وصف و معنى و تعريف كلمة بم:


بم: كلمة تتكون من حرفين تبدأ بـ باء (ب) و تنتهي بـ ميم (م) و تحتوي على باء (ب) و ميم (م) .




معنى و شرح بم في معاجم اللغة العربية:



بم

جذر [بم]

  1. بَمّ: (اسم)
    • البَمُّ : الوَتَر الغليظُ من أَوتار العُود ، ويقابله في العود الحديث : العُشَيران
  2. بِمَ: (حرف/اداة)
    • أداة استفهام مركَّبة من حرف الجرّ الباء ،( ما ) الاستفهاميَّة وقد حذفت ألفها لدخول حرف الجرّ عليها
,
  1. بِمَ
    • بِمَ :-
      أداة استفهام مركَّبة من حرف الجرّ الباء ، و ( ما ) الاستفهاميَّة وقد حذفت ألفها لدخول حرف الجرّ عليها ( انظر : م ا - ما ) :- بِمَ تكتب ؟ - { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر



  2. بَمّ
    • بَمّ :-
      • البَمّ من العود ( الموسيقى ) أغلظ أوتاره
      • صوت البَمّ : صوت وتر غليظ في العود القديم ، يقابله في العود الحديث صوت وتر العشيران .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  3. البمّ من العود
    • ( سق ) أغلظ أوتاره ° صوت البَمّ

    المعجم: عربي عامة

  4. البَمُّ
    • البَمُّ : الوَتَر الغليظُ من أَوتار العُود ، ويقابله في العود الحديث : العُشَيران .

    المعجم: المعجم الوسيط



  5. بَمّ
    • بم - جمع بموم
      1 - بم من أوتار العود الوتر الغليظ . 2 - بم : أغلظ أصوات العود .

    المعجم: الرائد

,
  1. أبَرَ
    • ـ أبَرَ النَّخْلَ والزَّرْعَ ، يأْبُرُهُ ويأْبِرُهُ ، أبْراً وإباراً وإِبارَةً : أصْلَحَهُ ، كأَبَّره ،
      ـ ‏ أبَر الكلبَ : أطْعَمَه الإِبْرَةَ في الخُبْزِ ،
      ـ أبَر العَقْرَبُ : لَدَغَتْ
      ـ ‏ أبَرت بإِبْرَتِها : طَرَفِ ذَنَبِها ،
      ـ أبَر فلاناً : اغْتابَهُ ،
      ـ ‏ أبَر القومَ : أهْلَكَهُمْ .
      ـ إِبْرَةُ : مِسَلَّةُ الحَديدِ ، ج : إِبَرٌ وإِبارٌ .
      ـ أَبَّارُ : صانِعُ الإِبْرَة وبائِعُها ،
      ـ بائِعُ الإِبْرَة : إِبْرِيُّ ،
      ـ إِبْرَة : عَظْمُ وتَرَةِ العُرْقوبِ ، وطَرَفُ الذراع من اليَدِ ، أو عُظَيْمٌ مُسْتَوٍ مع طَرَفَي الزَّنْدِ من الذِّراعِ إلى طَرَفِ الإِصْبَعِ ، وما انْحَدَرَ من عُرْفوبِ الفَرَسِ ، وفَسيلُ المُقْل ، ج : إِبَرَاتٌ وإِبَرٌ ،
      إِبْرَة : النَّميمةُ ، وشَجَرٌ كالتِّينِ .
      ـ أَبَّارُ : البُرْغوثُ ،
      ـ إِشْيافُ الأَبَّارِ : دَواءٌ للعَيْنِ .
      ـ مِئْبَرُ : موضِعُ الإِبْرَةِ ، والنَّميمةُ ، وإفسادُ ذاتِ البَيْنِ ، كالمِئْبَرَةِ ، وما يُلْقَحُ به النَّخْلُ ، وما رَقَّ من الرَّمْلِ .
      ـ أبِرَ : صَلَحَ .
      ـ إِبْرَة : قرية ، منها : محمدُ بنُ الحسينِ الحافِظُ .
      ـ ائْتَبَرَهُ : سألَه أبْرَ نَخْلِه أو زَرْعِه ،
      ـ ‏ ائْتَبَر البِئْرَ : احْتَفَرَها .
      ـ أُبَيْر : ماءٌ ،
      ـ أُبَيْر ابنُ العَلاءِ : محدِّثٌ .
      ـ عِصْمَةُ بنُ أُبَيْرٍ ، وعُوَيْفُ بنُ الأَضْبَطِ بنِ أُبَيْرٍ : صحابِيَّانِ .
      ـ بنو أُبَيْرٍ : قَبيلةٌ .
      ـ أبْرينُ : لُغَةٌ في يَبْرينَ .
      ـ آبارُ : من كُوَرِ واسِطَ .
      ـ آبارُ الأَعْرابِ : موضع بين الأَجْفَرِ وفَيْدَ .
      ـ مِئْبَرَةُ من الدَّوْمِ : أوَّلُ ما يَنْبُتُ .
      ـ قولُ عَلِيٍّ ، عليه السلام : ‘‘ ولسْتُ بمَأْبورٍ في دينِي ’‘، أي : بمُتَّهَمٍ في دينِي فَيَتَألَّفَنِي النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، بتَزْويجي فاطمةَ ، ويُرْوى ‘‘ ولسْتُ بمَأْثورٍ في دينِي ’‘، أي : ممَّن يُؤْثَرُ عَنِّي الشَّرُّ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. أَثَرُ
    • ـ أَثَرُ : بَقِيَّةُ الشيءِ ، ج : آثارٌ وأُثورٌ ، والخَبَرُ .
      ـ الحُسَينُ بنُ عبدِ الملكِ ، وعبدُ المَلكِ بنُ مَنْصورٍ الأَثَرِيَّانِ : مُحَدِّثانِ .
      ـ خَرَجَ في إِثْرِهِ وأثَرِه : بعدَه .
      ـ ائْتَثَرَه وتَأَثَّرَهُ : تَبعَ أثَرَه .
      ـ أثَّرَ فيه تأثيراً : تَرَكَ فيه أثراً .
      ـ آثارُ : الأَعْلامُ .
      ـ أَثْرُ وإِثْرُ : فِرِنْدُ السَّيْفِ ، كالأَثيرِ ، ج : أُثورٌ ،
      ـ أَثْرُ : نَقْلُ الحديثِ وروايَتُه ، كالأَثارَةِ والأُثْرَةِ ، يأثِرُه ويَأثُرُه ،
      ـ أَثْرُ : إكْثارُ الفَحْلِ من ضِرابِ الناقَةِ ،
      ـ أُثْرُ وأُثُرُ : أثَرُ الجِراحِ يَبْقَى بعدَ البُرْءِ ، وماءُ الوجهِ ، وروْنَقهُ ،
      ـ أُثْرُ : وسِمَةٌ في باطِنِ خُفِّ البعيرِ يُقْتَفَى بها أثَرُهُ .
      ـ إِثْرُ وأُثْرُ : خُلاصَةُ السَّمْنِ .
      ـ أَثُرٌ وأَثِرٌ : رَجُلٌ يَسْتَأثِرُ على أصْحابِه ، أي : يَخْتارُ لنَفْسِه أشْياءَ حَسَنَةً ، والاسمُ : الأَثَرَةُ والأُثْرَةُ والإِثْرَةُ والأُثْرَى .
      ـ أثِرَ على أصْحابِهِ : فَعَلَ ذلك .
      ـ أُثْرَةُ : المَكْرُمَةُ المُتوارَثَةُ ، كالمَأْثَرَةِ والمَأْثُرَةِ ، والبَقِيَّةُ من العِلْمِ تُؤْثَرُ ، كالأَثَرَةِ والأَثارَةِ ، والجَدْبُ ، والحالُ غيرُ المَرْضِيَّةِ .
      ـ آثَرَهُ : أكْرَمَهُ .
      ـ أَثيرةُ : الدابَّةُ العظيمَةُ الأَثَرِ في الأرضِ بحافِرِها .
      ـ فَعَلَ آثِراً ما ، وآثِرَ ذِي أثيرٍ ، وأوَّلَ ذي أثيرٍ ، وأثيرَةَ ذِي أثيرٍ ، وأُثْرَةَ ذي أثيرٍ ، وإِثْرَ ذِي أثيرَيْنِ ، وأَثَرَ ذِي أثيرَيْنِ ، وآثِرَ ذَاتِ يَدَيْنِ وذي يَدَيْنِ : أوَّلَ كلِّ شيء .
      ـ سَيْفٌ مأثورٌ : في مَتْنِهِ أثَرٌ ، أو مَتْنُه حديدٌ أنيثٌ ، وشَفْرَتُه حديدٌ ذَكَرٌ ، أو هو الذي يَعْمَلُه الجِنُّ .
      ـ أثِرَ يَفْعَلُ كذا : طَفِقَ ،
      ـ أثِرَ على الأَمْرِ : عَزَمَ ،
      ـ أثِرَ له : تَفَرَّغَ .
      ـ آثَرَ : اخْتارَ ،
      ـ آثَرَ كذا بكذا : أتْبَعَه إيَّاه .
      ـ ثُؤْثُورُ : حَديدةٌ يُسْحَى بها باطِنُ خُفِّ البعيرِ ليُقْتَصَّ أثَرُه ، كالمِثْئَثَرَةِ ، ؟؟ والجِلْوازُ .
      ـ اسْتَأْثَرَ بالشيءِ : اسْتَبَدَّ به ، وخَصَّ به نَفْسَهُ ،
      ـ اسْتَأْثَرَ اللّه تعالى بِفُلانٍ : إذا ماتَ ورُجِيَ له الغُفْرانُ .
      ـ ذو الآثارِ : الأَسْوَدُ النَّهْشَلِيُّ ، لأِنَّهُ إذا هَجا قوْماً تَرَكَ فيهم آثاراً ، أو شِعْرُهُ في الأَشْعارِ كآثارِ الأَسَدِ في آثارِ السِّباعِ .
      ـ فلانٌ أثيري : منْ خُلَصائِي .
      ـ كثيرٌ أثيرٌ : إتْباعٌ .
      ـ أُثَيْرٌ : ابنُ عَمْرٍو السَّكونِيُّ الطَّبيبُ ، ومُغيرَةُ بنُ جَميلِ بنِ أُثَيْرٍ شَيْخٌ لأِبي سَعيدٍ الأَشَجِّ . وقولُ عَليّ ، رضِيَ الله عنه : ‘‘ ولَسْتُ بِمَأثورٍ في ديني ’‘ في : أ ب ر .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. بلينوفوبيا


    • الخوف من الطين والأوحال

    المعجم: عربي عامة

  4. بَلْيون
    • بَلْيون :-
      جمع بَلايين :
      1 - ألف مليون ( في الولايات المتحدة ) أو مليار .
      2 - مليون مليون في بريطانيا .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  5. بَليونير
    • بَليونير :-
      من يملك ثروة تعادل البليون من العملات .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  6. الربط بمؤشّر


    • مواكبة الأرقام لمعدّل التضخّم . ، وتعني بالانجليزية : index linking

    المعجم: مالية

  7. بما
    • بما :-
      كلمة مركَّبة مِنْ : حرف الجرّ الباء و ( ما ) وهي إمَّا اسم موصول بمعنى الذي إن وقع بعدها ما يصلح أن يكون صلة ، وإمَّا زائدة غير كافة إن وقع بعدها اسم مجرور :- شاركت بما هو مفيد : بالذي هو مفيد ، - أخذت الصندوق بما فيه : بالذي فيه ، - { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ } .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  8. بما رحُبت
    • مع رُحبها و سَعتها
      سورة : التوبة ، آية رقم : 25

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  9. بما رحُبت
    • مع رُحبها و سعتها
      سورة : التوبة ، آية رقم : 118


    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  10. بما حفظ الله
    • لهن من حقوقهنّ على أزواجهنّ
      سورة : النساء ، آية رقم : 34

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  11. بما عَهِد عندك
    • منْ كشف العذاب عمّن اهتدى
      سورة : الزخرف ، آية رقم : 49

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  12. بما كَسَبَتْ رَهينة
    • مَرْهونة عنده تعالى بعَمَلِـها
      سورة : المدثر ، آية رقم : 38


    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  13. فاصدع بما تؤمر
    • فاجهر به أو فامضه و نفّذه
      سورة : الحجر ، آية رقم : 94

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  14. بلا
    • " بَلَوْتُ الرجلَ بَلْواً وبَلاءً وابْتَلَيْته : اخْتَبَرْته ، وبَلاهُ يَبْلُوه بَلْواً إذا جَرَّبَه واخْتَبَره .
      وفي حديث حذيفة : لا أُبْلي أَحداً بَعْدَك أَبداً .
      وقد ابْتَلَيْتُه فأَبْلاني أَي اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرني .
      وفي حديث أُم سلمة : إنَّ مِنْ أَصْحابي مَنْ لا يَراني بَعدَ أَن فارَقَني ، فقال لها عمر : بالله أَمِنْهم أَنا ؟، قالت : لا ولن أُبْلِيَ أَحداً بعدَكَ أَي لا أُخبِر بعدَك أَحداً ، وأَصله من قولهم أَبْلَيتُ فُلاناً يميناً إذا حلفتَ له بيمين طَيَّبْتَ بها نفسه .
      وقال ابن الأَعرابي : أَبْلى بمعنى أَخْبَر .
      وابْتَلاه الله : امْتَحَنَه ، والاسم البَلْوَى والبِلْوَةُ والبِلْيَةُ والبَلِيَّةُ والبَلاءُ ، وبُلِيَ بالشيء بَلاءً وابْتُلِيَ ؛ والبَلاءُ يكون في الخير والشر .
      يقال : ابْتَلَيته بلاءً حسناً وبَلاءً سيِّئاً ، والله تعالى يُبْلي العبدَ بَلاءً حسناً ويُبْلِيه بلاءً سيِّئاً ، نسأَل الله تعالى العفو والعافية ، والجمع البَلايا ، صَرَفُوا فَعائِلَ إلى فَعالى كما قيل في إداوة .
      التهذيب : بَلاه يَبْلُوه بَلْواً ، إذا ابتَلاه الله ببَلاء ، يقال : ابْتَلاه الله ببَلاء .
      وفي الحديث : اللهم لا تُبْلنا إلاّ بالتي هي أَحسن ، والاسم البَلاء ، أَي لا تَمْتَحِنَّا .
      ويقال : أَبْلاه الله يُبْلِيه إبْلاءً حسناً إذا صنع به صُنْعاً جميلاً .
      وبَلاه اللهُ بَلاء وابْتَلاه أَي اختَبره .
      والتَّبالي : الاختبار .
      والبَلاء : الاختبار ، يكون بالخير والشر .
      وفي كتاب هرقل : فَمَشى قَيْصر إلى إيلِياء لمَّا أَبْلاهُ الله .
      قال القتيبي : يقال من الخير أَبْلَيْته إبْلاء ، ومن الشر بَلَوْته أَبْلُوه بَلاءً ، قال : والمعروف أَن الابتلاء يكون في الخير والشر معاً من غير فرق بين فعليهما ؛ ومنه قوله تعالى : ونَبْلُوكم بالشر والخير فتنة ؛ قال : وإنما مشى قيصر شكراً لاندفاع فارس عنه .
      قال ابن بري : والبَلاء الإنعام ؛ قال الله تعالى : وآتيناهم من الآيات ما فيه بَلاء مبين ؛ أَي إنعام بَيِّن .
      وفي الحديث : مَنْ أُبْليَ فَذَكَرَ فَقَد شَكَرَ ؛ الإبلاء : الإنعام والإحسان .
      يقال : بَلَوْت الرجلَ وأَبْلَيْت عندَه بَلاء حسناً .
      وفي حديث كعب بن مالك : ما عَلِمْتُ أَحداً أَبْلاه الله أَحسنَ مِمَّا أَبْلاني ، والبَلاءُ الاسم ، ممدودٌ .
      يقال : أَبْلاه اللهُ بَلاءً حسناً وأَبْلَيْته معروفاً ؛ قال زهير : جَزَى اللهُ بالإحسانِ ما فَعَلا بِكُمْ ، وأَبْلاهما خيرَ البَلاء الَّذي يَبْلُو أَي صَنَع بهما خيرَ الصَّنِيع الذي يَبْلُو به عباده .
      ويقال : بُلِيَ فلانٌ وابْتُلِيَ إذا امْتُحِنَ .
      والبلوَى : اسم من بَلاه الله يَبْلُوه .
      وفي حديث حذيفة : أَنه أُقِيمَتِ الصلاةُ فَتَدافَعوها فَتَقدَّمَ حذيفة فلما سَلَّم من صلاته ، قال : لتَبْتَلُنَّ لَها إماماً أَو لَتُصَلُّنَّ وُحْداناً ؛ قال شمر : قوله لتَبْتَلُنَّ لها إماماً يقول لتَخْتارُنَّ ، وأَصله من الابتلاء الاختبار من بلاه يبلوه ، وابتلاه أَي جَرَّبه ؛ قال : وذكره غيره في الباء والتاء واللام وهو مذكور في موضعه وهو أشبه .
      ونزلت بلاءِ على الكفار مثل قَطامِ : يعني البلاءَ .
      وأَبْلَيْت فلاناً عُذراً أَي بَيَّنت وجه العذر لأُزيل عني اللوم .
      وأَبْلاه عُذراً : أَدَّاه إليه فقبله ، وكذلك أَبْلاه جُهْدَه ونائِلَه .
      وفي الحديث : إنما النذْرُ ما ابْتُلِيَ به وجه الله أَي أُريد به وجههُ وقُصِدَ به .
      وقوله في حديث برّ الوالدين : أَبْلِ الله تعالى عُذْراً في بِرِّها أَي أَعْطِه وأَبْلِغ العُذرَ فيها إليه ؛ المعنى أَحسن فيما بينك وبين الله ببرك إياها .
      وفي حديث سعد يوم بدر : عَسَى أَن يُعْطَى هذا مَن لا يُبْلي بَلائي أَي يعملُ مثلَ عملي في الحرب ، كأَنه يريد أَفعل فعلاً أُخْتَبَر به فيه ويظهر به خيري وشري .
      ابن الأَعرابي : ويقال أَبْلَى فلان إذا اجتهد في صفة حرب أَو كرم .
      يقال : أَبْلَى ذلك اليومَ بَلاءً حسناً ، قال : ومثله بالَى يُبالي مُبالاةً ؛ وأَنشد : ما لي أَراكَ قائماً تُبالي ، وأَنتَ قد قُمْتَ من الهُزالِ ؟

      ‏ قال : سمعه وهو يقول أَكلْنا وشربْنا وفعَلْنا ، يُعَدِّد المكارمَ وهو في ذلك كاذب ؛ وقال في موضع آخر : معناه تبالي تنظر أَيهم أَحسن بالاً وأَنت هالك .
      قال : ويقال بالَى فلانٌ فلاناً مُبالاةً إذا فاخَرَه ، وبالاهُ يُباليهِ إذا ناقَصَه ، وبالَى بالشيء يُبالي به إذا اهْتَمَّ به ، وقيل : اشتقاقُ بالَيْتُ من البَالِ بالِ النفسِ ، وهو الاكْتِراثُ ؛ ومنه أَيضاً : لم يَخْطُرْ بِبالي ذلك الأَمر أَي لم يُكْرِثْني .
      ورجلٌ بِلْوُ شَرٍّ وبِلْيُ خَيرٍ أَي قَوِيٌّ عليه مبتَلًى به .
      وإنه لَبِلْوٌ وبِلْيٌ من أَبْلاء المالِ أَي قَيِّمٌ عليه .
      ويقال للراعي الحسنِ الرِّعْيَة : إنه لَبِلْوٌ من أَبْلائها ، وحِبْلٌ من أَحْبالِها ، وعِسْلٌ من أَعسالها ، وزِرٌّ من أَزرارِها ؛ قال عمر بن لَجَإ : فصادَفَتْ أَعْصَلَ من أَبْلائها ، يُعْجِبُه النَّزْعُ على ظمائها قلبت الواو في كل ذلك ياء للكسرة وضعف الحاجز فصارت الكسرة كأَنها باشرت الواو .
      وفلان بِلْيُ أَسفارٍ إذا كان قد بَلاهُ السفر والهَمُّ ونحوهما .
      قال ابن سيده : وجعل ابن جني الياء في هذا بدلاً من الواو لضعف حجز اللام كما ذكرناه في قوله فلان من عِلْيَةِ الناس .
      وبَلِيَ الثوبُ يَبْلَى بِلًى وبَلاء وأَبْلاه هو ؛ قال العجاج : والمَرْءُ يُبْلِيهِ بَلاءَ السِّربالْ كرُّ الليالي وانْتِقالُ الأَحوالْ أَراد : إبلاء السربال ، أَو أَراد : فيَبْلى بَلاء السِّربال ، إذا فَتَحتَ الباء مَدَدْتَ وإذا كَسرْتَ قَصَرْتَ ، ومثله القِرى والقَراءُ والصِّلى والصَّلاءُ .
      وبَلاَّه : كأَبْلاهُ ؛ قال العُجَير السلولي : وقائِلَةٍ : هذا العُجَيْرُ تَقَلَّبَتْ به أَبْطُنٌ بَلَّيْنَهُ وظُهور رَأَتْني تجاذَبْتُ الغَداةَ ، ومَن يَكُنْ فَتًى عامَ عامَ الماء ، فَهْوَ كَبير وقال ابن أَحمر : لَبِسْتُ أَبي حتى تَبَلَّيْتُ عُمْرَه ، وبَلَّيْتُ أَعْمامِي وبَلَّيْتُ خالِيا يريد أَي عشت المدة التي عاشها أَبي ، وقيل : عامَرتُه طُول حياتي ، وأَبْلَيْتُ الثَّوبَ .
      يقال للمُجِدِّ : أَبْلِ ويُخْلِفُ الله ، وبَلاَّهُ السَّفَرُ وبَلَّى عليه وأَبْلاه ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي ؛ قَلُوصانِ عَوْجاوانِ ، بَلَّى عَليهِما دُؤوبُ السُّرَى ، ثم اقْتِداحُ الهَواجِر وناقَةٌ بِلْوُ سفرٍ ، بكسر الباء : أَبلاها السفر ، وفي المحكم : قد بَلاَّها السفر ، وبِلْيُ سَفَر وبِلْوُ شَرّ وبِلْيُ شرّ ورَذِيَّةُ سَفَرٍ ورَذِيُّ سَفَر ورَذاةُ سَفَرٍ ، ويجمع رَذِيَّات ، وناقة بَلِيَّة : يموت صاحبها فيحفر لديها حفرة وتشدّ رأْسها إلى خلْفها وتُبْلَى أَي تترك هناك لا تعلف ولا تسقى حتى تموت جوعاً وعطشاً .
      كانوا يزعمون أَن الناس يحشرون يوم القيامة ركباناً على البلايا ، أَو مُشاة إذا لم تُعْكسَ مَطاياهم على قبورهم ، قلت : في هذا دليل على أَنهم كانوا يرون في الجاهلية البعث والحشر بالأَجساد ، تقول منه : بَلَّيتُ وأَبْلَيْت ؛ قال الطرماح : مَنازِل لا تَرَى الأَنْصابَ فيها ، ولا حُفَرَ المُبَلّي لِلمَنون أَي أَنها منازل أَهل الإسلام دون الجاهلية .
      وفي حديث عبد الرزاق : كانوا في الجاهلية يَعْقِرُون عندَ القبر بَقَرة أَو ناقة أَو شاةً ويُسمُّون العَقِيرَة البَلِيَّة ، كان إذا مات لهم من يَعِزّ عليهم أَخذوا ناقة فعقلوها عند قبره فلا تعلف ولا تسقى إلى أَن تموت ، وربما حفروا لها حفيرة وتركوها فيها إلى أَن تموت .
      وبَلِيَّة : بمعنى مُبْلاةٍ أَو مُبَلاَّة ، وكذلك الرَّذِيَّة بمعنى مُرَذَّاة ، فعِيلة بمعنى مُفْعَلة ، وجمعُ البَلِيَّةِ الناقةِ بَلايا ، وكان أَهل الجاهلية يفعلون ذلك .
      ويقال : قامت مُبَلِّيات فلان يَنُحْنَ عليه ، وهن النساء اللواتي يقمن حول راحلته فيَنُحْنَ إذا مات أَو قُتل ؛ وقال أَبو زُبيد : كالبَلايا رُؤُوسُها في الوَلايا ، مانِحاتِ السَّمومِ حُرَّ الخُدود المحكم : ناقة بِلْوُ سفر قد بلاها السفر ، وكذلك الرجل والبعير ، والجمع أَبلاءٌ ؛

      وأَنشد الأَصمعي لجَندَل بن المثنى : ومَنْهَلٍ من الأَنيس ناء ، شَبيهِ لَوْنِ الأَرْضِ بالسَّماءِ ، داوَيْتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ ابن الأَعرابي : البَلِيُّ والبَلِيَّةُ والبَلايا التي قد أَعْيت وصارت نِضْواً هالكاً .
      ويقال : فاقتك بِلْوُ سفر إذا أَبلاها السفر .
      المحكم : والبَلِيَّة الناقة أَو الدابة التي كانت تُعْقَلُ في الجاهلية ، تُشدّ عند قبر صاحبها لا تعلف ولا تسقى حتى تموت ، كانوا يقولون إن صاحبها يحشر عليها ؛ قال غَيْلان بن الرَّبعِي : باتَتْ وباتُوا ، كَبَلايا الأَبْلاءُ ، مُطْلَنْفِئِينَ عِندَها كالأَطْلاءْ يصف حَلْبة قادها أَصحابها إلى الغاية ، وقد بُلِيت .
      وأَبْلَيْت الرجلَ : أَحلفته .
      وابْتَلَى هو : استَحْلف واستَعْرَف ؛

      قال : تُبَغّي أَباها في الرِّفاقِ وتَبْتَلي ، وأَوْدَى به في لُجَّةِ البَحرِ تمسَحُ أَي تسأَلهم أَن يحلفوا لها ، وتقول لهم : ناشدتكم الله هل تعرفون لأَبي خبراً ؟ وأَبْلى الرجلَ : حَلَف له ؛

      قال : وإني لأُبْلي الناسَ في حُبّ غَيْرها ، فأَمَّا على جُمْلٍ فإنَي لا أُبْلي أَي أَحلف للناس إذا ، قالوا هل تحب غيرها أَني لا أُحب غيرها ، فأَما عليها فإني لا أَحلف ؛ قال أَبو سعيد : قوله تبتلي في البيت الأَول تختبر ، والابتلاء الاختبار بيمين كان أَو غيرها .
      وأَبلَيْت فلاناً يميناً إبْلاء إذا حلفت له فطيَّبت بها نفسه ، وقول أَوس بن حَجَر : كأَنَّ جديدَ الأَرضِ ، يُبْليكَ عنهُمُ ، تَقِيُّ اليَمينِ ، بعدَ عَهْدكَ ، حالِفُ أَي يحلف لك ؛ التهذيب : يقول كأَن جديد أَرض هذه الدار وهو وجهها لما عفا من رسومها وامَّحَى من آثارها حالفٌ تَقِيّ اليمين ، يحلف لك أَنه ما حل بهذه الدار أَحد لِدُروس معاهدها ومعالمها .
      وقال ابن السكيت في قوله يبليك عنهم : أَراد كأَنّ جديد الأَرض في حال إبلائه إياك أَي تطييبه إياك حالفٌ تقيّ اليمين .
      ويقال : أَبْلى الله فلانٌ إذا حلف ؛ قال الراجز : فَأَوْجِع الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرا ، أَو يُبْلِيَ الله يَميناً صَبْرا ويقال : ابتَلَيْت أَي استَحْلَفتُ ؛ قال الشاعر : تُسائِلُ أَسْماءُ الرِّفاقَ وتَبْتَلي ، ومنْ دُونِ ما يَهْوَيْنَ بابٌ وحاجبُ أَبو بكر : البِلاءُ هو أَن يقول لا أُبالي ما صَنَعْتُ مُبالاةً وبِلاءً ، وليس هو من بَليَ الثوبُ .
      ومن كلام الحسن : لم يُبالِهِمُ اللهُ بالَةً .
      وقولهم : لا أُباليه لا أَكْتَرِثُ له .
      ويقال : ما أُباليهِ بالةً وبالاً ؛
      ، قال ابن أَحمر : أَغَدْواً واعَدَ الحَيّ الزِّيالا ، وشَوْقاً لا يُبالي العَيْنَ بالا وبِلاءً ومُبالاةً ولم أُبالِ ولم أُبَلْ ، على القصر .
      وفي الحديث : وتَبْقَى حُثالَةٌ لا يُباليهمُ اللهُ بالةً ، وفي رواية : لا يُبالي بهم بالةً أَي لا يرفع لهم قدراً ولا يقيم لهم وزناً ، وأَصل بالةً باليةً مثل عافاه عافيةً ، فحذفوا الياء منها تخفيفاً كما حذفوا من لم أُبَلْ .
      يقال : ما بالَيته وما باليت به أَي لم أَكترث به .
      وفي الحديث : هؤلاء في الجنة ولا أُبالي وهؤلاء في النار ولا أُبالي ؛ وحكى الأَزهري عن جماعة من العلماء : أَن معناه لا أَكره .
      وفي حديث ابن عباس : ما أُباليه بالةً .
      وحديث الرجل مع عَمَله وأَهلِه ومالِهِ ، قال : هو أَقَلُّهم به بالةً أَي مبالاة .
      قال الجوهري : فإذا ، قالوا لم أُبَلْ حذفوا الأَلف تخفيفاً لكثرة الاستعمال كما حذفوا الياء من قولهم لا أَدْر ، كذلك يفعلون بالمصدر فيقولون ما أُبالِيه بالةً ، والأَصل فيه بالية .
      قال ابن بري : لم يحذف الأَلف من قولهم لم أَبل تخفيفاً ، وإنما حذفت لالتقاء الساكنين .
      ابن سيده :، قال سيبويه وسأَلت الخليل عن قولهم لَمْ أُبَلْ فقال : هي من باليت ، ولكنهم لما أَسكنوا اللام حذفوا الأَلف لئلا يلتقي ساكنان ، وإنما فعلوا ذلك بالجزم لأَنه موضع حذف ، فلما حذفوا الياء التي هي من نفس الحرف بعد اللام صارت عندهم بمنزلة نون يكن حيث أُسكنت ، فإسكان اللام هنا بمنزلة حذف النون من يكن ، وإنما فعلوا هذا بهذين حيث كثر في كلامهم حذف النون والحركات ، وذلك نحو مذ ولد وقد علم ، وإنما الأَصل منذ ولدن وقد علم ، وهذا من الشواذ وليس مما يقاس عليه ويطرد ، وزعم أَن ناساً من العرب يقولون لَمْ أُبَلِهِ ، لا يزيدون على حذف الأَلف كما حذفوا عُلَبِطاً ، حيث كثر الحذف في كلامهم كما حذفوا أَلف احمَرَّ وأَلف عُلَبِطٍ وواو غَدٍ ، وكذلك فعلوا بقولهم بَلِيّة كأَنها بالية بمنزلة العافية ، ولم يحذفوا لا أُبالي لأَن الحذف لا يقوى هنا ولا يلزمه حذف ، كما أَنهم إذا ، قالوا لم يكن الرجل فكانت في موضع تحرك لم تحذف ، وجعلوا الأَلف تثبت مع الحركة ، أَلا ترى أَنها لا تحذف في أُبالي في غير موضع الجزم ، وإنما تحذف في الموضع الذي تحذف منه الحركة ؟ وهو بِذِي بِلِّيٍّ وبَلَّى وبُلَّى وبِلَّى وبَلِيٍّ وبِلِيّانٍ وبَلَيانٍ ، بفتح الباء واللام إذا بعد عنك حتى لا تعرف موضعه .
      وقال ابن جني : قولهم أَتى على ذي بِلِيّانَ غير مصروف وهو علم البعد .
      وفي حديث خالد بن الوليد : أَنه ، قال إن عمر استعملني على الشام وهو له مُهِمٌّ ، فلما أَلْقَى الشامُ بَوانِيَهُ وصار ثنيه (* قوله « وصار ثنيه » كذا بالأصل ).
      عزلني واستعمل غيري ، فقال رجل : هذا والله الفِتْنةُ ؛ فقال خالد : أَما وابنُ الخطاب حيٌّ فلا ، ولكن ذاك إذا كان الناس بِذِي بِلِّيٍّ وذِي بَلَّى ؛ قوله : أَلْقَى الشامُ بَوانِيَهُ وصار ثنيه أَي قَرَّ قَرارُهُ واطْمَأَنَّ أَمرُه ،.
      وأَما قوله إذا كان الناس بذي بِلِّيٍّ فإن أَبا عبيد ، قال : أَراد تفرّق الناس وأَن يكونوا طوائف وفرقاً من غير إمام يجمعهم ، وكذلك كل من بعد عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بلَّيّ ، وهو من بَلَّ في الأَرض إذا ذهب ، أَراد ضياع أُمور الناس بعده ، وفيه لغة أُخرى : بذي بِلِّيان ؛ قال : وكان الكسائي ينشد هذا البيت في رجل يطيل النوم : تَنامُ ويَذْهبُ الأَقْوامُ حَتَّى يُقالَ : أُتَوا على ذي بِلِّيانِ يعني أَنه أَطال النوم ومضى أَصحابه في سفرهم حتى صاروا إلى الموضع الذي لا يعرف مكانهم من طول نومه ؛ قال ابن سيده : وصرفه على مذهبه .
      ابن الأَعرابي : يقال فلان بذي بليّ وذي بليّان إذا كان ضائعاً بعيداً عن أَهله .
      وتَبْلى وبَلِيٌّ : اسما قبيلتين .
      وبَلِيٌّ : حي من اليمن ، والنسبة إليهم بَلَوِيٌّ .
      الجوهري : بَلِيٌّ ، على فعيل ، قبيلة من قضاعة ، والنسبة إليهم بَلَوِيّ .
      والأَبْلاءُ : موضع .
      قال ابن سيده : وليس في الكلام اسم على أَفعال إلاّ الأَبواء والأَنْبار والأَبْلاء .
      وبَلَى : جواب استفهام فيه حرف نفي كقولك أَلم تفعل كذا ؟ فيقول : بلى .
      وبلى : جواب استفهام معقود بالجحد ، وقيل : يكون جواباً للكلام الذي فيه الجحد كقوله تعالى : أَلستُ بربكم ، قالوا بلى .
      التهذيب : وإنما صارت بلى تتصل بالجحد لأَنها رجوع عن الجحد إلى التحقيق ، فهو بمنزله بل ، وبل سبيلها أَن تأَتي بعد الجحد كقولك : ما قام أَخوك بل أَبوك ، وما أَكرمت أَخاك بل أَباك ،
      ، قال : وإذا ، قال الرجل للرجل أَلا تقوم ؟ فقال له : بلى ، أَراد بل أَقوم ، فزادوا الأَلف على بل ليحسن السكوت عليها ، لأَنه لو ، قال بل كان يتوقع كلاماً بعد بل ، فزادوا الأَلف ليزول عن المخاطَب هذا التوهم .
      قال الله تعالى : وقالوا لن تمسنا النار إلا أَياماً معدودة ، ثم ، قال : بلى من كسب سيئة ؛ والمعنى بل من كسب سيئة ؛ وقال المبرد : بل حكمها الاستدراك أَينما وقعت في جحد أَو إيجاب ، قال : وبلى يكون إيجاباً للمنفي لا غير .
      الفراء ، قال : بل تأْتي لمعنيين : تكون إضراباً عن الأَول وإيجاباً للثاني كقولك عندي له دينار لا بل ديناران ، والمعنى الآخر أَنها توجب ما قبلها وتوجب ما بعدها وهذا يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فنسيه ثم استدركه .
      قال الفراء : والعرب تقول بَلْ والله لا آتيك وبَنْ والله ، يجعلون اللام فيها نوناً ؛ قال : وهي لغة بني سعد ولغة كلب ، قال : وسمعت الباهليين يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ .
      ابن سيده : وقوله عز وجل : بَلَى قد جاءتك آياتي ؛ جاء ببلى التي هي معقودة بالجحد ، وإن لم يكن في الكلام لفظ جحد ، لأَن قوله تعالى : لو أَن الله هداني ؛ في قوّة الجحد كأَنه ، قال ما هُدِيتُ ، فقيل بلى قد جاءتك آياتي ؛ قال ابن سيده : وهذا محمول على الواو لأَن الواو أَظهر هنا من الياء ، فحملت ما لم تظهر فيه عى ما ظهرت فيه ؛ قال : وقد قيل إن الإمالة جائزة في بلى ، فإذا كان ذلك فهو من الياء .
      وقال بعض النحويين : إنما جازت الإمالة في بلى لأَنها شابهت بتمام الكلام واستقلاله بها وغنائها عما بعدها الأَسماء المستقبلة بأَنفسها ، فمن حيث جازت إمالة الأَسماء جازت أَيضاً إمالة بلى ، أَلا ترى أَنك تقول في جواب من ، قال أَلم تفعل كذا وكذا : بلى ، فلا تحتاج لكونها جواباً مستقلاً إلى شيء بعدها ، فلما قامت بنفسها وقويت لحقت في القوة بالأَسماء في جواز إمالتها كما أُميل أنَّى ومتى .
      الجوهري : بلى جواب للتحقيق يوجب ما يقال لك لأَنها ترك للنفي ، وهي حرف لأَنها نقيضة لا ، قال سيبويه : ليس بلى ونعم اسمين ، وقال : بلْ مخففٌ حرفٌ ، يعطف بها الحرف الثاني على الأَول فيلزمه مثل إعرابه ، وهو الإضراب عن الأَول للثاني ، كقولك : ما جاءني زيد بل عمرو ، وما رأَيت زيداً بل عمراً ، وجاءني أَخوك بل أَبوك ، تعطف بها بعد النفي والإثبات جميعاً ؛ وربما وضعوه موضع رب كقول الراجز : بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ يعني رب مهمه ، كما يوضع الحرف موضع غيره اتساعاً ؛ وقال آخر : بَلْ جَوْز تَيْهاءَ كظَهْرِ الحَجَفَتْ وقوله عز وجل : ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق ؛ قال الأَخفش عن بعضهم : إن بل ههنا بمعنى إنّ ، فلذلك صار القسم عليها ؛ قال : وربما استعملته العرب في قطع كلام واستئناف آخر فينشد الرجل منهم الشعر فيقول : بل ما هاجَ أَحزاناً وشَجْواً قَدْ شَجَا ويقول : بل وبَلْدَةٍ ما الإنسُ منْ آهالِها "

    المعجم: لسان العرب

  15. أمن
    • " الأَمانُ والأَمانةُ بمعنى ‏ .
      ‏ وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ ، وآمَنْتُ غيري من الأَمْن والأَمان ‏ .
      ‏ والأَمْنُ : ضدُّ الخوف ‏ .
      ‏ والأَمانةُ : ضدُّ الخِيانة ‏ .
      ‏ والإيمانُ : ضدُّ الكفر ‏ .
      ‏ والإيمان : بمعنى التصديق ، ضدُّه التكذيب ‏ .
      ‏ يقال : آمَنَ به قومٌ وكذَّب به قومٌ ، فأَما آمَنْتُه المتعدي فهو ضدُّ أَخَفْتُه ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وآمَنَهم من خوف ‏ .
      ‏ ابن سيده : الأَمْنُ نقيض الخوف ، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً ؛ حكى هذه الزجاج ، وأَمَنةً وأَماناً فهو أَمِنٌ ‏ .
      ‏ والأَمَنةُ : الأَمْنُ ؛ ومنه : أَمَنةً نُعاساً ، وإذ يَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً منه ، نصَب أَمَنةً لأَنه مفعول له كقولك فعلت ذلك حَذَر الشر ؛ قال ذلك الزجاج ‏ .
      ‏ وفي حديث نزول المسيح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : وتقع الأمَنةُ في الأَرض أَي الأَمْنُ ، يريد أَن الأَرض تمتلئ بالأَمْن فلا يخاف أَحدٌ من الناس والحيوان ‏ .
      ‏ وفي الحديث : النُّجومُ أَمَنةُ السماء ، فإذا ذهبت النجومُ أَتى السماءَ ما تُوعَد ، وأَنا أَمَنةٌ لأَصحابي فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يُوعَدون ، وأََصحابي أَمَنةٌ لأُمَّتي فإذا ذهبَ أصحابي أَتى الأُمَّةَ ما تُوعَد ؛ أَراد بِوَعْد السماء انشقاقَها وذهابَها يوم القيامة ‏ .
      ‏ وذهابُ النجومُ : تكوِيرُها وانكِدارُها وإعْدامُها ، وأَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بينهم من الفِتَن ، وكذلك أَراد بوعْد الأُمّة ، والإشارةُ في الجملة إلى مجيء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخير ، فإنه لما كان بين الناس كان يُبَيِّن لهم ما يختلفون فيه ، فلما تُوفِّي جالت الآراءُ واختلفت الأَهْواء ، فكان الصَّحابةُ يُسْنِدونَ الأَمرَ إلى الرسول في قول أَو فعل أَو دلالة حال ، فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ وقَويَت الظُّلَمُ ، وكذلك حالُ السماء عند ذهاب النجوم ؛ قال ابن الأَثير : والأَمَنةُ في هذا الحديث جمع أَمينٍ وهو الحافظ ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : وإذ جَعَلْنا البيتَ مثابةً للناس وأَمْناً ؛ قال أَبو إسحق : أَراد ذا أَمْنٍ ، فهو آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِين ؛ عن اللحياني ، ورجل أَمِن وأَمين بمعنى واحد ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وهذا البَلد الأَمين ؛ أَي الآمِن ، يعني مكة ، وهو من الأَمْنِ ؛ وقوله : أَلم تعْلمِي ، يا أَسْمَ ، ويحَكِ أَنني حلَفْتُ يميناً لا أَخونُ يَمين ؟

      ‏ قال ابن سيده : إنما يريد آمنِي ‏ .
      ‏ ابن السكيت : والأَمينُ المؤتمِن ‏ .
      ‏ والأَمين : المؤتَمَن ، من الأَضداد ؛

      وأَنشد ابن الليث أَيضاً : لا أَخونُ يَمِيني أََي الذي يأْتَمِنُني ‏ .
      ‏ الجوهري : وقد يقال الأَمينُ المأْمونُ كما ، قال الشاعر : لا أَخون أَميني أَي مأْمونِي ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : إن المتقِينَ في مقامٍ أَمينٍ ؛ أَي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ ‏ .
      ‏ وأَنتَ في آمِنٍ أَي في أَمْنٍ كالفاتح ‏ .
      ‏ وقال أَبو زياد : أَنت في أَمْنٍ من ذلك أَي في أَمانٍ ‏ .
      ‏ ورجل أُمَنَةٌ : يأْمَنُ كلَّ أَحد ، وقيل : يأْمَنُه الناسُ ولا يخافون غائلَته ؛ وأُمَنَةٌ أَيضاً : موثوقٌ به مأْمونٌ ، وكان قياسُه أُمْنةً ، أَلا ترى أَنه لم يعبَّر عنه ههنا إلا بمفعول ؟ اللحياني : يقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ صحابةً إيماناً أَي ما وَثِقْت ، والإيمانُ عنده الثِّقةُ ‏ .
      ‏ ورجل أَمَنةٌ ، بالفتح : للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء ‏ .
      ‏ ورجل أَمَنةٌ أَيضاً إذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد ، وكذلك الأُمَنَةُ ، مثال الهُمَزة ‏ .
      ‏ ويقال : آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إيماناً ، فأَمِنَ يأْمَنُ ، والعدُوُّ مُؤْمَنٌ ، وأَمِنْتُه على كذا وأْتَمَنْتُه بمعنىً ، وقرئ : ما لَك لا تأَمَننا على يوسف ، بين الإدغامِ والإظهارِ ؛ قال الأَخفش : والإدغامُ أَحسنُ ‏ .
      ‏ وتقول : اؤتُمِن فلانٌ ، على ما لم يُسمَّ فاعلُه ، فإن ابتدأْت به صيَّرْت الهمزة الثانية واواً ، لأن كلَّ كلمة اجتمع في أَولها هَمزتانِ وكانت الأُخرى منهما ساكنة ، فلك أَن تُصَيِّرها واواً إذا كانت الأُولى مضمومة ، أَو ياءً إن كانت الأُولى مكسورة نحو إيتَمَنه ، أَو أَلفاً إن كانت الأُولى مفتوحة نحو آمَنُ ‏ .
      ‏ وحديث ابن عمر : أَنه دخل عليه ابنُه فقال : إنّي لا إيمَنُ أَن يكون بين الناسِ قتالٌ أَي لا آمَنُ ، فجاء به على لغة من يكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو يِعْلَم ونِعْلم ، فانقلبت الأَلف ياء للكسرة قبلها ‏ .
      ‏ واسْتأْمَنَ إليه : دخل في أَمانِه ، وقد أَمَّنَه وآمَنَه ‏ .
      ‏ وقرأَ أَبو جعفر المدنيّ : لستَ مُؤَمَّناً أَي لا نُؤَمِّنك ‏ .
      ‏ والمَأْمَنُ : موضعُ الأَمْنِ ‏ .
      ‏ والأمنُ : المستجيرُ ليَأْمَنَ على نفسه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ وَبِرْ ، وَسَحّْ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ أَي لا إجارة ، أَحْسِبُوه : أَعطُوه ما يَكْفيه ، وقرئَ في سورة براءة : إنهم لا إِيمانَ لهم ؛ مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا وأَمَّنُوا المسلمين لم يَفُوا وغَدَروا ، والإيمانُ ههنا الإجارةُ ‏ .
      ‏ والأَمانةُ والأَمَنةُ : نقيضُ الخيانة لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه ، وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه ؛ عن ثعلب ، وهي نادرة ، وعُذْرُ مَن ، قال ذلك أَن لفظه إذا لم يُدْغم يصير إلى صورة ما أَصلُه حرفُ لين ، فذلك قولهم في افْتَعَل من الأَكل إيتَكَلَ ، ومن الإزْرةِ إيتَزَرَ ، فأَشْبه حينئذٍ إيتَعَدَ في لغة من لم يُبْدِل الفاء ياء ، فقال اتَّمَنَ لقول غيره إيتَمَنَ ، وأَجود اللغتين إقرارُ الهمزة ، كأَن تقول ائتمن ، وقد يُقَدِّر مثلُ هذا في قولهم اتَّهَلَ ، واسْتَأْمَنه كذلك ‏ .
      ‏ وتقول : اسْتَأْمَنني فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إيماناً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ ؛ مُؤْتَمَنُ القوم : الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً ، تقول : اؤتُمِنَ الرجل ، فهو مُؤْتَمَن ، يعني أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ على صلاتهم وصيامهم ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المَجالِسُ بالأَمانةِ ؛ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في المجلس من قولٍ أَو فعلٍ ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه ، والأََمانةُ تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثِّقةِ والأَمان ، وقد جاء في كل منها حديث ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الأَمانةُ غِنًى أَي سبب الغنى ، ومعناه أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَشْراطِ الساعة : والأَمانة مَغْنَماً أَي يرى مَن في يده أَمانةٌ أَن الخِيانَة فيها غَنيمةٌ قد غَنِمها ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الزَّرعُ أَمانةٌ والتاجِرُ فاجرٌ ؛ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التي تقع في التِّجارة من التَّزَيُّدِ في القول والحَلِف وغير ذلك ‏ .
      ‏ ويقال : ما كان فلانٌ أَميناً ولقد أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً ‏ .
      ‏ ورجلٌ أَمينٌ وأُمّانٌ أَي له دينٌ ، وقيل : مأْمونٌ به ثِقَةٌ ؛ قال الأَعشى : ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الـ أُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ ، بالضم والتشديد : هو الأَمينُ ، وقيل : هو ذو الدِّين والفضل ، وقال بعضهم : الأُمّان الذي لا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ ، وقال بعضهم : الأُمّان الزرّاع ؛ وقول ابن السكيت : شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي يُدْعى المَشُْوَّ ، طعْمُه كالشَّرْي الأَزهري : قرأْت في نوادر الأَعراب أَعطيت فلاناً مِنْ أَمْنِ مالي ، ولم يفسّر ؛ قال أَبو منصور : كأَنَّ معناه مِنْ خالِص مالي ومِنْ خالص دَواءِ المَشْي ‏ .
      ‏ ابن سيده : ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ ‏ .
      ‏ وآمَنَ بالشيء : صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أَخبره ‏ .
      ‏ الجوهري : أَصل آمَنَ أَأْمَنََ ، بهمزتين ، لُيِّنَت الثانية ، ومنه المُهَيْمِن ، وأَصله مُؤَأْمِن ، لُيِّنَتْ الثانيةُ وقلبت ياء وقلبت الأُولى هاء ، قال ابن بري : قوله بهمزتين لُيِّنَتْ الثانية ، صوابه أَن يقول أُبدلت الثانية ؛ وأَما ما ذكره في مُهَيْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُيِّنَتْ الهمزةُ الثانية وقلبت ياءً لا يصحُّ ، لأَنها ساكنة ، وإنما تخفيفها أَن تقلب أَلفاً لا غير ، قال : فثبت بهذا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ فهو مُهَيْمِنٌ لا غير ‏ .
      ‏ وحدَّ الزجاجُ الإيمانَ فقال : الإيمانُ إظهارُ الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، واعتقادُه وتصديقُه بالقلب ، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك ريبٌ ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لنا ؛ أَي بمُصدِّقٍ ‏ .
      ‏ والإيمانُ : التصديقُ ‏ .
      ‏ التهذيب : وأَما الإيمانُ فهو مصدر آمَنَ يُؤْمِنُ إيماناً ، فهو مُؤْمِنٌ ‏ .
      ‏ واتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَويّين وغيرهم أَن الإيمانَ معناه التصديق ‏ .
      ‏ قال الله تعالى :، قالتِ الأَعرابُ آمَنّا قل لَمْ تُؤْمِنوا ولكن قولوا أَسْلمنا ( الآية )، قال : وهذا موضع يحتاج الناس إلى تَفْهيمه وأَين يَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم وأَيْنَ يَسْتَويانِ ، والإسْلامُ إظهارُ الخضوع والقبول لما أَتى به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ ، فإن كان مع ذلك الإظْهارِ اعتِقادٌ وتصديق بالقلب ، فذلك الإيمانُ الذي يقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ ، وهو المؤمنُ بالله ورسوله غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه ، وأَن الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك رَيْبٌ فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً ، كما ، قال الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يَرتابوا وجاهدوا بأَموالهم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ أَي أُولئك الذين ، قالوا إنّا مؤمنون فهم الصادقون ، فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشريعة واسْتَسْلَم لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ ، فذلك الذي يقول أَسْلَمْتُ لأَن ال إيمان لا بدّ من أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً ، لأَن قولَكَ آمَنْتُ بالله ، أَو ، قال قائل آمَنْتُ بكذا وكذا فمعناه صَدَّقْت ، فأَخْرج الله هؤلاء من الإيمان فقال : ولَمّا يدْخل الإيمانُ في قُلوبِكم ؛ أَي لم تُصدِّقوا إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل ، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق مثلَ ما يُظْهِرُ ، والمسلمُ التامُّ الإسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها ، والمسلمُ الذي أَظهر الإسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة ، إلاّ أَن حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين ‏ .
      ‏ وقال الله تعالى حكاية عن إخْوة يوسف لأَبيهم : ما أَنت بمُؤْمِنٍ لنا ولو كُنّا صادقين ؛ لم يختلف أَهل التفسير أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا ، والأَصلُ في الإيمان الدخولُ في صِدْقِ الأَمانةِ التي ائْتَمَنه الله عليها ، فإذا اعتقد التصديقَ بقلبه كما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّى الأَمانةَ وهو مؤمنٌ ، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤدٍّ للأَمانة التي ائتمنه الله عليها ، وهو مُنافِقٌ ، ومَن زعم أَن الإيمان هو إظهار القول دون التصديقِ بالقلب فإنه لا يخلو من وجهين أَحدهما أَن يكون مُنافِقاً يَنْضَحُ عن المنافقين تأْييداً لهم ، أَو يكون جاهلاً لا يعلم ما يقول وما يُقالُ له ، أَخْرَجَه الجَهلُ واللَّجاجُ إلى عِنادِ الحقِّ وتَرْكِ قبولِ الصَّوابِ ، أَعاذنا الله من هذه الصفة وجعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم ، أَو جَهِل فتعلّم ممن عَلِمَ ، وسلَّمَنا من آفات أَهل الزَّيْغ والبِدَع بمنِّه وكرمه ‏ .
      ‏ وفي قول الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمَنوا بالله ورسوله ثم لَمْ يرتابوا وجاهَدوا بأَموالِهِم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ ما يُبَيّنُ لك أَن المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفة ، وأَن مَن لم يتضمّنْ هذه الصفة فليس بمؤمنٍ ، لأَن إنما في كلام العرب تجيء لِتَثْبيتِ شيءٍ ونَفْيِ ما خالَفَه ، ولا قوّةَ إلا بالله ‏ .
      ‏ وأَما قوله عز وجل : إنا عَرَضْنا الأَمانةَ على السموات والأَرضِ والجبالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ منها وحمَلَها الإنسانُ إنه كان ظَلُوماً جهولاً ؛ فقد روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أَنهما ، قالا : الأَمانةُ ههنا الفرائضُ التي افْتَرَضَها الله تعالى على عباده ؛ وقال ابن عمر : عُرِضَت على آدمَ الطاعةُ والمعصيةُ وعُرِّفَ ثوابَ الطاعة وعِقَابَ المعْصية ، قال : والذي عندي فيه أَن الأَمانة ههنا النِّيّةُ التي يعتقدها الإنسان فيما يُظْهِره باللّسان من الإيمان ويؤَدِّيه من جميع الفرائض في الظاهر ، لأَن الله عز وجل ائْتَمَنَه عليها ولم يُظْهِر عليها أَحداً من خَلْقِه ، فمن أَضْمر من التوحيد والتصديق مثلَ ما أَظهرَ فقد أَدَّى الأَمانةَ ، ومن أَضمَر التكذيبَ وهو مُصَدِّقٌ باللسان في الظاهر فقد حَمَل الأَمانةَ ولم يؤدِّها ، وكلُّ مَنْ خان فيما اؤتُمِنَ عليه فهو حامِلٌ ، والإنسان في قوله : وحملها الإنسان ؛ هو الكافر الشاكُّ الذي لا يُصدِّق ، وهو الظَّلُوم الجهُولُ ، يَدُلُّك على ذلك قوله : ليُعَذِّبَ اللهُ المُنافقينَ والمُنافقات والمُشركين والمُشْرِكاتِ ويتوبَ اللهُ على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن عبا ؟

      ‏ قال ، صلى الله عليه وسلم : الإيمانُ أَمانةٌ ولا دِينَ لِمَنْ لا أَمانةَ له ‏ .
      ‏ وفي حديث آخر : لا إيمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ له ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : فأَخْرَجْنا مَنْ كان فيها من المؤمنين ؛ قال ثعلب : المؤمِنُ بالقلب والمُسلِمُ باللسان ، قال الزجاج : صفةُ المؤمن بالله أَن يكون راجياً ثوابَه خاشياً عقابه ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ قال ثعلب : يُصَدِّق اللهَ ويُصدق المؤمنين ، وأَدخل اللام للإضافة ، فأَما قول بعضهم : لا تجِدُه مؤمناً حتى تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب أَي مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند غضبه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَنس : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : المؤمنُ مَن أَمِنَه الناسُ ، والمسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه ويَدِه ، والمُهاجِرَ من هَجَر السُّوءَ ، والذي نفسي بيده لا يدخلُ رجلٌ الجنة لا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه ‏ .
      ‏ وفي الحديث عن ابن عمر ، قال : أَتى رجلٌ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقال : مَنِ المُهاجرُ ؟ فقال : مَنْ هجَر السيئاتِ ، قال : فمَن المؤمنُ ؟، قال : من ائْتَمَنه الناس على أَموالِهم وأَنفسهم ، قال : فَمَن المُسلِم ؟، قال : مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه ويده ، قال : فمَن المجاهدُ ؟، قال : مَنْ جاهدَ نفسَه ‏ .
      ‏ قال النضر : وقالوا للخليل ما الإيمانُ ؟، قال : الطُّمأْنينةُ ، قال : وقالوا للخليل تقول أَنا مؤمنٌ ، قال : لا أَقوله ، وهذا تزكية ‏ .
      ‏ ابن الأَنباري : رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله ورسوله ‏ .
      ‏ وآمَنْت بالشيء إذا صَدَّقْت به ؛ وقال الشاعر : ومِنْ قَبْل آمَنَّا ، وقد كانَ قَوْمُنا يُصلّون للأَوثانِ قبلُ ، محمدا معناه ومن قبلُ آمَنَّا محمداً أَي صدَّقناه ، قال : والمُسلِم المُخْلِصُ لله العبادة ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل في قصة موسى ، عليه السلام : وأَنا أَوَّلُ المؤمنين ؛ أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنين بأَنّك لا تُرَى في الدنيا ‏ .
      ‏ وفي الحديث : نَهْرانِ مؤمنانِ ونَهْرانِ كافرانِ : أَما المؤمنانِ فالنيلُ والفراتُ ، وأَما الكافران فدِجْلةُ ونهْرُ بَلْخ ، جعلهما مؤمنَيْن على التشبيه لأَنهما يفيضانِ على الأَرضِ فيَسقِيانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ ، وجعل الآخَرَيْنِ كافِرَيْن لأَنهما لا يسقِيانِ ولا يُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة وكُلفةٍ ، فهذان في الخيرِ والنفعِ كالمُؤْمِنَيْنِ ، وهذان في قلَّة النفع كالكافِرَين ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لا يَزْني الزاني وهو مُؤْمِنٌ ؛ قيل : معناه النَّهْي وإن كان في صورة الخبر ، والأَصلُ حذْفُ الياء من يَزْني أَي لا يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِقُ ولا يَشْرَبْ ، فإن هذه الأَفعال لا تليقُ بالمؤمنين ، وقيل : هو وعيدٌ يُقْصَدُ به الرَّدْع ، كقوله عليه السلام : لا إيمانَ لمنْ لا أمانة له ، والمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه ويدِه ، وقيل : معناه لا يَزْني وهو كاملُ الإيمانِ ، وقيل : معناه أَن الهوى يُغطِّي الإيمانَ ، فصاحِبُ الهَوى لا يَزني إلاّ هواه ولا ينْظُر إلى إيمانه الناهي له عن ارتكابِ الفاحشة ، فكأَنَّ الإيمانَ في تلك الحالة قد انْعَدم ، قال : وقال ابن عباس ، رضي الله عنهما : الإيمانُ نَزِهٌ ، فإذا أَذْنَبَ العبدُ فارَقَه ؛ ومنه الحديث : إذا زَنَى الرجلُ خرجَ منه الإيمانُ فكان فوقَ رأْسه كالظُّلَّةِ ، فإذا أَقْلَع رجَع إليه الإيمانُ ، قال : وكلُّ هذا محمول على المجاز ونَفْي الكمالِ دون الحقيقة ورفع الإيمان وإِبْطالِه ‏ .
      ‏ وفي حديث الجارية : أعْتِقُها فإنها مُؤمِنةٌ ؛ إنما حكَمَ بإيمانِها بمُجرَّد سُؤاله إياها : أَين الله ؟ وإشارَتِها إلى السماء ، وبقوله لها : مَنْ أَنا ؟ فأَشارت إليه وإلى السماء ، يعني أنْتَ رسولُ الله ، وهذا القدر لا يكفي في ثبوت الإسلام والإيمان دون الإقرار بالشهادَتَيْن والتبرِّي من سائر الأَديان ، وإنما حكم عليه السلام بذلك لأَنه رأى منها أَمارة الإسلام وكوْنَها بين المسلمين وتحت رِقِّ المُسْلِم ، وهذا القدر يكفي علَماً لذلك ، فإن الكافر إذا عُرِضَ عليه الإسلامُ لم يُقْتَصَرْ منه على قوله إني مُسْلِمٌ حتى يَصِفَ الإسلامَ بكماله وشرائِطه ، فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه في الكفر والإيمان فقال إني مُسْلِم قَبِلْناه ، فإذا كان عليه أَمارةُ الإسلامِ من هَيْئَةٍ وشارةٍ ودارٍ كان قبولُ قوله أَولى ، بل يُحْكَمُ عليه بالإسلام وإنْ لم يَقُلْ شيئاً ‏ .
      ‏ وفي حديث عُقْبة بن عامر : أَسْلم الناسُ وآمَنَ عمرُو بن العاص ؛ كأَنَّ هذا إشارةٌ إلى جماعةٍ آمَنوا معه خوفاً من السيف وأنَّ عَمْراً كان مُخْلِصاً في إيمانه ، وهذا من العامّ الذي يُرادُ به الخاصّ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : ما مِنْ نبيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ منَ الآياتِ ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ ، وإنما كان الذي أُوتِيتُهُ وحْياً أَوْحاهُ اللهُ إليَّ أَي آمَنوا عند مُعايَنة ما آتاهم من الآياتِ والمُعْجِزات ، وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ القرآن الذي خُصَّ به ، فإنه ليس شيء من كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن ‏ .
      ‏ وفي الحديث : مَنْ حَلَف بالأَمانةِ فليس مِنَّا ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن تكون الكراهةُ فيه لأجل أَنه أُمِر أَن يُحْلَفَ بأَسماءِ الله وصفاتِه ، والأَمانةُ أَمرٌ من أُمورِه ، فنُهُوا عنها من أَجل التسوية بينها وبين أَسماء الله ، كما نُهوا أَن يحلِفوا بآبائهم ‏ .
      ‏ وإذا ، قال الحالفُ : وأَمانةِ الله ، كانت يميناً عند أَبي حنيفة ، والشافعيُّ لا يعدُّها يميناً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَسْتَوْدِعُ الله دينَكَ وأمانتَكَ أَي أَهلك ومَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ منهم ، ومالَكَ الذي تُودِعُه وتستَحْفِظُه أَمِينَك ووكِيلَكَ ‏ .
      ‏ والأَمينُ : القويُّ لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه ‏ .
      ‏ وناقةٌ أَمون : أَُمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ ، قد أُمِنَتْ أَن تكون ضعيفةً ، وهي التي أُمِنتْ العِثَارَ والإعْياءَ ، والجمع أُمُنٌ ، قال : وهذا فعولٌ جاء في موضع مَفْعولةٍ ، كما يقال : ناقة عَضوبٌ وحَلوبٌ ‏ .
      ‏ وآمِنُ المالِ : ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ ، عنَى بالمال الإبلَ ، وقيل : هو الشريفُ من أَيِّ مالٍ كانَ ، كأَنه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن يُبْذَل ؛ قال الحُوَيْدرة : ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا ، ونُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي ‏ .
      ‏ قولُه : ونَقِي بآمِنِ مالِنا (* قوله « ونقي بآمن مالنا » ضبط في الأصل بكسر الميم ، وعليه جرى شارح القاموس حيث ، قال هو كصاحب ، وضبط في متن القاموس والتكملة بفتح الميم ) ‏ .
      ‏ أَي ونَقِي بخالِصِ مالِنا ، نَدَّعي ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً لنا في الحرب ‏ .
      ‏ وآمِنُ الحِلْم : وَثِيقُه الذي قد أَمِنَ اخْتِلاله وانْحِلاله ؛ قال : والخَمْرُ لَيْسَتْ منْ أَخيكَ ، ولكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ ويروى : تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَي بتامِّه ‏ .
      ‏ التهذيب : والمُؤْمنُ مِن أَسماءِ الله تعالى الذي وَحَّدَ نفسَه بقوله : وإِلهُكم إِلهٌ واحدٌ ، وبقوله : شَهد الله أَنه لا إِله إِلاَّ هو ، وقيل : المُؤْمِنُ في صفة الله الذي آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه ، وقيل : المُؤْمن الذي آمَنَ أَوْلياءَ عذابَه ، قال :، قال ابن الأَعرابي ، قال المنذري سمعت أَبا العباس يقول : المُؤْمنُ عند العرب المُصدِّقُ ، يذهب إلى أَنَّ الله تعالى يُصدّق عبادَه المسلمين يومَ القيامة إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبليغ رُسُلِهم ، فيقولون : ما جاءنا مِنْ رسولٍ ولا نذير ، ويكذِّبون أَنبياءَهم ، ويُؤْتَى بأُمَّة محمد فيُسْأَلون عن ذلك فيُصدِّقونَ الماضِينَ فيصدِّقُهم الله ، ويصدِّقهم النبيُّ محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وهو قوله تعالى : فكيفَ إذا جِئْنا بك على هؤُلاء شهيداً ، وقوله : ويُؤْمِنُ للمؤْمنين ؛ أَي يصدِّقُ المؤْمنين ؛ وقيل : المُؤْمن الذي يَصْدُق عبادَه ، ما وَعَدَهم ، وكلُّ هذه الصفات لله عز وجل لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إليه عبادَه من توحيد ، وكأَنه آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه وما وَعَدَنا من البَعْثِ والجنَّةِ لمن آمَنَ به ، والنارِ لمن كفرَ به ، فإنه مصدَّقٌ وعْدَه لا شريك له ‏ .
      ‏ قال ابن الأَثير : في أَسماء الله تعالى المُؤْمِنُ ، هو الذي يَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإيمانِ التصديقِ ، أَو يُؤْمِنُهم في القيامة عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف ‏ .
      ‏ المحكم : المُؤْمنُ اللهُ تعالى يُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه ، وهو المهيمن ؛ قال الفارسي : الهاءُ بدلٌ من الهمزة والياء مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج ؛ وقال ثعلب : هو المُؤْمِنُ المصدِّقُ لعبادِه ، والمُهَيْمِنُ الشاهدُ على الشيء القائمُ عليه ‏ .
      ‏ والإيمانُ : الثِّقَةُ ‏ .
      ‏ وما آمنَ أَن يَجِدَ صَحابةً أَي ما وَثِقَ ، وقيل : معناه ما كادَ ‏ .
      ‏ والمأْمونةُ من النساء : المُسْتراد لمثلها ‏ .
      ‏ قال ثعلب : في الحديث الذي جاء ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ ؛ معنى ما آمَنَ بي شديدٌ أَي ينبغي له أَن يُواسيَه ‏ .
      ‏ وآمينَ وأَمينَ : كلمةٌ تقال في إثْرِ الدُّعاء ؛ قال الفارسي : هي جملةٌ مركَّبة من فعلٍ واسم ، معناه اللهم اسْتَّجِبْ لي ، قال : ودليلُ ذلك أَن موسى ، عليه السلام ، لما دعا على فرعون وأَتباعه فقال : رَبَّنا اطْمِسْ على أَموالِهِم واشْدُدْ على قلوبهم ، قال هرون ، عليه السلام : آمِينَ ، فطبَّق الجملة بالجملة ، وقيل : معنى آمينَ كذلك يكونُ ، ويقال : أَمَّنَ الإمامُ تأْميناً إذا ، قال بعد الفراغ من أُمِّ الكِتاب آمين ، وأَمَّنَ فلانٌ تأْميناً ‏ .
      ‏ الزجاج في قول القارئ بعد الفراغ من فاتحة الكتاب آمينَ : فيه لغتان : تقول العرب أَمِينَ بِقَصْرِ الأَلف ، وآمينَ بالمد ، والمدُّ أَكثرُ ، وأَنشد في لغة مَنْ قَصَر : تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ ، إذ سأَلتُه أَمينَ ، فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا وروى ثعلب فُطْحُل ، بضم الفاء والحاء ، أَرادَ زادَ اللهُ ما بيننا بُعْداً أَمين ؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر : سَقَى الله حَيّاً بين صارةَ والحِمَى ، حِمَى فَيْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ أَمِينَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إليهمُ بِخَيْرٍ ، ووَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ وقال عُمَر بن أَبي ربيعة في لغة مَنْ مدَّ آمينَ : يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً ، ويرْحمُ اللهُ عَبْداً ، قال : آمِين ؟

      ‏ قال : ومعناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ ، وقيل : هو إيجابٌ ربِّ افْعَلْ ، قال : وهما موضوعان في موضع اسْمِ الاستحابةِ ، كما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ سُكوتٍ ، قال : وحقُّهما من الإعراب الوقفُ لأَنهما بمنزلة الأَصْواتِ إذا كانا غيرَ مشتقين من فعلٍ ، إلا أَن النون فُتِحت فيهما لالتقاء الساكنين ولم تُكسر النونُ لثقل الكسرة بعد الياء ، كما فتحوا أَينَ وكيفَ ، وتشديدُ الميم خطأٌ ، وهو مبنيٌ على الفتح مثل أَينَ وكيف لاجتماع الساكنين ‏ .
      ‏ قال ابن جني :، قال أَحمد ابن يحيى قولهم آمِينَ هو على إشْباع فتحةِ الهمزة ، ونشأَت بعدها أَلفٌ ، قال : فأَما قول أَبي العباس إنَّ آمِينَ بمنزلة عاصِينَ فإنما يريدُ به أَن الميم خفيفة كصادِ عاصِينَ ، لا يُريدُ به حقيقةَ الجمع ، وكيف ذلك وقد حكي عن الحسن ، رحمه الله ، أَنه ، قال : آمين اسمٌ من أَسماء الله عز وجل ، وأَين لك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير ؟ وقال مجاهد : آمين اسم من أَسماء الله ؛ قال الأَزهري : وليس يصح كما ، قاله عند أَهل اللغة أَنه بمنزلة يا الله وأَضمر اسْتَجِبْ لي ، قال : ولو كان كما ، قال لرُفِعَ إذا أُجْرِي ولم يكن منصوباً ‏ .
      ‏ وروى الأَزهري عن حُمَيْد بن عبد الرحمن عن أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بنت عُقبة في قوله تعالى : واسْتَعِينوا بالصَّبْرِ والصَّلاةِ ، قالت : غُشِيَ على عبد الرحمن بن عوفٍ غَشيةَ ظَنُّوا أَنَّ نفْسَه خرجت فيها ، فخرجت امرأَته أُم كلثوم إلى المسجد تسْتَعين بما أُمِرَتْ أَن تسْتَعينَ به من الصَّبْرِ والصَّلاةِ ، فلما أَفاقَ ، قال : أَغُشِيَ عليَّ ؟، قالوا : نعمْ ، قال : صدَقْتُمْ ، إنه أَتاني مَلَكانِ في غَشْيَتِي فقالا : انْطلِقْ نحاكِمْكَ إلى العزيز الأَمين ، قال : فانطَلَقا بي ، فلقِيَهُما مَلَكٌ آخرُ فقال : وأَين تُرِيدانِ به ؟، قالا : نحاكمه إلى العزيز الأمين ، قال : فارْجِعاه فإن هذا ممن كتَب الله لهم السعادةَ وهم في بطون أُمَّهاتهم ، وسَيُمَتِّعُ الله به نبيَّه ما شاء الله ، قال : فعاش شهراً ثم ماتَ ‏ .
      ‏ والتَّأْمينُ : قولُ آمينَ ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي هريرة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : آمين خاتَمُ ربِّ العالمين على عباده المؤمنين ؛
      ، قال أَبو بكر : معناه أَنه طابَعُ الله على عبادِه لأَنه يَدْفعُ به عنهم الآفات والبَلايا ، فكان كخاتَم الكتاب الذي يَصُونه ويمنع من فسادِه وإظهارِ ما فيه لمن يكره علمه به ووُقوفَه على ما فيه ‏ .
      ‏ وعن أَبي هريرة أَن ؟

      ‏ قال : آمينَ درجةٌ في الجنَّة ؛ قال أَبو بكر : معناه أَنها كلمةٌ يكتَسِبُ بها قائلُها درجةً في الجنة ‏ .
      ‏ وفي حديث بلال : لا تسْبِقْني بآمينَ ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن يكون بلالٌ كان يقرأُ الفاتحةَ في السَّكتةِ الأُولى من سكْتَتَي الإمام ، فربما يبقى عليه منها شيءٌ ورسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قد فرَغ من قراءتِها ، فاسْتَمْهَلَه بلال في التأْمينِ بِقَدْرِ ما يُتِمُّ فيه قراءةَ بقيَّةِ السورة حتى يَنَالَ بركةَ موافَقتِه في التّأْمين .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى بم في قاموس معاجم اللغة

المعجم الوسيط
الوَتَر الغليظُ من أَوتار العُود، ويقابله في العود الحديث: العُشَيران. ( مو ).
الرائد
* بم. ج بموم. 1-من أوتار العود: الوتر الغليظ. 2-أغلظ أصوات العود.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: