وَصَفَه يَصِفُه وَصْفاً وصِفَةً والهاءُ في هذه عِوَضٌ عن الواوِ : نَعَتَه وهذا صَرِيحٌ في أنَّ الوَصْفَ والنَّعْتَ مُترادِفانِ وقد أَكْثَرَ النّاسُ من الفُروق بَيْنَهما ولا سِيَّما عُلماءُ الكلامِ وهو مَشْهورٌ وفي الِّلسانِ : وَصَفَ الشيءَ لهُ وعليهِ : إذا حَلاّه وقِيلَ : الوَصْفُ : مَصْدَرٌ والصِّفَةُ : الحِلْيَةُ وقال اللّيْثُ : الوَصْف : ُ وَصْفُكَ الشيءَ بحِلْيَتِه ونَعْته فاتَّصَفَ أي : صارَ مَوْصُوفاً أو صارَ مُتواصِفاً كما في الصِّحاحِ قالَ طَرَفَةُ :
إنِّي كَفانِيَ مِنْ أَمْرٍ هَمَمْتُ بِه ... جارٌ كجارِ الحُذاقِىِّ الذّيِ اتَّصَفَا أَي صارَ مَوْصُوفاً بحُسْنِ الجِوارِ
ومن المَجازِ : وَصَفَ المُهْرُ وَصْفاً : إذا تَوَجَّه لِشَيْءٍ من حُسْنِ السَّيَرةِ نقَلَه ابنُ عبّادٍ وقالَ غيرُه : إذا جادَ مَشْيُه كأَنّه وَصَفَ المَشْيَ وقالَ الشَّمّاخُ :
إذَا مَا أَدْلَجَتْ وَصَفتْ يَداهَا ... لهَا الإدْلاجَ لَيْلةَ لا هُجُوعِ
يُريدُ : أَجادَتْ السَّيْرَ وقالَ الأصْمَعِيُّ : أَي : تَصِفُ لها إدْلاجَ اللَّيْلةِ التي لا تَهْجَعُ فِيها . والوَصّافُ : العارِفُ بالوَصْفِ عن ابنِ دُرَيْدٍ ومنه : وكانَ وَصَّافاً لحِلْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : والوَصّافُ : لَقَبُ أَحَدِ سادَاتِهِمْ لُقِّبَ بذِلك لِحَديِثٍ له أَو اسْمُه مالِكُ بنُ عامِر بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ عِجْلٍ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : سُمِّى الوَصّافَ لأَنَّ المُنْذِرَ الأَكبرَ ابنَ ماءِ السّماءِ قَتَلَ يومَ أُوارَهَ بَكْرَ بنَ وائِل قَتْلاً ذَريعاً وكانَ يَذْبَحُهُم على جَبَلٍ وآلَى أنَ لا يَرْفَعَ عنهم القَتْلَ حتّى يَبْلُغَ الدَّمُ الأَرْضَ فقالَ له مالِكُ بنُ عامِرٍ : لو قَتَلْتَ أَهْلَ الأَرْضِ هكذَا لم يَبْلُغْ دَمُهُم الأَرْضَ ولكن صُبَّ عليهِ ماءً فإِنّه يبلغُ ُالأَرْضَ فسُمِّي بذلِكَ الوَصّاف . ومن وَلَدِه : عُبَيْدُ اللهِ بنُ الوَلِيدِ الوَصّافِيُّ المُحَدِثُ العِجْلِيُّ عن عَطاءٍ وطَاوُس وعَطِيَّةَ العَوْفِيِّ وعنه عِيسَى ابنُ يُونُسَ وابنُه سَعِيدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ شيخٌ لمُحَمَّدِ بنِ عِمْرانَ بنِ أبِي لَيْلَى . والوَصِيفُ كأَمِيرٍ : الخادِمٌ والخادِمَةُ أَي : غُلاماً كان أَو جارِيَةً كالوَصِيَفةِ قالَ ثَعْلَبٌ : ورُبَّما قاُلوا للجارِيَةِ : وَصِيفَة ج : وصائِفُ وجَمْعُ الوَصِيفِ : وُصَفاءُ ومنه الحَدِيثُ أنَّه نَهَى عن قَتْلِ العُسَفاءِ والوُصَفاءِ . وقد وَصُفَ الغُلامُ ككَرُمَ : إذا بَلَغَ حَدَّ الخِدْمَةِ والاسْمُ الإِيصافُ والوَصافَةُ أَمّا أبو عُبَيْدٍ فقالَ : وَصِيفٌ بَيِّنُ الوَصافَةِ وأَمّا ثَعْلَبٌ فقالَ : بَيِّنُ الإِيصافِ وأَدْخلاهُ في المَصادِرِ التي لا أَفْعالَ لها وإذا عَرَفْتَ ذلِكَ فلا عِبْرَةَ لما نَظَّرَه شَيْخُنا نعَمْ إنَّ ابنَ الأَعْرابِي قد أَثْبَتَ فِعْلَه وإيّاه تَبِعَ صاحبُ الخُلاصَةِ فهما قَوْلانِ . وتَواصَفُوا الشَّيْءَ : وَصَفَة بَعْضُهُم لبَعْضٍ قالَ الجَوْهرِيُّ : وهو من الوَصْفِ . واسْتَوْصَفَه أي : المَرِيضُ الطَّبِيبَ : إذا سَأَلَه أَنْ يَصِفَ لَهُ ما يَتَعالَجُ بِه كما فِي الصِّحاحِ . قالَ : والصِّفَةُ : كالعِلْمِ والجَهْل والسَّوادِ والبيَاضِ . وأَما النُّحاةُ فإنماّ يُريدُونَ بها النَّعْتَ وهو أي : النَّعْتُ : اسمْ ُالفاعِلِ أو المفَعْوُل نحو : ضارِبٍ وَمْضُروبٍ أو ما يَرْجِعُ إليِهما من طَرِيِق المَعْنَى كمِثْلٍ وشِبْهٍ وما يَجْرِي مَجْرَى ذلِكَ تَقولُ رَأَيْتُ أَخاكَ الظَّرِيفَ فالأَخُ هو المَوْصُوفُ والظَّرِيفُ هو الصّفَةُ فلهذا قالُوا : لا يَجُوزُ أَنْ يُضافَ الشِيءُ إلى صِفَتِه كما لا يَجُوزُ أَنْ يُضافَ إلى نَفْسِه ؛ لأَنَّ الصِّفَةَ هي المَوْصُوفُ عندَهُم ألا تَرَى أنَّ الظَّرِيفَ هو الأَخُ ؟ كما في الصِّحاح والعُبابِ
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : اتَّصَفَ الشَّيْءُ : أَمْكَنَ وَصْفهُ قالَ سُحَيْمٌ :
وما دُمْيَةٌ مِنْ دُمَى مَيسَنا ... نَ مُعْجِبِةٌ نَظَراً واتِّصافَاوجَمْع الوَصْفِ : الأَوْصافُ وجمعُ الصِّفَة : الصِّفاتُ . وبَيْعُ المُواصَفَةِ : أَنْ يَبِيعَ الشيءَ بِصِفَتِه من غَيْرِ رُؤْيَةٍ كما فِي الصِّحاحِ وفي حَدِيثِ الحَسَن : أَنّه كَرِه المُواصَفَةَ في البَيْعِ قالَ ابنُ الأَثِيرِ : هو أَنْ يَبِيعَ ما لَيْسَ عندَه ثُمّ يَبْتاعَه فيَدْفَعَه إلى المُشْتَرِى قِيلَ له ذلِكَ لأَنَّه باعَ بالصِّفةِ من غير نَظَرٍ ولا حِيازَةِ مِلْكٍ . وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : أوْصَفَ الغُلامُ : تَمَّ قَدُّهُ وكذا أوْصَفَت الجارِيَةُ وفي الأَساسِ أَوْصَفَ : بَلَغَ أوانَ الخِدْمَةِ . والصِّفَةُ : الحالَةُ التّيِ عَلَيْها الشَّيْءُ من حِلْيَتِه ونَعْتِه . وأمّا الوَصْفُ فقد يَكُونُ حَقّاً وباطِلاً يقال : لِسانُه يَصِفُ الَكذِبَ ومنه قَوْلُه تَعالى : " ولا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ " وهو مَجازٌ . وتَواصَفُوا بالَكَرمِ وشَيْءٌ مَوْصُوفٌ ومُتواصِفٌ ومُتَّصِفٌ . وقد اتَّصَفَ الرّجُلُ : صارَ مُمَدَّحاً . وواصَفْتُه الشَّيْءَ مُواصَفَةً . وتوَصَّفْتُ وَصِيفاً ووَصِيفَةً : اتَّخَذْتُه للخِدْمَة والتَّسَرِّى . وتَقولُ : وَجْهُها يَصِفُ الحُسْنَ . ووَصِيفَةٌ مَوْصُوفَةٌ بالجَمالِ واصِفَةٌ للغَزالَةِ والغَزالِ وهو مجازٌ . ومنه أيْضاً : ناقَةٌ تَصِفُ الإدْلاجَ ثُمَّ كَثُرَ حتى قالُوا : وَصَفَت النَّاقَةُ وُصُوفاً : إذا أَجادت السَّيْرَ . وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : وَصّافُ بنُ هُودِ ابنِ زَيْدٍ المَرْوَزِيُّ من وَلَدِه طاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُزاحِمِ بنِ وَصّافٍ المُحَدِّثُ . وسِكَّةُ وَصّافٍ بنَسَفَ منها أَبُو العَبَّاسِ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمّدٍ الوَصّافِيّ عن إبْراهِيمَ بنِ مَعْقِلٍ . وهُوَّةُ ابنُ وصَّافٍ دَحْلٌ بالحَزْن لبَنِي الوَصّاف . مَثَلٌ تسْتَعْمِلُه العَرَبُ لِمَنْ يَدْعُونَ عليه ذَكَرَها رُؤْبَةُ في شعِرْهِ