وصف و معنى و تعريف كلمة بعصيك:


بعصيك: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ باء (ب) و تنتهي بـ كاف (ك) و تحتوي على باء (ب) و عين (ع) و صاد (ص) و ياء (ي) و كاف (ك) .




معنى و شرح بعصيك في معاجم اللغة العربية:



بعصيك

جذر [بعص]

  1. بَعَصَ: (فعل)
    • بَعَصَ بَعْصًا
    • بَعَصَ الشيءُ: اضْطَرَب
  2. بَعْص: (اسم)
    • بَعْص : مصدر بَعَصَ
  3. عيص : (اسم)
    • الجمع : أعياصٌ ، و عِياصٌ
    • العِيصُ : مَنبِتُ خِيارِ الشجَرِ
    • العِيصُ :الشجرُ الكثيرُ الملْتَفُّ
    • العِيصُ :الأصلُ
    • عِيصُكَ مِنْكَ وإنْ كان أَشِبًا: أَي أصلُك مِنكَ وإن كان ذا شَوْكٍ
  4. عَصِيّ : (اسم)
    • عَصِيّ : فاعل من عَصَى


  5. عَصْي : (اسم)
    • عَصْي : مصدر عَصَى
  6. عَصيَ : (فعل)
    • عَصِيتُ، أَعْصَى، اِعْصَ، مصدر عَصاً
    • عَصِيَ بِالعَصَا : أَخَذَهَا وَلَعِبَ بِهَا
    • عَصِيَ بِسَيْفِهِ : ضَرَبَ بِهِ كَمَا يَضْرِبُ بِالعَصَا
  7. عَصيّ : (اسم)
    • صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عصَى
    • وَلَدٌ عَصِيٌّ : عَاصٍ
    • عَصِيٌّ فِي مُعَامَلَتِهِ : شَدِيدُ البَأْسِ
  8. عِصِيّ : (اسم)
    • عِصِيّ : جمع عَصا
  9. عاص : (اسم)
    • الجمع : عاصون و عُصاة
    • عَاصٍ، الْعَاصِيٌ
    • اسم فاعل من عصَى
    • كَانَ عَاصِياً لأَوَامِرِ رَئِيسِهِ : خَارِجاً عَنْ طَاعَتِهِ، يُخَالِفُ أَوَامِرَهُ، يُعَانِدُهُ
  10. عاصٍ : (اسم)


    • عاصٍ : فاعل من عَصَى
  11. عاصَ : (فعل)
    • عاصَ يَعاص ، عَصْ ،مصدر عَوَصٌ، عِيَاصٌ ، فهو عَوِيص
    • عَاصَتِ الْمُشْكِلَةُ : اِمْتَنَعَ حَلُّهَا، خَفِيَ
    • عاصَ الأمرُ: صعُب، اشتدّ وامتنع
    • عاص الكلامُ: صَعُبَ فهمُه، خفِي معناه
,
  1. بَعَص
    • بعص - يبعص بعصا
      1- بعص الشيء : اضطرب. 2- بعص بدنه : نحف.

    المعجم: الرائد

  2. بعص
    • "البَعْصُ والتَّبَعُّصُ: الاضطرابُ.
      وتَبَعْصَصَت الحيةُ: ضُرِبَتْ فَلَوَتْ ذَنَبها.
      والبُعْصُوصُ والبَعَصُوصُ: الضَّئِيلُ الجسمِ.
      والبَعْصُ: نَحافةُ البدَن ودِقّتُه، وأَصله دُودةٌ يقال لها البُعْصُوصةُ: دُوَيْبّة صغيرة كالوزَغةِ لها بَريقٌ من بياضها.
      قال: وسَبُّ الجواري: يا بُعْصوصةُ كُفِّي ويا وجهَ الكُتَع.
      ويقال للصبي الصغير والصبيَّة الصغيرة: بُعْصُوصةٌ لصِغَر خَلْقِه وضَعْفِه.
      والبُعْصُوص من الإِنسان: العظْمُ الصغيرُ الذي بين أَلْيتيه.
      قال يعقوب: يقال للحيّة إِذا قُتِلَتْ فَتَلوّتْ: قد تَبَعْصَصَت وهي تَبَعْصَصُ؛ قال العجاج يصف ناقته: كأَنّ تَحْتي حيّةً تَبَعْصَص؟

      ‏قال ابن الأَعرابي: يقال للجُوَيْرية الضاوِيةِ البُعْصُوصة والعِنْفِصُ والبَطِيطة والحَطِيطةُ.
      "

    المعجم: لسان العرب

  3. بَعْصُ


    • ـ بَعْصُ: نَحافَةُ البَدَنِ، والاضْطِرَابُ.
      ـ بُعْصُوصُ وبَعَصُوصُ: الضَّئيلُ، وعَظْمُ الوَرِكِ،
      ـ بُعْصُوصَةُ وبَعَصُوصَةُ: دُوَيبَّةٌ صغيرَةٌ بَيْضاءُ لها بَرِيقٌ.
      ـ تَبَعْصَصَ: اضْطَرَبَ، كتَبَعَّصَ،
      ـ تَبَعْصَصَتِ الحَيَّةُ: قُتِلَتْ فَتَلَوَّتْ.

    المعجم: القاموس المحيط

  4. بَعَصَ
    • بَعَصَ الشيءُ بَعَصَ َ بَعْصًا: اضْطَرَب.

    المعجم: المعجم الوسيط

,
  1. بَعْصُ
    • ـ بَعْصُ : نَحافَةُ البَدَنِ ، والاضْطِرَابُ .
      ـ بُعْصُوصُ وبَعَصُوصُ : الضَّئيلُ ، وعَظْمُ الوَرِكِ ،
      ـ بُعْصُوصَةُ وبَعَصُوصَةُ : دُوَيبَّةٌ صغيرَةٌ بَيْضاءُ لها بَرِيقٌ .
      ـ تَبَعْصَصَ : اضْطَرَبَ ، كتَبَعَّصَ ،
      ـ تَبَعْصَصَتِ الحَيَّةُ : قُتِلَتْ فَتَلَوَّتْ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. بَعْضُ
    • ـ بَعْضُ كُلِّ شيءٍ : طائفةٌ منه ، ج : أبْعاضٌ ، ولا تَدْخُلُهُ اللامُ ، خِلافاً لابنِ دَرَسْتَوَيْهِ . أبو حاتِمٍ : اسْتَعْمَلَها سِيبَوَيْهِ والأخْفَشُ في كتابَيْهما ، لقِلَّةِ عِلْمِهِما بهذا النَّحْوِ .
      ـ بَعوضَةُ : البَقَّةُ ، ج : بعوضٌ ، وماءٌ لبنِي أسَدٍ .
      ـ بُعِضوا : آذاهُمْ .
      ـ لَيْلَةٌ بَعِضَةٌ ومَبْعُوضَةٌ ، وأرْضٌ بَعِضَةٌ : كثيرتُهُ .
      ـ أبْعَضُوا : صارَ في أرْضِهِم البعوضُ .
      ـ كَلَّفَنِي مُخَّ البَعوضِ : ما لا يكونُ .
      ـ بُعْضوضَةُ : دُوَيبَّةٌ كالخُنْفَساءِ .
      ـ الغِرْبانُ تَتَبَعْضَضُ : يَتَناوَلُ بعضُها بعضاً .
      ـ بَعَّضْتُه تَبْعيضاً : جَزَّأْتُهُ ، فَتَبَعَّضَ : تَجَزَّأَ
      ـ تَبَعَّضَ : تَجَزَّأَ .


    المعجم: القاموس المحيط

  3. اللَّحْمُ
    • ـ اللَّحْمُ ، واللَّحَمُ : معروف , ج : ألْحُمٌ ولُحومٌ ولِحامٌ ولُحْمانٌ .
      ـ اللَّحْمَةُ : القِطْعَةُ منه ،
      ـ اللُّحْمَةُ : القَرابةُ ، وما سُدِيَ به بين سَدَى الثَّوْبِ ، وما يُطْعَمُهُ البازي مما يَصِيدُهُ ، ويُفْتَحُ فيهما .
      ـ المَلْحَمَةُ : الوَقْعَةُ العظيمةُ القَتْلِ .
      ـ لَحْمُ كُلِّ شيءٍ : لُبُّهُ .
      ـ لَحِمٌ : الأسَدُ ، كالمُسْتَلْحِمِ ، والكثيرُ لَحْمِ الجَسَدِ ، كاللَّحيمِ ، والأكولُ اللَّحْمِ القَرِمُ إليه ، وفِعْلُهما لَحُمَ ولَحِمَ ، والبيتُ يُغْتابُ فيه الناسُ كثيراً ، وبه فُسِّرَ : '' إن الله يُبْغِضُ البيتَ اللَّحِمَ ''.
      ـ بازٌ لاحِمٌ وَلَحِمٌ : يأكُلُه ، أو يَشْتَهِيه , ج : لَواحِمُ
      ـ مُلْحِمٌ : مُطْعِمُه .
      ـ مُلْحَمٌ : من يُطْعَمُ اللَّحْمَ . وجِنسٌ من الثِّيابِ ، والمُلْصَقُ بالقومِ .
      ـ لَحيمٍ ولاحمٍ : ذو لَحْمٍ ،
      ـ لَحَّامٌ : بائعُهُ .
      ـ لُحْمَةُ جِلْدةِ الرأسِ : ما يَلِي اللَّحْمَ .
      ـ شَجَّةٌ مُتلاحِمَةٌ : أخذَتْ فيه ولم تَبْلُغ السِّمْحاقَ .
      ـ امرأةٌ مُتلاحِمَةٌ : ضَيِّقَةُ مَلاحِمِ الفَرْجِ ، أو رَتْقاءُ .
      ـ ألْحَمَهُ عِرْضَ فلانٍ : أمكَنَهُ منه يَشْتِمُهُ ،
      ـ أَلْحَمتْ الدابَّةُ : وقَفَتْ ولم تَبْرَح ، فاحْتِيجَتْ إلى الضَّرْبِ ،
      ـ أَلْحَمَ الثوبَ : نَسَجَه ،
      ـ أَلْحَمَ فلانٌ : كثُرَ في بَيْتِهِ اللَّحْمُ ,
      ـ أَلْحَمَ الزَّرْعُ : صار فيه حبٌّ .
      ـ لَحَمَ الأمرَ : أحكَمَه ،
      ـ لَحَمَ العَظْمَ : عَرَقَه ،
      ـ لَحَمَ الصائِغُ الفِضَّةَ : لأمَهَا . و أطْعَمَ اللَّحْمَ ، فهو لاحمٌ .
      ـ لَحِمَ : نَشِبَ في المَكانِ .
      ـ هذا لَحيمُ هذا : وَفْقُهُ وشَكْلُه .
      ـ أبو اللَّحَّامِ التّغْلبِيُّ : شاعِرٌ .
      ـ اسْتَلْحَمَ الطَّريقَ : تَبِعَه ، أو تَبعَ أوسَعَهُ ،
      ـ اسْتَلْحَمَ الطَّريقُ : اتَّسَعَ .
      ـ اسْتُلْحِمَ : رُوهقَ في القِتالِ .
      ـ حَبْلٌ مُلاحَمٌ : شديدُ الفَتْلِ .
      ـ لَحيمُ : القَتيلُ ، وقد لُحِمَ .
      ـ نَبِيُّ المَلْحَمَةِ أي : نَبِيُّ القِتالِ ، أو نَبِيُّ الصَّلاحِ وتَأليفِ الناسِ ، كأَنَّه يُؤَلِّفُ أمْرَ الأمَّةِ .
      ـ الْتَحَمَ الجُرْحُ للبُرْءِ : الْتَأَمَ ،
      ـ الْتَحَمَتْ الحَرْبُ : اشْتَدَّتْ .
      ـ ألْحِمْ ما أسْدَيْتَ : تَمِّمْ ما بدَأتَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. بعِصم الكوافر
    • بعقود نكاح المشركات
      سورة : الممتحنة ، آية رقم : 10

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  5. البَعُوض
    • البَعُوض عدة أجناس من الحشرات الصغيرة المضرّة ، من فصيلة البعوض من رتبة ثنائية الأجنحة ، تغتذي الإِناثُ منها بدم الإنسان وتنقل إليه عِدّة أمراض ، وتغتذي الذكورُ برحيق الأزهارِ .
      وهو ( الناموس ) .
      ويقال : كلَّفَه مُخَّ البَعُوض : مَا لاَ يكون .
      24 .

    المعجم: المعجم الوسيط

  6. الشَّخصُ
    • الشَّخصُ : كلُ جسمٍ له ارتفاعٌ وظُهُورٌ ؛ وغلب في الإنسان .
      و الشَّخصُ ( عند الفلاسفة ) : الذاتُ الواعية لكيانها المستقلةُ في إرادتها ، ومنه :- الشّخصُ الأخلاقيّ :-، وهو مَنْ توافَرَت فيه صفاتٌ تؤهِّلُه للمشاركة العقليّة والأخلاقية في مجتمع إنسانيّ . والجمع : أشخاصٌ ، وشُخُوصٌ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  7. الشخص المعتمد
    • شخص ليس عضواً أو عضواً متحالفاً في البورصة أو موظفاً في شركة عضو فيها ولكنه يشغل منصباً ذا نفوذ في الشركة ككونه عضواً في مجلس إدارتها ويتعهّد باحترام قواعد البورصة وأصبح معتمداً فيها . ، وتعني بالانجليزية : approved person

    المعجم: مالية

  8. بعصوص
    • هو الضئيل الجسم ، والبعصوص من الإنسان : العظم الصغير الذي بين إليتيه ومن كسر بعصوص أحد عليه دية نفس كاملة .

    المعجم: مصطلحات فقهية



  9. البُعْصوص
    • البُعْصوص من الإِنسان : عَظْمٌ صَغير بين الأَلْيَتَيْن .

    المعجم: المعجم الوسيط

  10. اللَّحِمُ
    • اللَّحِمُ اللَّحِمُ بيتٌ لَحِمٌ : كثيرُ اللحم .
      و اللَّحِمُ البيتُ يُغتاب فيه الناسُ كثيرا .
      وبازٌ لَحِمٌ : يأكل اللحمَ أو يشتهيه .

    المعجم: المعجم الوسيط

  11. اللَّحْمُ
    • اللَّحْمُ من جسم الحيوان والطير : الجزء العضلي الرَّخو بين الجلد والعظم .
      ويقال : أَكل لحمَ فلان : اغتابه .
      وأَصله من قوله تعالى في التنزيل العزيز : الحجرات آية 12 أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يَأكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ) ) .
      ولَحْمُ كل شيء : لُبّه . والجمع : ألْحُمٌ ، ولُحُومَ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  12. غسالة اللحم
    • الماء الذي يغسل به اللحم .

    المعجم: الأعشاب

  13. بعص
    • " البَعْصُ والتَّبَعُّصُ : الاضطرابُ .
      وتَبَعْصَصَت الحيةُ : ضُرِبَتْ فَلَوَتْ ذَنَبها .
      والبُعْصُوصُ والبَعَصُوصُ : الضَّئِيلُ الجسمِ .
      والبَعْصُ : نَحافةُ البدَن ودِقّتُه ، وأَصله دُودةٌ يقال لها البُعْصُوصةُ : دُوَيْبّة صغيرة كالوزَغةِ لها بَريقٌ من بياضها .
      قال : وسَبُّ الجواري : يا بُعْصوصةُ كُفِّي ويا وجهَ الكُتَع .
      ويقال للصبي الصغير والصبيَّة الصغيرة : بُعْصُوصةٌ لصِغَر خَلْقِه وضَعْفِه .
      والبُعْصُوص من الإِنسان : العظْمُ الصغيرُ الذي بين أَلْيتيه .
      قال يعقوب : يقال للحيّة إِذا قُتِلَتْ فَتَلوّتْ : قد تَبَعْصَصَت وهي تَبَعْصَصُ ؛ قال العجاج يصف ناقته : كأَنّ تَحْتي حيّةً تَبَعْصَص ؟

      ‏ قال ابن الأَعرابي : يقال للجُوَيْرية الضاوِيةِ البُعْصُوصة والعِنْفِصُ والبَطِيطة والحَطِيطةُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  14. عصم
    • " العِصْمة في كلام العرب : المَنْعُ .
      وعِصْمةُ الله عَبْدَه : أن يَعْصِمَه مما يُوبِقُه .
      عَصَمه يَعْصِمُه عَصْماً : منَعَه ووَقَاه .
      وفي التنزيل : لا عاصِمَ اليومَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إلا مَنْ رَحِمَ ؛ أي لا مَعْصومَ إلا المَرْحومُ ، وقيل : هو على النَسب أي ذا عِصْمةٍ ، وذو العِصْمةِ يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً ، فمِن هنا قيل : إن معناه لا مَعْصومَ ، وإذا كان ذلك فليس المُستثنى هنا من غير نوع الأَوَّل بل هو من نوعِه ، وقيل : إلا مَنْ رَحِمَ مُستثنىً ليس من نوع الأَوَّل ، وهو مذهب سيبويه ، والاسمُ العِصْمةُ ؛:، قال الفراء : مَنْ في موضع نصبٍ لأن المعصومَ خلافُ العاصِم ، والمَرْحومُ مَعصومٌ ، فكان نصْبُه بمنزلة قوله تعالى : ما لَهُمْ بهِ مِنْ علمٍ إلا اتِّباعَ الظنِّ ، قال : ولو جعلتَ عاصِماً في تأْويل المَعْصوم أي لا مَعْصومَ اليومَ من أَمْرِ الله جازَ رفْعُ مَنْ ، قال : ولا تُنْكِرَنَّ أن يُخَرَّجَ المفعولُ (* قوله « يخرج المفعول إلخ » كذا بالأصل والتهذيب ، والمناسب العكس كما يدل عليه سابق الكلام ولاحقه ) على الفاعِل ، أَلا ترى قولَه عز وجل : خُلِقَ من ماءٍ دافِقٍ ؟ معناه مَدْفوق ؛ وقال الأخفش : لا عاصِمَ اليوم يجوز أَن يكون لا ذا عِصمةٍ أي لا مَعْصومَ ، ويكون إلا مَنْ رحِمَ رفْعاً بدلاً مِنْ لا عاصم ، قال أبو العباس : وهذا خَلْفٌ من الكلام لا يكون الفاعلُ في تأْويل المفعول إلا شاذّاً في كلامهم ، والمرحومُ معصومٌ ، والأوَّل عاصمٌ ، ومَنْ نَصْبٌ بالاستثناء المنقطع ، قال : وهذا الذ ؟

      ‏ قاله الأخفش يجوز في الشذوذ ، وقال الزجاج في قوله تعالى : سآوِي إلى جبلٍ يَعْصِمُني مِنَ الماء ، أي يمنعُني من الماء ، والمعنى مِنْ تَغْرِيقِ الماء ، قال : لا عاصِمَ اليومَ من أمر الله إلا مَنْ رَحِم ، هذا استثناء ‏ ليس ‏ من الأَول ، وموضعُ مَنْ نصبٌ ، المعنى لكنْ مَنْ رَحِمَ اللهُ فإنه معصوم ، قال : وقالوا : وقالوا يجوز أن يكون عاصِم في معنى مَعْصُوم ، ويكون معنى لا عاصِمَ لا ذا عِصْمةٍ ، ويكون مَنْ في موضع رفعٍ ، ويكون المعنى لا مَعْصومَ إلا المرحوم ؛ قال الأزهري : والحُذَّاقُ من النحويين اتفقوا على أن قولَه لا عاصِمَ بمعنى لا مانِعَ ، وأنه فاعلٌ لا مفعول ، وأنَّ مَنْ نَصْبٌ على الانقطاع .
      واعْتَصَمَ فلانٌ بالله إذا امتنع به .
      والعَصْمة : الحِفْطُ .
      يقال : عَصَمْتُه فانْعَصَمَ .
      واعْتَصَمْتُ بالله إذا امتنعْتَ بلُطْفِه من المَعْصِية .
      وعَصَمه الطعامُ : منَعه من الجوع .
      وهذا طعامٌ يَعْصِمُ أي يمنع من الجوع .
      واعْتَصَمَ به واسْتَعْصَمَ : امتنعَ وأبَى ؛ قال الله عز وجل حكايةً عن امرأَة العزيز حين راودَتْه عن نفْسِه : فاسْتَعْصَمَ ، أي تَأَبَّى عليها ولم يُجِبها إلى ما طلبَتْ ؛ قال الأزهري : العرب تقول أَعْصَمْتُ بمعنى اعْتَصَمْت ؛ ومنه قولُ أوس بن حجر : فأَشْرَط فيها نفْسَه وهْو مُعْصِمٌ ، وأَلْقى بأَسْبابٍ له وتَوَكَّلا أي وهو مُعْتَصِمٌ بالحبْل الذي دَلاَّه .
      وفي الحديث : مَنْ كانت عِصْمتُه شَهادةَ أن لا إلهَ إلا اللهُ أي ما يَعْصِمُه من المَهالِك يوم القيامة ؛ العصْمَةُ : المَنَعةُ .
      والعاصمُ : المانعُ الحامي .
      والاعْتِصامُ : الامْتِساكُ بالشيء ، افْتِعالٌ منه ؛ ومنه شِعْرُ أَبي طالب : ثِمالُ اليتامَى عِصْمةٌ للأَرامِل أي يَمْنعُهم من الضَّياعِ والحاجةِ .
      وفي الحديث : فقد عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهم وأَمْوالَهم .
      وفي حديث الإفْكِ : فعَصَمها الله بالوَرَعِ .
      وفي حديث عُمَر : وعِصْمة أَبْنائِنا إذا شَتَوْنا أي يمتنعون به من شِدَّة السَّنة والجَدْب .
      وعَصَمَ إليه : اعتصم به .
      وأَعْصَمَه : هَيَّأ له شيئاً يعْتَصِمُ به .
      وأَعْصمَ بالفرَسِ : امْتَسكَ بعُرْفِه ، وكذلك البعيرُ إذا امْتَسَكَ بحَبْلٍ مِنْ حِبالهِ ؛ قال طُفيل : إذا ما غَزَا لم يُسْقِط الرَّوْعُ رُمْحَه ، ولم يَشْهَدِ الهَيْجا بأَلْوَثَ مُعْصِمِ ألْوَث : ضعيف ، ويروى : كذا ما غَدَا .
      وأَعصمَ الرجلُ : لم يَثْبُت على الخيل .
      وأَعْصَمْتُ فلاناً إذا هَيَّأْتَ له في الرَّحْلِ أو السَّرْج ما يَعْتَصِمُ به لئلا يَسقُط .
      وأَعصم إذا تشدَّد واسْتَمْسَكَ بشيءٍ من أَن يَصْرَعَه فرَسُه أو راحلته ؛ قال الجَحّاف بن حكيم : والتَّغْلَبيّ على الجَوادِ غَنِيمة ، كِفْل الفُروسةِ دائِم الإعْصامِ والعِصْمةُ : القِلادةُ ، والجمعُ عِصَمٌ ، وجمعُ الجمعِ أَعْصام ، وهي العُصْمةُ (* قوله « وهي العصمة » هذا الضبط تبع لما في بعض نسخ الصحاح ، وصرح به المجد ولكن ضبط في الأصل ونسختي المحكم والتهذيب العصمة بالتحريك ، وكذا قوله الواحدة عصمة ) أيضاً ، وجمعُها أَعْصام ؛ عن كراع ، وأُراه على حذف الزائد ، والجمعُ الأَعْصِمةُ .
      قال الليث : أَعْصامُ الكِلابِ عَذَباتُها التي في أَعناقِها ، الواحدة عُصْمةٌ ، ويقال عِصامٌ ؛ قال لبيد : حتى إذا يَئِسَ الرُّماةُ ، وأَرْسَلُوا غُضْفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعْصامُه ؟

      ‏ قال ابن شميل : الذَّنَبُ بهُلْبِه وعَسِيبه يُسمَّى العِصامَ ، بالصاد .
      قال ابن بري :، قال الجوهري في جمع العُصْمةِ القِلادةِ أَعْصام ، وقوله ذلك لا يَصحُّ ، لأنه لا يُجْمَعُ فُعْلةٌ على أَفْعال ، والصواب قول من ، قال : إنَّ واحدَته عِصْمة ، ثم جُمِعَت على عِصَمٍ ، ثم جُمِع عِصَمٌ على أَعْصام ، فتكون بمنزلة شِيعة وشِيَع وأَشْياع ، قال : وقد قيل إن واحدَ الأَعْصام عِصْمٌ مثلُ عِدْلٍ وأَعْدالٍ ، قال : وهذا الأَشْبهُ فيه ، وقيل : بل هي جمعُ عُصُمٍ ، وعُصُمٌ جمعُ عِصامٍ ، فيكون جمعَ الجمع ، والصحيح هو الأول .
      وأَعْصَمَ الرجلُ بصاحبِه إعْصاماً إذا لَزِمَه ، وكذلك أَخْلَدَ به إخْلاداً .
      وفي التنزيل : ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الكَوافِر ؛ وجاء ذلك في حديث الحُدَيْبية جمع عِصْمة ، والكَوافِر : النساءُ الكَفَرَةُ ، قال ابن عرفة : أي بِعَقْدِ نِكاحِهنَّ .
      يقال : بيدهِ عِصْمةُ النِّكاح أي عُقْدةُ النِّكاح ؛ قال عروة بن الورد : إذاً لمَلَكْتُ عِصْمةَ أُمِّ وَهْبٍ ، على ما كان مِنْ حَسَكِ الصُّدُور ؟

      ‏ قال الزجاج : أصلُ العِصْمةِ الحبْلُ .
      وكلُّ ما أَمْسَك شيئاً فقد عَصَمَه ؛ تقول : إذا كفَرْتَ فقد زالتِ العِصْمةُ .
      ويقال للراكب إذا تقَحَّمَ به بَعِيرٌ صعْبٌ أو دابَّةٌ فامْتَسك بواسِط رَحْله أو بقَرَبوسِ سَرْجِه لئلا يُصْرعَ : قد أَعْصَمَ فهو مُعْصِمٌ .
      وقال ابن المظفَّر : أَعْصَمَ إذا لجأَ إلى الشيء وأَعْصَم به .
      وقوله : واعْتَصِمُوا بحَبْلِ الله ؛ أي تمَسَّكوا بعهدِ الله ، وكذلك في قوله : ومنْ يَعْتَصِمْ بالله أي مَنْ يَتمسَّكْ بحَبْلهِ وعَهْدِه .
      والأَعْصَمُ : الوَعِلُ ، وعُصْمتُه بَياضٌ شِبْهُ زَمَعةِ الشاةِ في رِجْل الوَعِلِ في موضع الزَّمَعةِ من الشَّاء ، قال : ويقال للغُراب أَعْصَمُ إذا كان ذلك منه أبيض .
      قال الأزهري : والذي ، قاله الليث في نعت الوَعِل إنه شِبْه الزَّمَعة تكون في الشاءِ مُحالٌ ، وإنما عُصْمةُ الأَوْعالِ بَياضٌ في أَذْرُعِها لا في أوْظِفَتِها ، والزَّمَعةُ إنما تكون في الأَوْظِفة ، قال : والذي يُغيِّرُه الليثُ من تفسير الحروف أَكثرُ مما يُغيِّره من صُوَرِها ، فكُنْ على حذَرٍ من تفسيره كما تكون على حذرٍ من تصحيفه .
      قال ابن سيده : والأَعْصمُ من الظِّباءِ والوُعولِ الذي في ذِراعِه بياضٌ ، وفي التهذيب : في ذِراعَيْه بياض ، وقال أبو عبيدة : الذي بإحْدى يديه بياضٌ ، والوُعولُ عُصْمٌ .
      وفي حديث أبي سفيان : فتَناوَلْتُ القَوْسَ والنَّبْلَ لأَرْميَ ظَبْيةً عَصْماءَ نَرُدُّ بها قرَمَنا .
      وقد عَصِمَ عَصَماً ، والاسم العُصْمةُ .
      والعَصْماءُ من المعَز : البيضاءُ اليدين أو اليدِ وسائرُها أَسودُ أَو أَحْمرُ .
      وغرابٌ أَعْصَمُ : وفي أحد جَناحَيْه رِيشةٌ بيضاء ، وقيل : هو الذي إِحْدى رِجْلَيْه بيضاءُ ، وقيل : هو الأَبيضُ .
      والغرابُ الأَعْصَمُ : الذي في جَناحِه ريشةٌ بيضاءُ لأن جَناح الطائر بمنزلة اليدِ له ، ويقال هذا كقولهم الأبَْلَق العقوق وبَيْض الأَنُوق لكل شيء يَعِزُّ وُجودُه .
      وفي الحديث : المرأَة الصالحةُ كالغُرابِ الأَعْصَم ، قيل : يا رسولَ الله ، وما الغُرابُ الأَعْصَمُ ؟، قال : الذي إحْدى رِجْلَيْه بَيْضاء ؛ يقول : إنها عزيزةٌ لا تُوجَد كما لا يُوجَد الغُراب الأَعْصَم .
      وفي الحديث : أنه ذَكَر النِّساءَ المُخْتالاتِ المُتبرِّجاتِ فقال : لا يدخلُ الجنَّةَ منهنَّ إلا مِثْلُ الغُرابِ الأعْصم ؛ قال ابن الأَثير : هو الأَبْيضُ الجَناحين ، وقيل : الأبيض الرِّجْلين ، أراد قِلَّةَ مَنْ يدخل الجنةَ من النساء .
      وقال الأزهري :، قال أبو عبيد الغراب الأَعْصمُ هو الأبيضُ اليدين ، ومنه قيل للوُعول عُصْم ، والأُنثى منهن عَصْماء ، والذكر أَعْصَمُ ، لبياض في أيديها ، قال : وهذا الوصف في الغِرْبانِ عزيزٌ لا يكاد يُوجد ، وإنما أَرْجُلُها حُمْرٌ ، قال : وأما هذا الأَبْيضُ البطنِ والظَّهْرِ فهو الأبْقعُ ، وذلك كثير .
      وفي الحديث : عائِشةُ في النِّساء كالغُرابِ الأَعْصَمِ في الغربْان ؛ قال ابن الأثير : وأصل العُصْمة البَياضُ يكونُ في يَدَي الفَرسِ والظَّبْي والوَعِل .
      قال الأزهري : وقد ذكر ابن قتيبة حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : لا يدخلُ الجنةَ منهنَّ إِلاَّ مِثْلُ الغرابِ الأَعْصم ، فيما رَدَّ على أبي عبيد وقال : اضطرب قول أبي عبيد لأنه زعم أن الأَعْصمَ هو الأبيضُ اليدين ، ثم ، قال بعدُ : وهذا الوصف في الغِرْبان عزيزٌ لا يكاد يوجد ، وإنما أَرْجلُها حمرٌ ، فذكر مَرَّةً اليدين ومرّة الأَرْجُلَ ؛ قال الأزهري : وقد جاء هذا الحرف مفسَّراً في خبر آخرَ رواه عن خزيمة ، قال : بَيْنا نحنُ مع عَمْرِو بن العاص فعَدَلَ وعَدَلْنا معَه حتى دخلْنا شِعْباً فإذا نحنُ بِغرْبانٍ وفيها غُرابٌ أعْصمُ أحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلَين ، فقال عَمْروٌ :، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : لا يدخلُ الجنةَ منَ النساءِ إلاَّ قَدْرُ هذا الغُرابِ في هؤلاء الغِربْان ؛ قال الأزهري : فقد بان في هذا الحديث أن معنى قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : إلاّ مِثْلُ الغُراب الأَعْصم ، أنه أراد أحمرَ الرِّجْلَين لقِلَّتِه في الغِربانِ ، لأن أكثرَ الغِرْبان السُّودُ والبُقْعُ .
      وروي عن ابن شميل أنه ، قال : الغُرابُ الأَعْصمُ الأبيضُ الجناحين ، والصواب ما جاء في الحديث المُفسِّر ، قال : والعرب تجعل البياضَ حُمْرةً فيقولون للمرأَة البيضاء اللَّوْنِ حَمْراء ، ولذلك قيل للأعاجم حُمْر لغلبة البياض على أَلوانهم ، وأما العُصْمةُ فهي البياضُ بِذِراعِ الغَزالِ والوَعِلِ .
      يقال : أَعْصَمُ بَيِّن العَصَمِ ، والاسم العُصْمةُ .
      قال ابن الأعرابي : العُصْمةُ مِنْ ذوات الظِّلْفِ في اليدين ، ومن الغُرابِ في السَّاقَيْن ، وقد تكون العُصْمة في الخيل ؛
      ، قال غَيْلان الرَّبَعيّ : قَدْ لَحِقَتُ عُصْمَتُها بالأطْباء مِنْ شِدّةِ الرَّكْضِ وخَلْج الأَنْساء أراد موضعَ عُصْمتِها .
      قال أبو عبيدة في العُصْمةِ في الخيل ، قال : إذا كان البياضُ بيديه دونَ رِجْلَيْه فهو أَعْصمُ ، فإذا كان بإحْدى يديه دون الأُخرى قَلَّ أو كثُرَ قيل : أَعْصمُ اليُمنى أو اليسرى ، وقال ابن شميل : الأَعْصمُ الذي يُصِيبُ البياض إحْدى يديه فوق الرُّسْغ ، وقال الأصمعي : إذا ابْيضَّت اليدُ فهو أَعْصمُ .
      وقال ابن المظفر : العُصْمةُ بَياضٌ في الرُّسْغ ، وإذا كان بإحْدى يَدَي الفرَس بَياضٌ قلَّ أو كثُرَ فهو أَعْصمُ اليُمْنى أو اليُسْرى ، وإن كان بيديه جميعاً فهو أعْصمُ اليدين ، إلاَّ أن يكون بوجهِه وضَحٌ فهو مُحجَّلٌ ذهبَ عنه العَصَمُ ، وإن كان بوجهه وَضَحٌ وبإِحْدى يديه بياضٌ فهو أَعصم ، لا يُوقِعُ عليه وَضَحُ الوجْهِ اسمَ التحجيلِ إذا كان البياض بيدٍ واحدةٍ .
      والعصِيمُ : العَرَقُ ؛ قال الأزهري :، قال ابن المُظفر العَصِيمُ الصَّدَأُ من العَرَقِ والهِناءِ والدَّرَنِ والوسَخِ والبول إذا يَبِسَ على فَخذِ الناقة حتى يبقى كالطَّرِيق خُثورةً ؛ وأنشد : وأَضْحى عَنْ مَواسِمِهِمْ قَتِيلاً ، بِلَبَّتِه سرائحُ كالعَصِيمِ والعَصِيمُ : الوَبَرُ ؛ قال : رَعَتْ بين ذِي سَقْفٍ إلى حَشِّ حِقْفَةٍ مِنَ الرَّمْلِ ، حتى طارَ عنها عَصِيمُها والعَصِيمُ والعُصْمُ والعُصُمُ : بقيَّةُ كلِّ شيء وأثَرُه من القَطِران والخِضابِ وغيرهما ؛ قال ابن بري : شاهده قول الشاعر : كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ رَجيعاً بالمَغابِنِ كالعَصِيمِ والرَّجِيعُ : العرَق ؛ وقال لبيد : بِخَطيرةٍ تُوفي لجَدِيلَ سَريحةٍ ، مِثْل المَشُوف هَنأْتَهُ بَعَصِيمِ وقال ابن بري : العَصِيمُ أيضاً وَرقُ الشجر ؛ قال الفرزدق : تَعَلَّقْت ، مِنْ شَهْباءَ شُهْبٍ عَصِيمُها بِعُوجِ الشَّبا ، مُسْتَفْلِكاتِ المَجامع شَهْباء : شجرةٌ بيضاء من الجَدْب ، والشَّبَا : الشَّوْكُ ، ومُسْتَفْلِكاتٌ : مُسْتَديراتٌ ، والمَجامعُ : أُصولُ الشَّوْكِ .
      وقال امرأَة من العرب لجارتِها : أَعْطِيني عُصْمَ حِنَائِكِ أي ما سَلَتِّ منه بعدما اخْتَضَبْتِ به ؛ وأنشد الأَصمعي : يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ ، مِنْ عَرَقِ النَّضْح ، عَصِيمُ الدَّرْسِ أَثَرُ الخِضاب في أثر الجَرَب (* قوله : أثر الخضاب إلخ هو تفسير لعصيم الدرس في البيت السابق ).
      والعُصْمُ : أثرُ كلِّ شيء من وَرْسٍ أو زَعْفَرانٍ أو نحوه .
      وعَصَمَ يَعْصِمُ عَصْماً : اكْتَسَبَ .
      وعِصامُ المَحْمِل : شِكالُه .
      قال الليث : عصاما المَحْمِلِ شِكالُه وقَيْدُه الذي يُشَدُّ في طرف العارِضَيْن في أَعلاهما ، وقال الأزهري : عِصاما المَحْمِلِ كعِصامَي المَزَادَتيْن .
      والعِصامُ : رِباطُ القِرْبةِ وسَيْرُها الذي تُحْمَل به ؛ قال الشاعر قيل هو لامرئ القيس ، وقيل لِتأَبَّط شرّاً وهو الصحيح : وقِرْبة أَقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامها على كاهلٍ مِنِّي ذَلولٍ مُرَحَّلِ وعصامُ القِرْبةِ والدَّلْوِ والإداوة : حَبْلٌ تُشدُّ به .
      وعَصمَ القِرْبةَ وأَعْصَمَها : جعلَ لها عِصاماً ، وأَعْصَمَها : شَدَّها بالعِصام .
      وكلُّ شيءٍ عُصِمَ به شيءٌ عِصامٌ ، والجمعُ أَعْصِمةٌ وعُصُمٌ .
      وحكى أبو زيد في جمع العِصامِ عِصام ، فهو على هذا من باب دِلاصٍ وهِجانٍ .
      قال الأزهري : والمحفوظُ من العرب في عُصُمِ المَزادِ أنها الحبالُ التي تُنْشَبُ في خُرَبِ الرَّوايَا وتُشَدُّ بها إذا عُكِمَتْ على ظَهْر البعير ثم يُرْوَى عليها بالرِّواء الواحدُ ، عِصامٌ ، وأما الوِكاءُ فهو الشريطُ الدقيقُ أو السَّيْرُ الوثيقُ يُوكَى به فَمُ القِرْبة والمَزادةِ ، وهذا كُلُّه صحيحٌ لا ارْتِيابَ فيه .
      وقال الليث : كُلُّ حَبْلٍ يُعْصَمُ به شيءٌ فهو عِصامُه .
      وفي الحديث : فإذا جَدُّ بني عامرٍ جَمَلٌ آدَمُ مُقيَّدٌ بِعُصُم ؛ العُصُمُ : جمعُ عِصامٍ وهو رباطُ كلِّ شيء ، أراد أن خِصْبَ بلادِه قد حَبَسه بفِنائه فهو لا يُبْعِدُ في طلب المَرْعَى ، فصار بمنزلة المُقَيَّد الذي لا يَبْرحُ مَكانَه ، ومثله قول قَيلةَ في الدَّهْناءِ : إنها مُقَيَّدُ الجمَل أي يكونُ فيها كالمُقيَّدِ لا يَنْزِعُ إلى غيرِها من البلاد .
      وعِصامُ الوعاءِ : عُرْوتُه التي يُعلَّقُ بها .
      وعِصامُ المَزادةِ : طريقةُ طَرَفِها .
      قال الليث : العُصُمُ طرائقُ طَرَفِ المَزادة عند الكُلْية ، والواحد عِصامٌ ؛ قال الأزهري : وهذا من أَغاليطِ الليث وغُدَدِه .
      والعِضامُ ، بالضاد المعجمة ، عَسِيبُ البعير وهو ذَنَبُه العَظْمُ لا الهُلْبُ ، وسيذكر ، وهو لُغَتانِ بالصاد والضاد .
      وقال ابن سيده : عِصامُ الذَّنَبِ مُسْتدَقُّ طرفِه .
      والمِعْصَمُ : مَوْضِعُ السِّوارِ من اليَدِ ؛ قال : فاليَوْمَ عِنْدَكَ دَلُّها وحَدِيثُها ، وغَداً لِغَيْرِكَ كَفُّها والمِعْصَمُ وربما جعلوا المِعْصَم اليَد ، وهما مَعْصَمانِ ؛ ومنه أيضاً قول الأعشى : فأَرَتْكَ كَفّاً في الخِضا بِ ومِعْصَماً مِلْءَ الجِبارَهْ والعَيْصومُ : الكثيرُ الأَكلِ ، الذَّكرُ والأُنثى فيه سواء ؛ قال : أُرْجِدَ رَأْسُ شَيْخةٍ عَيْصُومِ ويروى عَيْضُوم ، بالضاد المعجمة .
      قال الأزهريّ : العَيْصومُ من النِّساء الكثيرةُ الأَكْلِ الطَّويلةُ النَّوْم المُدَمْدِمةُ إذا انْتَبهتْ .
      ورجلٌ عَيْصُومٌ وعَيْصامٌ إذا كان أَكُولاً .
      والعَصُومُ ، بالصادِ : الناقةُ الكثيرةُ الأَكْلِ .
      وروي عن المؤرِّج أنه ، قال : العِصامُ الكُحْلُ في بعض اللغات .
      وقد اعْتَصَمتِ الجاريةُ إذا اكْتَحَلتْ ، قال الأزهري : ولا أعرف راويَه ، فإن صحت الروايةُ عنه فهو ثقةٌ مأْمونٌ .
      وقولهم : ما وَراءََك يا عِصامُ ؛ هو اسم حاجِب النُّعمان بن المُنْذِر ، وهو عِصامُ بن شَهْبَر الجَرْمِيّ ؛ وفي المثل : كُنْ عِصامِيّاً ولا تَكُنْ عِظاميّاً ؛ يُرِيدون به قوله : نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما وصَيَّرَتْه مَلِكاً هُماما ، وَعَلَّمَتْه الكَرَّ والإقْدامَا وفي ترجمة عصب : رَوَى بعضُ المُحَدِّثين أن جبريلَ جاء يومَ بَدْرٍ على فرسٍ أُنثى وقد عَصَمَ ثَنِيَّتَه الغُبارُ أي لَزِقَ به ؛ قال الأزهري : فإن لم يكن غَلطاً من المُحدِّث فهي لغة في عصب ، والباءُ والميمُ يَتعاقبانِ في حروف كثيرة لقرب مَخرجَيْهما ، يقال : ضرْبة لازِبٍ ولازِمٍ ، وسَبَدَ رأْسه وسَمَدَه .
      والعواصِمُ : بِلادٌ ، وقَصَبتُها أَنْطاكِيةُ .
      وقد سَمَّوْا عِصْمةَ وعُصَيْمةَ وعاصِماً وعُصَيْماً ومَعْصوماً وعِصاماً .
      وعِصْمةُ : اسمُ امرأَة ؛ أنشد ثعلب : أَلَمْ تَعْلَمِي ، يا عِصْمَ ، كَيْفَ حَفِيظَتي ، إذا الشَّرُّ خاضَتْ جانِبَيْه المَجادِحُ ؟ وأَبو عاصمٍ : كُنْىة السَّويقِ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  15. لحم
    • " اللَّحْم واللَّحَم ، مخفف ومثقل لغتان : معروف ، يجوز أَن يكون اللحَمُ لغة فيه ، ويجوز أَن يكون فُتح لمكان حرف الحلق ؛ وقول العجاج : ولم يَضِعْ جارُكم لحمَ الوَضَم إِنما أَراد ضَياعَ لحم الوَضم فنصب لحمَ الوضم على المصدر ، والجمع أَلْحُمٌ ولُحوم ولِحامٌ ولُحْمان ، واللَّحْمة أَخصُّ منه ، واللَّحْمة : الطائفة منه ؛ وقال أَبو الغول الطُّهَوي يهجو قوماً : رَأَيْتُكمُ ، بني الخَذْوَاء ، لَمّا دَنا الأَضْحَى وصَلَّلتِ اللِّحامُ ، توَلَّيْتُمْ بِوُدِّكُمُ ، وقُلْتم : لَعَكٌّ منك أَقْرَبُ أَو جُذامُ يقول : لما أَنتَنت اللحومُ من كثرتها عندكم أَعْرَضْتم عني .
      ولَحْمُ الشيء : لُبُّه حتى ، قالوا لحمُ الثَّمرِ للُبِّه .
      وأَلْحَمَ الزرعُ : صار فيه القمحُ ، كأَنّ ذلك لَحْمُه .
      ابن الأَعرابي : اسْتَلْحَم الزرعُ واستَكَّ وازدَجَّ أَي الْتَفَّ ، وهو الطِّهْلئ ، قال أَبو منصور : معناه التفَّ .
      الأَزهري : ابن السكيت رجلٌ شَحِيمٌ لَحِيمٌ أَي سَمِين ، ورجلٌ شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كان قَرِماً إِلى اللحْم والشَّحْمِ يَشْتهِيهما ، ولحِمَ ، بالكسر : اشتهى اللَّحْم .
      ورجل شَحَّامٌ لَحَّامٌ إِذا كان يبيع الشحمَ واللحم ، ولَحُمَ الرجلُ وشَحُمَ في بدنه ، وإِذا أَكل كثيراً فلَحُم عليه قيل : لَحُم وشَحُم .
      ورجل لحِيمٌ ولَحِمٌ : كثير لَحْم الجسد ، وقد لَحُم لَحامةً ولَحِمَ ؛ الأَخيرة عن اللحياني : كُثرَ لحم بدنهِ .
      وقول عائشة ، رضي الله عنها : فلما عَلِقْت اللحمَ سَبَقني أَي سَمِنْت فثقُلت .
      ورجل لَحِمٌ : أَكول للَّحم وقَرِمٌ إِليه ، وقيل : هو الذي أَكل منه كثيراً فشكا منه ، والفعل كالفعل .
      واللَّحّامُ : الذي يبيع اللحم .
      ورجل مُلْحِمٌ إِذا كثر عنده اللحم ، وكذلك مُشْحِم .
      وفي قول عمر : اتَّقوا هذه المَجازِرَ فإِن لها ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر ، وفي رواية : إِن لِلَّحم ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر .
      يقال : رجل لَحِمٌ ومُلْحِمٌ ولاحِمٌ ولَحِيمٌ ، فاللَّحِمُ : الذي يُكْثِر أَكلَه ، والمُلْحِم : الذي يكثر عنده اللحم أَو يُطْعِمه ، واللاَّحِمُ : الذي يكون عنده لحمٌ ، واللّحِيمُ : الكثيرُ لحمِ الجسد .
      الأَصمعي : أَلْحَمْتُ القومَ ، بالأَلف ، أَطعمتهم اللحمَ ؛ وقال مالك بن نُوَيْرة يصف ضبعاً : وتَظَلُّ تَنْشِطُني وتُلْحِم أَجْرِياً ، وسْطَ العَرِينِ ، وليسَ حَيٌّ يَمنع ؟

      ‏ قال : جعل مأْواها لها عَرِيناً .
      وقال غير الأَصمعي : لَحَمْتُ القومَ ، بغير أَلف ؛ قال شمر : وهو القياس .
      وبيْتٌ لَحِمٌ : كثير اللحْم ؛ وقال الأَصمعي في قول الراجز يصف الخيل : نُطْعِمُها اللحْمَ ، إِذا عَزَّ الشَّجَرْ ، والخيْلُ في إِطْعامِها اللحْمَ ضَرَر ؟

      ‏ قال : أَراد نُطْعمها اللبنَ فسمى اللبن لَحْماً لأَنها تسمَنُ على اللبن .
      وقال ابن الأَعرابي : كانوا إِذا أَجْدَبوا وقلَّ اللبنُ يَبَّسُوا اللحمَ وحمَلوه في أَسفارهم وأَطعَموه الخيلَ ، وأََنكر م ؟

      ‏ قال الأَصمعي وقال : إِذا لم يكن الشجرُ لم يكن اللبنُ .
      وأَما قوله ، عليه السلام : إِن اللهَ يُبْغِضُ البيتِ اللحِمَ وأَهلَه ، فإِنه أَراد الذي تؤْكل فيه لُحومُ الناس أَخْذاً .
      وفي حديث آخر : يُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين .
      وسأَل رجل سفيان الثوريّ : أَرأَيت هذا الحديث إِن الله تبارك وتعالى لَيُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين ؟ أَهُم الذين يُكِثرون أَكل اللحْم ؟ فقال سفيان : هم الذين يكثرون أَكلَ لحومِ الناس .
      وأَما قوله ليُبْغِضُ البيتَ اللحِمَ وأَهلَه قيل : هم الذين يأْكلون لحوم الناس بالغِيبة ، وقيل : هم الذين يكثرون أَكل اللحم ويُدْمِنُونه ، قال : وهو أَشبَهُ .
      وفلانٌ يأْكل لُحومَ الناس أَي يغتابهم ؛ ومنه قوله : وإِذا أَمْكَنَه لَحْمِي رَتَعْ وفي الحديث : إِنَّ أَرْبَى الربا استِطالةُ الرجل في عِرْضِ أَخيه .
      ولَحِمَ الصقرُ ونحوُه لَحَماً : اشتهى اللحْم .
      وبازٍ لَحِمٌ : يأْكل اللحمَأَو يشتهيه ، وكذلك لاحِمٌ ، والجمع لَواحِمُ ، ومُلْحِمٌ : مُطْعِم للَّحم ، ومُلْحَمٌ : يُطْعَم اللحمَ .
      ورجل مُلْحَمٌ أَي مُطْعَم للصيد مَرزوق منه .
      ولَحْمةُ البازي ولُحْمته : ما يُطْعَمُه مما يَصِيده ، يضم ويفتح ، وقيل : لَحْمةُ الصقرِ الطائرُ يُطْرَح إِليه أَو يصيده ؛

      أَنشد ثعلب : مِن صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه وأَلحَمْتُ الطيرَ إِلحاماً .
      وبازٍ لَحِمٌ : يأْكل اللحم لأََن أَكله لَحْمٌ ؛ قال الأَعشى : تدَلَّى حَثيثاً كأَنَّ الصِّوا رَ يَتْبَعُه أَزرَقِيٌّ لَحِمْ ولُحْمةُ الأَسد : ما يُلْحَمُه ، والفتح لغة .
      ولحَمَ القومَ يَلحَمُهم لَحْماً ، بالفتح ، وأَلحَمهم : أَطعمهم اللحمَ ، فهو لاحِمٌ ؛ قال الجوهري ولا تقل أَلحَمْتُ ، والأَصمعي يقوله .
      وأَلحَمَ الرجلُ : كثُر في بيته اللحم ، وأَلحَمُوا : كثُر عندهم اللحم .
      ولَحَم العَظمَ يَلحُمه ويَلحَمُه لَحْماً : نزع عنه اللحم ؛

      قال : وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ ، يُدعى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سُمُهْ ، مُبْتَرِكاً لكل عَظْمٍ يَلحُمُهْ ورجل لاحِمٌ ولَحِيمٌ : ذو لحمٍ على النسب مثل تامر ولابن ، ولَحَّام : بائع اللحم .
      ولَحِمَت الناقة ولَحُمتْ لَحامةً ولُحوماً فيهما ، فهي لَحِيمةٌ : كثر لحمُها .
      ولُحْمة جلدة الرأْس وغيرها : ما بَطَن مما يلي اللحم .
      وشجَّة مُتلاحِمة : أَخذت في اللحم ولم تبلُغ السِّمْحاق ، ولا فعل لها .
      الأَزهري : شجّة متلاحمة إِذا بلغت اللحم .
      ويقال : تَلاحمَتِ الشجّةُ إِذا أَخذت في اللحم ، وتَلاحمت أَيضاً إِذا بَرأَتْ والتَحمتْ .
      وقال شمر :، قال عبد الوهاب المُتلاحِمة من الشِّجاج التي تَُشُقُّ اللحمَ كلَّه دون العظم ثم تَتَلاحُمِ بعد شَقِّها ، فلا يجوز فيها المِسْبارُ بعد تَلاحُمِ اللحم .
      قال : وتَتَلاحَمُ من يومِها ومن غَدٍ .
      قال ابن الأَثير في حديث : الشِّجاج المتلاحِمة هي التي أَخذتْ في اللحم ، قال : وقد تكون التي برأَتْ والتحَمتْ .
      وامرأَة مُتلاحِمة : ضيِّقةُ مَلاقي لحم الفَرْج وهي مآزِم الفَرج .
      والمُتلاحِمة من النساء : الرَّتقاء ؛ قال أَبو سعيد : إِنما يقال لها لاحِمةٌ كأَنَّ هناك لحماً يمنع من الجماع ، قال : ولا يصح مُتلاحِمة .
      وفي حديث عمر :، قال لرجل لِمَ طَلَّقْتَ امرأَتَك ؟، قال : إِنها كانت مُتلاحمة ، قال : إِنّ ذلك منهن لمُسْتَرادٌ ؛ قيل : هي الضيِّقة المَلاقي ، وقيل : هي التي بها رَتَقٌ .
      والتحَم الجرحُ للبُرْء .
      وأَلحَمه عِرْضَ فلان : سَبَعهُ إِيّاه ، وهو على المثل .
      ويقال : أَلحَمْتُك عِرْضَ فلان إِذا أَمكنْتك منه تَشْتُمه ، وأَلحَمْتُه سَيفي .
      ولُحِمَ الرجلُ ، فهو لَحِيمٌ ، وأُلحِمَ : قُتِل .
      وفي حديث أُسامة : أَنه لَحَم رجلاً من العَدُوِّ أَي قتَله ، وقيل : قَرُب منه حتى لَزِق به ، من الْتَحَمَ الجرحُ إِذا الْتَزَق ، وقيل : لَحَمَه أَي ضربه مِن أَصابَ لَحْمَه .
      واللَّحِيمُ : القَتيلُ ؛ قال ساعدة بن جؤية أَورده ابن سيده : ولكنْ تَرَكتُ القومَ قد عَصَبوا به ، فلا شَكَّ أَن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ وأَورده الجوهري : فقالوا : تَرَكْنا القومَ قد حَضَروا به ، ولا غَرْوَ أَن قد كان ثَمَّ لَحيم ؟

      ‏ قال ابن بري صواب إِنشاده : فقال : (* قوله « فقال إلخ » كذا بالأصل ولعله فقالا كما يدل عليه قوله وجاء خليلاه ) تركناه ؛ وقبله : وجاء خَلِيلاه إِليها كِلاهُما يُفِيض دُموعاً ، غَرْبُهُنّ سَجُومُ واستُلحِمَ : رُوهِقَ في القتال .
      واستُلحِمَ الرجلُ إِذا احْتَوَشه العدوُّ في القتال ؛

      أَنشد ابن بري للعُجَير السَّلولي : ومُسْتَلْحَمٍ قد صَكَّه القومُ صَكَّة بَعِيد المَوالي ، نِيلَ ما كان يَجْمَعُ والمُلْحَم : الذي أُسِر وظَفِر به أَعداؤُه ؛ قال العجاج : إِنَّا لَعَطَّافون خَلْف المُلْحَمِ والمَلْحَمة : الوَقْعةُ العظيمة القتل ، وقيل : موضع القتال .
      وأَلحَمْتُ القومَ إِذا قتلتَهم حتى صاروا لحماً .
      وأُلحِمَ الرجلُ إِلحاماً واستُلحِمَ اسْتِلحاماً إِذا نَشِب في الحرب فلم يَجِدْ مَخْلَصاً ، وأَلحَمَه غيرُه فيها ، وأَلحمَه القتالُ .
      وفي حديث جعفر الطيّار ، عليه السلام ، يوم مُؤْتةَ : أَنه أَخذ الراية بعد قتْل زيدٍ فقاتَلَ بها حتى أَلحمَه القتالُ فنزَلَ وعَقَرَ فرَسَه ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه ، في صفة الغُزاة : ومنهم مَن أَلحمَه القتالُ ؛ ومنه حديث سُهيل : لا يُرَدُّ الدعاءُ عند البأْس حين يُلْحِم بعضُهم بعضاً أَي تشتَبكُ الحرب بينهم ويلزم بعضهم بعضاً .
      وفي الحديث : اليوم يومُ المَلْحَمة ، وفي حديث آخر : ويُجْمَعون للمَلْحَمة ؛ هي الحرب وموضعُ القتال ، والجمع المَلاحِمُ مأْخوذ من اشتباك الناس واختلاطِهم فيها كاشتِباك لُحْمةِ الثوب بالسَّدى ، وقيل : هو من اللحْم لكثرة لُحوم القتلى فيها ، وأَلْحَمْتُ الحربَ فالْتَحَمت .
      والمَلْحَمة : القتالُ في الفتنة ، ابن الأَعرابي : المَلْحَمة حيث يُقاطِعون لُحومَهم بالسيوف ؛ قال ابن بري : شاهد المَلحَمة قول الشاعر : بمَلْحَمةٍ لا يَسْتَقِلُّ غُرابُها دَفِيفاً ، ويمْشي الذئبُ فيها مع النَّسْر والمَلْحَمة : الحربُ ذات القتل الشديد .
      والمَلْحمة : الوَقعة العظيمة في الفتنة .
      وفي قولهم نَبيُّ المَلْحمة قولان : أَحدهما نبيُّ القتال وهو كقوله في الحديث الآخر بُعِثْت بالسيف ، والثاني نبيُّ الصلاح وتأْليفِ الناس كان يُؤَلِّف أَمرَ الأُمَّة .
      وقد لحَمَ الأَمرَ إِذا أَحكمه وأَصلحَه ؛ قال ذلك الأَزهري عن شمر .
      ولَحِمَ بالمكان (* قوله « ولحم بالمكان »، قال في التكملة بالكسر ، وفي القاموس كعلم ، ولم يتعرضا للمصدر ، وضبط في المحكم بالتحريك ) يَلْحَم لَحْماً : نَشِب بالمكان .
      وأَلْحَم بالمكان : أَقامَ ؛ عن ابن الأَعرابي ، وقيل : لَزِم الأَرض ، وأَنشد : إِذا افْتَقَرا لم يُلْحِما خَشْيةَ الرَّدى ، ولم يَخْشَ رُزءاً منهما مَوْلَياهُما وأَلحَم الدابةُ إِذا وقف فلم يَبرح واحتاج إِلى الضرب .
      وفي الحديث : أَنه ، قال لرجل صُمْ يوماً في الشهر ، قال : إِني أَجد قوَّةً ، قال : فصُمْ يومين ، قال : إِني أَجد قوَّة ، قال : فصُم ثلاثة أَيام في الشهر ، وأَلحَم عند الثالثة أَي وقَف عندها فلم يَزِدْه عليها ، من أَلحَم بالمكان إِذا أَقام فلم يبرح .
      وأَلحَم الرجلَ : غَمَّه .
      ولَحَم الشيءَ يَلحُمه لَحْماً وأَلْحَمَه فالْتَحم : لأَمَه .
      واللِّحامُ : ما يُلأَم به ويُلْحَم به الصَّدْعُ .
      ولاحَمَ الشيءَ بالشيء : أَلْزَقَه به ، والْتَحم الصَّدْعُ والْتَأَم بمعنى واحد .
      والمُلْحَم : الدَّعِيُّ المُلْزَقُ بالقوم ليس منهم ؛ قال الشاعر : حتى إِذا ما فَرَّ كلُّ مُلْحَم ولَحْمةُ النَّسَبِ : الشابِكُ منه .
      الأَزهري : لَحْمةُ النسب ، بالفتح ، ولُحْمةُ الصيد ما يُصاد به ، بالضم .
      واللُّحْمَةُ ، بالضم : القرابة .
      ولحْمةُ الثوب ولُحْمتُه : ما سُدِّي بين السَّدَيَيْن ، يضم ويفتح ، وقد لَحَم الثوب يَلْحَمُه وأَلْحَمه .
      ابن الأَعرابي : لَحْمَة الثوب ولَحْمة النَّسب ، بالفتح .
      قال الأَزهري : ولُحْمةُ الثوب الأَعْلى (* أي الأعلى من الثوب ) ولَحْمتهُ ، والسَّدَى الأَسفل من الثوب ؛ وأَنشد ابن بري : سَتاهُ قَزٌّ وحَرِيرٌ لَحْمتُهْ وأَلْحَمَ الناسجُ الثوبَ .
      وفي المثل : أَلْحِمْ ما أَسْدَيْتَ أَي تَمِّمْ ما ابْتَدَأْتَه من الإِحسان .
      وفي الحديث : الوَلاءُ لُحْمةٌ كلُحْمةِ النسب ، وفي رواية : كلُحْمةِ الثوب .
      قال ابن الأَثير : قد اختلف في ضم اللّحمة وفتحها فقيل : هي في النسب بالضم ، وفي الثوب بالضم والفتح ، وقيل : الثوب بالفتح وحده ، وقيل : النسب والثوب بالفتح ، فأَما بالضم فهو ما يُصاد به الصيدُ ، قال : ومعنى الحديث المُخالَطةُ في الوَلاءِ وأَنها تَجْرِي مَجْرَى النسب في المِيراث كما تُخالِطُ اللُّحمةُ سَدَى الثوب حتى يَصِيرا كالشيء الواحد ، لما بينهما من المُداخَلة الشديدة .
      وفي حديث الحجاج والمطر : صار الصِّغار لُحْمةَ الكِبار أَي أَن القَطْرَ انتسَج لتتَابُعه فدخل بعضه في بعض واتَّصل .
      قال أَبو سعيد : ويقال هذا الكلام لَحِيمُ هذا الكلامِ وطَريدُه أَي وَفْقُه وشَكْلُه .
      واستَلْحَمَ الطريقُ : اتَّسَعَ .
      واسْتَلْحَم الرجلُ الطريقَ : رَكِبَ أَوْسَعَه واتَّبَعَه ؛ قال رؤبة : ومَن أَرَيْناهُ الطريقَ استَلْحَما وقال امرؤ القيس : اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسائِها أَهْوَجُ مِحْضِيرٌ ، إِذا النَّقْعُ دَخَنْ استَلْحَمَ : اتَّبَعَ .
      وفي حديث أُسامة : فاسْتَلْحَمَنا رجلٌ من العدُوّ أَي تَبِعَنا يقال : استَلْحَمَ الطَّريدةَ والطريقَ أَي تَبع .
      وأَلْحَم بَيْنَ بني فلان شرّاً : جناه لهم .
      وأَلْحَمه بصَرَه : حَدَّدَه نحوَه ورَماه به .
      وحَبْلٌ مُلاحَمٌ : شديدُ الفتل ؛ عن أَبي حنيفة ؛ وأَنشد : مُلاحَمُ الغارةِ لم يُغْتَلَبْ والمُلْحَم : جنس من الثياب .
      وأَبو اللَّحَّام : كنية أَحد فُرْسان العرب .
      "

    المعجم: لسان العرب

  16. كفر
    • " الكُفْرُ : نقيض الإِيمان ؛ آمنَّا بالله وكَفَرْنا بالطاغوت ؛ كَفَرَ با يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً .
      ويقال لأَهل دار الحرب : قد كَفَرُوا أَي عَصَوْا وامتنعوا .
      والكُفْرُ : كُفْرُ النعمة ، وهو نقيض الشكر .
      والكُفْرُ : جُحود النعمة ، وهو ضِدُّ الشكر .
      وقوله تعالى : إِنا بكلٍّ كافرون ؛ أَي جاحدون .
      وكَفَرَ نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بها : جَحَدَها وسَتَرها .
      وكافَرَه حَقَّه : جَحَدَه .
      ورجل مُكَفَّر : مجحود النعمة مع إِحسانه .
      ورجل كافر : جاحد لأَنْعُمِ الله ، مشتق من السَّتْر ، وقيل : لأَنه مُغَطًّى على قلبه .
      قال ابن دريد : كأَنه فاعل في معنى مفعول ، والجمع كُفَّار وكَفَرَة وكِفارٌ مثل جائع وجِياعٍ ونائم ونِيَامٍ ؛ قال القَطامِيّ : وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحاب موسى ، وغُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الكِفَارُ وجمعُ الكافِرَة كَوافِرُ .
      وفي حديث القُنُوتِ : واجْعَلْ قلوبهم كقُلوبِ نساءٍ كوافِرَ ؛ الكوافرُ جمع كافرة ، يعني في التَّعادِي والاختلاف ، والنساءُ أَضعفُ قلوباً من الرجال لا سيما إِذا كُنَّ كوافر ، ورجل كَفَّارٌ وكَفُور : كافر ، والأُنثى كَفُورٌ أَيضاً ، وجمعهما جميعاً كُفُرٌ ، ولا يجمع جمع السلامة لأَن الهاء لا تدخل في مؤنثه ، إِلا أَنهم قد ، قالوا عدوة الله ، وهو مذكور في موضعه .
      وقوله تعالى : فأَبى الظالمون إِلا كُفُرواً ؛ قال الأَخفش : هو جمع الكُفْر مثل بُرْدٍ وبُرودٍ .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : قِتالُ المسلمِ كُفْرٌ وسِبابُه فِسْقٌ ومن رغِبَ عن أَبيه فقد كَفَرَ ؛ قال بعض أَهل العلم : الكُفْرُ على أَربعة أَنحاء : كفر إِنكار بأَن لا يعرف الله أَصلاً ولا يعترف به ، وكفر جحود ، وكفر معاندة ، وكفر نفاق ؛ من لقي ربه بشيء من ذلك لم يغفر له ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء .
      فأَما كفر الإِنكار فهو أَن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من التوحيد ، وكذلك روي في قوله تعالى : إِن الذين كفروا سواء عليهم أَأَنذرتهم أَم لم تنذرهم لا يؤمنون ؛ أَي الذين كفروا بتوحيد الله ، وأَما كفر الجحود فأَن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه فهو كافر جاحد ككفر إِبليس وكفر أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْتِ ، ومنه قوله تعالى : فلما جاءهم ما عَرَفُوا كَفَرُوا به ؛ يعني كُفْرَ الجحود ، وأَما كفر المعاندة فهو أَن يعرف الله بقلبه ويقرّ بلسانه ولا يَدِينَ به حسداً وبغياً ككفر أَبي جهل وأَضرابه ، وفي التهذيب : يعترف بقلبه ويقرّ بلسانه ويأْبى أَن يقبل كأَبي طالب حيث يقول : ولقد علمتُ بأَنَّ دينَ محمدٍ من خيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دِينَا لولا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ ، لوَجَدْتَني سَمْحاً بذاك مُبِيناً وأَما كفر النفاق فأَن يقرّ بلسانه ويكفر بقلبه ولا يعتقد بقلبه .
      قال الهروي : سئل الأَزهري عمن يقول بخلق القرآن أَنسميه كافرراً ؟ فقال : الذي يقوله كفر ، فأُعيد عليه السؤال ثلاثاً ويقول ما ، قال ثم ، قال في الآخر : قد يقول المسلم كفراً .
      قال شمر : والكفر أَيضاً بمعنى البراءة ، كقول الله تعالى حكاية عن الشيطان في خطيئته إِذا دخل النار : إِني كفرت بما أَشْركْتُمونِ من قَبْلُ ؛ أَي تبرأْت .
      وكتب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَيْر يسأَله عن الكفر فقال : الكفر على وجوه : فكفر هو شرك يتخذ مع الله إِلهاً آخر ، وكفر بكتاب الله ورسوله ، وكفر بادِّعاء ولد الله ، وكفر مُدَّعي الإِسْلام ، وهو أَن يعمل أَعمالاً بغير ما أَنزل الله ويسعى في الأَرض فساداً ويقتل نفساً محرّمة بغير حق ، ثم نحو ذلك من الأَعمال كفرانِ : أَحدهما كفر نعمة الله ، والآخر التكذيب بالله .
      وفي التنزيل العزيز : إِن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ؛ قال أَبو إِسحق : قيل فيه غير قول ، قال بعضهم : يعني به اليهود لأَنهم آمنوا بموسى ، عليه السلام ، ثم كفروا بعزيز ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفراً بكفرهم بمحمد ؛ صلى الله عليه وسلم ؛ وقيل : جائز أَن يكون مُحاربٌ آمن ثم كفر ، وقيل : جائز أَن يكون مُنافِقٌ أَظهر الإِيمانَ وأَبطن الكفر ثم آمن بعد ثم كفر وازداد كفراً بإِقامته على الكفر ، فإِن ، قال قائل : الله عز وجل لا يغفر كفر مرة ، فلمَ قيل ههنا فيمن آمن ثم كفر ثم آمن ثم كفر لم يكن الله ليغفر لهم ، ما الفائدة في هذا ففالجواب في هذا ، والله أَعلم ، أَن الله يغفر للكافر إِذا آمن بعد كفره ، فإِن كفر بعد إِيمانه لم يغفر الله له الكفر الأَول لأَن الله يقبل التوبة ، فإِذا كَفَر بعد إِيمانٍ قَبْلَه كُفْرٌ فهو مطالبَ بجميع كفره ، ولا يجوز أَن يكون إِذا آمن بعد ذلك لا يغفر له لأَن ال له عز وجل يغفر لكل مؤْمن بعد كفره ، والدليل على ذلك قوله تعالى : وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ؛ وهذا سيئة بالإِجماع .
      وقوله سبحانه وتعالى : ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون ؛ معناه أَن من زعم أَن حكماً من أَحكام الله الذي أَتت به الأَنبياء ، عليهم السلام ، باطل فهو كافر .
      وفي حديث ابن عباس : قيل له : ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر ، قال : وقد أَجمع الفقهاء أَن من ، قال : إِن المحصنَين لا يجب أَن يرجما إِذا زنيا وكانا حرين ، كافر ، وإِنما كفر من رَدَّ حُكماً من أَحكام النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأَنه مكذب له ، ومن كذب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فهو ، قال كافر .
      وفي حديث ابن مسعود ، رضي الله عنه : إذا الرجل للرجل أَنت لي عدوّ فقد كفر أَحدهما بالإِسلام ؛ أَراد كفر نعمته لأَن الله عز وجل أَلف بين قلوبهم فأَصبحوا بنعمته إِخواناً فمن لم يعرفها فقد كفرها .
      وفي الحديث : من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر أَي كفر النعمة ، وكذلك الحديث الآخر : من أَتى حائضاً فقد كفر ، وحديث الأَنْواء : إِن الله يُنْزِلُ الغَيْثَ فيُصْبِحُ قومٌ به كافرين ؛ يقولون : مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا وكذا ، أَي كافرين بذلك دون غيره حيث يَنْسُبون المطر إِلى النوء دون الله ؛ ومنه الحديث : فرأَيت أَكثر أَهلها النساء لكفرهن ، قيل : أَيَكْفُرْنَ بالله ؟، قال : لا ولكن يَكْفُرْنَ الإِحسانَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ أَي يجحدن إِحسان أَزواجهن ؛ والحديث الآخر : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ، ومن رغب عن أَبيه فقد كفر ومن ترك الرمي فنعمة كفرها ؛ والأَحاديث من هذا النوع كثيرة ، وأَصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه .
      وقال الليث : يقال إِنما سمي الكافر كافراً لأَن الكفر غطى قلبه كله ؛ قال الأَزهري : ومعنى قول الليث هذا يحتاج إِلى بيان يدل عليه وإِيضاحه أَن الكفر في اللغة التغطية ، والكافر ذو كفر أَي ذو تغطية لقلبه بكفره ، كما يقال للابس السلاح كافر ، وهو الذي غطاه السلاح ، ومثله رجل كاسٍ أَي ذو كُسْوَة ، وماء دافق ذو دَفْقٍ ، قال : وفيه قول آخر أَحسن مما ذهب إِليه ، وذلك أَن الكافر لما دعاه الله إِلى توحيده فقد دعاه إِلى نعمة وأَحبها له إِذا أَجابه إِلى ما دعاه إِليه ، فلما أَبى ما دعاه إِليه من توحيده كان كافراً نعمة الله أَي مغطياً لها بإِبائه حاجباً لها عنه .
      وفي الحديث : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال في حجة الوداع : أَلا لا تَرْجِعُنَّ بعدي كُفَّاراً يَضْرِب بعضُكم رقابَ بعض ؛ قال أَبو منصور : في قوله كفاراً قولان : أَحدهما لابسين السلاح متهيئين للقتال من كَفَرَ فوقَ دِرْعِه إِذا لبس فوقها ثوباً كأَنه أَراد بذلك النهيَ عن الحرب ، والقول الثاني أَنه يُكَفِّرُ الماسَ فيَكْفُر كما تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فيُكَفِّرونهم ، وهو كقوله ، صلى الله عليه وسلم : من ، قال لأَخيه يا كافر فقد باء به أَحدهما ، لأَنه إِما أَن يَصْدُقَ عليه أَو يَكْذِبَ ، فإِن صدق فهو كافر ، وإِن كذب عاد الكفر إِليه بتكفيره أَخاه المسلم .
      قال : والكفر صنفان : أَحدهما الكفر بأَصل الإِيمان وهو ضده ، والآخر الكفر بفرع من فروع الإِسلام فلا يخرج به عن أَصل الإِيمان .
      وفي حديث الردّة : وكفر من كفر من العرب ؛ أَصحاب الردّة كانوا صنفين : صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين إِحداهما أَصحاب مُسَيْلِمَةَ والأَسْودِ العَنْسِيّ الذين آمنوا بنبوتهما ، والأُخرى طائفة ارتدوا عن الإِسلام وعادوا إِلى ما كانوا عليه في الجاهلية وهؤلاء اتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد عليّ ، عليه السلام ، من سبيهم أُمَّ محمدِ بن الحنيفة ثم لم ينقرض عصر الصحابة ، رضي الله عنهم ، حتى أَجمعوا أَن المرتد لا يُسْبى ، والصنف الثاني من أَهل الردة لم يرتدوا عن الإِيمان ولكن أَنكروا فرض الزكاة وزعموا أَن الخطاب في قوله تعالى : خذ من أَموالهم صدقة ؛ خاصة بزمن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ولذلك اشتبه على عمر ، رضي الله عنه ، قِتالهم لإِقرارهم بالتوحيد والصلاة ، وثبت أَبو بكر ، رضي الله عنه ، على قتالهم بمنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك لأَنهم كانوا قَرِيبي العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ ، فلم يُقَرّوا على ذلك ، وهؤلاء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِلى أَهل الردة حيث كانوا في زمانهم فانسحب عليهم اسمها ، فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضية أَحد أَركان الإِسلام كان كافراً بالإِجماع ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : أَلا لا تَضْرِبُوا المسلمين فتُذِلُّوهم ولا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُكَفِّروهم لأَنهم ربما ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عن الحق .
      وفي حديث سَعْدٍ ، رضي الله عنه : تَمَتَّعْنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ومُعَاوية كافر بالعُرُش قبل إِسلامه ؛ والعُرُش : بيوت مكة ، وقيل معناه أَنه مقيم مُخْتَبِئٌ بمكة لأَن ال تمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة ، ومُعاوية أَسلم عام الفتح ، وقيل : هو من التكفير الذُّلِّ والخضوعِ .
      وأَكْفَرْتُ الرجلَ : دعوته كافراً .
      يقال : لا تُكْفِرْ أَحداً من أَهل قبلتك أَي لا تَنْسُبْهم إِلي الكفر ولا تجعلهم كفاراً بقولك وزعمك .
      وكَفَّرَ الرجلَ : نسبه إِلى الكفر .
      وكل من ستر شيئاً ، فقد كَفَرَه وكَفَّره .
      والكافر الزرَّاعُ لستره البذر بالتراب .
      والكُفَّارُ : الزُّرَّاعُ .
      وتقول العرب للزَّرَّاعِ : كافر لأَنه يَكْفُر البَذْر المَبْذورَ بتراب الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ عليها مالَقَهُ ؛ ومنه قوله تعالى : كمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفارَ نباتُه ؛ أَي أَعجب الزُّرَّاْعَ نباته ، وإِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به غاية ما فهو يستحسن ، والغيث المطر ههنا ؛ وقد قيل : الكفار في هذه الآية الكفار بالله وهم أَشد إِعجاباً بزينة الدنيا وحرثها من المؤمنين .
      والكَفْرُ ، بالفتح : التغطية .
      وكَفَرْتُ الشيء أَكْفِرُه ، بالكسر ، أَي سترته .
      والكافِر : الليل ، وفي الصحاح : الليل المظلم لأَنه يستر بظلمته كل شيء .
      وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عليه : غَطَّاه .
      وكَفَرَ الليلُ على أَثَرِ صاحبي : غَطَّاه بسواده وظلمته .
      وكَفَرَ الجهلُ على علم فلان : غَطّاه .
      والكافر : البحر لسَتْرِه ما فيه ، ويُجْمَعُ الكافِرُ كِفَاراً ؛ وأَنشد اللحياني : وغُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الكِفَارُ وقول ثعلب بن صُعَيْرة المازني يصف الظليم والنعامة ورَواحَهما إِلى بيضهما عند غروب الشمس : فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رثِيداً بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ وذُكاء : اسم للشمس .
      أَلقت يمينها في كافر أَي بدأَت في المغيب ، قال الجوهري : ويحتمل أَن يكون أَراد الليل ؛ وذكر ابن السكيت أَن لَبِيداً سَرَق هذا المعنى فقال : حتى إِذا أَلْقَتْ يداً في كافِرٍ ، وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها
      ، قال : ومن ذلك سمي الكافر كافراً لأَنه ستر نعم الله عز وجل ؛ قال الأَزهري : ونعمه آياته الدالة على توحيده ، والنعم التي سترها الكافر هي الآيات التي أَبانت لذوي التمييز أَن خالقها واحد لا شريك له ؛ وكذلك إِرساله الرسل بالآيات المعجزة والكتب المنزلة والبراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة ، فمن لم يصدّق بها وردّها فقد كفر نعمة الله أَي سترها وحجبها عن نفسه .
      ويقال : كافرني فلان حقي إِذا جحده حقه ؛ وتقول : كَفَر نعمةَ الله وبنعمة الله كُفْراً وكُفْراناً وكُفُوراً .
      وفي حديث عبد الملك : كتب إِلى الحجاج : من أَقرّ بالكُفْر فَخَلِّ سبيله أَي بكفر من خالف بني مَرْوانَ وخرج عليهم ؛ ومنه حديث الحجاج : عُرِضَ عليه رجلٌ من بني تميم ليقتله فقال : إِني لأَر رجلاً لا يُقِرّ اليوم بالكُفْر ، فقال : عن دَمي تَخْدَعُني ؟ إِنّي أَكْفَرُ من حِمَارٍ ؛ وحمار : رجل كان في الزمان الأَول كفر بعد الإِيمان وانتقل إِلى عبادة الأَوثان فصار مثلاً .
      والكافِرُ : الوادي العظيم ، والنهر كذلك أَيضاً .
      وكافِرٌ : نهر بالجزيرة ؛ قال المُتَلَمِّسُ يذكر طَرْحَ صحيفته : وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ ؛ كذلك أَقْنِي كلَّ قِطٍّ مُضَللِ وقال الجوهري : الكافر الذي في شعر المتلمس النهر العظيم ؛ ابن بري في ترجمة عصا : الكافرُ المطرُ ؛ وأَنشد : وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ ليس بينهما ، وبين قُرَى نَجْرانَ والشامِ ، كافِرُ وقال : كافر أَي مطر .
      الليث : والكافِرُ من الأَرض ما بعد الناس لا يكاد ينزله أَو يمرّ به أحد ؛ وأَنشد : تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَرِّ عِكْرِشَةٍ في كافرٍ ، ما به أَمْتٌ ولا عِوَجُ وفي رواية ابن شميل : فأَبْصَرَتْ لمحةً من رأْس عِكْرِشَةٍ وقال ابن شميل أَيضاً : الكافر لغائطُ الوَطِيءُ ، وأَنشد هذا البيت .
      ورجل مُكَفَّرٌ : وهو المِحْسانُ الذي لا تُشْكَرُ نِعْمَتُه .
      والكافِرُ : السحاب المظلم .
      والكافر والكَفْرُ : الظلمة لأَنها تستر ما تحتها ؛ وقول لبيد : فاجْرَمَّزَتْ ثم سارَتْ ، وهي لاهِيَةٌ ، في كافِرٍ ما به أَمْتٌ ولا شَرَفُ يجوز أَن يكون ظلمةَ الليل وأَن يكون الوادي .
      والكَفْرُ : الترابُ ؛ عن اللحياني لأَنه يستر ما تحته .
      ورماد مَكْفُور : مُلْبَسٌ تراباً أَي سَفَتْ عليه الرياحُ الترابَ حتى وارته وغطته ؛ قال : هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ ؟ قد دَرَسَتْ غَيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ والكَفْرُ : ظلمة الليل وسوادُه ، وقد يكسر ؛ قال حميد : فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ ، وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ في كَفْرِ أَي فيما يواريه من سواد الليل .
      وقد كَفَر الرجلُ متاعَه أَي أَوْعاه في وعاءٍ .
      والكُفْر : القِيرُ الذي تُطْلى به السُّفُنُ لسواده وتغطيته ؛ عن كراع .
      ابن شميل : القِيرُ ثلاثة أَضْرُبٍ : الكُفْرُ والزِّفْتُ والقِيرُ ، فالكُفْرُ تُطْلى به السُّفُنُ ، والزفت يُجْعَل في الزقاق ، والقِيرُ يذاب ثم يطلى به السفن .
      والكافِرُ : الذي كَفَر دِرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه .
      وكلُّ شيء غطى شيئاً ، فقد كفَرَه .
      وفي الحديث : أَن الأَوْسَ والخَزْرَجَ ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إِلى بعض بالسيوف فأَنزلَ اللهُ تعالى : وكيف تكفرون وأَنتم تُتْلى عليكم آيات الله وفيكم رَسولُه ؟ ولم يكن ذلك على الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الأُلْفَة والمودّة .
      وكَفَر دِرْعَه بثوب وكَفَّرَها به : لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به .
      ابن السكيت : إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر .
      وقد كَفَّرَ فوقَ دِرْعه ؛ وكلُّ ما غَطَّى شيئاً ، فقد كَفَره .
      ومنه قيل لليل كافر لأَنه ستر بظلمته كل شيء وغطاه .
      ورجل كافر ومُكَفَّر في السلاح : داخل فيه .
      والمُكَفَّرُ : المُوثَقُ في الحديد كأَنه غُطِّيَ به وسُتِرَ .
      والمُتَكَفِّرُ : الداخل في سلاحه .
      والتَّكْفِير : أَن يَتَكَفَّرَ المُحارِبُ في سلاحه ؛ ومنه قول الفرزدق : هَيْهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها ، فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها حَرْبٌ تَرَدَّدُ بينها بتَشَاجُرٍ ، قد كَفَّرَتْ آباؤُها ، أَبناؤها رفع أَبناؤها بقوله تَرَدَّدُ ، ورفع آباؤها بقوله قد كفَّرت أَي كَفَّرَتْ آباؤها في السلاح .
      وتَكَفَّر البعير بحباله إِذا وقعت في قوائمه ، وهو من ذلك .
      والكَفَّارة : ما كُفِّرَ به من صدقة أَو صوم أَو نحو ذلك ؛ قال بعضهم : كأَنه غُطِّيَ عليه بالكَفَّارة .
      وتَكْفِيرُ اليمين : فعل ما يجب بالحنث فيها ، والاسم الكَفَّارةُ .
      والتَّكْفِيرُ في المعاصي : كالإِحْباطِ في الثواب .
      التهذيب : وسميت الكَفَّاراتُ كفَّاراتٍ لأَنها تُكَفِّرُ الذنوبَ أَي تسترها مثل كَفَّارة الأَيْمان وكَفَّارة الظِّهارِ والقَتْل الخطإِ ، وقد بينها الله تعالى في كتابه وأَمر بها عباده .
      وأَما الحدود فقد روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : ما أَدْرِي أَلْحُدُودُ كفاراتُ لأَهلها أَم لا .
      وفي حديث قضاء الصلاة : كَفَّارَتُها أَن تصليها إِذا ذكرتها ، وفي رواية : لا كفارة لها إِلا ذلك .
      وتكرر ذكر الكفارة في الحديث اسماً وفعلاً مفرداً وجمعاً ، وهي عبارة عن الفَعْلَة والخَصْلة التي من شأْنها أَن تُكَفِّرَ الخطيئة أَي تمحوها وتسترها ، وهي فَعَّالَة للمبالغة ، كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة في باب الأَسمية ، ومعنى حديث قضاء الصلاة أَنه لا يلزمه في تركها غير قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غير ذلك ، كما يلزم المُفْطِر في رمضان من غير عذر ، والمحرم إِذا ترك شيئاً من نسكه فإِنه تجب عليه الفدية .
      وفي الحديث : المؤمن مُكَفَّرٌ أَي مُرَزَّأٌ في نفسه وماله لتُكَفَّر خَطاياه .
      والكَفْرُ : العَصا القصيرة ، وهي التي تُقْطَع من سَعَف النخل .
      ابن الأَعرابي : الكَفْرُ الخشبة الغليظة القصيرة .
      والكافُورُ : كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر .
      والكَفَرُ والكُفُرَّى والكِفِرَّى والكَفَرَّى والكُفَرَّى : وعاء طلع النخل ، وهو أَيضاً الكافُورُ ، ويقال له الكُفُرَّى والجُفُرَّى .
      وفي حديث الحسن : هو الطِّبِّيعُ في كُفُرَّاه ؛ الطِّبِّيعُ لُبُّ الطَّلْع وكُفُرَّاه ، بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها ، هو وعاء الطلع وقشره الأَعلى ، وكذلك كافوره ، وقيل : هو الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ ويشهد للأَول (* قوله « ويشهد للاول إلخ » هكذا في الأصل .
      والذي في النهاية : ويشهد للاول قوله في قشر الكفرى .) قولُه في الحديث قِشْر الكُفُرَّى ، وقيل : وعاء كل شيء من النبات كافُوره .
      قال أَبو حنيفة :، قال ابن الأَعرابي : سمعت أُمَّ رَباح تقول هذه كُفُرَّى وهذا كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاه وكُفَرَّاه ، وقد ، قالوا فيه كافر ، وجمع الكافُور كوافير ، وجمع الكافر كوافر ؛ قال لبيد : جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنْوءُ به ، من الكَوَافِرِ ، مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ والكافُور : الطَّلْع .
      التهذيب : كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذي ينشق عنها ، سُمِّي كافُوراً لأَنه قد كَفَرها أَي غطَّاها ؛ وقول العجاج : كالكَرْم إِذ نَادَى من الكافُورِ كافورُ الكَرْم : الوَرَقُ المُغَطِّي لما في جوفه من العُنْقُود ، شبهه بكافور الطلع لأَنه ينفرج عمَّا فيه أَيضاً .
      وفي الحديث : أَنه كان اسم كِنانَةِ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الكافُورَ تشبيهاً بغِلاف الطَّلْع وأَكْمامِ الفَواكه لأَنها تسترها وهي فيها كالسِّهام في الكِنانةِ .
      والكافورُ : أَخْلاطٌ تجمع من الطيب تُرَكَّبُ من كافور الطَّلْع ؛ قال ابن دريد : لا أَحسب الكافور عَرَبيًّا لأَنهم ربما ، قالوا القَفُور والقافُور .
      وقوله عز وجل : إِن الأَبرار يَشْرَبُون من كأْس كان مِزاجُها كافُوراً ؛ قيل : هي عين في الجنة .
      قال : وكان ينبغي أَن لا ينصرف لأَنه اسم مؤنث معرفة على أَكثر من ثلاثة أَحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الآي ، وقال ثعلب : إِنما أَجراه لأَنه جعله تشبيهاً ولو كان اسماً للعين لم يصرفه ؛ قال ابن سيده : قوله جعله تشبيهاً ؛ أَراد كان مزاجُها مثل كافور .
      قال الفراء : يقال إِنها عَيْنٌ تسمى الكافور ، قال : وقد يكون كان مِزاجُها كالكافور لطيب ريحه ؛ وقال الزجاج : يجوز في اللغة أَن يكون طعم الطيب فيها والكافور ، وجائز أَن يمزج بالكافور ولا يكون في ذلك ضرر لأَن أَهل الجنة لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ ولا وَصَبٌ .
      الليث : الكافور نبات له نَوْرٌ أَبيض كنَوْر الأُقْحُوَان ، والكافورُ عينُ ماءٍ في الجنة طيبِ الريح ، والكافور من أَخلاط الطيب .
      وفي الصحاح : من الطيب ، والكافور وعاء الطلع ؛ وأَما قول الراعي : تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ ، ذَا أَرَجِ من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ
      ، قال الجوهري : الظبي الذي يكون منه المسك إِنما يَرْعَى سُنْبُلَ الطيب فجعله كافوراً .
      ابن سيده : والكافورُ نبت طيب الريح يُشَبَّه بالكافور من النخل .
      والكافورُ أَيضاً : الإَغْرِيضُ ، والكُفُرَّى : الكافُورُ الذي هو الإِغْرِيضُ .
      وقال أَبو حنيفة : مما يَجْرِي مَجْرَى الصُّمُوغ الكافورُ .
      والكافِرُ من الأَرضين : ما بعد واتسع .
      وفي التنزيل العزيز : ولا تُمَسِّكُوا بِعصَمِ الكَوافِر ؛ الكوافرُ النساءُ الكَفَرة ، وأَراد عقد نكاحهن .
      والكَفْرُ : القَرْية ، سُرْيانية ، ومنه قيل وكَفْرُ عاقِبٍ وكَفْرُبَيَّا وإِنما هي قرى نسبت إِلى رجال ، وجمعه كُفُور .
      وفي حديث أَبي هريرة ، رضي الله عنه ، أَنه ، قال : لَتُخرِجَنَّكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً إِلى سُنْبُكٍ من الأَرض ، قيل : وما ذلك السُّنْبُكُ ؟، قال : حِسْمَى جُذام أَي من قرى الشام .
      قال أَبو عبيد : قوله كفراً كفراً يعني قرية قرية ، وأَكثر من يتكلم بهذا أَهل الشام يسمون القرية الكفر .
      وروي عن مُعَاوية أَنه ، قال : أَهل الكُفُورِ هم أَهل القُبُور .
      قال الأَزهري : يعني بالكفور القُرَى النائيةَ عن الأَمصار ومُجْتَمَعِ اهل العلم ، فالجهل عليهم أَغلب وهم إِلى البِدَع والأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ ؛ يقول : إِنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأَمصارَ والجُمعَ والجماعاتِ وما أَشبهها .
      والكَفْرُ : القَبْرُ ، ومنه قيل : اللهم اغفر لأَهل الكُفُور .
      ابن الأَعرابي : اكْتَفَر فلانٌ أَي لزم الكُفُورَ .
      وفي الحديث : لا تسكُنِ الكُفُورَ فإن ساكنَ الكُفور كساكن القُبور .
      قال الحَرْبيّ : الكُفور ما بَعْدَ من الأَرض عن الناس فلا يمرّ به أَحد ؛ وأَهل الكفور عند أَهل المدن كالأَموات عند الأَحياء فكأَنهم في القبور .
      وفي الحديث : عُرِضَ على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ما هو مفتوح على أُمَّته من بعده كَفْراً كَفْراً فَسُرَّ بذلك أَي قرية قرية .
      وقول العرب : كَفْرٌ على كَفْرٍ أَي بعض على بعض .
      وأَكْفَرَ الرجلُ مُطِيعَه : أَحْوَجَه أَن يَعْصِيَه .
      التهذيب : إِذا أَلجأْت مُطِيعَك إِلى أَن يعصيك فقد أَكْفَرْتَه .
      والتَّكْفِير : إِيماءُ الذمي برأْسه ، لا يقال : سجد فلان لفلان ولكن كَفَّرَ له تَكْفِيراً .
      والكُفْرُ : تعظيم الفارسي لِمَلكه .
      والتَّكْفِيرُ لأَهل الكتاب : أَن يُطَأْطئ أَحدُهم رأْسَه لصاحبه كالتسليم عندنا ، وقد كَفَّر له .
      والتكفير : أَن يضع يده أَو يديه على صدره ؛ قال جرير يخاطب الأَخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب في الحروب التي كانت بعدهم : وإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قيْسٍ بَعْدَها ، فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّرُوا تَكْفِيرَا يقول : ضَعُوا سِلاحَكم فلستم قادرين على حرب قيس لعجزكم عن قتالهم ، فكَفِّروا لهم كما يُكَفِّرُ العبد لمولاه ، وكما يُكَفِّر العِلْجُ للدِّهْقانِ يضع يده على صدره ويَتَطامَنُ له واخْضَعُوا وانْقادُوا .
      وفي الحديث عن أَبي سعيد الخدريّ رفعه ، قال : إِذا أَصبح ابن آدم فإن الأَعضاء كلها تُكَفِّرُ للسان ، تقول : اتق الله فينا فإِن استقمت استقمنا وإِن اعوججت اعوججنا .
      قوله : تكفر للسان أَي تَذِلّ وتُقِرّ بالطاعة له وتخضع لأَمره .
      والتَّكْفِير : هو أَن ينحني الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قريباً من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه .
      والتكفير : تتويج الملك بتاج إِذا رؤي كُفِّرَ له .
      الجوهري : التكفير أَن يخضع الإِنسان لغيره كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدَّهاقِينِ ، وأَنشد بيت جرير .
      وفي حديث عمرو بن أُمية والنجاشي : رأَى الحبشة يدخلون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلاَّه ظهره ودخل .
      وفي حديث أَبي معشر : أَنه كان يكره التكفير في الصلاة وهو الانحناء الكثير في حالة القيام قبل الركوع ؛ وقال الشاعر يصف ثوراً : مَلكٌ يُلاثُ برأْسِه تَكْفِيرُ
      ، قال ابن سيده : وعندي أَن التكفير هنا اسم للتاج سمّاه بالمصدر أَو يكون اسماً غير مصدر كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ .
      والكَفِرُ ، بكسر الفاء : العظيم من الجبال .
      والجمع كَفِراتٌ ؛ قال عبدُ الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ : له أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ ، تُطَلَّعُ رَيَّاهُ من الكَفِراتِ والكَفَرُ : العِقابُ من الجبال .
      قال أَبو عمرو : الكَفَرُ الثنايا العِقَاب ، الواحدة كَفَرَةٌ ؛ قال أُمية : وليس يَبْقَى لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ ، إِلا السماءُ وإِلا الأَرْضُ والكَفَرُ ورجل كِفِرِّينٌ : داهٍ ، وكَفَرْنى : خاملٌ أَحمق .
      الليث : رجل كِفِرِّينٌ عِفِرِّينٌ أَي عِفْريت خبيث .
      التهذيب : وكلمة يَلْهَجُونَ بها لمن يؤمر بأَمر فيعمل على غير ما أُمر به فيقولون له : مَكْفورٌ بِكَ يا فلان عَنَّيْتَ وآذَيْتَ .
      وفي نوادر الأَعراب : الكافِرَتانِ والكافِلَتانِ الأَلْيَتانِ .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى بعصيك في قاموس معاجم اللغة

المعجم الوسيط
الشيءُ ـَ بَعْصاً: اضْطَرَب.
الصحاح في اللغة
تَبَعْصَصَ الشيءُ: اضطرب. قال يعقوب: يقال لِلْحَيَّةِ إذا قُتلتْ فَتَلَوَّتْ: قد تَبَعْصَصَتْ. قال العجَّاج يصف ناقته: كأَنَّ تحتي حيَّةً تَبَعْصَصُ
تاج العروس

البَعْصُ كالمَنْعِ : نَحَافَةُ البَدَنِ ودِقَّتُه عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : البَعْصُ : الاضْطِرابُ يُقَال : ضَرَبَهُ حتّى تَبَعَّصَ وتَبَعْرَصَ وتَبَعْصَصَ بمَعْنىً وَاحِد . والبعصوص كعُصْفُورٍ وحَلَزُونٍ : الضَّئِيلُ الجِسْمِ واقْتَصَر ابنُ دُرَيْدٍ عَلَى الأَوّلِ والبعصوص : عَظْمُ الوَرِكِ وهو عَظِيْمٌ صَغِيرٌ بَيْنَ أَلْيَتَيِ الإِنْسَانِ عَنِ ابنِ عَبّادٍ . والبعصوصَةُ بهاءٍ : دُوَيْبَةٌ صَغِيرَةٌ كالوَزَغَةِ بَيْضَاءُ لَها بَرِيقٌ منْ بَياضِهَا قالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : هِيَ البَعَصُوصُ كقَرَبُوسِ كَمَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ . وتَبَعْصَصَ الشَّيْءُ : اضْطَرَبَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ كتبَعَّصَ . وتَبَعْصَصَتِ الحَّيَّةُ : قُتِلَتْ فتَلَوَّتْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِيتِ وأَنْشَدَ للعَجّاجِ يَصِفُ ناقَتَه : كأَنَّ تَحْتي حَيَّةً تبَعْصَصُ . وقالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسْوَدُ الغُنْدِجِانِيُّ : قد رُدَّ عَلَى ابنِ السِّيرافِيِّ قَوْلُه : يَصِفُ ناقَتَه إِنَّمَا هو في نَعْتِ جَمَلٍ وأَوّلُه :

وتَحْتَ أَقْتَادِي ذَلُولٌ بَصْبَصُ ... يكادُ بِي لَوْلاَ الزِّمامُ يَلْمَصُ وتَبِعَهُ الصّاغَانِيُّ في هذِه التَّخْطِئَةِ وزادَ : ولَيْسَ الرّجَزُ للعَجّاجِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : يا بُعْصُوصَةُ كُفِّى : سَبٌّ للجَوَارِي . ويُقَالُ للصَّبِيِّ الصَّغِيرِ والصَّبِيَّةِ الصَّغِيرَةِ : بُعْصُوصَةٌ لصِغَر خَلْقِه وضَعْفِ جِسْمِه . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : يُقَال للجُوَهْرِيَة الضّاوِيَّةِ : البُعْصُوصَةُ والعِنْفِصُ والبَطِيطَةُ والحَطِيطَةُ . والبَعْبَصَةُ : الدَّغْدَغَةُ مُوَلَّدَة

الرائد
* بعص يبعص: بعصا. 1-الشيء: اضطرب. 2-بدنه: نحف.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: