" البَطْنُ من الإنسان وسائِر الحيوان : معروفٌ خلاف الظَّهْر ، مذكَّر ، وحكى أَبو عبيدة أَن تأْنيثه لغةٌ ؛ قال ابن بري : شاهدُ التذكير فيه قولُ ميّةَ بنتِ ضِرار : يَطْوي ، إذا ما الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَه ، بَطْناً ، من الزادِ الخبيثِ ، خَميصا وقد ذَكرْنا في ترجمة ظهر في حرف الراء وجهَ الرفع والنصب فيما حكاه سيبويه من قولِ العرب : ضُرِبَ عبدُ الله بَطْنُه وظهرُه ، وضُرِبَ زيدٌ البطنُ والظهرُ . وجمعُ البَطْنِ أَبطُنٌ وبُطُونٌ وبُطْنانٌ ؛ التهذيب : وهي ثلاثةُ أَبْطُنٍ إلى العَشْرِ ، وبُطونٌ كثيرة لِما فوْقَ العَشْرِ ، وتصغيرُ البَطْنِ بُطَيْنٌ . والبِطْنةُ : امتلاءُ البَطْنِ من الطعام ، وهي الأَشَرُ من كَثْرةِ المال أَيضاً . بَطِنَ يَبْطَنُ بَطَناً وبِطْنةً وبَطُنَ وهو بَطينٌ ، وذلك إذا عَظُمَ بطْنُه . ويقال : ثَقُلَتْ عليه البِطْنةُ ، وهي الكِظَّة ، وهي أَن يَمْتلِئَ من الطعام امتلاءً شديداً . ويقال : ليس للبِطْنةِ خيرٌ من خَمْصةٍ تَتْبَعُها ؛ أَراد بالخَمْصَة الجوعَ . ومن أَمثالهم : البِطْنة تُذْهِبُ الفِطْنةَ ؛ ومنه قول الشاعر : يا بَني المُنْذرِ بن عَبْدانَ ، والبِطنةُ ممّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما
ويقال : مات فلانٌ بالبَطَنِ . الجوهري : وبُطِنَ الرجلُ ، على ما لم يسمَّ فاعله ، اشْتَكَى بَطْنَه . وبَطِن ، بالكسر ، يَبْطَن بَطَناً : عَظُم بَطْنُه من الشِّبَعِ ؛ قال القُلاخ : ولم تَضَعْ أَولادَها من البَطَنْ ، ولم تُصِبْه نَعْسَةٌ على غَدَنْ والغَدَنُ : الإسْتِرخاءُ والفَتْرة . وفي الحديث : المَبْطونُ شهيدٌ أَي الذي يموتُ بمَرَض بَطْنه كالاسْتِسْقاء ونحوه ؛ ومنه الحديث : أَنَّ امرأَةً ماتت في بَطَن ، وقيل : أَراد به ههنا النِّفاسَ ، قال : وهو أَظهر لأَن ال بخاريّ ترْجَم عليه باب الصلاة على النُّفَساء . وقوله في الحديث : تَغْدُو خِماصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي ممتَلِئةَ البُطونِ . وفي حديث موسى وشعيبٍ ، على نبيّنا وعليهما الصلاة والسلام ، وعَوْد غَنَمِه : حُفَّلاً بِطاناً ؛ ومنه حديث عليّ ، عليه السلام : أَبِيتُ مِبْطاناً وحَوْلي بُطونٌ غَرْثى ؛ المِبْطان : الكثيرُ الأَكل والعظيمُ البطنِ . وفي صفة علي ، عليه السلام : البَطِينُ الأَنْزَعُ أَي العظيمُ البطْنِ . ورجلٌ بَطِنٌ : لا هَمَّ له إلاَّ بَطْنُه ، وقيل : هو الرَّغيب الذي لا تَنْتَهِي نفسُه من الأَكل ، وقيل : هو الذي لا يَزَالُ عظيمَ البَطْنِ من كثرةِ الأَكل ، وقالوا : كِيسٌ بَطينٌ أَي مَلآنُ ، على المَثَل ؛
أَنشد ثعلبٌ لبعض اللُّصوص : فأَصْدَرْتُ منها عَيْبةً ذاتَ حُلَّةٍ ، وكِيسُ أَبي الجارُودِ غَيْرُ بَطينِ ورجل مِبْطانٌ : كثيرُ الأَكل لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه ، وبَطينٌ : عظيمُ البَطْنِ ، ومُبَطَّنٌ : ضامِر البَطْنِ خَميصُه ، قال : وهذا على السَّلْب كأَنه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه ، والأُنثى مُبَطَّنةٌ ، ومَبْطونٌ : يَشْتَكي بَطْنَه ؛ قال ذو الرمة : رَخِيمات الكلامِ مُبَطَّنات ، جَواعِل في البُرَى قَصَباً خِدالا ومن أَمثالهم : الذئب يُغْبَط بِذي بَطْنه ؛ قال أَبو عبيد : وذلك أَنه لا يُظَنُّ به أَبداً الجوع إنما يُظَنّ به البِطْنةُ لِعَدْوِه على الناس والماشِيَةِ ، ولعلَّه يكونُ مَجْهوداً من الجوع ؛
وأَنشد : ومَنْ يَسْكُنِ البَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحالُه ، ويُغْبَطُ ما في بَطْنه وهْو جائعُ وفي صفة عيسى ، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام : فإذا رجُل مُبَطَّنٌ مثلُ السَّيف ؛ المُبَطَّنُ : الضامِرُ البَطْن ، ويقال للذي لا يَزالُ ضَخْمَ البطنِ من كثرة الأَكل مِبْطانٌ ، فإذا ، قالوا رَجُلٌ مُبَطَّنٌ فمعناه أَنه خَميص البَطْن ؛ قال مُتمّم بن نُوَيرة : فَتىً غَيْرَ مِبْطانِ العَشِيَّةِ أَرْوعا ومن أَمثال العرب التي تُضْرَب للأَمر إذا اشتدّ : التَقَتْ حَلْقَتا البِطانِ ، وأَما قول الراعي يصف إبلاً وحالبها : إذا سُرِّحَتْ من مَبْرَكٍ نامَ خلفَها ، بمَيْثاءَ ، مِبْطان الضُّحى غير أَرْوعا مِبْطانُ الضُّحى : يعني راعياً يُبادِر الصَّبوح فيشرَبُ حتى يَميلَ من اللَّبَن . والبَطينُ : الذي لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه . والمَبْطُونُ : العَليل البَطْنِ . والمِبْطانُ : الذي لا يزالُ ضخْمَ البطنِ . والبَطَنُ : داءُ البَطْن . ويقال : بَطَنَه الداءُ وهو يَبْطُنُه ، إذا دَخَله ، بُطوناً . ورجل مَبْطونٌ : يَشْتَكي بَطْنَه . وفي حديث عطاء : بَطَنتْ بك الحُمَّى أَي أَثَّرَت في باطنك . يقال : بَطَنَه الداءُ يبطُنه . وفي الحديث : رجل ارْتَبَطَ فرَساً لِيَسْتبْطِنَها أَي يَطْلُبَ ما في بطنها من النِّتاج . وبَطَنَه يبْطُنُه بَطْناً وبَطَنَ له ، كِلاهما : ضرَب بَطْنَه . وضرَب فلانٌ البعيرَ فبَطَنَ له إذا ضرَب له تحت البَطْن ؛ قال الشاعر : إذا ضرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْ ، تحتَ قُصَيْراهُ ودُون الجُلَّهْ ، فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَيرٌ لَهْ أَراد فابطُنْه فزاد لاماً ، وقيل : بَطَنَه وبَطَن له مثل شَكَره وشَكَرَ له ونصَحَه ونصحَ له ، قال ابن بري : وإنما أَسكن النون للإدغام في اللام ؛ يقول : إذا ضربت بعيراً مُوقَراً بحِمْله فاضْرِبْه في موضع لا يَضُرُّ به الضربُ ، فإنّ ضرْبَه في ذلك الموضع من بطْنه خير له من غيره . وأَلقَى الرجلُ ذا بَطْنه : كناية عن الرَّجيع . وأَلْقَت الدَّجاجةُ ذا بَطْنِها : يعني مَزْقَها إذا باضت . ونثرَت المرأَةُ بَطْنَها ولداً : كَثُر ولدُها . وأَلقت المرأَةُ ذا بطنِها أَي وَلَدَت . وفي حديث القاسم بن أَبي بَرَّةَ : أَمَرَ بعشَرَةٍ من الطَّهارة : الخِتانِ والاستِحدادِ وغَسْلِ البَطِنةِ ونَتْفِ الإبْطِ وتقليم الأَظفار وقصِّ الشارب والاستِنْثار ؛ قال بعضهم : البَطِنة هي الدبُر ، هكذا رواها بَطِنة ، بفتح الباء وكسر الطاء ؛ قال شمر : والانتِضاحُ (* قوله « والانتضاح » هكذا بدون ذكره في الحديث ). الاسْتِنجاءُ بالماء . والبَطْنُ : دون القبيلة ، وقيل : هو دون الفَخِذِ وفوق العِمارة ، مُذَكَّر ، والجمع أَبْطُنٌ وبُطُونٌ . وفي حديث علي ، عليه السلام : كَتَب على كلِّ بطْنٍ عُقولَه ؛ قال : البَطْنُ ما دون القبيلة وفوق الفخِذ ، أَي كَتَب عليهم ما تَغْرَمُه العاقلة من الدِّيات فبَيَّن ما على كل قوم منها ؛ فأَما قوله : وإنَّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبْطُنٍ ، وأَنتَ بريءٌ من قبَائِلِها العَشْر فإنه أَنّث على معنى القبيلة وأَبانَ ذلك بقوله من قبائلها العشر . وفرسٌ مُبَطَّنٌ : أَبيضُ البَطْنِ والظهر كالثوب المُبطَّن ولَوْنُ سائرِه ما كان . والبَطْنُ من كل شيء : جَوْفُه ، والجمع كالجمع . وفي صفة القرآن العزيز : لكل آية منها ظَهْرٌ وبطْن ؛ أَراد بالظَّهْرِ ما ظَهَرَ بيانُه ، وبالبَطْن ما احتيج إلى تفسيره كالباطِن خلاف الظاهر ، والجمع بَواطِنُ ؛
وقوله : وسُفْعاً ضِياهُنَّ الوَقودُ فأَصْبَحَت ظواهِرُها سُوداً ، وباطِنُها حُمْرا أَراد : وبواطِنُها حُمْراً فوَضع الواحدَ موضعَ الجمع ، ولذلك استَجاز أَن يقول حُمْراً ، وقد بَطُنَ يَبْطُنُ . والباطِنُ : من أَسماء الله عز وجل . وفي التنزيل العزيز : هو الأَوّلُ والآخِرُ والظاهر والباطن ؛ وتأْويلُه ما روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في تَمْجيد الربّ : اللهمّ أَنتَ الظاهِر فليس فوقَك شيءٌ ، وأَنت الباطِنُ فليس دونَك شيء ، وقيل : معناه أَنه علِمَ السرائرَ والخفيَّاتِ كما علم كلَّ ما هو ظاهرُ الخَلْقِ ، وقيل : الباطِن هو المُحْتَجِب عن أَبصار الخلائِق وأَوْهامِهم فلا يُدرِكُه بَصَر ولا يُحيطُ به وَهْم ، وقيل : هو العالمُ بكلِّ ما بَطَن . يقال : بَطَنْتُ الأَمرَ إذا عَرَفتَ باطنَه . وقوله تعالى : وذَرُوا ظاهرَ الإثْمِ وباطِنَه ؛ فسره ثعلب فقال : ظاهرُه المُخالَّة وباطنُه الزِّنا ، وهو مذكور في موضعه . والباطِنةُ : خلافُ الظاهرة . والبِطانةُ : خلافُ الظِّهارة . وبِطانةُ الرجل : خاصَّتُه ، وفي الصحاح : بِطانةُ الرجل وَليجتُه . وأَبْطَنَه : اتَّخَذَه بِطانةً . وأَبْطَنْتُ الرجلَ إذا جَعَلْتَه من خَواصِّك . وفي الحديث : ما بَعَثَ الله من نبيّ ولا استَخْلَفَ من خليفة إلا كانت له بِطانتانِ ؛ بِطانةُ الرجل : صاحبُ سِرِّه وداخِلةُ أَمره الذي يُشاوِرُه في أَحواله . وقوله في حديث الاستسقاء : وجاء أَهلُ البِطانةِ يَضِجُّون ؛ البِطانةُ : الخارجُ من المدينة . والنَّعْمة الباطنةُ : الخاصَّةُ ، والظاهرةُ : العامَّةُ . ويقال : بَطْنُ الراحهِ وظَهْرُ الكَفّ . ويقال : باطنُ الإبْط ، ولا يقال بطْن الإبْط . وباطِنُ الخُفّ : الذي تَليه الرجْلُ . وفي حديث النَّخَعي : أَنه كان يُبَطِّنُ لِحْيتَه ويأْخُذُ من جَوانِبها ؛ قال شمر : معنى يُبَطِّن لحيتَه أَي يأْخذ الشَّعَر من تحت الحَنَك والذَّقَنِ ، والله أَعلم . وأَفْرَشَني ظَهْر أَمرِه وبَطْنَه أَي سِرَّه وعلانِيَتَه ، وبَطَنَ خبرَه يَبْطُنُه ، وأَفرَشَني بَطْنَ أَمره وظَهْرَه ، ووَقَف على دَخْلَته . وبَطَن فلانٌ بفلان يَبْطُنُ به بُطوناً وبطانة إذا كان خاصّاً به داخلاًفي أَمره ، وقيل : بَطَنَ به دخل في أَمره . وبَطَنتُ بفلان : صِرْتُ من خواصِّه . وإنَّ فلاناً لذو بِطانة بفلان أَي ذو علمٍ بداخلةِ أَمره . ويقال : أَنتَ أَبْطنْتَ فلاناً دوني أَي جَعلْتَه أَخَصَّ بك مني ، وهو مُبَطَّنٌ إذا أَدخَله في أَمره وخُصَّ به دون غيره وصار من أَهل دَخْلَتِه . وفي التنزيل العزيز : يا أَيها الذين آمنوا لا تَتَّخِذُوا بِطانةً من دونكم ؛ قال الزجاج : البِطانة الدُّخَلاء الذين يُنْبَسط إليهم ويُسْتَبْطَنونَ ؛
يقال : فلان بِطانةٌ لفلان أَي مُداخِلٌ له مُؤانِس ، والمعنى أَن المؤمنين نُهوا أَن يَتَّخِذوا المنافقين خاصَّتَهم وأَن يُفْضُوا إليهم أَسرارَهم . ويقال : أَنت أَبْطَنُ بهذا الأَمر أَي أَخبَرُ بباطِنِه . وتبَطَّنْت الأَمرَ : عَلِمت باطنَه . وبَطَنْت الوادي : دَخَلْته . وبَطَنْت هذا الأَمرَ : عَرَفْت باطنَه ، ومنه الباطِن في صفة الله عز وجل . والبطانةُ : السريرةُ . وباطِنةُ الكُورة : وَسَطُها ، وظاهرتُها : ما تنَحَّى منها . والباطنةُ من البَصْرةِ والكوفة : مُجْتَمَعُ الدُّور والأَسواقِ في قَصَبتها ، والضاحيةُ : ما تنَحَّى عن المساكن وكان بارزاً . وبَطْنُ الأَرض وباطنُها : ما غَمَض منها واطمأَنّ . والبَطْنُ من الأَرض : الغامضُ الداخلُ ، والجمعُ القليل أَبْطِنةٌ ، نادرٌ ، والكثير بُطْنان ؛ وقال أَبو حنيفة : البُطْنانُ من الأَرض واحدٌ كالبَطْن . وأَتى فلانٌ الوادي فتَبَطَّنه أَي دخل بطنَه . ابن شميل : بُطْنانُ الأَرض ما تَوَطَّأَ في بطون الأَرض سَهْلِها وحَزْنها ورياضها ، وهي قَرار الماء ومستَنْقَعُه ، وهي البواطنُ والبُطون . ويقال : أَخذ فلانٌ باطناً من الأَرض وهي أَبطأُ جفوفاً من غيرها . وتبطَّنْتُ الوادي : دخلْت بطْنه وجَوَّلْت فيه . وبُطْنانُ الجنة : وسَطُها . وفي الحديث : ينادي مُنادٍ من بُطْنانُ العرش أَي من وسَطه ، وقيل : من أَصله ، وقيل : البُطْنان جمع بطن ، وهو الغامض من الأَرض ، يريد من دواخل العرش ؛ ومنه كلام علي ، عليه السلام ، في الاستسقاء : تَرْوَى به القِيعانُ وتسيل به البُطْنان . والبُطْنُ : مسايلُ الماء في الغَلْظ ، واحدها باطنٌ ؛ وقول مُلَيْح : مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيسُ من بَطِناتِه نَوىً ، مثل أَنْواءِ الرَّضيخِ المُفَلَّق ، قال : بَطِناتُه مَحاجُّه . والبَطْنُ : الجانب الطويلُ من الريش ، والجمع بُطْنانٌ مثل ظَهْرٍ وظُهْرانٍ وعَبْدٍ وعُبْدانٍ . والبَطْنُ : الشِّقُّ الأَطولُ من الريشة ، وجمعها بُطْنان . والبُطْنانُ أَيضاً من الريش : ما كان بطنُ القُذَّة منه يَلي بطنَ الأُخرى ، وقيل : البُطْنانُ ما كان من تحت العَسيب ، وظُهْرانُه ما كان فوق العسيب ؛ وقال أَبو حنيفة : البُطْنانُ من الريش الذي يَلي الأَرضَ إذا وقَع الطائرُ أَو سَفَعَ شيئاً أَو جَثَمَ على بَيْضه أَو فِراخه ، والظُّهارُ والظُّهْرانُ ما جُعِلَ من ظَهر عَسيب الريشة . ويقال : راشَ سهمَه بظُهْرانٍ ولم يَرِشْه ببُطْنانٍ ، لأَنَّ ظُهْرانَ الريش أَوفَى وأَتَمُّ ، وبُطْنانُ الريش قِصار ، وواحدُ البُطْنانِ بَطْنٌ ، وواحدُ الظُّهْرانِ ظَهْرٌ ، والعَسِيبُ قَضيبُ الريش في وسَطِه . وأَبْطَن الرجل كَشْحَه سَيفَه ولسيفه : جعله بطانتَه . وأَبطنَ السيفَ كشْحَه إذا جعله تحت خَصْره . وبطَّنَ ثوبَه بثوبٍ آخر : جعله تحته . وبِطانةُ الثوب : خلافُ ظِهارته . وبطَّنَ فلان ثوبه تبطيناً : جعل له بطانةً ، ولِحافٌ مَبْطُونٌ ومُبَطَّن ، وهي البِطانة والظِّهارة . قال الله عز وجل : بَطائنُها من إسْتَبْرقٍ . وقال الفراء في قوله تعالى : مُتَّكِئِين على فُرُشٍ بَطائنُها من إستبرقٍ ؛ قال : قد تكونُ البِطانةُ ظِهارةً والظهارةُ بطانةً ، وذلك أَن كلَّ واحدٍ منها قد يكونُ وجهاً ، قال : وقد تقول العربُ هذا ظهرُ السماء وهذا بطنُ السماء لظاهرها الذي تراه . وقال غير الفراء : البِطانةُ ما بطَنَ من الثوب وكان من شأْن الناس إخْفاؤه ، والظهارة ما ظَهَرَ وكان من شأْن الناس إبداؤه . قال : وإنما يجوز ما ، قال الفراء في ذي الوجهين المتساويين إذا وَلِيَ كلُّ واحد منهما قوْماً ، كحائطٍ يلي أَحد صَفْحَيْه قوماً ، والصَّفْحُ الآخرُ قوماً آخرين ، فكلُّ وجهٍ من الحائط ظَهْرٌ لمن يليه ، وكلُّ واحدٍ من الوجهين ظَهْر وبَطْن ، وكذلك وجْها الجبل وما شاكلَه ، فأَما الثوبُ فلا يجوز أَن تكونَ بطانتُه ظهارةً ولا ظِهارتُه بِطانةً ، ويجوز أَن يُجْعَل ما يَلينا من وجه السماء والكواكِب ظهْراً وبطْناً ، وكذلك ما يَلينا من سُقوف البيت . أَبو عبيدة : في باطِن وظِيفَيِ الفرس أَبْطَنانِ ، وهما عِرْقان اسْتَبْطَنا الذِّراعَ حتى انغَمَسا في عَصَب الوَظيف . الجوهري : الأَبْطَنُ في ذِراع الفرسِ عِرْق في باطنها ، وهما أَبْطَنانِ . والأبْطَنانِ : عِرْقان مُسْتَبْطِنا بَواطِن وظِيفَي الذراعَينِ حتى يَنْغَمِسا في الكَفَّين . والبِطانُ : الحزامُ الذي يَلي البَطْنَ . والبِطانُ : حِزامُ الرَّحْل والقَتَب ، وقيل : هو للبعير كالحِزام للدابة ، والجمع أَبطِنةٌ وبُطُن . وبَطَنَه يَبْطُنُه وأَبْطَنَه : شَدَّ بِطانه . قال ابن الأَعرابي وحده : أَبْطَنْتُ البعير ولا يقال بَطَنْتُه ، بغير أَلف ؛ قال ذو الرمة يصف الظليم : أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإبْطانَ حادجُه ، بالأَمسِ ، فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ شَبَّه الظَّليمَ بجَمَل أَضْعَفَ حادِجُهُ شَدَّ بِطانِه فاسترْخَى ؛ فشبَّه استِرْخاء (* قوله « فشبه استرخاء إلخ » كذا بالأصل والتهذيب أيضاً ، ولعلها مقلوبة ، والأصل : فشبه استرخاء جناحي الظليم باسترخاء عكميه ). عِكْمَيْه باسترخاء جَناحَيِ الظَّليم ، وقد أَنكر أَبو الهيثم بَطَنْت ، وقال : لا يجوز إلا أَبْطَنت ، واحتجَّ ببيت ذي الرمة . قال الأَزهري : وبَطَنْتُ لغةٌ أَيضاً . والبِطانُ للقَتَب خاصة ، وجمعه أَبْطِنة ، والحزامُ للسَّرْج . ابن شميل : يقال أَبْطَنَ حِمْلَ البعيرِ وواضَعَه حتى يتَّضِع أَي حتى يَسْترْخي على بَطْنه ويتمكن الحِمْل منه . الجوهري : البِطانُ للقَتَب الحزامُ الذي يجعل تحت بطن البعير . يقال : التَقَتْ حَلْقَتا البطان للأَمر إذا اشتدَّ ، وهو بمنزلة التَّصدير للرحْل ، يقال منه : أَبْطَنْتُ البعيرَ إِبْطاناً إذا شَدَدْتَ بِطانَه . وإنه لعريضُ البِطانِ أَي رَخِيُّ البالِ . وقال أَبو عبيد في باب البخيل ، يموتُ ومالُه وافِرٌ لم يُنْفق منه شيئاً : مات فلانٌ بِبِطْنَتِه لم يتَغَضْغَضْ منها شيء ، ومثله : مات فلانٌ وهو عريضُ البِطانِ أَي مالُه جَمٌّ لم يَذهَبْ منه شيءٌ ؛ قال أَبو عبيد : ويُضْرَب هذا المثلُ في أَمر الدِّين أَي خرَجَ من الدنيا سليماً لم يَثْلِمْ دينَه شيءٌ ، قال ذلك عمرو ابنُ العاص في عبد الرحمن بن عَوف لما مات : هنيئاً لك خرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ لم يتَغَضْغَضْ منها شيء ؛ ضرَبَ البطْنةَ مثلاً في أَمر الدين ، وتغضْغَضَ الماءُ : نَقَصَ ، قال : وقد يكون ذمَّاً ولم يُرِدْ به هنا إلاْ المَدْحَ . ورجل بَطِنٌ : كثيرُ المال . والبَطِنُ : الأَشِرُ . والبِطْنةُ : الأَشَرُ . وفي المَثَل : البِطْنةُ تُذْهِبُ الفِطْنةَ ، وقد بَطِنَ . وشأْوٌ بَطِينٌ : واسعٌ . والبَطين : البعيد ، يقال : شأْوٌ بطين أَي بعيد ؛
وأَنشد : وبَصْبَصْنَ ، بين أَداني الغَضَا وبين عُنَيْزةَ ، شأْواً بَطِيناً ، قال : وفي حديث سليمان بن صُرَد : الشَّوْطُ بَطِينٌ أَي بعيد . وتبطَّن الرجلُ جاريتَه إذا باشَرها ولمَسَها ، وقيل : تبطَّنها إذا أَوْلَج ذكرَه فيها ؛ قال امرؤُ القيس : كأَنِّي لم أَرْكَبْ جَواداً لِلَذَّةٍ ، ولم أَتَبطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِ وقال شمر : تبطَّنها إذا باشَرَ بطنُه بطنَها في قوله : إذا أَخُو لذَّةِ الدنيا تبطَّنها
ويقال : اسْتَبْطَن الفحلُ الشَّوْلَ إذا ضربَها فلُقحَت كلُّها كأَنه أَوْدع نطفتَه بطونها ؛ ومنه قول الكميت : فلما رأَى الجَوْزاءَ أَولُ صابِحٍ ، وصَرَّتَها في الفجر كالكاعِب الفُضُلْ ، وخَبَّ السَّفا ، واسْتبطن الفحلُ ، والتقتْ بأَمْعَزِها بُقْعُ الجَنادِبِ تَرْتَكِلْ صرَّتُها : جماعة كواكبها ، والجَنادِب ترتَكِل من شدة الرَّمْضاء . وقال عمرو بن بَحْر : ليس من حَيَوانٍ يتبطَّنُ طَروقتَه غيرُ الإنسان والتمساح ، ، قال : والبهائم تأْتي إناثها من ورائها ، والطيرُ تُلْزِق الدُّبُرَ بالدبر ، قال أَبو منصور : وقول ذي الرمة تبطَّنَها أَي علا بطْنَها ليُجامِعَها . واسْتبطنْتُ الشيءَ وتبَطَّنْتُ الكلأَ : جَوَّلتُ فيه . وابْتَطنْتُ الناقةَ عشرةَ أَبطن أَي نَتجْتُها عشرَ مرات . ورجل بَطِين الكُرْز إذا كان يَخبَأُ زادَه في السفر ويأْكل زادَ صاحبه ؛ وقال رؤبة يذم رجلاً : أَو كُرَّزٌ يمشي بَطينَ الكُرْزِ والبُطَيْن : نجم من نجوم السماء من منازل القمر بين الشرَطَيْن والثُّرَيَّا ، جاء مصغَّراً عن العرب ، وهو ثلاثةُ كواكبَ صغار مستوية التثليث كأَنها أَثافي ، وهو بطن الحمَل ، وصُغِّر لأَن الحمَل نجومٌ كثيرة على صورة الحَمَل ، والشرَطان قَرْناه ، والبُطَيْن بَطنُه ، والثريا أَليتُه ، والعرب تزعُم أَن البُطَين لا نَوْء له إلا الريحُ . والبَطينُ : فرس معروف من خيل العرب ، وكذلك البِطان ، وهو ابن البَطين (* قوله « وهو ابن البطين » عبارة القاموس : وهو أبو البطين ). والبَطين : رجل من الخَوارج . والبُطَين الحِمْضيّ : من شُعَرائهم . "
بطط(المعجم لسان العرب)
" بَطّ الجُرْحَ وغيره يَبُطُّه بَطّاً وبَجَّه بَجّاً إِذا شقَّه . والمِبَطّةُ : المِبْضَعُ . وبَطَطْتُ القرْحةَ : شَقَقْتها . وفي الحديث : أَنه دخل على رجلٍ به ورم فما بَرِحَ حتى بُطَّ ؛ البَطُّ : شقّ الدُّمّل والخُراجِ ونحوهما . والبَطّةُ الدَّبّةُ ، مكية ، وقيل : هي إِناء كالقارُورةِ . وفي حديث عمر بن عبد العزيز : أَنه أَتى بَطّةً فيها زيت فصبّه في السّراج ؛ البطّة : الدَّبّةُ بلغة أَهل مكة لأَنها تُعمل على شكل البطّة من الحيوان . والبَطُّ : الإِوَزُّ ، واحدته بطّة . يقال : بطّةٌ أُنثى وبَطّةٌ ذكر ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء ، أَعجمي معرّب ، وهو عند العرب الإِوَزُّ صِغارُه وكباره جميعاً ؛ قال ابن جني : سميت بذلك حكاية لأَصواتها . وزيدُ بَطّة : لقب . قال سيبويه : إِذا لقّبْت مفرداً بمفرد أَّضفته إِلى اللقَب ، وذلك قولك هذا قَيْسُ بطّةَ ، جعلت بطة معرفة لأَنك أَردت المعرفة التي أَردتها إِذا قلت هذا سعيد ، فلو نونت بطةَ صار سعيد نكرة ومعرفة بالمضاف إِليه ، فيصير بطة ههنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ثم أُضيف إِليه . وقالوا : هذا عبد اللّه بطةُ يا فتى ، فجعلوا بطة تابعاً للمضاف الأَوّل ؛ قال سيبويه : فإِذا لقبت مضافاً بمفرد جرى أَحدهما على الآخر كالوصف ، وذلك قولك هذا عبد اللّه بطة يا فتى . والبَطُّ : من طير الماء ، الواحدة بطة ، وليست الهاء للتأْنيث وإِنما هي لواحد الجنس ، تقول : هذه بطة للذكر والأُنثى جميعاً مثل حمامة ودجاجة . والبَطْبَطةُ : صوت البط . والبَطِيطُ : العَجب والكَذِبُ ؛ يقال : جاء بأَمْر بَطِيطٍ أَي عجيب ؛ قال الشاعر : أَلَمّا تَعْجَبي وتَرَيْ بَطِيطاً ، من اللاَّئينَ في الحِقَبِ الخَوالي ولا يقال منه فعَل ؛
وأَنشد ابن بري : سَمَتْ للعِراقَيْنِ في سَوْمِها ، فَلاقَى العِراقانِ منها البَطِيطا وقال آخر : أَلم تَتَعَجَّبي وتَرَيْ بَطِيطاً ، من الحِقَبِ المُلَوَّنةِ العنُونا (* قوله « الملونة العنونا » هكذا هو في الأَصل .) ابن الأَعرابي : البُطُطُ الأَعاجيبُ ، والبُطُطُ الأَجْواعُ ، والبُطُطُ الكَذِبُ ، والبُطُطُ الحَمْقَى . والبَطِيط : رأْس الخُفّ ، عِراقِيّة ، وقال كراع : البَطِيطُ عند العامة خُفٌّ مقطوع ، قدَمٌ بغير ساقٍ ؛ وقول الأَعرابية : إِنَّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط ، كأَثَرِ الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائِط (* قوله « الغائط » هو بالأَصل هنا ، وفيما سيأْتي في مادة حطط بالغين المعجمة ، والذي في شرح القاموس هنا بالحاء المهملة .؟
قال ابن سيده : أَرى بُطائطاً إِتباعاً لحُطائط ، قال : وهذا البيت أَنشده ابن جني في الإِقْواء ، ولو سكن فقال بطائط وتَنكَّب الإِقواء لكان أَحسن . ونهر بَطّ : معروف ؛
قال : لم أَرَ كاليَوْمِ ، ولا مُذْقَطِّ ، أَطْوَلَ من ليْلٍ بنَهْر بَطِّ أَبيت بين خلَّتي مُشْتطِّ ، من البَعُوضِ ومن التَّغَطِّي "
بطأ(المعجم لسان العرب)
" البُطْءُ والإِبْطاءُ : نَقِيضُ الإِسْراع . تقول منه : بَطُؤَ مَجِيئُك وبَطُؤَ في مَشْيِه يَبْطُؤُ بُطْأً وبِطاءً ، وأَبْطَأَ ، وتَباطأَ ، وهو بَطِيءٌ ، ولا تقل : أَبْطَيْتُ ، والجمع بِطاءٌ ؛ قال زهير : ( أي يمدح هرم بن سنان المرّي وقبله : يطعنهم ما ارتموا حتى إِذا طعنوا * ضارب حتى إِذا ما ضاربوا اعتنقا ) فَضْلَ الجِيادِ على الخَيل البِطاءِ ، فلا * يُــعْطِي بذلـك مَمْنُونـاً ولا نَزِقـــا ومنه الإِبْطاءُ والتَّباطُؤُ . وقد اسْتَبْطَأَ وأَبْطَأَ الرجُلُ : إِذا كانت دَوابُّه بطاءً ، وكذلك أَبْطأً القومُ : إِذا كانت دوابهم بِطاءً . وفي الحديث : مَنْ بَطَّأَ به عملُه لم يَنْفَعْه نَسَبُه أَي مَنْ أَخَّرَه عملُه السَّيِّءُ أَو تَفْريطُه في العمل الصالحِ لم يَنْفَعْه في الآخرةِ شَرَفُ النَّسبِ . وأَبْطأَ عليه الأَمْرُ : تَأَخَّرَ . وبَطَّأَ عليه بالأَمْرِ وأَبْطَأَ به ، كِلاهما : أَخَّرَهُ . وبَطَّأَ فلان بفلان : إِذا ثَبَّطَه عن أَمرٍ عَزَمَ عليه . وما أَبْطَأَ بك وبَطَّأَ بك عنا ، بمعنىً ، أَي ما أَبْطَأَ . ( كذا بياض بالنسخ وأصل العبارة للصحاح بدون تفسير .) . وتَباطأَ الرَّجُل في مَسِيرهِ . وقول لبيد : وهُمُ العشِيرةُ أَنْ يُبَطّئَ حاسِدٌ ، * أَوْ أَنْ يَلُومَ ، مع العِدا ، لُوّامها فسرهُ ابن الأَعرابي فقال : يعني أَن يَحُثّ العدوّ على مَساوِيهم ، كأَنّ هذا الحاسِد لم يَقْنع بعيبه لهؤلاء حتى حث . وبُطْآنَ ما يكون ذلك وبَطْآنَ أَي بَطُؤَ ، جعلوه اسماً للفعل كَسُرْعانَ . وبُطْآنَ ذا خُروجاً : أَي بَطُؤَ ذا خروجاً ، جُعِلت الفتحةُ التي في بَطُؤَ على نون بُطْآنَ حين أَدَّتْ عنه ليكون عَلَمَاً لها ، ونُقلت ضمة الطاء إِلى الباء . وإنما صح فيه النَّقْلُ لأَن معناه التعجب : أَي ما أَبْطَأَه . الليث : وباطِئةُ اسم مجهولٌ أَصلُه . قال أَبو منصور : الباطِئةُ : الناجود . قال : ولا أَدري أَمُعَرَّبٌ أَم عربي ، وهو الذي يُجعل فيه الشرابُ ، وجمعه البَواطِئ ، وقد جاء ذلك في أَشعارِهم . "