البُعاقُ كغُرابٍ : شِدَّة الصَّوْتِ قالَهُ الليثُ وقَدْ بَعَقَ الرَّجلُ وغيره وبَعَقَت الإِبِلُ بُعاقاً . والبُعاقُ من المَطرِ : الذي يُفاجِئ بوابِلٍ وهو مَجازٌ . والبُعاقُ : السَّيْل الدَّفّاعُ قالَ أَبو حَنيفَةَ . هذا الذي يَجْرف كُل شيء . ويُثلَّثُ فِيهِما وُقال : مَطَر بُعاق وسَيْل بُعاقِّ وفي حَدِيثِ الاستسقاءِ : " جَمّ البُعاقِ هو المَطَرُ الغَزِيرُ الكَثِيرُ الواسعُ كالباعِقِ في المَطرِ والسَّيْلِ . وقد بَعقَ الوابِلُ الأَرْضَ بعاقاً بالضمِّ : إِذا شقها وأَسالَها . وبَعقَ الجَمَلَ بَعْقاً : إِذَا نَحَرَه وأَسالَ دَمَه وفي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ أَنهّ قالَ : ما بَقِي من المُنافِقِينَ إِلاّ أَرْبعَةٌ فقالَ رَجُلٌ : فأَيْن الذِّينَ يَبْعَقُونَ لِقاحَنا ويَنْقبُونَ بُيوتَنا فقالَ حُذَيْفَةُ : أَولئكَ هم الفاسِقُونَ قالَ أبو عُبَيْدٍ : أَي : يَنحَرُونَ إِبِلَنا ويسُيلون دِماءَها ويرْوَى بالتَّشديد . وبَعَقَه عن كَذا بَعْقاً كَشَفَه عن ابْنِ عَباّدٍ . وبَعَقَ البِئرَ بَعْقاً : حفَرَها نقله الزمخشري . ويُقال : عُقابٌ بَعَنْقاةٌ مثلُ عَقبْناة نقَلَه الجَوْهَرِيُّ وكذلِك عَبَنْقاة وقَعَنْباة وذلِك إِذا كانت حدِيدَةَ المَخالِبِ وقِيلَ : هي السَّرِيعَةُ الخطْفِ المُنكَرةُ وقال ابن الأَعرابِيِّ : وكلُّ ذلكَ على المبالَغةِ كما قالوا : أَسَد أَسِد وكَلْبٌ كَلِب . والتَّبْعِيقُ : التَّشْقِيقُ وقد بعِقَّ زق الخَمْرِ تَبْعِيقاً أَي : شَقَّقَها نَقَلَه الجَوْهِرِي . والانْبِعاقُ : أَنْ يَنْبَعِقَ عليك الشيء فجأةً من حَيْثُ لا تَحْسِبُه وأَنْتَ لا تَشعُرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشدَ :
بَيْنَما المَرءُ آمِنٌ راعَهُ را ... ئِعُ حَتْفٍ لم يَخشَ منه انْبِعاقَهْ وانْبَعَقَ المُزْنُ : انْبَعَجَ بالمَطَرِ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ وهو مَجازٌ قال الزَّمَخْشَرِيّ : وذلِكَ إِذا انْفَتَح بشِدَّة قال رُؤْبةُ :
" يَرِدْنَ تَحْتَ الأَثْلِ سياّحَ الدَّسَقْ
" أَخْضَرَ كالبُردِ غَزِير المُنْبَعق وانْبَعَقَ في الكَلام : إِذا انْدَفَعَ فيه ومنه الحَدِيث : أَنه تَكَلَّمَ لَدَيْهِ رَجُل فقال له : كَمْ دُونَ لِسانِكَ من حِجاب ؟ قال : لشَفتاي وأَسْناني فقال : إِنَّ اللّهَ يَكْرهُ الانْبِعاقَ في الكَلام فرَحِمَ الله وامْرَأً أَؤجر في كلامِهَ أَي : التَّوَسعَ فيه والتَّكثرَ منه ورُوِى عن عمَرَ - رضِيَ اللهُ عنه - : الانبعاقُ فيما لا يَنبَغِي من شَقاشقِ الشيْطانِ . كتبَعَّق ومنه قَولُ رُؤْبَةَ يَمْدح مرْوانَ بن محمدِ بنِ مرْوانَ بنِ الحكم :
" وجود مرْوانَ إِذا ندَفّقا
" جُود كجودِ الغَيثِ إِذْ تبَعَّقَا وابتعَقَ مثله وهو عَلَى افتعل نَقَلَهُ الصاغاني
ومما يستدرك عليه : الباعِقُ : المُؤَذَنُ قالَ :
تَيَممتُ بالكِديَونِ كي لا يَفوتني ... من المقْلَةِ البيضاءَ تَقرِيظ باعِقِ يعني تَرْجِيعَ المُؤَذِّنِ قالَ الأَزْهَرِي : ويرْوى . ناعِق بالنون من نَعَق الرّاعِي بغنَمِهِ ولعلهُما لغتانِ . وأَرض مَبْعُوقَة : أَصابَها البُعاقُ كذا في نوادِرِ العَرَبِ . ومَبْعَقُ المَفازَة متَسَعُها عن ابنِ فارِس والزَّمَخشرِي . وانْبَعَقَ فلانٌ بالجُودِ والكَرَم وهو مجاز . وسَحاب بعاق : يتَصَبَبُ بشدَّة . والبعْق : الشَّقُّ كالبَعجً