التَّغَرانُ محرَّكةً : الغَلَيَانُ والفِعْلُ منه تَغِرَ كمَنَعَ وعَلِمَ يقال : تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُو تَغِرَتْ تَتْغَرُ الكسرُ لغةٌ في الفتح تَغَراناً إذا غَلَتْ وأنشد :
وصَهْبَاءَ مَيْسَانِيَّةٍ لم يَقُمْ بِهَا ... حَنِيفٌ ولم تَتْغَرْ بها ساعةً قِدْرُ . كذا في التَّهْذِيب أو الصّوابُ النَّغَرانُ بالنُّون مصدرُ نَغَرَ ونَغِرَ ولم يُسمع تَغِرَ بالتَّاءِ أي فهي مُهْمَلَةٌ وإنّمَا تَصْحّفَ على الخَليلِ وهو ابنُ أحمدَ وتَبِعَه الجوهريُّ وغيرُه
قال الأزهريُّ : وأمّا تَغَرَ بالتَّاءِ فإن أبا عُبَيْدَةَ رَوَى في باب الجِراح قال : فإنْ سال منه الدَّمُ قيل : جُرْحٌ تَغَّارٌ ودَمٌ تَغّارٌ قال : وقال غيره : جُرْحٌ نَعّارٌ بالعَيْنِ والنُّون وقد رُوِيَ عن ابن الأعْرَابيّ : جُرْحٌ تَغّارٌ ونَغَّارٌ ومَن جَمَعَ بين اللُّغَتَيْنِ فَصُحَتا معاً ورَواهما شَمِرٌ عن أبي مالِكٍ : تَغَرَ ونَغَرَ ونَعَرَ . قال شيخُنَا : والاعتراضُ أورَدَه ابنُ بَرِّيٍّ والزُّبيديُّ وتَبِعَهما المصنِّفُ تقليداً وقد تَعَقَّبوهم وصَحَّحوا أنّ ما حَكاه الخليلُ هو الصَّوابُ
من المَجاز : التُّغُورُ بالضمِّ : انفجارُ السَّحَابِ بالماءِ وانفجارُ الكَلْبِ بالبَوْلِ مأْخوذٌ مِن تَغَرَ الجُرْحُ . والتِّيغارُ : كقِيفال : الإجّانَةُ والعامَّةُ تقولُه : تِغار بحذف الياءِ . وجُرْحٌ تَغَّارٌ : تَعّارٌ وكذا دَمٌ تَغّارٌ وقد سَبَقَ عن أبي عُبَيْدَةَ في باب الجِراح
من المَجاز : ناقةٌ تَغّارَةٌ مشدَّداً أي تَزَبَّدُ عند العَدْوِ وتَشْتَدُّ ولا تَنْثَنِي في مَرِّهَا شُبِّه بتَغَرانِ القِدْرِ . وتَغَرَ العِرْقُ كمَنَعَ : انْفَجَرَ بالدَّمِ وسالَ وعِرْقٌ تَغّارٌ
من ذلك : تَغَرتِ الْقِرْبَةُ إذا خَرَجَ الماءُ مِن خَرْقٍ فيها كما يَنْفَجِرُ العِرْقُ بالدَّمِ