍ بمعنى أَنْجُدٍ يصف أَصحاباً له كان يصحبهم مسروراً : كَمْ فِيهِمُ مِنْ فَتًى حُلْوٍ شَمائِلُه ، جَمِّ الرَّمادِ إِذا ما أَخْمَدَ البَرِمُ غَمْرِ النَّدى ، لا يَبِيتُ الحَقُّ يَثْمُدُه إِلاّ غَدا ، وهو سامي الطّرْفِ مُبْتَسِمُ يَغْدُو أَمامَهُمُ في كُلِّ مَرْبأَةٍ ، طَلاْعِ أَنْجِدةٍ ، في كَشْحِه هَضَمُ ومعنى يَثْمُدُه : يُلِحُّ عليه فَيُبْرِزُه . قال ابن بري : وأَنجِدةٌ من الجموع الشاذة ، ومثله نَدًى وأَنْدِيةٌ ورَحًى وأَرْحِيةٌ ، وقياسها نِداء ورِحاء ، وكذلك أَنجِدةٌ قياسها نِجادٌ . والمَرْبَأَةُ : المكان المرتفع يكون فيه الرَّبِيئة ؛ قال الجوهري : وهو جمعُ نُجُود جَمْعَ الجمْعِ ؛ قال ابن بري : وهذا وهم من الجوهري وصوابه أَن يقول جمع نِجادٍ لأَن فِعالاً يُجْمَعُ أَفْعِلة . قال الجوهري : يقال فلان طَلاَّعُ أَنْجُد وطلاَّع الثَّنايا إِذا كان سامِياً لِمَعالي الأُمور ؛
وأَنشد بيت حميد بن أَبي شِحاذٍ الضَّبِّيّ : وقد كان لَوْلا القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُد والأَنْجُدُ : جمعُ النَّجْد ، وهو الطريق في الجبل . والنَّجْدُ : ما خالف الغَوْر ، والجمع نجود . ونجدٌ : من بلاد العرب ما كان فوق العاليةِ والعاليةُ ما كان فوق نَجْدٍ إِلى أَرض تِهامةَ إِلى ما وراء مكة ، فما كان دون ذلك إِلى أَرض العراق ، فهو نجد . وقال له أَيضاً النَّجْدُ والنُّجُدُ لأَنه في الأَصل صفة ؛ قال المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ : إِذا تُرِكَتْ وَحْشِيّةُ النَّجْدِ ، لم يَكُنْ ، لِعَيْنَيْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ ، طَبيبُ وروي بيت أَبي ذؤَيب : في عانة بَجَنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُها غَوْرٌ ، ومَصْدَرُها عن مائِها النُّجُد وقد تقدم أَن الرواية ومصدرُها عن مائِها نُجُدُ وأَنها هذلية . وأَنْجَدَ فلان الدَّعْوة ، وروى الأَزهري بسنده عن الأَصمعي ، قال : سمعت الأَعراب يقولون : إِذا خَلَّفْتَ عَجْلَزاً مُصْعِداً ، وعَجْلَزٌ فوق القَرْيَتَيْنِ ، فَقَدْ أَنْجَدْتَ ، فإِذا أَنجدْتَ عن ثَنايا ذاتِ عِرْق ، فقد أَتْهَمْتَ ، فإِذا عَرَضَتْ لك الحِرارُ بنَجْد ، قيل : ذلك الحجاز . وروى عن ابن السكيت ، قال : ما ارتفع من بطن الرُّمّةِ ، والرُّمّةُ واد معلوم ، فهو نجد إِلى ثنايا ذات عِرْق . قال : وسمعت الباهلي يقول : كلُّ ما وراء الخنْدق الذي خَنْدَقَه كسرى على سواد العراق ، فهو نجد إِلى أَن تميل إِلى الحَرّةِ فإِذا مِلْت إِليها ، فأَنت في الحِجاز ؛ شمر : إِذا جاوزت عُذَيْباً إِلى أَن تجاوز فَيْدَ وما يليها . ابن الأَعرابي : نجد ما بين العُذَيْب إِلى ذات عِرق وإِلى اليمامة وإِلى اليمن وإِلى جبل طَيّء ، ومن المِرْبَدِ إِلى وجْرَة ، وذات عِرْق أَوّلُ تِهامةَ إِلى البحرِ وجُدَّةَ . والمدينةُ : لا تهاميةٌ ولا نجديةٌ ، وإِنها حجازٌ فوق الغَوْر ودون نجد ، وإِنها جَلْسٌ لارتفاعها عن الغَوْر . الباهلي : كلُّ ما وراءَ الخندقِ على سواد العراق ، فهو نجد ، والغَوْرُ كلُّ ما انحدر سيله مغرِبيّاً ، وما أَسفل منها مشرقيّاً فهو نَجْدٌ ، وتِهامةُ ما بين ذات عِرْق إِلى مرحلتين من وراء مكة ، وما وراء ذلك من المغرب ، فهو غور ، وما وراء ذلك من مَهَبّ الجَنُوب ، فهو السَّراةُ إِلى تُخُوم اليمن . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه جاءه رجل وبِكَفِّه وضَحٌ ، فقال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : انظُرْ بطن واد لا مُنْجِد ولا مُتْهِم ، فَتَمعَّكْ فيه ، ففعل فلم يزد شيئاً حتى مات ؛ قوله لا مُنْجِد ولا مُتْهِم لم يرد أَنه ليس من نجد ولا من تِهامةَ ولكنه أَراد حدّاً بينهما ، فليس ذلك الموضعُ من نجد كلُّه ولا من تِهامة كلُّه ، ولكنه تَهامٍ مُنْجِدٌ ؛ قال ابن الأَثير : أَراد موضعاً ذا حَدٍّ من نجد وحدّ من تهامة فليس كله من هذه ولا من هذه . ونجدٌ : اسم خاصٌّ لما دون الحجاز مما يَلي العِراق ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : إِذا استَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفى ، بَرَّحَتْ به عِراقِيّةُ الأَقْياظِ ، نَجْدُ المَراتِع ؟
قال ابن سيده : إِنما أَراد جمع نَجْدِيٍّ فحذف ياء النسَب في الجمع كم ؟
قالوا زِنْجِيٌّ ثم ، قالوا في جمعه زِنْج ، وكذلك رُومِيٌّ ورُومٌ ؛ حكاها الفارسي . وقال اللحياني : فلان من أَهل نجد فإِذا أَدخلوا الأَلف واللا ؟
قالوا النُّجُد ، قال : ونرى أَنه جمع نَجْدٍ ؛ والإِنجادُ : الأَخْذُ في بلاد نجد . وأَنجدَ القومُ : أَتوا نجداً ؛ وأنجدوا من تهامة إِلى نجد : ذهبوا ؛ قال جرير : يا أُمَّ حَزْرةَ ، ما رأَيْنا مِثْلَكُم في المُنْجِدينَ ، ولا بِغَوْرِ الغائِر وأنْجَدَ : خرج إِلى بلاد نجد ؛ رواها ابن سيده عن اللحياني . الصحاح : وتقول أَنْجَدْنا أَي أَخذنا في بلاد نجد . وفي المثل : أَنْجَدَ من رأَى حَضَناً وذلك إِذا علا من الغَوْر ، وحَضَنٌ اسم جبل . وأَنْجَد الشيءُ : ارتفع ؛ قال ابن سيده : وعليه وجه الفارسي رواية من روى قول الأَعشى : نَبيٌّ يَرى ما لا تَروْنَ ، وذِكْرُه أَغارَ لَعَمْري في البِلادِ ، وأَنْجَدا فقال : أَغار ذهب في الأَرض . وأَنجد : ارتفع ؛ قال : ولا يكون أَنجد إِنما يُعادَلُ بالأَخذ في الغور ، وذلك لتقابلهما ، وليست أَغارَ من الغور لأَن ذلك إِنما يقال فيه غارَ أَي أَتى الغَوْر ؛ قال وإِنما يكون التقابل في قول جرير : في المُنْجدينَ ولا بغَوْر الغائر والنَّجُودُ من الإِبل : التي لا تَبْرُك إِلا على مرتفع من الأَرض . والنَّجْدُ : الطريق المرتفع البَيّنُ الواضح ؛ قال امرؤ القيس : غَداةَ غَدَوْا فَسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ ، وآخَرُ منهم قاطِعٌ نَجْدَ كَبْكَب ؟
قال الأَصمعي : هي نُجُود عدّة : فمنها نَجْد كبكب ، ونَجْد مَريع ، ونَجْدُ خال ؛ قال : ونجد كبكب طريقٌ بِكَبْكَبٍ ، وهو الجبل الأَحمر الذي تجعله في ظهرك إِذا وقفت بعرفة ؛ قال وقول الشماخ : أَقُولُ ، وأَهْلي بالجَنابِ وأَهْلُها بِنَجْدَيْنِ : لا تَبْعَدْ نوىً أُمّ حَشْرَج ؟
قال بنَجْدَيْنِ موضع يقال له نَجْدا مَرِيع ، وقال : فلان من أَهل نجد . قال : وفي لغة هذيل والحجاز من أَهل النُّجُد . وفي التنزيل العزيز : وهديناه النَّجْدين ؛ أَي طَرِيقَ الخير وطريقَ الشرّ ، وقيل : النجدين الطريقين الواضحين . والنَّجد : المرتفع من الأَرض ، فالمعنى أَلم نعرّفه طريق الخير والشر بيِّنَين كبيان الطريقين العاليين ؟ وقيل : النجدين الثَّدْيَيْنِ . ونَجُدَ الأَمْرُ ينْجُد نُجُوداً ، وهو نَجْدٌ وناجِدٌ : وضَحَ واستبان ؛ وقال أُمية : تَرَى فيه أَنْباءَ القُرونِ التي مَضَتْ ، وأَخْبارَ غَيْبٍ في القيامةِ تَنْجُد ونجَدَ الطرِيق ينْجُد نُجُوداً : كذلك . ودليلٌ نَجْدٌ : هادٍ ماهِرٌ . وأَعطاه الأَرض بما نَجَدَ منها أَي بما خرج . والنَّجْدُ : ما يُنَضَّدُ به البيت من البُسُط والوسائِد والفُرُشِ ، والجمع نُجُود ونِجادٌ ؛ وقيل : ما يُنَجَّدُ به البيت من المتاع أَي يُزَيَّن ؛ وقد نَجَّدَ البيت ؛ قال ذو الرمة : حتى كأَنَّ رِياضَ القُفِّ أَلبَسَها ، مِن وَشْيِ عَبْقر ، تَجْلِيلٌ وتَنْجِيدُ أَبو الهيثم : النَّجَّاد الذي يُنَجِّدُ البيوتَ والفُرُشَ والبُسُط . وفي الصحاح : النجَّاد الذي يعالج الفرش والوِسادَ ويَخِيطُها . والنُّجُود : هي الثياب التي تُنَجَّدُ بها البيوت فتلبس حيطانها وتُبْسَطُ . قال : ونَجَّدْتُ البيتَ بسطته بثياب مَوْشِيَّة . والتَّنْجِيد : التَّزْيِينُ . وفي حديث عبد الملك : أَنه بعث إِلى أُمّ الدرداء بأَنْجادٍ من عنده ؛ الأَنْجادُجمع نَجَدٍ ، بالتحريك ، وهو متاع البيت من فُرُش ونَمارِقَ وستُور ؛ ابن سيده : والنَّجُود الذي يعالج النُّجُود بالنَّفْضِ والبَسْط والحشْوِ والتَّنْضِيدِ . وبيت مُنَجَّد إِذا كان مزيناً بالثياب والفُرش ، ونُجُوده ستوره التي تعلق على حِيطانِه يُزَين بها . وفي حديث قُسّ : زُخْرِف ونُجِّدَ أَي زُيِّنَ . وقال شمر : أَغرب ما جاء في النَّجُود ما جاء في حديث الشُّورَى : وكانت امرأَةً نَجُوداً ، يريد ذاتَ رَأْي كأَنها التي تَجْهَدُ رأْيها في الأُمور . يقال : نجد نجداً أَي جَهَدَ جَهْداً . والمَنَاجِدُ : حَلْيٌ مُكَلَّلٌ بجواهِرَ بعضه على بعض مُزَيَّن . وفي الحديث : أَنه رأَى امرأَة تَطُوفُ بالبيت عليها (* قوله « امرأة تطوف بالبيت عليها » في النهاية امرأة شيرة عليها ، وشيرة ، بشد الياء مكسورة ، أي حسنة الشارة والهيئة .) مَناجِدُ من ذهب فنهاها عن ذلك ؛ قال أَبو عبيدة : أَراد بالمناجد الحَلْيَ المُكَلَّلَ بالفصوص وأَصله من تنجيد البيت ، واحدها مِنْجَد وهي قَلائِدُ من لُؤْلُؤ وذهَب أَو قَرَنْفُلٍ ، ويكون عرضها شبراً تأْخذ ما بين العنق إِلى أَسفل الثديين ، سميت مَناجِدَ لأَنها تقع على موضع نِجاد السيف من الرجل وهي حَمائِلُه . والنَّجُود من الأُتُن والإِبِل : الطويلةُ العُنُقِ ، وقيل : هي من الأُتن خاصة التي لا تَحْمِل . قال شمر : هذا منكر والصواب ما روي في الأَجناس عنه : النَّجُودُ الطويلة من الحُمُر . وروي عن الأَصمعي : أُخِذَتِ النَّجود من النَّجْد أَي هي مرتفعة عظيمة ، وقيل : النجود المتقدمة ، ويقال للناقة إِذا كانت ماضية : نَجُود ؛ قال أَبو ذؤيب : فَرَمَى فأَنْفَذَ من نَجُودٍ عائِط ؟
قال شمر : وهذا التفسير في النَّجُود صحيح والذي رُوي في باب حمر الوحْشِ وهَم . والنَّجُود من الإِبل : المِغْزارُ ، وقيل : هي الشديدة النَّفْس . وناقة نَجُود ، وهي تُناجِدُ الإِبلَ فَتَغْزُرُهُنَّ . الصحاح : والنَّجُود من حُمُر الوحش التي لا تحمل ، ويقال : هي الطويلة المشرفة ، والجمع نُجُد . وناجَدَتِ الإِبِلُ : غَزُرَتْ وكَثُر لبنها ، والإِبلُ حينئذ بِكاءٌ غَوازِرُ ، وعبر الفارسي عنها فقال : هي نحو المُمانِحِ . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في حديث الزكاة حين ذَكَرَ الإِبل وَوَطْأَها يومَ القيامة صاحِبَها الذي لم يُؤَدِّ زكاتها فقال : إِلاَّ مَنْ أَعْطَى في نَجْدَتِها ورِسْلِها ؛ قال : النَّجْدَةُ الشِّدَّةُ ، وقيل : السِّمَنُ ؛ قال أَبو عبيدة : نجدتها أَن تكثر شحومها حتى يمنعَ ذلك صاحِبَها أَن ينحرها نفاسة بها ، فذلك بمنزلة السلاح لها من ربها تمتنع به ، قال : ورِسْلُها أَن لا يكون لها سِمَن فيَهُونَ عليه إِعطاو ها فهو يعطيها على رِسْلِه أَي مُسْتَهيناً بها ، وكأَنَّ معناه أَن يعطيها على مشقة من النفس وعلى طيب منها ؛ ابن الأَعرابي : في رِسْلِها أَي بطيب نفس منه ؛ ابن الأَعرابي : في رِسْلِها أَي بطيب نفس منه ؛ قال الأَزهري : فكأَنّ قوله في نَجْدتِها معناه أَن لا تطِيبَ نفسُه بإِعطائها ويشتد عليه ذلك ؛ وقال المرّار يصف الإِبل وفسره أَبو عمرو : لهمْ إِبِلٌ لا مِنْ دياتٍ ، ولم تَكُنْ مُهُوراً ، ولا مِن مَكْسَبٍ غيرِ طائِلِ مُخَيَّسَةٌ في كلِّ رِسْلٍ ونَجْدةٍ ، وقد عُرِفَتْ أَلوانُها في المَعاقِلِ الرِّسْل : الخِصْب . والنجدة : الشدة . وقال أَبو سعيد في قوله : في نَجْدتها ما ينوب أَهلها مما يشق عليه من المغارم والديات فهذه نجدة على صاحبها . والرسل : ما دون ذلك من النجدة وهو أَن يعقر هذا ويمنح هذا وما أَشبهه دون النجدة ؛
وأَنشد لطرفة يصف جارية : تَحْسَبُ الطَّرْفَ عليها نَجْدَةً ، يا لَقَوْمي للشَّبابِ المُسْبَكِرْ يقول : شق عليها النظرُ لنَعْمتها فهي ساجيةُ الطرْف . وفي الحديث عن أَبي هريرة : أَنه سمع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : ما من صاحب إِبِل لا يؤَدِّي حقَّها في نَجْدتها ورِسْلِها ـ وقد ، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : نَجْدتُها ورِسْلُها عُسْرُها ويُسْرُها ـ إِلا بَرَزَ لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخْفافِها ، كلما جازت عليه أُخْراها أُعِيدَتْ عليه أُولاها في يوم كان مقدارُه خمسين أَلف سنة حتى يُقْضَى بين الناس ، فقيل لأَبي هريرة : فما حق الإِبِل ؟ فقال : تُعْطِي الكرِيمةَ وتَمْنَعُ الغَزيرةَ (* قوله « وتمنع الغزيرة » كذا بالأصل تمنع بالعين المهملة ولعله تمنح بالحاء المهملة ) وتُفْقِرُ الظهر وتُطْرِقُ الفَحْل . قال أَبو منصور هنا : وقد رويت هذا الحديث بسنده لتفسير النبي ، صلى الله عليه وسلم ، نَجْدَتَها ورِسْلَها ، قال : وهو قريب مما فسره أَبو سعيد ؛ قال محمد بن المكرم : انظر إِلى ما في هذا الكلام من عدم الاحتفال بالنطق وقلة المبالاة بإِطلاق اللفظ ، وهو لو ، قال إِن تفسير أَبي سعيد قريب مما فسره النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان فيه ما فيه فلا سيما والقول بالعكس ؛ وقول صخر الغيّ : لوْ أَنَّ قَوْمي مِن قُرَيْمٍ رَجْلا ، لَمَنَعُوني نَجْدَةً أَو رِسْلا أَي لمنعوني بأَمر شديد أَو بأَمر هَيِّنٍ . ورجلٌ نَجْد في الحاجة إِذا كان ناجياً فيها سريعاً . والنَّجْدة : الشجاعة ، تقول منه : نَجُد الرجلُ ، بالضم ، فهو نَجِدٌ ونَجُدٌ ونَجِيدٌ ، وجمع نَجَِد أَنجاد مثل يَقَِظٍ وأَيْقاظٍ وجمع نَجِيد نُجُد ونُجَداء . ابن سيده : ورجُل نَجْدٌ ونَجِدٌ ونَجُد ونَجِيدٌ شجاع ماض فيما يَعْجِزُ عنه غيره ، وقيل : هو الشديد البأْس ، وقيل : هو السريع الإِجابة إِلى ما دُعِيَ إِليه خيراً كان أَو شرًّا ، والجمع أَنْجاد . قال : ولا يُتَوَهَّمَنَّ أَنْجاد جمع نجيد كَنَصيرٍ وأَنْصار قياساً على أَن فعْلاً وفِعَالاً (* قوله « على ان فعلاً وفعالاً » كذا بالأصل بهذا الضبط ولعل المناسب على أن فعلاً وفعلاً كرجل وكتف لا يكسران أَي على أفعال ، وقوله لقلتهما في الصفة لعل المناسب لقلته أي أَفعال في الصفة لأنه إنما ينقاس في الاسم ) لا يُكَسَّران لقلتهما في الصفة ، وإِنما قياسهما الواو والنون فلا تحسَبَنّ ذلك لأَن سيبويه قد نص على أَن أَنْجاداً جمع نَجُد ونَجِد ؛ وقد نَجُدَ نَجَادة ، والاسم النَّجْدَة . واسْتَنْجَد الرجلُ إِذا قوي بعد ضعف أَو مَرَض . ويقال للرجل إِذا ضَرِيَ بالرجل واجترأَ عليه بعد هَيْبَتِه : قد اسْتَنْجَدَ عليه . والنَّجْدَةُ أَيضاً : القِتال والشِّدَّة . والمُناجِدُ : المقاتل . ويقال : ناجَدْت فلاناً إِذا بارزتَه لقِتال . والمُنَجَّدُ : الذي قد جرّب الأُمور وقاسَها فَعَقَلَها ، لغة في المُنَجَّذِ . ونَجَّده الدهر : عجَمَه وعَلَّمَه ، قال : والذال المعجمة أَعلى . ورجل مُنَجَّد ، بالدال والذال جميعاً ، أَي مُجَرَّب قد نَجَّده الدهر إِذا جرّب وعَرَفَ . وقد نَجَّدتْه بعدي أُمور . ورجل نَجِدٌ : بَيِّنُ النَّجَد ، وهو البأْس والنُّصْرة وكذلك النَّجْدة . ورجل نَجْد في الحاجة إِذا كان ناجحاً فيها ناجِياً . ورجل ذو نَجْدة أَي ذو بأْس . ولاقَى فلان نَجْدة أَي شِدَّة . وفي الحديث : أَنه ذَكَر قارئَ القرآن وصاحِبَ الصَّدَقة ، فقال رجل : يا رسول الله أَرأَيتَكَ النَّجْدة : الشجاعة . ورجل نَجُدٌ ونَجِد أَي شديد البأْس . وفي حديث عليّ ، رضوان الله عليه : أَما بنو هاشم فأَنْجادٌ أَمْجَاد أَي أَشِداء شُجْعان ؛ وقيل : أَنْجاد جمع الجمع كأَنه جمع نَجُداً (* قوله « كأنه جمع نجداً » إِلى قوله ، قال ابن الأثير كذا في النهاية ) على نِجاد أَو نُجُود ثم نُجُدٍ ثم أَنجادٍ ؛ قاله أَبو موسى ؛ قال ابن الأَثير : ولا حاجة إِلى ذلك لأَن أَفعالاً في فَعُل وفَعِل مُطَّرِد (* قوله « لأن أَفعالاً في فعل وفعل مطرد » فيه أن اطراده في خصوص الاسم وما هنا من الصفة ) نحو عَضُد وأَعْضاد وكَتِف وأَكْتاف ؛ ومنه حديث خَيْفان : وأَما هذا الحي من هَمْدان فأَنْجَاد بُسْل . وفي حديث عليّ : مَحاسِنُ الأُمور التي تَفَاضلَتْ فيها المُجَداء والنُّجَداء ، جمع مجيد ونجِيد ، فالمجيد الشريف ، والنَّجِيد الشجاع ، فعيل بمعنى فاعل . واسَتَنْجَده فأَنْجَدَهُ : استغاثه فأَغاثه . ورجل مِنْجادٌ : نَصُور ؛ هذه عن اللحياني . والإِنجاد : الإِعانة . واسْتَنْجَده : استعانه . وأَنْجَدَه : أَعانه ؛ وأَنْجَده عليه : كذلك أَيضاً ؛ وناجَدْتُه مُناجَدةً : مثله . ورجل مُناجِد أَي مقاتل . ورجل مِنْجادٌ : مِعْوانٌ . وأَنْجَدَ فلان الدَّعْوةَ : أَجابها . المحكم : وأَنْجَدَه الدَّعْوَةَ أَجابها (* قوله « وأنجده الدعوة أجابها » كذا في الأصل ). واسْتَنْجَد فلان بفلان : ضَرِيَ به واجترأَ عليه بعد هَيْبَتِه إِياه . والنَّجَدُ : العَرَق من عَمَل أَو كَرْب أَو غيره ؛ قال النابغة : يَظَلُّ مِنْ خَوْفِه المَلاَّحُ مُعْتَصِماً بالخَيْزُرانةِ ، بَعْدَ الأَيْن والنَّجَد وقد نَجِدَ يَنْجَدُ ويَنْجُدُ نَجْداً ، الأَخيرة نادرة ، إِذا عَرِقَ من عَمَل أَو كَرْب . وقد نُجِدَ عَرَقاً ، فهو منْجُود إِذا سال . والمنْجُود : المكروب . وقد نُجِد نَجْداً ، فهو منْجُودٌ ونَجِيدٌ ، ورجل نَجِدٌ : عَرِقٌ ؛ فأَما قوله : إِذا نَضَخَتْ بالماءِ وازْدادَ فَوْرُها نَجا ، وهو مَكْرُوبٌ منَ الغَمِّ ناجِدُ فإِنه أَشبع الفتحة اضطراراً كقوله : فأَنتَ منَ الغَوائِلِ حينَ تُرْمَى ، ومِنْ ذَمِّ الرِّجالِ بِمُنْتزاحِ وقيل : هو على فَعِلَ كَعَمِلَ ، فهو عامِلٌ ؛ وفي شعر حميد بن ثور : ونَجِدَ الماءُ الذي تَوَرَّدا أَي سالَ العَرَقُ . وتَوَرُّدُه : تَلَوُّنه . ويقال : نَجِدَ يَنْجَدُ إِذا بَلُدَ وأَعْيَا ، فهو ناجد ومنْجُود . والنَّجْدة : الفَزَعُ والهَوْلُ ؛ وقد نَجُد . والمنْجُود : المَكْرُوبُ ؛ قال أَبو زبيد يرثي ابن أُخته وكان مات عطشاً في طريق مكة : صادِياً يَسْتَغِيثُ غَيرَ مُغاثٍ ، ولَقَدْ كانَ عُصْرَةَ المنْجُودِ يريد المَغْلُوب المُعْيا والمَنْجُود الهالك . والنَّجْدةُ : الثِّقَلُ والشِّدَّةُ لا يُعْنَى به شدةُ النَّفْس إِنما يُعْنى به شدة الأَمر عليه ؛
وأَنشد بيت طرفة : تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْها نَجْدَةً ونَجَدَ الرجُلَ يَنْجُدُه نَجْداً : غَلَبَه . والنِّجادُ : ما وقع على العاتق من حَمائِلِ السيْفِ ، وفي الصحاح : حمائل السيف ، ولم يخصص . وفي حديث أُمّ زرع : زَوْجِي طَوِيلُ النِّجاد ؛ النِّجاد : حمائِلُ السيف ، تريد طول قامته فإِنها إِذا طالتْ طالَ نِجادُه ، وهو من أَحسن الكنايات ؛ وقول مهلهل : تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فأُمِنْتُه ، وإِنَّ جَدِيراً أَن يَكُونَ ويكذبا تَنَجَّدَ أَي حَلَفَ يَمِيناً غَلِيظَةً . وأَنْجَدَ الرجلُ : قَرُبَ من أَهله ؛ حكاها ابن سيده عن اللحياني . والنَّاجُودُ : الباطية ، وقيل : هي كل إِناءٍ يجعل فيه الخمر من باطية أَو جَفْنةٍ أَو غيرها ، وقيل : هي الكَأْسُ بعينها . أَبو عبيد : الناجود كل إِناءٍ يجعل فيه الشراب من جَفْنة أَو غيرها . الليث : الناجُودُ هو الرّاوُوقُ نَفْسُه . وفي حديث الشعبي : اجتمع شَرْبٌ من أَهل الأَنبار وبين أَيديهم ناجُودُ خَمْرٍ أَي راوُوقٌ ، ويقال للخمر : ناجود . وقال الأَصمعي : النَّاجُودُ أَول ما يخرج من الخمر إِذا بُزِلَ عنها الدنُّ ، واحتج بقول الأَخطل : كأَنَّما المِسْكُ نُهْبَى بَيْنَ أَرْحُلِنا ، مِمَّا تَضَوَّعَ مِنْ ناجُودِها الجاري فاحتج عليه بقول علقمة : ظَلَّتْ تَرَقْرَقُ في الناجُودِ ، يُصْفِقُها وَلِيدُ أَعْجَمَ بالكَتَّانِ مَلْثُومُ يُصْفِقُها : يُحَوِّلُها من إِناءٍ إِلى إِناء لِتَصْفُوَ . الأَصمعي : الناجُودُ الدَّمُ . والناجودُ : الزعفران . والناجودُ : الخَمْرُ ، وقيل : الخمر الجَيِّدُ ، وهو مذكر ؛
وأَنشد : تَمَشَّى بَيْننا ناجُودُ خَمْر اللحياني : لاقَى فُلانٌ نَجْدَةً أَي شِدّة ، قال : وليس من شدة النفس ولكنه من الأَمر الشديد . والنَّجْد : شجر يشبه الشُّبْرُمَ في لَوْنِه ونَبْتِه وشوكه . والنَّجْدُ : مكان لا شجر فيه . والمِنجَدَةُ : عَصاً تُساقُ بها الدواب وتُحَثُّ على السير ويُنْفَشُ بها الصّوفُ . وفي الحديث : أَنه أَذن في قَطْعِ المِنْجَدةِ ، يعني من شجر الحَرَمِ ، هو من ذلك . وناجِدٌ ونَجْدٌ ونُجَيْدٌ ومِناجِدٌ ونَجْدَةُ : أَسماء . والنَّجَداتُ : قوم من الخوارج من الحَرُورِيَّة ينسبون إِلى نَجْدة بنِ عامِرٍ الحَرُوريّ الحَنَفِيّ ، رجل منهم ، يقال : هؤلاء النجَداتُ . والنَّجَدِيَّة : قوم من الحرورية . وعاصِمُ بن أَبي النَّجُودِ : من القُرّاء . "