البُحّة : غِلَظ الصوتِ وخُشونَتُه من داءِ ، أَو كثرةِ صِياح ، أو تَصَنُّع في غِناء ، وقد يكون خِلْقة
,
بَبَّةُ
ـ بَبَّةُ : حكايةُ صَوْتِ صَبِيٍّ ، ولَقَبُ قُرَشِيٍّ ، والشابُّ المُمْتَلِئُ البَدَنِ نَعْمةً ، وصِفةٌ للْأحْمَقِ . وقول الجوهرِيِّ : بَبَّةُ : اسْمُ جاريةٍ ، غلَطٌ ، واسْتِشْهادُه بالرَّجز أيضاً غَلَطٌ ، وإنما هو لَقَبُ عبدِ اللَّهِ بنِ الحارِث ، وقولُه : قال الرَّاجزُ : غَلَطٌ أيضاً ، والصَّوابُ : قالت هِنْدُ بِنْتُ أبِي سُفْيانَ ( وهي تُرَقِّصُ ولدَها : لأَنْكِحَنَّ بَبَّه جاريةً خَدَبَّه ، مُكْرَمَةً مُحَبَّه تَجُبُّ أهلَ الكَعْبَه ، أي : تَغْلِبُهُنَّ حُسْناً ). ـ دارُ بَبَّة : بمكة . ـ بَبُّ : البأْجُ ، والغُلامُ السَّمِينُ . ـ هُمْ بَبَّانٌ واحِدٌ ، وهم على بَبَّانٍ واحد ، وهُمْ بَبَانٌ واحِدٌ ، وهم على بَبَانٍ واحد : طريقة . ـ بأْبَبَةُ : هديرُ الفَحْلِ .
المعجم: القاموس المحيط
بَبَّة
بَبَّة : حكاية صَوت الطفل .
المعجم: المعجم الوسيط
بَبّة
ببة 1 - ببة : أحمق ، غبي . 2 - ببة : غلام سمين .
المعجم: الرائد
البَبَّةُ
البَبَّةُ : مؤنث البَبّ . و البَبَّةُ الأحمق الثقيل .
المعجم: المعجم الوسيط
ببب
" بَبَّةُ حكاية صو صبي . قالت هِنْدُ بنتُ أَبي سُفْيانَ تُرَقِّصُ ابْنها عبدَاللّهِ بنَ الحَرِث : لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ جارِيةً خِدَبَّهْ ، مُكْرَمةً مُحَبَّه ، تَجُبُّ أَهلَ الكَعْبه أَي تَغْلِبُ نساءَ قُرَيْشٍ في حُسْنِها . ومنه قول الراجِز : جَبَّتْ نِساءَ العالَمينَ بالسَّبَبْ وسنذكره إِن شاءَ اللّه تعالى . وفي الصحاح : بَبَّةُ : اسم جارية ، واستشهد بهذا الرجز . قال الشيخ ابن بري : هذا سَهْوٌ لأَن بَبَّةَ هذا هو لقب عبدِاللّه بن الحرث بن نَوْفل بن عبدالمطلب والي البصرة ، كانت أُمه لقَّبَتْه به في صِغَره لكثرة لَحْمِه ، والرجز لأُمه هِنْدَ ، كانت تُرَقِّصُه به تريد : لأُنْكِحَنَّه ، إِذا بلَغَ ، جارِيةً هذه صفتها ، وقد خَطَّأَ أَبو زكريا أَيضاً الجَوْهَريَّ في هذا المكان . غيره : بَبَّةُ لقَب رجل من قريش ، ويوصف به الأَحْمَقُ الثَّقِيلُ . والبَبَّةُ : السَّمِينُ ، وقيل : الشابُّ الـمُمْتَلئُ البَدنِ نَعْمةً ، حكاه الهروِيُّ في الغريبين . قال : وبه لُقِّب عبدُاللّه بن الحرث لكثرة لحمه في صِغَره ، وفيه يقول الفرزدق : وبايَعْتُ أَقْواماً وفَيْتُ بعَهْدِهِمْ ، * وبَبَّةُ قد بايَعْتُه غيرَ نادِمِ وفي حديث ابن عمر ، رضي اللّه عنهما : سَلَّم عليه فَتىً من قُرَيْشٍ ، فَردَّ عليه مثْلَ سَلامِه ، فقال له : ما أَحْسِبُكَ أَثْبَتَّنِي . قال : أَلسْتَ بَبَّةً ؟، قال ابن الأَثير : يقال للشابِّ الـمُمْتَلِئِ البَدنِ نَعْمَةً وشَباباً بَبَّةٌ . والبَبُّ : الغلامُ السائلُ ، وهو السَّمِينُ ، ويقال : تَبَبَّبَ إِذا سَمِنَ . وبَبَّةُ : صَوتٌ من الأَصْوات ، وبه سُمِّيَ الرجل ، وكانت أُمه تُرَقِّصه به . وهم على بَبَّانٍ واحد وبَبانٍ . (* قوله « وهم على ببان إلخ » عبارة القاموس وهم ببان واحد وعلى ببان واحد ويخفف ا هـ فيستفاد منه استعمالات أربعة .) أَي على طَريقةٍ . قال : وأُرَى بَباناً محذوفاً من بَبَّانٍ ، لأَنَّ فَعْلانَ أَكثر من فَعالٍ ، وهم بَبَّانٌ واحِدٌ أَي سَواءٌ ، كما يقال بَأْجٌ واحِدٌ . قال عمر ، رضي اللّه عنه : لَئن عِشْتُ إِلى قابل لأُلْحِقَنَّ آخِرَ الناسِ بأَوَّلِهم حتى يكونوا بَبَّاناً واحِداً . وفي طريق آخر : إِنْ عِشْتُ فَسَأَجْعَلُ الناسَ بَبَّاناً واحِداً ، يريد التَّسويةَ في القَسْمِ ، وكان يُفَضِّل الـمُجاهِدِينَ وأَهلَ بَدْر في العَطاءِ . قال أَبو عبدالرحمن بن مهدي : يعني شيئاً واحداً . قال أَبو عُبَيْدٍ : وذاك الذي أَراد . قال : ولا أحْسِبُ الكلمةَ عَربيةً . قال : ولم أَسمعها في غير هذا الحديث . وقال أَبو سَعيد الضَّريرُ : لا نَعْرفُ بَبَّاناً في كلام العرب . قال : والصحيح عندنا بَيَّاناً واحداً . قال : وأَصلُ هذه الكلمة أَنَّ العرب تقول إِذا ذَكَرت من لا يُعْرَفُ هذا هَيَّانُ بنُ بَيَّانَ ، كما يقال طامرُ بنُ طامِرٍ . قال : فالمعنى لأُسَوِّيَنَّ بينهم في العَطاءِ حتى يكونوا شيئاً واحداً ، ولا أُفَضِّلُ أَحداً على أَحد . قال الأَزهريُّ : ليس كما ظَنَّ ، وهذا حديث مشهور رواه أَهلُ الإِتْقانِ ، وكأَنها لغة يمَانِيَةٌ ، ولم تَفْشُ في كلام مَعَدٍّ . وقال الجوهري : هذا الحرف هكذا سُمِعَ وناسٌ يَجْعلونه هيَّانَ بنَ بَيَّانَ . قال : وما أُراه محفوظاً عن العرب . قال أَبو منصور : بَبَّانُ حَرْف رواه هشام بن سعد وأَبو معشر عن زيد بن أَسْلَم عن أَبيه سمعت عُمَر ، ومِثْلُ هؤُلاءِ الرُّواة لا يُخْطِئُونَ فيُغَيِّرُوا ، وبَبَّانُ ، وإِن لم يكن عربياً مَحْضاً ، فهو صحيح بهذا المعنى . وقال الليث : بَبَّانُ على تقدير فَعْلانَ ، ويقال على تقدير فَعَّالٍ . قال : والنون أَصلية ، ولا يُصَرَّفُ منه فِعْلٌ . قال : وهو والبَأْجُ بمعنى واحد . قال أَبو منصور : وكان رَأْيُ عمرَ ، رضي اللّه عنه ، في أَعْطِيةِ الناس التَّفْضِيلَ على السَّوابِقِ ؛ وكان رأْيُ أَبي بكرٍ ، رضي اللّه عنه ، التَّسْوِيةَ ، ثم رجَع عمرُ إِلى رأْي أَبي بكر ، والأَصل في رجوعه هذا الحديث . قال الأَزهري : وبَبَّانُ كأَنها لغة يمَانِيةٌ . وفي رواية عن عمر ، رضي اللّه عنه : لولا أَن أَتْرُكَ آخِرَ الناسِ بَبَّاناً واحداً ما فُتِحَتْ عليَّ قَريةٌ إِلا قَسَمْتُها أَي أَتركهم شيئاً واحداً ، لانه إِذا قَسَمَ البِلادَ المفتوحة على الغانِمين بقي من لم يَحْضُرِ الغَنِيمةَ ومَن يَجِيءُ بَعْدُ من المسلمين بغير شيءٍ منها ، فلذلك ترَكَها لتكون بينهم جَمِيعهم . وحكى ثعلب : الناسُ بَبَّانٌ واحِد لا رأْسَ لهم . قال أَبو علي : هذا فَعَّالٌ من باب كَوْكَبٍ ، ولا يكون فَعْلانَ ، لأَن الثلاثة لا تكون من موضع واحد . قال : وبَبَّةُ يَرُدُّ قول أَبي علي . "
المعجم: لسان العرب
بجل
" التَّبجيل : التعظيم . بَجَّل الرجلَ : عَظَّمَه . ورجل بَجَال وبَجِيل : يُبَجِّله الناسُ ، وقيل : هو الشيخ الكبير العظيم السيد مع جَمَال ونُبْل ، وقد بَجُلَ بَجَالة وبُجُولاً ، ولا توصف بذلك المرأَة . شمر : البَجَال من الرجال الذي يُبَجِّله أَصحابه ويسوِّدونه . والبَجِيل : الأَمر العظيم . ورجل بَجَال : حَسَن الوجه . وكل غليظ من أَيِّ شيءٍ كان : بَجِيل . وفي الحديث : أَنه ، عليه السلام ، قال لِقَتْلى أُحُد : لَقِيتُم خيراً طويلاً ، ووُقِيتُم شَرًّا بَجِيلاً ، وسَبَقْتم سبقاً طويلاً . وفي الحديث : أَنه أَتَى القبور فقال : السلام عليكم أَصبتم خيراً بَجِيلاً أَي واسعاً كثيراً ، من التبجيل التعظيم ، أَو من البَجَال الضَّخْم . وأَمر بَجِيل : مُنْكَر عظيم . والبَاجل : المُخْصِب الحَسَنُ الحال من الناس والإِبل . ويقال للرجل الكثير الشحم : إِنه لباجل ، وكذلك الناقة والجمل . وشيخ بَجَال وبَجِيل أَي جَسِيم ؛ ورجل باجِل وقد بَجَل يَبْجُل بُجولاً : وهو الحسَن الجَسيمُ الخَصيب في جِسْمه ؛
وأَنشد : وأَنت بالبابِ سَمِينٌ باجِل وبَجِلَ الرجلُ بَجَلاً : حسنت حاله ، وقيل : فَرِحَ . وأَبْجَله الشيءُ إِذا فَرِحَ به . والأَبْجَلُ : عِرْق غَلِيظ في الرِّجْلِ ، وقيل : هو عِرْق في باطِنِ مَفْصِلِ الساق في المَأْبِض ، وقيل : هو في اليد إِزَاءَ الأَكْحَل ، وقيل : هو الأَبْجَلُ في اليد ، والنَّسا في الرِّجْلِ ، والأَبْهَرُ في الظَّهْر ، والأَخْدَع في العُنُق ؛ قال أَبو خراش : رُزِئْتُ بَني أُمِّي ، فلما رُزِئْتُهم صَبَرْتُ ، ولم أَقْطَعْ عليهم أَبَاجِلي والأَبْجَل : عِرْق وهو من الفرس والبعير بمنزلة الأَكْحَل من الإِنسان . قال أَبو الهيثم : الأَبْجَل والأَكْحَل والصّافِنُ عُروق نُقْصَدُ ، وهي من الجداول لا من الأَوْرِدة . الليث : الأَبجلان عِرْقان في اليدين وهما في الأَكْحَلان من لَدُنِ المَنْكِب إِلى الكَتِف ؛
وأَنشد : عاري الأَشَاجِعِ لم يُبْجَل أَي لم يُقْصَد أَبْجَلُه . وفي حديث سعد بن معاذ : أَنه رُمِيَ يوم الأَحزاب فقطعوا أَبْجَلَه ؛ الأَبْجَل : عِرْق في باطن الذراع ، وقيل : هو عرق غليظ في الرِّجل فيما بين العصب والعظم . وفي حديث المستهزئين : أَما الوليدبن المغيرة فأَوْمأَ جبريل إِلى أَبْجَله . والبُجْل : البُهْتان العظيم ، يقال : رميته ببُجْل ؛ وقال أَبو دُوادٍ الإِيادي : امرَأَ القَيْسِ بن أَرْوَى مُولِيا إِن رآني لأَبُوأَنْ بسُبَد (* امرؤ القيس بن أروى مقسم على الاخبار وهو ظاهر إن صحت به الرواية . ووقع في مادة « سبد » بحراً ؛ والصواب بجراً ، بالجيم ، كما هي رواية غير الليث ). قُلْتَ بُجْلاً قلتَ قوْلاً كاذباً ، إِنَّما يَمْنَعُني سَيْفي ويَ ؟
قال الأَزهري : وغيره يقوله بُجْراً ، بالراء ، بهذا المعنى ، قال : ولم أَسمعه باللام لغير الليث ، قال : وأَرجو أَن تكون اللام لغة ، فإِن الراء واللام متقارباً المخرج وقد تعاقباً في مواضع كثيرة . والبَجَلُ : العَجَب . والبَجْلة : الصغيرة من الشَّجَر ؛ قال كثير : وبِجتدِ مُغْزِلَةٍ تَرُودُ بوَجْرَةٍ بَجَلاتِ طَلْحٍ ، قد خُرِفْنَ ، وضَالِ وبَجَلي كذا وبَجَلي أَي حَسْبي ؛ قال لبيد : بَجَلي الآنَ من العَيْشِ بَجَ ؟
قال الليث : هو مجزوم لاعتماده على حركات الجيم وأَنه لا يتمكن في التصريف . وبَجَلْ : بمعنى حَسْب ؛ قال الأَخفش هي ساكنة أَبداً . يقولون : بَجَلْك كما يقولون قَطْك إِلا أَنهم لا يقولون بَجَلْني كما يقولون قَطْني ، ولكن يقولون بَجَلي وبَجْلي أَي حَسْبي ، قال لبيد : فَمَتى أَهْلِكْ فلا أَحْفِلْه ، بَجَلي الآنَ من العَيْشِ بَجَل وفي حديث لُقْمان بن عاد حين وصف إِخْوته لامرأَة كانوا خَطَبوها ، فقال : لقمانُ في أَحدهم : خُذي مني أَخي ذا البَجَل ؛ قال أَبو عبيدة : معناه الحَسْبُ والكِفَاية ؛ قال : ووجهه أَنه ذَمَّ أَخاه وأَخبر أَنه قَصير الهِمَّة وأَنه لا رَغْبَة له في مَعالي الأُمور ، وهو راضٍ بأَن يُكْفَي الأُمور ويكونَ كَلاٍّ على غيره ، ويقول حَسْبي ما أَنا فيه ؛ وأَما قوله في أَخيه الآخر : خُذِي مني أَخي ذا البَجْلة يحمل ثِقْلي وثِقْله ، فإِن هذا مدح ليس من الأَوَّل ، يقال : ذو بَجْلة وذو بَجَالة ، وهو الرُّوَاءُ والحُسْن والحَسَب والنُّبْل ، وبه سمي الرجل بَجَالة . إِنه لذو بَجْلة أَي شارة حَسَنَة ، وقيل : كانت هذه أَلْقاباً لهم ، وقيل : البَجَال الذي يُبَجِّله الناس أَي يعظمونه . الأَصمعي في قوله خذي مني أَخي ذا البَجَلَ : رجل بَجَالٌ وبَجيل إِذا كان ضَخْماً ؛ قال الشاعر : شَيْخاً بَجَالاً وغُلاماً حَزْوَرَا ولم يفسر قوله أَخي ذا البجلة ، وكأَنه ذهب به إِلى معنى البَجَل . الليث : رجل ذو بَجَالة وبَجْلة وهو الكَهْل الذي تَرَى له هَيئة وتَبْجيلاً وسِنّاً ، ولا يقال امرأَة بَجَالة . الكسائي : رجل بَجَال كبير عظيم . أَبو عمرو : البَجَال الرجل الشيخ السيد ؛ قال زهير ابن جناب الكلبي ، وهو أَحد المُعَمَّرين : أَبَنِيَّ ، إِن أَهْلِكْ فإِني قد بَنَيْتُ لكن بَنيَّه وجَعَلْتُكُم أَوْلادَ سا دات ، زِناُكُم وَرِيّة من كل ما نالَ الفَتَى قد نِلْتُه ، إِلا التَّحِيّة فالمَوْتُ خَيْرٌ للفَتَى ، فَليَهْلِكَنْ وبه بَقِيّه ، مِن أَن يرى الشَّيخ البَجَا لَ يُقادُ ، يُهْدَى بالعَشِيّه ولَقَدْ شَهِدْتُ النارَ لِلْـ أَسْلافِ تُوقَد في طَمّيه وخَطَبْتُ خُطْبَة حازِمٍ ، غَيْرِ الضعيفِ ولا العَيِيّه ولقدْ غَدَوْتُ بمُشرِف الـ حَجَباتِ لم يَغْمِزْ شَظيّه فأَصَبْتُ من بَقَر الحبا ب ، وصِدتُ من حُمُر القِفّيه ولقد رَحَلْت البازِلَ الـ كَوْماءَ ، لَيْسَ لها وَليّه فجعل قوله يُهْدَى بالعَشِيّة حالاً ليُقاد كأَنه ، قال يُقاد مَهْدِيّاً ، ولولا ذلك لقال ويُهْدَى بالواو . وقد أَبْجَلَني ذلك أَي كَفاني ؛ قال الكميت يمدح عبد الرحيم بن عَنْبَسَة بن سعيد بن العاص : وعَبْدُ الرَّحيم جِمَاعُ الأُمُور ، إِليه انْتَهى اللَّقَمُ المُعْمَلُ إِليه مَوارِدُ أَهلِ الخَصَاص ، ومِنْ عنده الصَّدَرُ المُبْجِلُ اللَّقَم : الطريق الواضح ، والمُعْمَل : الذي يكثر فيه سير الناس ، والمَوارِدُ : الطُّرُقُ ، واحدتها مَوْرِدَةٌ ؛ وأَهل الخَصاص : أَهْلُ الحاجة ، وجِماعُ الأُمور : تَجتمع إِليه أُمور الناس من كل ناحية . أَبو عبيد : يقال بَجَلك دِرْهَمٌ وبَجْلُك درهمٌ . وفي الحديث : فأَلقى تَمَراتٍ في يده وقال : بَجَلي من الدنيا أَي حَسْبي منها ؛ ومنه قول الشاعر يوم الجَمَل : نحن بَني ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل ، رُدُّوا عَلَيْنا شَيْخَنا ثُمَّ بَجَل أَي ثمَّ حَسْبُ ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : مَعاذَ العَزيز الله أَنْ يُوطِنَ الهَوَى فُؤَادِيَ إِلْفاً ، لَيْسَ لي بِبَجِيل فسره فقال : هو من قولك بَجَلي كذا أَي حَسْبي ، وقال مرة : ليس بمُعَظِّم لي ، وليس بِقَوِيٍّ ، وقال مرة : ليس بعظيم القدر مُشْبِه لي . وبَجَّل الرجلَ :، قال له بَجَلْ أَي حَسْبُك حيث انتهيت ؛ قال ابن جني : ومنه اشتق الشيخ البَجَال والرجل البَجِيل والتبجيل . وبَجيلَة : قبيلة من اليمن والنسبة إِليهم بَجَلِيٌّ ، بالتحريك ، ويقال إِنهم من مَعَدّ لأَن نزار بن مَعَدّ وَلَدَ مُضَرَ وربيعة وإِياداً وأَنماراً ثم إِن أَنماراً وَلَد بَجيلة وخَثْعَم فصاروا باليمن ؛ أَلا ترى أَن جرير ابن عبدِ الله البَجَلي نافر رجلاً من اليَمَن إِلى الأَقْرَع ابن حابس التَّمِيمي حَكَم العرب فقال : يا أَقْرَعُ بنَ حابسٍ يا أَقْرَعُ إِنك إِن يُصْرَعْ أَخُوك تُصْرَعُ فجعل نفسه له أَخاً ، وهو مَعَدِّيٌّ ، وإِنما رفع تُصْرَع وحقُّه الجزم على إِضمار الفاء كما ، قال عبد الرحمن ابن حسان : مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ ، اللهُ يشكرُها ، والشَّرُّ بالشرِّ عندَ الله مِثْلانِ اي فالله يشكرها ، ويكون ما بعد الفاء كلاماً مبتدأً ، وكان سيبوبه يقول : هو على تقديم الخبر كأَنه ، قال إِنك تُصْرع إِن يصرع أَخوك ، وأَما البيت الثاني فلا يختلفون أَنه مرفوع بإِضمار الفاء ؛ قال ابن بري : وذكر ثعلب أَن هذا البيت للحصين بن القعقاع والمشهور أَنه لجرير . وبَنُو بَجْلة : حَيٌّ من العرب ؛ وقول عمرو ذي الكلب : بُجَيْلَةُ يَنْذِروا رَمْيِي وفَهْمٌ ، كذلك حالُهم أَبَداً وحالي (* قوله : ينذروا ، بالجزم ، هكذا في الأصل ) إِنما صَغَّر بَجْلَة هذه القبيلَة . وبنو بَجالة : بطن من ضَبَّة . التهذيب : بَجْلَة حَيٌّ من قيس عَيْلانَ . وبَجْلَة : بطن من سُلَيِّم ، والنسبة إِليهم بَجْليٌّ ، بالتسكين ؛ ومنه قول عنترة : وآخَر منهم أَجْرَرْتُ رُمْحي ، وفي البَجَلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقيعُ "
المعجم: لسان العرب
بدع
" بدَع الشيءَ يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدَعَه : أَنشأَه وبدأَه . وبدَع الرَّكِيّة : اسْتَنْبَطَها وأَحدَثها . ورَكِيٌّ بَدِيعٌ : حَدِيثةُ الحَفْر . والبَدِيعُ والبِدْعُ : الشيء الذي يكون أَوّلاً . وفي التنزيل : قُل ما كنتُ بِدْعاً من الرُّسُل ؛ أَي ما كنت أَوّلَ من أُرْسِلَ ، قد أُرسل قبلي رُسُلٌ كثير . والبِدْعةُ : الحَدَث وما ابْتُدِعَ من الدِّينِ بعد الإِكمال . ابن السكيت : البِدْعةُ كلُّ مُحْدَثةٍ . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، في قِيام رمضانَ : نِعْمتِ البِدْعةُ هذه . ابن الأَثير : البِدْعةُ بدْعتان : بدعةُ هُدى ، وبدْعة ضلال ، فما كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله ، صلى الله عليه وسلم ، فهو في حَيِزّ الذّمِّ والإِنكار ، وما كان واقعاً تحت عُموم ما ندَب اللهُ إِليه وحَضّ عليه أَو رسولُه فهو في حيِّز المدح ، وما لم يكن له مِثال موجود كنَوْع من الجُود والسّخاء وفِعْل المعروف فهو من الأَفعال المحمودة ، ولا يجوز أَن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به لأَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قد جعل له في ذلك ثواباً فقال : مَن سنّ سُنّة حسَنة كان له أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بها ، وقال في ضدّه : مَن سنّ سُنّة سَيئة كان عليه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بها ، وذلك إِذا كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله ، قال : ومن هذا النوع قول عمر ، رضي الله عنه : نعمتِ البِدْعةُ هذه ، لمّا كانت من أَفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سَمّاها بدعة ومدَحَها لأَنَّ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لم يَسُنَّها لهم ، وإِنما صلاَّها لَيالِيَ ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها ولا كانت في زمن أَبي بكر وإِنما عمر ، رضي الله عنهما ، جمع الناسَ عليها وندَبهم إِليها فبهذا سماها بدعة ، وهي على الحقيقة سنَّة لقوله ، صلى الله عليه وسلم ، عليكم بسنّتي وسنة الخُلفاء الراشدين من بعدي ، وقوله ، صلى الله عليه وسلم : اقْتَدُوا باللذين من بعدي : أَبي بكر وعمر ، وعلى هذا التأْويل يُحمل الحديث الآخَر : كلُّ مُحْدَثةٍ بدعة ، إِنما يريد ما خالَف أُصولَ الشريعة ولم يوافق السنة ، وأَكثر ما يستعمل المُبْتَدِعُ عُرْفاً في الذمِّ . وقال أَبو عَدْنان : المبتَدِع الذي يأْتي أَمْراً على شبه لم يكن ابتدأَه إِياه . وفلان بِدْعٍ في هذا الأَمر أَي أَوّل لم يَسْبِقْه أَحد . ويقال : ما هو منّي ببِدْعٍ وبَديعً ، قال الأَحوص : فَخَرَتْ فانْتَمَتْ فقلتُ : انْظُرِيني ، ليس جَهْلٌ أَتَيْته ببدِيعِ وأَبْدَعَ وابْتَدَعَ وتَبَدَّع : أتَى بِبدْعةٍ ، قال اللهِ تعالى : ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعوها ؛ وقال رؤبة : إِنْ كُنْتَ للهِ التَّقِيَّ الأَطْوعا ، فليس وجْهَ الحَقِّ أَن تَبَدَّعا وبَدَّعه : نَسَبه إِلى البِدْعةِ . واسْتَبْدَعَه : عدَّه بَديعاً . والبَدِيعُ : المُحْدَثُ العَجيب . والبَدِيعُ : المُبْدِعُ . وأَبدعْتُ الشيء : اخْتَرَعْته لاعلى مِثال . والبَديع : من أَسماء الله تعالى لإِبْداعِه الأِشياء وإِحْداثِه إِيَّاها وهو البديع الأَوّل قبل كل شيء ، ويجوز أَن يكون بمعنى مُبدِع أَو يكون من بَدَع الخلْقَ أَي بَدَأَه ، والله تعالى كما ، قال سبحانه : بَدِيعُ السمواتِ والأَرض ؛ أَي خالقها ومُبْدِعُها فهو سبحانه الخالق المُخْتَرعُ لا عن مثال سابق ، قال أَبو إِسحق : يعني أَنه أَنشأَها على غير حِذاء ولا مثال إِلا أَنَّ بديعاً من بَدَع لا من أَبْدع ، وأَبدعَ : أَكثر في الكلام من بَدَع ، ولو استعمل بدَع لم يكن خطأ ، فبَدِيعٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعل مثل قدير بمعنى قادر ، وهو صفة من صفات الله تعالى لأَنه بدأَ الخلق على ما أَراد على غير مثال تقدّمه . قال الليث : وقرئ بديعَ السمواتِ والأَرضِ ، بالنصب على وجه التعجب لِما ، قال المشركون على معنى : بِدْعاً ما قلتم وبَدِيعاً اخْتَرَقْتم ، فنصبه على التعجب ، قال : والله أَعلم أَهو ذلك أَم لا ؛ فأَما قراءة العامة فالرفع ، ويقولون هو اسم من أَسماء الله سبحانه ، قال الأَزهري : ما علمت أَحداً من القرّاء قرأَ بديعَ بالنصب ، والتعجبُ فيه غير جائز ، وإِن جاء مثله في الكلام فنصبه على المدح كأَن ؟
قال أَذكر بديع السموات والأَرض . وسِقاء بَديع : جديد ، وكذلك زِمام بديع ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في السقاء لأَبي محمد الفقعسي : يَنْصَحْنَ ماء البَدَنِ المُسَرَّى ، نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا الصَّفَقُ : أَوّل ما يُجعل في السِّقاء الجديد . قال الأَزهري : فالبديعُ بمعنى السقاء والحبْل فَعِيلٌ بمعنى مَفعول . وحَبلٌ بَديع : جَديد أَيضاً ؛ حكاه أَبو حنيفة . والبديع من الحِبال : الذي ابتُدِئ فتله ولم يكن حَبلاً فنكث ثم غُزل وأُعيد فتلُه ؛ ومنه قول الشماخ : وأَدْمَجَ دَمْج ذي شَطَنٍ بَدِيعِ والبديعُ : الزِّقُّ الجديد والسقاء الجديد . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : تِهامةُ كَبَدِيعِ العَسَلِ حُلْو أَوّلُه حُلْو آخِرُه ؛ شَبَّهها بِزِقِّ العسل لأَنه لا يتغيَّر هواؤها فأَوّله طيّب وآخره طيّب ، وكذلك العسل لا يتغير وليس كذلك اللبن فإِنه يتغير ، وتِهامة في فُصول السنة كلها غَداةً ولَيالِيها أَطْيَب اللَّيالي لا تُؤذي بحَرّ مُفْرط ولا قُرّ مُؤذ ؛ ومنه قول امرأَة من العرب وصَفت زوجَها فقالت : زَوْجي كلَيْل تِهامةَ لا حَرّ ولا قُرّ ، ولا مَخافةَ ولا سآمةَ . والبديعُ : المُبْتَدِع والمُبْتَدَع . وشيء بِدْعٌ ، بالكسر ، أَي مُبتدَع . وأَبدْعَ الشاعرُ : جاء بالبديعِ . الكسائي : البِدْعُ في الخير والشرّ ، وقد بَدُعَ بَداعةً وبُدوعاً ، ورجل بِدْعٌ وامرأَة بدْعة إِذا كان غاية في كل شيء ، كان عالماً أَو شَرِيفاً أَو شُجاعاً ؛ وقد بَدُعَ الأَمْرُ بدْعاً وبَدَعُوه وابْتَدَعُوه ورجل بِدْعٌ ورجال أَبْداع ونساء بِدَعٌ وأَبداع ورجُل بِدْع غُمْر وفلان بِدْعٌ في هذا الأَمر أَي بَدِيع وقوم أَبداع ؛ عن الأَخفش . وأُبْدِعتِ الإِبلُ : بُرِّكَت في الطريق من هُزال أَو داء أَو كَلال ، وأَبْدَعت هي : كَلَّت أَو عَطِبَت ، وقيل : لا يكون الإِبْداع إِلاَّ بظَلَع . يقال : أَبْدَعَت به راحِلتُه إِذا ظَلَعَت ، وأُبْدِعَ وأُبْدِعَ به وأَبْدَعَ : كلَّت راحلته أَو عَطِبَت وبَقِيَ مُنْقَطَعاً به وحَسِرَ عليه ظهرُه أَو قام به أَي وقَف به ؛ قال ابن بري : شاهده قول حُميد الأَرقط : لا يَقْدِرُ الحُمْسُ على جِبابِه إِلاَّ بطُولِ السيْرِ وانْجِذابِه ، وتَرْكِ ما أَبْدَعَ من رِكابِه وفي الحديث : أَنَّ رجلاً أَتَى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسولَ الله إِني أُبْدِعَ بي فاحْمِلْني أَي انقُطع بي لكَلال راحلتي . وقال اللحياني : يقال أَبدَع فلان بفلان إِذا قَطَع به وخَذلَه ولم يقم بحاجته ولم يكن عند ظنه به ، وأَبدَعَ به ظهرُه ؛ قال الأَفْوه : ولكلِّ ساعٍ سُنَّةٌ ، مِمَّنْ مَضَى ، تَنْمِي به في سَعْيِه أَوْ تُبْدِعُ وفي حديث الهَدْي : فأَزْحَفَت عليه بالطريق فَعَيَّ لشأْنها إِن هي أَبدَعَتْ أَي انْقَطَعَت عن السير بكَلال أَو ظَلَع ، كأَنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرّة عليه من عادة السير إِبْداعاً أَي إِنشاء أَمر خارج عما اعْتِيدَ منها ؛ ومنه الحديث : كيف أَصْنَعُ بما أَبْدَعَ عليَّ منها ؟ وبعضهم يرويه : أُبْدِعَت وأُبْدِعَ ، على ما لم يسمّ فاعله ، وقال : هكذا يستعمل ، والأَول أَوجه وأَقيس . وفي المثل : إِذا طَلَبْتَ الباطِلَ أُبْدِع بك . قال أَبو سعيد : أُبْدِعت حُجّة فلان أَي أُبْطِلت حجّته أَي بطَلَت . وقال . غيره : أَبْدَعَ بِرُّ فلان بشُكْري وأَبْدَعَ فضْلُه وإِيجابه بوصفي إِذا شكره على إِحسانه إِليه واعترَف بأَنَّ شكره لا يَفِي بإِحسانه . قال الأَصمعي : بَدِعَ يَبَدَعُ فهو بَدِيعٌ إِذا سَمِن ؛
وأَنشد لبَشِير ابن النِّكْث : فبَدِعَتْ أَرْنَبُه وخِرْنِقُهْ أَي سَمِنت . وأَبْدَعُوا به : ضربوه . وأَبدَع يميناً : أَوجَبها ؛ عن ابن الأَعرابي . وأَبدَع بالسفر وبالحج : عزَم عليه . "
المعجم: لسان العرب
بحر
" البَحْرُ : الماءُ الكثيرُ ، مِلْحاً كان أَو عَذْباً ، وهو خلاف البَرِّ ، سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه ، قد غلب على المِلْح حتى قَلّ في العَذْبِ ، وجمعه أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحارٌ . وماءٌ بَحْرٌ : مِلْحٌ ، قَلَّ أَو كثر ؛ قال نصيب : وقد عادَ ماءُ الأَرضِ بَحْراً فَزادَني ، إِلى مَرَضي ، أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْب ؟
قال ابن بري : هذا القولُ هو قولُ الأُمَوِيّ لأَنه كان يجعل البحر من الماء الملح فقط . قال : وسمي بَحْراً لملوحته ، يقال : ماءٌ بَحْرٌ أَي مِلْحٌ ، وأَما غيره فقال : إِنما سمي البَحْرُ بَحْراً لسعته وانبساطه ؛ ومنه قولهم إِن فلاناً لَبَحْرٌ أَي واسع المعروف ؛ قال : فعلى هذا يكون البحرُ للملْح والعَذْبِ ؛ وشاهدُ العذب قولُ ابن مقبل : ونحنُ مَنَعْنا البحرَ أَنْ يَشْرَبُوا به ، وقد كانَ مِنْكُمْ ماؤه بِمَكَانِ وقال جرير : أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوها ثمانِيَةٌ ، ما في عطائِهِمُ مَنٌَّ ولا سَرَفُ كُوماً مَهارِيسَ مَثلَ الهَضْبِ ، لو وَرَدَتْ ماءَ الفُراتِ ، لَكادَ البَحْرُ يَنْتَزِفُ وقال عديّ بن زيد : وتَذَكَّرْ رَبِّ الخُوَرْنَقِ إِذْ أَشْرَفَ يوماً ، وللْهُدَى تَذْكِيرُ سَرَّه مالُهُ وكَثْرَةُ ما يَمْلِكُ ، والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ أَراد بالبحر ههنا الفرات لأَن رب الخورنق كان يشرِفُ على الفرات ؛ وقال الكميت : أُناسٌ ، إِذا وَرَدَتْ بَحْرَهُمْ صَوادِي العَرائِبِ ، لم تُضْرَبِ وقد أَجمع أَهل اللغة أَن اليَمَّ هو البحر . وجاءَ في الكتاب العزيز : فَأَلْقِيهِ في اليَمِّ ؛ قال أَهل التفسير : هو نيل مصر ، حماها الله تعالى . ابن سيده : وأَبْحَرَ الماءُ صار مِلْحاً ؛ قال : والنسب إِلى البحر بَحْرانيٌّ على غير قياس . قال سيبويه :، قال الخليل : كأَنهم بنوا الاسم على فَعْلان . قال عبدا محمد بن المكرم : شرطي في هذا الكتاب أَن أَذكر ما ، قاله مصنفو الكتب الخمسة الذين عينتهم في خطبته ، لكن هذه نكتة لم يسعني إِهمالها . قال السهيلي ، رحمه الله تعالى : زعم ابن سيده في كتاب المحكم أَن العرب تنسب إِلى البحر بَحْرانيّ ، على غير قياس ، وإِنه من شواذ النسب ، ونسب هذا القول إِلى سيبويه والخليل ، رحمهما الله تعالى ، وما ، قاله سيبويه قط ، وإِنم ؟
قال في شواذ النسب : تقول في بهراء بهراني وفي صنعاء صنعاني ، كما تقول بحراني في النسب إلى البحرين التي هي مدينة ، قال : وعلى هذا تلقَّاه جميع النحاة وتأَوَّلوه من كلام سيبويه ، قال : وإِنما اشتبه على ابن سيده لقول الخليل في هذه المسأَبة أَعني مسأَلة النسب إِلى البحرين ، كأَنهم بنوا البحر على بحران ، وإِنما أَراد لفظ البحرين ، أَلا تراه يقول في كتاب العين : تقول بحراني في النسب إِلى البحرين ، ولم يذكر النسب إِلى البحر أَصلاً ، للعلم به وأَنه على قياس جار . قال : وفي الغريب المصنف عن الزيدي أَنه ، قال : إِنما ، قالوا بَحْرانيٌّ في النسب إِلى البَحْرَيْنِ ، ولم يقولوا بَحْرِيٌّ ليفرقوا بينه وبين النسب إلى البحر . قال : ومازال ابن سيده يعثر في هذا الكتاب وغيره عثرات يَدْمَى منها الأَظَلُّ ، ويَدْحَضُ دَحَضَات تخرجه إِلى سبيل من ضل ، أَلاّ تراه ، قال في هذا الكتاب ، وذكر بُحَيْرَة طَبَرَيَّة فقال : هي من أَعلام خروج الدجال وأَنه يَيْبَسُ ماؤُها عند خروجه ، والحديث إِنما جاء في غَوْرٍ زُغَرَ ، وإِنما ذكرت طبرية في حديث يأْجوج ومأْجوج وأَنهم يشربون ماءها ؛ قال : وقال في الجِمَار في غير هذا الكتاب : إِنما هي التي ترمي بعرفة وهذه هفوة لا تقال ، وعثرة لا لَعاً لها ؛ قال : وكم له من هذا إِذا تكلم في النسب وغيره . هذا آخر ما رأَيته منقولاً عن السهيلي . ابن سيده : وكلُّ نهر عظيم بَحْرٌ . الزجاج : وكل نهر لا ينقطع ماؤُه ، فهو بحر . قال الأَزهري : كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار ، فهو بَحْرٌ . و أَما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الأَنهار فلا يكون ماؤُه إِلاَّ ملحاً أُجاجاً ، ولا يكون ماؤه إِلاَّ راكداً ؛ وأَما هذه الأَنهار العذبة فماؤُها جار ، وسميت هذه الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة في الأَرض شقّاً . ويسمى الفرس الواسع الجَرْي بَحْراً ؛ ومنه قول النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبي طلحة وقد ركبه عُرْياً : إِني وجدته بَحْراً أَي واسع الجَرْي ؛ قال أَبو عبيدة : يقال للفرس الجواد إِنه لَبَحْرٌ لا يُنْكَش حُضْرُه . قال الأَصمعي : يقال فَرَسٌ بَحْرٌ وفَيضٌ وسَكْبٌ وحَثٌّ إِذا كان جواداً كثيرَ العَدْوِ وفي الحديث : أَبى ذلك البَحرُ ابنُ عباس ؛ سمي بحراً لسعة علمه وكثرته . والتَّبَحُّرُ والاستِبْحَارُ : الانبساط والسَّعة . وسمي البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره ، وهو انبساطه وسعته . ويقال : إِنما سمي البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ في الأَرض شقّاً وجعل ذلك الشق لمائه قراراً . والبَحْرُ في كلام العرب : الشَّقُّ . وفي حديث عبد المطلب : وحفر زمزم ثم بَحَرَها بَحراً أَي شقَّها ووسَّعها حتى لا تُنْزَفَ ؛ ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في أُذنها شقّاً : بَحِيرَةٌ . وبَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً : شققتها وخرقتها . ابن سيده : بَحَرَ الناقةَ والشاةَ يَبْحَرُها بَحْراً شقَّ أُذنها بِنِصْفَين ، وقيل : بنصفين طولاً ، وهي البَحِيرَةُ ، وكانت العرب تفعل بهما ذلك إِذا نُتِجَتا عشرةَ أَبْطن فلا يُنْتَفَع منهما بلبن ولا ظَهْرٍ ، وتُترك البَحِيرَةُ ترعى وترد الماء ويُحَرَّمُ لحمها على النساء ، ويُحَلَّلُ للرجال ، فنهى الله تعالى عن ذلك فقال : ما جَعَلَ اللهُ من بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ ولا وصِيلةٍ ولا حامٍ ؛ قال : وقيل البَحِيرَة من الإِبل التي بُحِرَتْ أُذنُها أَي شُقت طولاً ، ويقال : هي التي خُلِّيَتْ بلا راع ، وهي أَيضاً الغَزِيرَةُ ، وجَمْهُها بُحُرٌ ، كأَنه يوهم حذف الهاء . قال الأَزهري :، قال أَبو إِسحق النحوي : أَثْبَتُ ما روينا عن أَهل اللغة في البَحِيرَة أَنها الناقة كانت إِذا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبطن فكان آخرها ذكراً ، بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وأَعْفَوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح ، ولا تُحلأُ عن ماء ترده ولا تمنع من مرعى ، وإِذا لقيها المُعْيي المُنْقَطَعُ به لم يركبها . وجاء في الحديث : أَن أَوَّل من بحر البحائرَ وحَمَى الحامِيَ وغَيَّرَ دِين إِسمعيل عَمْرُو بن لُحَيِّ بن قَمَعَة بنِ جُنْدُبٍ ؛ وقيل : البَحِيرَةُ الشاة إِذا ولدت خمسة أَبطُن فكان آخرها ذكراً بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وتُرِكَت فلا يَمَسُّها أَحدٌ . قال الأَزهري : والقول هو الأَوَّل لما جاء في حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عن أَبيه أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال له : أَرَبُّ إِبلٍ أَنتَ أَم ربُّ غَنَمٍ ؟ فقال : من كلٍّ قد آتاني اللهُ فأَكْثَرَ ، فقال : هل تُنْتَجُ إِبلُك وافيةً آذانُها فَتَشُقُّ فيها وتقول بُحُرٌ ؟ يريد به جمع البَحِيرة . وقال الفرّاء : البَحِيرَةُ هي ابنة السائبة ، وقد فسرت السائبة في مكانها ؛ قال الجوهري : وحكمها حكم أُمها . وحكى الأَزهري عن ابن عرفة : البَحيرة الناقة إِذا نُتِجَتْ خمسة أَبطن والخامس ذكر نحروه فأَكله الرجال والنساء ، وإِن كان الخامس أُنثى بَحَروا أُذنها أَي شقوها فكانت حراماً على النساء لحمها ولبنها وركوبها ، فإِذا ماتت حلت للنساء ؛ ومنه الحديث : فَتَقَطَعُ آذانَها فتقُولُ بُحُرٌ ؛
وأَنشد شمر لابن مقبل : فيه من الأَخْرَجِ المُرْتَاعِ قَرْقَرَةٌ ، هَدْرَ الدَّيامِيِّ وَسْطَ الهجْمَةِ البُحُرِ البُحُرُ : الغِزارُ . والأَخرج : المرتاعُ المُكَّاءٌ . وورد ذكر البَحِيرة في غير موضع : كانوا إِذا ولدت إِبلهم سَقْباً بَحَروا أُذنه أَي شقوها ، وقالوا : اللهم إِن عاش فَقَنِيٌّ ، وإِن مات فَذَكيٌّ ؛ فإِذا مات أَكلوه وسموه البحيرة ، وكانوا إِذا تابعت الناقة بين عشر إِناث لم يُرْكب ظهرُها ، ولم يُجَزّ وبَرُها ، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ضَيْفٌ ، فتركوها مُسَيَّبَةً لسبيلها وسموَّها السائبة ، فما ولدت بعد ذلك من أُنثى شقوا أُذنها وخلَّوا سبيلها ، وحرم منها ما حرم من أُمّها ، وسَمّوْها البحِيرَةَ ، وجمعُ البَحِيرَةِ على بُحُرٍ جمعٌ غريبٌ في المؤنث إِلا أَن يكون قد حمله على المذكر ، نحو نَذِيرٍ ونُذُرٍ ، على أَن بَحِيرَةً فعيلة بمعنى مفعولة نحو قتيلة ؛ قال : ولم يُسْمَعْ في جمع مثله فُعُلٌ ، وحكى الزمَخْشري بَحِيرَةٌ وبُحُرٌ وصَريمَةٌ وصُرُمٌ ، وهي التي صُرِمَتْ أُذنها أَي قطعت . واسْتَبْحَرَ الرجل في العلم والمال وتَبَحَّرَ : اتسع وكثر ماله . وتَبَحَّرَ في العلم : اتسع . واسْتَبْحَرَ الشاعرُ إِذا اتَّسَعَ في القولِ ؛ قال الطرماح : بِمِثْلِ ثَنائِكَ يَحْلُو المديح ، وتَسْتَبْحِرُ الأَلسُنْ المادِحَهْ وفي حديث مازن : كان لهم صنم يقال له باحَر ، بفتح الحاء ، ويروى بالجيم . وتَبَحَّر الراعي في رعْيٍ كثير : اتسع ، وكلُّه من البَحْرِ لسعته . وبَحِرَ الرجلُ إِذا رأَى البحر فَفَرِقَ حتى دَهِشَ ، وكذلك بَرِقَ إِذا رأَى سَنا البَرْقِ فتحير ، وبَقِرَ إِذا رأَى البَقَرَ الكثيرَ ، ومثله خَرِقَ وعَقِرَ . ابن سيده : أَبْحَرَ القومُ ركبوا البَحْرَ . ويقال للبَحْرِ الصغير : بُحَيْرَةٌ كأَنهم توهموا بَحْرَةً وإِلا فلا وجه للهاء ، وأَما البُحَيْرَةُ التي في طبرية وفي الأَزهري التي بالطبرية فإِنها بَحْرٌ عظيم نحو عشرة أَميال في ستة أَميال وغَوْرُ مائها ، وأَنه (* قوله « وغور مائها وأنه إلخ » كذا بالأَصل المنسوب للمؤلف وهو غير تام ). علامة لخروج الدجال تَيْبَس حتى لا يبقى فيها قطرة ماء ، وقد تقدم في هذا الفصل ما ، قاله السهيلي في هذا المعنى . وقوله : يا هادِيَ الليلِ جُرْتَ إِنما هو البَحْرُ أَو الفَجْرُ ؛ فسره ثعلب فقال : إِنما هو الهلاك أَو ترى الفجر ، شبه الليل بالبحر . وقد ورد ذلك في حديث أَبي بكر ، رضي الله عنه : إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ ، وقد تقدم ؛ وقال : معناه إِن انتظرت حتى يضيء الفجر أَبصرب الطريق ، وإِن خبطت الظلماء أَفضت بك إِلى المكروه . قال : ويروى البحر ، بالحاء ، يريد غمرات الدنيا شبهها بالبحر لتحير أَهلها فيها . والبَحْرُ : الرجلُ الكريمُ الكثيرُ المعروف . وفَرسٌ بَحْرٌ : كثير العَدوِ ، على التشبيه بالبحر . والبَحْرُ : الرِّيفُ ، وبه فسر أَبو عليّ قوله عز وجل : ظهر الفساد في البَرِّ والبَحْرِ ؛ لأَن البحر الذي هو الماء لا يظهر فيه فساد ولا صلاح ؛ وقال الأَزهري : معنى هذه الآية أَجدب البر وانقطعت مادة البحر بذنوبهم ، كان ذلك ليذوقوا الشدَّة بذنوبهم في العاجل ؛ وقال الزجاج : معناه ظهر الجدب في البر والقحط في مدن البحر التي على الأَنهار ؛ وقول بعض الأَغفال : وأَدَمَتْ خُبْزِيَ من صُيَيْرِ ، مِنْ صِيرِ مِصْرَيْنِ ، أَو البُحَيْر ؟
قال : يجوز أَن يَعْني بالبُحَيْرِ البحر الذي هو الريف فصغره للوزن وإقامة القافية . قال : ويجوز أَن يكون قصد البُحَيْرَةَ فرخم اضطراراً . وقوله : من صُيَيْر مِن صِيرِ مِصْرَيْنِ يجوز أَن يكون صير بدلاً من صُيَيْر ، بإِعادة حرف الجر ، ويجوز أَن تكون من للتبعيض كأَنه أَراد من صُيَيْر كائن من صير مصرين ، والعرب تقول لكل قرية : هذه بَحْرَتُنا . والبَحْرَةُ : الأَرض والبلدة ؛ يقال : هذه بَحْرَتُنا أَي أَرضنا . وفي حديث القَسَامَةِ : قَتَلَ رَجُلاً بِبَحْرَةِ الرِّعاءِ على شَطِّ لِيَّةَ ، البَحْرَةُ : البَلْدَةُ . وفي حديث عبدالله بن أُبيّ : اصْطَلَحَ أَهلُ هذه البُحَيْرَةِ أَن يَعْصِبُوه بالعِصَابَةِ ؛ البُحَيْرَةُ : مدينة سيدنا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهي تصغير البَحْرَةِ ، وقد جاء في رواية مكبراً . والعربُ تسمي المُدُنَ والقرى : البحارَ . وفي الحديث : وكَتَبَ لهم بِبَحْرِهِم ؛ أَي ببلدهم وأَرضهم . وأَما حديث عبدالله ابن أُبيّ فرواه الأَزهري بسنده عن عُرْوَةَ أَن أُسامة ابن زيد أَخبره : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ركب حماراً على إِكافٍ وتحته قَطِيفةٌ فركبه وأَرْدَفَ أُسامةَ ، وهو يعود سعد بن عُبادَةَ ، وذلك قبل وَقْعَةِ بَدْرٍ ، فلما غشيت المجلسَ عَجاجَةُ الدابة خَمَّرَ عبدُالله بنُ أُبيّ أَنْفَه ثم ، قال : لا تُغَبِّرُوا ، ثم نزل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فوقف ودعاهم إِلى الله وقرأَ القرآنَ ، فقال له عبدُالله : أَيها المَرْءُ إِن كان ما تقول حقّاً فلا تؤذنا في مجلسنا وارجعْ إِلى رَحْلك ، فمن جاءَك منَّا فَقُصَّ عليه ؛ ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة ، فقال له : أَي سَعْدُ أَلم تسمعْ ما ، قال أَبو حُباب ؟
قال كذا ، فقال سعدٌ : اعْفُ واصفَحْ فوالله لقد أَعطاك اللهُ الذي أَعطاك ، ولقد اصطلح أَهلُ هذه البُحَيْرةِ على أَن يُتَوِّجُوه ، يعني يُمَلِّكُوهُ فَيُعَصِّبوه بالعصابة ، فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أَعطاكَ شَرِقَ لذلك فذلك فَعَلَ به ما رأَيْتَ ، فعفا عنه النبي ، صلى الله عليه وسلم . والبَحْرَةُ : الفَجْوَةُ من الأَرض تتسع ؛ وقال أَبو حنيفة :، قال أَبو نصر البِحارُ الواسعةُ من الأَرض ، الواحدة بَحْرَةٌ ؛
وأَنشد لكثير في وصف مطر : يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ أَراكٍ وتَنْضُبٍ ، وزُرْقاً بأَجوارِ البحارِ تُغادَرُ وقال مرة : البَحْرَةُ الوادي الصغير يكون في الأَرض الغليظة . والبَحْرةُ : الرَّوْضَةُ العظيمةُ مع سَعَةٍ ، وجَمْعُها بِحَرٌ وبِحارٌ ؛ قال النمر بن تولب : وكأَنها دَقَرَى تُخايِلُ ، نَبْتُها أُنُفٌ ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها (* قوله « تخايل إلخ » سيأتي للمؤلف في مادّة دقر هذا البيت وفيه تخيل بدل تخايل وقال أي تلوّن بالنور فتريك رؤيا تخيل إليك أنها لون ثم تراها لوناً آخر ، ثم قطع الكلام الأول فقال نبتها أنف فنبتها مبتدأ إلخ م ؟
قال ). الأَزهري : يقال للرَّوْضَةِ بَحْرَةٌ . وقد أَبْحَرَتِ الأَرْضُ إِذا كثرت مناقع الماء فيها . وقال شمر : البَحْرَةُ الأُوقَةُ يستنقع فيها الماء . ابن الأَعرابي : البُحَيْرَةُ المنخفض من الأَرض . وبَحِرَ الرجلُ والبعيرُ بَحَراً ، فهو بَحِرٌ إِذا اجتهد في العدوِ طالباً أَو مطلوباً ، فانقطع وضعف ولم يزل بِشَرٍّ حتى اسودَّ وجهه وتغير . قال الفراء : البَحَرُ أَن يَلْغَى البعيرُ بالماء فيكثر منه حتى يصيبه منه داء . يقال : بَحِرَ يَبْحَرُ بَحَراً ، فهو بَحِرٌ ؛
وأَنشد : لأُعْلِطَنَّه وَسْماً لا يُفارِقُه ، كما يُجَزُّ بِحُمَّى المِيسَمِ البَحِر ؟
قال : وإِذا أَصابه الداءُ كُويَ في مواضع فَيَبْرأُ . قال الأَزهري : الداء الذي يصيب البعير فلا يَرْوَى من الماء ، هو النِّجَرُ ، بالنون والجيم ، والبَجَرُ ، بالباء والجيم ، وأَما البَحَرُ ، فهو داء يورث السِّلَّ . وأَبْحَرَ الرجلُ إِذا أَخذه السِّلُّ . ورجلٌ بَجِيرٌ وبَحِرٌ : مسْلُولٌ ذاهبُ اللحم ؛ عن ابن الأَعرابي وأَنشد : وغِلْمَتي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وبَحِرْ ، وآبقٌ ، مِن جَذْبِ دَلْوَيْها ، هَجِرْ أَبو عمرو : البَحِيرُ والبَحِرُ الذي به السِّلُّ ، والسَّحِيرُ : الذي انقطعت رِئَتُه ، ويقال : سَحِرٌ . وبَحِرَ الرجلُ . بُهِتَ . وأَبْحَرَ الرجل إذا اشتدَّتْ حُمرةُ أَنفه . وأَبْحَرَ إِذا صادف إِنساناً على غير اعتمادٍ وقَصدٍ لرؤيته ، وهو من قولهم : لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ أَي بارزاً ليس بينك وبينه شيء . والباحِر ، بالحاء : الأَحمق الذي إِذا كُلِّمَ بَحِرَ وبقي كالمبهوت ، وقيل : هو الذي لا يَتَمالكُ حُمْقاً . الأَزهري : الباحِرُ الفُضولي ، والباحرُ الكذاب . وتَبَحَّر الخبرَ : تَطَلَّبه . والباحرُ : الأَحمرُ الشديدُ الحُمرة . يقال : أَحمر باحرٌ وبَحْرانيٌّ . ابن الأَعرابي : يقال أَحْمَرُ قانِئٌ وأَحمرُ باحِرِيٌّ وذَرِيحِيٌّ ، بمعنى واحد . وسئل ابن عباس عن المرأَة تستحاض ويستمرّ بها الدم ، فقال : تصلي وتتوضأُ لكل صلاة ، فإِذا رأَتِ الدَّمَ البَحْرانيَّ قَعَدَتْ عن الصلاة ؛ دَمٌ بَحْرَانيٌّ : شديد الحمرة كأَنه قد نسب إِلى البَحْرِ ، وهو اسم قعر الرحم ، منسوب إِلى قَعْرِ الرحم وعُمْقِها ، وزادوه في النسب أَلِفاً ونوناً للمبالغة يريد الدم الغليظ الواسع ؛ وقيل : نسب إِلى البَحْرِ لكثرته وسعته ؛ ومن الأَول قول العجاج : وَرْدٌ من الجَوْفِ وبَحْرانيُّ أَي عَبِيطٌ خالصٌ . وفي الصحاح : البَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ ، ومنه قيل للدم الخالص الحمرة : باحِرٌ وبَحْرانيٌّ . ابن سيده : ودَمٌ باحِرٌ وبَحْرانيٌّ خالص الحمرة من دم الجوف ، وعم بعضُهم به فقال : أَحْمَرُ باحِرِيٌّ وبَحْرَانيٌّ ، ولم يخص به دم الجوف ولا غيره . وبَناتُ بَحْرٍ : سحائبُ يجئنَ قبل الصيف منتصبات رقاقاً ، بالحاء والخاء ، جميعاً . قال الأَزهري :، قال الليث : بَناتُ بَحْرٍ ضَرْبٌ من السحاب ، قال الأَزهري : وهذا تصحيف منكر والصواب بَناتُ بَخْرٍ . قال أَبو عبيد عن الأَصمعي : يقال لسحائب يأْتين قبل الصيف منتصبات : بَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ ، بالباء والميم والخاء ، ونحو ذلك ، قال اللحياني وغيره ، وسنذكر كلاًّ منهما في فصله . الجوهري : بَحِرَ الرجلُ ، بالكسر ، يَبْحَرُ بَحَراً إِذا تحير من الفزع مثل بَطِرَ ؛ ويقال أَيضاً : بَحِرَ إِذا اشتدَّ عَطَشُه فلم يَرْوَ من الماء . والبَحَرُ أَيضاً : داءٌ في الإِبل ، وقد بَحِرَتْ . والأَطباء يسمون التغير الذي يحدث للعليل دفعة في الأَمراض الحادة : بُحْراناً ، يقولون : هذا يَوْمُ بُحْرَانٍ بالإِضافة ، ويومٌ باحُوريٌّ على غير قياس ، فكأَنه منسوب إِلى باحُورٍ وباحُوراء مثل عاشور وعاشوراء ، وهو شدّة الحر في تموز ، وجميع ذلك مولد ؛ قال ابن بري عند قول الجوهري : إِنه مولد وإِنه على غير قياس ؛ قال : ونقيض قوله إِن قياسه باحِرِيٌّ وكان حقه أَن يذكره لأَنه يقال دم باحِرِيٌّ أَي خالص الحمرة ؛ ومنه قول المُثَقِّب العَبْدِي : باحِريُّ الدَّمِ مُرَّ لَحْمُهُ ، يُبْرئُ الكَلْبَ ، إِذا عَضَّ وهَرّ والباحُورُ : القَمَرُ ؛ عن أَبي علي في البصريات له . والبَحْرانِ : موضع بين البصرة وعُمانَ ، النسب إِليه بَحْريٌّ وبَحْرانيٌّ ؛ قال اليزيدي : كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبةَ إِلى البَحْرِ ؛ الليث : رجل بَحْرانيٌّ منسوب إِلى البَحْرَينِ ؛ قال : وهو موضع بين البصرة وعُمان ؛ ويقال : هذه البَحْرَينُ وانتهينا إِلى البَحْرَينِ . وروي عن أَبي محمد اليزيدي ، قال : سأَلني المهدي وسأَل الكسائي عن النسبة إِلى البحرين وإِلى حِصْنَينِ : لِمَ ، قالوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانيٌّ ؟ فقال الكسائي : كرهوا أَن يقولوا حِصْنائِيٌّ لاجتماع النونين ، قال وقلت أَنا : كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبة إِلى البحر ؛ قال الأَزهري : وإِنما ثنوا البَحْرَ لأَنَّ في ناحية قراها بُحَيرَةً على باب الأَحساء وقرى هجر ، بينها وبين البحر الأَخضر عشرة فراسخ ، وقُدِّرَت البُحَيرَةُ ثلاثةَ أَميال في مثلها ولا يغيض ماؤُها ، وماؤُها راكد زُعاقٌ ؛ وقد ذكرها الفرزدق فقال : كأَنَّ دِياراً بين أَسْنِمَةِ النَّقا وبينَ هَذالِيلِ البُحَيرَةِ مُصْحَفُ وكانت أَسماء بنت عُمَيْسٍ يقال لها البَحْرِيَّة لأَنها كانت هاجرت إِلى بلاد النجاشي فركبت البحر ، وكلُّ ما نسب إِلى البَحْرِ ، فهو بَحْريٌّ . وفي الحديث ذِكْرُ بَحْرانَ ، وهو بفتح الباء وضمها وسكون الحاء ، موضع بناحية الفُرْعِ من الحجاز ، له ذِكْرٌ في سَرِيَّة عبدالله بن جَحْشٍ . وبَحْرٌ وبَحِيرٌ وبُحَيْرٌ وبَيْحَرٌ وبَيْحَرَةُ : أَسماء . وبنو بَحْريّ : بَطْنٌ . وبَحْرَةُ ويَبْحُرُ : موضعان . وبِحارٌ وذو بِحارٍ : موضعان ؛ قال الشماخ : صَبَا صَبْوَةً مِن ذِي بِحارٍ ، فَجاوَرَتْ ، إِلى آلِ لَيْلى ، بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعَجِ "
المعجم: لسان العرب
بجد
" بَجَدَ بالمكان يَبْجُدُ بُجوداً وبَجَداً ؛ الأَخيرة عن كراع : كلاهما أَقام به ؛ وبَجَّدَ تَبْجيداً أَيضاً ، وبَجَدَت الإِبل بُجُوداً وبَجَّدَت : لزمت المرتع . وعنده بَجْدَة ذلك ، بالفتح ، أَي علمه ؛ ومنه يقال : هو ابن بَجْدَتها للعالم بالشيءِ المتقن له المميز له ، وكذلك يقال للدليل الهادي ؛ وقيل : هو الذي لا يبرح ، من قوله بَجَد بالمكان إِذا أَقام . وهو عالم ببُجْدَة أَمرك وبَجْدة أَمرك وبُجُدَة أَمرك ، بضم الباء والجيم ، أَي بدخيلته وبطانته . وجاءَنا بَجْدٌ من الناس أَي طَبَقٌ . وعليه بَجْدٌ من الناس أَي جماعة ، وجمعه بُجُودٌ ؛ قال كعب بن مالك : تلوذ البُجودُ بأَدرائنا ، من الضُّرّ ، في أَزَمات السّنينا
ويقال للرجل المقيم بالموضع : إِنه لَباجِدٌ ؛
وأَنشد : فكيف ولم تَنْفِطْ عَناقٌ ، ولم يُرَعْ سَوامٌ ، بأَكناف الأَجِرَّة ، باجِدُ والبَجْدُ من الخيل : مائة فأَكثر ؛ عن الهجري . والبِجاد : كساءٌ مخطط من أَكسية الأَعراب ، وقيل : إِذا غزل الصوف بسرة ونسج بالصِّيصَة ، فهو بِجاد ، والجمع بُجُدٌ ؛ ويقال للشُّقَّة من البُجُد : قَليحٌ ، وجمعه قُلُح ، قال : ورَفُّ البيت : أَن يَقْصُر الكِسْرُ عن الأَرض فيوصل بخرقة من البُجُد أَو غيرها ليبلغ الأَرض ، وجمعه رُفوف . أَبو مالك : رفائف البيت أَكسية تعلق إِلى الآفاق حتى تلحق بالأَرض ، ومنه ذو البِجادين وهو دليل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهو عنبسة بن نهم (* قوله « وهو عنبسة بن نهم إلخ » عبارة القاموس وشرحه : ومنه عبدالله بن عبد نهم بن عفيف إلخ ). المزني . قال ابن سيده : أُراه كان يلبس كساءَين في سفره مع سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقيل : سماه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بذلك لأَنه حين أَراد المصير إِليه قطعت أُمه بِجاداً لها قطعتين ، فارتدى بإِحداهما وائتزر بالأُخرى . وفي حديث جبير بن مطعم : نظرت والناس يقتتلون يوم حنين إِلى مثل البِجاد الأَسود يهوي من السماءِ ؛ البجاد : الكساءُ ، أَراد الملائكة الذين أَيدهم الله بهم . وأَصبحت الأَرض بَجْدةً واحدة إِذا طبقها هذا الجراد الأَسود . وفي حديث معاوية : أَنه مازح الأَحنف بن قيس فقال له : ما الشيءُ الملفف في البِجاد ؟، قال : هو السخينة يا أَمير المؤمنين ؛ الملفف في البِجاد : وطْبُ اللبن يلف فيه ليحمى ويدرك ، وكانت تميم تعير بها ، فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأَحنف بمثله . وبِجاد : اسم رجل ، وهو بِجاد بن رَيْسان . التهذيب : بُجُودات في ديار سعد مواضع معروفة وربما ، قالوا بُجُودة ؛ وقد ذكرها العجاج في شعره فقال : « بَجَّدْن للنوح » أَي أَقمن بذلك المكان . "
المعجم: لسان العرب
بدر
" بَدَرْتُ إِلى الشيء أَبْدُرُ بُدُوراً : أَسْرَعْتُ ، وكذلك بادَرْتُ إِليه . وتَبادَرَ القومُ : أَسرعوا . وابْتَدَروا السلاحَ : تَبادَرُوا إِلى أَخذه . وبادَرَ الشيءَ مبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ وبَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه : عاجَلَهُ ؛ وقول أَبي المُثَلَّمِ : فَيَبْدُرُها شَرائِعَها فَيَرْمي مَقاتِلَها ، فَيَسْقِيها الزُّؤَامَا أَراد إِلى شرائعها فحذف وأَوصل . وبادَرَهُ إِليه : كَبَدَرَهُ . وبَدَرَني الأَمرُ وبَدَرَ إِليَّ : عَجِلَ إِليَّ واستبق . واسْتَبَقْنا البَدَرَى أَي مُبادِرِينَ . وأَبْدَرَ الوصيُّ في مال اليتيم : بمعنى بادَرَ وبَدَرَ . ويقال : ابْتَدَرَ القومُ أَمراً وتَبادَرُوهُ أَي بادَرَ بعضُهم بعضاً إِليه أَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِليه فَيَغْلِبُ عليه . وبادَرَ فلانٌ فلاناً مُوَلِّياً ذاهباً في فراره . وفي حديث اعتزال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، نساءَه ، قال عُمَرُ : فابْتَدَرَتْ عيناي ؛ أَي سالتا بالدموع . وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ : بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ في النِّتاج فجاءت بها في أَول الزمان ، فهو أَغزر لها وأَكرم . والبادِرَةُ : الحِدَّةُ ، وهو ما يَبْدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند غضبه من قول أَو فعل . وبادِرَةُ الشَّرِّ : ما يَبْدُرُكَ منه ؛ يقال : أَخشى عليك بادِرَتَهُ . وبَدَرَتْ منه بَوادِرُ غضَبٍ أَي خَطَأٌ وسَقَطاتٌ عندما احْتَدَّ . والبادِرَةُ : البَدِيهةُ . والبادِرَةُ من الكلام : التي تَسْبِقُ من الإِنسان في الغضب ؛ ومنه قول النابغة : ولا خَيْرَ في حِلْمٍ ، إِذا لم تَكُنْ له بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وبادِرَةُ السيف : شَباتُه . وبادِرَةُ النَّبات : رأْسُه أَوَّل ما يَنْفَطِرُ عنه . وبادِرَةُ الحِنَّاءِ : أَولُ ما يَبْدأُ منه . والبادِرَةُ : أَجْوَدُ الوَرْس وأَحْدَثُه نباتاً . وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ؛ وحَدْرَةٌ : مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ ، وبَدْرَةٌ : تَبْدُرُ بالنظر ، وقيل : حَدْرَةٌ واسعةٌ وبَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ ؛ قال امرؤ القيس : وعيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ، شُقَّتْ مَآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وقيل : عين بَدْرَةٌ يَبْدُر نظرها نظرَ الخيل ؛ عن ابن الأَعرابي ، وقيل : هي الحديدة النظر ، وقيل : هي المدوّرة العظيمة ، والصحيح في ذلك ما ، قاله ابن الأَعرابي . والبَدْرُ : القَمَرُ إِذا امْتَلأَ ، وإِنما سُمِّيَ بَدْراً لأَنه يبادر بالغروب طلوعَ الشمس ، وفي المحكم : لأَنه يبادر بطلوعه غروبَ الشمس لأَنهما يَتراقَبانِ في الأُفُقِ صُبْحاً ؛ وقال الجوهري : سمي بَدْراً لِمُبادرته الشمس بالطُّلُوع كأَنَّه يُعَجِّلُها المَغِيبَ ، وسمي بدراً لتمامه ، وسميت ليلةَ البَدْرِ لتمام قمرها . وقوله في الحديث عن جابر : إِن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أُتيَ ببدر فيه خَضِراتٌ من البُقول ؛ قال ابن وهب : يعني بالبَدْرِ الطبقَ ، شبه بالبَدْرِ لاستدارته ؛ قال الأَزهري : وهو صحيح . قال : وأَحسبه سُمي بَدْراً لأَنه مدوَّر ، وجمعُ البَدْر بُدُورٌ . وأَبْدَرَ القومُ : طلع لهم البَدْرُ ؛ ونحن مُبْدِرُونَ . وأَبْدَرَ الرجلُ إِذا سرى في ليلة البَدْرِ ، وسمي بَدْراً لامتلائه . وليلةُ البَدْر : ليلةُ أَربع عشرة . وبَدْرُ القومِ : سَيِّدُهم ، على التشبيه بالبَدْرِ ؛ قال ابن أَحمر : وَقَدْ نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه عَلَيْهِ ، ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَودِّدِ ويروى البَدْءَ . والبادِرُ : القمر . والبادِرَةُ : الكلمةُ العَوْراءُ . والبادِرَةُ : الغَضْبَةُ السَّرِيعَةُ ؛ يقال : احذروا بادِرَتَهُ . والبَدْرُ : الغلامُ المبادِر . وغلامٌ بَدْرٌ : ممتلئ . وفي حديث جابر : كنا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ أَي يبلغ . يقال : بَدَرَ الغلامُ إِذا تم واستدار ، تشبيهاً بالبدر في تمامه وكماله ، وقيل : إِذا احمرّ البُسْرُ يقال له : قد أَبْدَرَ . والبَدْرَةُ : جِلْدُ السَّخْلَة إِذا فُطِمَ ، والجمع بُدورٌ وبِدَرٌ ؛ قال الفارسي : ولا نظير لبَدْرَةٍ وبِدَر إِلا بَضْعَةٌ وبِضَعٌ وهَضْبَةٌ وهِضَبٌ . الجوهري : والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها ما دامت تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ ، وللسَّمْنِ عُكَّةٌ ، فإِذا فُطمت فَمَسْكُها للبن بَدْرَةٌ ، وللسَّمنِ مِسْأَدٌ ، فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها للبن وَطْبٌ ، وللسمن نِحْيٌ . والبَدْرَةُ : كيس فيه أَلف أَو عشرة آلاف ، سميت ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ ، والجمع البُدورُ ، وثلاثُ بَدرات . أَبو زيد : يقال لِمَسْك السخلة ما دامت تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ ، فإِذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَةُ ، فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ . والبادِرَتانِ من الإِنسان : لَحْمتانِ فوق الرُّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ الثُّنْدُوَةِ ، وقيل : هما جانبا الكِرْكِرَةِ ، وقيل : هما عِرْقان يَكْتَنِفانِها ؛ قال الشاعر : تَمْري بَوادِرَها منها فَوارِقُها يعني فوارق الإِبل ، وهي التي أَخذها المخاض ففَرِقتْ نادَّةً ، فكلما أَخذها وجع في بطنها مَرَتْ أَي ضربت بخفها بادرَةَ كِركِرَتِها وقد تفعل ذلك عند العطش . والبادِرَةُ من الإِنسان وغيره : اللحمة التي بين المنكب والعُنق ، والجمعُ البَوادِرُ ؛ قال خِراشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِيُّ : هَلاَّ سأَلْتِ ، ابنةَ العَبْسِيِّ : ما حَسَبي عِنْدَ الطِّعانِ ، إِذا ما غُصَّ بالرِّيقِ ؟ وجاءَت الخيلُ مُحَمَّراً بَوادِرُها ، زُوراً ، وَزَلَّتْ يَدُ الرَّامي عَنِ الفُوقِ يقول : هلاَّ سأَلت عني وعن شجاعتي إِذا اشتدّت الحرب واحمرّت بوادر الخيل من الدم الذي يسيل من فرسانها عليها ، ولما يقع فيها من زلل الرامي عن الفوق فلا يهتدي لوضعه في الوتر دَهَشاً وحَيْرَةً ؛ وقوله زوراً يعني مائلة أَي تميل لشدّة ما تلاقي . وفي الحديث : أَنه لما أُنزلت عليه سورة : اقرأْ باسم ربك ، جاء بها ، صلى الله عليه وسلم ، تُرْعَدُ بَوادِرُه ، فقال : زَمِّلُوني زَمِّلُوني ، قال الجوهري : في هذا الموضع البَوادِرُ من الإِنسان اللحمة التي بين المنكب والعنق ؛ قال ابن بري : وهذا القول ليس بصواب ، والصواب أَن يقول البوادر جمع بادرة : اللحمة التي بين المنكب والعنق . والبَيْدَرُ : الأَنْدَرُ ؛ وخص كُراعٌ به أَنْدَرَ القمح يعني الكُدْسَ منه ، وبذلك فسره الجوهري . البَيْدَرُ : الموضع الذي يداس فيه الطعام . وبَدْرٌ : ماءٌ بِعَيْنِهِ ، قال الجوهري : يذكر ويؤنث . قال الشَّعْبي : بَدْرٌ بئر كانت لرجل يُدْعى بَدْراً ؛ ومنه يومُ بَدْرٍ . وبَدْرٌ : اسمُ رجل . "