بَسَطَهُ يَبْسُطُه بَسْطاً : نَشَرَهُ وبالصّادِ أَيْضاً نَقَله الجَوْهَرِيّ . وبَسَطَه : ضِدُّ قَبَضَه كبسَّطَه تَبْسيطاً قالَ بعضُ الأَغْفال :
" إِذا الصَّحيحُ غَلَّ كَفًّا غَلاَّ
" بَسَّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلاَّ
فانْبَسَطَ وتَبَسَّطَ . ومن المجازِ : بَسَطَ إليَّ يَدَهُ بما أُحِبُّ وأَكْرَهُ : مَدَّها ومِنْهُ قوله تعالى : " لَئنْ بَسَطْتَ إليَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَني " وكَذلِكَ بَسَطَ رِجْلَهُ وهو مَجازٌ أَيْضاً وكَذلِكَ قَبَضَ يَدَهُ ورِجْلَهُ . وبَسَطَ فُلاناً : سَرَّهُ ومِنْهُ حَديثُ فاطمَةَ رَضِيَ الله عَنْها " يَبْسُطُني مَا يَبْسُطُها " أي : يَسُرُّني مَا يَسُرُّها ؛ لأنَّ الإنْسانَ إِذا سُرَّ انْبَسَطَ وَجْهُهُ واسْتَبْشَرَ . قالَ شَيْخُنا : فإطْلاقُ البَسْطِ بمَعْنَى السُّرورِ من كَلامِ العَرَبِ وليس مَجازاً ولا مُوَلَّداً خِلافاً لِمَنْ زَعَمَ ذلِكَ . وذَكَر الحَديثَ وَقَدْ أَوْضَحَه الشِّهابُ في شَرْح الشِّفاءِ . قُلْتُ : أمّا زَعْمُهم كَوْنَه مولَّداً فخَطَأٌ كَيْفَ وَقَدْ وَرَدَ في كلامِه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم وأمّا كونُه مَجازاً فصَحيحٌ صَرَّح به الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاسِ . وأصلُ البَسْطِ : النَّشْرُ وما عَداه يَتَفرَّع عَلَيْهِ فتَأَمَّلْ . وفي البصائرِ : أَصْلُ البَسْطِ : النَّشْرُ والتَّوْسيعُ فتارَةً يُتَصَوَّرُ مِنْهُ الأَمْرانِ وتارَةً يُتَصَوَّرُ مِنْهُ أحَدُهما . واسْتَعارَ قَوْمٌ البَسيطَ لكلِّ شَيْءٍ لا يُتَصَوَّرُ فيه تَرْكيبٌ وتأليفٌ ونَظْمٌ . ومن المَجَازِ : بَسَطَ المَكانُ القَوْمَ : وَسِعَهُم ويُقَالُ : هذا بِساطٌ يَبْسُطُكَ أَي يَسَعُك . ومن المَجَازِ : بَسَطَ الله فُلاناً عليَّ : فَضَّلَهُ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ . وبَسَطَ فُلانٌ من فُلانٍ : أَزالَ مِنْهُ . وفي العُبَاب : عنه الاحْتِشامَ وهو مَجازٌ أَيْضاً وقال الجَوْهَرِيّ : الانْبِساطُ : تَرْكُ الاحْتِشامِ وَقَدْ بَسَطْتُ من فُلان فانْبَسَطَ . ومن المَجَازِ : بَسَطَ العُذْرَ يَبْسُطُه بَسْطاً إِذا قَبِلَهُ . ويُقَالُ : هذا فِراشٌ يَبْسُطُني أَي واسِعٌ عَريضٌ ونَقَل الجَوْهَرِيّ عن ابن السِّكِّيتِ : يُقَالُ : فَرَشَ لي فِراشاً لا يَبْسُطُني إِذا كانَ ضَيِّقاً . وهذا فِراشٌ يَبْسُطُكَ إِذا كانَ واسِعاً . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : أَي يَسَعُك وهو مَجازٌ . والباسِطُ : هو الله تعالى هو الَّذي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ أَي يُوَسِّعُه عَلَيْهِ بجودِهِ ورَحْمَتِهِ وقيل يَبْسُطُ الأرْواحَ في الأجْسادِ عندَ الحَياةِ . ومن المَجَازِ : الباسِطُ من الماءِ : البَعيدُ من الكَلإ وهو دونَ المُطْلِبِ ويُقَالُ : خِمْسٌ باسِطٌ أَي بائِصٌ . نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وبَسْطُ اليَدِ والكَفِّ تارَةً يُسْتَعْمَل للأخْذِ كقَوله تعالى : " والمَلائِكَةُ باسِطو أَيْديهِم " أَي مُسَلَّطون عَلَيْهِم كما يُقَالُ : بُسِطَتْ يَدُهُ عَلَيهِ أَي سُلِّطَ عَلَيه وتارَةً يُسْتَعْملُ للطَّلَبِ نحو قَوله تعالى : " إلاَّ كَباسِطَ كَفَّيْهِ إِلَى الماءِ لِيَبلُغَ فاهُ " أَي كالدَّاعي الماءَ يومِئ إليهِ لِيُجيبَهُ وفي العُبَاب : فلا يُجيبَه . وتارَةً يُسْتَعْمَلُ للصَّوْلَةِ والضَّرْبِ نحو قوله تعالى : " ويَبْسُطوا إليْكم أَيْدِيَهُم وأَلْسِنَتَهُمْ بالسُّوءِ " وتارَةً يُسْتَعْمَلُ للبَذْلِ والإعْطاءِ نحو قولهِ تعالى : " بَلْ يَداهُ مَبْسوطَتانِ " كما سَيَأتي . وكُلُّ ذلك مَجازٌ . والبِساطُ بالكَسْرِ : مَا بُسِطَ وفي الصّحاح : مَا يُبْسَطُ وفي البَصائِرِ : اسمٌ لكلِّ مَبْسوطٍ . وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ يَصِفُ حالَه مع أَضْيافِه :
سَأَبْدَؤُهُمْ بمَشْمَعَةٍ وأَثْني ... بجُهْدي من طَعامٍ أو بِساطِ قالَ : ويُرْوى : من لِحافٍ أو بِساطِ فعلى هذه الرِّوايَةِ البِساطُ : مَا يُبْسَطُ . قُلْتُ : وهي روايةُ الأخفَشِ ففي شَرحِ الدِّيوان : ولِحافٌ : طَعامٌ يَقُولُ : يأكُلونَ ويَشْرَبونَ فهو لِحافُهُم . يَقُولُ : أَكَلَ الضَّيْفُ فَنامَ فهو لِحافُه . ويُقَالُ : لِلَّبَنِ إِذا ذَهَبَتْ الرَّغْوَةُ عنه قَدْ صُقِلَ كِساؤُه وأَنْشَدَ رَجُلٌ من أهل البَصْرة :
فباتَ لنا مِنْها وللضَّيْفِ مَوْهِناً ... لِحافٌ ومَصْقولُ الكِساءِ رَقيقُقالَ : والمَشْمَعَة : المُزاحُ والضَّحِكُ وأَثْنى أَي أُتْبِع . ج بُسُطٌ ككِتابٍ وكُتُبٍ . والبِساطُ : وَرَقُ السَّمُرِ يُبْسَطُ له ثَوْبٌ ثمَّ يُضْرَبُ فيَنْحَتُّ عَلَيْهِ . والبَساطُ بالفتْحِ : المُنْبَسِطَةُ المُسْتَوِيَةُ من الأرْضِ كالبَسيطَةِ قالَ ذو الرُّمَّة :
ودَوٍّ ككَفِّ المُشْتَري غَيرَ أنَّهُ ... بَساطٌ لأَخْفافِ المَراسيلِ واسِعُ وقال آخر :
ولو كانَ في الأرْضِ البَسيطَةِ مِنْهُمُ ... لِمُخْتَبِطٍ عافٍ لَما عُرِفَ الفَقْرُ وقال أَبو عُبَيْدٍ وغيرُهُ : البَساطُ والبَسيطَةُ : الأرْضُ العَريضَةُ الواسِعَةُ وتُكْسَرُ عن الفَرَّاء وزاد : لا نَبَلَ فيها كالبَسيطِ يُقَالُ : مَكانٌ بَساطٌ وبِساطٌ وبَسيطٌ أَي واسِعٌ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عن الفَرَّاء وأَنْشَدَ لرُؤْبَة :
" لَنا الحَصَى وأَوْسَعُ البِساطِ وذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ في الصّحاح واقْتَصَرَ عَلَى الفَتْحِ . وأَنْشَدَ للشّاعرِ وهو العُدَيْلُ بنُ الفَرْخِ العِجْليُّ وكان قَدْ هَجا الحَجّاج فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى قَيْصَرَ :
أُخَوَّفُ بالحَجّاجِ حتَّى كأَنَّما ... يُحَرَّكُ عَظْمٌ في الفُؤادِ مَهيضُ
ودونَ يَدِ الحَجّاجِ منْ أنْ تَنالَني ... بَساطٌ لأيْدي النّاعِجاتِ عَريضُ
مَهامِهُ أَشْباهٌ كأَنَّ سَراتَها ... مُلاءٌ بأَيْدي الغاسِلات رَحيضُ فكَتَبَ الحَجّاجُ إِلَى قَيْصَرَ : والله لتَبْعَثَنّ بهِ أو لأغْزُوَنَّكَ خَيْلاً يكونُ أَوَّلُها عِنْدَك وآخِرُها عِنْدي . فبَعَث به فلمّا دَخَلَ عَلَيْهِ قالَ : أَنْتَ القائِلُ هذا الشِّعْر ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فكَيْفَ رَأَيْتَ الله أَمْكَنَ مِنْك ؟ قالَ : وأَنا القائِلُ :
فلَوْ كُنْتُ في سَلْمى أَجا وشِعابِها ... لكان لِحَجّاجٍ عَليَّ سبيلُ
خَليلُ أَميرِ المُؤْمنين وسَيْفُه ... لكُلِّ إمامٍ مُصْطَفًى وخَليلُ
بَنَى قُبَّةَ الإسْلامِ حتَّى كأَنَّما ... هَدَى النَّاسَ من بَعدِ الضَّلالِ رَسولُ فلمّا سَمِعَ شِعْرَهُ عَفا عنه . والبَساطُ : القِدْرُ العَظيمَةُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وقيل : البَسيطَةُ : الأرْضُ اسمٌ لَها قالَهُ ابن دُرَيْدٍ يُقَالُ : مَا عَلَى البَسيطة مثلُ فُلانٍ . والبَسيطَةُ : ع ببادِيَةِ الشّامِ قالَ الأخْطَلُ يَصِفُ سَحاباً :
وعَلا البَسيطَةَ فالشَّقيقَ برَيِّقٍ ... فالضَّوْج بَيْنَ رُؤَيَّةٍ وطِحالِ ويُصَغَّرُ قالَ ابنُ بَرِّيّ : بُسَيْطَةُ مُصَغَّراً : اسمُ مَوْضِعٍ رُبَّما سَلَكَهُ الحُجَّاجُ إِلَى بيت الله الحرام ولا يدخُلُهُ الأَلِفُ واللام والبِسيطَةُ وهو غيرُ هذا الموضِعِ : بَيْنَ الكوفَةِ ومَكَّة قالَ : وقولُ الرَّاجِزِ :
" إِنَّكِ يا بَسيطَةُ الَّتِي الَّتِي
" أَنْذَرَنِيكِ في الطَّريقِ إِخْوَتِي يَحْتَمِلُ الموضِعَيْنِ . قُلْتُ : والذي في المُحْكَمِ قولُ الرَّاجِز :
" مَا أَنتِ يا بُسَيِّطَ الَّتِي الَّتِي
" أَنْذَرَنِيكِ في المَقيلِ صُحْبَتِيقالَ أَرادَ يا بُسَيِّطَةُ فرَخَّمَ عَلَى لغةِ من قالَ : يا حارِ . وفي المعجمِ : بُسَيْطَةُ بالضَّمِّ : فَلاةٌ بَيْنَ أَرْضِ كَلْب وبَلْقَيْن وهي بقَفَا عَفْراءَ وأَعْفَرَ وقيل : عَلَى طَريقِ طَيِّئٍ إِلَى الشَّام ويُقَالُ - في الشِّعْرِ - : بُسَيْط وبُسَيْطَة . وأَمَّا بالفَتْحِ فإِنَّه أَرضٌ بَيْنَ الكوفَةِ وحَزْنِ بَنِي يَرْبوع وقيل : بَيْنَ العُذَيْبِ والقَاعِ وهُناكَ البَيْضَةُ وهي من العُذَيْبِ . وقال ابنُ عبَّادٍ : البَسيطَةُ كالنَّشيطَةِ للرَّئيسِ وهي النَّاقَةُ مع وَلَدِها فتكونُ هي وولَدُها في رُبْعِ الرَّئيس وجَمْعُهَا : بُسُطٌ . قالَ : وذهبَ فُلانٌ في بُسَيْطَةَ مَمْنوعَةً من الصَّرْفِ مُصَغَّرَةً أَي في الأَرْضِ كما في الأَساسِ والعُبَاب وهُو مَجَازٌ . والبَسيطُ : المُنْبَسِطُ بلِسانِهِ وقال اللَّيْثُ : البَسيطُ : المُنْبَسِطُ اللّسَانِ وهي بهاءٍ وَقَدْ بَسُطَ ككَرُمَ بَسَاطَةً . والبَسيطُ : ثالثُ بُحورِ الشِّعْرِ وفي الصّحاح : جِنْسٌ من العَرُوضِ ووزنُه : مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ ثَمانِيَ مَرَّاتٍ سُمِّي به لانْبِساطِ أَسبابِه قالَ أَبو إسْحاق : انْبَسَطَت فيه الأَسْبابُ فصار أَوَّلُه مُسْتَفْعِلُنْ فيه سَبَبانِ مُتَّصِلانِ في أَوَّله . ومن المَجَازِ : رَجُلٌ بَسيطُ الوجهِ أَي مُتَهَلِّلٌ وبَسيطُ اليَدَيْنِ أَي مِسْماحٌ مُنْبَسِطٌ بالمَعْروفِ . جَمْعُهُمَا بُسُطٌ قالَ الشَّاعِرُ :
في فِتْيةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ ... عندَ الفِضالِ قَدِيمُهم لم يَدْثُرِ ومن المَجَازِ : أُذُنٌ بَسْطَاءُ أَي عَظيمَةٌ عَريضَةٌ . ومن المَجَازِ : انْبَسَطَ النَّهارُ : امْتَدَّ وطَالَ وكَذلِكَ غيرُهُ . ومن المَجَازِ : البَسْطَةُ : الفَضيلَةُ وقَوْلُه تَعَالَى " وزادهُ بَسْطَةً في العِلْمِ والجِسْمِ " فالبَسطَةُ في العِلْمِ : التَّوَسُّعُ وفي الجسم : الطولُ والكَمالُ وقيلَ : البَسْطَةُ في العِلْمِ : أَن يَنْتَفِعَ به وينْفَعَ غيرَه وقال : أَعْلَمَهم الله تعالى أَنَّ العِلْمَ الَّذي بهِ يَجِبُ أَنْ يَقَعَ الاخْتِيارُ لا المالُ وأَعلَمَ أَنَّ الزِّيادَةَ في الجِسْمِ ممَّا يَهيبُ العَدُوَّ . ويُضَمُّ في الكلِّ وبه قرأَ زيدُ بنُ عليٍّ رَضِيَ الله عَنْه " وزادُهُ بُسْطَةً " . والبِسْطُ بالكَسْرِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وشاهِدُه قَوْلُ أَبي النَّجْمِ :
" يَدْفَعُ عنها الجُوعَ كُلَّ مَدْفَعِ
" خَمْسونَ بسْطاً في خَلايا أَرْبَعِ وبالضَّمِّ لغَةُ تَميمٍ نَقَلَهُ الفَرَّاءُ في نَوَادِرِه وبِضَمَّتَيْنِ لَغَةُ بني أَسَدٍ نَقَلَهُ الكِسَائِيّ وهي : النَّاقَةُ المَتْروكَةُ مع وَلَدِها لا تُمْنَعُ عنه وفي الصّحاح : لا يُمْنَعُ منها . والجمع أَبْساطٌ كبِئْرٍ وآبارٍ وظِئْرٍ وأَظْآرِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وحكَى ابن الأَعْرَابِيّ في جمْعهما بُسْطٌ بالضَّمِّ وأَنْشَدَ للمَرَّار :
مَتابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِمَاتٌ رَوَاجِعٌ ... كما رَجَعَتْ في لَيْلِها أُمُّ حائِلِوقيل : البُسْطُ ها هنا : المُنْبَسِطَةُ عَلَى أَوْلادها لا تَنْقَبِضُ عنها . قالَ ابنُ سِيدَه : وليس هذا بقَوِيٍّ ورَوَاجِعُ : مُرْجِعَةٌ عَلَى أَوْلادِها ومُتْئِمَات : معها حُوارٌ وابنُ مَخَاضٍ كأَنَّها وَلَدَتْ اثْنَيْنِ من كثرَةِ نَسْلها وبِساطٌ بالكَسْرِ مِثْلُ : بئْرٍ وبِئَارٍ وشَهْدٍ وشِهَادٍ وشِعْبٍ وشِعابٍ وبُساطٌ بالضَّمِّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ ومثَّلَهُ بظِئْرِ وظُؤَارٍ وهو شاذٌّ وفي اللّسَان : من الجمعِ العَزيزِ . وفي الحَدِيث أَنَّهُ كَتَبَ لوَفْدِ كَلْبٍ - وقيلَ : لوفْد بَني عُلَيْمٍ - كِتاباً فيه : " عَلَيْهِم في الهَمُولَةِ الرَّاعِيَةِ البسَاطِ الظُّؤارِ في كلِّ خَمْسينَ من الإِبِلِ ناقَةٌ غيرُ ذاتِ عَوارٍ " البسَاط يُروى بالفَتْحِ والضَّمِّ والكَسْرِ أَمَّا بالكَسْرِ فهو جمعُ بِسْطٍ بالكَسْرِ أَيْضاً كما قالَهُ الأّزْهَرِيّ وبالضَّمِّ : جمع بُسْطٍ بالضَّمِّ أَيْضاً كشُهْدٍ وشُهادٍ . وأَمَّا بالفَتْحِ فإِنْ صَحَّتِ الرِّوايَةُ فإِنَّها الأَرْضُ الواسِعَةُ كما تَقَدَّم ويكون المعنى في الهَمُولَةِ : الرَّاعِيَةَ الأَرْضَ الواسِعَة وحينئذٍ تَكُونُُ الطَّاءُ منْصوبةً عَلَى المفعولِ كما في اللّسَان . والمَبْسَطُ كمَقْعَدٍ : المُتَّسِعُ . قالَ رُؤْبَةُ في رِوايَةِ أَبي عَمْرٍو والأَصْمَعِيّ . وقال ابن الأَعْرَابِيّ هو للعَجَّاج وكَذلِكَ حُكْمُ ما أَذْكُره من هذه الأُرْجوزَةِ وإِنْ لم أَذْكُر الاخْتِلافَ :
" وبَلَدٍ يَغْتالُ خَطْوَ المُخْتَطِي
" بغَائلِ الغَوْلِ عَرِيضِ المَبْسَطِ وعُقْبَةٌ باسِطَةٌ : بَيْنَها وبينَ الماءِ لَيْلَتانِ وقال ابنُ السِّكِّيتِ : سِرْنا عُقْبَةً جَواداً وعُقْبَةً باسِطَةً وعُقْبَةً حَجُوناً أَي بعيدَةً طَويلَةً . والباسُوطُ والمَبْسُوطُ من الأَقْتابِ : ضِدُّ المَفْروقِ وهو الَّذي يُفْرَقُ بَيْنَ الحِنْوَيْنِ حتَّى يكونَ بينَهُما قَريبٌ مِنْ ذِراعٍ والجمعُ : مَبَاسيطُ كما يُجْمَعُ المَفْروقُ مَفَاريقَ . وبَسْطَةُ ممنوعاً من الصَّرْفِ ويُصْرَفُ : ع بجَيَّانَ من كُوَرِ الأَندلس نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . قُلْتُ : وإليهِ نُسِبَ أَبو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ عيسى بنِ محمَّدٍ الورَّاقُ البَسْطِيُّ القُرْطُبِيُّ حدَّثَ . تُوفِّيَ سنة 396 . ذَكَرَهُ ابنُ الفَرَضِيِّ . وعبدُ الله ابنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ السَّعْدِيُّ البَسْطِيُّ كَتَبَ عنه محمَّدُ بنُ الزَّكِيِّ المُنْذِرِيُّ من شِعْرِه وهو ضَبَطَه . ورَكِيَّتُهُ قامَةٌ باسِطَةٌ وقامةُ باسِطَةَ مضافَةً غيرَ مُجْراةٍ ؛ كأَنَّهم جَعَلوها مَعْرِفَةً أَي قامةٌ وبَسْطَةٌ كما في العُبَاب . وفي اللّسَان : وقالَ أَبو زَيْدٍ : حفَرَ الرَّجُلُ قامَةً باسِطَةً إِذا حفَرَ مَدَى قامَتِه ومَدَّ يَدِهِ . ومن المَجَازِ : يدُهُ بُسْطٌ بالضَّمِّ وبُسُطٌ بضمَّتين قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : ومِثلُه في الصِّفاتِ . رَوْضَةٌ أُنُفٌ ومِشْيَةٌ سُجُحٌ ثمَّ يُخفَّفُ فيقالُ : بُسْطٌ كعُنْقٍ وأُذْنٍ ويُكسَرُ كالطِّحْنِ والقِطْفِ بمَعْنَى المَطْحونِ والمَقْطوفِ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ أَي مُطْلَقَةٌ مَبْسوطَةٌ كما يُقَالُ : يَدٌ طِلْقٌ . وقيلَ : مَعْنَاهُ مِنْفاقٌ مُنْبَسِطُ الباعِ ومِنْهُ الحديثُ : " يَدَ اللهِ بُسْطَانِ لِمُسِيءِ النَّهارِ حتَّى يَتوبَ بالنَّهارِ ولِمُسيءِ اللَّيْلِ حتَّى يَتوبَ بالنَّهارِ " يُروى بالضَّمِّ وبالكَسْرِ وقُرئَ : " بَلْ يَداهُ بِسْطَانِ " بالكَسْرِ قرأَ به عبدُ الله بنُ مَسْعودٍ وإليه أَشارَ الجَوْهَرِيّ وهكذا رُوِيَ عن الحَكَم . وقُرِئَ بالضَّمِّ حَمْلاً عَلَى أَنَّهُ مصدَرٌ كالغُفْرانِ والرُّضْوانِ ونقلهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وقال : فيكونُ مِثْلَ رَوْضَةٍ أُنُفٍ كما تَقَدَّم قَريباً . وقال : جَعَلَ بَسْطَ اليدِ كِنايةً عن الجُودِ وتَمْثيلاً ولا يَدَ ثَمَّ ولا بَسْطَ تَعَالى اللهُ وتَقَدَّسَ عن ذلكوقالَ الصَّاغَانِيُّ في شرحِ الحَديث الَّذي تَقَدَّم قَريباً : هو كِنايةٌ عن الجُودِ حتَّى قيلَ للمَلِكِ الَّذي تُطْلَقُ عَطاياه بالأَمْرِ والإِشارَةِ : مَبْسوطَ اليَدِ وإِن كانَ لم يُعْطِ منها شيئاً بيدِه ولا بَسَطَها به البَتَّةَ والمعنى : إِنَّ الله جَوادٌ بالغُفْرانِ للمُسيءِ التَّائِبِ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : تَبَسَّطُ في البِلادِ : سارَ فيها طُولاً وعَرْضاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . والبَسْطَةُ بالفَتْحِ : السَّعَة نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً وكذا الصَّاغَانِيُّ وزادَ : والطُّول قالَ : وجمْعه بِسَاطٌ وبالكَسْرِ وبه فسَّرَ قولَ المُتَنَخِّلِ السَّابقَ : من طعامٍ أَو بِساطٍ . قُلْتُ : وقيلَ : معنَى قولِ المُتَنَخِّلِ أَو بِساطٍ : أَي أَلْقاه ضاحِكَ السِّنِّ . وقالَ الأخفشُ : سَمِعْتُ مرَّةً شيخاً عالِماً بشِعْرِ هُذَيْلٍ يَقُولُ : البَسْطَةُ : الدُّهْنُ والمعنى : أَي أَدْهنُهُم وأُطْعِمُهم كذا في شرحِ الدِّيوانِ . وقالَ غيرُ واحِدٍ من العَرَبِ : بَيْنَنا وبَيْنَ الماءِ مِيلٌ بَسَاطٌ أَي مِيلٌ مَتّاحٌ . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : التَّبَسُّط : التَّنَزُّه يُقَالُ : خَرَجَ يَتَبَسَّطُ مأْخوذٌ من البَسَاطِ وهي الأَرْضُ ذاتُ الرَّيَاحينِ . وقيلَ : الأَشْبَهُ في قَوْله تَعَالَى " بَلْ يَداهُ بسْطان " أَنْ تكونَ الباءُ مَفْتوحةً حَمْلاً عَلَى باقِي الصِّفاتِ كالرَّحمن . وبَسَطَ ذِراعَيْه وابْتَسَطَهُما أَي فَرَشَهُمَا . وَقَدْ نُهِيَ عنه في الصَّلاةِ كما جاء في الحديثِ . وفي وصفِ الغَيْثِ : فوقَعَ بَسيطاً مُتَدارِكاً أَي انْبَسَط في الأَرْضِ واتَّسعَ ومُتَدارِكاً أَي مُتَتَابِعاً . والبَسْطَةُ بالفَتْحِ : الزِّيادَةُ . وفُلانٌ بَسيطُ الجسمِ والبَاعِ . وامرأةٌ بَسْطَةٌ : حَسَنَةُ الجِسْم سَهْلَتُه وظَبْيَةٌ بَسْطَةٌ كَذلِكَ . وناقَةٌ بَسُوطُ كصَبورٍ : تُرِكَتْ ووَلَدَها لا يُمْنَعُ منها ولا تُعْطَفُ عَلَى غيره وهي مع ذلك تُرْكَبُ وجمعُه بُسُطُ بالضَّمِّ وقال الأّزْهَرِيّ : ناقَةٌ بَسوطٌ : فَعُولٌ بمَعْنَى مَفْعُولَة أَي مَبْسُوطَةُ كما يُقَالُ : حَلُوبٌ للَّتي تُحْلَبُ ورَكُوبٌ للَّتي تُرْكَب . وقرأَ طَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ : بَلْ يَداهُ بساطان . وأُبْسِطَتِ النَّاقَةُ : تُرِكَتْ مع ولَدِها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ويُجمعُ البِساطُ لما يُفْرَشُ عَلَى بُسُطٍ بالضَّمِّ . والبُسْطَةُ والبُسْطِيُّون بالضَّمِّ : جماعةٌ من المُحَدِّثين نُسِبُوا إِلَى بَيْعِها . وقولُ العامَّة : أَبْسَطَنِي رُباعيًّا غَلَطٌ . وقولهم : البَسْطُ لبعضِ المُسْكِراتِ مُوَلَّدة . وبَسَطَ رِجْلَهُ مَجازُ وكذا تَبَسَّطَ عليهِمُ العَدْلُ وبَسَطَه . ونحنُ في بِسَاطٍ واسِعَةٍ . وانْبَسَطَ إِلَيْه وباسَطَهُ وبينَهُما مُبَاسَطَةٌ . وبَسْطَةُ بالفَتْحِ : قريَةٌ بالشَّرْقِيَّة . وبَسْطويه : قريةٌ أُخْرى بالغَرْبيَّة . وبَسُوطُ كصبُور : أَربعُ قُرًى بمصرَ ذَكَرَ ياقوت منها في المُشْتَرَك ثلاثةً منها : في الدَّقَهْلِيَّة وتعرف ببسوط اتفو وفي الغربيَّة بسوط بهنية وتُعْرَفُ ببُساطِ الأَحْلاف وقريةٌ أُخرى بها تُسمَّى كَذلِكَ وتذكر مع بقليس ؛ وفي السَّمَنُّودِيَّة وتُعرفُ ببُساطِ قروص وهو اسمٌ رومِيٌّ كما نَقَلَهُ السَّخاوِيّ . وقيل : بِساط قروص من الغربيَّة والصَّحيحُ مَا قَدَّْمناه . وإِلى هذه نُسِبَ عالِمُ الدِّيارِ المصرِيَّة الشَّمسُ محمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُثْمانَ بن نعيم ابن مُقَدَّم البُسطاطِيُّ المالِكِيُّ ولد سنة 806 وتوفي سنة 843 وابنُ عمّه العَلَم سليمانُ بنُ خالِدِ بن نعيم وولَدُه الزَّيْنُ عبدُ الغنيِّ بنُ محمَّدٍ ولد سنة 806 أَجازه الوَلِيُّ بالعِراقيّ والحافظُ بنُ حَجَرٍ وولَدُه البَدْرُ محمَّدُ ابن عبدِ الغنيِّ ولد سنة 836 أَجاز له البُرْهان الحَلبيّ وتوفِّي سنة 892 وعمُّه العِزُّ عبد العزيزِ بمُ محمَّدٍ أَخَذَ عن أَبيه ومات سنة 881 وهم بَيْتُ عِلْمٍ وحَديثٍ