" الهُونُ : الخِزْيُ . وفي التنزيل العزيز : فأَخَذَتْهُمْ صاعقةُ العذاب الهُونِ ؛ أَي ذي الخزي . والهُونُ ، بالضم : الهَوَانُ . والهُونُ والهَوانُ : نقيض العِزِّ ، هانَ يَهُونُ هَواناً ، وهو هَيْنٌ وأَهْوَنُ . وفي التنزيل العزيز : وهو أَهْوَنُ عليه ؛ أَي كل ذلك هَيِّنٌ على الله ، وليست للمفاضلة لأَنه ليس شيءٌ أَيْسَرَ عليه من غيره ، وقيل : الهاء هنا راجعة إلى الإنسان ، ومعناه أَن البعث أَهونُ على الإنسان من إنشائه ، لأَنه يقاسي في النَّشْءِ ما لا يقاسيه في الإعادة والبعث ؛ ومثل ذلك قول الشاعر : لَعَمْرُك ما أَدْري ، وإني لأَوْجَلُ ، على أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ وأَهانه وهَوَّنه واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ بهِ : استخفَّ به ، والاسم الهَوَانُ والمَهانة . ورجل فيه مَهانة أَي ذُلٍّ وضعف . قال ابن بري : المَهانةُ من الهَوانِ ، مَفْعَلة منه وميمها زائدة . والمَهانة من الحَقارة : فَعالة مصدر مَهُنَ مَهانة إذا كان حقيراً . وفي الحديث : ليس بالجافي ولا المَهين ؛ يروى بفتح الميم وضمها ، فالفتح من المَهانة ، وقد تقدَّم في مَهَنَ ، والضم من الإِهانة الاستخفافِ بالشيء والاستحقار ، والاسم الهَوانُ ، وهذا موضعه . واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ به : استحقره ؛ وقوله : ولا تُهِينَ الفقيرَ ، عَلَّكَ أَن تَرْكَعَ يوماً ، والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ أَراد : لا تُهِينَنْ ، فحذف النونَ الخفيفة لما استقبلها ساكنٌ . والهَوْنُ : مصدر هانَ عليه الشيءُ أَي خَفَّ . وهَوَّنه الله عليه أَي سهَّله وخففه . وشيءٌ هَيِّنٌ ، على فَيْعِلٍ أَي سهل ، وهَيْنٌ ، مخفف ، والجمع أَهْوِناءُ كما ، قالوا شيءٌ وأَشيئاءُ على أَفْعِلاءَ ؛ قال ابن بري : أَشيئاء لم تنطق بها العرب وإنما نطقت بأَشياء فقال بعضهم : أَصله أَشيئاء ، فحذفت الهمزة تخفيفاً ، وقال الخليل : أَصله شَيْئاء في فَعْلاء ثم قدِّمت الهمزة التي هي لام فصارت أَشياء ، ووزنها الآن لَفْعاء ؛ وقال بعضهم : الهَوْنُ والهُونُ واحد ، وقيل : الهُونُ الهَوانُ والهَوْنُ الرِّفق ؛ وأَنشد : مررتُ على الوَدِيعةِ ، ذاتَ يومٍ ، تَهادَى في رِداء المِرْطِ هَوْنا وقال امرؤ القيس : تَمِيلُ عليه هُونَةٌ غيرُ مِعْطال ؟
قال : هُونة ضعيفة من خِلْقتها لا تكون غليظة كأَنها رجل ، وروى غيره : هَوْنة أَي مُطاوعة ؛ وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويّ : داوَيْتُهم من زَمَنٍ إلى زَمَنْ ، دَواءَ بُقْيا بالرُّقَى وبالهُوَنْ ، وبالهُوَيْنا دائباً فلم أُوَنْ بالهْوَن ، يريد : بالتسكين والصلح ابن الأَعرابي : هَيِّنٌ بَيِّنُ الهُونِ . ابن شميل : إنه ليَهُونُ عليَّ هَوْناً وهَواناً . الفراء في قوله تعالى : أَيُمْسِكُه على هُون ؛ قال : الهُونُ في لغة قريش الهَوان ، قال : وبعض بني تميم يجعل الهُونَ مصدراً للشيء الهَيِّنِ ، قال : وقال الكسائي سمعت العرب تقول إن كُنْت لقليل هَوْنِ المؤُونة مُذ اليوم ، قال : وقد سمعت الهَوانَ في مثل هذا المعنى ؛ قال رجل من العرب لبعير له : ما به بأْسٌ غيرُ هَوانِه ، يقول : إنه خفيف الثمن . وإذا ، قالت العرب : أَقْبَلَ يَمْشي على هَوْنِه ، لم يقولوه إلا بالفتح ؛ قال الله عز وجل : الذين يَمْشُون على الأَرض هَوْناً ؛ قال عكرمة ومجاهد : بالسكينة والوقار ؛ وقال الكميت : شُمٌّ مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ ، مَخا مِيصُ العَشيّات ، لا خُورٌ ولا قُزُم ؟
قال ابن سيده : يجوز أَن يكون مهاوين جمع مهْوَنٍ ، ومذهب سيبويه أَنه جمع مِهْوانٍ . ورجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ ، والجمع أَهْوِناءٌ ، وشيءٌ هَوْنٌ : حقير . قال ابن بري : الهَوْن هَوانُ الشيءِ الحقير الهَيِّنِ الذي لا كرامة له . وتقول : أَهَنْتُ فلاناً وتَهاوَنْتُ به واستَهْنتُ به . والهُونُ : الهَوانُ والشِّدَّة . أَصابه هُونٌ شديد أَي شدة ومضَرَّة وعَوَزٌ ؛ قالت الخنساء : تُهِينُ النفوسَ وهُون النُّفوسْ تريد : إهانة النفوس : ابن بري : الهُون ، بالضم ، الهَوان ؛ قال ذو الإصبع : اذهَبْ إليك ، فما أُمِّي براعِيةٍ ترْعَى المَخاضَ ، ولا أُغضِي على الهُونِ
ويقال : إنه لَهَوْنٌ من الخيل ، والأُنثى هَوْنة ، إذا كان مِطْواعاً سَلِساً . والهَوْنُ والهُوَيْنا : التُّؤَدة والرِّفْق والسكينة والوقار . رجل هَيِّن وهَيْن ، والجمع هَيْنونَ ؛ ومنه : قوم هَيْنُونَ لَيْنُونَ ؛ قال ابن سيده : وتسليمه يشهد أَنه فَيْعِلٌ . وفلان يمشي على الأَرض هََوْناً ؛ الهَوْن : مصدر الهَيِّن في معنى السكينة والوقار . قال ابن بري : الهَوْنُ الرِّفق ؛ قال الشاعر : هَوْنَكُما لايَرُدُّ الدَّهْرُ ما فاتا ، لا تَهْلِكا أَسَفاً في إثْرِ من ماتا وفي صفته ، صلى الله عليه وسلم : يَمْشي هَوْناً ؛ الهَوْن : الرِّفْق واللِّين والتثبت ، وفي رواية : كان يمشي الهُوَيْنا ، تصغير الهُونَى تأنيث الأَهْوَن ، وهو من الأَّوَّل ، وفرَق بعضُهم بين الهَيِّن والهَيْن فقال : الهَيِّن من الهِوان ، والهَيْنُ من اللِّين . وامرأَة هَوْنة وهُونة ؛ الأَخيرة عن أَبي عبيدة : مُتَّئِدَة ؛
أَنشد ثعلب : تَنُوءُ بمَتْنَيها الرَّوابي وهَوْنَةٌ ، على الأَرضِ ، جَمَّاءُ العظامِ لَعُوبُ وتَكَلَّم علي هِينَتِه أَي رِسْله . وفي الحديث : أَنه سار على هِينَتِه أَي على عادته في السُّكون والرِّفق . يقال : امش على هينتك أَي على رِسْلك . وجاء عن على ، عليه السلام : أَحْبِبْ حَبيبك هَوْناً مّا أَي حبّاً مُقْتَصِداً لا إفراط فيه ، وإضافة ما إليه تُفيدُ التقليل ، يعني لا تُسْرِف في الحُبّ والبُغْض ، فعسى أَن يصيرَ الحبيب بَغيضاً والبَغِيض حبيباً ، فلا تكون قد أَسرفت في الحُب فتندمَ ، ولا في البُغْض فتستَحْيي . وتقول : تكَلَّمْ على هِينَتك . ورجل هَيِّن لَيِّن وهَيْن لَيْن . شمر : الهَوْن الرِّفْق والدَّعَة . وقال في تفسير حديث علي ، عليه السلام : يقول لا تُفْرِطْ في حُبّه ولا في بغضه . ويقال : أَخذ أَمرَه بالهُونى ، تأنيث الأَهْون ، وأَخذ فيه بالهُوَيْنا ، وإنك لَتَعْمِد للهُوَيْنا من أَمرك لأَهْونه ، وإنه ليَأْخذ في أَمره بالهَوْن أَي بالأَهْوَن . ابن الأَعرابي : العرب تمدح بالهَيْن اللَّيْن ، مخفف ، وتذم بالهَيّن اللَّيّن ، مثقل . وقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : المُسلِمُون هَيْنُونَ لَيْنُونَ ، جعله مدحاً لهم . وقال غير ابن الأَعرابي : هَيِّن وهَيْن ولَيِّن ولَيْن بمعنى واحد ، والأَصل هَيِّن ، فخفف فقيل هَيْن ، وهَيّن ، فَيْعِل من الهَوْن ، وهو السكينة والوقار والسهولة ، وعينه واو . وشيءٌ هَيِّن وهَيْن أَي سهل . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : النساء ثلاث فهَيْنة لَيْنة عفِيفة . وفي النوادر : هُنْ عندي اليومَ ، واخْفِض عندي اليومَ ، وأَرِحْ عندي ، وارْفَهْ عندي ، واستَرْفِهْ عندي ، ورَفِّهْ عندي ، وأَنْفِهْ عندي ، واسْتَنفِهْ عندي ؛ وتفسيره أَقم عندي واسترح واسْتَجِمَّ ؛ هُنْ من الهَوْن وهو الرفق والدَّعة والسكون . وأَهُوَنُ : اسمُ يومِ الاثنين في الجاهلية ؛ قال بعض شعراء الجاهلية : أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ ، وأَنَّ يَوْمِي بأَوَّلَ أَو بأَهْونَ أَو جُبارِ أَو التالي دُبارٍ أَم فيوْمي بمُؤنِسٍ أَو عَروُبة أَو شِيار ؟
قال ابن بري : ويقال ليوم الاثنين أَيضاً أَوْهَدُ من الوَهْدة ، وهي الانحطاط لانخفاض العدد من الأَول إلى الثاني . والأَهْوَنُ : اسم رجل . وما أَدري أَيُّ الهُون هو أَي أَيُّ الخلق . قال ابن سيده : والزاي أأَوالهُونُ : أَبو قبيلة ، وهو الهُونُ بن خزيمة بن مُدْرِكة ابن إلْياس بن مُضَرَ أَخو القارة . وقال أَبو طالب : الهَوْنُ والهُونُ جميعاً ابن خُزيمة بن مدركة بن ذات القارة أَتْيَغَ بنِ الهُون بن خزيمة (* قوله « مدركة بن ذات القارة أتيغ بن الهون إلخ » هكذا في الأصل ). سموا قارَة لأَن هَرير بن الحرث ، قال لغوثِ بن كعب حين أَراد أَن يُفَرِّقَ بين أَتْيغ : دَعْنا قارةً واحدةً ، فمن يومئذ سُمُّوا قارة ؛ ابن الكلبي : أَراد يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّقَ بُطونَ الهُون في بُطون كنانة ، فقال رجل من الهُون : دَعُونا قارةً لا تُنْفِرُونا فنَجْفُلَ ، مثلَما جفَلَ الظَّليمُ (* قوله « فنجفل مثل ما جفل الظليم » هكذا في الأصل ، والذي أورده المصنف وصاحب الصحاح في مادة قول وكذا الميداني في مجمع الأمثال : فنجفل مثل إجفال الظليم ) المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ : القارة بنو الهُون . والهاوَن (* قوله « والهاون إلخ » عبارة التكملة ابن دريد : الهاوون أي بواوين الأولى مضمومة الذي يدق به عربي صحيح . ولا يقال هاون أي بفتح الواو لأنه ليس في كلام العرب إسم على فاعل بعد الألف واو . قال ابو زيد في الهاوون إنه سمعه من أناس ولم يجئ به غيره . وقال الفراء في كتابه البهي : وتقول لهذا الهاون الذي يدق به الهاوون بواوين ). والهاوُنُ والهاوُون ، فارسي معرب : هذا الذي يُدَقُّ فيه ؛ قيل : كان أَصله هاوُون لأَن جمعه هَوَاوينُ مثل قانون وقَوَانين ، فحذفوا منه الواو الثانية استثقالاً وفتحوا الأُولى ، لأَنه ليس في كلامهم فاعُلٌ بضم العين . والمُهْوَئِنُّ : الوَطِيءُ من الأَرض نحو الهَجْلِ والغائط والوادي ، وجمعه مُهْوَئِنَّاتٌ . "
المعجم: لسان العرب
هوز
" هَوَّزَ الرجلُ : مات . قال : وما أَدري أَيُّ الهُوزِ هو أَي الخَلْقِ ، وما أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هو ، ورواه بعضهم : ما أَدري أَيُّ الهُونِ هو ، والزاي أَعرف . قال ابن سيده : والأَهْوازُ سَبْعُ كُوَرٍ بين البصرة وفارِسَ ، لكل واحدة منها اسم ، وجمعها الأَهْوازُ أَيضاً ، وليس للأَهواز واحد من لفظه ولا يفرد واحد منها بِهُوزٍ . وهَوَّز وهَوَّاز : حروف وضعت لحساب الجُمَّلِ : الهاء خمسة والواو ستة والزاي سبعة . ويقال : ما في الهُوزِ مثله وما في الغَاطِ مثله أَي ليس في الخلق مثله . "
المعجم: لسان العرب
هوج
" الهَوَجُ كالهَوَكِ : الحُمْقُ ؛ هَوِجَ هَوَجاً ، فهو أَهْوَجُ ، والأُنثى هَوْجاء ، والهَوَجُ مصدر الأَهْوَجِ ، وهو الأَحمق . وأَهْوَجَه : وجده أَهْوَجَ . والأَهْوَجُ : الشجاع الذي يرمي بنفسه في الحرب ، على التشبيه بذلك . والأَهْوَجُ : المُفْرِطُ الطُّول مع هَوَج ، ويقال للطُّوال إِذا أَفرط في طوله : أَهْوَجُ الطُّول . ورجل أَهْوَجُ بَيِّنُ الهَوَجِ أَي طويل ، وبه تَسَرُّعٌ وحُمْقٌ . وفي حديث عثمان : هذا الأَهْوَجُ البَجْباجُ . الأَهْوَجُ : المُسْرِعُ إِلى الأُمور كما يتفق ، وقيل : الأَحمق القليل الهداية ؛ وفي حديث عمر : أَما والله لئن شاء لَتَجِدَّنَّ الأَشعثَ أَهْوَجَ جَرِيئاً . والهَوْجاءُ من الإِبل الناقة التي كأَن بها هَوَجاً من سُرْعتها ، وكذلك بعير أَهْوَجُ ؛ قال أَبو الأَسود : على ذاتِ لَوْثٍ أَو بأَهْوَجَ دَوْسَرٍ صَنِيعٍ نَبيل ، يَمْلأُ الرَّحْلَ كاهِلُهْ وريح هَوْجاء : متدارِكة الهُبوب كأَن بها هَوَجاً ؛ وقيل : هي التي تَحْمِلُ المُورَ وتجرُّ الذَّيل . والهَوْجاء : الرِّيح التي تَقْلَعُ البيوت ، والجمع هُوجٌ . وقال ابن الأَعرابي : هي الشديدة الهُبوب من جميع الرياح ؛ قال ابن الأَحمر : وَلِهَتْ عليه كلُّ مُعْصِفَةٍ هَوْجاء ، ليس للُبِّها زَبْر ؟
قال ابن سيده : أَنشده سيبويه برفع هوجاء على أَنه وصف لكل ، وأَنث الشاعر الوصف حملاً على المعنى إِذِ الكل هنا ريح ، والريح أُنثى ؛ ونظيره قوله تعالى : كلُّ نَفْسٍ ذائقةُ الموتِ ؛ وضَرْبةٌ هَوْجاءُ هَجَمَتْ على الجوف . والهَوْجاء : من صفة الناقة خاصة ، ولا يقال : جمل أَهْوَجُ ، قال : وهي الناقة السريعة لا تَتَعاهَدُ مَواطِئَ مَناسِمِها من الأَرض . أَبو عمرو : في فلان عَوَجٌ وهَوَجٌ ، بمعنى واحد . وفي حديث مكحول : ما فَعَلْتَ في تلك الهَاجةِ ؟ يريد الحاجة لأَن مكحولاً كان في لسانه لُكْنةٌ ، وكان من سَبْي كابُلَ ، قال : أَو هو على قلب الحاء هاء . "
المعجم: لسان العرب
هيق
" الهَيْق من الرجال : المفرط الطول ، وقيل : هو الطويل الدَّقيقُ ، ولذلك سمي الظَّلِيم هَيْقاً ، والأُنثى هَيْقة ؛
قال : وما لَيْلى من الهَيْقاتِ طولاً ، ولا لَيْلى من الحُذَفِ القِصارِ والهَيْق : الظليم لطوله كالهَيْقل ؛ الياء في هَيْقٍ أصل وفي هَيْقَل زائدة ، والجمع أَهْياق وهُيُوق ، والأُنثى هَيْقه . والهَيْقة : الطويلة من النساء والإبل . وأَهْيَقَ الظليم : صار هَيْقاً ؛ قال رؤبة : أَزَلّ أو هَيْق نَعامٍ أَهْيَقَا وفي حديث أُحْدٍ : انْخَزل عبد الله بن أُبَيٍّ في كَتيبةٍ كأنه هَيْق يقدمُهم ؛ الهَيْق : ذكر النعام ، يريد سرعة ذهابه . الجوهري : الهَيْق الظَّلِيم ، وكذلك الهَيْقَمُ ، والميم زائدة . ورجل هَيْق : يشبَّه بالظَّلِيم لِنفاره وجُبْنه ؛ ومنه قول الشاعر : هَدَجان الرَّالِ خلف الهَيْقة "
المعجم: لسان العرب
هوم
" الهَوْم والتَّهَوُّم والتَّهْويم : النوم الخفيف ؛ قال الفرزدق يصف صائداً : عاري الأَشاجِع مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ ، ما تَطْعَمُ العَينُ نَوْماً غير تَهْوِيم وهَوَّم الرجلُ إذا هَزَّ رأْسَه من النُّعاس ، وهَوَّمَ القومُ وتَهوَّمُوا كذلك ، وقد هَوَّمْنا . أَبو عبيد : إذا كان النوم قليلاً فهو التَّهْويم . وفي حديث رُقَيقة : فبَينا أَنا نائمة أَو مُهَوِّمةٌ ؛ التَّهْويم : أَولُ النوم وهو دون النوم الشديد . والهامَةُ : رأْس كل شيء من الرُّوحانيين ؛ عن الليث ؛ قال الأَزهري : أراد الليث بالرُّوحانيين ذوي الأجسام القائمة بما جعَل اللهُ فيها من الأَرْواح ؛ وقال ابن شميل : الرُّوحانيون هم الملائكة والجنّ التي ليس لها أَجسام تُرى ، قال : وهذا القول هو الصحيح عندنا . الجوهري : الهامَة الرأْس ، والجمع هامٌ ، وقيل : الهامَة ما بين حَرْفَي الرأْس ، وقيل : هي وسَطُ الرأْس ومُعظمه من كل شيء ، وقيل : من ذوات الأَرواح خاصة . أَبو زيد : الهامَة أَعلى الرأْس وفيه الناصية والقُصَّة ، وهما ما أقَبَل على الجبهة من شعر الرأْس ، وفيه المَفْرَق ، وهو فَرْق الرأْسِ بين الجَبينين إلى الدائرة ، وكانت العرب تزعُم أن رُوح القتيل الذي لم يُدْرَك بثأْره تصيرُ هامَة فتَزْقو عند قبره ، تقول : اسقُوني اسقُوني فإذا أُدْرِك بثأْره طارت ؛ وهذا المعنى أَراد جرير بقوله : ومِنَّا الذي أَبكى صُدَيَّ بن مالكٍ ، ونَفَّرَ طَيراً عن جُعادةَ وُقَّعا يقول : فُتِلَ قاتِلُه فنَفَرَت الطيرُ عن قبره . وأَزْقَيْت هامَة فلان إذا قتلته ؛
قال : فإنْ تَكُ هامة بِهَراةَ تَزْقُو ، فقد أَزْقَيْتُ بالمَرْوَيْنِ هاما وكانوا يقولون : إن القتيل تخرُج هامةٌ من هامَته فلا تزالُ تقول اسْقوني اسقُوني حتى يُقتل قاتِلُه ؛ ومنه قول ذي الإصبع : يا عَمْرُو ، إنْ لا تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقَصَتي ، أَضْرِبْك حتى تقولَ الهامةُ : اسقوني يريد أَقْتُلْك . ويقال : هذا هامةُ اليومِ أو غدٍ ، أي يموت اليومَ أو غدٍ ؛ قال كُثَيِّر : وكلُّ خليلٍ رانيءٍ فهو قائلٌ مِنَ اجْلِكَ : هذا هامَةُ اليومِ أو غد وفي الحديث : وتَرَكَت المَطِيَّ هاماً ؛ قيل : هو جمع هامة من عظام الميت التي تصيرُ هامةً ، أَو هو جمع هائمٍ وهو الذاهب على وجهه ؛ يريد أَن الإبل من قلة المَرْعَى ماتت من الجَدْبِ أَو ذهَبَتْ على وجهها . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : لا عَدْوَ ولا هامةَ ولا صَفَرَ ؛ الهامَة : الرأْس واسمُ طائر ، وهو المراد في الحديث ، وقيل : هي البومة . أَبو عبيدة : أما الهامَةُ فإن العرب كانت تقول إن عظام الموتَى ، وقيل أَرواحهم ، تصير هامَةً فتطير ، وقيل : كانوا يسمون ذلك الطائرَ الذي يخرج من هامَة الميت الصَّدَى ، فنَفاه الإسلامُ ونهاهم عنه ؛ ذكره الهرويّ وغيره في الهاء والواو ، وذكره الجوهري في الهاء والياء ؛
وأَنشد أَبو عبيدة : سُلِّطَ الموتُ والمَنونُ عليهمْ ، فَلَهُمْ في صَدَى المقابِرِ هامُ وقال لبيد : فليس الناسُ بَعْدَكَ في نَقيرٍ ، ولا هُمْ غيرُ أَصْداءٍ وهامِ ابن الأَعرابي : معنى قوله لا هامَةَ ولا صفَر ؛ كانوا يتشاءمون بهما ، معناه لا تتشاءموا . ويقال : أصبَحَ فلانٌ هامةً إذا مات . وبناتُ الهامِ : مُخُّ الدِّماغ ؛ قال الراعي : يُزِيلُ بَناتِ الهام عن سَكِناتِها ، وما يَلْقَهُ منْ ساعدٍ فهو طائحُ والهامَةُ : تميمٌ ، تشبيهاً بذلك ؛ عن ابن الأَعرابي . وهامَةُ القومِ : سيِّدُهم ورئيسُهم ؛
وأَنشد ابن بري للطرماح : ونحن أَجازَت بالأُقَيْصِر هامُنا طُهَيَّةَ ، يومَ الفارِعَيْنِ ، بلا عَقْدِ وقال ذو الرمة : لنا الهامَةُ الكُبْرى التي كلُّ هامةٍ ، وإن عُظَمت ، منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ وفي حديث أبي بكر والنسَّابةِ : أَمِنْ هامِها أمْ مِن لَهازِمِها ؟ أي مِنْ أَشْرافِها أَنت أو من أَوْساطِها ، فشبّه الأَشْرافَ بالهامِ ، وهو جمع هامةِ الرأْس . والهامةُ : جماعةُ الناس ، والجمع من كل ذلك هامٌ ؛ قال جُرَيْبة بن أَشْيم : ولَقَلَّ لي ، مما جَعَلْتُ ، مَطِيَّةٌ في الهامِ أَرْكَبُها ، إذاما رُكِّبُوا يعني بذلك البَلِيَّةَ ، وهي الناقةُ تُعْقَل عند قبر صاحِبها تَبْلى ، وكان أهلُ الجاهلية يزعمون أَن صاحَبها يركبُها يوم القيامة ولا يمشي إلى المحشر . والهامة مِن طيرِ الليلِ : طائرٌ صغير يأْلَفُ المَقابِرَ ، وقيل : هو الصَّدى ، والجمع هامٌ ؛ قال ذو الرمة : قد أَعْسِفُ النازحَ المجهول مَعْسِفُه في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَه البُومُ ابن سيده : والهامةُ طائرٌ يخرج من رأْس الميّت إذا بَلِيَ ، والجمع أَيضاً هامٌ . ويقال : إنما أَنتَ مِن الهامِ . ويقال للفرس هامةٌ ، بتخفيف الميم ، وأَنكرها ابن السكيت وقال : إنما هي الهامّة ، بالتشديد . ابن الأثير في الحديث : اجْتَنِبوا هَوْمَ الأَرض فإنها مأْوَى الهَوامِّ ؛ قال : هكذا جاء في رواية والمشهور هَزْم الأَرض ، بالزاي ، وقد تقدم ؛ وقال الخطابي : لسْتُ أَدْري ما هَوْمُ الأَرض ، وقال غيره : هَوْمُ الأَرض بطنٌ منها في بعض اللغات . والهامةُ : موضعٌ مِن دُونِ مِصر ، حماها الله تعالى :، قال : مارَسْنَ رَمْلَ الهامةِ الدَّهاسا وهامةُ : اسمُ حائطٍ بالمدينة ؛
أَنشد أَبو حنيفة : من الغُلْبِ من عِضْدان هامَةَ شرِّبت لِسَقْيٍ ، وجُمَّتْ للنَّواضِح بئْرُها الهَوْماةُ : الفَلاة ، وبعضهم يقول الهَوْمة والهَوْماةُ ، وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة ، قال : وفي حديث صفوانَ : كنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في سفر إذ ناداه أَعرابيّ بصوتٍ جَهْوَريٍّ يا محمد ، فأَجابه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بنَحْوٍ من صوتِه : هاؤُمْ ، بمعنى تعالَ ويمعنى خُذْ ، ويقال للجماعة كقوله عز وجل : هاؤمُ اقْرَؤُوا كِتابِيَهْ ، وإنما رفَع صوتَه ، صلى الله عليه وسلم ، من طريق الشَّفقة عليه لئلا يَحْبَطَ عملُه ، من قوله عز وجل : لا تَرْفَعُوا أَصواتَكم فوقَ صوت النبيّ ؛ فعَذَره بجَهْلِه ورَفع النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، صوتَه حتى كانَ مثلَ صوِته أو فوقَه لفَرْطِ رأْفتِه به ، صلى الله عليه وسلم ، ولا أَعْدَمَنا رأْفَتَه ورحمتَه يومَ ضَرورتِنا إلى شفاعتِه وفاقَتنا إلى رحمته ، إنه رؤوف رحيم . "
المعجم: لسان العرب
هوك
" لأَهْوَكُ الأَحمق وفيه بقيَّةٌ ، والاسم الهَوَكُ ، وقد هَوِكَ هَوَكاً . ورجل هَوَّاك ومُتَهَوِّك : متحير ؛ أنشد ثعلب : إذا تُرِكَ الكَعْبيُّ والقَوْلَ سادِراً ، تَهَوَّكَ حتى ما يَكادُ يَرِيعُ وقد هَوَّكه غيرُه . والأَهْوَكُ والأَهوَجُ واحد . والتَّهَوُّكُ : السُّقوط في هُوَّة الرَّدى . وروي عن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، أنه ، قال للنبي ، صلى الله عليه وسلم : إنا نسمع أحاديث من يَهُودَ تعجبنا أفَتَرى أن نكتبها ؟ فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : أمُتَهَوِّكونَ أنتم كما تَهَوَّكَتِ اليهودُ والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقِيَّةً (* تمامه كما بهامش النهاية : ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي ). قال أبو عبيدة : معناه أمُتَحَيِّرونَ أنتم في الإسلام حتى تأخذوه من اليهود ؟ وقال ابن سيده ؛ يعني أمتحيرون ؟ وقيل : معناه أمُتَرَدِّدُونَ ساقطون ؟ وإنه لمُتَهَوِّكٌ لما هو فيه أي يركب الذنوب والخطايا . الجوهري : التَّهَوُّكُ مثل التَّهَوُّر ، وهو الوقوع في الشيء بقلة مُبالاة وغير رَوِيَّةٍ . والتَّهَوُّك : التحيُّر . ابن الأَعرابي : الأَهْكاء المُتَحيرون ، وهاكاه إذا استصغر عقله . والمُتَهَوِّك : الذي يقع في كل أَمر . وفي الحديث من طريق آخر : أن عمر أتاه بصحيفة أخذها من بعض أهل الكتاب فغضب وقال : أمُتَهَوِّكونَ فيها يا ابن الخطاب ؟"
وأَنشد : إِنَّ لنَا هَوَّاسَةً عَرِيضَا والتَّهَوُّس : المشي الثقيل في الأَرض الليِّنَة . وهَوِسَ الناس هَوَساً : وقعوا في اختلاط وفساد . وهَوِسَت الناقة هَوَساً ، فهي هَوِسَةٌ : اشتدت ضَبَعَتُها ، وقيل : ترددت فيها الضَّبَعَة . وضَبَعٌ هَوَّاس : شديد ؛
قال : يُوشِك أَن يُؤْنَسَ في الإِينَاسِ ، في مَنْبِتِ البَقْل وفي اللُّسَاسِ ، منها هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ والهَوِيس : النظر والفكر . والهَوْس : الأَكل الشديد . والهَوْس : شديد الأَكل . والعرب تقول : الناس هَوْسَى والزمان أَهْوَس ؛ قال : الناس يأْكلون طيّبات الزمان ، والزمانُ يأْكلهم بالموت . والهَوَّاس : الأَسد ؛ قال الكميت : هُوَ الأَضْبَطُ الهَوَّاسُ فينا شَجَاعَةً ، وفيمَنْ يُعادِيهِ الهِجَفُّ المُثَّقَّل والهَوْس : المَشي الذي يعتمد فيه صاحبه على الأَرض اعتماداً شديداً ، ومنه سمي الأَسد الهَوَّاس . والهَوْس : السوق اللين . يقال : هُسْت الإِبل فَهَاست أَي ترعى وتسير ، وإِنما شبه هَوَسان الناقة بهَوَان الأَسد لأَنها تمشي خَطْوة خطوة وهي ترعى . والهَوَس ، بالتحريك : طَرف من الجنون . وفي حديث أَبي الأَسود : فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ ، يذكر في ترجمة هيس ، واللَّه أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
هول
" الهَوْلُ : المخافة من الأَمر لا يَدْرى ما يَهْجِم عليه منه كَهَوْل الليل وهَوْل البحر ، والجمع أَهْوال وهُؤُول ، والهُؤُول جمع هَوْل ؛ وأَنشد أَبو زيد : رَحَلْنا من بلاد بني تميم إِليك ، ولم تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ يهمزون الواو لانضمامها . والهِيلَة : الهَوْلُ . وهالَنِي الأَمرُ يَهُولُني هَوْلاً : أَفزَعَني ؛ وقوله : وَيْهاً فِدَاءً لك يا فَضالَهْ أَجِرَّهُ الرُّمْحَ ، ولا تُهالَهْ فتح اللام لسكون الهاء وسكون الأَلف قبلها ، واختاروا الفتحة لأَنها من جنس الأَلف التي قبلها ، فلما تحرَّكت اللام لم يلتق ساكنان فتحذف الأَلف لالتقائهما ؛ قال ابن سيده : فأَما قول الآخر : إِضْرِبَ عنكَ الهُمُومَ طارِقَها ، ضَرْبَك بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَس فإِنَّ ابن جني ، قال : هو مَدْفوع مصنوع عند عامة أَصحابنا ولا رواية تثبُت به ، وأَيضاً فإِنه ضعيف ساقط في القياس ، وذلك لأَن التأْكيد من مواضع الإِطْناب والإِسْهاب فلا يَليق به الحَذْف والاختصار ، فإِذا كان السماعُ والقياسُ يدفعان هذا التأْويل وَجَب إِلغاؤه والعُدول إِلى غيره مما كثر استعماله وصحَّ قياسه . وهَوْلٌ هائلٌ ومَهُول ، وكَرِهَها بعضهم ، وقد جاء في الشعر الفصيح . والتَّهْوِيل : التفريع ؛ الأَزهري : أَمر هائل ولا يقال مَهُول إِلا أَن الشاعر قد ، قال : ومَهُولٍ ، منَ المَناهِل ، وَحْشٍ ذي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ وتفسير المَهُول أَي فيه هَوْل ، والعرب إِذا كان الشيء هُوَ لَهُ أَخرجوه على فاعِل مثل دارِع لذي الدِّرْع ، وإِن كان فيه أَو عليه أَخرجوه على مَفْعول ، كقولك مَجْنون فيه ذاك ، ومَدْيون عليه ذاك . ومكان مَهِيل أَي مَخُوف ؛ قال رؤبة : مَهِيلُ أَفْيافٍ لها فُيُوفُ (* قوله « قال رؤبة إلخ » نقل الصاغاني مثله عن الجوهري ثم ، قال : هذا تصحيف وصوابه مهبل بسكون الهاء وكسر الباء المعجمة بواحدة ، والمهبل المنقطع بين أرضين ). وكذلك مكان مَهالٌ ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي : أَلا يا لَقَوْمي لِطَيفِ الخَيا لِ أَرَّقَ من نازِحٍ ذي دَلالِ أَجازَ إِلينا ، على بُعْده ، مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ
ويقال : اسْتَهال فلان كذا يَسْتَهِيله ، ويقال يَسْتَهْوِله ، والجيِّد يَسْتَهِيله . وهُلْته فاهْتال : أَفزعته ففزع ، وقد هَوَّل عليه . والتَّهْوِيل والتَّهاوِيلُ : ما هُوِّلَ به ؛ قال : على تَهاوِيلَ لها تَهْوِيلُ التهذيب : التَّهاوِيلُ جماعة التَّهْوِيل ، وهو ما هالك من شيء ، وهَوَّل القومُ على الرجل . وفي حديث أَبي سفيان : أَن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً قطُّ إِلا كانت معه الأَهْوال ؛ هي جمع هَوْل وهو الخوف والأَمرُ الشديد . وفي حديث أَبي ذرٍّ : لا أَهُولَنَّك أَي لا أُخِيفُك فلا تَخَفْ مني . وفي حديث الوحْيِ : فهُلْت أَي خِفْت ورُعِبْت ، كقُلْتُ من القَوْل . وهَوَّل الأَمرَ : شنَّعه . والهُولةُ من النساء : التي تَهُول الناظرَ من حسنها ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي : بَيْضاءُ صافِيةُ المَدامِعَ ، هُولةٌ للناظرين ، كدُرَّة الغَوَّاصِ ووَجْهُه هُولةٌ من الهُوَلِ أَي عَجَب . أَبو عمرو : يقال ما هو إِلاَّ هُولةٌ من الهُوَل إِذا كان كَرِيهَ المنظَر . والهُولةُ : ما يفزَّع به الصبي ، وكل ما هالك يسمَّى هُولةً ؛ قال الكميت : كَهُولَة ما أَوْقَدَ المُحْلِفُون ، لَدى الحالِفِينَ ، وما هَوَّلُوا وهَوَّل على الرجل : حَمل . وناقة خِولُ الجَنان : حديدةٌ . وتَهَوَّل للناقة تَهَوُّلاً : تشبَّه لها بالسبُع ليكون أَرْأَمَ لها على الذي تُرْأَم عليه ، وهو مثل تَذَأَّبت لها تَذَؤُّباً إِذا لبست لها لباساً تَتَشبَّه بالذئب ، قال : وهو أَن تستخْفي لها إِذا ظَأَرْتها على ولد غيرها فتَشَبَّهت لها بالسبع فيكون أَرْأَم لها عليه . والتَّهاوِيل : زينة التَّصاوِير والنُّقوش والوَشْي والسلاح والثياب والحَلْي ، واحدها تَهْويل . والتَّهاوِيل : الأَلوان المختلفة من الأَصْفر والأَحْمر . وهَوَّلت المرأَة : تزينت بزينة اللِّباس والحَلْيِ ؛
قال : وهَوَّلتْ من رَيْطِها تَهاوِلا والتَّهاويل : ما على الهَوادِج من الصوف الأَحمر والأَخضر والأَصفر ؛
ويقال للرِّياض إِذا تزيَّنَت بِنَوْرها وأَزاهِيرها من بين أَصفر وأَحمر وأَبيض وأَخضر : قد علاها تَهْوِيلُها ؛ وقال عبد المسيح بن عَسَلة فيما أَخرجه الزرعُ من الأَلوان ؛ وفي المحكم : يصِف نباتاً : وعازِبٍ قد عَلا التَّهْويلُ جَنْبَتَهُ ، لا تنفعُ النَّعْل في رَقْراقِهِ الحافِي ومثله لعدي : حتى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ من التَّهاوِيل ، شَكْل العِهْن في التُّوَمِ وروى الأَزهري بإِسناده عن ابن مسعود في قوله عز وجل : ولقد رآه نَزْلةً أُخرى ؛ قال :، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : رأَيت لجبريل ، عليه الصلاة والسلام ، سِتَّمائة جَناح ينتَشِرُ من ريشه التَّهاوِيلُ والدرُّ والياقوتُ أَي الأَشياء المختلفة الأَلْوان ؛ أَراد بالتَّهاوِيل تَزايينَ ريشه وما فيه من صفرة وحمرة وبياض وخضرة مثل تَهاوِيلِ الرياض ؛ ويقال لما يخرج من أَلوان الزَّهْر في الرياض التَّهاوِيل ، واحدها تَهْوال ، وأَصلها ما يَهُول الإِنسانَ ويحيره . والتَّهْوِيلُ : شيء كان يفعل في الجاهليَّة ، كانوا إِذا أَرادوا أَن يستحلِفوا الرجل أَوْقَدُوا ناراً وأَلْقَوْا فيها مِلْحاً . والمُهَوِّل : المحلِّف ، وكان في الجاهلية لكل قوم نار وعليها سَدَنةٌ ، فكان إِذا وقع بين الرجلين خُصومة جاءَا إِلى النار فيحلَّف عندها (* قوله : يحلِّف عندها أي الخصم ) وكان السَّدَنة يطرَحون فيها مِلْحاً من حيث لا يشعُر يُهَوِّلون بها عليه ، واسم تلك النار الهُولَةُ ، بالضم ؛ التهذيب : كانت الهُولَةُ ناراً يُوقِدونها عند الحَلِف ويُلْقون فيها مِلْحاً فيَتَفَقَّع ، يُهَوِّلون بها ، وكذلك إِذا استحلفوا رجلاً ؛ قال أَوس بن حجر يصف حمار وحش : إِذا اسْتَقْبَلَتْه الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه ، كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ وهِيلَ السكران يُهالُ إِذا رأَى تَهاوِيل في سكره فيفزع لها ؛ وقال ابن أَحمر يصف خمراً وشاربها : تَمَشَّى في مَفاصِلِه ، وتَغْشى سَناسِنَ صُلْبِه حتى يُهالا ورجل هَوَلْوَلٌ : خفيف ؛ حكاه ابن الأَعرابي ، وهو فَعَلْعَل ؛
وأَنشد : هَوَلْوَلٌ إِذا ونَى القومُ نَزَلْ والمعروف حَوَلْوَل . والهَالُ : فُوهٌ من أَفْواهِ الطِّيبِ . والهَالةُ : دارةُ القمر ، وهَالةُ : الشمْسُ معرفة ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالةَ أُمُّهُ ، سَبَاهِي الفُؤادِ ما يَعِيش بمَعْقُول ويروى أُمَّه ، يريد أَنه فَرس كريم كأَنما نُتِجَته الشمسُ ، ومُنْتَخَب حذِر كأَنه من ذَكاء قلْبه وشُهومته فزِعٌ ، وسَباهِي الفُؤاد : مُدَلَّهه غافِلهُ إِلا من المَرَح ، وهو مدكور في موضعه . وهَالةُ : اسم امرأَة عبد المطلب . وهَالٌ : من زجر الخيل . "
المعجم: لسان العرب
هيج
" هاجَتِ الأَرضُ تَهِيجُ هِياجاً ، وهاجَ الشيءُ يَهِيج هَيْجاً وهِياجاً وهَيَجاناً ، واهْتاجَ ، وتَهَيَّجَ : ثار لمشقة أَو ضرر . تقول هاج به الدم وهاجَه غيرُه وهَيَّجَه . يتعدَّى ولا يتعدَّى . وهَيَّجَه وهايَجَه ، بمعنى ؛ وقوله : إِذا تَغَنَّى الحمامُ الوُرْقُ هَيَّجَني ، ولو تَعَزَّيْتُ عنها ، أُمَّ عَمَّارِ اكتفى فيه بالمسبب الذي هو التهييج مِن السبب الذي هو التذكير ، لأَنه لمَّا ، قال هَيَّجني ، دلَّ على ذَكَّرني فنصبها به . وشيءٌ هَيُوجٌ على التعدِّي ، والأُنثى هَيُوجٌ أَيضاً ؛ قال الراعي : قَلَى دِينَه واهْتاجَ للشَّوْقِ ، إِنها على الشَّوْقِ ، إِخوانَ العَزاءِ ، هَيُوجُ ومِهْياج كَهَيُوج . وأَهاجَتِ الريحُ النبتَ : أَيبسته . ويوم الهِياج : يوم القتال . وتَهايَجَ الفَريقان إِذا تواثبا للقتال . وهاجَ الشَّرُّ بين القوم (* قوله « فهو هائج » كذا بالأصل ، وهو مستدرك مع ما قبله .) وهَيْجٌ : يبس واصفرَّ وطال ، فهو هائج . وفي التنزيل : ثم يَهِيجُ فتراه مُصْفَرًّا ؛ وأَرض هائجة : يَبِسَ بَقْلُها أَو اصفرَّ ؛ وفي الحديث : تَصْرَعُها مرةً وتَعْدِلُها أُخرى حتى تَهيجَ أَي تَيْبَسَ وتَصْفَرَّ ؛ ومنه الحديث : كنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فأَمر بغُصْنٍ فقُطِعَ أَو كان مقطوعاً قد هاجَ ورَقهُ ؛ وفي حديث علي ، رضوان الله عليه : لا يَهِيجُ على التقوى زَرْعُ قوم ؛ أَراد : من عمل لله عملاً لم يفسد عمله ولم يبطل ، كما يهيج الزرع فَيَهْلِكُ . وهاجتِ الأَرضُ هَيْجاً وهَيَجاناً : يبس بقلها . وأَهْيَجها : وجَدَها هائجة النبات ؛ قال رؤبة : وأَهْيَجَ الخَلْصَاءَ من ذاتِ البُرَقْ
ويقال : يومُنا يومُ هَيْجٍ أَي يوم غَيْمٍ ومطرٍ . ويومُنا يومُ هَيْجٍ أَيضاً أَي يوم ريح ؛ قال الراعي : ونارِ وَدِيقَةٍ ، في يومِ هَيْجٍ من الشِّعْرَى ، نَصَبْتُ له الحَنِينا
ويروى : يوم ريح . الأَصمعي : يقال للسحاب أَوّل ما يَنْشَأُ : هاجَ له هَيْجٌ حَسَنٌ ؛