وصف و معنى و تعريف كلمة بئ:


بئ: كلمة تتكون من حرفين تبدأ بـ باء (ب) و تنتهي بـ ياء همزة (ئ) و تحتوي على باء (ب) و ياء همزة (ئ) .




معنى و شرح بئ في معاجم اللغة العربية:



بئ

جذر [بئ]

  1. وبِئَ
    • وبِئَ يَوبَأ ، وَبَأً ووَبَاءً ، فهو وَبِئ :-
      وَبِئَ البلدُ وبُؤ ؛ كثُرَ فيه الوباءُ :- معسكر وبئ .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

,
  1. بِئْرُ
    • ـ بِئْرُ : معروف أنْثَى ، ج : أبْآرٌ وآبارٌ وأبْؤُرٌ وآبُرٌ وبِئارٌ .
      ـ بآّر : حافِرُ البِئْرِ .
      ـ أبْأَرَ فلاناً : جَعَلَ له بِئْراً .
      ـ بأَرَ وابْتَأَرَ : حَفَرَ ،
      ـ بأَرَ وابْتَأَرَ الشيءَ : خَبَأَهُ ، أو ادَّخَرَهُ ،
      ـ بأَرَ وابْتَأَرَ الخَيْرَ : قَدَّمَهُ ، أو عَمِلَهُ مَسْتوراً .
      ـ بُؤْرَةُ : الحُفْرَةُ ، ومَوْقِدُ النارِ ، والذَّخيرَةُ ، كالبِئْرِةِ والبَئيرَةِ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. بِئر
    • بئر - ج ، آبار وبئار وأبؤر وأبآر
      1 - بئر : حفرة في الأرض ينبع فيها الماء أو يجمع . مؤنثة . 2 - بئر : حفرة عميقة في الأرض يستخرج منها النفط . 3 - بئر : « البئر الأرتوازية » : بئر عميقة يندفع منها الماء بقوة الضغط الداخلي .


    المعجم: الرائد

  3. بئة
    • بئة
      1 - 1 - إسم من وبىء ووبؤ ووبىء . 2 - كارثة الوباء والمرض العام .

    المعجم: الرائد

  4. بإمامهم
    • بمن ائتموا به أو بكتابهم
      سورة : الاسراء ، آية رقم : 71

    المعجم: كلمات القران

  5. بأبأ
    • بأبأ - بأبأة وبئباء
      1 - بأبأ : ردد الباء في كلامه . 2 - بأبأ الولد : قال « بابا ». 3 - بأبأ الأب أو الولد ، أو به : قال له « بابا ». 4 - بأبأه أو به : قال له « بأبي أنت »، أي أفديك بأبي . 5 - بأبأه : لاطفه . 6 - بأبأ : أسرع


    المعجم: الرائد

  6. بئر أرتوازيّة
    • بئر تُحفَر بالمثقب فينفجر ماؤُها فوق الأرض وفقًا لنظرية تساوي سطوح السوائل :- يعتمد المزارعون في بعض المناطق على الآبار الأرتوازيّة .

    المعجم: عربي عامة

  7. بئر زمزم
    • بئر مشهورة بمكة بجوار الكعبة يُتبرَّك بها ، ويشرب ماؤها :- مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ [ حديث ].

    المعجم: عربي عامة

  8. بِئْرٌ
    • جمع : آبار . ( مؤ ). [ ب أ ر ].
      1 .: حُفْرَةٌ عَمِيقَةٌ فِي الأرْضِ لاسْتِخْراجِ الماء . :- بِئْرُ زمْزَمٍ :- :- هُنَاكَ بِئْرٌ لاَ قَرَارَ لَها . ( بدر شاكر السياب ).
      2 . :- بِئْرُ البِتْرولِ :- : حُفْرَةٌ مُنَقَّبٌ عَنْها لاسْتِخْراجِ البِتْرولِ .
      3 . :- بِئْرٌ أو رتْوَازِيَّة :- : حُفْرَةٌ يَتَفَجَّرُ مِنْها الماءُ بوجودِهِ في مُسْتَوىً بيْنَ طَبَقَتيْنِ مَحْصُورَتَيْنِ ، تُحْفَرُ فِي مِنطَقةٍ كافِيَةٍ ، يَتَفَجَّرُ منها الماءُ مُنْدَفِعاً بِقُوَّةِ الضَّغْطِ الدَّاخِلِيِّ ، أي حَسَبَ مَبْدَإِ الأوْعِيَةِ الْمُسْتَطْرقَةِ .

    المعجم: الغني

  9. بِئْر
    • بِئْر :-
      جمع أَبْآر وآبار وأبْؤُر وبئار :
      1 - حُفْرة عَميقة يُستقى منها الماء ، أو يُستخرج منها النِّفط أو الغاز ، والشائع تسهيل الهمزة ( بير ) ( مؤنثة وتذكيرها صواب ) :- بِئْر أرْتوازِيّة : بِئْرٌ تُحفر بمثقب فينفجر ماؤها فوق الأرض وفقًا لنظرية تساوي سطوح السوائل ، - هذا البئرُ عميق ، - { فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ } :-
      بئر طبيعيَّة : بئر حفرتها مياه الرَّشح ، وقيل : هي بئر تنتهي إلى مجرًى مائيّ تحت الأرض ، - بئر فوهاء : واسعة الفم ، - سِرُّك في بِئْر : محفوظ .
      2 - هُوّة ، هاوية :- بِئْر السُّلّم : فراغ داخل المبنى يرتفع فيه دَرَج السلم .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  10. بئر
    • ‏ البئر هي الحفرة العميقة في الأرض يستقى منها الماء ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  11. البِئْر
    • البِئْر : حفرة عميقة ، يُسْتخرج منها الماء أو النِّفْط .
      مؤنثة . والجمع : أبْؤُرٌ ، وأبْآر ، وآبار وبِئار .

    المعجم: المعجم الوسيط

  12. ‏ البئر جبار ‏
    • ‏ الجبار هو الهدر وما لا قصاص فيه ولا غرم ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  13. ‏ الخصومة في البئر ‏
    • ‏ تخاصم طرفين على البئر ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  14. بأر
    • " البِئْرُ : القَلِيبُ ، أُنثى ، والجمع أَبْآرٌ ، بهمزة بعد الباء ، مقلوب عن يعقوب ، ومن العرب من يقلب الهمزة فيقول : آبارٌ ، فإِذا كُثِّرَتْ ، فهي البِئارُ ، وهي في القلة أَبْؤُرٌ .
      وفي حديث عائشة : اغْتَسِلي من ثلاث أَبْؤُرٍ يَمُدُّ بعضُها بعضاً ؛ أَبْؤُرٌ : جمعُ قلة للبئر .
      ومدّ بعضها بعضاً : هو أَن مياهها تجتمع في واحدة كمياه القناة ، وهي البِئْرَةُ ، وحافرُها : الأَبَّارُ ، مقلوب ولم يُسمع على وَجْهِهِ ؛ وفي التهذيب : وحافِرُها بأْآر ؛ ويقال : أَبَّارٌ ؛ وقد بَأَرْتُ بِئْراً وبَأَرَها يَبْأَرُها وابْتَأَرَها : حَفَرَها .
      أَبو زيد : بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً حَفْرتُ بُؤْرَةً يطبخ فيها ، وهي الإِرَةُ .
      وفي الحديث : البِئْرُ جبارٌ قيل هي العادِيَّةُ القديمة لا يعلم لها حافر ولا مالك ، فيقع فيها الإِنسان أَو غيره ، فهو جُبار أَي هَدَرٌ ، وقيل : هو الأَجير الذي ينزل البئر فينقيها أَو يخرج منها شيئاً وقع فيها فيموت .
      والبُؤُرَةُ : كالزُّبْيَةِ من الأَرض ، وقيل : هي موقد النار ، والفعل كالفعل .
      وبَأَرَ الشيءَ يَبْأَرُه بَأْراً وابْتَأَرَه ، كلاهما : خَبَأَهُ وادَّخَرَهُ ؛ ومنه قيل للحُفرَةِ : البُؤُرَةُ .
      والبُؤْرَةُ والبِئْرَةُ والبَئِيرَةُ ، على فَعِيلَةٍ : ما خُبِئَ وادُّخِرَ .
      وفي الحديث : أَن رجلاً آتاه الله مالاً فلم يَبْتَئْر خيراً : أَي لم يُقَدِّمْ لنفسه خَبِيئَةَ خَيْرٍ ولم يَدَّخِرْ .
      وابْتَأَرَ الخيرَ وبَأَرَهُ : قَدَّمَهُ ، وقيل : عمله مستوراً .
      وقال الأُمَوِيُّ في معنى الحديث : هو من الشيء يُخْبَأُ كأَنه لم يُقدِّم لنفسه خيراً خَبَأَهُ لها .
      ويقال للذَّخيرة يدّخرها الإِنسان : بَئِيرَةٌ .
      قال أَبو عبيد : في الابْتِئار لغتان : يقال ابْتَأَرْتُ وائْتَبَرْتُ ابْتِئاراً وائتِباراً ؛ وقال القطامي : فإِن لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَيْشٌ ، فليس لسائِر لناسِ ائتْبِارُ يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه .
      ويقال لإِرَةِ النارِ : يُؤْرَةٌ ، وجمعه بُؤَرٌ .
      "

    المعجم: لسان العرب



  15. أمن
    • " الأَمانُ والأَمانةُ بمعنى ‏ .
      ‏ وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ ، وآمَنْتُ غيري من الأَمْن والأَمان ‏ .
      ‏ والأَمْنُ : ضدُّ الخوف ‏ .
      ‏ والأَمانةُ : ضدُّ الخِيانة ‏ .
      ‏ والإيمانُ : ضدُّ الكفر ‏ .
      ‏ والإيمان : بمعنى التصديق ، ضدُّه التكذيب ‏ .
      ‏ يقال : آمَنَ به قومٌ وكذَّب به قومٌ ، فأَما آمَنْتُه المتعدي فهو ضدُّ أَخَفْتُه ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وآمَنَهم من خوف ‏ .
      ‏ ابن سيده : الأَمْنُ نقيض الخوف ، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً ؛ حكى هذه الزجاج ، وأَمَنةً وأَماناً فهو أَمِنٌ ‏ .
      ‏ والأَمَنةُ : الأَمْنُ ؛ ومنه : أَمَنةً نُعاساً ، وإذ يَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً منه ، نصَب أَمَنةً لأَنه مفعول له كقولك فعلت ذلك حَذَر الشر ؛ قال ذلك الزجاج ‏ .
      ‏ وفي حديث نزول المسيح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : وتقع الأمَنةُ في الأَرض أَي الأَمْنُ ، يريد أَن الأَرض تمتلئ بالأَمْن فلا يخاف أَحدٌ من الناس والحيوان ‏ .
      ‏ وفي الحديث : النُّجومُ أَمَنةُ السماء ، فإذا ذهبت النجومُ أَتى السماءَ ما تُوعَد ، وأَنا أَمَنةٌ لأَصحابي فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يُوعَدون ، وأََصحابي أَمَنةٌ لأُمَّتي فإذا ذهبَ أصحابي أَتى الأُمَّةَ ما تُوعَد ؛ أَراد بِوَعْد السماء انشقاقَها وذهابَها يوم القيامة ‏ .
      ‏ وذهابُ النجومُ : تكوِيرُها وانكِدارُها وإعْدامُها ، وأَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بينهم من الفِتَن ، وكذلك أَراد بوعْد الأُمّة ، والإشارةُ في الجملة إلى مجيء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخير ، فإنه لما كان بين الناس كان يُبَيِّن لهم ما يختلفون فيه ، فلما تُوفِّي جالت الآراءُ واختلفت الأَهْواء ، فكان الصَّحابةُ يُسْنِدونَ الأَمرَ إلى الرسول في قول أَو فعل أَو دلالة حال ، فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ وقَويَت الظُّلَمُ ، وكذلك حالُ السماء عند ذهاب النجوم ؛ قال ابن الأَثير : والأَمَنةُ في هذا الحديث جمع أَمينٍ وهو الحافظ ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : وإذ جَعَلْنا البيتَ مثابةً للناس وأَمْناً ؛ قال أَبو إسحق : أَراد ذا أَمْنٍ ، فهو آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِين ؛ عن اللحياني ، ورجل أَمِن وأَمين بمعنى واحد ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وهذا البَلد الأَمين ؛ أَي الآمِن ، يعني مكة ، وهو من الأَمْنِ ؛ وقوله : أَلم تعْلمِي ، يا أَسْمَ ، ويحَكِ أَنني حلَفْتُ يميناً لا أَخونُ يَمين ؟

      ‏ قال ابن سيده : إنما يريد آمنِي ‏ .
      ‏ ابن السكيت : والأَمينُ المؤتمِن ‏ .
      ‏ والأَمين : المؤتَمَن ، من الأَضداد ؛

      وأَنشد ابن الليث أَيضاً : لا أَخونُ يَمِيني أََي الذي يأْتَمِنُني ‏ .
      ‏ الجوهري : وقد يقال الأَمينُ المأْمونُ كما ، قال الشاعر : لا أَخون أَميني أَي مأْمونِي ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : إن المتقِينَ في مقامٍ أَمينٍ ؛ أَي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ ‏ .
      ‏ وأَنتَ في آمِنٍ أَي في أَمْنٍ كالفاتح ‏ .
      ‏ وقال أَبو زياد : أَنت في أَمْنٍ من ذلك أَي في أَمانٍ ‏ .
      ‏ ورجل أُمَنَةٌ : يأْمَنُ كلَّ أَحد ، وقيل : يأْمَنُه الناسُ ولا يخافون غائلَته ؛ وأُمَنَةٌ أَيضاً : موثوقٌ به مأْمونٌ ، وكان قياسُه أُمْنةً ، أَلا ترى أَنه لم يعبَّر عنه ههنا إلا بمفعول ؟ اللحياني : يقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ صحابةً إيماناً أَي ما وَثِقْت ، والإيمانُ عنده الثِّقةُ ‏ .
      ‏ ورجل أَمَنةٌ ، بالفتح : للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء ‏ .
      ‏ ورجل أَمَنةٌ أَيضاً إذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد ، وكذلك الأُمَنَةُ ، مثال الهُمَزة ‏ .
      ‏ ويقال : آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إيماناً ، فأَمِنَ يأْمَنُ ، والعدُوُّ مُؤْمَنٌ ، وأَمِنْتُه على كذا وأْتَمَنْتُه بمعنىً ، وقرئ : ما لَك لا تأَمَننا على يوسف ، بين الإدغامِ والإظهارِ ؛ قال الأَخفش : والإدغامُ أَحسنُ ‏ .
      ‏ وتقول : اؤتُمِن فلانٌ ، على ما لم يُسمَّ فاعلُه ، فإن ابتدأْت به صيَّرْت الهمزة الثانية واواً ، لأن كلَّ كلمة اجتمع في أَولها هَمزتانِ وكانت الأُخرى منهما ساكنة ، فلك أَن تُصَيِّرها واواً إذا كانت الأُولى مضمومة ، أَو ياءً إن كانت الأُولى مكسورة نحو إيتَمَنه ، أَو أَلفاً إن كانت الأُولى مفتوحة نحو آمَنُ ‏ .
      ‏ وحديث ابن عمر : أَنه دخل عليه ابنُه فقال : إنّي لا إيمَنُ أَن يكون بين الناسِ قتالٌ أَي لا آمَنُ ، فجاء به على لغة من يكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو يِعْلَم ونِعْلم ، فانقلبت الأَلف ياء للكسرة قبلها ‏ .
      ‏ واسْتأْمَنَ إليه : دخل في أَمانِه ، وقد أَمَّنَه وآمَنَه ‏ .
      ‏ وقرأَ أَبو جعفر المدنيّ : لستَ مُؤَمَّناً أَي لا نُؤَمِّنك ‏ .
      ‏ والمَأْمَنُ : موضعُ الأَمْنِ ‏ .
      ‏ والأمنُ : المستجيرُ ليَأْمَنَ على نفسه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ وَبِرْ ، وَسَحّْ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ أَي لا إجارة ، أَحْسِبُوه : أَعطُوه ما يَكْفيه ، وقرئَ في سورة براءة : إنهم لا إِيمانَ لهم ؛ مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا وأَمَّنُوا المسلمين لم يَفُوا وغَدَروا ، والإيمانُ ههنا الإجارةُ ‏ .
      ‏ والأَمانةُ والأَمَنةُ : نقيضُ الخيانة لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه ، وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه ؛ عن ثعلب ، وهي نادرة ، وعُذْرُ مَن ، قال ذلك أَن لفظه إذا لم يُدْغم يصير إلى صورة ما أَصلُه حرفُ لين ، فذلك قولهم في افْتَعَل من الأَكل إيتَكَلَ ، ومن الإزْرةِ إيتَزَرَ ، فأَشْبه حينئذٍ إيتَعَدَ في لغة من لم يُبْدِل الفاء ياء ، فقال اتَّمَنَ لقول غيره إيتَمَنَ ، وأَجود اللغتين إقرارُ الهمزة ، كأَن تقول ائتمن ، وقد يُقَدِّر مثلُ هذا في قولهم اتَّهَلَ ، واسْتَأْمَنه كذلك ‏ .
      ‏ وتقول : اسْتَأْمَنني فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إيماناً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ ؛ مُؤْتَمَنُ القوم : الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً ، تقول : اؤتُمِنَ الرجل ، فهو مُؤْتَمَن ، يعني أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ على صلاتهم وصيامهم ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المَجالِسُ بالأَمانةِ ؛ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في المجلس من قولٍ أَو فعلٍ ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه ، والأََمانةُ تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثِّقةِ والأَمان ، وقد جاء في كل منها حديث ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الأَمانةُ غِنًى أَي سبب الغنى ، ومعناه أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَشْراطِ الساعة : والأَمانة مَغْنَماً أَي يرى مَن في يده أَمانةٌ أَن الخِيانَة فيها غَنيمةٌ قد غَنِمها ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الزَّرعُ أَمانةٌ والتاجِرُ فاجرٌ ؛ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التي تقع في التِّجارة من التَّزَيُّدِ في القول والحَلِف وغير ذلك ‏ .
      ‏ ويقال : ما كان فلانٌ أَميناً ولقد أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً ‏ .
      ‏ ورجلٌ أَمينٌ وأُمّانٌ أَي له دينٌ ، وقيل : مأْمونٌ به ثِقَةٌ ؛ قال الأَعشى : ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الـ أُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ ، بالضم والتشديد : هو الأَمينُ ، وقيل : هو ذو الدِّين والفضل ، وقال بعضهم : الأُمّان الذي لا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ ، وقال بعضهم : الأُمّان الزرّاع ؛ وقول ابن السكيت : شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي يُدْعى المَشُْوَّ ، طعْمُه كالشَّرْي الأَزهري : قرأْت في نوادر الأَعراب أَعطيت فلاناً مِنْ أَمْنِ مالي ، ولم يفسّر ؛ قال أَبو منصور : كأَنَّ معناه مِنْ خالِص مالي ومِنْ خالص دَواءِ المَشْي ‏ .
      ‏ ابن سيده : ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ ‏ .
      ‏ وآمَنَ بالشيء : صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أَخبره ‏ .
      ‏ الجوهري : أَصل آمَنَ أَأْمَنََ ، بهمزتين ، لُيِّنَت الثانية ، ومنه المُهَيْمِن ، وأَصله مُؤَأْمِن ، لُيِّنَتْ الثانيةُ وقلبت ياء وقلبت الأُولى هاء ، قال ابن بري : قوله بهمزتين لُيِّنَتْ الثانية ، صوابه أَن يقول أُبدلت الثانية ؛ وأَما ما ذكره في مُهَيْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُيِّنَتْ الهمزةُ الثانية وقلبت ياءً لا يصحُّ ، لأَنها ساكنة ، وإنما تخفيفها أَن تقلب أَلفاً لا غير ، قال : فثبت بهذا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ فهو مُهَيْمِنٌ لا غير ‏ .
      ‏ وحدَّ الزجاجُ الإيمانَ فقال : الإيمانُ إظهارُ الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، واعتقادُه وتصديقُه بالقلب ، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك ريبٌ ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لنا ؛ أَي بمُصدِّقٍ ‏ .
      ‏ والإيمانُ : التصديقُ ‏ .
      ‏ التهذيب : وأَما الإيمانُ فهو مصدر آمَنَ يُؤْمِنُ إيماناً ، فهو مُؤْمِنٌ ‏ .
      ‏ واتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَويّين وغيرهم أَن الإيمانَ معناه التصديق ‏ .
      ‏ قال الله تعالى :، قالتِ الأَعرابُ آمَنّا قل لَمْ تُؤْمِنوا ولكن قولوا أَسْلمنا ( الآية )، قال : وهذا موضع يحتاج الناس إلى تَفْهيمه وأَين يَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم وأَيْنَ يَسْتَويانِ ، والإسْلامُ إظهارُ الخضوع والقبول لما أَتى به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ ، فإن كان مع ذلك الإظْهارِ اعتِقادٌ وتصديق بالقلب ، فذلك الإيمانُ الذي يقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ ، وهو المؤمنُ بالله ورسوله غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه ، وأَن الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك رَيْبٌ فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً ، كما ، قال الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يَرتابوا وجاهدوا بأَموالهم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ أَي أُولئك الذين ، قالوا إنّا مؤمنون فهم الصادقون ، فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشريعة واسْتَسْلَم لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ ، فذلك الذي يقول أَسْلَمْتُ لأَن ال إيمان لا بدّ من أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً ، لأَن قولَكَ آمَنْتُ بالله ، أَو ، قال قائل آمَنْتُ بكذا وكذا فمعناه صَدَّقْت ، فأَخْرج الله هؤلاء من الإيمان فقال : ولَمّا يدْخل الإيمانُ في قُلوبِكم ؛ أَي لم تُصدِّقوا إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل ، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق مثلَ ما يُظْهِرُ ، والمسلمُ التامُّ الإسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها ، والمسلمُ الذي أَظهر الإسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة ، إلاّ أَن حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين ‏ .
      ‏ وقال الله تعالى حكاية عن إخْوة يوسف لأَبيهم : ما أَنت بمُؤْمِنٍ لنا ولو كُنّا صادقين ؛ لم يختلف أَهل التفسير أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا ، والأَصلُ في الإيمان الدخولُ في صِدْقِ الأَمانةِ التي ائْتَمَنه الله عليها ، فإذا اعتقد التصديقَ بقلبه كما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّى الأَمانةَ وهو مؤمنٌ ، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤدٍّ للأَمانة التي ائتمنه الله عليها ، وهو مُنافِقٌ ، ومَن زعم أَن الإيمان هو إظهار القول دون التصديقِ بالقلب فإنه لا يخلو من وجهين أَحدهما أَن يكون مُنافِقاً يَنْضَحُ عن المنافقين تأْييداً لهم ، أَو يكون جاهلاً لا يعلم ما يقول وما يُقالُ له ، أَخْرَجَه الجَهلُ واللَّجاجُ إلى عِنادِ الحقِّ وتَرْكِ قبولِ الصَّوابِ ، أَعاذنا الله من هذه الصفة وجعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم ، أَو جَهِل فتعلّم ممن عَلِمَ ، وسلَّمَنا من آفات أَهل الزَّيْغ والبِدَع بمنِّه وكرمه ‏ .
      ‏ وفي قول الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمَنوا بالله ورسوله ثم لَمْ يرتابوا وجاهَدوا بأَموالِهِم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ ما يُبَيّنُ لك أَن المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفة ، وأَن مَن لم يتضمّنْ هذه الصفة فليس بمؤمنٍ ، لأَن إنما في كلام العرب تجيء لِتَثْبيتِ شيءٍ ونَفْيِ ما خالَفَه ، ولا قوّةَ إلا بالله ‏ .
      ‏ وأَما قوله عز وجل : إنا عَرَضْنا الأَمانةَ على السموات والأَرضِ والجبالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ منها وحمَلَها الإنسانُ إنه كان ظَلُوماً جهولاً ؛ فقد روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أَنهما ، قالا : الأَمانةُ ههنا الفرائضُ التي افْتَرَضَها الله تعالى على عباده ؛ وقال ابن عمر : عُرِضَت على آدمَ الطاعةُ والمعصيةُ وعُرِّفَ ثوابَ الطاعة وعِقَابَ المعْصية ، قال : والذي عندي فيه أَن الأَمانة ههنا النِّيّةُ التي يعتقدها الإنسان فيما يُظْهِره باللّسان من الإيمان ويؤَدِّيه من جميع الفرائض في الظاهر ، لأَن الله عز وجل ائْتَمَنَه عليها ولم يُظْهِر عليها أَحداً من خَلْقِه ، فمن أَضْمر من التوحيد والتصديق مثلَ ما أَظهرَ فقد أَدَّى الأَمانةَ ، ومن أَضمَر التكذيبَ وهو مُصَدِّقٌ باللسان في الظاهر فقد حَمَل الأَمانةَ ولم يؤدِّها ، وكلُّ مَنْ خان فيما اؤتُمِنَ عليه فهو حامِلٌ ، والإنسان في قوله : وحملها الإنسان ؛ هو الكافر الشاكُّ الذي لا يُصدِّق ، وهو الظَّلُوم الجهُولُ ، يَدُلُّك على ذلك قوله : ليُعَذِّبَ اللهُ المُنافقينَ والمُنافقات والمُشركين والمُشْرِكاتِ ويتوبَ اللهُ على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن عبا ؟

      ‏ قال ، صلى الله عليه وسلم : الإيمانُ أَمانةٌ ولا دِينَ لِمَنْ لا أَمانةَ له ‏ .
      ‏ وفي حديث آخر : لا إيمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ له ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : فأَخْرَجْنا مَنْ كان فيها من المؤمنين ؛ قال ثعلب : المؤمِنُ بالقلب والمُسلِمُ باللسان ، قال الزجاج : صفةُ المؤمن بالله أَن يكون راجياً ثوابَه خاشياً عقابه ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ قال ثعلب : يُصَدِّق اللهَ ويُصدق المؤمنين ، وأَدخل اللام للإضافة ، فأَما قول بعضهم : لا تجِدُه مؤمناً حتى تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب أَي مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند غضبه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَنس : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : المؤمنُ مَن أَمِنَه الناسُ ، والمسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه ويَدِه ، والمُهاجِرَ من هَجَر السُّوءَ ، والذي نفسي بيده لا يدخلُ رجلٌ الجنة لا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه ‏ .
      ‏ وفي الحديث عن ابن عمر ، قال : أَتى رجلٌ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقال : مَنِ المُهاجرُ ؟ فقال : مَنْ هجَر السيئاتِ ، قال : فمَن المؤمنُ ؟، قال : من ائْتَمَنه الناس على أَموالِهم وأَنفسهم ، قال : فَمَن المُسلِم ؟، قال : مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه ويده ، قال : فمَن المجاهدُ ؟، قال : مَنْ جاهدَ نفسَه ‏ .
      ‏ قال النضر : وقالوا للخليل ما الإيمانُ ؟، قال : الطُّمأْنينةُ ، قال : وقالوا للخليل تقول أَنا مؤمنٌ ، قال : لا أَقوله ، وهذا تزكية ‏ .
      ‏ ابن الأَنباري : رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله ورسوله ‏ .
      ‏ وآمَنْت بالشيء إذا صَدَّقْت به ؛ وقال الشاعر : ومِنْ قَبْل آمَنَّا ، وقد كانَ قَوْمُنا يُصلّون للأَوثانِ قبلُ ، محمدا معناه ومن قبلُ آمَنَّا محمداً أَي صدَّقناه ، قال : والمُسلِم المُخْلِصُ لله العبادة ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل في قصة موسى ، عليه السلام : وأَنا أَوَّلُ المؤمنين ؛ أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنين بأَنّك لا تُرَى في الدنيا ‏ .
      ‏ وفي الحديث : نَهْرانِ مؤمنانِ ونَهْرانِ كافرانِ : أَما المؤمنانِ فالنيلُ والفراتُ ، وأَما الكافران فدِجْلةُ ونهْرُ بَلْخ ، جعلهما مؤمنَيْن على التشبيه لأَنهما يفيضانِ على الأَرضِ فيَسقِيانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ ، وجعل الآخَرَيْنِ كافِرَيْن لأَنهما لا يسقِيانِ ولا يُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة وكُلفةٍ ، فهذان في الخيرِ والنفعِ كالمُؤْمِنَيْنِ ، وهذان في قلَّة النفع كالكافِرَين ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لا يَزْني الزاني وهو مُؤْمِنٌ ؛ قيل : معناه النَّهْي وإن كان في صورة الخبر ، والأَصلُ حذْفُ الياء من يَزْني أَي لا يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِقُ ولا يَشْرَبْ ، فإن هذه الأَفعال لا تليقُ بالمؤمنين ، وقيل : هو وعيدٌ يُقْصَدُ به الرَّدْع ، كقوله عليه السلام : لا إيمانَ لمنْ لا أمانة له ، والمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه ويدِه ، وقيل : معناه لا يَزْني وهو كاملُ الإيمانِ ، وقيل : معناه أَن الهوى يُغطِّي الإيمانَ ، فصاحِبُ الهَوى لا يَزني إلاّ هواه ولا ينْظُر إلى إيمانه الناهي له عن ارتكابِ الفاحشة ، فكأَنَّ الإيمانَ في تلك الحالة قد انْعَدم ، قال : وقال ابن عباس ، رضي الله عنهما : الإيمانُ نَزِهٌ ، فإذا أَذْنَبَ العبدُ فارَقَه ؛ ومنه الحديث : إذا زَنَى الرجلُ خرجَ منه الإيمانُ فكان فوقَ رأْسه كالظُّلَّةِ ، فإذا أَقْلَع رجَع إليه الإيمانُ ، قال : وكلُّ هذا محمول على المجاز ونَفْي الكمالِ دون الحقيقة ورفع الإيمان وإِبْطالِه ‏ .
      ‏ وفي حديث الجارية : أعْتِقُها فإنها مُؤمِنةٌ ؛ إنما حكَمَ بإيمانِها بمُجرَّد سُؤاله إياها : أَين الله ؟ وإشارَتِها إلى السماء ، وبقوله لها : مَنْ أَنا ؟ فأَشارت إليه وإلى السماء ، يعني أنْتَ رسولُ الله ، وهذا القدر لا يكفي في ثبوت الإسلام والإيمان دون الإقرار بالشهادَتَيْن والتبرِّي من سائر الأَديان ، وإنما حكم عليه السلام بذلك لأَنه رأى منها أَمارة الإسلام وكوْنَها بين المسلمين وتحت رِقِّ المُسْلِم ، وهذا القدر يكفي علَماً لذلك ، فإن الكافر إذا عُرِضَ عليه الإسلامُ لم يُقْتَصَرْ منه على قوله إني مُسْلِمٌ حتى يَصِفَ الإسلامَ بكماله وشرائِطه ، فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه في الكفر والإيمان فقال إني مُسْلِم قَبِلْناه ، فإذا كان عليه أَمارةُ الإسلامِ من هَيْئَةٍ وشارةٍ ودارٍ كان قبولُ قوله أَولى ، بل يُحْكَمُ عليه بالإسلام وإنْ لم يَقُلْ شيئاً ‏ .
      ‏ وفي حديث عُقْبة بن عامر : أَسْلم الناسُ وآمَنَ عمرُو بن العاص ؛ كأَنَّ هذا إشارةٌ إلى جماعةٍ آمَنوا معه خوفاً من السيف وأنَّ عَمْراً كان مُخْلِصاً في إيمانه ، وهذا من العامّ الذي يُرادُ به الخاصّ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : ما مِنْ نبيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ منَ الآياتِ ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ ، وإنما كان الذي أُوتِيتُهُ وحْياً أَوْحاهُ اللهُ إليَّ أَي آمَنوا عند مُعايَنة ما آتاهم من الآياتِ والمُعْجِزات ، وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ القرآن الذي خُصَّ به ، فإنه ليس شيء من كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن ‏ .
      ‏ وفي الحديث : مَنْ حَلَف بالأَمانةِ فليس مِنَّا ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن تكون الكراهةُ فيه لأجل أَنه أُمِر أَن يُحْلَفَ بأَسماءِ الله وصفاتِه ، والأَمانةُ أَمرٌ من أُمورِه ، فنُهُوا عنها من أَجل التسوية بينها وبين أَسماء الله ، كما نُهوا أَن يحلِفوا بآبائهم ‏ .
      ‏ وإذا ، قال الحالفُ : وأَمانةِ الله ، كانت يميناً عند أَبي حنيفة ، والشافعيُّ لا يعدُّها يميناً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَسْتَوْدِعُ الله دينَكَ وأمانتَكَ أَي أَهلك ومَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ منهم ، ومالَكَ الذي تُودِعُه وتستَحْفِظُه أَمِينَك ووكِيلَكَ ‏ .
      ‏ والأَمينُ : القويُّ لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه ‏ .
      ‏ وناقةٌ أَمون : أَُمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ ، قد أُمِنَتْ أَن تكون ضعيفةً ، وهي التي أُمِنتْ العِثَارَ والإعْياءَ ، والجمع أُمُنٌ ، قال : وهذا فعولٌ جاء في موضع مَفْعولةٍ ، كما يقال : ناقة عَضوبٌ وحَلوبٌ ‏ .
      ‏ وآمِنُ المالِ : ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ ، عنَى بالمال الإبلَ ، وقيل : هو الشريفُ من أَيِّ مالٍ كانَ ، كأَنه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن يُبْذَل ؛ قال الحُوَيْدرة : ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا ، ونُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي ‏ .
      ‏ قولُه : ونَقِي بآمِنِ مالِنا (* قوله « ونقي بآمن مالنا » ضبط في الأصل بكسر الميم ، وعليه جرى شارح القاموس حيث ، قال هو كصاحب ، وضبط في متن القاموس والتكملة بفتح الميم ) ‏ .
      ‏ أَي ونَقِي بخالِصِ مالِنا ، نَدَّعي ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً لنا في الحرب ‏ .
      ‏ وآمِنُ الحِلْم : وَثِيقُه الذي قد أَمِنَ اخْتِلاله وانْحِلاله ؛ قال : والخَمْرُ لَيْسَتْ منْ أَخيكَ ، ولكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ ويروى : تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَي بتامِّه ‏ .
      ‏ التهذيب : والمُؤْمنُ مِن أَسماءِ الله تعالى الذي وَحَّدَ نفسَه بقوله : وإِلهُكم إِلهٌ واحدٌ ، وبقوله : شَهد الله أَنه لا إِله إِلاَّ هو ، وقيل : المُؤْمِنُ في صفة الله الذي آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه ، وقيل : المُؤْمن الذي آمَنَ أَوْلياءَ عذابَه ، قال :، قال ابن الأَعرابي ، قال المنذري سمعت أَبا العباس يقول : المُؤْمنُ عند العرب المُصدِّقُ ، يذهب إلى أَنَّ الله تعالى يُصدّق عبادَه المسلمين يومَ القيامة إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبليغ رُسُلِهم ، فيقولون : ما جاءنا مِنْ رسولٍ ولا نذير ، ويكذِّبون أَنبياءَهم ، ويُؤْتَى بأُمَّة محمد فيُسْأَلون عن ذلك فيُصدِّقونَ الماضِينَ فيصدِّقُهم الله ، ويصدِّقهم النبيُّ محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وهو قوله تعالى : فكيفَ إذا جِئْنا بك على هؤُلاء شهيداً ، وقوله : ويُؤْمِنُ للمؤْمنين ؛ أَي يصدِّقُ المؤْمنين ؛ وقيل : المُؤْمن الذي يَصْدُق عبادَه ، ما وَعَدَهم ، وكلُّ هذه الصفات لله عز وجل لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إليه عبادَه من توحيد ، وكأَنه آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه وما وَعَدَنا من البَعْثِ والجنَّةِ لمن آمَنَ به ، والنارِ لمن كفرَ به ، فإنه مصدَّقٌ وعْدَه لا شريك له ‏ .
      ‏ قال ابن الأَثير : في أَسماء الله تعالى المُؤْمِنُ ، هو الذي يَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإيمانِ التصديقِ ، أَو يُؤْمِنُهم في القيامة عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف ‏ .
      ‏ المحكم : المُؤْمنُ اللهُ تعالى يُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه ، وهو المهيمن ؛ قال الفارسي : الهاءُ بدلٌ من الهمزة والياء مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج ؛ وقال ثعلب : هو المُؤْمِنُ المصدِّقُ لعبادِه ، والمُهَيْمِنُ الشاهدُ على الشيء القائمُ عليه ‏ .
      ‏ والإيمانُ : الثِّقَةُ ‏ .
      ‏ وما آمنَ أَن يَجِدَ صَحابةً أَي ما وَثِقَ ، وقيل : معناه ما كادَ ‏ .
      ‏ والمأْمونةُ من النساء : المُسْتراد لمثلها ‏ .
      ‏ قال ثعلب : في الحديث الذي جاء ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ ؛ معنى ما آمَنَ بي شديدٌ أَي ينبغي له أَن يُواسيَه ‏ .
      ‏ وآمينَ وأَمينَ : كلمةٌ تقال في إثْرِ الدُّعاء ؛ قال الفارسي : هي جملةٌ مركَّبة من فعلٍ واسم ، معناه اللهم اسْتَّجِبْ لي ، قال : ودليلُ ذلك أَن موسى ، عليه السلام ، لما دعا على فرعون وأَتباعه فقال : رَبَّنا اطْمِسْ على أَموالِهِم واشْدُدْ على قلوبهم ، قال هرون ، عليه السلام : آمِينَ ، فطبَّق الجملة بالجملة ، وقيل : معنى آمينَ كذلك يكونُ ، ويقال : أَمَّنَ الإمامُ تأْميناً إذا ، قال بعد الفراغ من أُمِّ الكِتاب آمين ، وأَمَّنَ فلانٌ تأْميناً ‏ .
      ‏ الزجاج في قول القارئ بعد الفراغ من فاتحة الكتاب آمينَ : فيه لغتان : تقول العرب أَمِينَ بِقَصْرِ الأَلف ، وآمينَ بالمد ، والمدُّ أَكثرُ ، وأَنشد في لغة مَنْ قَصَر : تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ ، إذ سأَلتُه أَمينَ ، فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا وروى ثعلب فُطْحُل ، بضم الفاء والحاء ، أَرادَ زادَ اللهُ ما بيننا بُعْداً أَمين ؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر : سَقَى الله حَيّاً بين صارةَ والحِمَى ، حِمَى فَيْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ أَمِينَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إليهمُ بِخَيْرٍ ، ووَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ وقال عُمَر بن أَبي ربيعة في لغة مَنْ مدَّ آمينَ : يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً ، ويرْحمُ اللهُ عَبْداً ، قال : آمِين ؟

      ‏ قال : ومعناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ ، وقيل : هو إيجابٌ ربِّ افْعَلْ ، قال : وهما موضوعان في موضع اسْمِ الاستحابةِ ، كما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ سُكوتٍ ، قال : وحقُّهما من الإعراب الوقفُ لأَنهما بمنزلة الأَصْواتِ إذا كانا غيرَ مشتقين من فعلٍ ، إلا أَن النون فُتِحت فيهما لالتقاء الساكنين ولم تُكسر النونُ لثقل الكسرة بعد الياء ، كما فتحوا أَينَ وكيفَ ، وتشديدُ الميم خطأٌ ، وهو مبنيٌ على الفتح مثل أَينَ وكيف لاجتماع الساكنين ‏ .
      ‏ قال ابن جني :، قال أَحمد ابن يحيى قولهم آمِينَ هو على إشْباع فتحةِ الهمزة ، ونشأَت بعدها أَلفٌ ، قال : فأَما قول أَبي العباس إنَّ آمِينَ بمنزلة عاصِينَ فإنما يريدُ به أَن الميم خفيفة كصادِ عاصِينَ ، لا يُريدُ به حقيقةَ الجمع ، وكيف ذلك وقد حكي عن الحسن ، رحمه الله ، أَنه ، قال : آمين اسمٌ من أَسماء الله عز وجل ، وأَين لك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير ؟ وقال مجاهد : آمين اسم من أَسماء الله ؛ قال الأَزهري : وليس يصح كما ، قاله عند أَهل اللغة أَنه بمنزلة يا الله وأَضمر اسْتَجِبْ لي ، قال : ولو كان كما ، قال لرُفِعَ إذا أُجْرِي ولم يكن منصوباً ‏ .
      ‏ وروى الأَزهري عن حُمَيْد بن عبد الرحمن عن أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بنت عُقبة في قوله تعالى : واسْتَعِينوا بالصَّبْرِ والصَّلاةِ ، قالت : غُشِيَ على عبد الرحمن بن عوفٍ غَشيةَ ظَنُّوا أَنَّ نفْسَه خرجت فيها ، فخرجت امرأَته أُم كلثوم إلى المسجد تسْتَعين بما أُمِرَتْ أَن تسْتَعينَ به من الصَّبْرِ والصَّلاةِ ، فلما أَفاقَ ، قال : أَغُشِيَ عليَّ ؟، قالوا : نعمْ ، قال : صدَقْتُمْ ، إنه أَتاني مَلَكانِ في غَشْيَتِي فقالا : انْطلِقْ نحاكِمْكَ إلى العزيز الأَمين ، قال : فانطَلَقا بي ، فلقِيَهُما مَلَكٌ آخرُ فقال : وأَين تُرِيدانِ به ؟، قالا : نحاكمه إلى العزيز الأمين ، قال : فارْجِعاه فإن هذا ممن كتَب الله لهم السعادةَ وهم في بطون أُمَّهاتهم ، وسَيُمَتِّعُ الله به نبيَّه ما شاء الله ، قال : فعاش شهراً ثم ماتَ ‏ .
      ‏ والتَّأْمينُ : قولُ آمينَ ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي هريرة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : آمين خاتَمُ ربِّ العالمين على عباده المؤمنين ؛
      ، قال أَبو بكر : معناه أَنه طابَعُ الله على عبادِه لأَنه يَدْفعُ به عنهم الآفات والبَلايا ، فكان كخاتَم الكتاب الذي يَصُونه ويمنع من فسادِه وإظهارِ ما فيه لمن يكره علمه به ووُقوفَه على ما فيه ‏ .
      ‏ وعن أَبي هريرة أَن ؟

      ‏ قال : آمينَ درجةٌ في الجنَّة ؛ قال أَبو بكر : معناه أَنها كلمةٌ يكتَسِبُ بها قائلُها درجةً في الجنة ‏ .
      ‏ وفي حديث بلال : لا تسْبِقْني بآمينَ ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن يكون بلالٌ كان يقرأُ الفاتحةَ في السَّكتةِ الأُولى من سكْتَتَي الإمام ، فربما يبقى عليه منها شيءٌ ورسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قد فرَغ من قراءتِها ، فاسْتَمْهَلَه بلال في التأْمينِ بِقَدْرِ ما يُتِمُّ فيه قراءةَ بقيَّةِ السورة حتى يَنَالَ بركةَ موافَقتِه في التّأْمين .
      "

    المعجم: لسان العرب

  16. بأبأ
    • " الليث : البَأْبَأَةُ قولُ الإِنسان لصاحبهِ بِأَبي أَنـْتَ ، ومعناهُ أَفـْدِيكَ بِأَبي ، فيُشتقُّ من ذلك فعل فيقال : بَأْبَأَ بِهِ .
      قال ومن العربِ من يقول : وابِأَبَا أَنتَ ، جعلوها كلمةً مبنِيَّةً على هذا التأْسيس .
      قال أَبو منصور : وهذا كقوله يَا وَيْلَتَا ، معْناهُ يا وَيْلَتي ، فقلبَ الياءَ أَلفاً ، وكذلكَ يا أَبَتا معناهُ يا أَبَتِي ، وعلى هذا توجه قراءة من قرأَ : يا أَبَتَ إِني ، أَراد يا أَبتا ، وهو يريد يا أَبَتي ، ثم حذفَ الأَلفَ ، ومن ، قالَ يَا بِيَبَا حوَّلَ الهمزة ياءً والأَصل : يَا بِأَبَا معناه يَا بِأَبِي .
      والفعل من هذا بَأْبأَ يُبَأْبِئُ بَأْبَأَةً .
      وبَأْبَأْتُ الصبيَّ وبَأْبأْتُ به : قلتُ له بأَبي أَنتَ وأُمي ؛ قال الراجز : وصاحِبٍ ذِي غَمْرةٍ داجَيْتُه ، بَأْبَأْتُهُ ، وإِنْ أَبَى فَدَّيْتُه ، حَتَّى أَتى الحيَّ ، وما آذَيْتُه وبأْبَأْته أَيضاً ، وبأْبأْتُ به قلتُ له : بَابَا .
      وقالوا : بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا ، قال له : بَابَا .
      وبَأْبَأَهُ الصبيُّ ، إِذا ، قال له : بَابَا .
      وقال الفَرَّاءُ : بَأْبأْتُ بالصبيِّ بِئْباءً إِذا قلتُ له : بِأَبي .
      قال ابنُ جِنِّي : سأَلت أَبا عليّ فقلتُ له : بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ بَأْبأَةً إِذا قلتُ له بابا ، فما مثالُ البَأْبَأَةِ عندكَ الآن ؟ أَتزنها على لفظها في الأَصل ، فتقول مثالها البَقْبَقَةُ بمنزلة الصَّلْصَلةِ والقَلْقَلةِ ؟ فقال : بل أَزِنُها على ما صارَت إليه ، وأَترك ما كانت قبلُ عليه ، فأَقولُ : الفَعْلَلة .
      قال : وهو كما ذكر ، وبه انعقادُ هذا الباب .
      وقال أَيضاً : إِذا قلت بأَبي أَنتَ ، فالباء في أَوَّلِ الاسمِ حرفُ جر بمنزلة اللامِ في قولكَ : للّه انتَ ، فإِذا اشتَقَقْتَ منهُ فِعْلاً اشتقاقاً صَوْتِياًّ اسْتَحَالَ ذلك التقدير فقلت : بَأْبَأْتُ به بِئباءً ، وقد أَكثرت من البَأْبأَة ، فالباء الآن في لفظِ الأصل ، وإِن كان قد عُلم أَنها فيما اشْتُقَّت منهُ زائدةٌ للجَرِّ ؛ وعلى هذا منها البِأَبُ ، فصارَ فِعْلاً من باب سَلِسَ وقَلِقَ ؛

      قال : يا بِأَبِي أَنـْتَ ، ويا فَوْقَ البِأَبْ فالبِأَبُ الآنَ بمنزلةِ الضِّلَعِ والعِنَبِ .
      وَبَأْبَؤُوه : أَظْهَروا لَطافَةً ؛

      قال : إِذا ما القبائِلُ بَأْبَأْنَنا ، * فَماذا نُرَجِّي بِبئْبائِها ؟.
      وكذلك تَبأْبؤُوا عليهِ .
      والبَأْباءُ ، ممدودٌ : تَرْقِيصُ المرأَة ولدَها .
      والبَأْباءُ : زَجْرُ السِّنَّوْر ، وهو الغِسُّ ؛ وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابي لرجلٍ في الخَيْل : وهُنَّ أَهلُ ما يَتمازَيْن ؛ * وهُنَّ أَهلُ ما يُبَأْبَيْن أَي يقال لها : بِأَبي فَرَسِي نَجَّانِي من كذا ؛ وما فيهما صِلة معناه أَنهنَّ ، يعني الخيْلَ ، أَهْلٌ للمُناغاةِ بهذا الكلامِ كما يُرَقَّصُ الصبيُّ ؛ وقوله يَتمازَيْنَ أَي يَتَفاضَلْنَ .
      وبَأْبَأَ الفَحْلُ ، وهو تَرْجِيعُ الباءِ في هَدِيرهِ .
      وبَأْبأَ الرَّجُلُ : أَسْرَعَ .
      وبأْبأْنا أَي أَسْرَعْنا .
      وتَبَأْبأْتُ تَبَأْبُؤاً إِذا عَدَوْتُ .
      والبُؤْبُؤُ : السيِّد الظَّريفُ الخفيفُ .
      قال الجوهري : والبؤْبُؤُ : الأَصلُ ، وقيل الأَصلُ الكريمُ أَو الخَسيسُ .
      وقال شمر : بُؤْبُؤُ الرجلِ : أَصلُهُ .
      وقال أَبو عَمرو : البُؤْبُؤُ : العالِمُ المُعَلِّمُ .
      وفي المحكم : العالمُ مثلُ السُّرْ سُورِ ، يقال : فلان في بُؤْبُؤ الكَرَمِ .
      ويقال : البُؤْبُؤُ إِنسانُ العَيْن .
      وفي التهذيب : البُؤْبُؤُ : عَيْرُ العَيْن .
      وقال ابن خالَوَيْهِ : البؤْبؤُ بلا مَدّ على مثال الفُلْفُل .
      قالَ : البؤْبؤُ : بُؤْبؤُ العَيْنِ ، وأَنشدَ شاهداً على البُؤْبؤِ بمعنى السَّيِّد قولَ الرَّاجز في صفةِ امرأَةٍ : قَدْ فاقَتِ البؤْبُؤَ الْـبُؤَيْبِيَهْ ، والجِلدُ مِنْها غِرْقِئُ القُوَيْقِيَهْ الغِرْقِئُ : قِشْرُ البَيْضة .
      والقُويقِيةُ : كناية عن البَيْضة .
      قال ابنُ خَالَوَيْهِ : البؤْبُؤُ ، بغير مدٍّ : السَّيِّد ، والبُؤَيْبِيَةُ : السيِّدة ، وأَنـْشدَ لجرير : في بؤْبُؤ الـمَجْدِ وبُحْبوحِ الكَرَمْ وأَمـَّا القَالي فإِنهُ أَنْشده : في ضِئْضئِ المـَجْدِ وبُؤْبُوءِ الكَرَمْ وقال : وكذا رأَيتُهُ في شعرِ جرير ؛ قال وعلى هذه الرواية .
      (* قوله « وعلى هذه الرواية إلخ » كذا بالنسخ والمراد ظاهر .) مع ما ذكره الجوهري من كونهِ مثال سُرسُور .
      قال وكأَنهما لغتان ، التهذيب ، وأَنشدَ ابنُ السكيت : ولكِنْ يُبَأْبِئُهُ بُؤْبؤٌ ، * وبِئباؤُهُ حَجَأ أَحْجَؤُ ؟

      ‏ قال ابن السِكِّيت : يُبَأْبِئه : يُفَدِّيه ، بُؤْبُؤٌ : سيدٌ كريمٌ ، بِئبْاؤُهُ : تَفْدِيَتُه ، وحَجَأ : أَي فَرَحٌ ، أَحْجَؤُهُ : أَفْرَحُ بهِ .
      ويقالُ فلانٌ في بُؤْبؤِ صِدقٍ أَي أَصْلِ صِدْقٍ ، وقال : أَنا في بُؤْبؤِ صِدْقٍ ، * نَعَمْ ، وفي أَكْرَمِ أَصْلِ .
      (* قوله « انا في بؤبؤ إلخ » كذا بالنسخ وانظر هل البيت من المجتث وتحرّفت في بؤبؤ عن ببؤبؤ أو اختلس الشاعر كلمة في .)"

    المعجم: لسان العرب

  17. بور
    • " الْبَوارُ : الهلاك ، بارَ بَوْراً وبَواراً وأَبارهم الله ، ورجل بُورٌ ؛ قال عبدالله بن الزَّبَعْري السَّهْمي : يا رسولَ الإِلهِ ، إِنَّ لِساني رَائِقٌ ما فَتَقْتُ ، إِذْ أَنا بُورُ وكذلك الاثنان والجمعُ والمؤنث ‏ .
      ‏ وفي التنزيل : وكنتم قَوْماً بُوراً ؛ وقد يكون بُورٌ هنا جمع بائرٍ مثل حُولٍ وحائلٍ ؛ وحكى الأَخفش عن بعضهم أَنه لغة وليس بجمعٍ لِبائرٍ كما يقال أَنت بَشَرٌ وأَنتم بَشَرٌ ؛ وقيل : رجل بائرٌ وقوم بَوْرٌ ، بفتح الباء ، فهو على هذا اسم للجمع كنائم ونَوْمٍ وصائم وصَوْمٍ ‏ .
      ‏ وقال الفرّاء في قوله : وكنتم قوماً بُوراً ، قال : البُورُ مصدَرٌ يكون واحداً وجمعاً ‏ .
      ‏ يقال : أَصبحت منازلهم بُوراً أَي لا شيء فيها ، وكذلك أَعمال الكفار تبطُلُ ‏ .
      ‏ أَبو عبيدة : رجل بُورٌ ورجلان بُورٌ وقوم بُورٌ ، وكذلك الأُنثى ، ومعناه هالك ‏ .
      ‏ قال أَبو الهيثم : البائِرُ الهالك ، والبائر المجرِّب ، والبائر الكاسد ، وسُوقٌ بائرة أَي كاسدة ‏ .
      ‏ الجوهري : البُورُ الرجل الفاسد الهالك الذي لا خير فيه ‏ .
      ‏ وقد بارَ فلانٌ أَي هلك ‏ .
      ‏ وأَباره الله : أَهلكه ‏ .
      ‏ وفي الحديث : فأُولئك قومٌ بُورٌ ؛ أَي هَلْكَى ، جمع بائر ؛ ومنه حديث عليٍّ : لَوْ عَرَفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه ، وقد ذكرناه في فصل الهمزة في أَبر ‏ .
      ‏ وفي حديث أَسماء في ثقيف : كَذَّابٌ ومُبِيرٌ ؛ أَي مُهْلِكٌ يُسْرِفُ في إِهلاك الناس ؛ يقال : بارَ الرَّجُلُ يَبُور بَوْراً ، وأَبارَ غَيْرَهُ ، فهو مُبِير ‏ .
      ‏ ودارُ البَوارِ : دارُ الهَلاك ‏ .
      ‏ ونزلتْ بَوارِ على الناس ، بكسر الراء ، مثل قطام اسم الهَلَكَةِ ؛ قال أَبو مُكْعِتٍ الأَسدي ، واسمه مُنْقِذ بن خُنَيْسٍ ، وقد ذكر أَن ابن الصاغاني ، قال أَبو معكت اسمه الحرث ابن عمرو ، قال : وقيل هو لمنقذ بن خنيس : قُتِلَتْ فكان تَباغِياً وتَظالُماً ؛ إِنَّ التَّظالُمَ في الصَّدِيقِ بَوارُ والضمير في قتلت ضمير جارية اسمها أَنيسة قتلها بنو سلامة ، وكانت الجارية لضرار بن فضالة ، واحترب بنو الحرث وبنو سلامة من أَجلها ، واسم كان مضمر فيها تقديره : فكان قتلها تباغياً ، فأَضمر القتل لتقدّم قتلت على حدّ قولهم : من كذب كان شرّاً له أَي كان الكذب شرّاً له ‏ .
      ‏ الأَصمعي : بارَ يَبُورُ بَوراً إِذا جَرَّبَ ‏ .
      ‏ والبَوارُ : الكَسَادُ ‏ .
      ‏ وبارَتِ السُّوقُ وبارَتِ البِياعاتُ إِذا كَسَدَتْ تَبُورُ ؛ ومن هذا قيل : نعوذ بالله من بَوارِ الأَيِّمِ أَي كَسَادِها ، وهو أَن تبقى المرأَة في بيتها لا يخطبها خاطب ، من بارت السوق إِذا كسدت ، والأَيِّم التي لا زوج لها وهي مع ذلك لا يرغب فيها أَحد ‏ .
      ‏ والبُورُ : الأَرض التي لم تزرع والمَعَامي المجهولة والأَغفال ونحوها ‏ .
      ‏ وفي كتاب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأُكَيْدِرِ دُومَةَ : ولكُمُ البَوْر والمعامي وأَغفال الأَرض ؛ وهو بالفتح مصدر وصف به ، ويروى بالضم ، وهو جمع البَوارِ ، وهي الأَرض الخراب التي لم تزرع ‏ .
      ‏ وبارَ المتاعُ : كَسَدَ ‏ .
      ‏ وبارَ عَمَلُه : بَطَلَ ‏ .
      ‏ ومنه قوله تعالى : ومَكْرُ أُولئك هُو يَبُورُ ‏ .
      ‏ وبُورُ الأَرض ، بالضم : ما بار منها ولم يُعْمَرْ بالزرع وقال الزجاج : البائر في اللغة الفاسد الذي لا خير فيه ؛ قال : وكذلك أَرض بائرة متروكة من أَن يزرع فيها ‏ .
      ‏ وقال أَبو حنيفة : البَوْرُ ، بفتح الباء وسكون الواو ، الأَرض كلها قبل أَن تستخرج حتى تصلح للزرع أَو الغرس ‏ .
      ‏ والبُورُ : الأَرض التي لم تزرع ؛ عن أَبي عبيد وهو في الحديث ‏ .
      ‏ ورجل حائر بائر : يكون من الكسل ويكون من الهلاك ‏ .
      ‏ وفي التهذيب : رجل حائر بائر ، لا يَتَّجِهُ لِشَيءٍ ضَالٌّ تائِهٌ ، وهو إِتباع ، والابتيار مثله ‏ .
      ‏ وفي حديث عمر : الرجال ثلاثة ، فرجل حائر بائر إِذا لم يتجه لشيء ‏ .
      ‏ ويقال للرجل إِذا قذف امرأَة بنفسه : إِنه فجر بها ، فإِن كان كاذباً فقد ابْتَهَرَها ، وإِن كان صادقاً فهو الابْتِيَارُ ، بغير همز ، افتعال من بُرْتُ الشيءَ أَبُورُه إِذا خَبَرْتَه ؛ وقال الكميت : قَبِيحٌ بِمِثْليَ نَعْتُ الفَتَا ةِ ، إِمَّا ابْتِهَاراً وإِمَّا ابْتِيارا يقول : إِما بهتاناً وإِما اختباراً بالصدق لاستخراج ما عندها ، وقد ذكرناه في بهر ‏ .
      ‏ وبارَهُ بَوْراً وابْتَارَهُ ، كلاهما : اختبره ؛ قال مالك بن زُغْبَةَ : بِضَربٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه ، وطَعْنٍ كَإِيزاغِ المَخاضِ تَبُورُه ؟

      ‏ قال أَبو عبيد : كإِيزاغ المخاض يعني قذفها بأَبوالها ، وذلك إِذا كانت حوامل ، شبه خروج الدم برمي المخاض أَبوالها ‏ .
      ‏ وقوله : تبورها تختبرها أَنت حتى تعرضها على الفحل ، أَلاقح هي أَم لا ؟ وبار الفحل الناقة يَبُورها بَوْراً ويَبْتَارُها وابْتَارَها : جعل يتشممها لينظر أَلاقح هي أَم حائل ، وأَنشد بيت مالك بن زغبة أَيضاً ‏ .
      ‏ الجوهري : بُرْتُ الناقةَ أَبورُها بَوْراً عَرَضتَها على الفحل تنظر أَلاقح هي أَم لا ، لأَنها إِذا كانت لاقحاً بالت في وجه الفحل إِذا تشممها ؛ ومنه قولهم : بُرْ لي ما عند فلان أَي اعلمه وامتحن لي ما في نفسه ‏ .
      ‏ وفي الحديث أَن داود سأَل سليمان ، عليهما السلام ، وهو يَبْتَارُ عِلْمَهُ أَي يختبره ويمتحنه ؛ ومنه الحديث : كُنَّا نَبُورُ أَوْلادَنا بحب عَليٍّ ، عليه السلام ‏ .
      ‏ وفي حديث علقمة الثقفيّ : حتى والله ما نحسب إلاّ أَن ذلك شيء يُبْتارُ به إِسلامنا ‏ .
      ‏ وفَحْلٌ مِبْوَرٌ : عالم بالحالين من الناقة ‏ .
      ‏ قال ابن سيده : وابنُ بُورٍ حكاه ابن جني في الإِمالة ، والذي ثبت في كتاب سيبويه ابن نُور ، بالنون ، وهو مذكور في موضعه ‏ .
      ‏ والبُورِيُّ والبُورِيَّةُ والبُورِيَاءُ والباريُّ والبارِياءُ والبارِيَّةُ : فارسي معرب ، قيل : هو الطريق ، وقيل : الحصير المنسوج ، وفي الصحاح : التي من القصب ‏ .
      ‏ قال الأَصمعي : البورياء بالفارسية وهو بالعربية بارِيٌّ وبورِيٌّ ؛

      وأَنشد للعجاج يصف كناس الثور : كالخُصّ إِذْ جَلَّلَهُ البَارِيّ ؟

      ‏ قال : وكذلك البَارِيَّةُ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : كان لا يرى بأْساً بالصلاة على البُورِيّ ؛ هي الحصير المعمول من القصب ، ويقال فيها بارِيَّةٌ وبُورِياء .
      "

    المعجم: لسان العرب

  18. أمم
    • " الأمُّ ، بالفتح : القَصْد .
      أَمَّهُ يَؤُمُّه أَمّاً إِذا قَصَدَه ؛ وأَمَّمهُ وأْتَمَّهُ وتَأَمَّمَهُ ويَنمَّه وتَيَمَّمَهُ ، الأَخيراتان على البَدل ؛

      قال : فلم أَنْكُلْ ولم أَجْبُنْ ، ولكنْ يَمَمْتُ بها أَبا صَخْرِ بنَ عَمرو ويَمَّمْتُه : قَصَدْته ؛ قال رؤبة : أَزْهَر لم يُولَدْ بنَجْم الشُّحِّ ، مُيَمَّم البَيْت كَرِيم السِّنْحِ (* قوله « أزهر إلخ » تقدم في مادة سنح على غير هذا الوجه ).
      وتَيَمَّمْتُهُ : قَصَدْته .
      وفي حديث ابن عمر : مَن كانت فَتْرَتُهُ إِلى سُنَّةٍ فَلأَمٍّ ما هو أَي قَصْدِ الطريق المُسْتقيم .
      يقال : أَمَّه يَؤمُّه أَمّاً ، وتأَمَّمَهُ وتَيَمَّمَه .
      قال : ويحتمل أَن يكون الأَمُّ أُقِيم مَقام المَأْمُوم أَي هو على طريق ينبغي أَن يُقْصد ، وإِن كانت الرواية بضم الهمزة ، فإِنه يرجع إِلى أَصله (* قوله « إلى أصله إلخ » هكذا في الأصل وبعض نسخ النهاية وفي بعضها إلى ما هو بمعناه باسقاط لفظ أصله ).
      ما هو بمعناه ؛ ومنه الحديث : كانوا يَتَأَمَّمُون شِرارَ ثِمارِهم في الصدَقة أَي يَتَعَمَّدون ويَقْصِدون ، ويروى يَتَيَمَّمون ، وهو بمعناه ؛ ومنه حديث كعب بن مالك : وانْطَلَقْت أَتَأَمَّمُ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وفي حديث كعب بن مالك : فتَيمَّمت بها التَّنُّور أَي قَصَدت .
      وفي حديث كعب بن مالك : ثم يُؤمَرُ بأَمِّ الباب على أَهْلِ النار فلا يخرج منهم غَمٌّ أَبداً أَي يُقْصَد إِليه فَيُسَدُّ عليهم .
      وتَيَمَّمْت الصَّعيد للصلاة ، وأَصلُه التَّعَمُّد والتَّوَخِّي ، من قولهم تَيَمَّمْتُك وتَأَمَّمْتُك .
      قال ابن السكيت : قوله : فَتَيَمَّمُوا صعِيداً طيِّباً ، أَي اقْصِدوا لصَعِيد طيِّب ، ثم كَثُر استعمالُهم لهذه الكلِمة حتى صار التَّيَمُّم اسماً علَماً لِمَسْح الوَجْه واليَدَيْن بالتُّراب .
      ابن سيده : والتَّيَمُّم التَّوَضُّؤ بالتُّراب على البَدل ، وأَصْله من الأَول لأَنه يقصِد التُّراب فيَتَمَسَّحُ به .
      ابن السكيت : يقال أَمَمْتُه أَمًّا وتَيَمَّمته تَيَمُّماً وتَيَمَّمْتُه يَمامَةً ، قال : ولا يعرف الأَصمعي أَمَّمْتُه ، بالتشديد ، قال : ويقال أَمَمْتُه وأَمَّمْتُه وتَأَمَّمْتُه وتَيَمَّمْتُه بمعنى واحد أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته .
      قال : والتَّيَمُّمُ بالصَّعِيد مأْخُوذ من هذا ، وصار التيمم عند عَوامّ الناس التَّمَسُّح بالتراب ، والأَصلُ فيه القَصْد والتَّوَخِّي ؛ قال الأَعشى : تَيَمَّمْتُ قَيْساً وكم دُونَه ، من الأَرض ، من مَهْمَهٍ ذي شزَنْ وقال اللحياني : يقال أَمُّو ويَمُّوا بمعنى واحد ، ثم ذكَر سائر اللغات .
      ويَمَّمْتُ المَرِيضَ فَتَيَمَّم للصلاة ؛ وذكر الجوهري أَكثر ذلك في ترجمة يمم بالياء .
      ويَمَّمْتُه بِرُمْحي تَيْمِيماً أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته دون مَن سواه ؛ قال عامر بن مالك مُلاعِب الأَسِنَّة : يَمَّمْتُه الرُّمْح صَدْراً ثم قلت له : هَذِي المُرُوءةُ لا لِعْب الزَّحالِيقِ وقال ابن بري في ترجمة يَمم : واليَمامة القَصْد ؛ قال المرَّار : إِذا خَفَّ ماءُ المُزْن عنها ، تَيَمَّمَتْ يَمامَتَها ، أَيَّ العِدادِ تَرُومُ وجَمَلٌ مِئمٌّ : دَلِيلٌ هادٍ ، وناقة مِئَمَّةٌ كذلك ، وكلُّه من القَصْد لأَن الدَّليلَ الهادي قاصدٌ .
      والإِمَّةُ : الحالةُ ، والإِمَّة والأُمَّةُ : الشِّرعة والدِّين .
      وفي التنزيل العزيز : إِنَّا وجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ ؛ قاله اللحياني ، وروي عن مجاهد وعمر بن عبد العزيز : على إِمَّةٍ .
      قال الفراء : قرئ إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ ، وهي مثل السُّنَّة ، وقرئ على إِمَّةٍ ، وهي الطريقة من أَمَمْت .
      يقال : ما أَحسن إِمَّتَهُ ، قال : والإِمَّةُ أيضاً النَّعِيمُ والمُلك ؛

      وأَنشد لعديّ بن زيد : ثم ، بَعْدَ الفَلاح والمُلك والإِمْــــمَةِ ، وارَتْهُمُ هناك القُبور ؟

      ‏ قال : أَراد إِمامَة المُلك ونَعِيمه .
      والأُمَّةُ والإِمَّةُ : الدَّينُ .
      قال أَبو إِسحق في قوله تعالى : كان الناسُ أُمَّةً واحدةً فبعَث اللهُ النَّبِيِّين مُبَشِّرين ومُنْذِرين ، أي كانوا على دينٍ واحد .
      قال أَبو إِسحق : وقال بعضهم في معنى الآية : كان الناس فيما بين آدم ونوح كُفّاراً فبعَث الله النبيِّين يُبَشِّرون من أَطاع بالجنة ويُِنْذِرون من عَصى بالنار .
      وقال آخرون : كان جميع مَن مع نوح في السفينة مؤمناً ثم تفرَّقوا من بعد عن كُفر فبعث الله النبيِّين .
      وقال آخرون : الناسُ كانوا كُفّاراً فبعث الله إبراهيم والنَّبيِّين من بعدهِ .
      قال أَبو منصور (* قوله « قال أبو منصور إلخ » هكذا في الأصل ، ولعله ، قال أبو منصور : الأمة فيما فسروا إلخ ): فيما فسَّروا يقع على الكُفَّار وعلى المؤمنين .
      والأُمَّةُ : الطريقة والدين .
      يقال : فلان لا أُمَّةَ له أَي لا دِينَ له ولا نِحْلة له ؛ قال الشاعر : وهَلْ يَسْتَوي ذو أُمَّةٍ وكَفُورُ ؟ وقوله تعالى : كُنْتُمْ خير أُمَّةٍ ؛ قال الأَخفش : يريد أَهْل أُمّةٍ أَي خير أَهْلِ دينٍ ؛

      وأَنشد للنابغة : حَلَفْتُ فلم أَتْرُكْ لِنَفْسِك رِيبةً ، وهل يأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ ؟ والإِمَّةُ : لغة في الأُمَّةِ ، وهي الطريقة والدينُ .
      والإِمَّة : النِّعْمة ؛ قال الأَعشى : ولقد جَرَرْتُ لك الغِنى ذا فاقَةٍ ، وأَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَها والإِمَّةُ : الهَيْئة ؛ عن اللحياني .
      والإِمَّةُ أَيضاً : الحالُ والشأْن .
      وقال ابن الأَعرابي : الإِمَّةُ غَضارةُ العَيش والنعْمةُ ؛ وبه فسر قول عبد الله بن الزبير ، رضي الله عنه : فهلْ لكُمُ فيكُمْ ، وأَنْتُم بإِمَّةٍ عليكم عَطاءُ الأَمْنِ ، مَوْطِئُكم سَهْلُ والإِمَّةُ ، بالكسر : العَيْشُ الرَّخِيُّ ؛ يقال : هو في إِمَّةٍ من العَيْش وآمَةٍ أَي في خِصْبٍ .
      قال شمر : وآمَة ، بتخفيف الميم : عَيْب ؛ وأَنشد : مَهْلاً ، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْلاً إِنَّ فيما قلتَ آمَهْ

      ويقال : ما أَمّي وأَمُّه وما شَكْلي وشَكله أَي ما أَمْري وأَمْره لبُعْده مني فلِمَ يَتعرَّض لي ؟ ومنه قول الشاعر : فما إِمِّي وإمُّ الوَحْشِ لَمَّا تَفَرَّعَ في ذُؤابَتِيَ المُشيبُ يقول : ما أَنا وطَلَب الوَحْش بعدما كَبِرْت ، وذكر الإِمِّ حَشْو في البيت ؛ قال ابن بري : ورواه بعضهم وما أَمِّي وأَمُّ الوَحْش ، بفتح الهمزة ، والأَمُّ : القَصْد .
      وقال ابن بُزُرْج :، قالوا ما أَمُّك وأَمّ ذات عِرْق أَي أَيْهاتَ منك ذاتُ عِرْق .
      والأَمُّ : العَلَم الذي يَتْبَعُه الجَيْش .
      ابن سيده : والإِمَّة والأُمَّة السُّنَّةُ .
      وتَأَمَّم به وأْتَمَّ : جعله أَمَّةً .
      وأَمَّ القومَ وأَمَّ بهم : تقدَّمهم ، وهي الإِمامةُ .
      والإِمامُ : كل من ائتَمَّ به قومٌ كانوا على الصراط المستقيم أَو كانوا ضالِّين .
      ابن الأَعرابي في قوله عز وجل : يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهْم ، قالت طائفة : بكتابهم ، وقال آخرون : بنَبيّهم وشَرْعهم ، وقيل : بكتابه الذي أَحصى فيه عَمَله .
      وسيدُنا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، إِمامُ أُمَّتِه ، وعليهم جميعاً الائتمامُِ بسُنَّته التي مَضى عليها .
      ورئيس القوم : أَمِّهم .
      ابن سيده : والإِمامُ ما ائْتُمَّ به من رئيسٍ وغيرِه ، والجمع أَئِمَّة .
      وفي التنزيل العزيز : فقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفْر ، أَي قاتِلوا رؤساءَ الكُفْر وقادَتَهم الذين ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لهم .
      الأَزهري : أَكثر القُراء قَرَؤوا أَيِمَّة الكُفْرِ ، بهمزة واحدة ، وقرأَ بعضهم أَئمَّةَ ، بهمزيتن ، قال : وكل ذلك جائز .
      قال ابن سيده : وكذلك قوله تعالى : وجَعلْناهم أَيِمَّةً يَدْعون إِلى النارِ ، أَي مَن تَبِعَهم فهو في النار يوم القيامة ، قُلبت الهمزة ياء لثِقَلها لأَنها حرف سَفُل في الحَلْق وبَعُد عن الحروف وحَصَل طرَفاً فكان النُّطْق به تكَلُّفاً ، فإِذا كُرِهت الهمزة الواحدة ، فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن ورَفْضِهما لاسِيَّما إِذا كانتا مُصْطَحِبتين غير مفرَّقتين فاءً وعيناً أَو عيناً ولاماً أَحرى ، فلهذا لم يأْت في الكلام لفظةٌ توالتْ فيها هَمْزتان أَصلاً البتَّة ؛ فأَما ما حكاه أَبو زيد من قولهم دَريئة ودَرائئٌ وخَطيئة وخَطائيٌ فشاذٌّ لا يُقاس عليه ، وليست الهمزتان أَصْلَين بل الأُولى منهما زائدة ، وكذلك قراءة أَهل الكوفة أَئمَّة ، بهمزتين ، شاذ لا يقاس عليه ؛ الجوهري : الإِمامُ الذي يُقْتَدى به وجمعه أَيِمَّة ، وأَصله أَأْمِمَة ، على أَفْعِلة ، مثل إِناء وآنِيةٍ وإِلَه وآلِهةٍ ، فأُدغمت الميم فنُقِلَت حركتُها إلى ما قَبْلَها ، فلما حَرَّْكوها بالكسر جعلوها ياء ، وقرئ أَيِمَّة الكُفْر ؛ قال الأَخفش : جُعلت الهمزة ياء ، وقرئ أَيِمَّة الكُفْر ؛ قال الأَخفش : جُعلت الهمزة ياء لأَنها في موضع كَسْر وما قبلها مفتوح فلم يَهمِزُوا لاجتماع الهمزتين ، قال : ومن كان رَأْيه جمع الهمزتين همَز ، قال : وتصغيرها أُوَيْمة ، لما تحرّكت الهمزة بالفتحة قلبها واواً ، وقال المازني أُيَيْمَة ولم يقلِب ، وإِمامُ كلِّ شيء : قَيِّمُهُ والمُصْلِح له ، والقرآنُ إِمامُ المُسلمين ، وسَيدُنا محمد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إِمام الأَئِمَّة ، والخليفة إمام الرَّعِيَّةِ ، وإِمامُ الجُنْد قائدهم .
      وهذا أَيَمٌّ من هذا وأَوَمُّ من هذا أَي أَحسن إمامةً منه ، قَلَبوها إِلى الياء مرَّة وإِلى الواو أُخرى كَراهِية التقاء الهمزتين .
      وقال أَبو إِسحق : إِذا فضَّلنا رجُلاً في الإِمامةِ قلنا : هذا أَوَمُّ من هذا ، وبعضهم يقول : هذا أَيَمُّ من هذا ، قال : والأَصل في أَئمَّة أَأْمِمَة لأَنه جمع إِمامٍ مثل مِثال وأَمْثِلة ولكنَّ المِيمَيْن لمَّا اجتمعتا أُدغمت الأُولى في الثانية وأُلقيت حركتها على الهمزة ، فقيل أَئِمَّة ، فأَبدلت العرب من الهمزة المكسورة الياء ، قال : ومن ، قال هذا أَيَمُّ من هذا ، جعل هذه الهمزة كلَّما تحركت أَبدل منها ياء ، والذي ، قال فلان أَوَمُّ من هذا كان عنده أَصلُها أَأَمُّ ، فلم يمكنه أَن يبدل منها أَلفاً لاجتماع الساكنين فجعلها واواً مفتوحة ، كما ، قال في جمع آدَم أَوادم ، قال : وهذا هو القياس ، قال : والذي جَعَلها ياء ، قال قد صارت الياءُ في أَيِمَّة بدلاً لازماً ، وهذا مذهب الأَخفش ، والأَول مذهب المازني ، قال : وأَظنه أَقْيَس المذهَبين ، فأَما أَئمَّة باجتماع الهمزتين فإِنما يُحْكى عن أَبي إِسحق ، فإِنه كان يُجيز اجتماعَهما ، قال : ولا أَقول إِنها غير جائزة ، قال : والذي بَدَأْنا به هو الاختيار .
      ويقال : إِمامُنا هذا حَسَن الإِمَّة أَي حَسَن القِيام بإِمامته إِذا صلَّى بنا .
      وأَمَمْتُ القومَ في الصَّلاة إِمامةً .
      وأْتمّ به أَي اقْتَدَى به .
      والإِمامُ : المِثالُ ؛ قال النابغة : أَبوه قَبْلَه ، وأَبو أَبِيه ، بَنَوْا مَجْدَ الحيَاة على إِمامِ وإِمامُ الغُلام في المَكْتَب : ما يَتعلَّم كلَّ يوم .
      وإِمامُ المِثال : ما امْتُثِلَ عليه .
      والإِمامُ : الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البناء فيُبْنَي عليه ويُسَوَّى عليه سافُ البناء ، وهو من ذلك ؛

      قال : وخَلَّقْتُه ، حتى إِذا تمَّ واسْتَوى كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ أَي كهذا الخَيْط المَمْدود على البِناء في الامِّلاسِ والاسْتِواء ؛ يصف سَهْماً ؛ يدل على ذلك قوله : قَرَنْتُ بِحَقْوَيْه ثَلاثاً فلم يَزِغُ ، عن القَصْدِ ، حتى بُصِّرَتْ بِدِمامِ وفي الصحاح : الإِمامُ خشبة البنَّاء يُسَوِّي عليها البِناء .
      وإِمامُ القِبلةِ : تِلْقاؤها .
      والحادي : إمامُ الإِبل ، وإِن كان وراءها لأَنه الهادي لها .
      والإِمامُ : الطريقُ .
      وقوله عز وجل : وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ ، أَي لَبِطريق يُؤَمُّ أَي يُقْصَد فَيُتَمَيَّز ، يعني قومَ لوط وأَصحابَ الأَيكةِ .
      والإِمامُ : الصُّقْعُ من الطريق والأَرض .
      وقال الفراء : وإِنهما لَبِإِمامٍ مُبين ، يقول : في طَريق لهم يَمُرُّون عليها في أَسْفارِهم فَجعل الطَّريقَ إِماماً لأَنه يُؤم ويُتَّبَع .
      والأَمامُ : بمعنى القُدّام .
      وفلان يَؤمُّ القومَ : يَقْدُمهم .
      ويقال : صَدْرك أَمامُك ، بالرفع ، إِذا جَعَلْته اسماً ، وتقول : أَخوك أَمامَك ، بالنصب ، لأَنه صفة ؛ وقال لبيد فَجَعله اسماً : فَعَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسِبُ أَنه مَوْلَى المَخافَةِ : خَلْفُها وأَمامُها (* قوله « فعدت كلا الفرجين » هو في الأصل بالعين المهملة ووضع تحتها عيناً صغيرة ، وفي الصحاح في مادة ولي بالغين المعمجة ومثله في التكلمة في مادة فرج ، ومثله كذلك في معلقة لبيد ).
      يصف بَقَرة وَحْشِية ذَعَرها الصائدُ فَعَدَتْ .
      وكِلا فَرْجَيها : وهو خَلْفُها وأَمامُها .
      تَحْسِب أَنه : الهاء عِمادٌ .
      مَوْلَى مَخافَتِها أَي وَلِيُّ مَخافَتِها .
      وقال أَبو بكر : معنى قولهم يَؤُمُّ القَوْمَ أَي يَتَقَدَّمُهم ، أُخِذ من الأَمامِ .
      يقال : فُلانٌ إِمامُ القوم ؛ معناه هو المتقدّم لهم ، ويكون الإِمامُ رئِسياً كقولك إمامُ المسلمين ، ويكون الكتابَ ، قال الله تعالى : يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهم ، ويكون الإِمامُ الطريقَ الواضحَ ؛ قال الله تعالى : وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ ، ويكون الإِمامُ المِثالَ ، وأَنشد بيت النابغة : بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ على إِمامِ معناه على مِثال ؛ وقال لبيد : ولكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمامُها والدليل : إِمامُ السَّفْر .
      وقوله عز وجل : وجَعَلْنا للمُتَّقِين إِماماً ؛ قال أَبو عبيدة : هو واحد يَدُلُّ على الجمع كقوله : في حَلْقِكم عَظْماً وقد شُجِينا وإِنَّ المُتَّقِين في جَنَّات ونَهَرٍ .
      وقل : الإِمامُ جمع آمٍّ كصاحِبٍ وصِحابٍ ، وقيل : هو جمع إِمامٍ ليس على حَدِّ عَدْلٍ ورِضاً لأَنهم ق ؟

      ‏ قالوا إِمامان ، وإِنما هو جمع مُكَسَّر ؛ قال ابن سيده : أَنْبأَني بذلك أَبو العَلاء عن أَبي علي الفارسي ، قال : وقد استعمل سيبويه هذا القياسَ كثيراً ، قال : والأُمَّةُ الإِمامُ .
      الليث : الإِمَّةُ الائتِمامُ بالإِمامِ ؛ يقال : فُلانٌ أَحقُّ بإِمَّةِ هذا المسجد من فُلان أَي بالإِمامة ؛ قال أَبو منصور : الإِمَّة الهَيْئةُ في الإِمامةِ والحالةُ ؛ يقال : فلان حَسَن الإِمَّةِ أَي حَسَن الهَيْئة إِذا أَمَّ الناسَ في الصَّلاة ، وقد ائتَمَّ بالشيء وأْتَمَى به ، على البدَل كراهية التضعيف ؛

      وأَنشد يعقوب : نَزُورُ امْرأً ، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقِي ، وأَمّا بفعلِ الصَّالحين فَيَأْتَمِي والأُمَّةُ : القَرْن من الناس ؛ يقال : قد مَضَتْ أُمَمٌ أَي قُرُونٌ .
      وأُمَّةُ كل نبي : مَن أُرسِل إِليهم من كافر ومؤمنٍ .
      الليث : كلُّ قوم نُسِبُوا إِلى نبيّ فأُضيفوا إِليه فَهُمْ أُمَّتُه ، وقيل : أُمة محمد ، صلى الله عليهم وسلم ، كلُّ مَن أُرسِل إِليه مِمَّن آمَن به أَو كَفَر ، قال : وكل جيل من الناس هم أُمَّةٌ على حِدَة .
      وقال غيره : كلُّ جِنس من الحيوان غير بني آدم أُمَّةٌ على حِدَة ، والأُمَّةُ : الجِيلُ والجِنْسُ من كل حَيّ .
      وفي التنزيل العزيز : وما من دابَّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجناحَيْه إلاَّ أُمَمٌ أَمثالُكم ؛ ومعنى قوله إلاَّ أُمَمٌ أمثالُكم في مَعْنىً دون مَعْنىً ، يُريدُ ، والله أعلم ، أن الله خَلَقَهم وتَعَبَّدَهُم بما شاء أن يَتَعَبَّدَهُم من تسْبيح وعِبادةٍ عَلِمها منهم ولم يُفَقِّهْنا ذلك .
      وكل جنس من الحيوان أُمَّةٌ .
      وفي الحديث : لولا أنَّ الكِلاب أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأَمَرْت بقَتْلِها ، ولكن اقْتُلوا منها كل أَسْوَد بَهيم ، وورد في رواية : لولا أنها أُمَّةٌ تُسَبِّحُ لأَمَرْت بقَتْلِها ؛ يعني بها الكلاب .
      والأُمُّ : كالأُمَّةِ ؛ وفي الحديث : إن أَطاعُوهما ، يعني أبا بكر وعمر ، رَشِدوا ورَشَدت أُمُّهم ، وقيل ، هو نَقِيضُ قولهم هَوَتْ أُمُّه ، في الدُّعاء عليه ، وكل مَن كان على دينِ الحَقِّ مُخالفاً لسائر الأَدْيان ، فهو أُمَّةٌ وحده .
      وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمن ، على نبينا وعليه السلام ، أُمَّةً ؛ والأُمَّةُ : الرجل الذي لا نظِير له ؛ ومنه قوله عز وجل : إن إبراهيم كان أُمَّةً قانِتاً لله ؛ وقال أبو عبيدة : كان أُمَّةً أي إماماً .
      أَبو عمرو الشَّيباني : إن العرب تقول للشيخ إذا كان باقِيَ القوّة : فلان بإِمَّةٍ ، معناه راجع إلى الخير والنِّعْمة لأن بَقاء قُوّتِه من أَعظم النِّعْمة ، وأصل هذا الباب كله من القَصْد .
      يقال : أَمَمْتُ إليه إذا قَصَدْته ، فمعنى الأُمَّة في الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد واحد ، ومعنى الإمَّة في النِّعْمة إنما هو الشيء الذي يَقْصِده الخلْق ويَطْلُبونه ، ومعنى الأُمَّة في الرجُل المُنْفَرد الذي لا نَظِير له أن قَصْده منفرد من قَصْد سائر الناس ؛ قال النابغة : وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ ويروي : ذو إمَّةٍ ، فمن ، قال ذو أُمَّةٍ فمعناه ذو دينٍ ومن ، قال ذو إمَّةٍ فمعناه ذو نِعْمة أُسْدِيَتْ إليه ، قال : ومعنى الأُمَّةِ القامة (* قوله « وأم عيال قد شهدت » تقدم هذا البيت في مادة حتر على غير هذا الوجه وشرح هناك ).
      وأُمُّ الكِتاب : فاتِحَتُه لأَنه يُبْتَدَأُ بها في كل صلاة ، وقال الزجاج : أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكتاب ، وقيل : اللَّوْحُ المحفوظ .
      التهذيب : أُمُّ الكتاب كلُّ آية مُحْكَمة من آيات الشَّرائع والأَحْكام والفرائض ، وجاء في الحديث : أنَّ أُم الكِتاب هي فاتحة الكتاب لأنها هي المُقَدَّمة أَمامَ كلِّ سُورةٍ في جميع الصلوات وابْتُدِئ بها في المُصْحف فقدِّمت وهي (* قوله « وأم شملة الشمس » كذا بالأصل هنا ، وتقدم في مادة شمل : أن أم شملة كنية الدنيا والخمر )، وأُمُّ الخُلْفُف الداهيةُ ، وأُمُّ رُبَيقٍ الحَرْبُ ، وأُم لَيْلى الخَمْر ، ولَيْلى النَّشْوة ، وأُمُّ دَرْزٍ الدنيْا ، وأُم جرذان النخلة ، وأُم رَجيه النحلة ، وأُمُّ رياح الجرادة ، وأُمُّ عامِرٍ المقبرة ، وأُمُّ جابر السُّنْبُلة ، وأُمُّ طِلْبة العُقابُ ، وكذلك شَعْواء ، وأُمُّ حُبابٍ الدُّنيا ، وهي أُمُّ وافِرَةَ ، وأُمُّ وافرة البيره (* قوله « وأم خبيص إلخ »، قال شارح القاموس قبلها : ويقال للنخلة أيضاً أم خبيص ألى آخر ما هنا ، لكن في القاموس : أم سويد وأم عزم بالكسر وأم طبيخة كسكينة في باب الجيم الاست )، وأُم سمحة العنز ، ويقال للقِدْر : أُمُّ غياث ، وأُمُّ عُقْبَة ، وأُمُّ بَيْضاء ، وأُمُّ رسمة ، وأُمُّ العِيَالِ ، وأُمُّ جِرْذان النَّخْلة ، وإذا سميت رجُلاً بأُمِّ جِرْذان لم تَصْرِفه ، وأُمُّ خبيص (* قوله « وهي النار إلخ » كذا بالأصل ولعله هي النار يهوي فيها من إلخ ).
      يَهْوِي مَن أُدْخِلَها أي يَهْلِك ، وقيل : فَأُمُّ رأْسه هاوِيَة فيها أي ساقِطة .
      وفي الحديث : اتَّقوا الخَمْر فإنها أُمُّ الخَبائث ؛ وقال شمر : أُمُّ الخبائث التي تَجْمَع كلَّ خَبيث ، قال : وقال الفصيح في أَعراب قيس إذا قيل أُمُّ الشَّرِّ فهي تَجْمَع كل شرٍّ على وَجْه الأرض ، وإذا قيل أُمُّ الخير فهي تجمع كلَّ خَيْر .
      ابن شميل : الأُمُّ لكل شيء هو المَجْمَع والمَضَمُّ .
      والمَأْمُومُ من الإبِل : الذي ذهَب وَبَرهُ عن ظَهْره من ضَرْب أو دَبَرٍ ؛ قال الراجز : ليس بذِي عَرْكٍ ولا ذِي ضَبِّ ، ولا بِخَوّارٍ ولا أَزَبِّ ، ولا بمأْمُومٍ ولا أَجَبِّ

      ويقال للبعير العَمِدِ المُتَأَكِّل السَّنامِ : مَأْمُومٌ .
      والأُمِّيّ : الذي لا يَكْتُبُ ، قال الزجاج : الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه ، وفي التنزيل العزيز : ومنهم أُمِّيُّون لا يَعلَمون الكتابَ إلاّ أَمَانِيَّ ؛ قال أَبو إسحق : معنى الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ ، فهو في أَنه لا يَكتُب أُمِّيٌّ ، لأن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلى ما يُولد عليه أي على ما وَلَدَته أُمُّهُ عليه ، وكانت الكُتَّاب في العرب من أَهل الطائف تَعَلَّموها من رجل من أهل الحِيرة ، وأَخذها أَهل الحيرة عن أَهل الأَنْبار .
      وفي الحديث : إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُب ولا نَحْسُب ؛ أَراد أَنهم على أَصل ولادة أُمِّهم لم يَتَعَلَّموا الكِتابة والحِساب ، فهم على جِبِلَّتِهم الأُولى .
      وفي الحديث : بُعِثتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيَّة ؛ قيل للعرب الأُمِّيُّون لأن الكِتابة كانت فيهم عَزِيزة أَو عَديمة ؛ ومنه قوله : بَعَثَ في الأُمِّيِّين رسولاً منهم .
      والأُمِّيُّ : العَييّ الجِلْف الجافي القَليلُ الكلام ؛

      قال : ولا أعُودِ بعدَها كَرِيّا أُمارسُ الكَهْلَةَ والصَّبيَّا ، والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا قيل له أُمِّيٌّ لأنه على ما وَلَدَته أُمُّه عليه من قِلَّة الكلام وعُجْمَة اللِّسان ، وقيل لسيدنا محمدٍ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، الأُمِّي لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب ولا تَقْرَأ المَكْتُوبَ ، وبَعَثَه الله رسولاً وهو لا يَكْتُب ولا يَقْرأُ من كِتاب ، وكانت هذه الخَلَّة إحْدَى آياته المُعجِزة لأَنه ، صلى الله عليه وسلم ، تَلا عليهم كِتابَ الله مَنْظُوماً ، تارة بعد أُخْرَى ، بالنَّظْم الذي أُنْزِل عليه فلم يُغَيِّره ولم يُبَدِّل أَلفاظَه ، وكان "


    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: