الحَصُّ : حَلْقُ الشَّعرِ حَصَّهُ يَحُصُّه حَصّاً فحَصَّ حَصَصاً وانْحَصَّ . وقِيلَ : الحَصُّ : ذَهَابُ الشَّعرِ عَنِ الرَّأْسِ بِحَلْقٍ أَوْ مَرَضٍ . وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهُمَا أَنَّ امْرَأَةً أَئَتَهْ فقَالَتْ : إِنَّ ابْنَتِي عُرَيِّسٌ وقَدْ تَمَعَّطَ شَعْرُها وأَمَرْونِي أَنْ أُرَجِّلِها بالخَمْرِ فَقَالَ : إِن فَعَلْتِ ذلِكَ فأَلْقَى اللهُ في رَأْسِها الحَاصَّة هو داءٌ يَتَنَاثَرُ مِنْهُ الشَّعرُ . وقال ابنُ الأَثِيرِ : هي العِلَّةُ التي تَحُصُّ الشَّعر وتُذْهِبُه وقال أَبُو عُبَيْدٍ : الحاصَّةُ : ما تَحُصُّ شَعرَهَا تَحْلِقُه كُلَّه فَتَذْهَبُ بِهِ وقَدْ حَصَّتِ البَيْضَةُ رَأْسَه قال أَبُو قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ
قَدْ حَصَّت البَيْضَةُ رَأْسِي فمَا ... أَذُوقُ نَوْماً غَيْرَ تَهْجَاعِ ومِنَ المَجَازِ : يُقَالُ : بَيْنَهُمْ رَحِمٌ حَاصَّةٌ أَيْ مَحْصُوصَةٌ قَدْ قَطَعُوها وحَصُّوها لا يَتَوَاصَلُونَ عَلَيْهَا أَو ذاتُ حَصٍّ . ويُقَال : حَاصَصْتُه الشّيءَ أَيْ قاسَمْتُه . وحَصَّنِي مِنْهُ كذَا أَيْ صارَتْ حِصَّتِي مِنْهُ كَذَا أَو صارَ ذلِكَ حِصَّتِي . ويُقَالُ : هُوَ يَحُصُّ أَيْ لا يُجِيرُ أَحَدَاً . قالَ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيُّ :
أُحُصُّ فَلا أُجِيرُ ومَنْ أُجِرْهُ ... فَلَيْسَ كَمَنْ يُدْلَّى بالغُرُورِ
وقال السُّكَّرِيّ في شَرْحِه : أَحُصُّ أَيْ أَمْنَعُ الجِوَارَ يَقُول : ومَنْ أُجِرْهُ فلَيْس هو في غُرُورٍ . ورَجُلٌ أَحَصُّ بَيِّنُ الحَصَصِ أَيْ قَلِيِلُ شَعْرِ الرَأْسِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَيْ مُنْحَصُّه مُنْجَرِدُه . وكَذَا طائِرٌ أَحَصُّ الجَنَاحِ أَيْ مُتَنَاثِرُة وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لتَأبَّطَ شَرّاً :
كَأَنَّمَا حَثْحَثُوا حُصّاً قَوَادِمُه ... أَوْ أُمَّ خِشْفٍ بِذِي شَثٍّ وطُبّاقِ وقَال اليَزِيدِيُّ : إِذا ذَهَبَ الشَّعْرُ كُلُّه قِيلَ : رَجُلٌ أَحَصُّ وامْرَأَةٌ حَصّاءُ . ومِنَ المَجَازِ : يَوْمٌ أَحَصُّ أَيْ شَدِيدُ البَرْدِ لا سَحَابَ فِيهِ وقِيلَ لرَجُلٍ من العَرَبِ : أَيُّ الأَيّامِ أَبْرَدُ ؟ فقال : الأَحَصُّ : الأَزَبُّ يَعْنِي بالأَحَصِّ : يَوْمٌ تَطْلُعُ شَمْسُهُ ويَحْمَرُّ فِيهِ الأُفُقُ وتَصْفُو سَمَاؤُهُ هكذا في النُّسَخ وهو غَلَطٌ صَوَابُه شَمَالُه ولا يُوجَدُ لَهَا مَسٌّ من البَرْدِ وهُوَ الَّذِي لا سَحابَ فِيهِ ولا ينْكَسِرُ خَصَرُه والأَزَبُّ : يَوْمٌ تَهُبُّه النَّكْباءُ وتَسُوقُ الجَهَامَ والصُّرّاد ولا تَطْلُع لَهُ شَمْسٌ ولا يَكُونُ فيه مَطَرٌ وقَوْلُه : تَهُبُّه أَيْ تَهُبُّ فيه وقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : وقِيلَ لِبَعْضِهِم : أَيّ الأَيّامِ أَقَرُّ ؟ قالَ : الأَحَصُّ الوَرْدُ والأَزَبُّ الهِلَّوْفُ أَي المُصْحِي والمُغِيمُ الَّذِي تَهُبُّ نَكْباؤُه . ومِنَ المَجَازِ : سَيْفٌ أَحَصُّ : لا أَثَرَ فِيه . ومن المَجَازِ : الأَحَصُّ : المَشْئُؤمُ النَّكِدُ الَّذِي لا خَيْرَ فيه عن أَبِي زَيْدٍ نَقَلَهُ ياقُوتٌ قالَ الزَّمَخْشَرِيّ : ومِنْهُ الأَحْصّان : العَبْدُ والحِمارُ قالَ الجَوْهَرِيُّ : لأَنّهما يُمَاشِيَانِ أَثْمَانَهُمَا حَتَّى يَهْرَمَا فتَنْقُصَ أَثْمَانُهما ويَمُوتَا . والأَحَصُّ وشُبَيْثٌ : مَوْضِعَانِ بتِهَامَةَ الصَّوابُ بنَجْدٍ كَمَا قالَهُ ياقُوت وكَانَتْ مَنَازِلَ رَبِيعَةً ثُمَّ مَنَازِلَ بَنِي وَائِلٍ : بَكْرٍ وتَغْلِبَ وقِيل : هُما ماءَان وكانَ الأَحَصُّ حَمَاهُ كُلَيْبُ وَائِلٍ وفِيهِ يَقُولُ عَمْرُو ابنُ المُزْدَلِفِ لِكُلَيْبٍ حِينَ قَتَلَه وطَلَبَ مِنْه شَرْبضةَ ماءٍ : تَجَاوَزْت بالماءِ الأَحَصَّ وبَطْنَ شُبَيْثٍ . ثُمَّ كانَتْ حَرْبُ البَسُوسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً وقَدْ ذَكَرَه النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ في قولِه :
فَقَالَ تَجَاوَزْتَ الأَحَصَّ ومَاءَهُ ... وبَطْنَ شُبَيْثٍ وَهْوُ ذُو مُتَرَسَّمِ والأَحَصُّ وشُبَيْثٌ : مَوْضِعانِ بحضلَب أَمَّا الأَحَصُّ فكُوْرَةٌ كَبِيرَةٌ مَشْهُورَةٌ ذاتُ قُرىً ومَزَارِعَ قِبْلِيّ حَلَبَ قَصَبَتُهَا خُنَاصِرَةُ وأَمَّا شُبَيْثٌ فجُبَيْلٌ في هذِهِ الكُوْرَةِ أَسْوَدُ في رَابِيَةٍ فَضَاء فِيهِ أَرْبَعُ قُرىً خَرَبَت جَمِيعُهَا ومِنْ هذا الجَبَلِ يَقْطَعُ أَهْلُ حَلَبَ وجَمِيعِ نَوَاحِيها حِجَارَةَ رُحِيِّهِم وهِي سُودٌ خَشِنَةٌ وإِيّاهَا عَنَي عَدِىُّ بنُ الرِّقاع بقولِه :
وإِذَا الرَّبِيعُ تَتَابَعَتْ أَنْواؤُهُ ... فسَقَى خُنَاصِرَةَ الأَحَصِّ وزَادَها فأَضافَ خُنَاصِرَةَ إِلَى هذا المَوْضِعِ . وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ في كِتَابِ جَزِيرَةِ العَرَبِ لِرَجُلٍ من طَيِّئٍّ يُقَالُ له الخَلِيلُ بنُ قروة وماتَ ابنُه زَافِرٌ بالشَّامِ بدِمَشْقَ :
ولا آبَ رَكْبٌ مِنْ دِمَشْقَ وأَهْلِه ... ولا حِمْصَ إِذْ لَمْ يَأْتِ في الرَّكْبِ زافِرُ
ولا مِنْ شُبَيْثٍ والأَحَصِّ ومُنْتَهَى ... المَطَايَا بقِنَّسْرِينَ أَو بخُناصِرِ وفِيهِ إِقْواءٌ وإِيّاه عَنَى ابنُ أَبِي حَصِينَةَ المَعَرِّيُّ :
لَجَّ بَرْقُ الأَحَصِّ في لَمَعانِهْ ... فتَذَكَّرْتُ مَنْ وَرَاءَ رِعَانِهْ
فسَقَى الغَيْثُ حَيْثُ يَنْقَطِعُ الأَوْ ... عَسُ مِنْ رَنْدِه ومَنْبتِ بَانهْ
أَو تَرَى النَّوْرَ مثلَ ما نُِشرَ الُبْر ... دُ حَوَاليْ هِضَابِه وقِنَانِهْتَجْلُبُ الرّيحُ مِنْه أَذْكَى مِنَ المِسْ ... كِ إِذَا مَرَّتِ الصَّبَا بمَكَانِهْ قالَ ياقُوت : فإِنْ كانَ قد اتَّفَقَ تَرَادُفُ هَذِيْنِ الاسْمَيْنِ بمَكَانَيْنِ بالشَّامِ ومَكَانَيْنِ بنَجْدٍ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ فهُوَ عَجِيبٌ وإِنْ كانَ جَرَى الأَمْرُ فِيهِمَا كَما جَرَى لأَهْلِ نَجْرَانَ ودُوْمَةَ في بَعْضِ الرِّوَاياتِ حيثُ أَخْرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَهْلَهما مِنْهُمَا فقَدِمُوا العِرَاقَ وبَنَوْا لَهُمْ بها أَبْنِيَةً وسَمَّوْها باسمِ ما أُخْرِجُوا منه فجائِزٌ أَنْ تَكُونَ رَبِيعَةُ فارَقَتْ مَنَازِلَهَا وقَدِمَتِ الشّامَ فأَقَامُوا به وسَمُّوْا هذِه بتِلْكَ والله أَعْلَمُ . ومِنَ المَجَازِ : الحَصّاءُ : السَّنَةُ الجَرْدَاءُ لا خَيْرَ فِيهَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنشَدَ لِجَرِيرٍ :
يَأْوِي إِلَيْكُمْ بِلا مَنٍّ ولا جَحَدٍ ... مَنْ ساقَهُ السَّنَةُ الحَصّاءُ والذِّيبُ قالَ : كَأَنَّهُ أَرادَ أَنْ يَقُولَ والضَّبُع وهي السَّنَةُ المُجْدِبَةُ فوضَعَ الذِّيبَ مَوْضِعَه لأَجْلِ القَافِيةِ . وقَالَ غَيْرُه : سَنَةٌ حَصّاءُ إِذا كانَتْ جَدْبَةً قَلِيلَة النَّبَاتِ وقِيلَ : هي الَّتِي لا نَبَاتَ فِيهَا قال الحُطَيْئَةُ :
جَاءَتْ بهِ من بِلادِ الطُّورِ تَحْدُرُه ... حَصّاءُ لم تَتَّرِكْ دُونَ العَصَا شَذَبَا وفي الحَديِثِ فجَاءَتْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ أَيْ أَذْهَبَتْه . والحَصّاءُ : فَرَسُ سُرَاقَةَ بنِ مِرْداس بنِ أَبِي عامِرٍ السُّلَمِيِّ أَوْ هُوَ فَرَسُ حَزْنِ بنِ مِرْدَاسٍ ومثلُه في التَّهْذِيبِ وقَالَ الصّاغَانِيُّ هكذا قرأْتُه بخَطّ ثَعْلَب . ومِنَ المَجَاز : الحَصّاءُ من النّسَاءِ : المَشْؤومَةُ الَّتِي لا خَيْرَ فِيها . ومن المَجَازِ الحَصّاءُ من الرِّيَاحِ : الصّافِيَةُ بلا غُبَارٍ فِيهَا قالَ أَبُو قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ :
كأَنَّ أَطْرَافَ وَلِيَّاتِهَا ... في شَمْأَلٍ حَصّاءَ زَعْزاعِ والحَصّاصَةُ بالتَّشْدِيدِ : ة مِنْ قُرَى السَّوَادِ قُرْبَ قَصْرِ ابْنِ هُبَيْرَةَ . والحِصَّةُ بالكَسْرِ : النَّصِيبُ مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ والأَرْضِ وغَيْرِ ذلِك ج حِصَصٌ وقال الرّاغِبُ : الحِصَّةُ : القِطْعَةُ من الجُمْلَةِ وتُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ النَّصِيبِ . والحُصُّ بالضَّمِّ : الوَرْسُ يُصْبَغُ بهِ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُوم
مُشَعْشَعَةً كأَنَّ الحُصَّ فِيهَا ... إِذا ما الماءُ خَالَطَهَا سَخِينَا قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهو صَحِيحٌ مَعْرُوفٌ . أَو الزَّعْفَرَانُ ج : حُصُوصٌ وأَحْصاصٌ . قَالَ الأَعْشَى :
ووَلَّى عُمَيْرٌ وَهْوَ كَأْبٌ كأَنَّهُ ... يُطْلَّى بحُصٍّ أو يُغَشَّى بعِظْلِمِولَمْ يَذْكُرْ سِيبَوَيْه تَكْسِيرَ فُعْلٍ من المُضَاعَفِ على فُعُولٍ إِنَّمَا كَسَّرَه عَلَى فِعَالٍ كخِفَافٍ وعِشَاشٍ . قالَ الأَزْهَرِيُّ : و قَالَ بَعْضُهُمْ الحُصُّ : اللُّؤْلُؤَةُ وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ عَمرِو بنِ كُلْثُومِ وإِلَيْه مالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وقالَ : سُمِّيَت به لمَلاسَتِهَا وقالَ الأَزْهَرِيّ : ولَسْتُ أَحُقُّه ولا أَعْرِفُه والحُصَاص بالضَمّ : أَنْ يَصُرَّ الحِمَارُ بأُذَنَيْه ويَمْصَعَ بذَنَبه ويَعْدُوَ وبِه فَسَّرَ عاصِمُ بنُ أَبي النَّجُود حَدِيثَ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه إِنّ الشَّيْطَانَ إِذا سَمِعَ الأَذانَ وَلّي وله حُصَاصٌ رَوَاهُ عَنْهُ حَمّادُ بنُ سَلَمَةَ هكذا وصَوَّبَه الأَزْهَرِيُّ . وقالَ الجَوْهَرِيُّ : قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : يُقَالُ : هُوَ الضُّرَاطُ في قَوْلِ بَعْضِهِمْ قَالَ : وقَوْلُ عاصِمٍ أَعْجَبُ إِلَيَّ وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ أَو نَحْوُه . والحُصَاصُ أَيْضاً : شِدَّةُ العَدْوِ في سُرْعَةٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيّ كالحَصِّ وقد حَصَّ يَحُصُّ حَصّاً . والحُصَاصُ : الجَرَبُ عَنِ ابنِ عَبّادٍ ؛ لأَنَّهُ يَتَمَعَّطُ منه الشَّعرُ ويَتَنَاثَرُ . والحُصَاصَةُ بهَاء : ما يَبْقَى في الكَرْمِ بَعْدَ قِطَافِه نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ . وكانَ حَصِيصُهُمْ كَذَا وبَصِيصُهُم : أَيْ عَدَدُهُم حكاهُ ابنُ الفَرَجِ . وفَرَسٌ أَحَصُّ وحَصِيصٌ : قَلِيلُ شَعرِ الثُّنَّةِ والذَّنَبِ وهُوَ عَيْبٌ عن ابنِ دُرَيْدٍ والاسْمُ الحَصَصُ . وشَعرٌ حَصِيصٌ : مَحْصُوصٌ فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ ويُقَال : الحَصِيصُ : اسْمُ ذلِكَ الشَّعرِ . وبَنُو حَصِيصٍ : بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ القَبْسِ بنِ أَفْصَى نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ . وحَصِيصَةُ بنُ أَسْعَد : شاعِرٌ كَمَا في العُبَابِ والحَصِيصَةُ : ما فَوْقَ أَشْعَر الفَرَسِ مِمَّا أَطافَ بالحَافِرِ سُمِّىَ لِقِلَّةِ ذلِكَ الشَّعرِ عن ابنِ عَبّادٍ . والحِصْحِصُ بالكَسْرِ والكِثْكِثُ : التُّرَابُ عن الكِسَائِيّ يَقُولُونَ : بفِيهِ الحِصْحِصُ وحَكَى اللَّحْيَانِيّ : الحِصْحِصَ لفُلانٍ أَي التُّرَابَ لَه نُصِبَ كأَنَّهُ دُعَاءٌ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّهُم شَبَّهُوه بالمَصْدَرِ وإِنْ كانَ اسْماً كما قالُوا : التُّرَابَ لَكَ فنَصَبُوه كالحَصْحاصِ والحَصَاصاءِ وهذا عَنِ ابنِ عبّادٍ . والحِصْحِصُ أَيضاً : الحِجَارَةُ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَنِ الكِسَائِيّ وهو أَيْضاً : الحَجَرُ وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُم : بفِيهِ الحِصْحِصُ . وقَرَبٌ حَصْحَاصٌ : بَعِيدٌ وقِيلَ : جَادٌّ سَرِيعٌ بِلا فُتُورٍ ولا وَتِيرَةَ فِيه وكَذَا سَيْرٌ حَصْحَاصٌ أَيْ سَرِيعٌ كالحَثْحاثِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيّ . وذُو الحَصْحَاصِ : مَوْضِعٌ كَمَا قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ وقالَ غَيْرُه : هُوَ جَبَلٌ مُشْرِفٌ عَلَى ذِي طُوىً قال الجَوْهَرِيّ : وأَنْشَدَ أَبُو الغَمْرِ الكِلابِيُّ لرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ يَصِفُ نِسَاءً :
" أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بَعْدَنَاظِبَاءٌ بِذِي الحَصْحاصِ نُجْلٌ عُيُونُهَاوأَحْصَصْتُه : أَعْطَيْتُه حِصَّتَه أَيْ نَصِيبَهُ مِنَ الطَّعَامِ أَو الشَّرَابِ أَو غَيْرِ ذلِكَ . وأَحْصَصْتُه عَنْ أَمْرِه : عَزَلْتُه نقَلَه الصّاغَانِيُّ عن الفَرّاءِ وحَصْصَ الشَّيْءُ تَحْصِيصاً وحَصْحَصَ : بانَ وظَهَرَ بَعْدَ كِتْمَانِه كَما قَيَّدَه الخَلِيلُ ولا يُقَالُ : حُصْحِصَ أَيْ بالضّمِّ ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى الآنَ حَصْحَصَ الحَقُّ أَي ضاقَ الكَذِبُ وتَبَيَّنَ الحَقُّ وقِيلَ : أَيْ ظَهَرَ وبَرَزَ وقُرِئَ : حَصَّصَ وقالَ الرّاغِبُ : حَصْحَصَ الحَقُّ : وَضَحَ وذلِكَ بانْكِشَافِ ما يَغْمُره وقالَ أَبُو العَبّاسِ : الحَصْحَصَةُ : المُبَالَغَةُ يُقَال : حَصْحَصَ الرّجُلُ إِذا بالغَ في أَمْرِهِ وقِيلَ اشْتِقَاقُه في اللُّغَةِ مِنَ الحِصَّةِ أَيّ بانَتْ حِصَّةُ الحَقِّ مِنْ حِصَّةِ الباطِلِ وقِيلَ : حَصْحَصَ أَيْ ثَبَتَ من حَصْحَصَ البَعِيرُ إِذا بَرَكَ . وتَحَاُّصوا وحَاصُّوا : اقْتَسَمُوا حِصَصاً لَهُمْ مُحَاصَّةً وحِصَاصاً فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حِصَّتَه . والحَصْحَصَةُ : الحَرَكَةُ في شَيْءٍ وقِيلَ : هُوَ تَحْرِيكُ الشَّيْءِ وتَقْلِيبُه وتَرْدِيدُه ومِنْهُ حَدِيثُ عَليٍّ لأَنْ أُحَصْحِصَ فِي يَدَيَّ جَمْرَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَصْحِصَ كَعْبَيْنِ وقِيلَ : هو تَحْرِيكُ الشَّيْءِ في الشَّيْءِ حَتّى يَسْتَمْكِنَ مِنْهُ ويَسْتَقِرَّ فِيهِ ويَثْبُتَ ومِنْهُ قَوْلُ العِنِّينِ لِسَمُرَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ حِينَ اشْتَرَى لَهُ جارِيَةً مِنْ بَيْتِ المالِ وأَدْخَلَهَا عَلَيْهِ لَيْلَةً ثم سأَلَهُ : ما فَعْلَتَ ؟ فقال : فَعَلْتُ حَتَّى حَصْحَصَ فِيهَا فسَأَلَ الجَارِيَةَ فأَنْكَرَتْ فقالَ : خَلِّ سَبِيلَهَا يا مُحَصْحِصُ . قولُه حَصْحَصَ فِيهَا : أَيْ حَرَّكْتُه حَتَّى تَمَكَّن واسْتَقَرَّ وقالَ الأَزْهَرِيّ : أَرادَ الرَّجُلُ أَنَّ ذَكَرَه انْشَامَ فِيهَا وبَالَغَ حَتّى قَرَّ فِي مِهْبِلِها . والحَصْحَصَةُ : الإِسْرَاعُ في الذَّهَابِ والسَّيْرِ قالَ :
" لمّا رآنِي بالبَرازِ حَصْحَصَاً والحَصْحَصَةُ : فَحْصُ التُّرَابِ وتَحْرِيكُه يَمِيناً وشِمَالاً وكَذَا غَيْر التُّرَابِ والحَصْحَصَةُ : الرَّمْيُ بالعَذْرَةِ وهِيَ الخُرْءُ . والحَصْحَصَةُ : أَنْ يَلْزَقَ الرّجُلُ بِكَ ويَأْتِيَكَ ويُلِحَّ عَلَيْكَ . والحَصْحَصَةُ : إِثْبَاتُ البَعِيرِ رُكْبَتَيْهِ لِلنُّهُوضِ بالثِّقْلِ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ :
فحَصْحَصَ فِي صُمَّ الصَّفَا ثَفِنَاتِه ... ونَاءَ بسَلْمَى نَوْأَةً ثُمَّ صَمَّمَاقالَ الصّاغَانِيُّ : ويُرْوَى بِرَفْعِ التّاءِ مِنَ الثَّفِنَاتِ بِالفَاعِلِيَّةِ فيَكُونُ حَصْحَصَ بمَعْنَى تَحَرَّكَ . والحَصْحَصَةُ بالسَّلْحِ : رَمْيُهُ وهو بعَيْنِهِ الرّمْيُ بالعَذِرَةِ الذي تَقَدَّم فهو تَكْرارٌ . والحَصْحَصَةُ مَشْيُ المُقَيَّدِ كالدَّهْمَجَةِ . ويُقَالُ : تَحَصْحَصَ وتَحَزْحَزَ إِذَا لَزِقَ بالأَرْضِ واسْتَوَى عَنْ شَمِرٍ وقالَ ابنُ شُمَيْل : ويُقَالُ : ما تَحَصْحَصَ فُلانٌ إِلاَّ حوْلَ هذا الدِّرْهَمِ لِيَأْخُذَه قَالَ الزّجّاجُ : لا يُقَال تَحَصْحَصَ بمَعْنَى تَبَيَّنَ مِنْ حَصْحَصَ . وانْحَصَّ الشَّعرُ مِنَ الرّأْسِ منه : ذَهَبَ وانْجَرَدَ وتَنَاثَرَ كحَصَّ . وانْحَصَّ الذَّنَبُ : انْقَطَعَ وفي المَثَلِ : أَفْلَتَ وانْحَصَّ الذَّنَبُ قالَ أَبُو عُبَيْدٍ : يُرْوَى ذلِك عن معاويةَ رضي الله تَعَالى عنه أَنّه كانَ أَرْسَلَ رَسُولاً منْ غَسّانَ إِلَى مضلِك الرُّومِ وجَعَلَ له ثَلاثَ دِيَاتٍ عَلَى أَن يُنَادِيَ بالأَذَانِ إِذَا دَخَلَ مَجْلِسَه ففَعَلَ الغَسّانيُ ذلِك وعِنْدَ المَلِكِ بَطَارِقَتُه فوَثَبُوا لِيَقْتُلُوه فنَهَاهُم الملِكُ وقالَ : إِنَّمَا أَرادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ أَقْتُلَ هذا غَدْراً وهُوَ رَسُولٌ فيَفْعَلَ مثلَ ذلِكَ بِكُلِّ مُسْتَأْمِنٍ مِنّا . فلَمْ يَقْتُلْهُ وجَهَّزَه ورَدَّه فلَمّا رآهُ مُعَاويةُ قالَ ذلِكَ فقالَ : كَلاّ إِنّهُ لَبِهُلْبِه أَيْ بشَعْرِه . ثُمَّ حَدَّثَه الحَدِيثَ فقالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ تعَالَى عنه : أَصابَ ما أَرَدْتُ . يُضْرَبُ مَثَلاً لمَنْ أَشْفَى عَلَى الهَلاكِ ثمّ نَجَا . وقال أبو عُبَيْدٍ : يُضْرَبُ في إِفْلاتِ الجَبَانِ مِنَ الهَلاَكِ بَعْد الإِشْفاءِ عليه . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الحَصُّ : شِدَّةُ العَدْوِ في سُرْعَةٍ . وحَصَّ الجَلِيدُ النّبْتَ حَصّاً أَحْرَقَه . عن أَبِي حَنِيفَةَ لُغَةٌ في حَسّه . وانْحَصَّ وَرَقُ الشَّجَرِ وانْحَتَّ إِذا تَنَاثَرَ . وذَنَبٌ أَحَصُّ : لا شَعْرَ عَلَيْه . وقَفاً مَحْصُوصٌ : قَدْ حُصَّ شَعرُه وأَنْشَدَ الكِسَائِيُّ :
جاءُوا مِنَ المِصْرَيْنِ باللُّصُوصِ ... كُلّ يَتِيمٍ بالقَفَا المَحْصُوصِ وحَصَّ : بمَعْنَى حَصْحَصَ في سائِرِ معانِيه مِثْلُ كَبَّ وكَبْكَبَ وكَفَّ وكَفْكَفَ نَقَلَهُ الرّاغِبُ . وحَصَّهُ : قَطَعَ منه إِمّا بالمُبَاشَرَة وإِمّا بالحُكْمِ نَقَلَه الرّاغِبُ قِيلَ : ومِنْهُ الحِصَّةُ . وتَحَصَّصَ الحِمَارُ والبَعِيرُ : سَقَطَ شَعْرُهُ . والحَصِيصَةُ : ما جُمِعَ مِمَّا حُلِقَ أَو نُتِفَ . وهِيَ أَيْضاً : شَعْرُ الأُذْنِ ووَبَرُهَا كانَ مَحْلُوقاً أَوْ غَيْرَ مَحْلُوق . وقِيلَ : هُوَ الشَّعرُ والوَبَرُ عامّةً والأَوّلُ أَعْرَفُ . ونَاقَةٌ حَصّاءَ إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا وَبَرٌ قَالَ الشّاعِرُ :
عُلُّوا عَلَى صائفٍ صَعْبٍ مَرَاكِبُهَا ... حَصّاءَ لَيْسَ لَهَا هُلْبٌ ولا وَبَرُ والحَصَّاءُ : فَرَسٌ لِبَنِي عبدِ اللهِ ابنِ أَبِي بَكْرِ بنِ كِلاب . وتَحَصْحَصَ الوَبَرُ والزِّئْبِرُ : انْجَرَدَ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وأَنْشَدَ :
لَمَّا رَأَى العَبْدُ مُمَراً مُتْرَصَاً ... ومَسَداً أَجْرَدَ قد تَحَصْحَصَا
يكادُ لَوْلاَ سَيْرُه أَنْ يُمْلَصَا ... جَدَّبِهِ الكَصِيصُ ثُمَّ كَصْكَصَا
" ولَوْ رَأَى فَاكَرِشٍ لبَهْلَصَا والأَحَصُّ : الزَّمِنُ الَّذِي لا يَطُولُ شَعرُه والاسْمُ الحَصَصُ . والحَصَصُ في اللِّحْيَةِ : أَنْ يَتَكَسَّرَ شَعْرُهَا ويَقْصُرَ وَقَدْ انْحَصَّتْ ورَجُلٌ أَحَصُّ اللِّحْيَةِ أَو لِحْيَةٌ حَصّاءُ مُنْحَصَّةٌ . والأَحَصُّ : مَنْ لا شَعْرَ لَهُ في صَدْرِه والأَحَصُّ : قاطِعُ الرَحِمِ . ورَحِمٌ حَصّاءُ : مَقْطُوعَةٌ . وأَحَصَّهُ المَكَانَ : أَنْزَلَه بهِ . والحَصُّ : النَّقْصُ ومنه قَوْلُ أَبِي طالِبٍ :
بِمِيزَانِ صِدْقٍ لا يَحُصُّ شَعِيرَةً ... لَهُ شاهِدُ في نَفْسِه غَيْر عائِلِورَجُلٌ حُصْحُصٌ وحُصْحُوصٌ بضَمِّهما : يَتَتَبَّعُ دَقَائِقَ الأُمُورِ فيَعْلَمُهَا ويُحْصِيهَا . والحَصْحَصَةُ : المُبَالَغَةُ في الأَمْرِ . والحَصْحَاصُ : مَوْضِعٌ . والحِصَّةُ بالكَسْرِ : قَرْيَةٌ بمِصْرَ بالمُنُوفِيَّةِ وتُعْرَفُ بحِصَّةِ المَعْنِىّ وهِيَ المَشْهُورَة الآنَ بشَبْرَا بَلُولة وقَدْ دَخَلْتُهَا . وبالدّقَهْلِيَّة حِصَّةُ عامِرٍ وهي مُنْيَةُ الزِّمَامِ وحِصّةُ بَني عَطِيَّةَ وأُخْرَى بالقُرْبِ من مَحَلَّةِ دِمْنَةَ . وبالغَرْبِيَّةِ حِصَّةُ حلافي وحِصَّة الكَنِيسَةِ وقَرْيَتَانِ غَيْرُهُمَا . وبِالدَّنْجَاوِيَّةِ : حِصَّةُ أَبِي عَلِيّ مِنْ كُفُورِ البَيْطُون وحِصّةُ عُمَارَة وحِصَّةُ المَغَارِبَةِ وحِصَّةُ أَوْلادِ مُطرف وحِصَّة كَرّام وحِصّةُ دار الجامُوسِ وحِصَّةُ ابنِ جُبَارَةَ وحِصَّةُ أَبي الدُّرّ وحِصَّةُ الجَمِيع . وفي جَزِيرَةِ بَنِي نَصْرٍ : حِصّةُ قُسْطَةَ وحِصّةُ عَامِرٍ وحِصّةُ بِلْشايَة . وبالأُشْمُونين قَرْيَةٌ تعرَفُ بالحِصَّةِ