وتكون للإسْكاتِ والكفّ ، بمعنى حَسْبُك وتنون منصوبة فتقول : إِيهًا : لا تُحَدِّثْ
أَيَّهَ: (فعل)
أَيَّهَ به : صاح به وناداه
أَيَّهَ : زجَرَهَ
أيَّة: (اسم)
أيَّة : مصدر أَوَى
,
أيه
" إِيهِ : كلمةُ اسْتِزادة واسْتِنْطاقٍ ، وهي مبنية على الكسر ، وقد تُنَوَّنُ . تقول للرجل إِذا اسْتَزَدته من حديث أَو عمل : إِيهِ ، بكسر الهاء . وفي الحديث : أَنه أَنشد شعر أُمية بن أَبي الصَّلْتِ فقال عند كل بيت إِيهِ ؛ قال ابن السكيت : فإِن وصلت نوَّنت فقلت إِيهٍ حَدِّثْنا ، وإِذا قلت إِيهاً بالنصب فإِنما تأْمره بالسكوت ، قال الليث : هِيهِ وهِيهَ ، بالكسر والفتح ، في موضع إِيه وإيهَ . ابن سيده : وإِيهِ كلمة زجر بمعنى حَسْبُكَ ، وتنوَّن فيقال إِيهاً . وقال ثعلب : إِيهٍ حَدِّثْ ؛
وأَنشد لذي الرمة : وَقَفْنا فقلنا : إِيهِ عن أُمِّ سالِمٍ وما بالُ تَكْليم الديارِ البَلاقِع ؟ أَراد حدِّثْنا عن أُم سالم ، فترك التنوين في الوصل واكتفى بالوقف ؛ قال الأَصمعي : أَخطأَ ذو الرمة إِنما كلام العرب إِيهٍ ، وقال يعقوب : أَراد إِيهٍ فأَجراه في الوصل مُجْراه في الوقف ، وذو الرمة أَراد التنوين ، وإِنما تركه للضرورة ؛ قال ابن سيده : والصحيح أَن هذه الأَصوات إِذا عنيت بها المعرفة لم تنوّن ، وإِذا عنيت بها النكرة نونت ، وإِنما استزاد ذو الرمة هذا الطَّلَل حديثاً معروفاً ، وقال بعض النحوين : إِذا نونت فقلت إِيهٍ فكأَنك قلت استزادة ، كأَنك قلت هاتِ حديثاً مَّا ، لأَن التنوين تنكير ، وإِذا قلت إِيه فلم تنوّن فكأَنك قلت الاستزادة ، فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف ؛ واستعار الحَذْلَمِيُّ هذا للإِبل فقال : حتى إِذا ، قالتْ له إِيهٍ إِيهْ وإِن لم يكن لها نطق كأَنَّ لها صوتاً ينحو هذا النحو . قال ابن بري :، قال أَبو بكر السراج في كتابه الأُصول في باب ضرورة الشاعر حين أَنشد هذا البيت : فقلنا إِيهِ عن أُم سالم ، قال : وهذا لا يعرف إِلا منوّناً في شيء من اللغات ، يريد أَنه لا يكون موصولاً إِلا منوّناً ، أَبو زيد : تقول في الأَمر إِيهٍ افْعَلْ ، وفي النهي : إِيهاً عَنِّي الآنَ وإِيهاً كُفَّ . وفي حديث أُصَيْلٍ الخُزَاعِيِّ حين قَدِمَ عليه المدينة فقال له : كيف تركتَ مكة ؟ فقال : تركتها وقد أَحْجَنَ ثُمَامُها وأَعْذَقَ إِذْخِرُها وأَمْشَر سَلَمُها ، فقال : إِيهاً أُصَيْلُ دَع القُلوبَ تَقِرُّ أَي كُفَّ واسكت . الأَزهري : لم يُنَوِّنْ ذو الرُّمَّةِ في قوله إِيهٍ عَنْ أُمِّ سالم ، قال : لم ينوّن وقد وصَل لأَنه نوى الوقف ، قال : فإِذا أَسْكَتَّهُ وكفَفْتَهُ قلتَ إِيهاً عَنَّا ، فإِذا أَغْرَيْتَهُ بالشيء قلت وَيْهاً يا فلانُ ، فإِذا تعجبت من طِيب شيء قلتَ واهاً ما أَطْيبهُ وحكي أَيضاً عن الليث : إِيهِ وإِيهٍ في الاستزادة والاسْتنطاق وإِيهِ وإِيهاً في الزَّجْر ، كقولك إِيهِ حَسْبُكَ وإِيهاً حَسْبُكَ ؛ قال ابن الأَثير : وقد ترد المنصوبة بمعنى التصديق والرضا بالشيء . ومنه حديث ابن الزبر لما قيل له يا ابْنَ ذاتِ النِّطاقَيْنِ فقال : إِيهاً والإِلهِ أَي صدَّقْتُ ورضيتُ بذلك ، ويروى : إِيهِ ، بالكسر ، أَي زدني من هذه المَنْقَبَةِ ، وحكى اللحياني عن الكسائي : إِيهِ وهِيهِ ، على البَدَلِ ، أَي حدِّثْنَا ، الجوهري : إِذا أَسكتَّه وكَفَفْتَهُ قلتَ إِيهاً عَنَّا ؛
" رجل نابِخَة : جَبَّار ؛ قال ساعدة الهذلي : تُخْشَى عليه من الأَمْلاكِ نَابِخَةٌ من النَّوابِخِ ، مثلُ الحادِرِ الرَّزِم ويروى نَابِجَةٌ (* قوله « نابجة إلخ » كذا في الأصل ، وهو المناسب لقوله من النبجة إلخ . وفي الصحاح ويروى بائجة من البوائج اهـ وهو الأولى ، فان ؟
قال في القاموس : والنابجة الداهية . قال شارحه والصواب انه البائجة ، وقد تقدم في الموحدة فاني لم أجده في الامهات .) من النَّوابِجِ من النَّبَجة ، وهي الرابية ؛ قال ابن بري : صواب إِنشاده بالياء لأَن فيه ضميراً يعود على ابن جُعْشُم في بيت قبله وهو : يَهْدي ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نحوَهُم ، لا مُنْتَأَى عن حِياضِ الموتِ والحُمَم ابن جُعْشُم هذا : هو سراقة بن مالك بن جعشم من بني مدلج . والحمم جمع حُمَّة ، وهي القَدَر . والحادِر : الغَلِيظ وأَراد به الأَسد . والرزم : الذي قد رزم بمكانه . ورجل أَنْبَخُ إِذا كان جافياً . ونَبَخَ العجينُ ينبُخُ نُبُوخاً : انتَفَخَ واخْتَمَرَ ؛ وعجين أَنْبَخانٌ وأَنْبَخانيٌّ : منتفخ مختمر ؛ وقيل : هو الفاسد الحامض . وأَنْبَخَ : عَجَن عجيناً أَنْبَخانيًّا ، وهو المسترخي ؛ وخُبْز أَنْبَخَانيَّة كأَنها كُوَرُ الزنابير ؛ وقيل : خُبْزَة أَنْبَخَانِيَّة ؛ وقيل : الاينْبَخَانُ العجين النَّبَّاخُ يعني الفاسدَ الحامض . أَبو مالك : ثَرِيدٌ أَنْبَخَانِيٌّ إِذا كان له بخار وسخونة ؛ وقال غيره : ثريد أَنبخانيّ إِذا سُوِّيَ من الكعك والزيت فانتفخ حين صب عليه الماء واسترخى ؛ وفي حديث عبد الملك بن عمير : خبزة أَنبخانية أَي لينة هشة . يقال : نَبَخَ العجينُ ينبُخُ إِذا اختمر . وعجين أَنبخان : لين مختمر ، وقيل : حامض ، والهمزة زائدة . والنَّبْخُ : ما نفَطَ من اليد عن العمل فخرج عليه شبه قرح ممتلئ ماء ، فإِذا تَفَقَّأَ أَو يبس مجَلَت اليَدُ فصلبت على العمل ، وكذلك من الجُدَريّ ، وقيل : هو الجُدَريّ ، وقيل : هو جُدَريُّ الغنم ، وقيل : النَّبْخُ الجدريّ وكل ما يتنفط ويمتلئ ماء ؛ قال كعب بن زهير : تحَطَّمَ عنها قَيْضُها عن خَراطِمٍ ، وعن حَدَقٍ كالنَّبْخِ لم تَتَفَتَّقِ يصف حدقة الرأْلِ أَو حدقة فرخ القطا ، الواحدة من كل ذلك نبْخة ؛ قال ابن بري : البيت لزهير بن أَبي سُلمى يصف فراخ النعام وقد تحطَّم عنها بيضها وظهرت خراطمها وظهرت أَعينها كالنَّبْخِ وهي غير مفتحة ؛ وقيل : النَّبْخُ ، بسكون الباء : الجدري ؛ والنَّبَخُ ، بفتح الباء : ما نَفِطَ من اليد عن العمل ؛ والنَّبَخُ : آثار النار في الجسد . والنَّبْخَة والنَّبَخَة : بَرْدِيّ يجعل بين كل لوحين من أَلواح السفينة ؛ الفتح عن كراع . ابن الأَعرابي : أَنْبَخَ الرجلُ إِذا أَكلَ النَّبْخَ ، وهو أَصل البَرْدِيّ يؤْكل في القحط ؛ ويقال للكبريتة التي تثقب بها النار : النَّبَخَة والنَّبْخَة والنُّبْخَة كالنكتة . وتراب أَنْبَخ : أَكدر اللون كثير . والنَّبْخَاء : الأَكمة أَو الأَرض المرتفعة ؛ ومنه قول ابنة الخُسّ حين قيل لها : ما أَحسنُ شيءٍ ؟ فقالت : غَادِيَةٌ في إِثْرِ سَارِيَةٍ في نَبْخاءَ قَاوِيَة ؛ وإِنما اختارت النبخاء لأَن المعروف أَن النبات في الموضع المشرف أَحسن . وقد قيل : في نفخاء رابية أَي ليس فيها رمل ولا حِجارة ، وسيأْتي ذكره . وروى اللحياني : في مَيْثَاءَ رابية ؛ والمَيْثاء : الأَرض السهلة اللَّيِّنة . وأَنْبَخَ : زَرَعَ في أَرض نَبْخاءَ ، وهي الرخوة ؛ والنَّبْخاءُ من الأَرض : المكان الرخو ، وليس من الرمل وهو من جلد الأَرض ذي الحجارة . "
المعجم: لسان العرب
أون
" الأَوْنُ : الدَّعَةُ والسكينةُ والرِّفْقُ . أُنْتُ بالشيء أَوْناً وأُنْتُ عليه ، كلاهما : رَفَقْت . وأُنْتُ في السير أَوْناً إذا اتّدَعْت ولم تَعْجَل . وأُنْتُ أَوْناً : تَرَفّهْت وتوَدَّعْت : وبيني وبين مكة عشرُ ليالٍ آيناتٌ أَي وادعاتٌ ، الياءُ قبل النون . ابن الأَعرابي : آنَ يَؤُونُ أَوْناً إذا اسْتَراحَ ؛
وأَنشد : غَيَّر ، يا بنتَ الحُلَيْسِ ، لَوْني مَرُّ اللَّيالي ، واخْتِلافُ الجَوْنِ ، وسَفَرٌ كانَ قليلَ الأَوْنِ أَبو زيد : أُنْتُ أَؤُونُ أَوْناً ، وهي الرَّفاهية والدَّعَةُ ، وهو آئنٌ مثال فاعِلٍ أَي وادعٌ رافِهٌ . ويقال : أُنْ على نفسك أَي ارْفُقْ بها في السير واتَّدِعْ ، وتقول له أَيضاً إذا طاشَ : أُنْ على نفسِك أَي اتَّدِعْ . ويقال : أَوِّنْ على قَدْرِك أَي اتَّئِدْ على نحوِك ، وقد أَوَّنَ تأْويناً . والأَوْنُ : المَشْيُ الرُّوَيْدُ ، مبدل من الهَوْنِ . ابن السكيت : أَوِّنُوا في سَيْرِكم أَي اقْتَصِدوا ، من الأَوْنِ وهو الرِّفْقُ . وقد أَوَّنْتُ أَي اقْتَصَدْتُ . ويقال : رِبْعٌ آئنٌ خيرٌ من عَبٍّ حَصْحاصٍ . وتأَوَّنَ في الأَمر : تَلَبَّث . والأَوْنُ : الإعياءُ والتَّعَبُ كالأَيْنِ . والأَوْنُ : الجمَل . والأَوْنانِ : الخاصِرتان والعِدْلان يُعْكَمانِ وجانِبا الخُرج . وقال ابن الأَعرابي : الأَوْنُ العِدْل والخُرْجُ يُجْعل فيه الزادُ ؛
وأَنشد : ولا أَتَحَرَّى وُدَّ مَنْ لا يَوَدُّني ، ولا أَقْتَفي بالأَوْنِ دُونَ رَفِيقي . وفسره ثعلب بأَنه الرِّفْقُ والدَّعَةُ هنا . الجوهري : الأَوْنُ أَحدُ جانِبَي الخُرج . وهذا خُرْجٌ ذو أَوْنَين : وهما كالعِدْلَيْنِ ؛ قال ابن بري : وقال ذو الرمة وهو من أَبيات المعاني : وخَيْفاء أَلْقَى الليثُ فيها ذِراعَه ، فَسَرَّتْ وساءتْ كلَّ ماشٍ ومُصْرِمِ تَمَشَّى بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها ، كأَنْ بطنُ حُبْلى ذاتِ أَوْنَينِ مُتْئِمِ . خَيْفاء : يعني أَرضاً مختلفة أَلوان النباتِ قد مُطِرت بِنَوْءِ الأَسدِ ، فسَرَّت مَنْ له ماشِيةٌ وساءَت مَنْ كان مُصْرِماً لا إبِلَ له ، والدَّرْماءُ : الأَرْنَب ، يقول : سَمِنَت حتى سَحَبَت قُصْبَها كأَنّ بَطْنَها بطنُ حُبْلى مُتْئِمٍ . ويقال : آنَ يَؤُونُ إذا استراح . وخُرْجٌ ذو أَوْنَينِ إذا احْتَشى جَنْباه بالمَتاعِ . والأَوانُ : العِدْلُ . والأَوانانِ : العِدْلانِ كالأَوْنَينِ ؛ قال الراعي : تَبِيتُ ، ورِجْلاها أَوانانِ لاسْتِها ، عَصاها اسْتُها حتى يكلَّ قَعودُه ؟
قال ابن بري : وقد قيل الأَوانُ عَمُودٌ من أََعْمِدة الخِباء . قال الراعي : وأَنشد البيت ، قال الأَصمعي : أقامَ اسْتَها مُقامَ العَصا ، تدفعُ البعيرَ باسْتِها ليس معها عصاً ، فهي تُحرِّك اسْتَها على البعيرِ ، فقولُه عصاها اسْتُها أَي تُحرِّك حِمارَها باسْتِها ، وقيل : الأَوانانِ اللِّجامانِ ، وقيل : إناءَانِ مَمْلُوءَانِ على الرَّحْل . وأَوَّنَ الرجلُ وتَأَوَّنَ : أَكَلَ وَشَرِبَ حتى صارت خاصِرتاه كالأَوْنَيْنِ . ابن الأَعرابي : شرِبَ حتى أَوَّنَ وحتى عَدَّنَ وحتى كأَنَّه طِرافٌ . وأَوَّنَ الحِمارُ إذا أَكلَ وشربَ وامْتَلأَ بطنُه وامتدَّت خاصِرتاه فصار مثل الأَوْن . وأَوَّنَت الأَتانُ : أَقْرَبَت ؛ قال رؤبة : وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ سِرّاً ، وقد أَوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ . التهذيب : وصفَ أُتُناً وردت الماء فشَرِبت حتى امتلأَت خَواصِرُها ، فصار الماءُ مثلَ الأَوْنَيْنِ إذا عُدلا على الدابة . والتَّأَوُّنُ : امْتِلاءُ البَطْنِ ، ويُريدُ جمعَ العَقوقِ ، وهي الحاملُ مثل رسول ورُسُل . والأَوْنُ : التَّكَلُّفُ للنَّفَقة . والمَؤُونة عند أَبي عليّ مَفْعُلةٌ ، وقد ذكرنا أَنها فَعُولة من مأَنْت . والأَوانُ والإوانُ : الحِينُ ، ولم يُعلَّ الإوانُ لأَنه ليس بمصدر . الليث : الأَوانُ الحينُ والزمانُ ، تقول : جاء أَوانُ البَردِ ؛ قال العجاج : هذا أَوانُ الجِدِّ إذْ جَدَّ عُمَرْ الكسائي ، قال : أَبو جامع هذا إوانُ ذلك ، والكلامُ الفتحُ أَوانٌ . وقال أَبو عمرو : أَتَيتُه آئِنةً بعد آئنةٍ (* قوله « آئنة بعد آئنة » هكذا بالهمز في التكملة ، وفي القاموس بالياء ) . بمعنى آوِنة ؛ وأَما قول أَبي زيد : طَلَبُوا صُلْحَنا ، ولاتَ أَوانٍ ، فأَجَبْنا : أَن ليس حينَ بقاء . فإن أَبا العباس ذهب إلى أَن كسرة أَوان ليس إعراباً ولا عَلَماً للجرّ ، ولا أَن التنوين الذي بعدها هو التابع لحركات الإعراب ، وإنما تقديره أَنّ أَوانٍ بمنزلة إذ في أَنَّ حُكْمَه أَن يُضاف إلى الجملة نحو قولك جئت أَوانَ قام زيد ، وأَوانَ الحَجّاجُ أَميرٌ أَي إذ ذاكَ كذلك ، فلما حذف المضافَ إليه أَوانَ عَوّض من المضاف إليه تنويناً ، والنون عنده كانت في التقدير ساكنة كسكون ذال إذْ ، فلما لَقِيها التنوينُ ساكناً كُسِرت النون لالتقاء الساكنين كما كُسِرت الذالُ من إِذْ لالتقاء الساكنين ، وجمع الأَوان آوِنةٌ مثل زمان وأَزْمِنة ، وأَما سيبويه فقال : أَوان وأَوانات ، جمعوه بالتاء حين لم يُكسَّر هذا على شُهْرةٍ آوِنةً ، وقد آنَ يَئينُ ؛ قال سيبويه : هو فَعَلَ يَفْعِل ، يَحْمِله على الأَوان ؛ والأَوْنُ الأَوان يقال : قد آنَ أَوْنُك أَي أَوانك . قال يعقوب : يقال فلانٌ يصنعُ ذلك الأَمر آوِنةً إذا كان يَصْنعه مراراً ويدَعه مراراً ؛ قال أَبو زُبيد : حَمّال أثقالِ أَهلِ الوُدِّ ، آوِنةً ، أُعْطِيهمُ الجَهْدَ مِنِّي ، بَلْهَ ما أَسَعُ وفي الحديث : مَرَّ النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، برجُل يَحْتَلِب شاةً آوِنةً فقال دعْ داعِيَ اللبن ؛ يعني أَنه يحْتَلِبها مرة بعد أُخرى ، وداعي اللبن هو ما يتركه الحالبُ منه في الضرع ولا يَسْتَقْصيه ليجتمع اللبنُ في الضَّرع إليه ، وقيل : إنّ آوِنة جمع أَوانٍ وهو الحين والزمان ؛ ومنه الحديث : هذا أَوانُ قطَعَتُ أَبْهَري . والأَوانُ : السَّلاحِفُ ؛ عن كراع ، قال : ولم أَسمع لها بواحد ؛ قال الراجز : وبَيَّتُوا الأَوانَ في الطِّيّاتِ الطِّيّات : المنازِلُ . والإوانُ والإيوانُ : الصُّفَّةُ العظيمة ، وفي المحكم : شِبْهُ أَزَجٍ غير مسْدود الوجه ، وهو أَعجمي ، ومنه إيوانُ كِسْرى ؛ قال الشاعر : إيوان كِسْرى ذي القِرى والرَّيحان . وجماعة الإوان أُوُنٌ مثل خِوان وخُوُن ، وجماعة الإيوان أَواوِينُ وإيواناتٌ مثل دِيوان ودَواوين ، لأَن أَصله إوّانٌ فأُبدل من إحدى الواوَين ياء ؛
وأَنشد بيت الراعي أَيضاً : تبيتُ ورِجْلاها إِوانانِ لاسْتِها . أَي رِجْلاها سَنَدان لاسْتها تعتمد عليهما . والإوانةُ : ركيَّةٌ معروفة ؛ عن الهجريّ ، قال : هي بالعُرْف قرب وَشْحى والوَرْكاء والدَّخول ؛
وأَنشد : فإنَّ على الإوانةِ ، من عُقَيْلٍ ، فتىً ، كِلْتا اليَدَين له يَمينُ . "
المعجم: لسان العرب
يهم
" اليَهْماءُ : مفازةٌ لا ماء فيها ولا يُسْمع فيها صوتٌ . وقال عُمارة : الفَلاة التي لا ماء فيها ولا عَلَمَ فيها ولا يُهتدَى لطُرُقِها ؛ وفي حديث قُسٍّ : كلُّ يَهماء يَقْصُرُ الطَّرْفُ عنها ، أَرْقَلَتْها قِلاصُنا إِرْقالا
ويقال لها هَيْماء . وليلٌ أَيْهَمُ : لا نجُومَ فيه . واليَهْماء : فلاةٌ مَلْساء ليس بها نبتٌ . والأَيْهَمُ : البلدُ الذي لا عَلَم به . واليَهْماءُ : العَمْياء ، سميت به لِعَمَى مَن يَسْلُكها كما قيل للسَّيْلِ والبعير الهائج الأَيْهَمانِ ، لأَنهما يَتَجَرْثَمانِ كلَّ شيء كتَجَرْثُم الأَعْمى ، ويقال لهما الأَعْمَيان . واليَهْماءُ : التي لا مَرْتَع بها ، أَرضٌ يَهْماء . واليَهْماءُ : الأَرضُ التي لا أَثر فيها ولا طَرِيقَ ولا عَلَمَ ، وقيل هي الأَرض التي لا يُهتَدى فيها لطريقٍ ، وهي أَكثر استعمالاً من الهَيْماء ، وليس لها مذَكَّر من نوعها . وقد حكى ابن جني : بَرٌّ أَيْهَمُ ، فإِذا كان ذلك فلها مُذكَّر . والأَيْهَمُ من الرجال : الجريء الذي لا يُستطاعُ دَفْعُه . وفي التهذيب : الشجاعُ الذي لا يَنْحاشُ لشيء ، وقيل : الأَيْهَمُ الذي لا يَعي شيئاً ولا يحفظُه ، وقيل : هو الثَّبْتُ العِناد جهلاً لا يَزِيغُ إِلى حجّةٍ ولا يَتَّهِمُ رأْيَه إِعجاباً . والأَيْهَمُ : الأَصَمُّ ، وقيل : الأَعْمى . الأَزهري : والأَيْهَمُ من الناس الأَصمُّ الذي لا يَسمع ، بيِّنُ اليَهَمِ ؛
وأَنشد : كأَني أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَيْهَما وسَنَةٌ يَهْماء : ذات جُدوبةٍ . وسِنون يُهْمٌ : لا كلأَ فيها ولا ماءَ ولا شجر . أَبو زيد : سَنةٌ يَهْماءُ شديدةٌ عَسِرَةٌ لا فَرَحَ فيها . والأَيْهَمُ : المُصابُ في عقله . والأَيَهمُ : الرجلُ الذي لا عقلَ له ولا فَهْمَ ؛ قال العجاج : إِلاَّ تَضالِيلُ الفُؤادِ الأَيِْهَمِ أَراد الأَهْيم فقلبه ؛ وقال رؤبة : كأَنما تَغْريدُه بعد العَتَمْ مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ ، أَوحادٍ نَهَمْ أَو راجزٌ فيه لَجاجٌ ويَهَمْ أَي لا يَعْقِل . والأَيْهَمانِ عند أَهل الحَضَر : السيلُ والحريقُ ، وعند الأَعراب : الحريقُ والجملُ الهائجُ ، لأَنه إِذا هاجَ لم يُستَطَعْ دَفْعُه بمنزلة الأَيهَمِ من الرجال وإِنما أَيْهَمَ لأَنه ليسَ مما يُسْتطاعُ دَفْعُه ، ولا يَنْطِق فيُكلَّم أَو يُسْتَعْتَب ، ولهذا قيل للفلاة التي لا يُهْتَدَى بها للطريق : يَهْماء ، والبَرُّ أَيْهم ؛ قال الأَعشى : ويَهْماء بالليل عَطْشَى الفَلا ةِ ، يُؤْنِسُني صَوْتُ فَيّادِه ؟
قال ابن جني : ليس أَيْهَم ويَهْماء كأَدْهَم ودَهْماء لأَمْرَين : أَحدهما أَن الأَيهَمَ الجملُ الخائجُ أَو السيلُ واليَهْماءُ الفلاة ، والآخر : أَن أَيْهم لو كان مذكر يَهْماء لوجب أَن يأْتي فيهما يُهْمٌ مثل دُهْمٍ ولم يسمع ذلك ، فعُلم لذلك أَن هذا تَلاقٍ بين اللفظ ، وأَن أَيْهَم لا مؤنَّث له ، وأَن يَهْماء لا مذكَّر له . والأَيْهَمانِ عند أَهل الأَمْصارِ : السيلُ والحَريقُ لأَنه لا يُهْتَدى فيهما كيف العملُ كما لا يُهْتَدى في اليَهْماءِ ، والسَّيلُ والجملُ الهائجُ الصَّؤُولُ يُتعوَّذُ منهما ، وهُما الأَعْمَيانِ ، يقال : نَعُوذ بالله من الأَيْهَمَيْنِ ، وهما البعيرُ المُغْتَلِم الهائجُ والسيلُ . وفي الحديث : كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يَتعوَّذُ من الأَيْهَمَيْنِ ، قال : وهما السيلُ والحريق . أَبو زيد : أَنت أَشدُّ وأَشجعُ من الأَيْهَمَيْنِ ، وهما الجملُ والسَّيْلُ ، ولا يقال لأَحدِهما أَيْهَم . والأَيْهَمُ : الشامخُ من الجبالِ . والأَيْهمُ من الجبال : الصَّعْبُ الطويلُ الذي لا يُرْتَقَى ، وقيل : هو الذي نبات فيه . وأَيْهم : اسمٌ . وجبلةُ بن الأَيْهم : آخرُ ملوك غسّان . "
المعجم: لسان العرب
ينع
" يَنَعَ الثَّمَرُ يَيْنَعُ ويَيْنِعُ يَنَعاً ويُنْعاً ويُنُوعاً ، فهو يانِعٌ من ثَمَرٍ يَنْعٍ وأَيْنَعَ يُونِعُ إِيناعاً ، كلاهما : أَدْرَكَ ونَضِجَ ، قال الجوهري : ولم تسقط الياء في المتقبل لتقويها بأُختها . وفي حديث خَيّابٍ : ومِنّا مَنْ أَيْنَعَتْ له ثمرته فهو يَهْدِبُها . أَيْنَعَ يُونِعُ ويَنَعَ يَيْنِعُ : أَدْرَكَ ونَضِجَ ، وأَيْنَعَ أَكثر استعمالاً ، وقرئ ويَنْعِه ويُنْعِه ويانِعِه ؛ قال الشاعر : في قِبابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ ، حَوْلَها الزَّيْتُونُ قد يَنَع ؟
قال ابن بري : هو للأَحْوَصِ أَو يزيدَ معاوية أَو عبد الرحمن بن حسان ؛ وقال آخر : لقد أَمَرَتْني أُمُّ أَوْفَى سَفاهةً لأَهْجُرَ هَجْراً ، حِينَ أَرطَبَ يانِعُهْ أَراد هَجَراً فسَكَّنَ ضَرورةً . واليَنْعُ : النضجُ . وفي التنزيل : انْظُرُوا إِلى ثَمَرِه إِذا أَثْمَرَ ويَنْعِه . وثَمَرٌ يَنِيعٌ وأَيْنَعُ ويانِعٌ ، واليَنِيعُ واليانِعُ مثل النَّضِيجِ والناضِجِ ؛ قال عمرو بن معديكرب : كأَنَّ على عَوارِضِهِنَّ راحاً ، يُفَضُّ عليه رُمّانٌ يَنِيعٌ وقال أَبو حَيّةَ النُّمَيْري : له أَرَجٌ مِنْ طِيبِ ما يُلْتَقَى به ، لأَيْنَعَ يَنْدَى مِن أَراكٍ ومِن سِدْرِ وجمع اليانِعِ يَنْعٌ مثل صاحِبٍ وصَحْبٍ ؛ عن ابن كيسان : ويقال : أَيْنَعَ الثَّمَرُ ، فهو يانِعٌ ومُونِعٌ كما يقال أَيْفَعَ الغلامُ فهو يافِعٌ ، وقد يكنى بالإِيناعِ عن إِدْراكِ المَشْوِيِّ والمَطْبُوخِ ؛ ومنه قول أَبي سَمّالٍ للنجاشي : هل لكَ في رُؤُوسِ جُذْعانٍ في كَرِشٍ من أَوّلِ الليلِ إِلى آخره قد أيْنَعَتْ وتَهَرَّأَتْ ؟ وكان ذلك في رمضان ، قال له النجاشي : أَفي رمضان ؟، قال له أَبو السمّال : ما شَوّالٌ ورمضانُ إِلا واحداً ، أَ ؟
قال نَعَمْ ، قال : فما تَسْقيني عليها ؟، قال : شراباً كالوَرْس ، يُطيِّبُ النفْس ، يُكَثِّر الطِّرْق ، ويُدِرُّ في العِرْق ، يَشُدُّ العِظام ، ويُسَهِّلُ للفَدْمِ الكلام ، قال : فثنى رجله فلما أَكَلا وشَرِبا أَخذ فيهما الشراب فارتفعت أَصواتهما فَنَذِرَ بهما بعضُ الجيران فأَتَى عليَّ بن أَبي طالب ، كرم الله وجهه ، فقال : هل لك في النَّجاشِيِّ وأَبي سمّال سَكْرانَيْنِ من الخمر ؟ فبعث إِليهما عليّ ، رحمه الله ، فأَما أَبو سمّال فسَقط إِلى جِيرانٍ له ، وأَما النجاشيُّ فأُخِذَ فأُتِيَ به عليُّ بن أَبي طالب ، رضي الله عنه ، فقال : أَفي رمضانَ وصِبْيانُنا صِيامٌ ؟ فأَمر به فجلد ثمانين وزاده عشرين ، فقال : أَبا حسن ما هذه العِلاوةُ ؟ فقال : لِجُرْأَتِكَ على الله تعالى ، فجعل أَهل الكوفة يقولون : ضَرطَ النجاشِيُّ ، فقال : كلا إِنها يَمانِيةٌ ووِكاؤُها شَهْر ؛ كل ذلك حكاه ابن الأَعرابي . وأَما قول الحجاج : إِنِّي لأَرَى رُؤُوساً قد أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها ، فإِنما أَراد : قد قَرُبَ حِمامُها وحانَ انْصِرامُها ، شبه رؤُوسهم لاستحقاقهم القتل بثمار قد أَدركت وحان أَن تُقْطَفَ . واليانِعُ : الأَحمر من كمل شيء . وثَمَرٌ يانِعٌ إِذا لَوَّنَ ، وامرأَة يانِعةُ الوَجْنَتَيْنِ ؛ وقال رَكَّاضٌ الدُّبَيْريّ : ونَحْراً عليه الدُّرُّ تَزْهُو كُرومُه ، تَرائبَ ، لا شُقْراً ينَعْنَ ولا كُهْب ؟
قال ابن بري : واليُنُوعُ الحُمْرةُ من الدَّمِ ؛ قال المرّار : وإِنْ رَعَفَتْ مَناسِمُها بِنَقْبٍ ، تَرَكْنَ جَنادِلاً منه يُنُوع ؟
قال ابن الأَثير : ودمٌ يانِعٌ مُحْمارٌّ . واليَنَعةُ : خَرَزَةٌ حَمْراء . وفي حديث الملاعنة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال في ابن الملاعنة : إِنْ جاءتْ به أُمّه أُحَيْمِرَ مِثْلَ اليَنَعةِ فهو لأَبيه الذي انْتَفَى منه ؛ قيل : اليَنَعةُ خَرَزة حَمْراء ، وجمعه يَنَعٌ . واليَنَعةُ أَيضاً : ضَرْبٌ من العَقِيق معروف ، وفي التهذيب : اليَنَعُ ، بغير هاء ، ضرب من العقيق معروف ، والله أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
أين
" آنَ الشيءُ أَيناً : حانَ ، لغة في أَنى ، وليس بمقلوب عنه لوجود المصدر ؛
وقال : أَلَمَّا يَئِنْ لي أَنْ تُجَلَّى عمايَتي ، وأُقْصِرَ عن ليْلى ؟ بَلى قد أَنى لِيا فجاء باللغتين جميعاً . وقالوا : آنَ أَيْنُك وإينُك وآن آنُك أَي حانَ حينُك ، وآنَ لك أَن تفعل كذا بَئينُ أَيْناً ؛ عن أَبي زيد ، أَي حانَ ، مثل أَنى لك ، قال : وهو مقلوبٌ منه . وقالوا : الآن فجعلوه اسماً لزمان الحال ، ثم وصفوا للتوسُّع فقالوا : أَنا الآنَ أَفعل كذا وكذا ، والأَلف واللام فيه زائدة لأَنَّ الاسمَ معرفة بغيرهما ، وإنما هو معرفة بلام أُخرى مقدَّرة غير هذه الظاهرة . ابن سيده :، قال ابن جني قوله عز وجل :، قالوا الآنَ جئتَ بالحقِّ ؛ الذي يدل على أَن اللام في الآن زائدة أَنها لا تخلو من أَن تكونَ للتعريف كما يظنُّ مخالفُنا ، أَو تكون زائدة لغير التعريف كما نقول نحن ، فالذي يدل على أَنها لغير التعريف أَنَّا اعتبرنا جميعَ ما لامُه للتعريف ، فإذا إسقاطُ لامِه جائز فيه ، وذلك نحو رجل والرجل وغلام والغلام ، ولم يقولوا افْعَلْه آنَ كما ، قالوا افعَلْه الآنَ ، فدل هذا على أَن اللامَ فيه ليست للتعريف بل هي زائدة كما يُزاد غيرُها من الحروف ، قال : فإذا ثَبتَ أَنها زائدةٌ فقد وجب النظرُ فيما يُعَرَّف به الآن فلن يخلو من أَحد وجوه التعريف الخمسة : إما لأَنه من الأَسماء المُضْمَرة أَو من الأَسماء الأَعلام ، أَو من الأَسماء المُبْهَمة ، أَو من الأَسماء المضافة ، أو من الأَسماء المُعَرَّفة باللام ، فمُحالٌ أَن تكون من الأَسماء المضمرة لأَنها معروفة محدودة وليست الآن كذلك ، ومُحالٌ أَن تكون من الأَسماء الأَعْلام لأَن تلك تخُصُّ الواحد بعَيْنه ، والآن تقعَ على كلِّ وقتٍ حاضر لا يَخُصُّ بعضَ ذلك دون بعض ، ولم يَقُلْ أَحدٌ إن الآن من الأَسماء الأَعلام ، ومُحالٌ أَيضاً أن تكون من أَسماء الإشارة لأَن جميع أَسماء الإشارة لا تجد في واحدٍ منها لامَ التعريف ، وذلك نحو هذا وهذه وذلك وتلك وهؤلاء وما أَشْبَهَ ذلك ، وذهب أَبو إسحق إلى أَن الآن إنما تَعَرُّفه بالإشارة ، وأَنه إنما بُنِيَ لما كانت الأَلف واللام فيه لغير عهد متقدم ، إنما تقولُ الآن كذا وكذا لمن لم يتقدم لك معه ذِكْر الوقت الحاضر ، فأَما فساد كونه من أَسماء الإشارة فقد تقدم ذِكرُه ، وأَما ما اعْتَلَّ به من أَنه إنما بُنيَ لأَن الأَلف واللام فيه لغير عهدٍ متقَدِّمٍ ففاسدٌ أَيضاً ، لأَنا قد نجد الأَلف واللام في كثير من الأَسماء على غير تقدُّم عهْد ، وتلك الأَسماء مع كون اللام فيها مَعارف ، وذلك قولك يا أَيها الرجلُ ، ونظَرْتُ إلىه هذا الغلام ، قال : فقد بطلَ بما ذكَرْنا أَن يكون الآنَ من الأَسماء المشار بها ، ومحالٌ أَيضاً أَن تكون من الأَسماء المتعَرِّفة بالإضافة لأَننا لا نشاهد بعده اسماً هو مضاف إليه ، فإذا بَطَلَت واسْتَحالت الأَوجه الأَربعة المقَدَّم ذكرُها لم يَبْقَ إلا أَن يكون معرَّفاً باللام نحو الرجل والغلام ، وقد دلت الدلالةُ على أَن الآن ليس مُعَرَّفاً باللام الظاهرة التي فيه ، لأَنه لو كان مَُعرَّفاً بها لجازَ سُقوطُها منه ، فلزومُ هذه اللام للآن دليلٌ على أَنها ليست للتعريف ، وإذا كان مُعَرَّفاً باللام لا محالَةَ ، واستَحال أَن تكونَ اللام فيه هي التي عَرَّفَتْه ، وجب أَن يكون مُعَرَّفاً بلام أُخرى غير هذه الظاهرة التي فيه بمنزلة أَمْسِ في أَنه تَعَرَّف بلام مرادة ، والقول فيهما واحدٌ ، ولذلك بنيا لتضمُّنهما معنى حرف التعريف ؛ قال ابن جني : وهذا رأْيُ أَبي علي وعنه أَخَذْتُه ، وهو الصوابُ ، قال سيبويه : وقالوا الآن آنُكَ ، كذا قرأْناه في كتاب سيبويه بنصب الآنَ ورفعِ آنُك ، وكذا الآنَ حدُّ الزمانَيْن ، هكذا قرأْناه أَيضاً بالنصب ، وقال ابن جني : اللام في قولهم الآنَ حَدُّ الزمانين بمنزلتها في قولك الرجلُ أَفضلُ من المرأَة أَي هذا الجنسُ أَفضلُ من هذا الجنس ، فكذلك الآن ، إذا رَفَعَه جَعَلَه جنسَ هذا المُسْتَعْمَلِ في قولهم كنتُ الآن عنده ، فهذا معنى كُنتُ في هذا الوقت الحاضر بعْضُه ، وقد تَصَرَّمَتْ أَجزاءٌ منه عنده ، وبُنيت الآن لتَضَمُّنها معنى الحرف . وقال أَبو عمرو : أَتَيْتُه آئِنَةً بعد آئِنَةٍ بمعنى آوِنةٍ . الجوهري : الآن اسمٌ للوقت الذي أَنت فيه ، وهو ظَرْف غير مُتَمَكِّنٍ ، وَقَع مَعْرِفةً ولم تدخُل عليه الأَلفُ واللامُ للتعريف ، لأَنَّه لَيْس له ما يَشْرَكُه ، وربَّما فَتَحوا اللامَ وحَذَفوا الهمْزَتَيْنِ ؛
قال ابن بري : قولُه حَذَفوا الهمزَتَين يعني الهمزةَ التي بَعْد اللامِ نَقَلَ حركتها على اللامِ وحَذَفها ، ولمَّا تَحَرَّكَت اللامُ سَقَطَتْ همزةُ الوَصْلِ الداخلةُ على اللام ؛ وقال جرير : أَلانَ وقد نَزَعْت إلى نُمَيْرٍ ، فهذا حينَ صِرْت لَهُمْ عَذابا . قال : ومثْلُ البيتِ الأَوَّل قولُ الآخَر : أَلا يا هِنْدُ ، هِنْدَ بَني عُمَيْرٍ ، أَرَثٌّ ، لانَ ، وَصْلُكِ أَم حَديدُ ؟ وقال أَبو المِنْهالِ : حَدَبْدَبَى بَدَبْدَبَى منْكُمْ ، لانْ ، إنَّ بَني فَزارَةَ بنِ ذُبيانْ قد طرقَتْ ناقَتُهُمْ بإنْسانْ مُشَنَّإٍ ، سُبْحان رَبِّي الرحمنْ أَنا أَبو المِنْهالِ بَعْضَ الأَحْيانْ ، ليس عليَّ حَسَبي بِضُؤْلانْ . التهذيب : الفراء الآن حرفٌ بُنِيَ على الأَلف واللام ولم يُخْلَعا منه ، وتُرِك على مَذْهَب الصفةِ لأَنَّه صفةٌ في المعنى واللفظ كما رأَيتهم فَعَلوا بالذي والذين ، فَتَرَكوهما على مذهب الأَداةِ والأَلفُ واللامُ لهما غير مفارِقَةٍ ؛ ومنه قول الشاعر : فإِن الأُلاء يعلمونك منهم ، كعلم مظنول ما دمت أَشعرا (* قوله « فان الألاء إلخ » هكذا في الأصل ). فأَدْخلَ الأَلف واللام على أُولاء ، ثم تَرَكَها مخفوضةً في موضع النصب كما كانت قبل أَن تدخُلَها الأَلف واللام ؛ ومثله قوله : وإنِّي حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه بِبابِكَ ، حتى كادَتِ الشمسُ تَغْربُ فأَدخَلَ الأَلفَ واللام على أَمْسِ ثم تركه مخفوضاً على جهة الأُلاء ؛ ومثله قوله : وجُنَّ الخازِبازِ به جُنوناً فمثلُ الآن بأَنها كانت منصوبة قبل أَن تُدْخِلَ عليها الأَلفَ واللام ، ثم أَدْخَلْتَهما فلم يُغَيِّراها ، قال : وأَصلُ الآن إنما كان أَوَان ، فحُذِفَت منها الأَلف وغُيِّرت واوُها إلى الألف كما ، قالوا في الرّاح الرَّياح ؛ قال أَنشد أَبو القَمْقام : كأَنَّ مكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً ، نَشاوَى تَساقَوْا بالرَّياحِ المُفَلْفَلِ فجعل الرَّياحَ والأَوانَ مرَّة على جهة فَعَلٍ ، ومرة على جهة فَعالٍ ، كما ، قالوا زَمَن وزَمان ، قالوا : وإن شئت جعلتَ الآن أَصلها من قولِه آنَ لك أَن تفعلَ ، أَدخَلْتَ عليها الأَلفَ واللام ثم تركتَها على مذهب فَعَلَ ، فأَتاها النصبُ مِنْ نَصْبِ فعَل ، وهو وجهٌ جيّد كما ، قالوا : نَهى رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، عن قِيلَ وقالَ ، فكانتا كالاسمين وهما منصوبتان ، ولو خَفَضْتَهما على أَنهما أُخْرِجتا من نيّة الفعل إلى نيّة الأَسماء كان صواباً ؛ قال الأَزهري : سمعت العرب يقولون : مِنْ شُبَّ إلى دُبََّ ، وبعضٌ : من شُبٍّ إلى دُبٍّ ، ومعناه فعَل مُذْ كان صغيراً إلى أَن دَبّ كبيراً . وقال الخليل : الآن مبنيٌّ على الفتح ، تقول نحنُ من الآنَ نَصِيرُ إليك ، فتفتح الآنَ لأَنَّ الأَلفَ واللام إنما يدخُلانِ لعَهْدٍ ، والآنَ لم تعْهَدْه قبل هذا الوقت ، فدخلت الأَلف واللام للإشارة إلى الوقت ، والمعنى نحنُ من هذا الوقت نفعلُ ؛ فلما تضمَّنَت معنى هذا وجَب أَن تكون موقوفةً ، ففُتِحَت لالتقاء الساكنين وهما الأَلف والنون . قال أَبو منصور : وأَنكر الزجاجُ ما ، قال الفراء أَنَّ الآنَ إنما كان في الأَصل آن ، وأَن الأَلف واللام دخلتا على جهة الحكاية وقال : ما كان على جهة الحكاية نحو قولك قام ، إذا سَمَّيْتَ به شيئاً ، فجعلتَه مبنيّاً على الفتح لم تدخُلْه الأَلفُ واللام ، وذكر قولَ الخليل : الآنَ مبنيٌّ على الفتح ، وذهب إليه وهو قول سيبويه . وقال الزجاج في قوله عز وجل : الآنَ جئتَ بالحقِّ ؛ فيه ثلاثُ لُغاتٍ :، قالوا الآنَ ، بالهمز واللام ساكنة ، وقالوا أَلانَ ، متحركة اللام بغير همز وتُفْصَل ، قالوا مِنْ لانَ ، ولغة ثالثة ، قالوا لانَ جئتَ بالحقّ ، قال : والآنَ منصوبةُ النون في جميع الحالات وإن كان قبلها حرفٌ خافضٌ كقولك من الآنَ ، وذكر ابن الأَنباري الآن فقال : وانتصابُ الآن بالمضمر ، وعلامةُ النصب فيه فتحُ النون ، وأَصلُه الأَوانُ فأُسقِطَت الأَلف التي بعد الواو وجُعِلَت الواوُ أَلفاً لانفتاح ما قبلها ، قال : وقيل أَصله آنَ لك أَن تفعلَ ، فسُمِّي الوقتُ بالفعل الماضي وتُرِك آخرُه على الفتح ، قال : ويقال على هذا الجواب أَنا لا أُكلِّمُك مِنَ الآنَ يا هذا ، وعلى الجواب الأَول من الآنِ ؛
وأَنشد ابن صخر : كأَنهما ملآنِ لم يَتَغَيَّرا ، وقد مَرَّ للدارَينَ مِن بعدِنا عَصْرُ وقال ابن شميل : هذا أَوانُ الآنَ تَعْلم ، وما جئتُ إلاَّ أَوانَ الآنَ أَي ما جئت إلا الآن ، بنصب الآن فيهما . وسأَل رجلٌ ابنَ عمر عن عثمان ، قال : أَنشُدك اللهَ هل تعْلم أَنه فرَّ يوم أُحُد وغاب عن بدرٍ وعن بَيْعةِ الرّضوان ؟ فقال ابنُ عمر : أَما فِرارُه يوم أُحُد فإن الله عز وجل يقول : ولقد عَفا اللهُ عنهم ؛ وأَما غَيْبَتُه عن بدرٍ فإنه كانت عنده بنتُ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وكانت مريضةً وذكر عُذْرَه في ذلك ثم ، قال : اذهبْ بهذه تَلآنَ مَعَك ؛ قال أَبو عبيد :، قال الأُمَويّ قوله تَلآنَ يريد الآن ، وهي لغة معروفة ، يزيدون التاءَ في الآن وفي حينٍ ويحذفون الهمزة الأُولى ، يقال : تَلآن وتَحين ؛ قال أَبو وجزة : العاطِفون تحينَ ما من عاطِفٍ ، والمُطْعِمونَ زمانَ ما من مُطْعِم . وقال آخر : وصَلَّيْنا كما زَعَمَت تَلانا . قال : وكان الكسائي والأَحمر وغيرُهما يذهبون إلى أَن الرواية العاطفونَة فيقول : جعل الهاء صلةً وهو وسط الكلام ، وهذا ليس يُوجد إلا على السكت ، قال : فحَدَّثتُ به الأُمَويَّ فأَنكره ، قال أَبو عبيد : وهو عندي على ما ، قال الأُمَويُّ ولا حجة لمن احتج بالكتاب في قوله : ولاتَ حينَ مَناص ، لأَن التاء منفصلةٌ من حين لأَنهم كتبوا مثلها منفصلاً أَيضاً مما لا ينبغي أَن يُفْصَل كقوله : يا وَيْلتَنا مالِ هذا الكتابِ ، واللامُ منفصلة من هذا . قال أَبو منصور : والنحويون على أَن التاء في قوله تعالى ولاتَ حينَ في الأَصل هاءٌ ، وإنما هي وَلاهْ فصارت تاءً للمرورِ عليها كالتاءَاتِ المؤَنثة ، وأَقاوِيلُهم مذكورة في ترجمة لا بما فيه الكفاية . قال أَبو زيد : سمعت العرب تقول مررت بزيدِاللاَّنَ ، ثقَّلَ اللامَ وكسر الدال وأَدْغم التنوين في اللام . وقوله في حديث أَبي ذر : أَما آن للرجل أَن يَعْرف مَنزِلة أَي أَما حانَ وقرُبَ ، تقول منه : آنَ يَئينُ أَيْناً ، وهو مثل أَنَى يَأْني أَناً ، مقلوبٌ منه . وآنَ أَيْناً : أَعيا . أَبو زيد : الأَيْنُ الإعْياء والتعب . قال أَبو زيد : لا يُبْنى منه فِعْلٌ وقد خُولِفَ فيه ، وقال أَبو عبيدة : لا فِعْل لِلأَين الذي هو الإعياء . ابن الأَعرابي : آنَ يَئِينُ أَيْناً من الإعياء ؛ وأَنشد : إنَّا ورَبِّ القُلُص الضَّوامِرِ إنا أَي أَعْيَينا . الليث : ولا يشتَقُّ منه فِعْل إلاَّ في الشِّعْر ؛ وفي قصيد كعب بن زهير : فيها على الأَيْنِ إِرْقالٌ وتَبْغيلُ الأَيْنُ : الإعياء والتعب . ابن السكيت : الأَيْنُ والأَيْمُ الذَّكَر من الحيات ، وقيل : الأَينُ الحيَّةُ مثل الأَيمِ ، نونه بدلٌ من اللام . قال أَبو خيرة : الأُيونُ والأُيومُ جماعة . قال اللحياني : والأَينُ والأَيم أَيضاً الرجل والحِمل . وأَيْنَ : سُؤَالٌ عن مكانٍ ، وهي مُغْنية عن الكلام الكثير والتطويل ، وذلك أَنك إذا قلت أَيْنَ بَيْتُك أَغناك ذلك عن ذِكْر الأَماكن كلها ، وهو اسمٌ لأَنك تقول من أَينَ ؛ قال اللحياني : هي مُؤَنثة وإن شئت ذكَّرْت ، وكذلك كلُّ ما جعله الكتابُ اسماً من الأَدوات والصِّفات ، التأْنيثُ فيه أَعْرَفُ والتذكيرُ جائز ؛ فأَما قول حُمَيد بن ثور الهلالي : وأَسماء ، ما أَسماءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْ إِلَيَّ ، وأَصحابي بأَيْنَ وأَيْنَما . فإنه جعل أَينَ علماً للبُقْعة مجرداً من معنى الاستفهام ، فمنَعَها الصرف للتعريف والتأْنيث كأُنَى ، فتكونُ الفتحةُ في آخر أَين على هذا فتحةَ الجرِّ وإعراباً مثلها في مررْتُ بأَحْمَدَ ، وتكون ما على هذا زائدةً وأَينَ وحدها هي الاسم ، فهذا وجهٌ ، قال : ويجوز أَن يكون ركَّب أَينَ مع ما ، فلما فعل ذلك فتح الأُولى منها كفتحة الياء من حَيَّهَلْ لما ضُمَّ حَيَّ إلى هَلْ ، والفتحةُ في النون على هذا حادثةٌ للتركيب وليست بالتي كانت في أَيْنَ ، وهي استفهام ، لأَن حركة التركيب خَلَفَتْها ونابَتْ عنها ، وإذا كانت فتحةُ التركيب تؤَثر في حركة الإعراب فتزيلُها إليها نحو قولك هذه خمسةٌ ، فتُعْرِب ثم تقول هذه خمْسةَ عشَر فتخلُف فتحةُ التركيب ضمةَ الإعراب على قوة حركة الإعراب ، كان إبدالُ حركة البناء من حركة البناء أَحرى بالجواز وأَقرَبَ في القياس . الجوهري : إذا قلتَ أَين زيد فإنما تسأَلُ عن مكانه . الليث : الأَينُ وقتٌ من الأَمْكِنة (* قوله « الأين وقت من الأمكنة » كذا بالأصل ). تقول : أَينَ فلانٌ فيكون منتصباً في الحالات كلها ما لم تَدْخُلْه الأَلف واللام . وقال الزجاج : أَينَ وكيف حرفان يُسْتَفْهَم بهما ، وكان حقُّهما أَن يكونا مَوْقوفَين ، فحُرِّكا لاجتماع الساكنين ونُصِبا ولم يُخْفَضا من أَجل الياء ، لأَن الكسرة مع الياء تَثْقُل والفتحةُ أَخفُّ . وقال الأََُخفش في قوله تعالى : ولا يُفْلِحُ الساحِرُ حَيْث أَتى ، في حرف ابن مسعود أَينَ أَتى ، قال : وتقول العرب جئتُك من أَينَ لا تَعْلَم ؛ قال أَبو العباس : أَما ما حكي عن العرب جئتُك من أَين لا تعْلم فإنما هو جواب مَنْ لم يفهم فاستفهم ، كما يقول قائل أَينَ الماءُ والعُشْب . وفي حديث خطبة العيد :، قال أَبو سعيد وقلت أَيْنَ الابتداءُ بالصلاة أَي أَينَ تذْهَب ، ثم ، قال : الابْتِداءُ بالصلاة قبل الخطبة ، وفي رواية : أَين الابتداء بالصلاة أَي أَينَ يَذْهَبُ الإبتداءُ بالصلاة ، قال : والأَول أَقوى . وأَيّانَ : معناه أَيُّ حينٍ ، وهو سُؤَالٌ عن زمانٍ مثل متى . وفي التنزيل العزيز : أَيَّان مُرْساها . ابن سيده : أَيَّان بمعنى مَتى فينبغي أَن تكون شرطاً ، قال : ولم يذكرها أَصحابنا في الظروف المشروط بها نحو مَتى وأَينَ وأَيٌّ وحِينَ ، هذا هو الوجه ، وقد يمكن أَن يكون فيها معنى الشرط ولم يكن شرطاً صحيحاً كإِذا في غالب الأمر ؛ قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأَة شبَّه حِرَها بفُوق السهم : نفاثِيّة أَيّانَ ما شاءَ أَهلُها ، رَوِي فُوقُها في الحُصِّ لم يَتَغَيّب . وحكى الزجاج فيه إيَّانَ ، بكسر الهمزة . وفي التنزيل العزيز : وما يَشْعُرون أَيّانَ يُبْعَثون ؛ أَي لا يعلمون متى البَعْث ؛ قال الفراء : قرأَ أَبو عبد الرحمن السُّلَمي إيّانَ يُبْعَثون ، بكسر الأَلف ، وهي لغة لبعض العرب ، يقولون متى إوانُ ذلك ، والكلام أَوان . قال أَبو منصور : ولا يجوز أَن تقولَ أَيّانَ فعلت هذا . وقوله عز وجل : يَسْأَلون أَيّانَ يومُ الدِّين ، لا يكون إلا استفهاماً عن الوقت الذي لم يجئ . والأَيْنُ : شجرٌ حجازي ، واحدته أَينةٌ ؛ قالت الخنساء : تذَكَّرْتُ صَخْراً ، أَنْ تَغَنَّتْ حمامةٌ هَتُوفٌ على غُصنٍ من الأَيْنِ تَسْجَعُ والأَواينُ : بلد ؛ قال مالك بن خالد الهُذليّ : هَيْهاتَ ناسٌ من أُناسٍ ديارُهم دُفاقٌ ، ودارُ الآخَرينَ الأَوايِن ؟
قال : وقد يجوز أَن يكون واواً . "
المعجم: لسان العرب
أنس
" الإِنسان : معروف ؛ وقوله : أَقَلْ بَنو الإِنسانِ ، حين عَمَدْتُمُ إِلى من يُثير الجنَّ ، وهي هُجُودُ يعني بالإِنسان آدم ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام . وقوله عز وجل : وكان الإِنسانُ أَكْثَرَ شيء جَدَلاً ؛ عنى بالإِنسان هنا الكافر ، ويدل على ذلك قوله عز وجل : ويُجادِلُ الذين كفروا بالباطل لِيُدْحِضُوا به الحقَّ ؛ هذا قول الزجّاج ، فإِن قيل : وهل يُجادل غير الإِنسان ؟ قيل : قد جادل إِبليس وكل من يعقل من الملائكة ، والجنُّ تُجادل ، لكن الإِنسان أَكثر جدلاً ، والجمع الناس ، مذكر . وفي التنزيل : يا أَيها الناسُ ؛ وقد يؤنث على معنى القبيلة أَو الطائفة ، حكى ثعلب : جاءَتك الناسُ ، معناه : جاءَتك القبيلة أَو القطعة ؛ كما جعل بعض الشعراء آدم اسماً للقبيلة وأَنت فقال أَنشده سيبويه : شادوا البلادَ وأَصْبَحوا في آدمٍ ، بَلَغوا بها بِيضَ الوُجوه فُحُولا والإِنسانُ أَصله إِنْسِيانٌ لأَن العرب قاطبة ، قالوا في تصغيره : أُنَيْسِيانٌ ، فدلت الياء الأَخيرة على الياء في تكبيره ، إِلا أَنهم حذفوها لما كثر الناسُ في كلامهم . وفي حديث ابن صَيَّاد :، قال النبي ، صلى اللَّه عليه وسلم ، ذاتَ يوم : انْطَلِقوا بنا إِلى أُنَيسيانٍ قد رأَينا شأْنه ؛ وهو تصغير إِنسان ، جاء شاذّاً على غير قياس ، وقياسه أُنَيْسانٌ ، قال : وإِذ ؟
قالوا أَناسينُ فهو جمع بَيِّنٌ مثل بُسْتانٍ وبَساتينَ ، وإِذا ، قالوا أَناسي كثيراً فخففوا الياء أَسقطوا الياء التي تكون فيما بين عين الفعل ولامه مثل قَراقيرَ وقراقِرَ ، ويُبَيِّنُ جواز أَناسي ، بالتخفيف ، قول العرب أَناسيَة كثيرة ، والواحدُ إِنْسِيٌّ وأُناسٌ إِن شئت . وروي عن ابن عباس ، رضي اللَّه عنهما ، أَنه ، قال : إِنما سمي الإِنسان إِنساناً لأَنه عهد إِليه فَنَسيَ ، قال أَبو منصور : إِذا كان الإِنسان في الأَصل إِنسيانٌ ، فهو إِفْعِلانٌ من النِّسْيان ، وقول ابن عباس حجة قوية له ، وهو مثل لَيْل إِضْحِيان من ضَحِيَ يَضْحَى ، وقد حذفت الياء فقيل إِنْسانٌ . وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن الناس ما أَصله ؟ فقال : الأُناس لأَن أَصله أُناسٌ فالأَلف فيه أَصيلة ثم زيدت عليه اللام التي تزاد مع الأَلف للتعريف ، وأَصل تلك اللام (* قوله « وأصل تلك اللام إلى قوله فلما زادوهما » كذا بالأصل .) إِبدالاً من أَحرف قليلة مثل الاسم والابن وما أَشْبهها من الأَلفات الوصلية فلما زادوهما على أُناس صار الاسم الأُناس ، ثم كثرت في الكلام فكانت الهمزة واسطة فاستثقلوها فتركوها وصار الباقي : أَلُناسُ ، بتحريك اللام بالضمة ، فلما تحركت اللام والنون أَدغَموا اللام في النون فقالوا : النَّاسُ ، فلما طرحوا الأَلف واللام ابتَدأُوا الاسم فقالوا :، قال ناسٌ من الناس . قال الأَزهري : وهذا الذي ، قاله أَبو الهيثم تعليل النحويين ، وإِنْسانٌ في الأَصل إِنْسِيانٌ ، وهو فِعْليانٌ من الإِنس والأَلف فيه فاء الفعل ، وعلى مثاله حِرْصِيانٌ ، وهو الجِلْدُ الذي يلي الجلد الأَعلى من الحيوان ، سمي حِرْصِياناً لأَنه يُحْرَصُ أَي يُقْشَرُ ؛ ومنه أُخذت الحارِصَة من الشِّجاج ، يقال رجل حِذْريانٌ إِذا كان حَذِراً . قال الجوهري : وتقدير إِنْسانٍ فِعْلانٌ وإِنما زيد في تصغيره ياء كما زيد في تصغير رجل فقيل رُوَيْجِل ، وقال قوم : أَصله إِنْسِيان على إِفْعِلان ، فحذفت الياء استخفافاً لكثرة ما يجري على أَلسنتهم ، فإِذا صغّروه ردوهما لأَن التصغير لا يكثر . وقوله عز وجل : أَكان للناس عَجَباً أَن أَوْحَينا إِلى رجل منهم ؛ النَّاسُ ههنا أَهل مكة الأُناسُ لغة في الناس ، قال سيبويه : والأَصل في الناس الأُناسُ مخففاً فجعلوا الأَلف واللام عوضاً عن الهمزة وقد ، قالوا الأُناس ؛ قال الشاعر : إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْنَ على الأُناس الآمِنينا وحكى سيبويه : الناسُ الناسُ أَي الناسُ بكل مكان وعلى كل حال كما نعرف ؛
وقوله : بلادٌ بها كُنَّا ، وكُنَّا نُحِبُّها ، إِذ الناسُ ناسٌ ، والبلادُ بلادُ فهذا على المعنى دون اللفظ أَي إِذ الناس أَحرار والبلاد مُخْصِبَة ، ولولا هذا الغَرَض وأَنه مراد مُعْتَزَم لم يجز شيء من ذلك لِتَعَرِّي الجزء الأَخير من زيادة الفائدة عن الجزءِ الأَول ، وكأَنه أُعيد لفظ الأَول لضرب من الإِدْلالِ والثقة بمحصول الحال ، وكذلك كل ما كان مثل هذا . والنَّاتُ : لغة في الناس على البدل الشاذ ؛
وأَنشد : يا قَبَّحَ اللَّهُ بني السِّعْلاةِ عَمرو بنَ يَرْبوعٍ شِرارَ الناتِ ، غيرَ أَعِفَّاءٍ ولا أَكْياتِ أَراد ولا أَكياس فأَبدل التاء من سين الناس والأَكياس لموافقتها إِياها في الهمس والزيادة وتجاور المخارج . والإِنْسُ : جماعة الناس ، والجمع أُناسٌ ، وهم الأَنَسُ . تقول : رأَيت بمكان كذا وكذا أَنَساً كثيراً أَي ناساً كثيراً ؛
وأَنشد : وقد تَرى بالدّار يوماً أَنَسا والأَنَسُ ، بالتحريك : الحيُّ المقيمون ، والأَنَسُ أَيضاً : لغة في الإِنْس ؛
وأَنشد الأَخفش على هذه اللغة : أَتَوْا ناري فقلتُ : مَنُونَ أَنتم ؟ فقالوا : الجِنُّ قلتُ : عِمُوا ظَلاما فقلتُ : إِلى الطَّعامِ ، فقال منهمْ زَعِيمٌ : نَحْسُد الأَنَسَ الطَّعام ؟
قال ابن بري : الشعر لشمر بن الحرث الضَّبِّي ، وذكر سيبويه البيت الأَول جاء فيه منون مجموعاً للضرورة وقياسه : من أَنتم ؟ لأَن من إِنما تلحقه الزوائد في الوقف ، يقول القائل : جاءَني رجل ، فتقول : مَنُو ؟ ورأَيت رجلاً فيقال : مَنا ؟ ومررت برجل فيقال : مَني ؟ وجاءني رجلان فتقول : مَنانْ ؟ وجاءَني رجال فتقول : مَنُونْ ؟ فإِن وصلت قلت : مَنْ يا هذا ؟ أَسقطت الزوائد كلها ، ومن روى عموا صباحاً فالبيت على هذه الرواية لجِذْع بن سنان الغساني في جملة أَبيات حائية ؛ ومنها : أَتاني قاشِرٌ وبَنُو أَبيه ، وقد جَنَّ الدُّجى والنجمُ لاحا فنازَعني الزُّجاجَةَ بَعدَ وَهْنٍ ، مَزَجْتُ لهم بها عَسلاً وراحا وحَذَّرَني أُمُوراً سَوْف تأْتي ، أَهُزُّ لها الصَّوارِمَ والرِّماحا والأَنَسُ : خلاف الوَحْشَةِ ، وهو مصدر قولك أَنِسْتُ به ، بالكسر ، أَنَساً وأَنَسَةً ؛ قال : وفيه لغة أُخرى : أَنَسْتُ به أُنْساً مثل كفرت به كُفْراً . قال : والأُنْسُ والاستئناس هو التَّأَنُّسُ ، وقد أَنِسْتُ بفلان . والإِنْسِيُّ : منسوب إِلى الإِنْس ، كقولك جَنِّيٌّ وجِنٌ وسِنْدِيٌّ وسِنْدٌ ، والجمع أَناسِيُّ كَكُرْسِيّ وكَراسِيّ ، وقيل : أَناسِيُّ جمع إِنسان كسِرْحانٍ وسَراحينَ ، لكنهم أَبدلوا الياء من النون ؛ فأَما قولهم : أَناسِيَةٌ جعلوا الهاء عوضاً من إِحدى ياءَي أَناسِيّ جمع إِنسان ، كما ، قال عز من قائل : وأَناسِيَّ كثيراً . وتكون الياءُ الأُولى من الياءَين عوضاً منقلبة من النون كما تنقلب النون من الواو إِذا نسبت إِلى صَنْعاءَ وبَهْراءَ فقلت : صَنْعانيٌّ وبَهْرانيٌّ ، ويجوز أَن تحذف الأَلف والنون في إِنسان تقديراً وتأْتي بالياءِ التي تكون في تصغيره إِذا ، قالوا أُنَيْسِيان ، فكأَنهم زادوا في الجمع الياء التي يردّونها في التصغير فيصير أَناسِيَ ، فيدخلون الهاء لتحقيق التأْنيث ؛ وقال المبرد : أَناسِيَةٌ جمع إِنْسِيَّةٍ ، والهاء عوض من الياء المحذوفة ، لأَنه كان يجب أَناسِيٌ بوزن زَناديقَ وفَرازِينَ ، وأَن الهاء في زَنادِقَة وفَرازِنَة إِنما هي بدل من الياء ، وأَنها لما حذفت للتخفيف عوّضت منها الهاءُ ، فالياءُ الأُولى من أَناسِيّ بمنزلة الياءِ من فرازين وزناديق ، والياء الأَخيرة منه بمنزلة القاف والنون منهما ، ومثل ذلك جَحْجاحٌ وجَحاجِحَةٌ إِنما أَصله جَحاجيحُ . وقال اللحياني : يُجْمَع إِنسانٌ أَناسِيَّ وآناساً على مثال آباضٍ ، وأَناسِيَةً بالتخفيف والتأْنيث . والإِنْسُ : البشر ، الواحد إِنْسِيٌّ وأَنَسيٌّ أَيضاً ، بالتحريك . ويقال : أَنَسٌ وآناسٌ كثير . وقال الفراء في قوله عز وجل : وأَناسِيّ كثيراً ؛ الأَناسِيُّ جِماعٌ ، الواحد إِنْسِيٌّ ، وإِن شئت جعلته إِنساناً ثم جمعته أَناسِيّ فتكون الياءُ عوضاً من النون ، كما ، قالوا للأَرانب أَراني ، وللسَّراحين سَراحِيّ . ويقال للمرأَة أَيضاً إِنسانٌ ولا يقال إِنسانة ، والعامة تقوله . وفي الحديث : أَنه نهى عن الحُمُر الإِنسيَّة يوم خَيْبَر ؛ يعني التي تأْلف البيوت ، والمشهور فيها كسر الهمزة ، منسوبة إِلى الإِنس ، وهم بنو آدم ، الواحد إِنْسِيٌّ ؛ قال : وفي كتاب أَبي موسى ما يدل على أَن الهمزة مضمومة فإِنه ، قال هي التي تأْلف البيوت . والأُنْسُ ، وهو ضد الوحشة ، الأُنْسُ ، بالضم ، وقد جاءَ فيه الكسر قليلاً ، ورواه بعضهم بفتح الهمزة والنون ، قال : وليس بشيءٍ ؛ قال ابن الأَثير : إِن أَراد أَن الفتح غير معروف في الرواية فيجوز ، وإِن أَراد أَنه ليس بمعروف في اللغة فلا ، فإِنه مصدر أَنِسْت به آنَس أَنَساً وأَنَسَةً ، وقد حكي أَن الإِيْسان لغة في الإِنسان ، طائية ؛ قال عامر بن جرير الطائي : فيا ليتني من بَعْدِ ما طافَ أَهلُها هَلَكْتُ ، ولم أَسْمَعْ بها صَوْتَ إِيسان ؟
قال ابن سيده : كذا أَنشده ابن جني ، وقال : إِلا أَنهم قد ، قالوا في جمعه أَياسِيَّ ، بياء قبل الأَلف ، فعلى هذا لا يجوز أَن تكون الياء غير مبدلة ، وجائز أَيضاً أَن يكون من البدل اللازم نحو عيدٍ وأَعْياد وعُيَيْدٍ ؛ قال اللحياني : فلي لغة طيء ما رأَيتُ ثَمَّ إِيساناً أَي إِنساناً ؛ وقال اللحياني : يجمعونه أَياسين ، قال في كتاب اللَّه عز وجل : ياسين والقرآن الحكيم ؛ بلغة طيء ، قال أَبو منصور : وقول العلماء أَنه من الحروف المقطعة . وقال الفراءُ : العرب جميعاً يقولون الإِنسان إِلا طيئاً فإِنهم يجعلون مكان النون ياء . وروى قَيْسُ ابن سعد أَن ابن عباس ، رضي اللَّه عنهما ، قرأَ : ياسين والقرآن الحكيم ، يريد يا إِنسان . قال ابن جني : ويحكى أَن طائفة من الجن وافَوْا قوماً فاستأْذنوا عليهم فقال لهم الناس : من أَنتم ؟ فقالوا : ناسٌ من الجنِّ ، وذلك أَن المعهود في الكلام إِذا قيل للناس من أَنت ؟
قالوا : ناس من بني فلان ، فلما كثر ذلك استعملوه في الجن على المعهود من كلامهم مع الإِنس ، والشيء يحمل على الشيء من وجه يجتمعان فيه وإِن تباينا من وجه آخر . والإِنسانُ أَيضاً : إِنسان العين ، وجمعه أَناسِيُّ . وإِنسانُ العين : المِثال الذي يرى في السَّواد ؛ قال ذو الرمة يصف إِبلاً غارت عيونها من التعب والسير : إِذا اسْتَحْرَسَتْ آذانُها ، اسْتَأْنَسَتْ لها أَناسِيُّ مَلْحودٌ لها في الحَواجِبِ وهذا البيت أَورده ابنُ بري : إِذا اسْتَوْجَسَتْ ، قال : واستوجست بمعنى تَسَمَّعَتْ ، واسْتَأْنَسَتْ وآنَسَتْ بمعنى أَبصرت ، وقوله : ملحود لها في الحواجب ، يقول : كأَن مَحارَ أَعيُنها جُعِلْنَ لها لُحوداً وصَفَها بالغُؤُور ؛ قال الجوهري ولا يجمع على أُناسٍ . وإِنسان العين : ناظرها . والإِنسانُ : الأُنْمُلَة ؛ وقوله : تَمْري بإِنْسانِها إِنْسانَ مُقْلَتها ، إِنْسانةٌ ، في سَوادِ الليلِ ، عُطبُولُ فسره أَبو العَمَيْثَلِ الأَعرابيُّ فقال : إِنسانها أُنملتها . قال ابن سيده : ولم أَره لغيره ؛ وقال : أَشارَتْ لإِنسان بإِنسان كَفِّها ، لتَقْتُلَ إِنْساناً بإِنْسانِ عَيْنِها وإِنْسانُ السيف والسهم : حَدُّهما . وإِنْسِيُّ القَدَم : ما أَقبل عليها ووَحْشِيُّها ما أَدبر منها . وإِنْسِيٌّ الإِنسان والدابة : جانبهما الأَيسر ، وقيل الأَيمن . وإِنْسِيُّ القَوس : ما أَقبل عليك منها ، وقيل : إِنْسِيُّ القوس ما وَليَ الرامِيَ ، ووَحْشِيُّها ما ولي الصيد ، وسنذكر اختلاف ذلك في حرف الشين . التهذيب : الإِنْسِيُّ من الدواب هو الجانب الأَيسر الذي منه يُرْكَبُ ويُحْتَلَبُ ، وهو من الآدمي الجانبُ الذي يلي الرجْلَ الأُخرى ، والوَحْشِيُّ من الإِنسانِ الجانب الذي يلي الأَرض . أَبو زيد : الإِنْسِيُّ الأَيْسَرُ من كل شيء . وقال الأَصمعي : هو الأَيْمَنُ ، وقال : كلُّ اثنين من الإِنسان مثل الساعِدَيْن والزَّنْدَيْن والقَدَمين فما أَقبل منهما على الإِنسان فهو إِنْسِيٌّ ، وما أَدبر عنه فهو وَحْشِيٌّ . والأَنَسُ : أَهل المَحَلِّ ، والجمع آناسٌ ؛ قال أَبو ذؤَيب : مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها جَهاراً ، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ وقال عمرو ذو الكَلْب : بفِتْيانٍ عَمارِطَ من هُذَيْلٍ ، هُمُ يَنْفُونَ آناسَ الحِلالِ وقالوا : كيف ابنُ إِنْسُك أَي كيف نَفْسُك . أَبو زيد : تقول العرب للرجل كيف ترى ابن إِنْسِك إِذا خاطبت الرجل عن نفْسك . الأحمر : فلان ابن إِنْسِ فلان أَي صَفِيُّه وأَنيسُه وخاصته . قال الفراء : قلت للدُّبَيْريّ إِيش ، كيف ترى ابنُ إِنْسِك ، بكسر الأَلف ؟ فقال : عزاه إِلى الإِنْسِ ، فأَما الأُنْس عندهم فهو الغَزَلُ . الجوهري : يقال كيف ابنُ إِنْسِك وإِنْسُك يعني نفسه ، أَي كيف تراني في مصاحبتي إِياك ؟ ويقال : هذا حِدْثي وإِنسي وخِلْصي وجِلْسِي ، كله بالكسر . أَبو حاتم : أَنِسْت به إِنساً ، بكسر الأَلف ، ولا يقال أُنْساً إِنما الأُنْسُ حديثُ النساء ومُؤَانستهن . رواه أَبو حاتم عن أَبي زيد . وأَنِسْتُ به آنَسُ وأَنُسْتُ أنُسُ أَيضاً بمعنى واحد . والإِيناسُ : خلاف الإِيحاش ، وكذلك التَّأْنيس . والأَنَسُ والأُنْسُ والإِنْسُ الطمأْنينة ، وقد أَنِسَ به وأَنَسَ يأْنَسُ ويأْنِسُ وأَنُسَ أُنْساً وأَنَسَةً وتَأَنَّسَ واسْتَأْنَسَ ؛ قال الراعي : أَلا اسْلَمي اليومَ ذاتَ الطَّوْقِ والعاجِ . والدَّلِّ والنَّظَرِ المُسْتَأْنِسِ الساجي والعرب تقول : آنَسُ من حُمَّى ؛ يريدون أَنها لا تكاد تفارق العليل فكأَنها آنِسَةٌ به ، وقد آنَسَني وأَنَّسَني . وفي بعض الكلام : إِذا جاءَ الليل استأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ واستوحش كلُّ إِنْسِيٍّ ؛ قال العجاج : وبَلْدَةٍ ليس بها طُوريُّ ، ولا خَلا الجِنَّ بها إِنْسِيُّ تَلْقى ، وبئس الأَنَسُ الجِنِّيُّ دَوِّيَّة لهَولِها دَويُّ ، للرِّيح في أَقْرابها هُوِيُّ هُويُّ : صَوْتٌ . أَبو عمرو : الأَنَسُ سُكان الدار . واستأْنس الوَحْشِيُّ إِذا أَحَسَّ إِنْسِيّاً . واستأْنستُ بفلان وتأَنَّسْتُ به بمعنى ؛ وقول الشاعر : ولكنني أَجمع المُؤْنِساتِ ، إِذا ما اسْتَخَفَّ الرجالُ الحَديدا يعني أَنه يقاتل بجميع السلاح ، وإِنما سماها بالمؤْنسات لأَنهن يُؤْنِسْنَه فَيُؤَمِّنَّه أَو يُحَسِّنَّ ظَنَّهُ . قال الفراء : يقال للسلاح كله من الرُّمح والمِغْفَر والتِّجْفاف والتَّسْبِغَةِ والتُّرْسِ وغيره : المُؤْنِساتُ . وكانت العرب القدماءُ تسمي يوم الخميس مُؤْنِساً لأنَّهم كانوا يميلون فيه إلى الملاذِّ ؛ قال الشاعر : أُؤَمِّلُ أَن أَعيشَ ، وأَنَّ يومي بأَوَّل أَو بأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التَّالي دُبارِ ، فإِن يَفُتْني ، فَمُؤْنِس أَو عَروبَةَ أَو شِيارِ وقال مُطَرِّز : أَخبرني الكريمي إِمْلاءً عن رجاله عن ابن عباس ، رضي اللَّه عنهما ، قال :، قال لي عليّ ، عليه السلام : إِن اللَّه تبارك وتعالى خلق الفِرْدَوْسَ يوم الخميس وسماها مُؤْنِسَ . وكلب أَنُوس : وهو ضد العَقُور ، والجمع أُنُسٌ . ومكان مَأْنُوس إِنما هو على النسب لأَنهم لم يقولوا آنَسْتُ المكان ولا أَنِسْتُه ، فلما لم نجد له فعلاً وكان النسبُ يَسوغُ في هذا حملناه عليه ؛ قال جرير : حَيِّ الهِدَمْلَةَ من ذاتِ المَواعِيسِ ، فالحِنْوُ أَصْبَحَ قَفْراً غيرَ مَأْنُوسِ وجارية أنِسَةٌ : طيبة الحديث ؛ قال النابغة الجَعْدي : بآنِسةٍ غَيْرِ أُنْسِ القِرافِ ، تُخَلِّطُ باللِّينِ منها شِماسا وكذلك أَنُوسٌ ، والجمع أُنُسٌ ؛ قال الشاعر يصف بيض النعام : أُنُسٌ إِذا ما جِئْتَها بِبُيُوتِها ، شُمُسٌ إِذا داعي السَّبابِ دَعاها جُعلَتْ لَهُنَّ مَلاحِفٌ قَصَبيَّةٌ ، يُعْجِلْنَها بالعَطِّ قَبْلَ بِلاها والمَلاحِف القصبية يعني بها ما على الأَفْرُخِ من غِرْقئِ البيض . الليث : جارية آنِسَةٌ إِذا كانت طيبة النَّفْسِ تُحِبُّ قُرْبَكَ وحديثك ، وجمعها آنِسات وأَوانِسُ . وما بها أَنِيسٌ أَي أَحد ، والأُنُسُ الجمع . وآنَسَ الشيءَ : أَحَسَّه . وآنَسَ الشَّخْصَ واسْتَأْنَسَه : رآه وأَبصره ونظر إِليه ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : بعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسا يومَ غُبْرَةٍ ، ولم تَرِدا جَوَّ العِراقِ فَثَرْدَما ابن الأَعرابي : أَنِسْتُ بفلان أَي فَرِحْتُ به ، وآنَسْتُ فَزَعاً وأَنَّسْتُهُ إِذا أَحْسَسْتَه ووجدتَهُ في نفسك . وفي التنزيل العزيز : آنَسَ من جانب الطُور ناراً ؛ يعني موسى أَبصر ناراً ، وهو الإِيناسُ . وآنَس الشيءَ : علمه . يقال : آنَسْتُ منه رُشْداً أَي علمته . وآنَسْتُ الصوتَ : سمعته . وفي حديث هاجَرَ وإِسمعيلَ : فلما جاءَ إِسمعيل ، عليه السلام ، كأَنه آنَسَ شيئاً أَي أَبصر ورأَى لم يَعْهَدْه . يقال : آنَسْتُ منه كذا أَي علمت . واسْتَأْنَسْتُ : اسْتَعْلَمْتُ ؛ ومنه حديث نَجْدَةَ الحَرُورِيِّ وابن عباس : حتى تُؤْنِسَ منه الرُّشْدَ أَي تعلم منه كمال العقل وسداد الفعل وحُسْنَ التصرف . وقوله تعالى : يا أَيها الذين آمنوا لا تَدْخُلوا بُيوتاً غيرَ بُيوتِكم حتى تَسْتَأْنِسوا وتُسَلِّموا ؛ قال الزجاج : معنى تستأْنسوا في اللغة تستأْذنوا ، ولذلك جاءَ في التفسير تستأْنسوا فَتَعْلَموا أَيريد أَهلُها أَن تدخلوا أَم لا ؟، قال الفراءُ : هذا مقدم ومؤَخَّر إِنما هو حتى تسلِّموا وتستأْنسوا : السلام عليكم أَأَدخل ؟، قال : والاستئناس في كلام العرب النظر . يقال : اذهبْ فاسْتَأْنِسْ هل ترى أَحداً ؟ فيكون معناه انظرْ من ترى في الدار ؛ وقال النابغة : بذي الجَليل على مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ أَي على ثور وحشيٍّ أَحس بما رابه فهو يَسْتَأْنِسُ أَي يَتَبَصَّرُ ويتلفت هل يرى أَحداً ، أَراد أَنه مَذْعُور فهو أَجَدُّ لعَدْوِه وفراره وسرعته . وكان ابن عباس ، رضي اللَه عنهما ، يقرأُ هذه الآية : حتى تستأْذنوا ، قال : تستأْنسوا خطأ من الكاتب . قال الأَزهري : قرأ أُبيّ وابن مسعود : تستأْذنوا ، كما قرأَ ابن عباس ، والمعنى فيهما واحد . وقال قتادة ومجاهد : تستأْنسوا هو الاستئذان ، وقيل : تستأْنسوا تَنَحْنَحُوا . قال الأَزهري : وأَصل الإِنْسِ والأَنَسِ والإِنسانِ من الإِيناسِ ، وهو الإِبْصار . ويقال : آنَسْتُه وأَنَّسْتُه أَي أَبصرته ؛ وقال الأَعشى : لا يَسْمَعُ المَرْءُ فيها ما يؤَنِّسُه ، بالليلِ ، إِلاَّ نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعا وقيل معنى قوله : ما يُؤَنِّسُه أَي ما يجعله ذا أُنْسٍ ، وقيل للإِنْسِ إِنْسٌ لأَنهم يُؤنَسُونَ أَي يُبْصَرون ، كما قيل للجنِّ جِنٌّ لأَنهم لا يؤنسون أَي لا يُبصَرون . وقال محمد بن عرفة الواسطي : سمي الإِنْسِيٍّون إِنْسِيِّين لأَنهم يُؤنَسُون أَي يُرَوْنَ ، وسمي الجِنُّ جِنّاً لأَنهم مُجْتَنُّون عن رؤية الناس أَي مُتَوارُون . وفي حديث ابن مسعود : كان إِذا دخل داره اسْتَأْنس وتَكَلَّمَ أَي اسْتَعْلَم وتَبَصَّرَ قبل الدخول ؛ ومنه الحديث : أَلم تَرَ الجِنَّ وإِبلاسها ، ويَأْسَها من بعد إِيناسها ؟ أَي أَنها يئست مما كانت تعرفه وتدركه من استراق السمع ببعثة النبي ، صلى اللَه عليه وسلم . والإِيناسُ : اليقين ؛ قال : فإِن أَتاكَ امْرؤٌ يَسْعَى بِكذْبَتِه ، فانْظُرْ ، فإِنَّ اطِّلاعاً غَيْرُ إِيناسِ الاطِّلاعُ : النظر ، والإِيناس : اليقين ؛ قال الشاعر : ليَس بما ليس به باسٌ باسْ ، ولا يَضُرُّ البَرَّ ما ، قال الناسْ ، وإِنَّ بَعْدَ اطِّلاعٍ إِيناسْ وبعضهم يقول : بعد طُلوعٍ إِيناسٌ . الفراء : من أَمثالهم : بعد اطِّلاعٍ إِيناسٌ ؛ يقول : بعد طُلوعٍ إِيناس . وتَأَنَّسَ البازي : جَلَّى بطَرْفِه . والبازي يَتَأَنَّسُ ، وذلك إِذا ما جَلَّى ونظر رافعاً رأْسه وطَرْفه . وفي الحديث : لو أَطاع اللَّهُ الناسَ في الناسِ لم يكن ناسٌ ؛ قيل : معناه أَن الناس يحبون أَن لا يولد لهم إِلا الذُّكْرانُ دون الإِناث ، ولو لم يكن الإِناث ذهب الناسُ ، ومعنى أَطاع استجاب دعاءه . ومَأْنُوسَةُ والمَأْنُوسَةُ جميعاً : النار . قال ابن سيده : ولا أَعرف لها فِعْلاً ، فأَما آنَسْتُ فإِنما حَظُّ المفعول منها مُؤْنَسَةٌ ؛ وقال ابن أَحمر : كما تَطايَرَ عن مَأْنُوسَةَ الشَّرَر ؟
قال الأَصمعي : ولم نسمع به إِلا في شعر ابن أَحمر . ابن الأَعرابي : الأَنِيسَةُ والمَأْنُوسَةُ النار ، ويقال لها السَّكَنُ لأَن الإِنسان إِذا آنَسَها ليلاً أَنِسَ بها وسَكَنَ إِليها وزالت عنه الوَحْشَة ، وإِن كان بالأَرض القَفْرِ . أَبو عمرو : يقال للدِّيكِ الشُّقَرُ والأَنيسُ والنَّزِيُّ . والأَنِيسُ : المُؤَانِسُ وكل ما يُؤْنَسُ به . وما بالدار أَنِيسٌ أَي أَحد ؛ وقول الكميت : فِيهنَّ آنِسَةُ الحدِيثِ حَيِيَّةٌ ، ليسَتْ بفاحشَةٍ ولا مِتْفالِ أَي تَأْنَسُ حديثَك ولم يرد أَنها تُؤْنِسُك لأَنه لو أَراد ذلك لقال مُؤْنِسَة . وأَنَسٌ وأُنَيسٌ : اسمان . وأُنُسٌ : اسم ماء لبني العَجْلانِ ؛ قال ابن مُقْبِل :، قالتْ سُلَيْمَى ببطنِ القاعِ من أُنُسٍ : لا خَيْرَ في العَيْشِ بعد الشَّيْبِ والكِبَرِ ويُونُسُ ويُونَسُ ويُونِسُ ، ثلاث لغات : اسم رجل ، وحكي فيه الهمز فيه الهمز أَيضاً ، واللَّه أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
معنى ايه في قاموس معاجم اللغة
معجم اللغة العربية المعاصرة
إيه [كلمة وظيفيَّة]:
1- حرف جواب.
2- اسم فعل أمر بمعنى حسبك، يفيد الزجر.
• إيهِ/ إيهٍ: اسم فعل أمر للاستزادة من حديث أو عمل، وما نوِّن منه كان نكرة وما لم يُنَوَّن كان معرفة "إيهِ من حديثك- إيهٍ من عطاءٍ- أُعجب بحديثه فلمّا سكت قال له إيهِ".
• إيهًا: لا تُحَدِّث "إيهًا لا أحبّ أن أسمع النميمة".
معجم اللغة العربية المعاصرة
إيَّاه [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: إ ي ي ا - إيَّا).
معجم اللغة العربية المعاصرة
إيّاهما [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: إ ي ي ا - إيَّا).
المعجم الوسيط
به: صاح به وناداه. وـ زَجَره.إيهِ: اسم فعل للاستزادة من حديث أو عمل معهود، فإذا نوَّنتها كانت للاستزادة من حديث أو عمل مّا، وتكون للإسْكاتِ والكفّ، بمعنى حَسْبُك. وتنون منصوبة، فنقول: إيهاً: لا تُحَدِّثْ.أَيْهَا: أَيْهَاتَ.أَيْهَاتَ ـ أيْهاتِ: هَيْهَاتَ.
الصحاح في اللغة
إيهِ:
اسمٌ سمِّيَ
به الفعل،
لأنَّ معناه
الأمر. تقول
للرجل إذا
استزدتَه من
حديثٍ أو عملٍ:
إيهِ بكسر
الهاء. قال
ابن السكيت:
فإنْ وَصَلْتَ
نَوَّنْتَ
فقلتَ: إيهٍ
حَدِّثْنا.
قال ابن
السَريّ: إذا
قلتَ إيهِ يا
رجل فإنَّما
تأمره بأن
يزيدك من
الحديث
المعهود بينكما،
كأنَّك قلت:
هاتِ الحديث:
وإن قلت: إيه
بالتنوين،
فكأنّك قلت:
هاتِ حديثاً
لأنَّ التنوين
تنكيرٌ فإذا
أَسْكَتَّهُ
وكفَفْته قلتَ:
إيهاً عنَّا.
وإذا أردت
التبعيد قلتَ:
أَيْهاً بفتح
الهمزة،
بمعنى
هَيْهات.
وأنشد الفرّاء:
ومِنْ
دونيَ
الأَعيارُ
والقِنْعُ
كُلُّهُ
وكُتْمانُ
أَيْهاً ما
أَشَتَّ وأَبْعَـدا
والتَأْيِيهُ:
دُعاء الإبل.
تقول:
أَيَّهْتُ بالجِمالِ،
إذا صِحتَ بها
ودَعوْتها.
ومن العرب من
يقول:
أَيْهاتَ، في
معنى هَيْهات.
وربَّما
قالوا
أَيهانَ
بالنون
كالتثنية.