حَرَقَه أَي : الحَدِيدَ بالمِجْرَدِ يَرُقُه حرْقاً من حَدِّ نَصَرَ : إِذا بَرَدَه وحَكَّ بعضَه ببَعْض ومنه قِراءَةُ علي وابنِ عَباّسِ رضِىَ الله عنهم وأبي جَعفر : " لنَحْرُقنهُ " والنون مُشَدَّدَةٌ وعن أَبِي جَعْفر أيضاً أَنَّ النوّنَ مُخَفَّفَةٌ وقال الفرّاءُ : مَن قَرَأَ " لنَحْرُقنَّه " فالمَعْنَى : لنَبْرُدَنَّه بالحَدِيد بَرْداً مِن حَرَقْتُه أَحرُقُه حرْقاً . ويُقالُ : حَرَقَ نابه يحرُقُه ويَحْرِقُه من حَدِّ نَصَر وضَرَب : إِذا سَحَقَه حَتَّى سُمِعَ له صَرِيفٌ ومنه قولُهم : فلان يحْرق عليكَ الأرَّمَ غَيظاً قال الراجِز :
" نُبِّئتْ أَحْماءَ سُلَيْمَى إَنما
" باتُوا غِضاباً يَحْرِقُونَ الأرِّمَا ويكُون تهديداً ووَعِيداً من فحولِ الإِبل خاصَةً وقالَ ابنُ دُرَيد : وهو من النوق زَعمُوا من الإعياءَ قال زُهير :
أَبي الضَّيمَ والنعمانُ يحرِقُ نابه ... عليهِ فأَفْضىَ والسُّيُوفُ مَعاقِلُهْ
وجعَل ابنُ دُرَيدٍ الفعلَ للناب فقالَ : حرَق نابُ البَعير يَحرُقُ وصَرَفَ يَصْرفُ وفي الأساسِ : وإِنّه ليَحرْقُ عليكَ الأرَّمَ أَي : يسحَقُ بعضَها ببَعْض كفِعْل الحارِقِ بالمبْرَد وهذا يفْهمُ منه أَنَّ حَرْقَ الناب مأخوذَ من حَرْقِ الحَدِيد كما هو صَرِيحُ كلام الجَوْهرِيِّ فإِنه قال : ومنه حرَقً نابَه إِلى آخرِه . والحارِقَتانِ : رُؤُوسُ الفَخِذَيْنِ في الوَرِكَيْنِ أَو هما عَصَبَتانِ في الوَرِكِ إِذا انْقَطَعَتا مَشىَ صاحبُهما عَلَى أَطْراف أَصابِعِه لا يَسْتَطِيعُ غيرَ ذلك عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ قالَ : وإِذا مَشَى على أَطْرافِ أَصابِعِه اخْتِياراً فهو مِكْتامٌ وقد اكْتامَ الرّاعِي وقالَ غيرُه : الحارِقَةُ : العَصَبَةُ التي تَجمع بينَ الفخِذِ والوَرِكِ . وقِيلَ : هي عَصَبَة مُتَّصِلَةٌ بينَ وابِلَتَي الفَخِذِ والعَضُدِ التي تَدُورُ في صَدَفَةِ الوَرِكِ والكَتِفِ فإِذا انْفصلتْ لم تَلْتَئم أَبَداً وقِيلَ : هي في الخُربة تُعَلِّقُ الفَخِذَ بالوَرِكِ وبِها يَمْشِي الإِنْسانُ وقِيلَ : إِذا زالَت الحارِقَةُ عَرِج الإِنْسانُ . والمَحْرُوقُ : الذي انْقطَعت حارِقَته وقد حُرِقَ كعُنِيَ أَو الّذِي زالَ وَرِكُه وأَنْشَدَ الجَوْهَرِي لأَبِي مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيِّ يصفُ راعِياً :
" يظل تَحتَ الفَنَنِ الوَرِيقِ
" يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْرُوقِ يَقُول : إِنّه يَقُوم على فَرْدِ رِجْلٍ يَتَطاوَلُ للأفْنانِ ويَجْتَذِبها بالمِحْجَنِ فيَنْفُضُها للإِبِلِ كأَنّه محْرُوقٌ وقالَ ابن سِيدَه : أَخْبَرَ أَنه يقُوم بأَطْرافِ أصابِعِه حَتّي يَتَناولَ الغُصْنَ فيُميلَه إِلى إِبِلِه يَقُولُ : فهو يَرْفَعُ رِجْلَه ليَتَناوَلَ الغصْنَ البَعِيدَ منه فيَجْذِبَه . وقالَ ابنُ عَبّاد : المَحْروقُ في الرَّجَزِ : السَّفُّودُ . والحارِقَةُ : النارُ يَقُول : أَلْقَى اللهُ الكافر في حارِقَتِه أي : في نارِه . قالَ ابنُ دُرَيْدِ : وقَوْل على كَرَّمَ اللّه وَجْهَه : كذَبَتكُم الحارِقَةُ وقولُه : عليكُم بالحارِقَةِ قالَ ابنُ الأَعرابي : هي المَرْأَةُ الضَّيِّقَةُ المَلاقِي ومنه الحَدِيثُ الآخَر : وجَدْتها حارقَة طارِقَةً فائِقَةً وفي الأَساسِ : هي التي تَضُمُّ الشَّيءَ لضِيقِها وتَغْمِزُه فِعل من يَحْرِقُ أَسْنانَه وهي الرَّصُوف والعَصُوفُ وقال أَبُو الهَيْثَم : هي التي تَثْبُتُ للرَّجُلِ عَلى حارِقَتِها أَي : شقها وجَنْبِها قال : وقِيلَ : هي التي تَغْلِبُها الشهوَةُ حَتى تَحْرِقَ أَنْيابها بعضَها على بَعْضٍ إِشْفاقاً من أَنْ تَبْلُغ الشَهْوَةُ بها الشَّهِيقَ أَو النخِيرَ فتسْتحي من ذلِك . أَو : هي التي تُكْثِرُ سبَّ جاراتِها عن ابْنِ الأَعْرابِيَ . وقالَ شَمر وأَبو الهَيْثَمِ أَيضاً : الحارِقَةُ : النكَاح على الجَنبِ وبه فُسرّ قولُ علي رضي الله عنه : كذَبَتم الحارِقَةُ ما قامَ لِي بهَا إِلاّ أَسْماءُ بنت عُمَيْسٍ . وقالَ ابنُ سِيدَه : عِنْدِي أن الحارِقَةَ هُنا اسمٌ لهذا الضَّرْبِ من الجِماع أَو المُرادُ به هُنا الإِبْراكُ وقالَ ثعلبٌ : الحارِقَةُ : هي الّتِي تُقامُ على أَرْبَع وبه فُسِّرَ قولُ عليِّ رضي الله عنه . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : امرأَةٌ حارُوقٌ : نَعْتٌ مَحْمُودٌ لها عِنْدَ الخلاطِ أَي : الجماع وهي التي تَضُم الشيءَ لضِيقِها وتَغْمِزه . والحِرْقُ بالكَسْرِ : شِمْراخُ الفُحّالِ الذي يُلْقح بِهِ وذلك أَنّه يؤْخذ الشِّمراخُ من الفَحْلِ فيُدَلسّ في الطَّلْعَةِ وسَيَأتِي للمُصَنِّفِ ذكرُه ثانِياً قريباً . والحَرَقُ بالتَّحْرِيكِ : النّارُ يُقالُ : في حَرَقِ اللهِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ومنه الحَدِيث : الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَق شَهادَة وقال رُؤْبَةُ يصفُ الحُمُرَ :
" تَكادُ أَيْدِيهِنَّ تَهْوِى في الزَّهَقْ
" من كَفْتِها شَدّاً كإِضْرام الحَرَقأَو لَهَبُها عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ وثَعْلبٍ وبه فسرَّوا الحَدِيث : ضالَّةُ المُؤْمِن حَرَقُ النّارِ أي : لَهَبُها قال الأَزْهَرِيّ : أَرادَ أَنَّ ضالَّةَ المُؤْمِن إذا أَخَذها إِنْسانٌ ليَتَمَلَّكَها فإِنَّها تؤَدَيهِ إِلى حَرَقِ النّارِ والضَّالةُ من الحيوان الإبل والبقر وما أَشْبَهَها مما يَبْعُدُ ذَهابُه في الأَرْضِ ويمْتَنع من السِّباعِ . والحَرَقُ : أَثر احتِراقٍ يُصِيبُ من دَقِّ القَصّارِ ونَحوِه في الثَّوْبِ وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : الحَرَقُ : النقْبُ في الثَّوْبِ من دَقِّ القصّارِ جَعَلَه مثل الحَرَقِ الّذِي هو لَهَبُ النارِ قال الجوهرِيُّ : وقد يسَكَّنُ ونَقله الصاغانِيُّ عن ابنِ دُرَيدٍ : ولا أَدْرِى ما صِحَّتُه قال : وهو كلامٌ عَرَبِيٌ معروفٌ . وفي الحديثِ : أَنّه دَخَلَ مَكَّةَ يومَ الفتحِ وعليه عِمامَةٌ سوداء : حَرَقانِيَّة قد أَرْخَى طَرَفَها على كَتِفَيْهِ وهي مُحَركَة : التي على لَوْنِ ما أَحرَقته النارُ كأنها مَنْسُوبةٌ بزيادَةِ الأَلفِ والنونِ إِلى الحَرَقِ أَي : النارِ . وحَرِقَ شَعْرُه كَفِرحَ حَرَقاً : تقطَّعَ ونسَلَ فهو حَرِقُ الشَّعَرِ وكذلِكَ الجَناح وذلك إِذا قَصُرَ ولم يطُلْ أو انْقطع ومنه قولُ أَبي كَبِير الهذَلِي :
ذَهَبَتْ بشَاشَتُه فأَصْبَحَ واضِحاً ... حرِقَ المَفارِقِ كالبُراءَ الأَعْفَرِ هكذا أَنْشَدَهُ الجَوْهرِيُّ وقيلَ : الحَرِقُ ككَتِفٍ : الرَّجلُ المُشَققُ الأَطْرافِ ومنه قَوْلُ الطِّرِمّاح يَصِف غراباً :
شَنِجُ النَّسا حَرِقُ الجَناح كأَنَّه ... في الدّارِ إِثْرَ الظّاعِنِينَ مُقيَّدُهكذا أَنشَدَه الجَوْهَرِيُّ ويروي : أَدْفَى الجَناح وهذه أَشهرُ وأَكْثَرُ . والحَرِقُ من السَّحابِ : الشَّدِيدُ البَرْقِ نقله الجوهريُ . والحَرُوقُ كشَكُورٍ وتنُّورٍ وجَلُولاءَ وكُناسَة وغُرابٍ وتَشْدِيدُهُما فهي سَبع لغاتٍ : الأولى والثانية عن الفَرّاءَ كما في العُباب والثالثةُ نقلها ابن برَي قال : حكاها أَبو عبَيْدِ في المُصنَّفِ في باب فعولاءَ عن الفرّاءِ أَو تشديد الأولى من الأَخيرَتَيْنِ لحنٌ وفي العبابِ : والعامَّةُ تقول : الحراقُ والحُراقةُ بالتشديدِ : ما يقع فيه النارُ عند القَدْحِ وقال ابن سيِدَه : وقالَ أَبو حنيفة : هي الخرَقُ المُحْرَقَةُ التي يَقَع فيها السَّقط وفي التَّهذِيب : هو الذي تورى فيه النار . والحَراقُ كسحَابٍ : اسم رجل . والحُراقُ كغرابِ من المِياهِ : الزُّعاقُ وهو الشديد الملوحة قاله الجَوْهَرِيُّ ويُشدَّد وكذلِكَ الجَمْعُ كأَنّما يُحرِقُ حلْقَ الشارِبِ وقال ابنُ الأَعرابيَ : ماء حراق وقُعاع بمعنى واحِد وليس بعدَ الحراقِ شيءٌ وهو الَّذِي يَحْرِقُ أَوبارَ الإبِل . والحُراقُ من الخَيلِ : العَدّاءُ وذلِكَ إِذا كانَ يحتَرِق في عدْوِهِ . وقال ابنُ عَبادِ : الحُراقُ : مَنْ يفْسدُ في كُل شيء كالحِراقِ بالكسرِ هكذا هو نَصّ المُحيطِ وفي بعض النُّسخِ : من يُفِيد كلَّ شيءِ والأولى الصواب . قلتُ : وهو قولُ ابنِ الأَعْرابيِّ ونَصّه : رَجُلٌ حِراقٌ بالكسر : لا يُبْقى شيئاً إِلاّ أَفْسده مُثلَ بنارٍ حراقٍ . والحُراقَ : الجُش الّذِي يُلْقَحَ به النخلُ كالحِرْقِ والحِراق بكسرِهما والحَرَقُ مُحَرَّكَةً وكصَبُورٍ ويُضَمُّ فهي سِتُّ لغاتٍ الثانيةُ منها تَقدَم ذِكرها . ونارٌ حراقٌ ككتاب : لا تبْقي شَيْئاً عن ابْنِ الأَعْرابي وقال أَبو مالكٍ : تحرِقُ كُلَّ شيءَ وضَبَطَه بالكسر وبالضم . ورَمْىٌ حِراقٌ بالكسرِ أَيْضاً أي : شَدِيد . ويقال : في جَوْفِه حَرقَةٌ بالفَتْح عن الفَرّاءِ في نَوادِرِه ويضمّ وحَرِيقَةٌ كسَفِينَةِ أَي : حَرارَةٌ . والحَرّاقاتُ مُشَدَّدَةً : مواضِع القلايِينَ والفَحّامِينَ بلُغَةِ أَهل البَصْرَةِ قاله اللَّيْث . قالَ : والحَرّاقات : سُفنٌ بالبَصْرةِ وفيها مَرامِي نِيرانِ يُرْمى بها العَدُوُّ في البَحْرِ وقيل : هَي المرامِى أَنْفُسُها قالَه ابنُ سِيدَه وفي الأساسِ : يُقال : ركِبُوا في الحَرّاقَةِ وهي سَفِينَة خَفِيفَةُ المرِّ . قلتُ : ومنه قَوْلُه : عَجِبتُ لحُرّاقةِ ابنِ الحُسَيْنِ... إِلى آخرِه . والحُرْقَةُ بالضَّمِّ : اسمٌ من الاحْتِراقِ كالحَرِيقِ كأَمِيرٍ وقولُه تعالى : " فلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ ولهم عذاب الحَرِيقِ " أَي : لهم عذابٌ بكُفْرِهِم وعَذابٌ بإِحْراقِهم المؤْمِنينَ . والحرْقَة : حَيّ من قضاعَةَ قالَ ابن حَبيب : هو حُرْقَة بنُ خُزَيْمَةَ ابن نهْدٍ والذي ضَبَطَه ابنُ عبّادٍ الحُرُقَةُ بضمَّتَيْنِ كما نقله عنه الصّاغانِيُّ والذي في التَّبْصِيرِ للحافظ أَنَّه كهُمَزةِ وضبطه ابنُ ماكُولا بالضمِّ بالفاءَ وهذَا غَريبٌ فتَأَمل ذلِك . والحُرَقَةُ كهُمَزَة : بنتُ النعْمانِ ابنِ المُنْذِرِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . والحُرَقَةُ من السُّيوفِ : الماضِيَةُ كالحُرّاقَةِ . والحارُوقَةِ كرُمّانة ومامُوسة عن ابنِ عبّادِ . والحُرْقَتان : تَيْمٌ وسَعْدٌ ابْنا قَيْسِ ابنِ ثَعْلَبَةَ بنِ المُنْذِرِ بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ هكَذا في سائِر النُّسَخ والصوابُ ثَعلَبَةُ بنُ عُكابَة بإِسقاطِ المنذِرِ من بينهما كما هو نصُّ الصِّحاح وِالعُبابِ قال الصاغانِيّ : والدَتُهُما بنت النُّعْمان ابنِ المُنْذِرِ بنِ ماءَ السّماءَ ونَصُّ العُباب : وحُرَقَةُ : امرأَةٌ وَلَدَت هذين وهي بنتُ النعْمانِ إِلى آخرِه قال ابن سِيدَه : وهُما رَهْطُ الأعْشَى قال :
عَجِبْتُ لآلِ الحُرْقَتَيْنِ كأنَّما ... رَأَوْني نَفِياً من إيادِ وتُرْخُموالعلاءُ بنُ عبدِ الرّحْمن بنِ يَعْقُوبَ الحُرَقِيُّ مَوْلَى الحُرَقَةِ بَطْن من جُهَيْنَةَ كما في العُبابِ والتَّبْصِير والثِّقات لابْن حِبّان ووقع للآخر في ترجمته أًنه بَطْنٌ من هَمْدانَ وكأَنّه غَلَطٌ فليُتَنَبَّهْ لذلِكَ : تابِعِيّ صَدُوقٌ قال ابنُ حِبان : كان مُكاتبَ مالِكِ بنِ أَوْسِ ابنِ الحَدَثانِ النَّصْرِي وكانَتْ أمُّه مولاةً لرَجُلٍ من الحُرَقَة يَرْوِي عن أنَسِ بنِ مالك وعبدِ اللهِ بنِ عَمْرو وعن أبِيه عِدادُه في أَهلِ المَدِينةِ رَوَى عنه مالِكٌ وكعْبَةُ والثَّوريُّ ماتَ سنة 132 ، وأَبوه أَيضاً تابعيّ كبيرٌ يَرْوِي عن أَبِي سَعِيدِ وأَبي هُريرَةَ رَوى عنه ابنه العَلاءُ بنُ عبد الرحمن . وفاتَه : أبو هِنْدِ الحُرَقِيُّ عن أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعودِ . وأَبو سعِيد عُثْمانُ بنُ عِيسَى الحُرَقِيُّ الغافِقِيُّ مولاهُم المِصْرِيّ أَوّلُ من رَحَلَ في العِلمَ من مصْرَ إِلى العِراقِ مات سنة 180 ، روَى عنهُ ابنُ وَهب . وأَبو الشَّعْثاءَ جابِرُ بنُ زَيْدِ الحُرَقيُّ : تابِعِيّ مشهور وهذا قَدْ ذَكَرَه المصَنًّفَ مرّتَيْنِ . والحَرِيقَةُ والحَرُوقَةُ : طَعام أَغْلَظُ من الحَساءِ الأولى عن يعقوب والجمع الحَرائقُ ومنه قولهم : وجَدْتُ بني فُلان مالَهُم عَيْشٌ إِلا الحَرِيقُ . أَو ماءٌ حارٌّ يذَرُّ عليه دَقِيقٌ قَلِيلٌ فيَنْتفِخ عندَ الغَلَيانِ ويَتقافَزُ وفيلْعَقُ وهي النفِيتَةُ أَيضاً وكانُوا يَسْتَعْملُونَها في شدةِ الدَّهْرِ وغَلاءَ السِّعْرِ وعَجَفِ المالِ وكَلَب الزَّمانِ ورَوَى الأَزهرِيُّ عن ابنِ السًّكِّيتِ : الحَرِيقة والنَّفِيتَةُ : أَن يذَرَّ الدَّقيقُ على ماء أَو لَبَنٍ حَلِيبٍ حَتَّى ينفتَ ويُتَحَسَّى من نَفْتِها فيُوَسِّعَ بها صاحِبُ العِيالِ على عِيالِه إِذا غَلَبَه الدَّهْرُ . وأَحْرَقَها أَي : اتَّخَذَها . والحُرْقانُ بالضمِّ : المَذَحُ وهو اصْطِكاكُ الفَخِذَيْنِ نقله الجَوْهَرِيُّ . والحُرَيْقُ كزبَيْر : أَخُو حُرَقَة ومنه قَوْلُ هانِئ بنِ قَبِيصَةَ يوم ذي قار :
" آلَيْتُ باللّهِ نُسْلِمُ الحَلَقَه
" ولا حريقاً وأخته حرقهوالحَرْقُوَةُ كترْقُوَةِ : أَعْلَى اللَّهاةِ من الحلْق نَقله الصّاغانِيُّ وفي اللِّسانِ : أعْلَى الحَلْقِ أَو اللَّهاةِ . ورَجُل حرَقْرِيقةٌ أَي : حَديدٌ عن ابنِ عَبّادً . والحارِقُ : سِنُّ السبُع هكَذا في سائر النسخ والصّوابُ : مِنَ السَّبُع ففي التهذيب : الحارِقَةُ من السَّبُع : اسمٌ له وفي المُحكم : الحارقَةُ : السَّبُع وفي العُبابِ مثلُ ما في التهذيب . وحرقَهُ بالنّارِ يَحرِقُه حَرْقاً فهو محرُوقٌ وأحرَقَه ُوحَرقَه تَحْرِيقاً بمعنى واحد الأخيرُ للتكْثِير وفي الحديث : نهى عن حرْقِ النًّواةِ قيل : هو بَرْدُها بالمِبْرَدِ وقِيلَ : إِحْراقُها بالنارِ إِكراماً للنَّخْلَةِ أَو لأَنَّها قُوتُ الدَّواجِن وقال ابنُ سيِدَه : ولَيْسَت حَرَّقَهُ مُكَثَّرَةً عن حَرَقَه كما ذَهَبَ إِليه الزَّجّاجُ في قوله تَعالَى " لنُحَرِّقَنَّهُ " بمَعْنَى لنَبْرُدَنَّه مرَّةً بعدَ مَرَّةٍ ورَدَّ عليه الفارِسيُّ بقولِه : إِنَّ الخوْهَرَ المَبْرُودَ لا يَحْتَمِلُ ذلِكَ فاحْتَرَقَ وتحَرَّقَ وهما مُطاوِعان والاسمُ منهما الحُرْقة والحَرِيقُ . والمحَرِّق كمُحَدِّث : صَنَم لبَكْرِ بنِ وائل كانَ بسَلْمانَ . والمحَرِّقُ بنُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ والشّاعِرُ اللَّخْمِيُّ هكذا في النُّسَخ والصوابُ بإِسقاطِ الواوِ ففي العُباب : والمُحَرِّقُ اللَّخْمِي : شاعرٌ أيضاً وهو المُحَرِّقُ بنُ النُّعْمانِ بنِ المنْذِرِ . والمُحَرِّقُ أَيضاً : لَقَب عُمَارة ابن عَبْدٍ الشّاعِر المَدَنِيّ كذا في النُّسَخ والصوابُ المُزَنِيُّ . وأَيضاً لَقبُ عَمْرو بن هِنْد لأَنّه حرًّقَ مائةً من بني تَمِيمٍ يومَ أوارَةَ تسعةً وتسْعِينَ من بَنِي دارِم وواحداً من البَراجم كما في الصِّحاح ويقال له : المُحَرًّقُ الثانِي ويُقال له أَيضاً : مُضَرِّطُ الحِجارَة وقيل : لتَحْرِيقِه نَخلَ مَلْهَمٍ كما في المُحْكَم وشَأنه مَشهور . وأيضاً لقبُ الحارِث بن عَمْرٍ ومَلِك الشّام من آل جَفْنَةَ لأَنّه أَوَّلُ من حَرَقَ العَرَبَ في دِيارِهم فهم يُدْعَوْنَ آلَ مُحَرِّقٍ كما في الصًّحاحِ . وأَيضاً : لَقبُ امْرئَ القيس ابن عَمْرو بنِ عَدِي اللخميِّ وهو المُحَرِّقُ الأَكْبَرُ وهُو المُرادُ في قَوْلِ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيِّ :
ماذا أؤَمِّلُ بعدَ آل مُحَرِّقٍ ... تَرَكُوا مَنازِلَهُم وبَعْدَ إِيادِ كما في الصِّحاح . والمُحَرَّقَةُ كمعَظَّمَة : ة باليمامةِ قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : هي قُرّان . وحَرَّق المَرْعَى الإِبِلَ أَي : عَطَّشَها قال أَبو صالح الفَزارِيُّ :
" حَرَّقَها حَمْض بِلادِ فِلِّ
" وغَتْمُ نَجْمٍ غيرِ مُسْتقلِّ وقالَ آخر :
" حَرَّقَها وارِس عنْظُوانِ
" فاليومُ مِنها يومُ أَرْوِنان وحارقها مُحارَقَةً جامَعها على الجنبِ نقله الجوهري
ومما يُسْتدركُ عليه : التَّحْرِيقُ : تَأْثِيرُ النّارِ في الشَّيءَ وفي الحَدِيثِ : الحَرِقُ شَهِيدٌ هو بكسرِ الرّاءَ : الذي يَقَعُ في النَّارٍ فيَلْتَهِبُ وفي حَدِيثِ المظاهِر : احْتَرَقْتُ أَي . هَلَكْتُ ومنه حَدِيثُ المُجامع في رمضانَ احْتَرَقْتُ " أَي : هَلَكْتُ شبها ما وَقَعا فيه من الجِماع في المُظاهَرةِ والصَّوْم بالهَلاكِ . وأَحْرَقَه : أَهْلَكَه . والحُرْقَةُ بالضَّم : ما يَجِدُه الإِنْسانُ من لَذْعَةِ حب أَو حُزْن أَو طَعْم شَيء فيه حرارة . وقال الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيثِ : الحُرْقَةُ : ما تَجِدُ في العَيْنِ من الرَّمَدِ وفي القلْبِ من الوَجَعَ أَو في طَعم شيء محرِق . وأَحْرِقْ لنا في هذِه القصَبَةِ ناراً أَي : أَقْبِسْنا عن ابنِ الأَعْرابيِّ . والحريق : ما أَحرَقَ النَباتَ من حَر أَو بَردْ أَو رِيحٍ أَو غيرِ ذلِك من الآفاتِ . وقد احْترَقَ النباتُّ . ويقال : هو يَتَحَرَّقُ جوعاً كقولك : يَتَضَرَّمُ . ونَصْلٌ حَرِقٌ ككَتفٍ أي : حَدِيدٌ كأَنَّه ذُو إِحْراقٍ أراهُ على النَّسَبِ قال أَبُو خِراشً :
فأَدْرَكَهَ فأَشْرَعَ في نساهُ ... سِناناً نَصْله حَرِقٌ حَدِيدُ وأَحْرَقَنا فُلانٌ أَي : برَّحَ بنا وآذانَا قال :
أَحْرَقَنِي النّاس بتَكْلِيفِهم ... ما لقي الناس من الناسحَرِيق النّابِ : صَرِيفُه غَيْظاً وحَنَقاً وكذلك الحُرُوق بالضمَ . وحَرِقَ الرَّجُل حَرَقاً كفَرِحَ : انْقطَعَتْ حارِقَتُه فهو حَرِقٌ وهو أَكْثَر من مَحْرُوقٍ . وحُرِقَ البَعِيرُ كعُنِىَ فهو مَحرُوقٌ وهو أَكْثَرُ من حَرِقِ واللُّغَتان في كُلِّ واحدٍ من هذين النوْعَيْنِ صَحِيحتان فَصيحتان وقولُ الشاعرِ :
هُمُ الغِرْبانُ في حُرُماتِ جارٍ ... وفي الأَدْنَينَ حُرّاقُ الوُرُوكِ قالَ الجَوْهَرِيُّ : يقولُ : إذا نزَل بهم جِارًّ ذُو حُرْمَةِ أَكَلُوا مالَه كالغُرابِ الَّذِي لا يَعافُ الَدَّبَرَ ولا القَذَرَ وهُمْ في الظلْم والجَنفِ على أدانِيهِم كالمحْروقِ الذي يَمْشِي مُجانِفاً ويزْهَدُ في معُونتهم والذَّبِّ عنهم . ورِيشٌ حَرِقٌ ككتِف : مُنْحَص . والحَرَقُ في النّاصِيَة كالسفىَ . وحَرِقَت اللحْيَةُ فهي حَرِقةٌ : قَصُرَ شَعْرُ ذَقْنِها عن شَعْرِ العارضينِ . وقالَ ابن الأعْرابِيَ : الحرْقُ الأَكْلُ المُسْتَقْصى . َ والحرق بالضمِّ : الغَضابى من النّاسِ . وحَرَقَ الرَّجُلُ : ساءَ خُلُقُه . وحَراقٌ كسحابٍ وحُرَيقاءُ بالضمَ مَمْدُوداً : اسْمان . والحِرِّيقاءُ بالكسر مع التشْدِيد : المُباضعَة على الجَنْبِ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِي . والحُرْقَة بالضمِّ : قَبيلَتان : في يشْكُرَ وأخْرَى في تَمِيم هكذا ذكره ابن حَبِيب وضَبَطَهن ابن ماكُولا بالفاء وكذلك الدارقطني كما نَقَله السُّهَيْلي في الرَّوْضِ والسيُوطِيّ في اللُّبِّ وفيه اخْتلافٌ طَوِيلُ الذَّيْلِ ليس هذا مَحَلُّه . والمحَرَّقَةُ كمُعَظَّمَةِ : قَرْيَةٌ بمِصْرَ من أَعمَالِ الفَيوم نسِبَ إِليها بعضُ المحدثين . والمَحْرُوقة : قَرْيتانِ من أَعْمال بلبَيْس . والحرَقَةُ كهُمزَة : ناحِيَة بعُمان . والحرُقاتُ : مَوْضِع . وكأمِيرٍ : أبو الحَسَن عَليّ بن حَرِيق البَلَنْسِيُّ : شاعرٌ . وحَرِيق : قَرْيَةٌ بأرْمِينيَةَ