" البَمُّ من العُود : معروف أَعجمي . الجوهري : البَمُّ الوَتَر الغليظ من أَوتار المَزاهِر . التهذيب : بَمُّ العُودِ الذي يُضْرَب به هو أَحدُ أَوتارِه ، وليس بعربي . ابن سيده : وبَمُّ ، غير مصروف ، أَرض من بكِرْمان . وفي الحديث : مدينة بكِرْان ، وقيل : موضع ؛ قال الطرماح : ألا أَيها الليل الذي طالَ أَصْبِحِ بِبَمَّ ، وما الإصْباح فيك بأَرْوَحِ وأَورد الأَزهري للطِّرِمَّاح : أَلَيْلَتَنا في بَمِّ كِرْمانَ أَصْبِحِي "
المعجم: لسان العرب
موت
" الأَزهري عن الليث : المَوْتُ خَلْقٌ من خَلق اللهِ تعالى . غيره : المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الحياة . والمُواتُ ، بالضم : المَوْتُ . ماتَ يَمُوتُ مَوْتاً ، ويَمات ، الأَيرة طائيَّة ؛
قال : بُنَيَّ ، يا سَيِّدةَ البَناتِ ، عِيشي ، ولا يُؤْمَنُ أَن تَماتي (* قوله « بني يا سيدة إلخ » الذي في الصحاح بنيتي سيدة إلخ . ولا نأمن إلخ .) وقالوا : مِتَّ تَموتُ ؛ قال ابن سيده : ولا نظير لها من المعتل ؛ قال سيبويه : اعْتَلَّتْ من فَعِلَ يَفْعُلُ ، ولم تُحَوَّلْ كما يُحَوَّلُ ، قال : ونظيرها من الصحيح فَضِلَ يَفْضُل ، ولم يجئ على ما كَثُر واطَّرَدَ في فَعِل . قال كراع : ماتَ يَمُوتُ ، والأَصْلُ فيه مَوِتَ ، بالكسر ، يَمُوتُ ؛ ونظيره : دِمْتَ تَدومُ ، إِنما هو دَوِمَ ، والاسم من كل ذلك المَيْتةُ . ورجل مَيِّتٌّ ومَيْتٌ ؛ وقيل : المَيْتُ الذي ماتَ ، والمَيِّتُ والمائِتُ : الذي لم يَمُتْ بَعْدُ . وحكى الجوهريُّ عن الفراء : يقال لمنْ لم يَمُتْ إِنه مائِتٌ عن قليل ، ومَيِّتٌ ، ولا يقولون لمن ماتَ : هذا مائِتٌ . قيل : وهذا خطأٌ ، وإِنما مَيِّتٌ يصلح لِما قد ماتَ ، ولِما سَيَمُوتُ ؛ قال الله تعالى : إِنك مَيِّتٌ وإِنهم مَيِّتُونَ ؛ وجمع بين اللغتين عَدِيُّ بنُ الرَّعْلاء ، فقال : ليس مَن مات فاسْتراحَ بمَيْتٍ ، إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ إِنما المَيْتُ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً ، كاسِفاً بالُه ، قليلَ الرَّجاءِ فأُناسٌ يُمَصَّصُونَ ثِماداً ، وأُناسٌ حُلُوقُهمْ في الماءِ فجعلَ المَيْتَ كالمَيِّتِ . وقومٌ مَوتى وأَمواتٌ ومَيِّتُون ومَيْتون . وقال سيبويه : كان بابُه الجمع بالواو والنون ، لأَن الهاء تدخل في أُنثاه كثيراً ، لكنَّ فَيْعِلاً لمَّا طابَقَ فاعلاً في العِدَّة والحركة والسكون ، كَسَّرُوه على ما قد يكسر عليه ، فأُعِلَّ كشاهدٍ وأَشهاد . والقولُ في مَيْتٍ كالقول في مَيِّتٍ ، لأَنه مخفف منه ، والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة ومَيْتٌ ، والجمع كالجمع . قال سيبويه : وافق المذكر ، كما وافقه في بعض ما مَضى ، قال : كأَنه كُسِّرَ مَيْتٌ . وفي التنزيل العزيز : لِنُحْيِيَ به بَلدةً مَيْتاً ؛ قال الزجاج :، قال مَيْتاً لأَن معنى البلدة والبلد واحد ؛ وقد أَماتَه اللهُ . التهذيب :، قال أَهل التصريف مَيِّتٌ ، كأَنَّ تصحيحَه مَيْوِتٌ على فَيْعِل ، ثم أَدغموا الواو في الياء ، قال : فَرُدَّ عليهم وقيل إِن كان كما قلتم ، فينبغي أَن يكون مَيِّتٌ على فَعِّلٍ ، فقالوا : قد علمنا أَن قياسه هذا ، ولكنا تركنا فيه القياسَ مَخافَة الاشتباه ، فرددناه إِلى لفظ فَيْعِلٍ ، لأَن مَيِّت على لفظ فَيعِل . وقال آخرون : إِنما كان في الأَصل مَوْيِت ، مثل سَيِّد سَوْيدٍ ، فأَدغمنا الياء في الواو ، ونقلناه فقلنا مُيِّتٌ . وقال بعضهم : قيل مَيْت ، ولم يقولوا مَيِّتٌ ، لأَن أَبنية ذوات العلة تخالف أَبنية السالم . وقال الزجاج : المَيْتُ المَيِّتُ بالتشديد ، إِلاَّ أَنه يخفف ، يقال : مَيْتٌ ومَيِّتٌ ، والمعنى واحد ، ويستوي فيه المذكر والمؤَنث ؛ قال تعالى : لنُحْييَ به بلدةً مَيْتاً ، ولم يقل مَيْتةً ؛
وقوله تعالى : ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّت ؛ إِنما معناه ، والله أَعلم ، أَسباب الموت ، إِذ لو جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ به لا مَحالَة . وموتُ مائتٌ ، كقولك ليلٌ لائلٌ ؛ يؤْخذ له من لفظه ما يُؤَكَّدُ به . وفي الحديث : كان شِعارُنا يا مَنْصُورُ : أَمِتْ أَمِتْ ، هو أَمر بالموت ؛ والمُراد به التَّفاؤُل بالنَّصر بعد الأَمر بالإِماتة ، مع حصول الغَرضِ للشِّعار ، فإِنهم جعلوا هذه الكلمة علامة يَتعارفُون بها لأَجل ظلمة الليل ؛ وفي حديث الثُّؤْم والبَصلِ : من أَكلَهما فلْيُمِتْهما طَبْخاً أَي فلْيُبالغ في طبخهما لتذهب حِدَّتُهما ورائحتهما . وقوله تعالى : فلا تَموتُنَّ إِلاَّ وأَنتم مسلمون ؛ قال أَبو إِسحق : إِ ؟
قال قائل كيف ينهاهم عن الموت ، وهم إِنما يُماتون ؟ قيل : إِنما وقع هذا على سعة الكلام ، وما تُكْثِرُ العربُ استعمالَه ؛ قال : والمعنى الزَمُوا الإِسلام ، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صادفكم مسلمين . والمِيتَةُ : ضَرْبٌ من المَوْت . غيره : والمِيتةُ الحال من أَحوال المَوْت ، كالجِلْسة والرِّكْبة ؛
يقال : ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً ؛ وفي حديث الفتن : فقد ماتَ مِيتةً جاهليةً ، هي ، بالكسر ، حالةُ الموتِ أَي كما يموتُ أَهل الجاهلية من الضلال والفُرقة ، وجمعُها مِيَتٌ . أَبو عمرو : ماتَ الرجلُ وهَمَدَ وهَوَّم إِذا نامَ . والمَيْتةُ : ما لم تُدْرَكْ تَذْكيته . والمَوْتُ : السُّكونُ . وكلُّ ما سَكنَ ، فقد ماتَ ، وهو على المَثَل . وماتَتِ النارُ مَوتاً : بَرَدَ رَمادُها ، فلم يَبْقَ من الجمر شيء . وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ : باخَ . وماتَت الريحُ : رَكَدَتْ وسَكَنَتْ ؛
ويروى : فأَقْعُدَ اليوم . وناقَضُوا بها فقالوا : حَيِيَتْ . وماتَت الخَمْرُ : سكن غَلَيانُها ؛ عن أَبي حنيفة . وماتَ الماءُ بهذا المكان إِذا نَشَّفَتْه الأَرضُ ، وكل ذلك على المثل . وفي حديث دُعاء الانتباهِ : الحمدُ لله الذي أَحيانا بعدما أَماتنا ، وإِليه النُّشُور . سمي النومُ مَوْتاً لأَنه يَزولُ معه العَقْلُ والحركةُ ، تمثيلاً وتَشْبيهاً ، لا تحقيقاً . وقيل : المَوتُ في كلام العرب يُطْلَقُ على السُّكون ؛ يقال : ماتت الريحُ أَي سَكَنَتْ . قال : والمَوْتُ يقع على أَنواع بحسب أَنواع الحياة : فمنها ما هو بإِزاء القوَّة النامية الموجودةِ في الحَيوانِ والنبات ، كقوله تعالى : يُحْيي الأَرضَ بعد موتها ؛ ومنها زوالُ القُوَّة الحِسِّيَّة ، كقوله تعالى : يا ليتني مِتُّ قبل هذا ؛ ومنها زوالُ القُوَّة العاقلة ، وهي الجهالة ، كقوله تعالى : أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحييناه ، وإِنك لا تُسْمِعُ المَوْتَى ؛ ومنها الحُزْنُ والخوف المُكَدِّر للحياة ، كقوله تعالى : ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّتٍ ؛ ومنها المَنام ، كقوله تعالى : والتي لم تَمُتْ في مَنامها ؛ وقد قيل : المَنام الموتُ الخفيفُ ، والموتُ : النوم الثقيل ؛ وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ : كالفَقْر والذُّلِّ والسُّؤَالِ والهَرَم والمعصية ، وغير ذلك ؛ ومنه الحديث : أَوّلُ من ماتَ إِبليس لأَنه أَوّل من عصى . وفي حديث موسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، قيل له : إِن هامان قد ماتَ ، فلَقِيَه فسأَل رَبَّه ، فقال له : أَما تعلم أَن من أَفْقَرْتُه فقد أَمَتُّه ؟ وقول عمر ، رضي الله عنه ، في الحديث : اللَّبَنُ لا يموتُ ؛ أَراد أَن الصبي إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً ، حَرُمَ عليه من ولدها وقرابتها ما يَحْرُم عليه منهم ، لو كانت حَيَّةً وقد رَضِعَها ؛ وقيل : معناه إِذا فُصِلَ اللبنُ من الثَّدْي ، وأُسْقِيه الصبيُّ ، فإِنه يحرم به ما يحرم بالرضاع ، ولا يَبْطُل عملُه بمفارقة الثَّدْي ، فإِنَّ كلَّ ما انْفَصل من الحَيّ مَيِّتٌ ، إِلا اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ ، لضرورة الاستعمال . وفي حديث البحر : الحِلُّ مَيْتَتُه ، هو بالفتح ، اسم ما مات فيه من حيوانه ، ولا تكسر الميم . والمُواتُ والمُوتانُ والمَوْتانُ : كلُّه المَوْتُ ، يقع في المال والماشية . الفراء : وَقَع في المال مَوْتانٌ ومُواتٌ ، وهو الموتُ . وفي الحديث : يكونُ في الناس مُوتانٌ كقُعاصِ الغنم . المُوتانُ ، بوزن البُطْلانِ : الموتُ الكثير الوقوع . وأَماتَه اللهُ ، ومَوَّتَه ؛ شُدِّد للمبالغة ؛ قال الشاعر : فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً ، فها أَنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ ومَوَّتَت الدوابُّ : كثُر فيها الموتُ . وأَماتَ الرجلُ : ماتَ وَلَدُه ، وفي الصحاح : إِذا مات له ابنٌ أَو بَنُونَ . ومَرَةٌ مُمِيتٌ ومُمِيتةٌ : ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها ، وكذلك الناقةُ إِذا مات ولدُها ، والجمع مَمَاويتُ . والمَوَتانُ من الأَرض : ما لم يُسْتَخْرج ولا اعْتُمِر ، على المَثل ؛ وأَرضٌ مَيِّتةٌ ومَواتٌ ، من ذلك . وفي الحديث : مَوَتانُ الأَرضِ لله ولرسوله ، فمن أَحيا منها شيئاً ، فهو له . المَواتُ من الأَرضِ : مثلُ المَوَتانِ ، يعني مَواتَها الذي ليس مِلْكاً لأَحَدٍ ، وفيه لغتان : سكون الواو ، وفتحها مع فتح الميم ، والمَوَتانُ : ضِدُّ الحَيَوانِ . وفي الحديث : من أَحيا مَواتاً فهو أَحق به ؛ المَواتُ : الأَرض التي لم تُزْرَعْ ولم تُعْمَرْ ، ولا جَرى عليها مِلكُ أَحد ، وإِحْياؤُها مُباشَرة عِمارتِها ، وتأْثير شيء فيها . ويقال : اشْتَرِ المَوَتانَ ، ولا تشْتَرِ الحَيَوانَ ؛ أَي اشتر الأَرضين والدُّورَ ، ولا تشتر الرقيق والدوابَّ . وقال الفراء : المَوَتانُ من الأَرض التي لم تُحيَ بعْد . ورجل يبيع المَوَتانَ : وهو الذي يبيع المتاع وكلَّ شيء غير ذي روح ، وما كان ذا روح فهو الحيوان . والمَوات ، بالفتح : ما لا رُوح فيه . والمَواتُ أَيضاً : الأَرض التي لا مالك لها من الآدميين ، ولا يَنْتَفِع بها أَحدٌ . ورجل مَوْتانُ الفؤَاد : غير ذَكِيٍّ ولا فَهِمٍ ، كأَن حرارةَ فَهْمه بَرَدَتْ فماتَتْ ، والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ . وقولهم : ما أَمْوَتَه إِنما يُراد به ما أَمْوَتَ قَلْبَه ، لأَن كلَّ فِعْلٍ لا يَتَزَيَّدُ ، لا يُتَعَجَّبُ منه . والمُوتةُ ، بالضم : جنس من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَري الإِنسانَ ، فإِذا أَفاقَ ، عاد إِليه عَقْلُه كالنائم والسكران . والمُوتة : الغَشْيُ . والمُوتةُ : الجُنونُ لأَنه يَحْدُثُ عنه سُكوتٌ كالمَوْتِ . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كانَّ يتَعوَّذُ بالله من الشيطان وهَمْزه ونَفْثِه ونَفْخِه ، فقيل له : ما هَمْزُه ؟، قال : المُوتةُ . قال أَبو عبيد : المُوتَةُ الجُنونُ ، يسمى هَمْزاً لأَنه جَعَله من النَّخْس والغَمْزِ ، وكلُّ شيءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه . وقال ابن شميل : المُوتةُ الذي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غيره ثم يُفِيقُ ؛ وقال اللحياني : المُوتةُ شِبْهُ الغَشْية . وماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ . واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بالموت . والمُسْتَمِيتُ : الذي يَتَجانُّ وليس بمَجْنون . والمُسْتَميتُ : الذي يَتَخاشَعُ ويَتواضَعُ لهذا حتى يُطْعمه ، ولهذا حتى يُطْعِمه ، فإِذا شَبِعَ كفَر النعمة . ويقال : ضَرَبْتُه فتَماوَتَ ، إِذا أَرى أَنه مَيِّتٌ ، وهو حيٌّ . والمُتَماوِتُ : من صفةِ الناسِك المُرائي ؛ وقال نُعَيْم ابن حَمَّاد : سمعت ابنَ المُبارك يقول : المُتماوتُونَ المُراؤُونَ . ويقال : اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم أَي انْظُروا أَماتَ أَم لا ؟ وذلك إِذا أُصِيبَ فَشُكَّ في مَوْته . وقال ابن المبارك : المُسْتَمِيتُ الذي يُرى من نَفْسِه السُّكونَ والخَيْرَ ، وليس كذلك . وفي حديث أَبي سلمَة : لم يكن أَصحابُ محمد ، صلى الله عليه وسلم ، مُتَحَزِّقينَ ولا مُتَماوِتين . يقال : تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر من نَفْسِه التَّخافُتَ والتَّضاعُفَ ، مِن العبادة والزهد والصوم ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : رأَى رجُلاً مُطأْطِئاً رأْسَه فقال : ارْفَعْ رأْسَك ، فإِنَّ الإِسلام ليس بمريض ؛ ورأَى رجلاً مُتَماوِتاً ، فقال : لا تُمِتْ علينا ديننا ، أَماتكَ اللهُ وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : نَظَرَتْ إِلى رجل كادً يموت تَخافُتاً ، فقالت : ما لهذا ؟ قيل : إِنه من القُرَّاءِ ، فقالت : كان عُمر سَيِّدَ القُرَّاءِ ، وكان إِذا مشى أَسْرَعَ ، وإِذا ، قال أَسْمَعَ ، وإِذا ضَرَبَ أَوْجَع . والمُسْتَمِيتُ : الشُّجاع الطالبُ للموت ، على حدِّ ما يجيءُ عليه بعضُ هذا النحو . واسْتماتَ الرجلُ : ذهب في طلب الشيءِ كلَّ مَذْهَب ؛
قال : وإِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي ، ولم أُضِعْ سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ يعني الذي قد اسْتَماتَ في طلب الصِّبا واللَّهْو والنساءِ ؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي . وقال اسْتَماتَ الشيءُ في اللِّين والصَّلابة : ذهب فيهما كلَّ مَذْهَب ؛
قال : قامَتْ تُرِيكَ بَشَراً مَكْنُونا ، كغِرْقِئِ البَيْضِ اسْتَماتَ لِينا أَي ذَهَبَ في اللِّينِ كلَّ مَذْهَب . والمُسْتَميتُ للأَمْر : المُسْتَرْسِلُ له ؛ قال رؤْبة : وزَبَدُ البحرِ له كَتِيتُ ، والليلُ ، فوقَ الماءِ ، مُسْتَمِيتُ ويقال : اسْتماتَ الثَّوبُ ونامَ إِذا بَليَ . والمُسْتَمِيتُ : المُسْتَقْتِلُ الذي لا يُبالي ، في الحرب ، الموتَ . وفي حديث بَدْرٍ : أَرى القومَ مُسْتَمِيتين أَي مُسْتَقْتِلين ، وهم الذي يُقاتِلون على الموت . والاسْتِماتُ : السِّمَنُ بعد الهُزال ، عنه أَيضاً ؛ وأَنشد : أَرى إِبِلي ، بَعْدَ اسْتماتٍ ورَتْعَةٍ ، تُصِيتُ بسَجْعٍ ، آخِرَ الليلِ ، نِيبُها جاءَ به على حذف الهاءِ مع الإِعلال ، كقوله تعالى : وإِقامَ الصلاةِ . ومُؤْتة ، بالهمز : اسم أَرْضٍ ؛ وقُتِلَ جعفر بن أَبي طالب ، رضوان الله عليه ، بموضع يقال له مُوتة ، من بلاد الشام . وفي الحديث : غَزْوة مُؤْتة ، بالهمز . وشيءٌ مَوْمُوتٌ : معروف ، وقد ذكر في ترجمة أَمَتَ . "
المعجم: لسان العرب
وثق
" الثِّقَةُ : مصدر قولك وَثِقَ به يَثِقُ ، بالكسر فيهما ، وثاقةً وثِقَةً ائتمنه ، وأنا واثِقٌ به وهو موثوق به ، وهي مَوثوقٍ بها وهم موثوق بهم ؛ فأَما قوله : إلى غير مَوْثوقٍ من الأرض تَذْهَب فإنه أَراد إلى غير مَوثوقٍ به ، فحذف حرف الجرّ فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول . ورجل ثِقةٌ وكذلك الاثنان والجمع ، وقد يجمع على ثِقاتٍ . ويقال : فلان ثِقةٌ وهي ثِقةٌ وهم ثِقةٌ ، ويجمع على ثِقاتٍ في جماعة الرجال والنساء . ووَثَّقْت فلاناً إذا قلت إنه ثِقةٌ . وأَرض وثِقةٌ : كثيرة العُشْب مَوْثوق بها ، وفي مثل الوَثِيجة وهي دُوَيْنها ، وكلأ موثِق : كثير مَوثوق به أن يكفي أَهله عامهم ، وماء مُوثِق كذلك ؛ قال الأخطل : أو قارِبٌ بالعَرا هاجَتْ مراتِعُه ، وخانه مُوثِقُ الغُدْرانِ والثَّمَرُ والوَثاقة : مصدر الشيء الوَثِىق المُحْكَم ، والفعل اللازم يَوْثُقُ وَثاقةً ، والوَثاق اسم الإيثاق ؛ تقول : أوثَقْتُه إيثاقاً ووَثاقاً ، والحبل أو الشيء الذي يُوثَق به وِثاقٌ ، والجمع الوُثُقُ بمنزلة الرِّباطِ والرُّبُطِ . وأَوْثَقهُ في الوَثاقِ أي شده . وقال تعالى : فشُدُّوا الوَثاق ، والوِثاق ، بكسر الواو ، لغة فيه . ووَثُقَ الشيء ، بالضم ، وَثاقةً فهو وَثِيقٌ أي صار وَثِيقاً والأُنثى وَثِيقة . التهذيب : والوَثِيقةُ في الأَمر إحْكامه والأَخذ بالثِّقَةِ ، والجمع الوَثِائقُ . وفي حديث الدعاء : واخلع وَثائِقَ أفئدتهم ؛ جمع وَثاقٍ أو وَثِيقةٍ . والوَثِيقُ : الشيء المُحْكم ، والجمع وِثاقٌ . ويقال : أَخذ بالوَثِيقة في أمره أي بالثِّقَة ، وتوَثَّق في أَمره : مثله . ووَثَّقْتُ الشيء تَوْثِيقاً ، فهو مُوَثَّق . والوَثِيقة : الإحكام في الأمر ، والجمع وَثِيق ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : عَطاءً وصَفْقاً لا يُغِبّ ، كأنما عليك بإتْلافِ التِّلادِ وَثِىقُ وعندي أَن الوَثِيقَ ههنا إنما هو العَهْد الوَثِيقُ ، وقد أَوْثَقَه ووَثَّقَه وإنه لمُوَثَّقُ الخلق . والمَوْثِقُ والمِيثاقُ : العهد ، صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، والجمع المَواثِيقُ على الأصل ، وفي المحكم : والجمع المَواثِقُ ، وميَاثِق معاقبة ، وأما ابن جني فقال : لزم البدل في ميَاثق كما لزم في عيدٍ وأَعْيادٍ ؛ وأنشد الفراء لعياض بن دُرَّة الطائي : حِمىً لا يحُل الدَّهْرُ إلا بإذْنِنا ، ولا نَسَلِ الأقْوامَ عَقْدَ المَياثِقِ والمَوْثِقُ : الميثاقُ . وفي حديث ذي المشعار : لنا من ذلك ما سَلَّموا بالمِيثاقِ والأمانة أي أنهم مأْمونون على صدقات أَموالهم بما أُخذ عليهم من المِيثاق فلا يُبْعث عليهم مُصَدِّق ولا عاشر . والمُواثقة : المعاهدة ؛ ومنه قوله تعالى : وميثاقَه الذي واثَقكم به . وفي حديث كعب بن مالك : ولقد شهدت مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ليلة العقبة حين تَواثَقْنا على الإسلام أي تحالفنا وتعاهدنا . والتَّواثُق ، تفاعُل منه . والمِيثاقُ : العهد ، مِفْعال من الوَثاقِ ، وهو في الأَصل حبل أو قَيْد يُشدّ به الأسير والدابة . وفي حديث مُعاذٍ وأبي موسى : فرأَى رجلاَ مُوثَقاً أي مأْسوراً مشدوداً في الوَثاق . التهذيب : المِيثاقُ من المُواثَقةِ والمعاهدة ؛ ومنه المَوْثِقُ . تقول : واثَقْتُه بالله لأَفْعلنَّ كذا وكذا . ويقال : اسْتَوْثَقْت من فلان وتَوَثَّقْتُ من الأمر إذا أَخذت فيه بالوَثاقةِ ، وفي الصحاح : واسْتَوْثَقْت منه أي أَخذت منه الوَثِيقةَ . وأَخذ الأمر بالأَوْثَقِ أي الأشد الأحكم . والمُوثِقُ من الشجر : الذي يُعَوّل الناس عليه إذا انقطع الكلأ والشجر . وناقة وثِيقةٌ وجمل وَثيقٌ وناقة مُوَثَّقة الخلق : مُحْكمة . "
المعجم: لسان العرب
وقع
" وقَع على الشيء ومنه يَقَعُ وَقْعاً ووُقُوعاً : سقَطَ ، ووَقَعَ الشيءُ من يدي كذلك ، وأَوْقَعَه غيرُه ووَقَعْتُ من كذا وعن كذا وَقْعاً ، ووَقَعَ المطرُ بالأَرض ، ولا يقال سَقَطَ ؛ هذا قول أَهل اللغة ، وقد حكاه سيبويه فقال : سَقَط المطرُ مكانَ كذا فمكانَ كذا . ومَواقِعُ الغيثِ : مَساقِطُه . ويقال : وقَع الشيءُ مَوْقِعَه ، والعرب تقول : وقَعَ رَبِيعٌ بالأرض يَقَعُ وُقُوعاً لأَوّلِ مطر يقع في الخَرِيفِ . قال الجوهري : ولا يقال سَقَطَ . ويقال : سمعت وَقْعَ المطرِ وهو شدّةُ ضَرْبِه الأَرضَ إِذا وَبَلَ . ويقال : سمعت لحَوافِرِ الدّوابِّ وقْعاً ووُقُوعاً ؛ وقول أَعْشَى باهِلةَ : وأَلْجَأَ الكلبَ مَوْقُوعُ الصَّقِيعِ به ، وأَلْجَأَ الحَيَّ من تَنْفاخِها الحَجرُ إِنما هو مصدر كالمَجْلُودِ والمَعْقُول . والمَوْقِعُ والمَوْقِعةُ : موضِعُ الوُقُوع ؛ حكى الأَخيرةَ اللحياني . وَوِقاعةُ السّترِ ، بالكسر : مَوْقِعُه إِذا أُرسل . وفي حديث أُم سلمةَ أَنها ، قالت لعائشة ، رضي الله عنهما : اجْعَلي بَيْتَكِ حِصْنَكِ وَوِقاعةَ السِّتْرِ قَبْرَكِ ؛ حكاه الهرويّ في الغريبين ، وقال ابن الأَثير : الوِقاعةُ ، بالكسر ، موضعُ وُقُوعِ طَرَفِ الستْرِ على الأَرض إِذا أُرْسِلَ ، وهي مَوْقِعُه ومَوْقِعَتُه ، ويروى بفتح الواو ، أَي ساحةَ الستْرِ . والمِيقَعةُ : داءٌ يأْخذ الفصيل كالحَصْبةِ فيَقَعُ فلا يكاد يقوم . ووَقْعُ السيفِ ووَقْعَتُه ووُقُوعُه : هِبَّتُه ونُزُولُه بالضَّرِيبة ، والفعل كالفعل ، ووَقَعَ به ماكر يَقَعُ وُقُوعاً ووَقِيعةً : نزل . وفي المثل : الحِذارُ أَشدُّ من الوَقِيعةِ ؛ يضرب ذلك للرجل يَعْظُمُ في صَدْرِه الشيءُ ، فإِذا وقع فيه كان أَهْوَنَ مما ظنّ ، وأَوْقَعَ ظَنَّه على الشيء ووَقَّعَه ، كلاهما : قَدَّرَه وأَنْزَلَه . ووَقع بالأَمر : أَحدثه وأَنزله . ووَقَعَ القولُ والحكْمُ إِذا وجَب . وقوله تعالى : وإِذا وَقَعَ القولُ عليهم أَخرجنا لهم دابةً ؛ قال الزجاج : معناه ، والله سبحانه أَعلم ، وإِذا وجب القول عليهم أَخرجنا لهم دابة من الأَرض ، وأَوْقَعَ به ما يَسُوءُهُ كذلك . وقال عز وجل : ولَمّا وقَع عليهم الرِّجْزُ ، معناه أَصابَهم ونزَلَ بهم . ووَقَعَ منه الأَمْرُ مَوْقِعاً حسَناً أَو سَيِّئاً : ثبت لديه ، وأَمّا ما ورد في الحديث : اتَّقُوا النارَ ولو بِشِقّ تمرة فإِنها تَقَعُ من الجائِعِ مَوْقِعَها من الشبْعانِ ، فإِنه أَراد أَنَّ شقّ التمرةِ لا يَتَبَيَّنُ له كبيرُ مَوْقِعٍ من الجائع إِذا تناوَلَه كما لا يتبين على شِبَعِ الشبعانِ إِذا أَكله ، فلا تعْجِزُوا أَن تتصدّقوا به ، وقيل : لأَنه يسأَل هذا شقَّ تمرة وذا شق تمرة وثالثاً ورابعاً فيجتمع له ما يَسُدُّ به جَوْعَتَه . وأَوْقَعَ به الدهرُ : سَطا ، وهو منه . والوَقِعةُ : الدّاهِيةُ . والواقِعةُ : النازِلةُ من صُرُوف الدهرِ ، والواقعةُ : اسم من أَسماء يوم القيامة . وقوله تعالى : إِذا وقعَتِ الواقِعةُ ليس لِوَقْعَتِها كاذبةٌ ، يعني القيامةَ . قال أَبو إِسحق : يقال لكل آت يُتَوَقَّعُ قد وقَعَ الأَمْرُ كقولك قد جاء الأَمرُ ، قال : والواقِعةُ ههنا الساعةُ والقيامةُ . والوَقْعةُ والوَقِيعةُ : الحْربُ والقِتالُ ، وقيل : المَعْرَكةُ ، والجمع الوَقائِعُ . وقد وقَعَ بهم وأَوْقَعَ بهم في الحرب والمعنى واحد ، وإِذا وقَعَ قومٌ بقوم قيل : واقَعُوهم وأَوْقَعُوا بهم إِيقاعاً . والوَقْعةُ والواقِعةُ : صَدْمةُ الحرب ، وواقَعُوهم في القتالِ مُواقَعةً وَوِقاعاً . وقال الليث : الوقْعَةُ في الحرب صَدْمةٌ بعد صَدْمةٍ . ووَقائِعُ العرب : أَيّامُ حُرُوبِهم . والوِقاعُ : المُواقَعةُ في الحَرْبِ ؛ قال القطامي : ومَنْ شَهِدَ المَلاحِمَ والوِقاعا والوَقْعةُ : النَّوْمة في آخِرِ اليل . والوَقْعةُ : أَن يَقْضِيَ في كلّ يومٍ حاجةً إِلى مثل ذلك من الغَدِ ، وهو من ذلك . وتَبَرَّزَ الوَقْعةَ أَي الغائِطَ مَرَّةً في اليوم . قال ابن الأَعرابي ويعقوب : سئل رجل عن سَيْرِه كيف كان سَيْرُكَ ؟، قال : كنت آكُل الوجْبةَ ، وأَنْجو الوَقْعةَ ، وأُعَرِّسُ إِذا أَفْجَرْتُ ، وأَرْتَحِلُ إثذا أَسْفَرْتُ ، وأَسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ ، فأَتَيْتُكم لِمُسْيِ سَبْع ؛ الوَجْبةُ : أَكْلة في اليوم إِلى مثلها من الغَدِ ، ابن الأَثير : تفسيره الوَقْعةُ المرّةُ من الوُقُوعِ السُّقُوطِ ، وأَنْجُو من النَّجْو الحَدَثِ أَي آكُلُ مرَّةً واحدة وأُحْدِثُ مرة في كل يومٍ ، والمَلْعُ فوقَ المَشْيِ ودُونَ الخَبَبِ ، والوَضْعُ فوق الخبب ؛ وقوله لِمُسْي سبع أَي لِمَساء سبع . الأَصمعي : التوْقِيعُ في السير شبيه بالتلقيف وهو رفعه يدَه إِلى فوق . ووَقَّعَ القومُ تَوْقِيعاً إِذا عَرَّسوا ؛ قال ذو الرمة : إِذا وقَّعُوا وهْناً أَناخُوا مَطِيَّهُمْ وطائِرٌ واقِعٌ إِذا كان على شجر أَو مُوكِناً ؛ قال الأَخطل : كأَنّما كانُوا غُراباً واقِعا ، فطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواعِقا (* قوله « الصواعقا » كذا بالأصل هنا ، وتقدم في صقع : الصواقعا شاهداً على أنها لغة لتميم في الصواعق .) ووَقَعَ الطائِرُ يَقَعُ وُقُوعاً ، والاسم الوَقْعةُ : نزلَ عن طَيَرانِه ، فهو واقِعٌ . وإِنه لَحَسَنُ الوِقْعةِ ، بالكسر . وطير وُقَّعٌ ووُقُوعٌ : واقِعةٌ ؛ وقوله : فإِنَّك والتَّأْبِينَ عُرْوةَ بَعْدَما دَعاكَ ، وأَيْدِينا إِليه شَوارِعُ ، لَكَالرَّجُلِ الحادِي ، وقد تَلَعَ الضُّحَى ، وطَيْرُ المَنايا فوْقَهُنَّ أَواقِعُ إِنما أَراد وواقِعٌ جَمْعَ واقِعةٍ فهمز الواو الأُولى . ووَقِيعةُ الطائِر ومَوْقَعَتُه ، بفتح القاف : موضع وُقُوعه الذي يَقَعُ عليه ويَعْتادُ الطائِرُ إِتْيانَه ، وجمعها مَواقِعُ . ومِيقَعةُ البازِي : مكان يأْلَفُه فيقع عليه ؛
وأَنشد : كأَنَّ مَتْنَيْهِ من النَّفِيّ مَواقِع الطَّيْرِ على الصُّفِيّ شبه ما انتشر من ماء الاستقاء بالدلو على متنيه بمواقع الطير على الصَّفا إِذا زَرَقَتْ عليه . وقال الليث : المَوْقِعُ موضع لكل واقِعٍ . تقول : إِنَّ هذا الشيء لَيَقَعُ من قلبِي مَوْقِعاً ، يكون ذلك في المَسرّةِ والمَساءةِ . والنَّسْرُ الواقِعُ : نَجْمٌ سمي بذلك كأَنه كاسِرٌ جناحَيْه من خلفه ، وقيل : سمي واقِعاً لأَنّ بِحِذائِه النَّسْرَ الطائر ، فالنسرُ الواقِعُ شامِيٌّ ، والنَّسْرُ الطائرُ حَدّه ما بين النجوم الشامية واليمانية ، وهو مُعْتَرِضٌ غير مستطيل ، وهو نَيِّرٌ ومعه كوكبان غامِضان ، وهو بينهما وقّاف كأَنهما له كالجناحين قد بسَطَهما ، وكأَنه يكاد يطير وهو معهما مُعْتَرِضٌ مُصْطَفّ ، ولذلك جعلوه طائراً ، وأَمّا الواقِعُ فهو ثلاثةُ كواكِبُ كالأَثافي ، فكوكبان مختلفان ليسا على هيئة النسر الطائر ، فهما له كالجناحين ولكنهما منضمان إِليه كأَنه طائِرٌ وقَعَ . وإِنه لواقِعُ الطيْرِ أَي ساكِنٌ لَيِّنٌ . ووَقَعَتِ الدّوابُّ ووَقَّعَتْ : رَبَضَتْ . ووَقَعَتِ الإِبلُ ووَقَّعَتْ : بَرَكَتْ ، وقيل : وَقَّعَتْ ، مشدّدة ، اطمأَنت بالأَرض بعد الريّ ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : حتى إِذَا وَقَّعْنَ بالأَنْباتِ ، غيرَ خَفِيفاتِ ولا غِراثِ وإِنما ، قال غير خفيفات ولا غِراث لأَنها قد شَبِعَتْ ورَوِيَتْ فَثَقُلَتْ . والوَقِيعةُ في الناس : الغِيبةُ ، ووَقَعَ فيهم وُقُوعاً ووَقِيعةً : اغْتابهم ، وقيل : هو أَن يذكر في الإِنسان ما ليس فيه . وهو رجل وَقّاعٌ ووَقّاعةٌ أَي يَغْتابُ الناسَ . وقد أَظْهَرَ الوقِيعةَ في فلان إِذا عابَهُ . وفي حديث ابن عمر : فوَقَعَ بي أَبي أَي لامَنِي وعَنَّقَنِي . يقال : وقَعْت بفلان إِذا لُمْتَه ووَقَعْتُ فيه إِذا عِبْتَه وذَمَمْتَه ؛ ومنه حديث طارقٍ : ذهَب رجل ليَقَعَ في خالد أَي يَذُمَّه ويَعِيبَه ويَغْتابَه . ووَقاعِ : دائِرةٌ على الجاعِرَتَيْن أَو حيثُما كانت عن كَيٍّ ، وقيل : هي كَيّةٌ تكون بين القَرْنَيْن قَرْنَي الرأْسِ ؛ قال عوفُ بن الأَحوص : وكتُ ، إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ ، دَلَفْتُ له فأَكْوِيهِ وَقاعِ وهذا البيت نسبه الأَزهري لقيس بن زهير . قال الكسائي : كوَيْتُه وقاعِ ، قال : ولا تكون إِلا دارةً حيث كانت يعني ليس لها موضع معلوم . وقال شمر : كَواهُ وَقاعِ إِذا كَوَى أُمّ رأْسِه . يقال : وَقَعْتُه أَقَعُه إِذا كَوَيْتَه تلك الكَيّةَ ، ووَقَعَ في العَمَلِ وُقُوعاً : أَخذ . وواقَعَ الأُمورَ مُواقَعةً ووِقاعاً : داناها ؛ قال ابن سيده وأَرى قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي : ويُطْرِقُ إِطْراقَ الشُّجاعِ وعِنْدَه ، إِذا عُدَّتِ الهَيْجا ، وِقاعُ مُصادِفِ إِنما هو من هذا ، قال : وأَما ابن الأَعرابي فلم يفسره . والوِقاعُ : مُواقَعةُ الرجلِ امرأَتَه إِذا باضَعَها وخالَطَها . وواقَعَ المرأَة ووَقَعَ عليها . جامَعَها ؛ قال ابن سيده : وأَراهما عن ابن الأَعرابي . والوَقائِعُ : المنَاقِعُ ؛ أَنشد ابن بري : رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ والوَقِيعُ : مناقع الماء ، وقال أَبو حنيفة : الوَقِيعُ من الأَرضِ الغليظُ الذي لا يُنَشِّفُ الماء ولا يُنْبِتُ بَيِّنُ الوَقاعةِ ، والجمع وُقُعٌ . والوَقِيعةُ : مكان صْلْبٌ يُمْسِكُ الماء ، وكذلك النُّقْرةُ في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ ، وجمعها وَقائِعُ ؛
قال : إِذا ما اسْتَبالُوا الخيلَ كانتْ أَكُفُّهُمْ وَقائِعَ للأَبْوالِ ، والماءُ أَبْرَدُ يقول : كانوا في فَلاةٍ فاسْتَبالُوا الخيلَ في أَكفهم فشربوا أَبواها من العطش . وحكى ابن شميل : أَرضٌ وَقِيعةٌ لا تكاد تُنَشِّفُ الماءَ من القِيعانِ وغيرها من القفافِ والجبالِ ، قال : وأَمْكِنةٌ وُقُعٌ بَيِّنةُ الوَقاعةِ ، قال : وسمعت يعقوب بن مَسْلَمَةَ الأَسدِيّ يقول : أَوْقَعَتِ الروضةُ إِذا أَمْسَكَتِ الماءَ ؛
وأَنشدني فيه : مُوقِعة جَثْجاثُها قد أَنْوَرا والوَقِيعةُ : نُقْرةٌ في متن حجر في سَهْل أَو جبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ ، وهي تصغر وتعظم حتى تُجاوِزَ حَدَّ الوَقِيعةِ فتكون وَقِيطاً ؛ قال ابن أَحمر : الزَّاجِرُ العِيسَ في الإِمْلِيسِ أَعْيُنُها مِثْلُ الوَقائِعِ ، في أَنْصافِها السَّمَلُ والوَقْعُ ، بالتسكين : المكان المرتفع من الجبل ، وفي التهذيب : الوَقْعُ المكان المرتفع وهو دون الجبل . الحصَى الصِّغارُ ، واحدتها وَقْعةٌ . والوَقْعُ ، بالتحريك : الحجارةُ ، واحدتها وَقَعةٌ ؛ قال الذبياني : بَرَى وَقَعُ الصَّوانِ حَدَّ نُسُورِها ، فَهُنَّ لِطافٌ كالصِّعادِ الذَّوائِدِ (* قوله « الذوائد » بهامش الأصل صوابه : الذوابل .) والتوْقِيعُ : رَمْيٌ قريب لا تُباعِدُه كأَنك تريد أَن تُوقِعَه على شيء ، وكذلك توْقِيعُ الأَرْكانِ . والتوْقِيعُ : الإِصابة ؛ أَنشد ثعلب : وقد جَعَلَتْ بَوائِقُ من أُمورٍ تُوَقِّعُ دُونَه ، وتَكُفُّ دُوني والتَّوَقُّعُ : تَنَظُّرُ الأَمْرِ ، يقال : تَوَقَّعْتُ مَجِيئَه وتَنَظَّرْتُه . وتَوَقَّعَ الشيءَ واسْتَوْقَعَه : تَنَظَّرَه وتَخَوَّفَه . والتوْقِيعُ : تَظَنِّي الشيءِ وتَوهُّمُه ، يقال : وَقِّعْ أَي أَلْقِ ظَنَّكَ على شيء ، والتوْقِيعُ بالظنّ والكلام والرَّمْيِ يَعْتَمِدُه ليَقَعَ عليه وَهْمُه . والوَقْعُ والوَقِيعُ : الأَثَرُ الذي يخالفُ اللوْنَ . والتوقيعُ : سَحْجٌ في ظهر الدابةِ ، وقيل : في أَطرافِ عظامِ الدّابّةِ من الركوب ، وربما انْحَصَّ عنه الشعَرُ ونَبَتَ أَبيضَ ، وهو من ذلك . والتوْقِيعُ : الدَّبَرُ . وبعير مُوَقَّعُ الظهرِ : به آثارُ الدَّبَرِ ، وقيل : هو إِذا كان به الدَّبَرُ ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي للحكم بن عَبْدَلٍ الأَسدِيّ : مِثْل الحِمارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ ، لا يُحْسِنُ مَشْياً إِلاَّ إِذا ضُرِبا وفي الحديث : قَدِمَتْ عليه حلمةُ فشَكَتْ إِليه جَدْبَ البلادِ ، فلكم لها خديجةَ فَأَعْطَتْها أَربعين شاةً وبعيراً مُوَقَّعاً للظَّعِينةِ ؛ المُوَقَّعُ : الذي بظَهْرِه آثار الدِّبر لكثرة ما حُمِلَ عليه ورُكِبَ ، فهو ذَلُولٌ مجرّبٌ ، والظَّعِينةُ : الهُوْدَجُ ههنا ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : مَنْ يَدُلُّني على نَسِيجِ وحْدِه ؟، قالوا : ما نعلمه غيرَكَ ، فقال : ما هي إِلا إِبلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُها أَي أَنا مِثْلُ الإِبلِ المُوَقَّعةِ في العيْبِ بدَبَر ظهورها ؛
وأَنشد الأَزهري : ولم يُوَقَّعْ بِرُكُوبٍ حَجَبُهْ والتوْقِيعُ : إِصابةُ المَطر بعضَ الأَرضِ وإِخطاؤه بعضاً ، وقيل : هو إِنباتُ بعضها ، دون بعض ؛ قال الليث : إِذا أَصابَ الأَرضَ مطر متفرّق أَصاب وأَخْطأَ ، فذلك تَوْقِيعٌ في نَبْتِها . والتوْقِيعُ في الكتابِ : إِلْحاقُ شيء فيه بعد الفراغِ منه ، وقيل : هو مُشْتَقٌّ من التوْقِيعِ الذي هو مخالفةُ الثاني للأَوّلِ . قال الأَزهري : تَوْقِيعُ الكاتِب في الكتاب المَكْتُوبِ أَن يُجْمِلَ بين تَضاعِيفِ سُطُوره مَقاصِدَ الحاجة ويَحْذِفَ الفُضُولَ ، وهو مأْخوذ من تَوْقِيعِ الدَّبَرِ ظهرَ البعير ، فكأَنّ المُوَقِّع في الكتاب يُؤَثِّر في الأَمر الذي كُتِبَ الكتابُ فيه ما يُؤَكِّدُه ويُوجبه . والتوْقِيعُ : ما يُوَقَّعُ في الكتابِ . ويقال : السُّرُورُ تَوْقِيع جائزٌ . ووَقَعَ الحدِيدَ والمُدْيةَ والسيفَ والنصلَ يَقَعُها وَقْعاً : أَحَدَّها وضَرَبَها ؛ قال الأَصمعي : يقالُ ذلك إِذا فعلته بين حجرين ؛ قال أَبو وجزة العسدي : حَرَّى مُوَقَّعة ماجَ البَنانُ بها على خِضَمٍّ ، يُسَقَّى الماءَ ، عجَّاجِ أَراد بالحَرَّى المِرْماةَ العَطْشَى . ونَصْلٌ وقِيعٌ : محدّد ، وكذلك الشَّفْرةُ بغير هاء ؛ قال عنترة : وآخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي ، وفي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وقِيعُ هذا البيت رواه الأَصمعي : وفي البَجَلِيّ ، فقال له أَعرابي كان بالمِرْبَدِ : أَخْطَأْتَ (* قوله « أخطأت إلخ » في مادة بجل من الصحاح : وبجلة بطن من سليم والنسبة اليهم بجلي بالتسكين ، ومنه قول عنترة : وفي البجلي إلخ .) يا شيخُ ما الذي يَجْمَعُ بين عَبْسٍ وبَجِيةَ ؟ والوَقِيعُ من السيوف : ما شُحِذَ بالحجر . وسكِّينٌ وقِيعٌ أَي حدِيدٌ وُقِعَ بالميقَعةِ ، يقال : قَعْ حَدِيدك ؛ قال الشماخ : يُباكِرْنَ العِضاه بمُقْنَعاتٍ ، نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ ووَقَعْتُ السِّكِّينَ : أَحْدَدْتُها . وسكين مُوَقَّعٌ أَي مُحَدَّدٌ . واسْتَوْقَعَ السيفُ : احتاجَ إِلى الشَّحْذِ . والمِيقَعةُ : ما وُقِعَ به السيف ، وقيل : المِيقَعةُ المِسَنُّ الطويل . والتوْقِيعُ : إِقْبالُ الصَّيْقَلِ على السيف بِمِيقَعَتِه يُحَدّده ، ومِرْماةٌ مُوَقَّعةٌ . والمِيقَعُ والمِيقَعةُ ، كلاهما : المِطْرَقةُ . والوَقِيعةُ : كالمِيقَعةِ ، شاذٌّ لأَنها آلة ، والآلةُ إِنما تأْتي على مِفْعل ؛ ، قال الهذلي : رَأَى شَخْصَ مَسْعُودِ بن سَعْدٍ ، بكَفِّه حدِيدٌ حدِيثٌ ، بالوَقِيعةِ مُعْتَدِي وقول الشاعر : دَلَفْتُ له بأَبْيَضَ مَشْرَفِيّ ، كأَنَ ، على مَواقِعِه ، غُبارا يعني به مَواقِعَ المِيقَعةِ وهي المِطْرَقةُ ؛
وأَنشد الجوهري لابن حِلِّزة : أَنْمِي إِلى حَرْفٍ مُذَكَّرةٍ ، تَهِصُ الحَصى بمَواقِعٍ خْنْسِ ويروى : بمنَاسِمٍ مُلْسِ . وفي حديث ابن عباس : نَزَل مع آدم ، عليه السلام ، المِيقَعةُ والسِّنْدانُ والكَلْتبانِ ؛ قال : المِيقَعةُ المِطْرقةُ ، والجمع المَواقِع ، والميم زائدة والياء بدل من الواو قلبت لكسرة الميم . والمِيقَعةُ : خشبة القَصّارِ التي يَدُقُّ عليها . يقال : سيف وَقِيعٌ وربما وُقِّعَ بالحجارة . وفي الحديث : ابنُ أَخي وَقِعٌ أَي مريضٌ مُشْتَكٍ ، وأَصل الوَقَعِ الحجارةُ المحَددة . والوَقَعُ : الحَفاءُ ؛ قال رؤبة : لا وَقَعٌ في نَعْلِه ولا عَسَمْ والوَقِعُ : الذي يشتكي رجله من الحجارة ، والحجارةُ الوَقَعُ . ووَقِعَ الرجلُ والفرسُ يَوْقَعُ وقَعاً ، فهو وَقِعٌ : حَفِيَ من الحجارة أَو الشوْك واشتكى لحمَ قدميه ، زاد الأَزهري : بعد غَسْلٍ من غِلَظِ الأَرض والحجارة . وفي حديث أُبَيٍّ :، قال لرجل لو اشتريْتَ دابة تَقِيكَ الوَقَعَ ؛ هو بالتحريك أَن تُصيب الحجارةُ القَدَمَ فتُوهِنَها . يقال : وَقِعْتُ أَوْقَعُ وَقَعاً ؛ ومنه قول أَبي المِقْدامِ واسمه جَسّاسُ ابن قُطَيْبٍ : يا لَيْتَ لي نَعْلَيْنِ من جِلْدِ الضَّبُعْ ، وشُرُكاً مِنَ اسْتِها لا تَنْقَطِعُ ، كلَّ الحِذاءِ يَحْتَذِي الحافي الوَقِعْ ، قال الأَزهري : معناه أَنَّ الحاجةَ تَحْمِلُ صاحبَها على التعلق بكل شيء قَدَرَ عليه ، قال : ونحوٌ منه قولهم الغَرِيقُ يتعلقُ بالطُّحْلُبِ . ووقِعَتِ الدابةُ تَوْقَعُ إِذا أَصابها داء ووَجَعٌ في حافرها من وَطْء على غِلظٍ ، والغِلظ هو الذي يَبرِي حَدَّ نُسورِها ، وقد وَقَّعه الحجرُ تَوْقِيعاً كما يُسَنُّ الحديد بالحجارة . ووَقَّعَتِ الحجارةُ الحافِرُ فقطعت سنابِكَه تَوْقِيعاً ، وحافر وَقِيعٌ : وَقَعَتْه الحجارةُ فغَضَّتْ منه . وحافر مَوْقوعٌ : مثل وَقِيعٍ ؛ ومنه قول رؤْبة : لأْم يَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقا ، بكلِّ موْقُوعِ النُّسورِ أَخْلَقا (* قوله « لأم إلخ » عكس الجوهري البيت في مادة دملق وتبعه المؤلف هناك .) وقدم موْقوعةٌ : غليظةٌ شديدة ؛ وقال الليث في قول رؤبة : يَرْكَبُ قَيْناه وقِيعاً ناعِلا الوقِيعُ : الحافرُ المحَدَّد كأَنه شُحِذَ بالأَحجار كما يُوقَعُ السيفُ إِذا شُحِذ ، وقيل : الوقِيعُ الحافرُ الصُّلْبُ ، والناعِلُ الذي لا يَحْفى كأَنَّ عليه نعْلاً . ويقال : طريق مُوَقَّعٌ مُذَلَّلٌ ، ورجل مُوَقَّعٌ مُنَجَّذٌ ، وقيل : قد أَصابته البلايا ؛ هذه عن اللحياني ، وكذلك البعير ؛ ، قال الشاعر : فما مِنْكُمُ ، أَفْناءَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ ، بِغارَتِنا ، إِلا ذَلُولٌ مُوَقَّعُ أَبو زيد : يقال لغِلافِ القارورةِ الوَقْعةُ والوِقاعُ ، والوِقْعةُ للمجمع . والواقِعُ : الذي يَنْفُرُ الرَّحى وهم الوَقَعةُ . والوَقْعُ : السحابُ الرَّقيق ، وأَهل الكوفة يسمون الفِعْل المتعدِّي واقِعاً . والرِيقاعُ : من إِيقاعِ اللحْنِ والغِناءِ وهو أَن يوقع الأَلحانَ ويبنيها ، وسمى الخليل ، رحمه الله ، كتاباً من كتبه في ذلك المعنى كتاب الإِيقاعِ . والوَقَعةُ : بَطْنٌ من العرب ، قال الأَزهري : هم حيّ من بني سعد بن بكر ؛ وأَنشد الأَصمعي : من عامِرٍ وسَلولٍ أَوْ مِنَ الوَقَعهْ ومَوْقوعٌ : موضع أَو ماء . وواقِعٌ : فرسٌ لربيعة ابنِ جُشَمَ . "