البَذْرُ بفتحٍ فسكونٍ : مَا عُزِلَ للزِّراعة والزَّرْعِ من الحُبُوب وقيل : هو أوّلُ ما يَخْرُجُ مِن الزَّرْع والبَقْلِ والنَّبَات لا يَزالُ ذلك اسْمَه ما دامَ على وَرَقَتْينِ . وقيل : البَذْرُ : جميعُ النَّبَاتِ إذا طَلَعَ من الأرض فنَجَمَ . أو هو أنْ يَتلَّونَ بلَوْنٍ أو تُعرَف وُجُوهُه . ج بُذُور بالضَّمِّ وبِذَارٌ بالكسر
مِن المَجاز : البَذْرُ : خُرُوجُ بَذْرِ الأرضِ وظُهُورُ نَبْتِها وهو مصدرُ بذَرْتُ على معَنَى قولِكَ : نَثَرْتُ الحَبَّ وبَذَرْتُ البَذْرَ : زَرَعْته . وبَذَرَتِ الأرضُ بَذْراً : خَرَجَ بَذْرُهَا . وقال الأصمعيُّ : هو أن يَظْهَرَ نَبْتُهَا متفرِّقاً . البَذْرُ : زَرْعُ الأرْضِ كالتَّبْذِير . البَذْرُ : النَّسْلُ كالبُذَارَةِ بالضَّمّ . ومن المَجاز : يُقَال : إنَّ هؤلاءِ لَبَذْرُ سَوْءٍ . البَذْرُ : التَّفرِيقُ وقد بَذَرَ الشَّيْءَ بَذْراً فَرَّقَه : وبَذَرَ الحَبَّ : ألقاه في الأرضِ مُفَرَّقاً . وَبَذَرَ اللهُ الخَلْقَ في الأرض : فَرَّقَهم كذا في الأساس
البَذْر : البَثُّ وبَذَرَ اللهُ الخَلْقَ بَذْراً : بَثَّهم وفَرَّقهم كالتَّبْذِيرِ وهو التَّفْرِيقُ
قولُهم : كَثِيرٌ بَثِيرٌ وبَذِيرٌ : إتباعٌ قال الفَرّاءُ : كَثِيرٌ بَذِيرٌ مثلُ بَثِيرٍ لغةٌ أو لُثْغَةٌ
وتَفَرَّقوا شَذَرَ بَذَرَ ويُكْسَر أوَّلُهما أي في كلِّ وَجْهٍ وتفرَّقتْ إبلُه كذلك وبَذَر : إتْبَاعٌ وقيل : الباءُ في بَذَر بَدَلٌ مِن المِيمِ وقيل : كلٌّ أصلٌ
مِن المَجَاز : المَبْذُورُ : الكَثِيرُ ويقال ماءٌ مَبْذُورٌ أي كثيرٌ أي مُبارَكٌ فيه
والبَذُورُ والبَذِيرُ كصَبُورٍ وأمِيرٍ : النَّمّامُ جَمْعُه بُذُرٌ كصَبُورٍ وصُبُرٍ وهو مجازٌ
البَذُورُ والبَذِيرُ : من لا يَستطيع كَتْمَ سِرِّه بل يُذِيعُه . يقال : بَذَرْتُ الكلامَ بين الناسِ كما تُبْذَرُ الحُبُوبُ أي أفْشَيْتُه وفَرَّقْتُه . ورَجلٌ بَذِرٌ ككَتِفٍ : يُفْشِي السِّرَّ ويُظْهِرُ ما يَسمعُه . وهي بَذِرَةٌ وفي حديث فاطمةَ رَضِيَ اللهُ عنها عند وفاةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلّم قالت لعائشةَ : " إنِّي إذاً لَبَذِرَةٌ " . وفي حديث عليٍّ كرَّم اللهُ وجهَه في صِفَةِ الأولياءِ : " لَيْسُوا بالمَذايِيعِ البُذْرِ "
يقال : رَجُلٌ بَيْذارٌ وبَيْذارَةٌ بالفَتْح فيهما وتِبْذَارٌ كتِبْيَانٍ وبَيْذَرَاِنيُّ وهذه عن الفَرّاءِ أي كَثِيرُ الكلامِ مِهْذارٌ كهَيْذارَةٍ
رَجُلٌ تِبْذَارَةٌ بالكسر : يُبذِّر مالَه تَبذيراً أي يُفْسِدُه ويُنْفِقُه في السَّرَفِ . وكلُّ ما فَرَّقْتَه وأفْسدْتَه فقد بَذَّرْتَه . وعبدُ اللهِ بنُ بَيْذَرَةَ شارِي الفَسْوِ . يَأْتِي ذِكْرُه في " ف س و " . قال شيخُنَا : لم يذكُرْه هناك كأنَّهُ نَسِيَه أو أنساه اللهُ تعالَى سَتْراً عليه وكثيراً ما تَقعُ له الإحالاتُ على غير مواضِعِها إمّا سَهْواً أو إهمالاً فلا يَذكُرُهَا بالكُلِّيَّة أو يُحِيلُ على مَوضعٍ ويَذْكُرُ الإحالةَ في موضعٍ آخَرَ . قلتُ : وهذا من شيخِنا تَحَامُلٌ قَوِيٌّ على المصنِّف في غيرِ مَحَلِّه وكيف لا فإنه ذَكَرَه في آخرِ الكتاب وإحَالَتُه صحيحةٌ وذَكَرَ اسمَ جَدِّه وسَبَبَ لَقَبِه فراجِعْه . ولم يَزَلْ شيخُنَا يَتحامَى ويَتحاملُ على عَادَتِه عَفَا اللهُ عنه آمِين
والبُذُرَّي بضَمَّتَيْن ككُفُريَّ : الباطِلُ عن السِّيرافِيِّ . وقيل : هو فُعُلَّي مِنْ . شَذَرَ بَذَرَ وقيل : مِن البَذْر الذي هو الزَّرْعُ وهو راجِعٌ إلى التَّفْرِيق كذا في اللِّسَان . وطَعامٌ بَذِرٌ ككَتِفٍ : فيه بُذَارَةٌ . بالضَّمّ أي نَزَلٌ بضمَّتَيْن وبضَم فسكُونٍ ومحرَّكَةٍ عن اللِّحْيَانيّ . وقال أبو دَهْبَلٍ :
أَعْطَى وهَنَّأَنَا ولمْ ... تَكُ مِن عَطِيَّتِه الصَّغَارَهْ
ومِنَ العَطِيَّةِ ما تُرَى ... جَذْماءَ ليس لها بُذَارَهْ . وطَعامٌ كثيرُ البُذَارةِ
وبَذَرَّهَ تَبْذِيراً : خَرَّبَه وفَرَّقَه إسرافاً . وتَبْذِيرُ المالِ : تَفرِيقُه إسرافاً وإفسادُه قال اللهُ عَزَّ وجلَّ : " ولا تُبَذِّرْوا تَبْذِيرا " وقيل : التَّبذِير أن يُنْفِقَ المالَ في المَعاصِي وقيل : هو أن يَبْسُطَ يَدَه في إنفاقه حتى لا يَبْقَى منه ما يَقتاتُه واعتبارُه بقوله تعالَى : " ولا تَبْسُطْهَا كلِّ البَسْطِ فتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً " . وقال شيخُنا نَقْلاً عن أئِمَّة الاشتقاقِ : إنّ التَّبْذِيرَ هو تفْرِيقُ البَذْرِ في الأرض ومنه التَّبْذِيرُ بمعنَى صَرْفِ المالِ فيما لا يَنْبِغَي وهو يَشْمَلُ الإسرافَ في عُرْف اللُّغَة . ويُرادُ منه حَقِيقتُه . وقيل : التَّبْذِيرُ تَجَاوُزٌ في مَوْضِعِ الحَقِّ وهو جَهْلٌ بالكَيْفِيَّة ومواقعِها والإسرافُ تَجاوزٌ في الكَمِّيَّة وهو جَهْلٌ بمَقاديرِ الحُقُوقِ وقد تعرَّضَ لبيانِ ذلك الشِّهَابُ في العِناية أثناءَ الإسراءِ . والبَذَارَّةُ بالفَتْح وقد تُخَفَّفُ الرّاءُ كلاهما عن اللِّحْيَانيِّ وعن أبي عَمْروٍ : البّيْذَرَةُ والنَّبْذَرَةُ الأخيرَةُ بالنُّون : التَّبْذِيرُ وتَفْرِيقُ المالِ في غير حقِّه . والمُبَذِّرُ : المُسْرِفُ في النَّفَقة
باذَرَ وبَذَّرَ مُباذَرَةً وتَبْذِيراً وفي حديث وَقْف عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه : " ولِوَلِيَّه أنْ يأْكُلَ منه غيرَ مُبَاذِر " أي غيرَ مُسْرِفٍ . وَرَجُلٌ بَيْذَارةٌ : يُبْذِّرُ مالَه وكذلك رَجُلٌ بَذِرٌ وَصَفَتِ امرأَةُ زَوجَهَا فقالت : لا سَمْحٌ بَذِر ولا بَخِيلٌ حَكِر . وبَذَّرُ كبَقَّم : بِئرٌ بمكّةَ لبَنِي عبدِ الدّارِ . وذكر أبو عُبَيدَةَ في كتاب الآبارِ : وحَفَرَ هاشمُ بنُ عبدِ مَنافٍ بَذَّرَ وهي البئرُ التي عند خَطْمِ الخَنْدَمَةِ على فَمِ شِعْب أبي طالب وقال حين حَفَرها :
أنبطتُ بَذَّرَ بماءٍ قَلاسْ ... جَعَلْتُ ماءَهَا بلاغاً للنّاسْ . قالوا : هو من التَّبِذير وهو التَّفْرِيق فلعل ماءَها كان يخَرج متفرِّقاً من غيرِ مكانٍ واحد . قاله شيخُنا : وهو نصُّ عبارةِ المُعْجَمِ . قال الأزْهَرِيّ : ومثلُ بَذَّر خَضَّم وعَثَّر وبَقَّم : شجرة قال : ولا مِثلَ لها في كلامهم . قلتُ : وزاد غيرُه : وشَلَّم وكَتَّم وزاد ياقوتُ : خَوَّد وحَطَّم
قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
سَقَى اللهُ أمْواهاً عَرَفْت مكانَها ... جُرَاباً ومَلْكُوماً وبَذَّرَ والغَمْرَا . وهذه كلّها آبارٌ بمكَّةَ . قال ابن بَرِّيّ : هذه كلُّهَا أسماءُ مِيَاهٍ بدَلِيلِ إبْدالِها مِن قولِه أمْوَاهاً ودَعَا بالسُّقْيَا للأمواهِ وهو يُريدُ أهْلَها النّازِلين بها اتِّساعاً ومَجازاً
عن الأصْمَعِيِّ : تَبذَّرَ الماءُ إذا تَغيَّرَ واصْفَرَّ وأنشدَ لابنِ مُقْبِلٍ :قُلُباً مُبَلِّيَة جَوائِزَ عَرْشِها ... تَنْفِي الدِّلاءَ بآجِنٍ مُتَبذِّرِ . قال : المُتَبَذِّر : المتغيِّر الأصفر . والمسْتَبْذِر : المُسْرِعُ الماضِي قال المُتَنَخِّل يصفُ سحاباً :
مُسْتَبْذِراً يَزْعَبُ قُدَّامَه ... يَرْمِي بِعُمِّ السَّمُرِ الأطْوَلِ . وفسَّره السُّكَّرِيُّ فقال : مسْتبْذِر : يُفرِّق الماءَ
وممّا يستدرَك عليه : رجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ : كثيرُ الكلامِ ذَكَرَه ابنُ دُريْد . ولو بَذَّرْتَ فلاناً لوَجَدْتَه رَجْلاً أي لو جَرَّبتَه . هذه عن أبي حَنِيفَةَ وزاد في الأساس بعد قولِه : لو جَرَّبتَه : وقَسَّمْتَ أحوالَه وهو مَجاز
وكاملُ بنُ أحمدَ الباذرائيُّ وقاضِي القُضَاةِ نَجمُ الدِّين عبدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الباذرائيُّ : مُحَدِّثان
وبَيْذَرَ كحَيْدَر اسمٌ عن ابن دُرَيْد . وبَذْرَمان وَبَذْرَشِين بالفتح فيهما قَريتانِ بمصر
النَّبْذَرَة على فَعْلَلَة أهمله الجَوْهَرِيّ وصاحب اللِّسان والصَّاغانِيّ وهو التَّبذيرُ للمالِ في غيرِ حقِّه والنونُ أصليّة لأنّها في أوّل الكلمة لا تزاد إلا بثَبْت أو النون زائدةٌ فوزنه إذن نَفْعَلَة فالصواب ذِكرُه في فصل الباءِ الموَحَّدة لأنها من التبذير كما هو ظاهر