" نَضا ثوبَه عنه نَضْواً : خَلَعه وأَلقاه عنه . ونَضَوْت ثِيابي عني إِذا أَلقَيْتَها عنك . ونَضاه من ثوبه : جَرَّدَه ؛ قال أَبو كبير : ونُضِيتُ ممّا كُنتُ فيه فأَصْبَحَتْ نَفْسِي ، إِلى إِخْوانِها ، كالمَقْذَرِ ونَضا الثَّوبُ الصِّبْغَ عن نَفْسِه إِذا أَلقاه ، ونَضَتِ المرأَةُ ثَوبَها ؛ ومنه قول امرئ القيس : فَجِئْتُ ، وقد نَضَتْ لِنَوْمٍ ثِيابَها ، لدى السِّتْرِ ، إِلاَّ لِبْسةَ المُتَفَضِّل ؟
قال الجوهري : ويجوز عندي تشديده للتكثير . والدابة تَنْضُو الدوابُّ إِذا خرجت من بينها . وفي حديث جابر : جعَلَتْ ناقتي تَنْضُو الرِّفاقَ (* قوله « تنضو الرفاق » كذا في الأصل ، وفي نسخة من النهاية : الرفاق بالفاء وفيها : أي تخرج من بينهم ، وفي نسخة أخرى من النهاية : الرقاق ، بالقاف ، أي تخرج من بينها ، وكتب بهامشها : الرقاق جمع رق وهو ما اتسع من الأَرض ولان .) أَي تَخرج من بينها . يقال : نَضَتْ تَنْضُو نُضُوّاً ونُضِيّاً ، ونَضَوْتُ الجُلَّ عن الفرس نَضْواً . والنِّضْوُ : الثوبُ الخَلَقُ . وأَنْضَيْتُ الثوبَ وانْتَضَيْتُه : أَخْلَقْتُه وأَبَلَيْتُه . ونَضا السيفَ نَضْواً وانْتَضاه : سَلَّه من غِمْدِه . ونَضا الخِضابُ نَضْواً ونُضُوّاً : ذَهَبَ لَوْنُه ونَصَل ، يكون ذلك في اليد والرِّجْل والرأْسِ واللحيةِ ، وخصَّ بعضُهم به اللحيةُ والرأْس . وقال الليث : نَضا الحِنَّاءُ يَنْضُو عن اللِّحْيةِ أَي خرج وذَهب عنه . ونُضاوةُ الخِضاب : ما يُوجد منه بعد النُّصُول . ونُضاوةُ الحِنَّاء : ما يَبس منه فأُلقي ؛ هذه عن اللحياني . ونُضاوةُ الحِنَّاء : ما يؤخذ من الخِضاب بعدما يُذهب لونه في اليد والشعَر ؛ وقال كثير : ويا عَزِّ لِلْوَصْل الذي كان بَيْنَنا نَضا مِثْلَ ما يَنْضُو الخِضابُ فَيَخْلَقُ الجوهري : نَضا الفرَسُ الخيلَ نُضِيّاً سَبَقها وتقدَّمها وانْسَلَخَ منها وخَرَجَ منها . ورَمْلةٌ تَنْضُو الرِّمالَ : تخرج من بينها . ونضا السَّهمُ : مَضَى ؛
وأَنشد : يَنْضُونَ في أَجْوازِ لَيْلٍ غاضي ، نَضْوَ قِداحِ النَّابِلِ النَّواضِي وفي حديث علي وذكر عمر فقال : تَنَكَّبَ قوسَه وانْتَضَى في يده أَسْهماً أَي أَخذ واسْتَخْرَجَها مِن كِنانَتِه . يقال : نَضَا السيفَ من غمده وانْتَضاه إِذا أَخْرَجَه . ونَضا الجُرْحُ نُضُوًّا : سَكَنَ ورَمُه . ونَضا الماءُ نُضُوًّا : نَشِفَ . والنِّضْوُ ، بالكسر : البَعير المهزول ، وقيل : هو المهزول من جميع الدواب ، وهو أَكثر ، والجمع أنضاء ، وقد يستعمل في الإِنسان ؛ قال الشاعر : إِنَّا من الدَّرْبِ أَقْبَلْنا نَؤُمُّكُمُ ، أَنضاءَ شَوْقٍ على أَنْضاء أَسْفار ؟
قال سيبويه : لا يكسَّر نِضْوٌ على غير ذلك ؛ فأَما قوله : تَرْعَى أَناضٍ من حَريرِ الحَمْضِ فعلى جمع الجمع ، وحكمه أَناضيّ فخَفَّفَ ، وجعَل ما بقي من النّبات نِضْواً لقِلَّته وأَخذه في الذهاب ، والأُنثى نِضْوةٌ ، والجمع أَنضاء كالمُذَكَّر ، على توهم طرح الزائد ؛ حكاه سيبويه . والنَّضِيُّ : كالنِّضْوِ ؛ قال الراجز : وانْشَنَجَ العِلْباءُ فاقْفَعَلاَّ ، مِثْلَ نَضِيّ السُّقْمِ حينَ بَـَّلا
ويقال لأَنْضاء الإِبل : نِضْوانٌ أَيضاً ، وقد أَنْضاه السَّفَرُ . وأَنْضَيْتها ، فهي مُنْضاةٌ ، ونَضَوْتُ البِلاد : قَطَعْتُها ؛ قال تأَبَّط شرًّا : ولكِنَّنِي أُرْوِي مِن الخمْرِ هامَتي ، وأَنْضُو الفَلا بالشَّاحِبِ المُتشَلْشِل وأَنْضَى الرَّجلُ إِذا كانت إِبلُه أَنْضاء . الليث : المُنْضِي الرَّجلُ الذي صار بعيره نِضْواً . وأَنضَيْتُ الرَّجلَ : أَعطيته بعيراً مهزولاً . وأَنْضَى فلان بعيره أَي هَزَله ، وتَنَضَّاه أَيضاً ؛
وقال : لو اصْبَحَ في يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها ، وفي كَفِّيَ الأُخْرَى وَبيلٌ تُحاذِرُهْ لجَاءتْ على مَشْي التي قد تُنُضِّيَتْ ، وذَلَّتْ وأَعْطَتْ حَبْلَها لا تُعاسِرُهْ
ويروى : تُنُصِّيَتْ أَي أُخِذَتْ بناصِيتها ، يعني بذلك امرأَة اسْتَصعَبَتْ على بَعْلها . وفي الحديث : إِن المؤمِنَ ليُنْضِي شَيْطانه كما يُنْضِي أَحَدُكم بَعِيرَه أَي يَهْزِلُه ويجعله نِضْواً . والنِّضْوُ : الدابة التي هَزَلَتْها الأَسفار وأَذْهَبَتْ لحمها . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : كلِماتٌ لو رَحَلْتُم فيهن المَطِيَّ لأَنْضَيْتُموهُنَّ . وفي حديث ابن عبد العزيز : أَنْضَيْتُم الظَّهْر أَي هَزَلْتُموه . وفي الحديث : إِن كان أَحَدُنا ليأْخُذ نِضْوَ أَخيه . ونِضْوُ اللِّجام : حَدِيدَتُه بلا سَيْر ، وهو من ذلك . قال دُرَيدُ ابن الصِّمَّة : إِمّا تَرَيْنِي كَنِضْوِ اللِّجام ، أُعِضَّ الجَوامِحَ حتى نَحَلْ أَراد أُعِضَّتْه الجَوامِحُ فقَلَبَ ، والجمع أَنْضاء ؛ قال كثير : رأَتْنِي كأَنضاءِ اللِّجامِ وبَعْلُها ، مِنَ المَلْءِ ، أَبْزَى عاجِزٌ مُتَباطِنُ
ويروى : كأَشْلاء اللجام . وسَهمٌ نِضْوٌ : رُمِيَ به حتى بَلِيَ . وقِدْحٌ نِضْوٌ : دقيق ؛ حكاه أَبو حنيفة . والنَّضِيُّ من السِّهام والرِّماح : الخَلَقُ . وسَهم نِضْوٌ إِذا فَسَدَ من كثرة ما رُمِيَ به حتى أَخْلَقَ . أَبو عمرو : النَّضِيُّ نَصْلُ السهم . ونِضوُ السَّهم : قِدْحُه . المحكم : نَضِيُّ السهم قِدْحُه وما جاوَزَ من السَّهمِ الرِّيشَ إِلى النَّصل ، وقيل : هو النصل ، وقيل : هو القِدْحُ قبل أَن يُعْمَل ، وقيل : هو الذي ليس له ريش ولا نصل ؛ قال أَبو حنيفة : وهو نَضِيٌّ ما لم يُنَصَّلْ ويُرَيَّشْ ويُعَقَّب ، قال : والنّضِيُّ أَيضاً ما عَرِيَ من عُوده وهو سهم ؛ قال الأَعشى وذَكَرَ عَيْراً رُمِيَ : فَمَرَّ نَضِيُّ السَّهْمِ تَحتَ لبَانِه ، وجالَ على وَحْشِيِّة لم يُعَتِّمِ لم يُبْطئْ . والنَّضِيُّ ، على فَعِيل : القِدْحُ أَوَّل ما يكون قبل أَن يُعْمَل . ونَضِيُّ السهم : ما بين الرِّيش والنَّصل . وقال أَبو عمرو : النَّضِيُّ نصل السَّهم . يقال : نَضِيٌّ مُفَلَّلٌ ؛ قال لبيد يصف الحمار وأُتُنَه ، قال : وأَلزَمَها النِّجادَ وشايَعَتْه هَوادِيها كأَنْضِيَة المُغال ؟
قال ابن بري : صوابه المَغالي جمع مِغْلاة للسهم . وفي حديث الخوارج : فَينظُرُ في نَضِيِّه ؛ النَّضِيُّ : نَصل السهم ، وقيل : هو السهم قبل أَن يُنحَت إِذا كان قِدْحاً ، قال ابن الأَثير : وهو أَولى لأَنه قد جاء في الحديث ذكر النصل بعد النَّضيّ ، قالوا : سمي نضِيّاً لكثرة البَرْي والنَّحْت ، فكأَنه جُعل نِضْواً . ونَضِيُّ الرُّمح : ما فوقَ المَقْبِض من صدره ، والجمع أَنْضاء ؛ قال أَوْس بن حَجَر : تُخُيِّرْنَ أَنْضاءً ورُكِّبْنَ أَنْصُلاً ، كجَزْلِ الغَضَى في يومِ رِيحٍ تَزَيَّلا
ويروى : كجَمْرِ الغَضَى ؛
وأَنشد الأَزهري في ذلك : وظلَّ لِثيران الصَّرِيم غَماغِمٌ ، إِذا دَعَسُوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّبِ الأَصمعي : أَوَّل ما يكون القِدْحُ قبل أَن يُعْمَل نَضِيٌّ ، فإِذا نُحِتَ فهو مَخْشُوب وخَشِيبٌ ، فإِذا لُيِّنَ فهو مَخَلَّقٌ . والنَّضِيُّ : العُنُق على التشبيه ، وقيل : النَّضِيُّ ما بين العاتق إِلى الأُذن ، وقيل : هو ما عَلا العُنُقَ مما يَلي الرأْسَ ، وقيل : عَظْمه ؛
قال : يُشَبَّهُونَ ملو كاً في تَجِلَّتِهِمْ ، وطُولِ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ واللِّمَمِ ابن دريد : نَضِيُّ العُنق عَظْمه ، وقيل : طُوله . ونَضِيُّ كل شيء طوله ؛ وقال أَوْس : يُقَلِّب للأَصْواتِ والرِّيحِ هادِياً تَمِيمَ النَّضِيِّ كَدَّحَتْه المَناشِفُ يقول : إِذا سمع صوتاً خافَه التَفَتَ ونظر ، وقوله : والرِّيحِ ، يقول يَسْتَرْوِحُ هل يَجِدُ رِيحَ إِنسان ، وقوله : كَدَّحَته المَناشف ، يقول : هو غَلِيظ الحاجبين أَي كان فيه حجارةٌ . ونَضِيُّ السهمِ : عُوده قبل أَن يُراشَ . والنَّضِيُّ : ما بين الرأْس والكاهِل من العُنق ؛ قال الشاعر : يُشَبَّهُون سُيُوفاً في صَرائِمِهمْ ، وطُولِ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ واللِّمَمِ (* ورد هذا البيت في صفحة ؟؟ وفيه أنصية بدل أنضية والأمم بدل اللِّمم .) قال ابن بري : البيت لليلى الأَخيلية ، ويروى للشَّمَرْدل ابن شريك اليربوعي ، والذي رواه أَبو العباس : يشبهون ملوكاً في تجلتهم والتَّجلَّة : الجلالةُ ، والصحيحُ والأُمَمِ ، جمع أُمَّةٍ ، وهي القامةُ . قال : وكذا ، قال عليّ بن حَمْزة ، وأَنكر هذه الرواية في الكامل في المسأَلة الثامنة ، وقال لا تُمْدَح الكُهول بطول اللِّمم ، إِنما تُمْدح به النِّساء والأَحداثُ ؛ وبعد البيت : إِذا غَدا المِسْكُ يَجْرِي في مَفارِقِهِمْ ، راحُوا تَخالُهُمُ مَرْضى مِنَ الكَرَمِ وقال القتَّال الكلابي : طِوالُ أَنْضِيةِ الأَعْناقِ لم يجِدُوا رِيحَ الإِماء ، إِذا راحَتْ بأَزْفارِ ونَضِيُّ الكاهِل : صَدْرُه . والنَّضِيُّ : ذكر الرجل ؛ وقد يكون للحِصان من الخيل ، وعمَّ به بعضهم جميع الخَيل ، وقد يقال أَيضاً للبَعير ، وقال السِّيرافي : هو ذكر الثعلب خاصة . أَبو عبيدة : نَضا الفرسُ يَنْضُو نُضوّاً إِذا أَدْلَى فأَخرج جُرْدانه ، قال : واسم الجُرْدانِ النّضِيُّ . يقال : نَضا فلان موضع كذا يَنْضُوه إِذا جاوزَه وخَلَّفه . ويقال : أَنْضَى وجهُ فلان ونَضا على كذا وكذا أَي أَخْلَقَ . "
ضوأ(المعجم لسان العرب)
" الضَّوءُ والضُّوءُ ، بالضم ، معروف : الضِّياءُ ، وجمعه أَضْواءٌ . وهو الضِّواءُ والضِّياءُ . وفي حديث بَدْءِ الوَحْيِ : يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَيَرَى الضَّؤْءَ ، أَي ما كان يَسمع من صوت الـمَلَك ويراه مِن نُوره وأَنْوارِ آياتِ رَبِّه . التهذيب ، الليث : الضَّوْءُ والضِّياءُ : ما أضاءَ لك . وقال الزجاج في قوله تعالى : كُلَّما أَضاءَ لهم مَشَوْا فِيهِ . يقال : ضاءَ السِّراجُ يَضوءُ وأَضاءَ يُضِيءُ . قال : واللغة الثانية هي الـمُختارة ، وقد يكون الضِّياءُ جمعاً . وقد ضاءَتِ النارُ وضاءَ الشيءُ يَضُوءُ ضَوْءاً وضُوءاً وأَضاءَ يُضِيءُ . وفي شعر العباس : وأَنْتَ ، لـمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَت الأَرضُ ، * وضاءَتْ ، بِنُورِك ، الأُفُقُ
يقال : ضاءَتْ وأَضاءَتْ بمعنى أَي اسْتَنارَتْ ، وصارَت مُضِيئةً . وأَضَاءَتْه ، يَتعدَّى ولا يَتعدَّى . قال الجعديّ : أضاءَتْ لنا النارُ وَجْهاً أَغَرَّ ، * مُلْتَبِساً ، بالفُؤَادِ ، التِباسا أَبو عبيد : أَضاءَتِ النارُ وأَضاءَها غيرُها ، وهو الضَّوْءُ والضُّوءُ ، وأَمَّا الضِّياءُ ، فلا همز في يائه . وأَضاءَه له واسْتَضَأْتُ به . وفي حديث علي كرَّم اللّه وجهه : لم يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلم ولم يَلْجَؤُوا إِلى رُكْنٍ وثِيقٍ . وفي الحديث : لا تَسْتَضِيئُوا بنار الـمُشْرِكِين ، أَي لا تَسْتَشِيرُوهم ولا تأْخُذُوا آراءَهم . جَعَل الضوءَ مثلاً للرأْي عند الحَيْرَةِ . وأَضأْتُ به البيتَ وضَوَّأْتُه به وضَوَّأْتُ عنه . الليث : ضَوَّأْتُ عن الأَمر تَضْوِئَةً أَي حِدْتُ . قال أَبو منصور : لم أَسمعه من غيره . أَبو زيد في نوادره : التَّضَوُّؤُ أَن يَقومَ الإنسانُ في ظُلْمَةٍ حيث يَرى بِضَوْءِ النار أَهْلَها ولا يَرَوْنه . قال : وعَلِقَ رجل من العَرَب امرأَةً ، فإِذا كان الليل اجْتَنَح إِلى حيث يَرَى ضَوْءَ نارِها فَتَضَوَّأَها ، فَقيل لَها إِن فلاناً يَتَضَوَّؤُكِ ، لِكَيْما تَحْذَره ، فلا تُريه إِلاَّ حَسَناً . فلما سمعت ذلك حَسَرَتْ عن يَدِها إِلى مَنْكِبها ثم ضَرَبتْ بِكَفِّها الأُخْرى إِبْطَها ، وقالت : يا مُتَضَوِّئاهْ ! هذه في اسْتِكَ إِلى الإِبْطِ . فلما رأَى ذلك رَفَضَها . يقال ذلك عند تعيير مَن لا يُبَالي ما ظَهَر منه من قَبِيح . وأَضاءَ بِبَوْلِه : حَذَف به ، حكاه عن كراع في الـمُنَجَّد . "