وصف و معنى و تعريف كلمة بالأهاضيب:


بالأهاضيب: كلمة تتكون من تسع أحرف تبدأ بـ باء (ب) و تنتهي بـ باء (ب) و تحتوي على باء (ب) و ألف (ا) و لام (ل) و ألف همزة (أ) و هاء (ه) و ألف (ا) و ضاد (ض) و ياء (ي) و باء (ب) .




معنى و شرح بالأهاضيب في معاجم اللغة العربية:



بالأهاضيب

جذر [اهضب]

  1. أَهَاضيبُ: (اسم)
    • أَهَاضيبُ : جمع أُهْضُوبَةُ
  2. أهاضِيْبُ: (اسم)
    • أهاضِيْبُ : جمع هَضْبَةُ
,
  1. نَطْلُ
    • ـ نَطْلُ : ما على طُعْمِ العِنَبِ من القِشْرِ ، وما يُرْفَعُ من نَقيعِ الزَّبيبِ بعدَ السُّلافِ .
      ـ ناطِلُ : الجُرْعَةُ من الماءِ واللَّبَنِ والنَّبيذِ ، والفَضْلَةُ تَبْقَى في المِكْيَالِ ، والخَمْرُ ومِكْيالُها ، كالنَّيْطَلِ .
      ـ ما ظَفِرْتُ بناطِلٍ : بشيءٍ .
      ـ نَطَلَ الخَمْرَ : عَصَرَها .
      ـ نَطَلَ رَأسَ العَليلِ بالنَّطولِ : جَعَلَ الماءَ المَطْبوخَ بالأَدْويةِ في كوزٍ ، ثم صَبَّهُ عليه قَليلاً قَليلاً .
      ـ نِطْلُ : خُثارَةُ الشَّرابِ .
      ـ نُطْلَةُ : الجُرْعَةُ ، وما أخْرَجْتَهُ من فَمِ السِّقاءِ بِيدِك .
      ـ نَيْطَلُ : الرجلُ الداهِيةُ ، والطَّويلُ المذَاكيرِ ، والدَّلْوُ ، والداهيةُ ، كالنَّطْلاءِ .
      ـ انْتَطَلَ من الزِّقِّ : صَبَّ منه يَسِيراً .
      ـ مَناطِلُ : المَعاصِرُ .
      ـ رماهُ بالأنْطِلَةِ : بالدَّواهي .

    المعجم: القاموس المحيط



  2. ‏ إيمان الجن بالأنبياء
    • ‏ أي تصديقهم للأنبياء ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  3. التعامل بالأوراق المالية من خلال الحاسوب .
    • أي بدون وسيط أو سمسار . ، وتعني بالانجليزية : automated stock trading

    المعجم: مالية

  4. العناية بالأوراق المالية
    • محافظة المستثمر على الأوراق المالية بعد شرائها ودفع ثمنها ويتمّ ذلك إما باستئجار خزائن أو صندوق أمانات أو وضعها كعهدة لدى مصرف أو شركة أمناء استثمار ، وتعني بالانجليزية : care of securities

    المعجم: مالية



  5. أنث
    • " الأُنْثى : خلافُ الذكر من كل شيء ، والجمع إِناثٌ ؛ وأُنُثٌ : جمع إِناث ، كحمار وحُمُر ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : إِن يَدْعُون من دونه إِلا إِناثاً ؛ وقرئ : إِلا أُنُثاً ، جمع إِناث ، مثل تِمارٍ وتُمُر ؛ ومَن قرأَ إِلا إِناثاً ، قيل : أَراد إِلا مَواتاً مثل الحَجَر والخَشَب والشجر والمَوات ، كلُّها يخبر عنها كما يُخْبر عن المُؤَنث ؛ ويقال للمَوات الذي هو خلاف الحَيوان : الإِناثُ ‏ .
      ‏ الفراء : تقول العرب : اللاَّتُ والعُزَّى وأَشباهُها من الآلهة المؤَنثة ؛ وقرأَ ابن عباس : إِن يَدْعون من دونه إِلا أُثُناً ؛ قال الفراءُ : هو جمع الوَثَنْ فضم الواو وهمزها ‏ .
      ‏ كما ، قالوا : وإِذا الرسل أُقِّتَتْ ‏ .
      ‏ والمُؤَنَّث : ذَكَرٌ في خَلْق أُنْثى ؛ والإِناثُ : جماعة الأُنْثى ويجيءُ في الشعر أَناثى ‏ .
      ‏ وإِذا قلت للشيءِ تُؤَنِّثه ، فالنَّعْتُ بالهاء ، مثل المرأَة ، فإِذا قلت يُؤَنث ، فالنعت مثل الرجل بغير هاءٍ ، كقولك مؤَنثة ومؤَنث ‏ .
      ‏ ويقال للرجل : أَنَّثْتُ تَأْنيثاً أَي لِنْتَ له ، ولم تَتَشَدَّد ‏ .
      ‏ وبعضهم يقول : تَأَنَّثَ في أَمره وتَخَنَّثَ ‏ .
      ‏ والأَنِيثُ من الرجال : المُخَنَّثُ ، شِبْه المرأَة ؛ وقال الكميت في الرجل الأَنيثِ : وشَذَّبْتَ عنهم شَوْكَ كلِّ قَتادةٍ بفارسَ ، يَخْشاها الأَنِيثُ المُغَمَّزُ والتأْنِيثُ : خلافُ التذكير ، وهي الأَناثةُ ‏ .
      ‏ ويقال : هذه امرأَة أُنثى إِذا مُدِحَتْ بأَنها كاملة من النساء ، كما ‏

      يقال : ‏ رجل ذَكَر إِذا وُصِفَ بالكمال ‏ .
      ‏ ابن السكيت : يقال هذا طائرٌ وأُنْثاه ، ولا يقال : وأُنْثاتُه ‏ .
      ‏ وتأْنيثُ الاسم : خلافُ تذكيره ؛ وقد أَنَّثْته ، فتَأَنَّثَ ‏ .
      ‏ والأُنثَيان : الخُصْيتانِ ، وهما أَيضاً الأُذُنانِ ، يمانية ؛

      وأَنشد الأَزهري لذي الرمة : وكُنَّا ، إِذا القَيْسيُّ نَبَّ عَتُودُه ، ضَرَبْناه فوقَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْد ؟

      ‏ قال ابن سيده ، وقول الفرزدق : وكنّا ، إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّه ، ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَيينِ على الكَرْ ؟

      ‏ قال : يعني الأُذُنَيْن ، لأَنَّ الأُذُنَ أُنثى ‏ .
      ‏ وأَورد الجوهري هذا البيت على ما أَورده الأَزهري لذي الرمة ، ولم يَنْسُبْه لأَحد ؛ قال ابن بري : البيت للفرزدق ، قال والمشهور في الرواية : وكنا إِذا الجَبَّار صَعَّرَ خَدَّه كما أَورده ابن سيده ‏ .
      ‏ والكَرْدُ : أَصل العُنق ؛ وقول العجاج : وكلُّ أُنْثى حَمَلَتْ أَحجارا يعني المِنْجَنيقَ لأَنها مؤَنثة ؛ وقولها (* هكذا وردت مؤنثةً .) في صفة فرس : تَمَطَّقَتْ أُنْثَياها بالعَرَقْ ، تَمَطُّقَ الشَّيْخِ العَجُوزِ بالمَرَقْ عَنَتْ بأُنْثَييها : رَبَلَتَيْ فَخِذَيْها ‏ .
      ‏ والأُنْثَيان : من أَحياءِ العرب بَجيلة وقُضاعة ، عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي ؛

      وأَنشد للكميت : فيا عَجَبا للأُنْثَيَيْن تَهادَنا أَذانيَ ، إِبْراقَ البَغايا إِلى الشَّرْبِ وآنَثَتِ المرأَةُ ، وهي مُؤْنِثٌ : وَلَدَتِ الإِناثَ ، فإِن كان ذلك لها عادةً ، فهي مِئْناثٌ ، والرجلُ مِئْناثٌ أَيضا ، لأَنهما يستويان في مِفْعال ‏ .
      ‏ وفي حديث المُغيرةِ : فُضُلٌ مِئْناثٌ ‏ .
      ‏ المئْناثُ : التي تَلِدُ الإِناثَ كثيراً ، كالمِذْكارِ : التي تَلِدُ الذكور ‏ .
      ‏ وأَرض مِئْناثٌ وأَنيثةٌ : سَهْلة مُنْبِتة ، خَلِيقةٌ بالنَّبات ، ليست بغليظة ؛ وفي الصحاح : تُنْبتُ البَقْلَ سَهْلةٌ ‏ .
      ‏ وبلدٌ أَنِيثٌ : لَيِّنٌ سَهْل ؛ حكاه ابن الأَعرابي ‏ .
      ‏ ومكانٌ أَنِيثٌ إِذا أَسْرَع نباتُه وكَثُر ؛ قال امرؤ القيس : بمَيْثٍ أَنيثٍ في رياضٍ دَمِيثةٍ ، يُحيلُ سَوافِيها بماءِ فَضِيضِ ومن كلامهم : بلد دَمِيثٌ أَنِيثٌ طَيِّبُ الرَّيْعةِ ، مَرْتُ العُودِ ‏ .
      ‏ وزعم ابن الأَعرابي أَني المرأَة إِنما سميت أُنثى ، من البلد الأنيث ، قال : لأَن المرأَة أَلْيَنُ من الرجل ، وسميت أُنثى للينها ‏ .
      ‏ قال ابن سيده : فأَصْلُ هذا الباب ، على قوله ، إِنما هو الأَنيثُ الذي هو اللَّيِّنُ ؛ قال الأَزهري : وأَنشدني أَبو الهيثم : كأَنَّ حِصانا وفِضُّها التينُ ، حُرَّةً ، على حيثُ تَدْمى بالفِناءِ حَصيرُه ؟

      ‏ قال ، يقوله الشماخ : والحَصانُ ههنا الدُّرَّة من البحر في صَدَفَتِها تُدْعَى التِّينَ ‏ .
      ‏ والحَصِيرُ : موضعُ الحَصِير الذي يُجْلَس عليه ، شَبَّه الجاريةَ بالدُّرَّة ‏ .
      ‏ والأَنِيثُ : ما كان من الحَديد غيرَ ذَكَر ‏ .
      ‏ وحديدٌ أَنيثٌ : غير ذَكِير ‏ .
      ‏ والأَنيثُ من السُّيوف : الذي من حديدٍ غير ذَكَر ؛ وقيل : هو نحوٌ من الكَهام ؛ قال صَخْرُ الغَيِّ : فيُعْلِمهُ بأَنَّ العَقْل عِنْدي جُرازٌ ، لا أَفَلُّ ، ولا أَنِيثُ أَي لا أُعْطِيهِ إِلا السَّيْفَ القاطعَ ، ولا أُعْطيه الدِّيةَ ‏ .
      ‏ والمُؤَنَّثُ : كالأَنِيث ؛

      أَنشد ثعلب : وما يَسْتَوي سَيْفانِ : سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ ، وسَيْفٌ ، إِذا ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّما وسيفٌ أَنِيثٌ : وهو الذي ليس بقاطع ‏ .
      ‏ وسيف مِئْناثٌ ومِئناثة ، بالهاءِ ، عن اللحياني إِذا كانت حَديدتُه لَيِّنة ، بالهاء ، تأْنِيثُه على إِرادة الشَّفْرة ، أَو الحديدة ، أَو السلاح ‏ .
      ‏ الأَصمعي : الذَّكَرُ من السُّيوف شَفْرَتُه حديد ذَكَرٌ ، ومَتْناه أَنيثٌ ، يقول الناسُ إِنها من عَمَل الجن ‏ .
      ‏ وروى إِبراهيم النحعي أَنه ، قال : كانوا يَكْرَهُون المُؤَنَّثَ من الطِّيب ، ولا يَرَوْنَ بذُكُورته بأْساً ؛ قال شمر : أَراد بالمُؤَنَّثِ طِيبَ النساءِ ، مثل الخَلُوق والزَّعْفران ، وما يُلَوِّنُ الثيابَ ، وأَما ذُكورةُ الطِّيبِ ، فما لا لَوْنَ له ، مثلُ الغالية والكافور والمِسْكِ والعُود والعَنْبَر ، ونحوها من الأَدهان التي لا تُؤَثِّرُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. أنف
    • " الأَنْفُ : الـمَنْخَرُ معروف ، والجمع آنُفُ وآنافٌ وأُنُوفٌ ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : بِيضُ الوُجُوهِ كَريمةٌ أَحْسابُهُمْ ، في كلِّ نائِبَةٍ ، عِزازُ الآنُفِ وقال الأَعشى : إذا رَوَّحَ الرَاعي اللِّقاحَ مُعَزِّباً ، وأَمْسَتْ على آنافِها غَبَراتُها وقال حسان بن ثابت : بِيضُ الوُجُوهِ ، كَرِيمةٌ أَحْسابُهُم ، شُمُّ الأَنُوفِ من الطِّرازِ الأَوَّلِ والعرب تسمي الأَنْفَ أَنْفين ؛ قال ابن أَحمر : يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأَنه ، عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ ، كَعِيمُ الجوهري : الأَنْفُ للإنسان وغيره ‏ .
      ‏ وفي حديث سَبْقِ الحَدَثِ في الصلاة : فليَأْخُذْ بأَنفِه ويَخْرُجْ ؛ قال ابن الأَثير : إنما أَمَره بذلك ليُوهِمَ الـمُصَلِّين أَن به رُعافاً ، قال : وهو نوع من الأَدب في سَتْرِ العَوْرَة وإخْفاء القَبيحِ ، والكنايةِ بالأَحْسَن عن الأَقْبح ، قال : ولا يدخل في باب الكذب والرياء وإنما هو من باب التَّجَمُّل والحَياء وطلَبِ السلامة من الناس ‏ .
      ‏ وأَنَفَه يَأْنُفُه ويأْنِفُه أَنْفاً : أَصابَ أَنْفَه ‏ .
      ‏ ورجل أُنافيٌّ : عَظِيم الأَنْفِ ، وعُضادِيٌّ : عظيم العَضُد ، وأُذانيٌّ : عظيم الأُذن ‏ .
      ‏ والأنُوفُ : المرأَةُ الطَّيِّبَةُ رِيحِ الأَنْفِ ‏ .
      ‏ ابن سيده : امرأَة أَنُوفٌ طيبة رِيحِ الأَنف ، وقال ابن الأَعرابي : هي التي يُعْجِبُك شَمُّك لها ، قال : وقيل لأَعرابي تَزَوَّج امرأَة : كيف رأَيتها ؟ فقال : وجَدْتها رَصُوفاً رَشْوفاً أَنُوفاً ، وكل ذلك مذكور في موضعه ‏ .
      ‏ وبعير مأَْنُوفٌ : يُساقُ بأَنْفِه ، فهو أَنِفٌ ‏ .
      ‏ وأَنِفَ البعير : شكا أَنْفَه من البُرة ‏ .
      ‏ وفي الحديث : إن المؤمن كالبعير الأَنِفِ والآنِف أَي أَنه لا يَرِيمُ التَّشَكِّي (* قوله « لا يريم التشكي » أي يديم التشكي مـما به إلى مولاه لا إلى سواه .)، وفي رواية : الـمُسْلِمون هَيِّنُون لَيِّنُون كالجمل الأَنِفِ أَي المأْنُوفِ ، إن قِيدَ انْقادَ ، وإن أُنِيخَ على صَخْرةٍ اسْتَناخَ ‏ .
      ‏ والبعير أَنِفٌ : مثل تَعِبَ ، فهو تَعِبٌ ، وقيل : الأَنِفُ الذي عَقَره الخِطامُ ، وإن كان من خِشاشٍ أَو بُرةٍ أَو خِزامةٍ في أَنفه فمعناه أَنه ليس يمتنع على قائده في شيء للوجع ، فهو ذَلُولٌ منقاد ، وكان الأَصل في هذا أَن يقال مأْنُوف لأَنه مَفْعول به كما يقال مصدورٌ ‏ .
      ‏ وأَنَفَه : جعله يَشْتَكي أَنْفَه ‏ .
      ‏ وأَضاعَ مَطْلَبَ أَنْفِه أَي الرَّحِمَ التي خرج منها ؛ عن ثعلب ؛

      وأَنشد : وإذا الكَرِيمُ أَضاعَ مَوْضِع أَنْفِه ، أَو عِرْضَه بِكَرِيهَةٍ ، لم يَغْضَبِ وبعير مأْنُوفٌ كما يقال مَبطونٌ ومَصْدورٌ ومَفْؤُودٌ للذي يَشْتَكي بطنَه أَو صَدْرَه أَو فُؤَادَه ، وجميع ما في الجسد على هذا ، ولكن هذا الحرف جاء شاذًّا عنهم ‏ .
      ‏ وقال بعضهم : الجملُ الأَنِفُ الذَّلُولُ ، وقال أَبو سعيد : الجمل الأَنِف الذّليل المؤاتي الذي يأْنَفُ من الزَّجْر ومن الضرب ، ويُعطي ما عنده من السير عَفْواً سَهْلاً ، كذلك المؤمن لا يحتاج إلى زجر ولا عِتاب وما لزمه من حقّ صبرَ عليه وقام به ‏ .
      ‏ وأَنَفْتُ الرجل : ضربت أَنْفَه ، وآنَفْتُه أَنا إينافاً إذا جعلته يشتكي أَنْفَه ‏ .
      ‏ وأَنَفَه الماءُ إذا بلغ أَنْفَه ، زاد الجوهري : وذلك إذا نزل في النهر ‏ .
      ‏ وقال بعض الكِلابِيِّينَ : أَنِفَتِ الإبلُ إذا وقَع الذُّبابُ على أُنُوفِها وطَلَبَتْ أَماكِنَ لم تكن تَطْلُبها قبل ذلك ، وهو الأَنَفُ ، والأَنَفُ يُؤْذِيها بالنهار ؛ وقال مَعْقِل بن رَيْحانَ : وقَرَّبُوا كلَّ مَهْرِيٍّ ودَوْسَرَةٍ ، كالفَحْلِ يَقْدَعُها التَّفْقِيرُ والأَنَفُ والتَّأْنِيفُ : تَحْدِيدُ طرَفِ الشيء ‏ .
      ‏ وأَنْفا القَوْس : الحَدَّانِ اللذان في بَواطِن السِّيَتَيْن ‏ .
      ‏ وأَنْف النعْلِ : أَسَلَتُها ‏ .
      ‏ وأَنْفُ كلِّ شيء : طرَفُه وأَوَّله ؛

      وأَنشد ابن بري للحطيئة : ويَحْرُمُ سِرُّ جارَتِهِمْ عليهمْ ، ويأْكلُ جارُهُمْ أَنْفَ القِصاع ؟

      ‏ قال ابن سيده : ويكون في الأَزْمِنَةِ ؛ واستعمله أَبو خراش في اللِّحْيَةِ فقال : تُخاصِمُ قَوْماً لا تَلَقَّى جوابَهُمْ ، وقد أَخَذَتْ من أَنْفِ لِحْيَتِكَ اليَدُ سمى مُقَدَّمَها أَنْفاً ، يقول : فطالتْ لِحْيَتُكَ حتى قبضْتَ عليها ولا عَقْلَ لك ، مَثَلٌ ‏ .
      ‏ وأَنْفُ النَّابِ : طَرَفُه حين يطْلُعُ ‏ .
      ‏ وأَنـْفُ النَّابِ : حَرْفُه وطَرَفُه حين يطلع ‏ .
      ‏ وأَنـْفُ البَرْدِ : أَشَدُّه ‏ .
      ‏ وجاءَ يَعْدُو وأَنـْفَ الشَّدِّ والعَدْوِ أَي أَشدَّه ‏ .
      ‏ يقال : هذا أَنـْفُ الشدّ ، وهو أَوّلُ العَدْوِ ‏ .
      ‏ وأَنـْفُ البردِ : أَوّله وأَشدُّه ‏ .
      ‏ وأَنـْف المطر : أَوّل ما أَنبت ؛ قال امرؤ القيس : قد غَدا يَحْمِلُني في أَنـْفِه لاحِقُ الأَيْطَلِ مَحْبُوكٌ مُمَرّ وهذا أَنـْفُ عَمَلِ فلان أَي أَوّل ما أَخذ فيه ‏ .
      ‏ وأَنف خُفّ البعير : طرَفُ مَنْسِمِهِ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لكل شيء أُنـْفةٌ ، وأُنـْفَةُ الصلاةِ التكبيرة الأُولى ؛ أُنفة الشيء : ابتداؤه ؛ قال ابن الأَثير : هكذا روي بضم الهمزة ، قال : وقال الهروي الصحيح بالفتح ، وأَنـْفُ الجَبَل نادرٌ يَشْخَصُ ويَنْدُر منه ‏ .
      ‏ والـمُؤَنَّفُ : الـمُحَدَّدُ من كل شيء ‏ .
      ‏ والـمُؤَنَّفُ : الـمُسَوَّى ‏ .
      ‏ وسيرٌ مُؤَنَّفٌ : مَقْدودٌ على قَدْرٍ واسْتِواء ؛ ومنه قول الأَعرابي يصف فرساً : لُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ وأُنِّفَ تأْنِيف السَّيْرِ أَي قُدّ حتى استوى كما يستوي السير المقدود ‏ .
      ‏ ورَوْضةٌ أُنـُفٌ ، بالضم : لم يَرْعَها أَحد ، وفي المحكم : لم تُوطَأْ ؛ واحتاج أَبو النجم إليه فسكنه فقال : أُنْفٌ تَرَى ذِبّانَها تُعَلِّلُهْ وكَلأٌ أُنـُفٌ إذا كان بحاله لم يَرْعَه أَحد ‏ .
      ‏ وكأْسٌ أُنـُفٌ : مَلأَى ، وكذلك الـمَنْهَلُ ‏ .
      ‏ والأُنُفُ : الخَمر التي لم يُسْتَخْرَجْ من دَنِّها شيء قبلها ؛ قال عَبْدَةُ بن الطَبِيب : ثم اصْطَبَحْنا كُمَيْتاً قَرْقَفاً أُنـُفاً من طَيِّبِ الرَّاحِ ، واللَّذَّاتُ تَعْلِيلُ وأَرض أُنـُفٌ وأَنيقةٌ : مُنْبِتَةٌ ، وفي التهذيب : بَكَّرَ نباتُها ‏ .
      ‏ وهي آنـَفُ بلاد اللّه أَي أَسْرَعُها نباتاً ‏ .
      ‏ وأَرض أَنِيفةُ النبْتِ إذا أَسْرَعتِ النباتَ ‏ .
      ‏ وأَنـَف : وَطِئَ كَلأً أُنـُفاً ‏ .
      ‏ وأَنَفَتِ الإبلُ إذا وطِئَت كلأً أُنـُفاً ، وهو الذي لم يُزعَ ‏ .
      ‏ وآنـَفْتُها أَنا ، فهي مُؤْنَفَةٌ إذا انْتَهَيْتَ بها أَنـْفَ المَرْعَى ‏ .
      ‏ يقال : روضةٌ أُنـُف وكأْسٌ أُنـُف لم يُشرب بها قبل ذلك كأَنه اسْتُؤْنِفَ شربها مثل روْضةٍ أُنف ‏ .
      ‏ ويقال : أَنـَّفَ فلان مالَه تأْنيفاً وآنفها إينافاً إذا رعّاها أُنـُف الكلإِ ؛

      وأَنشد : لَسْتُ بِذي ثَلَّةٍ مُؤَنَّفَةٍ ، آقِطُ أَلبانَها وأَسْلَؤُها (* قوله « آقط البانها إلخ » تقدم في شكر : تضرب دراتها إذا شكرت * بأقطها والرخاف تسلؤها وسيأتي في رخف : تضرب ضراتها إذا اشتكرت نافطها إلخ ‏ .
      ‏ ويظهر أن الصواب تأقطها مضارع أقط .) وقال حميد : ضَرائرٌ لَيْسَ لَهُنَّ مَهْرُ ، تأْنِيفُهُنَّ نَقَلٌ وأَفْرُ أَي رَعْيُهُنَّ الكلأَ الأُنـُف هذان الضرْبانِ من العَدْو والسير ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي مسلم الخَوْلانيّ ‏ .
      ‏ ووضَعَها في أُنـُفٍ من الكلإِ وصَفْوٍ من الماء ؛ الأُنـُفُ ، بضم الهمزة والنون : الكلأَ الذي لم يُرْعَ ولم تَطَأْه الماشية ‏ .
      ‏ واسْتَأْنَفَ الشيءَ وأْتَنَفَه : أَخذ أَوّله وابتدأَه ، وقيل : اسْتَقْبَلَه ، وأَنا آتَنِفُه ائْتِنافاً ، وهو افْتعِالٌ من أَنـْفِ الشيء ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن عمر ، رضي اللّه عنهما : إنما الأَمـْرُ أُنـُفٌ أَي يُسْتَأْنـَفُ استئنافاً من غير أَن يَسْبِقَ به سابِقُ قضاء وتقدير ، وإنما هو على اخْتِيارِك ودخولك فيه ؛ استأْنفت الشيء إذا ابتدأْته ‏ .
      ‏ وفعلت الشيء آنِفاً أَي في أَول وقت يقرُب مني ‏ .
      ‏ واسْتَأْنَفَه بوعْد : ابتدأَه من غير أَن يسأَله إيّاه ؛

      أَنشد ثعلب : وأَنتِ الـمُنَى ، لو كُنْتِ تَسْتَأْنِفيننا بوَعْدٍ ، ولكِنْ مُعْتَفاكِ جَدِيبُ أَي لو كنت تَعِديننا الوَصْل ‏ .
      ‏ وأَنـْفُ الشيء : أَوّله ومُسْتَأْنَفُه ‏ .
      ‏ والـمُؤْنَفَةُ والـمُؤَنَّفةُ من الإبل : التي يُتَّبَعُ بها أَنـْفُ الـمَرْعى أَي أَوَّله ، وفي كتاب علي بن حمزة : أَنـْفُ الرِّعْي ‏ .
      ‏ ورجل مِئْنافٌ : يَسْتَأْنِفُ المَراعي والـمَنازل ويُرَعِّي ماله أُنـُفَ الكلإِ ‏ .
      ‏ والمؤَنَّفَةُّ من النساء التي اسْتُؤْنِفَت بالنكاح أَوّلاً ‏ .
      ‏ ويقال : امرأَة مُكَثّفةٌ مؤَنَّفة ، وسيأْتي ذكر الـمُكَثَّفةِ في موضعه ‏ .
      ‏ ويقال للمرأَةِ إذا حَمَلَتْ فاشْتَدَّ وحَمُها وتَشَهَّتْ على أَهلها الشيء بعد الشيء : إنها لتَتَأَنَّفُ الشَّهواتِ تأَنُّفاً ‏ .
      ‏ ويقال للحَدِيدِ اللَّيِّن أَنِيفٌ وأَنِيثٌ ، بالفاء والثاء ؛ قال الأَزهري : حكاه أَبو تراب ‏ .
      ‏ وجاؤوا آنِفاً أَي قُبَيْلاً ‏ .
      ‏ الليث : أَتَيْتُ فلاناً أُنـُفاً كما تقول من ذي قُبُلٍ ‏ .
      ‏ ويقال : آتِيكَ من ذي أُنُفٍ كما تقول من ذي قُبُلٍ أَي فيما يُسْتَقْبَلُ ، وفعله بآنِفةٍ وآنفاً ؛ عن ابن الأَعرابي ولم يفسره ؛ قال ابن سيده : وعندي أَنه مثل قولهم فعَلَه آنفاً ‏ .
      ‏ وقال الزجاج في قوله تعالى : ماذا ، قال آنفاً ؛ أي ماذا ، قال الساعةَ في أَوّل وقت يَقْرُبُ مِنّا ، ومعنى آنفاً من قولك استأْنـَفَ الشيءَ إذا ابتدأَه ‏ .
      ‏ وقال ابن الأَعرابي : ماذا ، قال آنفاً أَي مُذْ ساعة ، وقال الزجاج : نزلتْ في المنافقين يستمعون خُطبة رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، فإذا خرجوا سأَلوا أَصحاب رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، اسْتِهزاء وإعلاماً أَنهم لم يلتفتوا إلى م ؟

      ‏ قال فقالوا : ماذا ، قال آنفاً ؟ أَي ماذا ، قال الساعة ‏ .
      ‏ وقلت كذا آنِفاً وسالفاً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أُنزلت عليَّ سورة آنِفاً أَي الآن ‏ .
      ‏ والاسْتِئنافُ : الابتداء ، وكذلك الائْتِنافُ ‏ .
      ‏ ورجل حَمِيُّ الأَنـْف إذا كان أَنِفاً يأْنَفُ أَن يُضامَ ‏ .
      ‏ وأَنِفَ من الشيء يأْنـَفُ أَنـَفاً وأَنـَفةً : حَمِيَ ، وقيل : اسْتَنْكَف ‏ .
      ‏ يقال : ما رأَيت أَحْمَى أَنـْفاً ولا آنـَفَ من فلان ‏ .
      ‏ وأَنِفَ الطعامَ وغيره أَنـَفاً : كَرِهَه ‏ .
      ‏ وقد أَنِفَ البعيرُ الكَلأَ إذا أَجَمَه ، وكذلك المرأَةُ والناقةُ والفرسُ تأْنـَفُ فَحْلَها إذا تبَيَّنَ حملُها فكَرِهَتْه وهو الأَنـَفُ ؛ قال رؤبة : حتى إذا ما أَنِفَ التَّنُّوما ، وخَبَطَ العِهْنَةَ والقَيْصُوما وقال ابن الأَعرابي : أَنِفَ أَجَمَ ، ونَئِفَ إذا كَرِه ‏ .
      ‏ قال : وقال أَعرابي أَنِفَتْ فرَسِي هذه هذا البلَد أَي اجْتَوَتْه وكَرِهَتْه فهُزِلَتْ ‏ .
      ‏ وقال أَبو زيد : أَنِفْتُ من قولك لي أَشَدَّ الأَنـَفِ أَي كرِهتُ ما قلت لي ‏ .
      ‏ وفي حديث مَعْقِل بن يسار : فَحَمِيَ من ذلك أَنـَفاً ؛ أَنِفَ من الشيء يأْنَفُ أَنـَفاً إذا كرهه وشَرُفَتْ عنه نفسُه ؛ وأَراد به ههنا أَخذته الحَمِيّةُ من الغَيْرَة والغَضَبِ ؛ قال ابن الأَثير : وقيل هو أَنـْفاً ، بسكون النون ، للعُضْوِ أَي اشتدَّ غضبُه وغَيْظُه من طريق الكناية كما يقال للـمُتَغَيِّظ وَرِمَ أَنـْفُه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي بكر في عَهْده إلى عمر ، رضي اللّه عنهما ، بالخلافة : فكلُّكم ورِمَ أَنـْفُه أَي اغْتاظَ من ذلك ، وهو من أَحسن الكنايات لأَن الـمُغْتاظَ يَرِمُ أَنفُه ويَحْمَرُّ ؛ ومنه حديثه الآخر أَما إنك لو فَعَلْتَ ذلك لجَعَلْتَ أَنـْفكَ في قَفَاكَ ، يريد أَعْرَضْتَ عن الحَقِّ وأَقْبَلْتَ على الباطل ، وقيل : أَراد أَنك تُقْبِلُ بوجهك على مَن وراءكَ من أَشْياعِكَ فتُؤْثِرَهُم بِبِرِّك ‏ .
      ‏ ورجل أَنُوفٌ : شديدُ الأَنـَفَةِ ، والجمع أُنـُفٌ ‏ .
      ‏ وآنَفَه : جعلَه يأْنـَفُ ؛ وقول ذي الرمة : رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً وصَمْعاء حتى آنـَفَتْها نِصالُها أَي صَيَّرت النِّصالُ هذه الإبلَ إلى هذه الحالة تأْنفُ رَعْيَ ما رَعَتْه أَي تأْجِمُه ؛ وقال ابن سيده : يجوز أَن يكون آنـَفَتْها جعلتها تَشْتَكي أُنوفَها ، قال : وإن شئتَ قلت إنه فاعَلَتْها من الأَنـْف ، وقال عُمارةُ : آنـَفَتْها جعلتها تأْنـَفُ منها كما يأْنـَفُ الإنسانُ ، فقيل له : إن الأَصمعي يقول كذا وإن أَبا عَمْرٍو يقول كذا ، فقال : الأَصمعي عاضٌّ كذا من أُمِّه ، وأَبو عمرو ماصٌّ كذا من أُمه أَقول ويقولان ، فأَخبر الراوية ابن الأَعرابي بهذا فقال : صَدَقَ وأَنتَ عَرَّضْتَهما له ، وقال شمر في قوله آنـَفَتْها نِصالُها ، قال : لم يقل أَنـَفَتْها لأَن العرب تقول أَنـَفَه وظَهَرَه إذا ضرب أَنـْفَه وظهْره ، وإنما مدّه لأَنه أراد جعلتها النِّصالُ تَشْتَكي أُنـُوفَها ، يعني نِصال البُهْمى ، وهو شَوْكُها ؛ والجَمِيم : الذي قد ارْتفع ولم يَتِمّ ذلك التمامَ ‏ .
      ‏ وبُسْرةً وهي الغَضّةُ ، وصَمْعاء إذا امْتلأَ كِمامُها ولم تَتَفَقَّأْ ‏ .
      ‏ ويقال : هاجَ البُهْمى حتى آنَفَتِ الرّاعِيةَ نِصالُها وذلك أَن يَيْبَسَ سَفاها فلا ترْعاها الإبل ولا غيرها ، وذلك في آخر الحرّ ، فكأَنـَّها جعلتها تأْنـَفُ رَعْيها أَي تكرهه ‏ .
      ‏ ابن الأَعرابي : الأَنـْفُ السيِّد ‏ .
      ‏ وقولهم : فلان يتتبع أَنفه إذا كان يَتَشَمَّمُ الرائحة فيَتْبَعُها ‏ .
      ‏ وأَنـْفٌ : بلْدةٌ ؛ قال عبد مناف بن رِبْع الهذَليّ : مِنَ الأَسَى أَهْلُ أَنـْفٍ ، يَوْمَ جاءَهُمُ جَيْشُ الحِمارِ ، فكانُوا عارِضاً بَرِدا وإذا نَسَبُوا إلى بني أَنـْفِ الناقةِ وهم بَطْنٌ من بني سَعْدِ بن زيد مَناة ، قالوا : فلانٌ الأَنـْفِيُّ ؛ سُمُّوا أَنْفِيِّينَ لقول الحُطَيْئةِ فيهم : قَوْمٌ هُمُ الأَنـْفُ ، والأَذْنابُ غَيْرُهُمُ ، ومَنْ يُسَوِّي بأَنـْفِ الناقةِ الذَّنَبا ؟"

    المعجم: لسان العرب

  7. أمن
    • " الأَمانُ والأَمانةُ بمعنى ‏ .
      ‏ وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ ، وآمَنْتُ غيري من الأَمْن والأَمان ‏ .
      ‏ والأَمْنُ : ضدُّ الخوف ‏ .
      ‏ والأَمانةُ : ضدُّ الخِيانة ‏ .
      ‏ والإيمانُ : ضدُّ الكفر ‏ .
      ‏ والإيمان : بمعنى التصديق ، ضدُّه التكذيب ‏ .
      ‏ يقال : آمَنَ به قومٌ وكذَّب به قومٌ ، فأَما آمَنْتُه المتعدي فهو ضدُّ أَخَفْتُه ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وآمَنَهم من خوف ‏ .
      ‏ ابن سيده : الأَمْنُ نقيض الخوف ، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً ؛ حكى هذه الزجاج ، وأَمَنةً وأَماناً فهو أَمِنٌ ‏ .
      ‏ والأَمَنةُ : الأَمْنُ ؛ ومنه : أَمَنةً نُعاساً ، وإذ يَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً منه ، نصَب أَمَنةً لأَنه مفعول له كقولك فعلت ذلك حَذَر الشر ؛ قال ذلك الزجاج ‏ .
      ‏ وفي حديث نزول المسيح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : وتقع الأمَنةُ في الأَرض أَي الأَمْنُ ، يريد أَن الأَرض تمتلئ بالأَمْن فلا يخاف أَحدٌ من الناس والحيوان ‏ .
      ‏ وفي الحديث : النُّجومُ أَمَنةُ السماء ، فإذا ذهبت النجومُ أَتى السماءَ ما تُوعَد ، وأَنا أَمَنةٌ لأَصحابي فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يُوعَدون ، وأََصحابي أَمَنةٌ لأُمَّتي فإذا ذهبَ أصحابي أَتى الأُمَّةَ ما تُوعَد ؛ أَراد بِوَعْد السماء انشقاقَها وذهابَها يوم القيامة ‏ .
      ‏ وذهابُ النجومُ : تكوِيرُها وانكِدارُها وإعْدامُها ، وأَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بينهم من الفِتَن ، وكذلك أَراد بوعْد الأُمّة ، والإشارةُ في الجملة إلى مجيء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخير ، فإنه لما كان بين الناس كان يُبَيِّن لهم ما يختلفون فيه ، فلما تُوفِّي جالت الآراءُ واختلفت الأَهْواء ، فكان الصَّحابةُ يُسْنِدونَ الأَمرَ إلى الرسول في قول أَو فعل أَو دلالة حال ، فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ وقَويَت الظُّلَمُ ، وكذلك حالُ السماء عند ذهاب النجوم ؛ قال ابن الأَثير : والأَمَنةُ في هذا الحديث جمع أَمينٍ وهو الحافظ ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : وإذ جَعَلْنا البيتَ مثابةً للناس وأَمْناً ؛ قال أَبو إسحق : أَراد ذا أَمْنٍ ، فهو آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِين ؛ عن اللحياني ، ورجل أَمِن وأَمين بمعنى واحد ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وهذا البَلد الأَمين ؛ أَي الآمِن ، يعني مكة ، وهو من الأَمْنِ ؛ وقوله : أَلم تعْلمِي ، يا أَسْمَ ، ويحَكِ أَنني حلَفْتُ يميناً لا أَخونُ يَمين ؟

      ‏ قال ابن سيده : إنما يريد آمنِي ‏ .
      ‏ ابن السكيت : والأَمينُ المؤتمِن ‏ .
      ‏ والأَمين : المؤتَمَن ، من الأَضداد ؛

      وأَنشد ابن الليث أَيضاً : لا أَخونُ يَمِيني أََي الذي يأْتَمِنُني ‏ .
      ‏ الجوهري : وقد يقال الأَمينُ المأْمونُ كما ، قال الشاعر : لا أَخون أَميني أَي مأْمونِي ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : إن المتقِينَ في مقامٍ أَمينٍ ؛ أَي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ ‏ .
      ‏ وأَنتَ في آمِنٍ أَي في أَمْنٍ كالفاتح ‏ .
      ‏ وقال أَبو زياد : أَنت في أَمْنٍ من ذلك أَي في أَمانٍ ‏ .
      ‏ ورجل أُمَنَةٌ : يأْمَنُ كلَّ أَحد ، وقيل : يأْمَنُه الناسُ ولا يخافون غائلَته ؛ وأُمَنَةٌ أَيضاً : موثوقٌ به مأْمونٌ ، وكان قياسُه أُمْنةً ، أَلا ترى أَنه لم يعبَّر عنه ههنا إلا بمفعول ؟ اللحياني : يقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ صحابةً إيماناً أَي ما وَثِقْت ، والإيمانُ عنده الثِّقةُ ‏ .
      ‏ ورجل أَمَنةٌ ، بالفتح : للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء ‏ .
      ‏ ورجل أَمَنةٌ أَيضاً إذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد ، وكذلك الأُمَنَةُ ، مثال الهُمَزة ‏ .
      ‏ ويقال : آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إيماناً ، فأَمِنَ يأْمَنُ ، والعدُوُّ مُؤْمَنٌ ، وأَمِنْتُه على كذا وأْتَمَنْتُه بمعنىً ، وقرئ : ما لَك لا تأَمَننا على يوسف ، بين الإدغامِ والإظهارِ ؛ قال الأَخفش : والإدغامُ أَحسنُ ‏ .
      ‏ وتقول : اؤتُمِن فلانٌ ، على ما لم يُسمَّ فاعلُه ، فإن ابتدأْت به صيَّرْت الهمزة الثانية واواً ، لأن كلَّ كلمة اجتمع في أَولها هَمزتانِ وكانت الأُخرى منهما ساكنة ، فلك أَن تُصَيِّرها واواً إذا كانت الأُولى مضمومة ، أَو ياءً إن كانت الأُولى مكسورة نحو إيتَمَنه ، أَو أَلفاً إن كانت الأُولى مفتوحة نحو آمَنُ ‏ .
      ‏ وحديث ابن عمر : أَنه دخل عليه ابنُه فقال : إنّي لا إيمَنُ أَن يكون بين الناسِ قتالٌ أَي لا آمَنُ ، فجاء به على لغة من يكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو يِعْلَم ونِعْلم ، فانقلبت الأَلف ياء للكسرة قبلها ‏ .
      ‏ واسْتأْمَنَ إليه : دخل في أَمانِه ، وقد أَمَّنَه وآمَنَه ‏ .
      ‏ وقرأَ أَبو جعفر المدنيّ : لستَ مُؤَمَّناً أَي لا نُؤَمِّنك ‏ .
      ‏ والمَأْمَنُ : موضعُ الأَمْنِ ‏ .
      ‏ والأمنُ : المستجيرُ ليَأْمَنَ على نفسه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ وَبِرْ ، وَسَحّْ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ أَي لا إجارة ، أَحْسِبُوه : أَعطُوه ما يَكْفيه ، وقرئَ في سورة براءة : إنهم لا إِيمانَ لهم ؛ مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا وأَمَّنُوا المسلمين لم يَفُوا وغَدَروا ، والإيمانُ ههنا الإجارةُ ‏ .
      ‏ والأَمانةُ والأَمَنةُ : نقيضُ الخيانة لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه ، وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه ؛ عن ثعلب ، وهي نادرة ، وعُذْرُ مَن ، قال ذلك أَن لفظه إذا لم يُدْغم يصير إلى صورة ما أَصلُه حرفُ لين ، فذلك قولهم في افْتَعَل من الأَكل إيتَكَلَ ، ومن الإزْرةِ إيتَزَرَ ، فأَشْبه حينئذٍ إيتَعَدَ في لغة من لم يُبْدِل الفاء ياء ، فقال اتَّمَنَ لقول غيره إيتَمَنَ ، وأَجود اللغتين إقرارُ الهمزة ، كأَن تقول ائتمن ، وقد يُقَدِّر مثلُ هذا في قولهم اتَّهَلَ ، واسْتَأْمَنه كذلك ‏ .
      ‏ وتقول : اسْتَأْمَنني فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إيماناً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ ؛ مُؤْتَمَنُ القوم : الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً ، تقول : اؤتُمِنَ الرجل ، فهو مُؤْتَمَن ، يعني أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ على صلاتهم وصيامهم ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المَجالِسُ بالأَمانةِ ؛ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في المجلس من قولٍ أَو فعلٍ ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه ، والأََمانةُ تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثِّقةِ والأَمان ، وقد جاء في كل منها حديث ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الأَمانةُ غِنًى أَي سبب الغنى ، ومعناه أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَشْراطِ الساعة : والأَمانة مَغْنَماً أَي يرى مَن في يده أَمانةٌ أَن الخِيانَة فيها غَنيمةٌ قد غَنِمها ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الزَّرعُ أَمانةٌ والتاجِرُ فاجرٌ ؛ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التي تقع في التِّجارة من التَّزَيُّدِ في القول والحَلِف وغير ذلك ‏ .
      ‏ ويقال : ما كان فلانٌ أَميناً ولقد أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً ‏ .
      ‏ ورجلٌ أَمينٌ وأُمّانٌ أَي له دينٌ ، وقيل : مأْمونٌ به ثِقَةٌ ؛ قال الأَعشى : ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الـ أُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ ، بالضم والتشديد : هو الأَمينُ ، وقيل : هو ذو الدِّين والفضل ، وقال بعضهم : الأُمّان الذي لا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ ، وقال بعضهم : الأُمّان الزرّاع ؛ وقول ابن السكيت : شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي يُدْعى المَشُْوَّ ، طعْمُه كالشَّرْي الأَزهري : قرأْت في نوادر الأَعراب أَعطيت فلاناً مِنْ أَمْنِ مالي ، ولم يفسّر ؛ قال أَبو منصور : كأَنَّ معناه مِنْ خالِص مالي ومِنْ خالص دَواءِ المَشْي ‏ .
      ‏ ابن سيده : ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ ‏ .
      ‏ وآمَنَ بالشيء : صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أَخبره ‏ .
      ‏ الجوهري : أَصل آمَنَ أَأْمَنََ ، بهمزتين ، لُيِّنَت الثانية ، ومنه المُهَيْمِن ، وأَصله مُؤَأْمِن ، لُيِّنَتْ الثانيةُ وقلبت ياء وقلبت الأُولى هاء ، قال ابن بري : قوله بهمزتين لُيِّنَتْ الثانية ، صوابه أَن يقول أُبدلت الثانية ؛ وأَما ما ذكره في مُهَيْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُيِّنَتْ الهمزةُ الثانية وقلبت ياءً لا يصحُّ ، لأَنها ساكنة ، وإنما تخفيفها أَن تقلب أَلفاً لا غير ، قال : فثبت بهذا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ فهو مُهَيْمِنٌ لا غير ‏ .
      ‏ وحدَّ الزجاجُ الإيمانَ فقال : الإيمانُ إظهارُ الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، واعتقادُه وتصديقُه بالقلب ، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك ريبٌ ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لنا ؛ أَي بمُصدِّقٍ ‏ .
      ‏ والإيمانُ : التصديقُ ‏ .
      ‏ التهذيب : وأَما الإيمانُ فهو مصدر آمَنَ يُؤْمِنُ إيماناً ، فهو مُؤْمِنٌ ‏ .
      ‏ واتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَويّين وغيرهم أَن الإيمانَ معناه التصديق ‏ .
      ‏ قال الله تعالى :، قالتِ الأَعرابُ آمَنّا قل لَمْ تُؤْمِنوا ولكن قولوا أَسْلمنا ( الآية )، قال : وهذا موضع يحتاج الناس إلى تَفْهيمه وأَين يَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم وأَيْنَ يَسْتَويانِ ، والإسْلامُ إظهارُ الخضوع والقبول لما أَتى به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ ، فإن كان مع ذلك الإظْهارِ اعتِقادٌ وتصديق بالقلب ، فذلك الإيمانُ الذي يقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ ، وهو المؤمنُ بالله ورسوله غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه ، وأَن الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك رَيْبٌ فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً ، كما ، قال الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يَرتابوا وجاهدوا بأَموالهم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ أَي أُولئك الذين ، قالوا إنّا مؤمنون فهم الصادقون ، فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشريعة واسْتَسْلَم لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ ، فذلك الذي يقول أَسْلَمْتُ لأَن ال إيمان لا بدّ من أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً ، لأَن قولَكَ آمَنْتُ بالله ، أَو ، قال قائل آمَنْتُ بكذا وكذا فمعناه صَدَّقْت ، فأَخْرج الله هؤلاء من الإيمان فقال : ولَمّا يدْخل الإيمانُ في قُلوبِكم ؛ أَي لم تُصدِّقوا إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل ، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق مثلَ ما يُظْهِرُ ، والمسلمُ التامُّ الإسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها ، والمسلمُ الذي أَظهر الإسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة ، إلاّ أَن حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين ‏ .
      ‏ وقال الله تعالى حكاية عن إخْوة يوسف لأَبيهم : ما أَنت بمُؤْمِنٍ لنا ولو كُنّا صادقين ؛ لم يختلف أَهل التفسير أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا ، والأَصلُ في الإيمان الدخولُ في صِدْقِ الأَمانةِ التي ائْتَمَنه الله عليها ، فإذا اعتقد التصديقَ بقلبه كما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّى الأَمانةَ وهو مؤمنٌ ، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤدٍّ للأَمانة التي ائتمنه الله عليها ، وهو مُنافِقٌ ، ومَن زعم أَن الإيمان هو إظهار القول دون التصديقِ بالقلب فإنه لا يخلو من وجهين أَحدهما أَن يكون مُنافِقاً يَنْضَحُ عن المنافقين تأْييداً لهم ، أَو يكون جاهلاً لا يعلم ما يقول وما يُقالُ له ، أَخْرَجَه الجَهلُ واللَّجاجُ إلى عِنادِ الحقِّ وتَرْكِ قبولِ الصَّوابِ ، أَعاذنا الله من هذه الصفة وجعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم ، أَو جَهِل فتعلّم ممن عَلِمَ ، وسلَّمَنا من آفات أَهل الزَّيْغ والبِدَع بمنِّه وكرمه ‏ .
      ‏ وفي قول الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمَنوا بالله ورسوله ثم لَمْ يرتابوا وجاهَدوا بأَموالِهِم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ ما يُبَيّنُ لك أَن المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفة ، وأَن مَن لم يتضمّنْ هذه الصفة فليس بمؤمنٍ ، لأَن إنما في كلام العرب تجيء لِتَثْبيتِ شيءٍ ونَفْيِ ما خالَفَه ، ولا قوّةَ إلا بالله ‏ .
      ‏ وأَما قوله عز وجل : إنا عَرَضْنا الأَمانةَ على السموات والأَرضِ والجبالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ منها وحمَلَها الإنسانُ إنه كان ظَلُوماً جهولاً ؛ فقد روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أَنهما ، قالا : الأَمانةُ ههنا الفرائضُ التي افْتَرَضَها الله تعالى على عباده ؛ وقال ابن عمر : عُرِضَت على آدمَ الطاعةُ والمعصيةُ وعُرِّفَ ثوابَ الطاعة وعِقَابَ المعْصية ، قال : والذي عندي فيه أَن الأَمانة ههنا النِّيّةُ التي يعتقدها الإنسان فيما يُظْهِره باللّسان من الإيمان ويؤَدِّيه من جميع الفرائض في الظاهر ، لأَن الله عز وجل ائْتَمَنَه عليها ولم يُظْهِر عليها أَحداً من خَلْقِه ، فمن أَضْمر من التوحيد والتصديق مثلَ ما أَظهرَ فقد أَدَّى الأَمانةَ ، ومن أَضمَر التكذيبَ وهو مُصَدِّقٌ باللسان في الظاهر فقد حَمَل الأَمانةَ ولم يؤدِّها ، وكلُّ مَنْ خان فيما اؤتُمِنَ عليه فهو حامِلٌ ، والإنسان في قوله : وحملها الإنسان ؛ هو الكافر الشاكُّ الذي لا يُصدِّق ، وهو الظَّلُوم الجهُولُ ، يَدُلُّك على ذلك قوله : ليُعَذِّبَ اللهُ المُنافقينَ والمُنافقات والمُشركين والمُشْرِكاتِ ويتوبَ اللهُ على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن عبا ؟

      ‏ قال ، صلى الله عليه وسلم : الإيمانُ أَمانةٌ ولا دِينَ لِمَنْ لا أَمانةَ له ‏ .
      ‏ وفي حديث آخر : لا إيمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ له ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : فأَخْرَجْنا مَنْ كان فيها من المؤمنين ؛ قال ثعلب : المؤمِنُ بالقلب والمُسلِمُ باللسان ، قال الزجاج : صفةُ المؤمن بالله أَن يكون راجياً ثوابَه خاشياً عقابه ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ قال ثعلب : يُصَدِّق اللهَ ويُصدق المؤمنين ، وأَدخل اللام للإضافة ، فأَما قول بعضهم : لا تجِدُه مؤمناً حتى تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب أَي مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند غضبه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَنس : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : المؤمنُ مَن أَمِنَه الناسُ ، والمسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه ويَدِه ، والمُهاجِرَ من هَجَر السُّوءَ ، والذي نفسي بيده لا يدخلُ رجلٌ الجنة لا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه ‏ .
      ‏ وفي الحديث عن ابن عمر ، قال : أَتى رجلٌ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقال : مَنِ المُهاجرُ ؟ فقال : مَنْ هجَر السيئاتِ ، قال : فمَن المؤمنُ ؟، قال : من ائْتَمَنه الناس على أَموالِهم وأَنفسهم ، قال : فَمَن المُسلِم ؟، قال : مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه ويده ، قال : فمَن المجاهدُ ؟، قال : مَنْ جاهدَ نفسَه ‏ .
      ‏ قال النضر : وقالوا للخليل ما الإيمانُ ؟، قال : الطُّمأْنينةُ ، قال : وقالوا للخليل تقول أَنا مؤمنٌ ، قال : لا أَقوله ، وهذا تزكية ‏ .
      ‏ ابن الأَنباري : رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله ورسوله ‏ .
      ‏ وآمَنْت بالشيء إذا صَدَّقْت به ؛ وقال الشاعر : ومِنْ قَبْل آمَنَّا ، وقد كانَ قَوْمُنا يُصلّون للأَوثانِ قبلُ ، محمدا معناه ومن قبلُ آمَنَّا محمداً أَي صدَّقناه ، قال : والمُسلِم المُخْلِصُ لله العبادة ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل في قصة موسى ، عليه السلام : وأَنا أَوَّلُ المؤمنين ؛ أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنين بأَنّك لا تُرَى في الدنيا ‏ .
      ‏ وفي الحديث : نَهْرانِ مؤمنانِ ونَهْرانِ كافرانِ : أَما المؤمنانِ فالنيلُ والفراتُ ، وأَما الكافران فدِجْلةُ ونهْرُ بَلْخ ، جعلهما مؤمنَيْن على التشبيه لأَنهما يفيضانِ على الأَرضِ فيَسقِيانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ ، وجعل الآخَرَيْنِ كافِرَيْن لأَنهما لا يسقِيانِ ولا يُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة وكُلفةٍ ، فهذان في الخيرِ والنفعِ كالمُؤْمِنَيْنِ ، وهذان في قلَّة النفع كالكافِرَين ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لا يَزْني الزاني وهو مُؤْمِنٌ ؛ قيل : معناه النَّهْي وإن كان في صورة الخبر ، والأَصلُ حذْفُ الياء من يَزْني أَي لا يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِقُ ولا يَشْرَبْ ، فإن هذه الأَفعال لا تليقُ بالمؤمنين ، وقيل : هو وعيدٌ يُقْصَدُ به الرَّدْع ، كقوله عليه السلام : لا إيمانَ لمنْ لا أمانة له ، والمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه ويدِه ، وقيل : معناه لا يَزْني وهو كاملُ الإيمانِ ، وقيل : معناه أَن الهوى يُغطِّي الإيمانَ ، فصاحِبُ الهَوى لا يَزني إلاّ هواه ولا ينْظُر إلى إيمانه الناهي له عن ارتكابِ الفاحشة ، فكأَنَّ الإيمانَ في تلك الحالة قد انْعَدم ، قال : وقال ابن عباس ، رضي الله عنهما : الإيمانُ نَزِهٌ ، فإذا أَذْنَبَ العبدُ فارَقَه ؛ ومنه الحديث : إذا زَنَى الرجلُ خرجَ منه الإيمانُ فكان فوقَ رأْسه كالظُّلَّةِ ، فإذا أَقْلَع رجَع إليه الإيمانُ ، قال : وكلُّ هذا محمول على المجاز ونَفْي الكمالِ دون الحقيقة ورفع الإيمان وإِبْطالِه ‏ .
      ‏ وفي حديث الجارية : أعْتِقُها فإنها مُؤمِنةٌ ؛ إنما حكَمَ بإيمانِها بمُجرَّد سُؤاله إياها : أَين الله ؟ وإشارَتِها إلى السماء ، وبقوله لها : مَنْ أَنا ؟ فأَشارت إليه وإلى السماء ، يعني أنْتَ رسولُ الله ، وهذا القدر لا يكفي في ثبوت الإسلام والإيمان دون الإقرار بالشهادَتَيْن والتبرِّي من سائر الأَديان ، وإنما حكم عليه السلام بذلك لأَنه رأى منها أَمارة الإسلام وكوْنَها بين المسلمين وتحت رِقِّ المُسْلِم ، وهذا القدر يكفي علَماً لذلك ، فإن الكافر إذا عُرِضَ عليه الإسلامُ لم يُقْتَصَرْ منه على قوله إني مُسْلِمٌ حتى يَصِفَ الإسلامَ بكماله وشرائِطه ، فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه في الكفر والإيمان فقال إني مُسْلِم قَبِلْناه ، فإذا كان عليه أَمارةُ الإسلامِ من هَيْئَةٍ وشارةٍ ودارٍ كان قبولُ قوله أَولى ، بل يُحْكَمُ عليه بالإسلام وإنْ لم يَقُلْ شيئاً ‏ .
      ‏ وفي حديث عُقْبة بن عامر : أَسْلم الناسُ وآمَنَ عمرُو بن العاص ؛ كأَنَّ هذا إشارةٌ إلى جماعةٍ آمَنوا معه خوفاً من السيف وأنَّ عَمْراً كان مُخْلِصاً في إيمانه ، وهذا من العامّ الذي يُرادُ به الخاصّ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : ما مِنْ نبيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ منَ الآياتِ ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ ، وإنما كان الذي أُوتِيتُهُ وحْياً أَوْحاهُ اللهُ إليَّ أَي آمَنوا عند مُعايَنة ما آتاهم من الآياتِ والمُعْجِزات ، وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ القرآن الذي خُصَّ به ، فإنه ليس شيء من كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن ‏ .
      ‏ وفي الحديث : مَنْ حَلَف بالأَمانةِ فليس مِنَّا ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن تكون الكراهةُ فيه لأجل أَنه أُمِر أَن يُحْلَفَ بأَسماءِ الله وصفاتِه ، والأَمانةُ أَمرٌ من أُمورِه ، فنُهُوا عنها من أَجل التسوية بينها وبين أَسماء الله ، كما نُهوا أَن يحلِفوا بآبائهم ‏ .
      ‏ وإذا ، قال الحالفُ : وأَمانةِ الله ، كانت يميناً عند أَبي حنيفة ، والشافعيُّ لا يعدُّها يميناً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَسْتَوْدِعُ الله دينَكَ وأمانتَكَ أَي أَهلك ومَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ منهم ، ومالَكَ الذي تُودِعُه وتستَحْفِظُه أَمِينَك ووكِيلَكَ ‏ .
      ‏ والأَمينُ : القويُّ لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه ‏ .
      ‏ وناقةٌ أَمون : أَُمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ ، قد أُمِنَتْ أَن تكون ضعيفةً ، وهي التي أُمِنتْ العِثَارَ والإعْياءَ ، والجمع أُمُنٌ ، قال : وهذا فعولٌ جاء في موضع مَفْعولةٍ ، كما يقال : ناقة عَضوبٌ وحَلوبٌ ‏ .
      ‏ وآمِنُ المالِ : ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ ، عنَى بالمال الإبلَ ، وقيل : هو الشريفُ من أَيِّ مالٍ كانَ ، كأَنه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن يُبْذَل ؛ قال الحُوَيْدرة : ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا ، ونُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي ‏ .
      ‏ قولُه : ونَقِي بآمِنِ مالِنا (* قوله « ونقي بآمن مالنا » ضبط في الأصل بكسر الميم ، وعليه جرى شارح القاموس حيث ، قال هو كصاحب ، وضبط في متن القاموس والتكملة بفتح الميم ) ‏ .
      ‏ أَي ونَقِي بخالِصِ مالِنا ، نَدَّعي ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً لنا في الحرب ‏ .
      ‏ وآمِنُ الحِلْم : وَثِيقُه الذي قد أَمِنَ اخْتِلاله وانْحِلاله ؛ قال : والخَمْرُ لَيْسَتْ منْ أَخيكَ ، ولكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ ويروى : تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَي بتامِّه ‏ .
      ‏ التهذيب : والمُؤْمنُ مِن أَسماءِ الله تعالى الذي وَحَّدَ نفسَه بقوله : وإِلهُكم إِلهٌ واحدٌ ، وبقوله : شَهد الله أَنه لا إِله إِلاَّ هو ، وقيل : المُؤْمِنُ في صفة الله الذي آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه ، وقيل : المُؤْمن الذي آمَنَ أَوْلياءَ عذابَه ، قال :، قال ابن الأَعرابي ، قال المنذري سمعت أَبا العباس يقول : المُؤْمنُ عند العرب المُصدِّقُ ، يذهب إلى أَنَّ الله تعالى يُصدّق عبادَه المسلمين يومَ القيامة إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبليغ رُسُلِهم ، فيقولون : ما جاءنا مِنْ رسولٍ ولا نذير ، ويكذِّبون أَنبياءَهم ، ويُؤْتَى بأُمَّة محمد فيُسْأَلون عن ذلك فيُصدِّقونَ الماضِينَ فيصدِّقُهم الله ، ويصدِّقهم النبيُّ محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وهو قوله تعالى : فكيفَ إذا جِئْنا بك على هؤُلاء شهيداً ، وقوله : ويُؤْمِنُ للمؤْمنين ؛ أَي يصدِّقُ المؤْمنين ؛ وقيل : المُؤْمن الذي يَصْدُق عبادَه ، ما وَعَدَهم ، وكلُّ هذه الصفات لله عز وجل لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إليه عبادَه من توحيد ، وكأَنه آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه وما وَعَدَنا من البَعْثِ والجنَّةِ لمن آمَنَ به ، والنارِ لمن كفرَ به ، فإنه مصدَّقٌ وعْدَه لا شريك له ‏ .
      ‏ قال ابن الأَثير : في أَسماء الله تعالى المُؤْمِنُ ، هو الذي يَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإيمانِ التصديقِ ، أَو يُؤْمِنُهم في القيامة عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف ‏ .
      ‏ المحكم : المُؤْمنُ اللهُ تعالى يُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه ، وهو المهيمن ؛ قال الفارسي : الهاءُ بدلٌ من الهمزة والياء مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج ؛ وقال ثعلب : هو المُؤْمِنُ المصدِّقُ لعبادِه ، والمُهَيْمِنُ الشاهدُ على الشيء القائمُ عليه ‏ .
      ‏ والإيمانُ : الثِّقَةُ ‏ .
      ‏ وما آمنَ أَن يَجِدَ صَحابةً أَي ما وَثِقَ ، وقيل : معناه ما كادَ ‏ .
      ‏ والمأْمونةُ من النساء : المُسْتراد لمثلها ‏ .
      ‏ قال ثعلب : في الحديث الذي جاء ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ ؛ معنى ما آمَنَ بي شديدٌ أَي ينبغي له أَن يُواسيَه ‏ .
      ‏ وآمينَ وأَمينَ : كلمةٌ تقال في إثْرِ الدُّعاء ؛ قال الفارسي : هي جملةٌ مركَّبة من فعلٍ واسم ، معناه اللهم اسْتَّجِبْ لي ، قال : ودليلُ ذلك أَن موسى ، عليه السلام ، لما دعا على فرعون وأَتباعه فقال : رَبَّنا اطْمِسْ على أَموالِهِم واشْدُدْ على قلوبهم ، قال هرون ، عليه السلام : آمِينَ ، فطبَّق الجملة بالجملة ، وقيل : معنى آمينَ كذلك يكونُ ، ويقال : أَمَّنَ الإمامُ تأْميناً إذا ، قال بعد الفراغ من أُمِّ الكِتاب آمين ، وأَمَّنَ فلانٌ تأْميناً ‏ .
      ‏ الزجاج في قول القارئ بعد الفراغ من فاتحة الكتاب آمينَ : فيه لغتان : تقول العرب أَمِينَ بِقَصْرِ الأَلف ، وآمينَ بالمد ، والمدُّ أَكثرُ ، وأَنشد في لغة مَنْ قَصَر : تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ ، إذ سأَلتُه أَمينَ ، فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا وروى ثعلب فُطْحُل ، بضم الفاء والحاء ، أَرادَ زادَ اللهُ ما بيننا بُعْداً أَمين ؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر : سَقَى الله حَيّاً بين صارةَ والحِمَى ، حِمَى فَيْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ أَمِينَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إليهمُ بِخَيْرٍ ، ووَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ وقال عُمَر بن أَبي ربيعة في لغة مَنْ مدَّ آمينَ : يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً ، ويرْحمُ اللهُ عَبْداً ، قال : آمِين ؟

      ‏ قال : ومعناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ ، وقيل : هو إيجابٌ ربِّ افْعَلْ ، قال : وهما موضوعان في موضع اسْمِ الاستحابةِ ، كما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ سُكوتٍ ، قال : وحقُّهما من الإعراب الوقفُ لأَنهما بمنزلة الأَصْواتِ إذا كانا غيرَ مشتقين من فعلٍ ، إلا أَن النون فُتِحت فيهما لالتقاء الساكنين ولم تُكسر النونُ لثقل الكسرة بعد الياء ، كما فتحوا أَينَ وكيفَ ، وتشديدُ الميم خطأٌ ، وهو مبنيٌ على الفتح مثل أَينَ وكيف لاجتماع الساكنين ‏ .
      ‏ قال ابن جني :، قال أَحمد ابن يحيى قولهم آمِينَ هو على إشْباع فتحةِ الهمزة ، ونشأَت بعدها أَلفٌ ، قال : فأَما قول أَبي العباس إنَّ آمِينَ بمنزلة عاصِينَ فإنما يريدُ به أَن الميم خفيفة كصادِ عاصِينَ ، لا يُريدُ به حقيقةَ الجمع ، وكيف ذلك وقد حكي عن الحسن ، رحمه الله ، أَنه ، قال : آمين اسمٌ من أَسماء الله عز وجل ، وأَين لك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير ؟ وقال مجاهد : آمين اسم من أَسماء الله ؛ قال الأَزهري : وليس يصح كما ، قاله عند أَهل اللغة أَنه بمنزلة يا الله وأَضمر اسْتَجِبْ لي ، قال : ولو كان كما ، قال لرُفِعَ إذا أُجْرِي ولم يكن منصوباً ‏ .
      ‏ وروى الأَزهري عن حُمَيْد بن عبد الرحمن عن أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بنت عُقبة في قوله تعالى : واسْتَعِينوا بالصَّبْرِ والصَّلاةِ ، قالت : غُشِيَ على عبد الرحمن بن عوفٍ غَشيةَ ظَنُّوا أَنَّ نفْسَه خرجت فيها ، فخرجت امرأَته أُم كلثوم إلى المسجد تسْتَعين بما أُمِرَتْ أَن تسْتَعينَ به من الصَّبْرِ والصَّلاةِ ، فلما أَفاقَ ، قال : أَغُشِيَ عليَّ ؟، قالوا : نعمْ ، قال : صدَقْتُمْ ، إنه أَتاني مَلَكانِ في غَشْيَتِي فقالا : انْطلِقْ نحاكِمْكَ إلى العزيز الأَمين ، قال : فانطَلَقا بي ، فلقِيَهُما مَلَكٌ آخرُ فقال : وأَين تُرِيدانِ به ؟، قالا : نحاكمه إلى العزيز الأمين ، قال : فارْجِعاه فإن هذا ممن كتَب الله لهم السعادةَ وهم في بطون أُمَّهاتهم ، وسَيُمَتِّعُ الله به نبيَّه ما شاء الله ، قال : فعاش شهراً ثم ماتَ ‏ .
      ‏ والتَّأْمينُ : قولُ آمينَ ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي هريرة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : آمين خاتَمُ ربِّ العالمين على عباده المؤمنين ؛
      ، قال أَبو بكر : معناه أَنه طابَعُ الله على عبادِه لأَنه يَدْفعُ به عنهم الآفات والبَلايا ، فكان كخاتَم الكتاب الذي يَصُونه ويمنع من فسادِه وإظهارِ ما فيه لمن يكره علمه به ووُقوفَه على ما فيه ‏ .
      ‏ وعن أَبي هريرة أَن ؟

      ‏ قال : آمينَ درجةٌ في الجنَّة ؛ قال أَبو بكر : معناه أَنها كلمةٌ يكتَسِبُ بها قائلُها درجةً في الجنة ‏ .
      ‏ وفي حديث بلال : لا تسْبِقْني بآمينَ ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن يكون بلالٌ كان يقرأُ الفاتحةَ في السَّكتةِ الأُولى من سكْتَتَي الإمام ، فربما يبقى عليه منها شيءٌ ورسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قد فرَغ من قراءتِها ، فاسْتَمْهَلَه بلال في التأْمينِ بِقَدْرِ ما يُتِمُّ فيه قراءةَ بقيَّةِ السورة حتى يَنَالَ بركةَ موافَقتِه في التّأْمين .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: