الْحَرْفُ مِن كُلِّ شَيْءٍ : طَرَفُهُ وشَفِيرُهُ وحَدُّهُ ومِن ذلك حِرْفُ الْجَبَلِ وهو : أَعْلاَهُ الْمُحدَّدُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال شَمِرٌ : الحَرْفُ مِن الجَبَلِ : ما نَتَأَ في جَنْبِه منه كهَيْئَةِ الدُّكَّانِ الصَّغِيرِ أَو نحوِه قال : والحَرْفُ أَيضاً في أَعْلاَهُ تَرَى له حَرْفاً دَقِيقاً مُشْفِياً على سَوَاءِ ظَهْرِهِ قال الفَرَّاءُ : ج حَرْفِ الجَبَلِ : حِرَفٌ كعِنَبٍ ولا نَظِيرَ له سِوَى طَلٍّ وطِلَلٍ قال : ولم يُسْمَعٍ غَيْرُهما كما في العُبَابِ قال شيخُنا : أَي : وإِن كان الحَرْفُ غيرَ مُضَاعَفٍ
الحَرْفُ : وَاحِدُ حُرُوفِ التَّهَجِّي الثَّمَانيَةِ والعِشْرين سُمِّيَ بالحَرْفِ الذي هو في الأَصْلِ الطَّرَفُ والجانبُ قال الفَرّاءُ وابنُ السِّكِّيتِ : وحُرُوفُ المُعْجَمِ كلُّهَا مُؤَنَّثَةٌ وجَوَّزُوا التَّذْكِيرَ في الأَلِفِ كما تقدَّم ذلك عن الكِسَائِيِّ واللِّحْيَانِيِّ في ( أ ل ف )
الحَرْفُ : النَّاقَةُ الضَّامِرَةُ الصُلْبَةُ شُبِّهتْ بحَرْفِ الجَبَلِ كذا في الصِّحاحِ وفي العُبَابِ تَشْبِيهاً لها بحَرْفِ السَّيْفِ زَادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : في هُزَالِها ومَضَائِهَا في السَّيْرِ وفي اللِّسَانِ : هي النَّجِيبَةُ المَاضِيَةُ التي أَنْضَتْهَا الأَسْفَارُ شُبِّهَتْ بحَرْفِ السَّيْفِ من مَضَائِها ونَجَائِهَا ودَِقَّتِها أو هي الْمَهْزُولَةُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وعن الأَصْمَعِيِّ قال : ويُقالُ : أَحْرَفْتُ نَاقَتِي : إِذا هَزَلْتَهَا قال الجَوْهَرِيُّ : وغَيْرُه يقولُ بالثّاءِ أو هي العَظِيمَةُ تَشْبِيهاً لها بحَرْفِ الجَبَلِ هذا بعَيْنِه قَوْلُ الجَوْهَرِيُّ كما تقدَّم
وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ :
جُمَالِيُّة حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا ... وَظِيفٌ أَزَجُّ الْخَطْوِ رَيّانُ سَهْوقُ فلو كان الحَرْفُ مَهْزُولاً لم يَصِفْهَا بِأَنَّهَا جُمَالِيَّةٌ سِنَادٌ ولا أَنَّ وَظِيفَها رَيَّانُ وهذا البيتُ يَنْقُضُ تفسيرَ مَن قال : نَاقَةٌ حَرْفٌ أَي : مَهْزُولَةٌ فشُبِّهَتْ بحَرْفِ كتابَةٍ لِدِقَّتِها وهُزَالِهَا وقال أَبو العباسِ في تَفْسِير قولِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ :
حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوها مِنْ مُهَجَّنَةٍ ... وعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ قال : يَصِفُ النَّاقَةَ بالحَرْفِ لأَنَّها ضَامِرٌ وتُشَبَّهُ بالحَرْفِ مِن حُرُوف المُعْجَمِ وهوالأَلِفُ لِدِقَّتِهَا وتُشَبَّه بحَرْفِ الجَبَلِ إِذا وُصِفَتْ بالْعِظَمِ قال ابنُ الأعْرَابِيِّ : ولا يُقَالُ : جَمَلٌ حَرْفٌ إِنَّمَا تُخَصُّ به النَّاقَةُ
وقال خالدُ بنُ زُهَيْرٍ الهُذَليّ
" مَتَى مَا تَشَأْ أَحْمِلْكَ والرَّأْسُ مَائِلٌعلَى صَعْبَةٍ حَرْفٍ وَشِيكٍ طُمُورُهَا كَنَى بالصَّعْبَةِ الحَرْفِ عن الدَّاهِيَةِ الشَّدِيدَةِ وإِن لم يكُنْ هنالك مَرْكُوبٌ . ومَسِيلُ الْمَاءِ وآرَامٌ سُودٌ ببِلادِ سُلَيْمٍ
والحَرْفُ عِنْدَ النُّحَاةِ أَي في اصْطِلاحِهم : ماجاءَ لِمَعْنىُ ليْسَ باسْمٍ ولا فِعْل وما سِواهُ مِن الْحُدُودِ فَاسِدٌ ومِن المُحْكَمِ : الحَرْفُ : الأَداةُ التي تُسَمَّى الرَّابِطَةَ لأَنَّهَا تَرْبِطُ الاسْمَ بالاسْمِ والفِعْلَ بالفِعْلِ كعَنْ وعَلَى ونحوِهما وفي العُبَابِ : الحَرْفُ : ما دَلَّ علَى مَعْنىً في غَيْرِه ومن ثَمَّ لم يَنْفَكَّ عن اسْمٍ أَو فِعْلٍ يَصْحَبُه إلاَّ في مَوَاضِعَ مَخْصُوصةٍ حُذِفَ فيها الفِعْلُ واقْتُصِرَ على الحرفِ فجَرَى مَجْرَى النَّائِبِ نحو قَوْلِك : نَعَمْ وبَلَى وأَي وإِنَّه ويَا زَيْدُ وقد في مِثْلِ قَوْلِ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ :
أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا ... لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وكَأَنْ قَدِ
ورُسْتَاقُ حَرْفٍ : نَاحِيَةٌ بالأَنْبَارِ وضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ بضَمِّ الحَاءِ وكذا في مُخْتَصَرِ المُعْجَمِ ففِيهِ مُخَالَفةٌ للصَّوابِ ظَاهِرَةٌ
حَرْفُ الشَّيْءِ : ناحِيَتُه وفلانٌ على حَرْفٍ منْ أَمْرِه : أَي نَاحِيَةٍ منه ؛ كَأَنَّهُ يَنْتَظِرُ ويَتَوَقَّعُ فإِنْ رَأَى مِن نَاحِيَةٍ ما يُحِبُّ وإلاَّ مَالَ إِلَى غَيرِهَا . وقال ابنُ سِيدَه : فُلانٌ علَى حَرْفٍ من أَمْرِه : أَي نَاحِيَةٍ منه إِذا رَأْى شَيْئأً لا يُعْجِبُه عَدَلَ عنه وفي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ : ( ومن النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الله عََلى حَرْف ) : أَي علَى وَجْهٍ وَاحِدٍ أَي : إِذا لم يَرَ ما يُحِبُّ انْقَلَبَ علَى وَجْهِه قيل : هُوَ أَنْ يَعْبُدَهُ علَى السَّرَّاءِ لا الضَّرَّاءِ وقال الأًزْهَرِيُّ : كأَنَّ الخَيْرَ َوالخِصْبَ نَاحِيَةٌ والضُّرَّ والشَّرَّ والمَكْرُوهَ نَاحِيةٌَ أُخْرَى فهما حَرْفَانِ وعلَى العَبْدِ أَن يَعْبُدَ خَالِقَهُ علَى حَالَتَي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ وِمن عَبَدَ اللهُ على السَّرَّاءِ وَحْدَها دُونَ أَن يعبُدَه علَى الضَّراءِ يَبتَلِيهِ اللهُ بها فقد عَبَدَهُ علَى حَرْفٍ ومَن عَبَدَهُ كيْفَمَا تَصَرَّفَتْ به الحالُ فقد عَبَدَهُ عِبَادَةَ عَبْدٍ مِقرٍّ بأَّنَّ له خَالِقاً يُصَرِّفُه كيفَ شاءَ وأَنَّه إِن أَمْتَحَنَه بالَّأْوَاءِ وأَنْعَمَ عليه بالسَّرَّاء فهو في ذلك عِادِلٌ أَو مُتَفَضِّلٌ أَو على شَكٍّ وهذا قوْلُ الزَّجَّاج ( فإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ ) أَي : خِصْبٌ وكَثْرَةُ مَالٍ ( اطْمَأَنَّ به ) وَرَضِيَ بدِينِه ( وإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةُ ( اخْتِيَارٍ . بِجَدْبٍ وقِلَّةِ مَالٍ ) انْقَلَبَ علَى وَجْهِهِ ) أَي : رَجَعَ عن دِينِهِ إِلَى الكُفْرِ وعِبَادَةِ الأَوْثَانِ أَو علَى غَيْرِ طُمْأَنِينَةٍ على أَمْرِهِ وهذا قَوْلُ ابنِ عَرَفَةَ أَيْ : لا يَدْخُلُ في الدِّينِ مُمَتَكِّناً ومَرْجِعُهُ إِلَى قَوْلِ الزِّجَّاجفي الحَدِيثِ : قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم ( نَزَلَ القُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ فَاقْرَؤُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ ) قال أَبو عُبَيْدٍ : أَي علَى سَبْعِ لُغَاتِ مِن لًغَاتِ الْعَرَبِ قال : ولَيْسَ مَعْنَاهُ أَنْ يَكُونَ في الْحَرْف الْوَاحِدِ سَبْعَةُ أَوْجُهٍ هذا لم يُسْمَعْ به زَادَ غيرُ أَبِي عُبَيْدٍ : وإِنْ جاءَ علَى سَبْعَةٍٍ أَو عَشَرَةٍ أَو أَكْثَرَ نحو ( مَلِك يَوْمِ الدِّينِ وعَبَدَ الطَّاغُوتَ قال أَبو عبيد : ولكِنِ الْمَعْنَى : هذهِ اللُّغَاتُ السَّبْعُ مُتْفَرِّقَةٌ في الْقُرْآنِ فبَعْضُه بِلُغَةِ قُرَيْشٍ وبَعْضُه بِلُغَةِ أَهْلِ اليَمَنِ وبعضُهُ بلُغَةِ هَوَازِنَ وبعضُه بلُغَةِ هُذَيْلٍ وكذلِكَ سائرُ اللُّغَاتِ ومَعَانِيها في هذا كُلِّه وَاحِدَةٌ ومِمَّا يُبَيِّنُ ذلِكَ قَوْلُ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنه : ( إِنِّي قد سمعتُ القَرَأَةَ فوَجَدْتُهم مُتَقارِبِينَ فَاقْرَؤُوا كما عُلِّمْتُمْ إِنَّمَا هو كقَوْلِ أَحَدِكُم : هَلُمَّ وتَعَالَ وأَقْبِلْ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : وفيه أَقْوَالٌ غَيْرُ ذلك هذا أَحْسَنُهَا وَرَوَى الأًزْهَرِيُّ : أَن أبا العباسِ النَّحْوِي - و وَاحِد عَصْرِه - قد ارْتَضَى ما ذَهَبَ إِليه أَبو عُبَيْدٍ واسْتَصْوَبَه قال : وهذِه السَّبْعَةُ الأَحْرُفُ التي مَعْنضاها اللُّغَاتُ غَيْرُ خَارِجَةٍ من الذي كُتِبَ في مَصَاحِفِ المُسْلِمين التي اجْتَمَع عليها السَّلَفُ المَرْضِيُّونَ والخَلَفُ المُتَّبِعُون َ فمَن قَرَأَ بحَرْفٍ ولا يُخالِفُ المُصْحَفَ بزِيَادَة أَو نُقْصَانٍ أَو تَقْدِيمِ مُؤَخَّرٍ أَو تَأْخِيرِ مُقَدَّم وقد قَرَأَ به إِمامٌ مِن أَئِمَّةِ القُرّاءِ المُشْتَهَرِين في الأَمْصَارِ فقد قَرَأَ بحَرْف من الحْرُوفِ السَّبْعَةِ التي نَزَلَ القُرْآنُ بها ومَن قَرَأَ بحَرْفٍ شاذّ يُخَالِفُ المُصْحَفَ وخَالَفَ في ذلِك جُمْهُورَ القُرَّاءِ المَعْرُوفِين فهو غيرُ مُصِيبٍ وهذا مُذْهَبُ أَهل الدِّين والعِلْم الذين هم القُدْوَةُ ومَذْهَبُ الرَّاسِخِينَ في عِلمِ القُرْآنِ قَدِيماً وحَدِيثاً وإِلَى هذا أَوْمَأَ أَبو بَكْرِ بنُ الأَنْبَارِيِّ من كتاب له أَلَّفَهُ في اتِّبَاعِ ما فِي المُصْحَف الإِمامِ ووَافَقَهُ على ذلك أَبو بكر بنُ مَجَاهِدٍ مُقْرِىءُ أَهلِ العِرَاق وغيرُه من الأَثْبات المُتَقِيِن قال : ولا يجوزُ عندي غيرُ قالُوا واللهُ تعالَى يُوَفِّقُنا لِلاتِّباعِ ويُجَنِّبُنَا الابْتِداعَ آمينَ
وحَرَفَ لِعِيَالِهِ يَحْرِفُ مِن حَدِّ ضَرَبَ : أَي كَسَبَ مِن ههُنا وههُنا مِثْل يَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ
قال أَبو عُبَيْدَةَ : حَرَفَ الشَّيْءِ عنْ وَجْهِهِ حَرْفاً : صَرَفَهُ
قال غيرُه : حَرَفَ عَيْنه حرفةً بالفتح : مصدرٌ وليست لٍلمَرًّةِ : كََلَهَا بالمِيلِ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيِّ :
بِزَرْقَاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ولَمَّا ... يُصِبْهَا عَائِرٌ بِشَفِيرِ مَاقِ أََراد : لم تُحْرَفَا فأَقَامَ الوَاحِدَ مُقَامَ الاثْنِينِ
يُقَال : مَالِي عنه مَحْرِفٌ وكذلِك : مَصْرِفٌ بمعنىً وَاحِدٍ نَقَلَهُ أَبو عُبَيْدَةَ
ومنه قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
أَزُهَيْرَ هَلْ عَنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَحْرِفِ ... أَمْ لاَ خُلُودَ لِبَاذلٍ مُتَكَلِّفِ ويُرْوَي : ( مِن مَصْرِفِ ) ومَعْنَى مَحْرِفٍ ومَصْرِفٍ : أي مُتَنحيًّ والمَحْرِفُ أيضاً أَي : كمَجْلِسٍ والْمُحْتَءَفُ بفَتْحِ الرَّاءِ : مَوْضِعٌ يَحْتَرِفُ فيه الإِنْسَانُ ويَتَقَلَّبُ ويَتَصَرَّفُ ومنه قولُ أَبِي كَبِيرٍ أَيْضاً :
أَزُهَيْرَ إِنَّ أَخاً لنا ذَا مِرَّةٍ ... جَلْدَ الْقُوَى في كُلِّ سَاعَةِ مَحْرِفِ
" فَارَقْتُهُ يَوْماً بِجَانِبِ نَخْلَةٍسَبَقَ الْحِمَامُ به زُهَيْرَ تَلَهُّفِي قال اللِّحْيَانِيُّ : حُرِفَ في مَالِهِ بِالضَّمِّ أَي : كُفِىَ حَرْفَةً بالفَتْح : ذَهَبَ منه شَيْءٌ وقد ذُكِرَ أَيضاً في الجِيمِوالْحُرْفُ بِالضَّمِّ : حَبُّ الرَّشَادِ واحِدَتُه حُرْفَةٌ وقال أَبو حَنِيفَةَ : هو الذِي تُسَمِّيهِ العَامَّةُ حَبَّ الرَّشَادِ وقال الأًزْهَرِيُّ : الحُرْفُ : حَبٌّ كالخَرْدَلِ
أَبو القاسم عبدُ الرَّحمن بنُ عُبيد اللهِ بن عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بن الحُسَيْنِ وأَبُوهُ وجَدُّهُ المَذْكُوران سَمِعَ عبدَ الرَّحْمن النَّجَّادَ وحَمزَةَ الدِّهْقان وغيرَهما وجَدُّه رَوَى عن حمدان بنِ عليٍّ الوَرَّاقِ وحدَّث أَبوه أَيضاً ومُوسَى بنُ سَهْل الوَشّاءُ : شَيْخُ أَبِي بكرٍ الشَّافِعِيِّ والحَسَنُ بنُ جَعْفَرٍ البَغْدَاديُّ سَمِعَ أَبا شُعِيْبٍ الحَرَّانِيَّ الْحُرْفِيُّونَ المُحَدِّثُونَ ؛ نِسْبَةً إِلَى بَيْعِهِ أَي : الحُرْفِ وقال الحافِظُ : إِلَى بَيْعِ البُزُورِ
الحُرْفُ : الْحِرْمَانُ : كالْحِرْفَةِ بِالضَّمِّ والكَسْرِ ومنه قولُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : ( لَحُرْفَةُ أَحَدِهِمْ أَشَدُّ عَلَىَّ مِن عَيْلَتِهِ ) ضُبِطَ بالوَجْهَيْنِ أَي : إِغْنَاءُ الفَقِيرِ وكِفَايَةُ أَمْرشهِ أَيْسَرُ عَلَىَّ مِن إِصْلاَحِ الفاسِدِ وقيل : أَرادَ لَعَدَمُ حِرْفَةِ أَحَدِهم والاغْتِماءُ لذلك أَشَدُّ عَلَىَّ مِن فَقْرِهِ كذا في النِّهَايَةِ
وقيل : الْحِرْفَةُ بِالْكَسْر : الطُّعْمَةُ والصِّنَاعَةُ التي يُرْتَزَقُ مِنْهَا وهي جهَةُ الكَسْبِ ومنه ما يُرْوَيِ عنه رَضِيَ اللهُ عَنه : ( إِنِّي لأَرَى الرَّجُلَ فَيُعْجِبُنِي فَأَقُولُ : هل له حِرْفَةٌ ؟ فإِنْ قالُوا : لا سَقَطَ مِنْ عَيْنِي ) وكُلُّ ما اشْتَغَلَ الإِنْسَانُ بِه وضَرِىَ به من أَي أَمْرٍ كان فإِنَّهُ عندَ العَرَبِ يُسَمَّى صَنْعَةً وحِرْفَةً يقولون : صَنْعَةُ وحِرْفَةً يقولون : صَنْعَةُ فُلانٍ أَنَ يَعْمَلَ كذا وحِرْفَةُ فُلانٍ أَنْ يَفْعَلَ كذا يُرِيدُونَ دَأَبَهُ ودَيْدَنَهُ ؛ لأَنَّهُ يَنْحَرِفُ إِلَيْهَا أَي يَمِيلُ وفي اللِّسَانِ : حِرْفُتهُ : ضَيْعَتُه أو صَنْعَتُهُ
قلتُ : وكلاهما صَحِيحان في المَعْنَى
وأَبُو الْحَرِيفِ كَأَمِيرٍ : عُبَيْدُ اللهِ ابنُ أَبِي رَبِيعَةَ وفي نُسْخَةٍ : ابن رَبيعَةَ السُّوَائيُّ الْمُحدِّثُ الصَّوابُ أَنه تَابِعِيٌّ هكذا ضَبَطَهُ الدُّولاَبِيُّ بالحاءِ المُهْمَلَةِ وخَالَفَهُ ابنُ الْجَارُودِ فَأَعْجَمَهَا
وحَرِيفُكَ : مُعَامِلُكَ كما في الصِّحاح في حِرْفَتِكَ : أَي : في الصَّنْعَة
قلتُ : ومنه اسْتعْمَالُ أَكْثَرِ العَجَمِ إِيَّاهُ في مَعْنَى النَّدِيمِ والشَّرِيبِ ومنه أَيضاً يُسْتَفَادُ اسْتِعْمَالُ أَكثرِ التُّرْكِ إِيّاهُ في مَعْرِضِ الذَّمِّ بحيثُ لو خاطَب به أَحَدُهم صتحبه لَغَضِبَ
والْمِحْرَافُ كمِحْرابٍ : الْمِيلُ الذي تُقَاسُ بِه الْجِرَاحَاتُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَنْشَد لِلْقُطاميِّ يذكؤ جَرَاحَةً :
" إِذَا الطَّبِيبُ بمِحْرَافَيْه عَالجَهَازَادَتْ عَلَى النَّقْرِ أَو تَحْرِيكَهِا ضَجَمَا ويُرْوَي ( النَّفْرِ ) وهو الوَرْمُ ويُقَال : خُرُوجُ الدَّمِ
وحُرْفَانُ كعُثْمَانَ عَلَمٌ سُمِّيَ به من حَرَفَ : أَي كَسَبَ
وأَحْرَفَ الرَّجُلُ فهو مُحْرِفٌ نَمَا مَالُهُ . وصَلُحَ وكَثُرَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيِّ وغيرُه يقول بالثَّاءِ كما تَقَدَّمَ
ونَاقَتَهُ : هَزَلَهَا
أَحْرَفَ : لأَحْرَفَ الرَّجُلُ : إذا كَدَّ عَلَى عِيَالِهِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ
أَحْرَفَ : إِذا جَازَي علَى خَيْرٍ أَو شَرٍّ عنه أَيضاً
والتَّحْريفُ : التَّغْيِيرُ والتَّبْديِلُ ومنه قولُه تعالَى : ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ وقَوْلُه تعالَى أَيضاً : يُحَرِّفُونَ الْكَلِم عَنْ مَوَاضِعِهِ وهو في القرآنِ والكَلِمَةِ : تَغْيِيرُ الحرَْفِ عن مَعْنَاها والكَلِمَةِ عن مَعْنَاها وهي قَرِيبَةُ الشَّبَهِ كما كانَتْ اليَهُودُ تُغَيِّرُ مَعانِى التَّوْرَاةِ بالأَشْبَاهِ
وقَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه : ( أمَنْتُ بمُحَرِّفِ القلوبِ ) أَي : بمِصْرِّفِهَا . أَو مُمِيلِهَا ومُزِيلِهَا وهو اللهُ تعالَى وقيل : هو المُحَرِّكُالتَّحْرِيفُ : قَطُّ الْقَلَمِ مُحَرَّفاً يُقَال : قَلَمٌ مُحَرَّفٌ : إِذا عُدِلِ بأَحَدِ حَرْفَيْهِ عن الآخَرِ قال :
" تَخَالُ أُذْنَيْهِ إِذَا تَحَرَّفَا
" خَافِيَةُ أَو قَلَماً مًحَرَّفَا وقال محمدُ بنُ العَفِيفِ الشِّيرَازِيُّ - في صِفاتِ القَطِّ - : ومنها المُحَرَّفُ قال : وهَيْئَتُهُ أَن تُحَرَّفَ السِّكِّينُ في حَالِ القَطِّ وذلك علَى ضَرْبَيْنِ : قائمٍ ومُصَوَّبٍ فما جُعِلَ فيه ارْتِفَاعُ الشَّحْمَةِ كارْتِفَاعِ القَشْرَةِ فهو قَائِمٌ وما كانَ القَشْرُ أَعْلَى مِن الشَّحْمِ فهو مُصَوَّبٌ وتُحْكِمُهُ المُشَاهَدَةُ والمُشَافَهَةُ وإِذا كان السِّنُّ اليُمْنَى أَعْلَى مِن اليُسْرَي قيل : قَلَمٌ مُحَرَّفٌ وإِن تَسَاوَياً قيل : قَلَمٌ مُحَرَّفٌ وإِن تَسَاوَياً قيل : قَلَمٌ مُسْتَوٍ وتقدَّم للمُصَنِّفِ في ( ج ل ف ) قوْلُ عبدِ الحميد الكاتبِ لِسَلْمٍ : ( وحَرِّفِ الْقَطَّةَ وأَيْمِنْهَا ) . ومَرّ الكلامُ هناك واحْروْرَفَ : مَالَ وعَدَلَ كانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال الأًزْهَرِيُّ : وإِذا مَالَ الإِنْسَانُ عن شَيْءٍ يُقَال : تَحَرَّفَ وانْحَرَفَ واحْرَوْرَفَ وأنشد الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ - قال الأًزْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ : هو العَجَّاجُ يَصِف ثَوْراً يَحْفِرُ كِناساً - :
" وإِْن أَصَابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفَا
" عَنْهَا ووَلاَّهَا ظُلُوفاً ظُلَّفَا أَي : لإِن أَصابْ مَوَانِعَ وعُدَوَاءُ الشَّيْءِ : مَوَانِعُهُ
وشَاهِدُ الانْحِرَافِ حديثُ أَبي أَيوبُ رَضِيَ الله عنه : ( فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ بَيْتٍ قِبَلَ القِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ ونَسْتَغْفِرُ الله ) وشَاهِدُ التَّحَرَّفِ قَوْلُهُ تعالَى : إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَي : مُسْتَطْرِداً يُرِيدُ الكَرَّةَ
ومن المَجَازِ : حَارَفَهُ بِسُوءٍ : أَي : كَأَفَأَهُ وجَازَاهُ يُقَال : لا تُحَارِفْ أَخاك بسُوءِ : أي لا تُجَازِهِ بسُوءِ صَنِيعِهِ تُقَايِسُه وأَحْسِنْ إِذا أَساءُ واصْفحْ عنه والذي يَظْهَرُ أَنَّ المُحَارَفَةَ : المُجَازَاةُ مُطْلَقاً سَوَاءً بسًوءٍ أَو بخيرٍ ويدُلُّ لهذا الحديثُ : ( إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحَارَفُ عَنْ عَمِلِهِ : الخَيْرِ أَو الشَّرِّ قال ابنُ الاعرابي : أَي يُجَازَى
والْمُحَارَفُ : الْمُقَايَسَةُ بالْمِحْرَافِ أَي : مُقَايَسَةُ الجُرْحِ بالمِسْبَارِ قال :
" كَمَا زَلَّ عَنْ رَأْسٍ الشَّجِيجِ الْمَحَرِفُ والمُحَارَفُ بِفَتْحِ الرَّاءِ : المَحْدودُ الْمَحْرُومُ قال : الجَوْهَرِيُّ : وهو خِلافُ قَوْلِك : مُبَارَكٌ وأَنْشَدَ للرَّاجِز :
" مُحَارَفُ بِالشَّاءِ والأَبَاعِرِ
" مُبَارَكٌ بِالْقَلَعِيِّ الْبَاتِرِ وقال غيرُه : المُحَارَفُ : هو الذي لا يُصِيبُ خَيْراً مِن وَجْهٍ تَوَجَّهُ له وقيل : هو الذي قُتِرَ رِزْقُهُ وقيل : هو الذي لا يَسْعَى في الكَسْبِ وقيل رجلٌ مُحَارَفٌ : مَنْقُوصُ الحَظِّ لا ينْمُو له مالٌ وقد تقدَّم ذلِكَ أَيضاً في الجِيمِ وهما لُغَتَان
قَوْلُهم في الحديث : ( سَلَّطَ عَلَيْهِمْ مَوْتَ طَاعُون ذَفِيف يُحَرِّفُ الْقُلُوبَ ) : أَي : يُمِيلُهَا ويَجْعَلُهَا علَى حَرْفٍ أَي : جَانِبٍ وطَرَفٍ ويُرْوَي : يَحَوِّفُ بالواو وسيأْتي ومنه الحديثُ الآخَرُ : ( وقال بِيَدِهِ فَحَرَّفَها ) كأَنَّه يُرِيدُ القَتْلَ ووَصَفَ بها قَطْعَ السَّيْفِ بحَدِّه
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : حَرْفَا الرَّأْسِ : شِقَاهُ . وحَرْفُ السَّفِينَةِ والنَّهْرِ : جانبُهما
وجَمْعُ الحَرْفِ : أَحْرَفٌ . وجَمْعُ الحَرْفَةِ بالكسرِ : حِرَفٌ كعِنَبٍ
وحَرَفَ عن الشَّيْءِ حَرْفاً : مَالَ وانْحَرَاَف مِزَاجُه : كحَرَّف تَحْرِيفاً والتَّحْرِيفُ : التَّحْرِيك والحِرَافُ ككِتَابٍ : الحِرْمَانُوالمُحَارَفُ بفَتْحِ الرَّاءِ : هو الذي يَحْتَرِفُ بيَدَيْهِ ولا يبلُغ كَسْبُه ما يَقِيمُه وعِيَالَهُ وهو المحرومُ الذي أُمِرْنا بالصَّدَقَةِ عليه ؛ لإِنَّه قد حُرِمَ سَهْمَهُ مِن الغَنِيمَةِ لا يَغْزُو مع المُسُلمين فبَقِيَ مَحْرُوماً فيُعْطَي مِن الصَّدَقَةِ ما يسُدُّ حِرْمَانَهُ كذا ذكَره المُفَسِّرُون في قَوْلِه تعالَى : ( وفِي أَمْوَالِهْم حَقٌّ لِلسَّائِلِ والْمَحْرُومِ )
واحْتَرَفَ : اكْتَسَب لعِيَالِهِ مِن هُنَا وهُنَا . والمُحْتَرِفُ : الصَّانِعُ
وقد حُورِفَ كَسْبُ فُلانٍ : إِذا شُدِّدَ عليه في مُعَامَلَتِه وضُيِّقَ في مَعاشِهِ كأَنَّه مِيلَ برِزْقِهِ عنه
والمُحَرَّفُ كمِعَظَّمٍ : مَن ذَهَبَ مَالُه
والمِحْرَفُ كمِنْبَرٍ : مِسْبَارُ الجُرْحِ والجمعُ : مَحَارِفُ ومَحَارِيفُ قال الجَعْدِيّ
ودَعَوْتَ لَهْفَكَ بَعْدَ فَاقِرَةٍ ... تُبْدِي مَحَارِفُهَا عَنِ الْعَظْمِ وقال الأَخْفَشُ : المَحَارِفُ : وَاحِدُهَا مِحْرَفَةٍ قال سَاعِدَةُ بن جُوَيَّةَ الهُذَلِيُّ :
فَإِنْ يَكُ عَتَّابٌ أَصَابَ بِسَهْمِهِ ... حَشَاهُ فَعَنَّاهُ الْجَوَى والْمَحَارِفُ والمُحَارَفَةُ : شِبْهُ المُفَاخَرَةِ قال سَاعِدَةُ أَيضاً :
" فَإِنْ تَكُ قَسْرٌ أَعْقَبَتْ مِنْ جُنَيْدِبٍفقد عَلِمُوا في الْغَزْوِ كَيْفَ نُحَارِفُ وقال السُّكَّريُّ : أَي كيفَ مُحَارَفَتُنَا لهم أَي : مُعَامَلَتُنَا كما تقولُ للجَّرُل : ما حِرْفَتُكَ ؟ أَي ما عَمَلُك ونَسَبُكَ
والحُرْفُ والحُرَافُ بضَمِّهِمَا : حَيَّةٌ مُظْلِمُ اللَّونِ يضْرِبُ إِلَى السَّوادِ إِذا أخَذَ الإِنْسَانَ لم يَبْقَ فيه دَمٌ إِلا خَرَجَ
والحَرَافَةُ : طَعْمٌ يَحْرِقُ اللِّسَانَ والْفَمَ وبَصَلٌ حِرِّيفِّ ؟ كسِكِّيتٍ : يُحْرِقُ الفَمَ وله حَرَارَةٌ وقيل : كُلُّ طَعَامٍ يُحْرِقُ فَمَ آكِلِه بحَرَارَةِ مَذَاقَهِ حَرِّيفٌ . وتَحَرَّفَ لِعِيَالِهِ : تكَسَّبَ مِن كُلِّ حِرْفَة