وصف و معنى و تعريف كلمة بيولوجية:


بيولوجية: كلمة تتكون من ثمن أحرف تبدأ بـ باء (ب) و تنتهي بـ تاء المربوطة (ة) و تحتوي على باء (ب) و ياء (ي) و واو (و) و لام (ل) و واو (و) و جيم (ج) و ياء (ي) و تاء المربوطة (ة) .




معنى و شرح بيولوجية في معاجم اللغة العربية:



بيولوجية

جذر [بيولوجية]

  1. بَيولوجيّة: (اسم)
    • مصدر صناعيّ
    • : عِلْمُ الأحْيَاءِ ، يَبْحَثُ شَكْلَ ووَظيفَةَ إِنْتاجِيَّةِ مُجْمَلِ الكائِناتِ الحَيَّةِ ، وما تُقيمُهُ منْ علاقاتٍ فيما بَيْنَها وَبَيْنَ بِيئَتِها
  2. بيولوجيّة: (اسم)
    • اسم مؤنَّث منسوب إلى بيولوجيا
    • صفة لكلِّ ما صُنِّع أو رُكِّب من خلال موادّ كيميائيَّة أو عضوية ، غالبًا ما تكون سامَّة وقاتلة وتضرّ جدًّا بالإنسان والحيوان والنَّبات ، ويُحْظَر استخدامها غالبًا من الأمم المتحدة إلا في حالات السِّلم أو العلاج أسلحة / حرب بيولوجيَّة
,
  1. بَيُولُوجِيَّةٌ
    • ( مصدر صناعيّ ). : عِلْمُ الأحْيَاءِ ، يَبْحَثُ شَكْلَ ووَظيفَةَ إِنْتاجِيَّةِ مُجْمَلِ الكائِناتِ الحَيَّةِ ، وما تُقيمُهُ منْ علاقاتٍ فيما بَيْنَها وَبَيْنَ بِيئَتِها .

    المعجم: الغني



  2. بيولوجيَّة
    • بيولوجيَّة :-
      اسم مؤنَّث منسوب إلى بيولوجيا : صفة لكلِّ ما صُنِّع أو رُكِّب من خلال موادّ كيميائيَّة أو عضوية ، غالبًا ما تكون سامَّة وقاتلة وتضرّ جدًّا بالإنسان والحيوان والنَّبات ، ويُحْظَر استخدامها غالبًا من الأمم المتحدة إلا في حالات السِّلم أو العلاج :- أسلحة / حرب بيولوجيَّة .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

,
  1. البَيُّ
    • ـ البَيُّ : الرجلُ الخَسيسُ ، كابنِ بَيَّانَ ، وابنِ بَيٍّ .
      ـ هَيُّ بنُ بَيٍّ : من وَلَدِ آدَمَ ، ذَهَبَ في الأرضِ لَمَّا تَفَرَّقَ سائِرُ وَلَدِهِ ، فَلَمْ يُحَسَّ منه أَثَرٌ ، وفُقِدَ .
      ـ يُوسُفُ بنُ هِلالِ ابنِ بَيَّةَ : مُحَدِّثٌ .
      ـ بَيَّاكَ اللُّه : أضْحَكَكَ اللُّه ، أو قَرَّبَكَ ، أو جاءَ بكَ ، أو بَوَّأَكَ ، أو إتْباعٌ لحَيَّاكَ ، وليس بشيءٍ .
      ـ محمدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ بَيَّا : شَيْخٌ للسِّلَفِيِّ .
      ـ ابنُ بايٍ : مُحَدِّثٌ .
      ـ بَيَّيْتُ الشيءَ تَبْيِيّاً : بَيَّنْتُهُ ، وأوْضَحْتُهُ .
      ـ تَبَيَّيْتُ الشيءَ : تَعَمَّدْتُه .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. بَيْتُ
    • ـ بَيْتُ من الشَّعَرِ والمَدَرِ : معروف ، الجمع : أبْياتٌ وبُيوتٌ ، جمع الجمع : أباييتُ وبُيوتاتٌ وأبْياواتٌ ، وتَصْغيرُهُ : بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ ، ولا تَقُلْ : بُوَيْتٌ ، والشَّرف ، والشَّريفُ ، والتَّزْويجُ ، والقَصْرُ ، وعِيالُ الرَّجُلِ ، والكَعْبَةُ ، والقَبْرُ ، وفَرْشُ البَيْتِ ، وبَيْتُ الشَّاعِرِ .
      ـ بَيُّوتُ : الماءُ البارِدُ ، والغابُّ من الخُبْزِ ، كالبائِتِ ، والأَمْرُ يَبيتُ له صاحِبُهُ مُهْتَمَّاً .
      ـ باتَ يَفعَلُ كذا ، يَبيتُ ويَباتُ بَيْتاً وبَياتاً ومَبيتاً وبَيْتُوتَةً : يَفْعَلُهُ لَيْلاً ، وليسَ من النَّوْمِ ، ومن أدْرَكَهُ اللَّيْلُ فقد باتَ . وقد بِتُّ القَوْمَ ، وبِهِم ، وعِندَهُمْ .
      ـ أباتَهُ اللّهُ أحْسَنَ بِيتَةٍ : إِباتَةٍ .
      ـ بَيَّتَ الأَمْرَ : دَبَّرَهُ لَيْلاً ،
      ـ بَيَّتَ النَّخْلَ : شَذَّبَها ،
      ـ بَيَّتَ العَدُوَّ : أوقَعَ بِهِم لَيْلاً .
      ـ بِيْتَةُ : القُوتُ ، كالبِيْتِ .
      ـ مُسْتَبِيتُ : الفقيرُ .
      ـ امرأةٌ مُتَبَيِّتَةٌ : أصابَتْ بَيْتاً وبَعْلاً .
      ـ تَبَيَّتَهُ عن حاجَتِهِ : حَبَسَهُ عنها .
      ـ لا يَسْتَبيتُ لَيْلَةً : ما لَهُ بِيتُ لَيْلَةٍ .
      ـ سِنٌّ بَيُّوتَةٌ : لا تَسْقُطُ .
      ـ بَياتٌ : قرية ، وكُورَةٌ قُرْبَ واسِطَ ، منها : حَسَنُ بنُ أبِي العَشائِرِ البَياتِيُّ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. البَيْنُ


    • ـ البَيْنُ : يكونُ فُرْقَةً ووَصْلاً ، واسْماً ، وظَرْفاً مُتَمَكِّناً ، والبُعْدُ ،
      البِيْنُ : الناحيةُ ، والفَصْلُ بين الأرْضَيْنِ ، وارتِفاعٌ في غِلَظٍ ، وقَدْرُ مَدِّ البَصَرِ ، وموضع قربَ نَجْرانَ ، وموضع قُرْبَ الحِيرةِ ، وموضع قربَ المدينةِ ، وقرية بفَيْرُوزابادِ فارِسَ ، وموضع ، ونَهْرٌ بين بَغْدادَ وبين دَفاعِ .
      ـ جَلَسَ بين القَوْمِ : وَسْطَهُمْ .
      ـ لَقِيَهُ بُعَيْداتِ بينٍ : إذا لَقِيَهُ بعدَ حين ، ثم أمْسَكَ عنه ، ثم أتاهُ .
      ـ بانُوا بَيْنَاً وبَيْنونةً : فارَقوا ،
      ـ بانُوا الشيءُ بَيْناً بُيوناً وبَيْنونةً : انْقَطَعَ ، وأبانَهُ غيرُه
      ـ بانُوا المرأةُ عن الرجُلِ ، فهي بائِن : انْفَصَلَتْ عنه بطَلاقٍ . وتَطْليقَةٌ بائنَةٌ لا غيرُ .
      ـ وبانَ بياناً : اتَّضَحَ ، فهو بَيِّنٌ , ج : أبْيِناءُ .
      ـ بنْتُه ، وبَيَّنْتُه وتَبَيَّنْتُه وأبَنْتُه واسْتَبَنْتُه : أوضَحْتُه ، وعَرَّفْتُه ، فبانَ وبَيَّنَ وتَبَيَّنَ وأبانَ واسْتَبانَ .
      ـ التِّبْيانُ ، والتَّبْيانُ : مَصْدَرٌ شاذٌ ، وضَرَبَه فأَبانَ رأسَه ، فهو مُبِينٌ ومُبْيِنٌ .
      ـ بايَنَه : هاجَرَه .
      ـ تَباينَا : تَهاجَرا .
      ـ البائِنُ : مَن يأتي الحَلوبَةَ من قِبَل شِمالِها ، وكلُّ قَوْسٍ بانَتْ عن وَتَرِها كثيراً ، كالبائِنةِ ، والبئْرُ البعيدةُ القَعْرِ الواسعةُ ، كالبَيُونِ .
      ـ غُرابُ البَيْنِ : الأبْقَعُ ، أو الأحْمَرُ المِنْقارِ والرِّجْلَيْنِ . وأما الأسْوَدُ ، فإنه الحاتِمُ ، لأَنه يَحْتِمُ بالفِراق .
      ـ هذا بَيْنَ بَيْنَ : أي : بَيْنَ الجَيِّدِ والرَّديءِ ، اسْمانِ جُعِلا واحداً .
      ـ الهمزةُ المُخَفَّفَةُ تُسَمَّى : بَيْنَ بَيْنَ .
      ـ بَيْنا نَحْنُ كذا : هي بينَ أُشْبِعَتْ فَتْحَتُها ، فَحَدَثَتِ الألِفُ .
      ـ بَينا وبينما : من حُروفِ الابْتِداءِ والأصْمَعِيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صَلُحَ موضعُهُ بَيْنَ ، كقوله : بَيْنا تَعَنُّفِه الكُماةَ ورَوْغِه **** يوماً أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ , وغَيْرُهُ يَرْفَعُ ما بَعْدَها على الابْتِدَاء والخَبَرِ .
      ـ البَيانُ : الإِفْصاحُ مع ذكَاءٍ .
      ـ البَيِّنُ : الفصيحُ , ج : أبيِناء وأبْيانٌ وبُيَناء .
      ـ الكَواكِبُ البَيانِيَّاتُ : التي لا تَنْزِلُ الشمسُ بها ولا القمرُ .
      ـ بَيَّنَ بِنْتَهُ : زَوَّجَهَا ، كأَبانَها ،
      ـ بَيَّنَ الشجرُ : بَدا ، وَظَهَرَ أوَّلَ ما يَنْبُتُ ،
      ـ بَيَّنَ القَرْنُ : نَجَمَ . وأبو علِي بنُ بَيَّانٍ ،
      ـ بَيَّانٌ : زاهِدٌ ذو كَراماتٍ .
      ـ بَيَّانَةُ : قرية بالمغرب ، منها قاسِمُ بنُ أصْبَغٍ البَيَّانِيُّ الحافِظُ المُسْنِد ، وبَلَدِيُّهُ محمدُ بنُ سُليمانَ المقرِئ .
      ـ بَيانٌ : موضع بِبَطَلْيَوْسَ .
      ـ ويوسُفُ بنُ المُبارَكِ بنِ البِيني : محدثٌ .
      ـ بَيْنونُ : حِصْنٌ باليمن ،
      ـ بَيْنونةُ : قرية بالبَحْرَيْن .
      ـ بَيْنُونَةُ الدُّنْيا والقُصْوَى : قَرْيتانِ في شِقِّ بني سَعْدٍ .
      ـ بَيْنَةُ : موضع بوادي الرُّوَيْثَةِ ، وثَنَّاهَا كُثَيِّرٌ : ألا شَوْقَ لَمَّا هَيَّجَتْكَ المنازِلُ **** بحَيْثُ الْتَقَتْ من بَيْنَتَيْنِ العَياطِلُ

    المعجم: القاموس المحيط

  4. بيولوجيا
    • بيولوجيا :-
      ( الأحياء ) علمٌ عام يشمل علم الأحياء الحيوانيّة ، وعلم الأحياء النباتية .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  5. بيوم الدّين
    • بيَوْمِ البعْثِ و الحِسَاب و الجزاء
      سورة : المدثر ، آية رقم : 46

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  6. بَيوع

    • بيوع
      1 - جيد بيع من البضاعة أو نحوها

    المعجم: الرائد

  7. البَيُوع
    • البَيُوع : الماهر في البيع .

    المعجم: المعجم الوسيط

  8. بَيّاهُ
    • بَيّاهُ تَبْيِيًا ، وتبْيِيَةً : بيّنه ووضحه .
      و بَيّاهُ سرَّه وعَجَّل له ما يحبّ .
      و بَيّاهُ بوّأه مكانًا حسنًا .
      ويقال في الدعاء : حيّاك الله وبَيّاك .

    المعجم: المعجم الوسيط

  9. بييت

    • بييت
      1 - بيت صغير

    المعجم: الرائد

  10. بيَّى
    • بيَّى يبيِّي ، بَيِّ ، تبييةً ، فهو مُبيٍّ ، والمفعول مُبَيًّى :-
      • بيَّاكَ اللهُ
      1 - سرَّك وعجَّل لك ما تحبّ
      • حيَّاك اللهُ وبيَّاك : أبقاك وبوَّأكَ مكانًا حسنًا .
      2 - بوَّأك منزلة حسنة .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  11. البَيُونُ
    • البَيُونُ من الآبار : الواسعة العميقة .

    المعجم: المعجم الوسيط

  12. بَين
    • بين - جمع بيون
      1 - بين : ناحية . 2 - بين : مسافة قدر مد النظر . 3 - بين بلد ، مقاطعة .


    المعجم: الرائد

  13. بان
    • بان - يبين بينا وبيونا وبينونة
      1 - بان منه أو عنه : بعد عنه ، انفصل عنه . 2 - بانت المرأة عن زوجها ومنه : انفصلت عنه بالطلاق . 3 - بانت الفتاة : تزوجت .

    المعجم: الرائد

  14. بيي
    • " حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ ، قيل : حَيَّاكَ مَلَّكَكَ ، وقيل : أَبقاكَ ، ويقال : اعْتَمدك بالمُلْك ، وقيل : أَصْلَحك ، وقيل : قَرَّبَكَ ؛ الأَخيرة حكاها الأَصمعي عن الأَحمر .
      وقال أَبو مالك أَيضاً : بَيَّاكَ قَرَّبَك ؛

      وأَنشد : ‏ بَيَّا لهم ، إذ نزلوا ، الطَّعامَا الكِبْدَ والمَلْحاءَ والسَّنامَا وقال الأَصمعي : معنى حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ أَي أَضحكك .
      وفي الحديث عن آدم ، عليه السلام : أَنه اسْتَحْرَمَ بعد قَتْلِ ابنه مائةَ سنة فلم يضحك حتى جاءه جبريل ، عليه السلام ، فقال : حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ فقال : وما بَيَّاكَ ؟ قيل : أَضْحكَك ؛ رواه بإسناد له عن سعيد بن جبير ، وقيل : عجَّلَ لكَ ما تُحِبُّ ، قال أَبو عبيدة : بعض الناس يقول إنه إتباع ، قال : وهو عندي على ما جاء تفسيره في الحديث أَنه ليس بإتباع ، وذلك أَن الإتباع لا يكاد يكون بالواو ، وهذا بالواو ، وكذلك قول العباس في زمزم : إني لا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وهي لشاربٍ حِلُّ وبِلٌّ .
      وقال الأَحمر : بَيَّاكَ اللهُ معناه بَوَّأَك منزلاً ، إلاَّ أَنها لما جاءت مع حَيَّاكَ تركت همزتها وحُوِّلَتْ واوها ياء أَي أَسكنك منزلاً في الجنة وهَيَّأَكَ له .
      قال سلمة بن عاصم : حَكَيْتُ للفراء قولَ خَلَفٍ فقال : ما أَحسنَ ما ، قال وقيل : يقال بَيَّاكَ لازدواج الكلام .
      وقال ابن الأَعرابي : بَيَّاكَ قَصَدَكَ واعتَمَدَك بالمُلْكِ والتحية ، من تَبَيَّيْتُ الشيءَ : تَعَمَّدْتُه ؛ وأَنشد : لَمَّا تَبَيَّيْنا أَخا تَمِيمِ ، أَعْطى عَطاءَ اللَّحِزِ اللَّئيم ؟

      ‏ قال : وهذه الأَبيات تحتمل الوجهين معاً ؛ وقال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ : باتَتْ تَبَيَّا حَوْضَها عُكُوفا مِثْلَ الصُّفُوفِ لاقَتِ الصُّفُوفَا ، وأَنْتِ لا تُغْنِينَ عَنِّي فُوفا أَي تعتمد حَوْضَها ؛ وقال آخر : وعَسْعَسٌ ، نِعْمَ الفَتى ، تَبَيَّاهْ مِنَّا يَزيدٌ وأَبو مُحَيَّاه ؟

      ‏ قال ابن الأَثير : أَبو مُحَيَّاةٍ كنية رجل ، واسمه يحيى بن يعلى .
      وقيل : بَيَّك جاءَ بكَ .
      وهو هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّانُ بنُ بَيَّانَ أَي لا يعرف أَصله ولا فصله ، وفي الصحاح : إذا لم يعرف هو ولا أَبوه ؛ قال ابن بري : ومنه قول الشاعر يصف حرباً مهلكة : فأَقْعَصَتْهُم وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ ، وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ بنَ بَيَّانِ الجوهري : ويقال ما أَدري أَيّ هَيِّ بنِ بَيٍّ هُوَ أَي أَيُّ الناس هو .
      ابن الأَعرابي : البَيُّ الخسيس من الرجال ، وكذلك ابن بَيّان وابن هَيّان ، كله الخسيس من الناس ونحو ذلك .
      قال الليث : هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّان بن بَيّانَ .
      ويقال : إنَّ هَيَّ بنَ بَيٍّ من ولد آدم ذهب في الأَرض لمَّا تفرق سائر ولد آدم فلم يُحَسَّ منه عَين ولا أَثر وفقد .
      ويقال : بَيَّنْتُ الشيء وبَيَّيْتُه إذا أَوضحته .
      والتَّبْييُ : التبيين من قرب .
      "

    المعجم: لسان العرب

  15. بيع
    • " البيعُ : ضدّ الشراء ، والبَيْع : الشراء أَيضاً ، وهو من الأَضْداد .
      وبِعْتُ الشيء : شَرَيْتُه ، أَبيعُه بَيْعاً ومَبيعاً ، وهو شاذ وقياسه مَباعاً .
      والابْتِياعُ : الاشْتراء .
      وفي الحديث : لا يخْطُبِ الرجلُ على خِطْبة أَخِيه ولا يَبِعْ على بَيْعِ أَخِيه ؛ قال أَبو عبيد : كان أَبو عبيدة وأَبو زيد وغيرهما من أَهل العلم يقولون إِنما النهي في قوله لا يبع على بيع أَخيه إِنما هو لا يشتر على شراء أَخيه ، فإِنما وقع النهي على المشتري لا على البائع لأَن العرب تقول بعت الشيء بمعنى اشتريته ؛ قال أَبو عبيد : وليس للحديث عندي وجه غير هذا لأَن البائع لا يكاد يدخل على البائع ، وإِنما المعروف أَن يُعطى الرجلُ بسلعته شيئاً فيجيء مشتر آخر فيزيد عليه ، وقيل في قوله ولا يبع على بيع أَخيه : هو أَن يشتري الرجل من الرجل سلعة ولما يتفرّقا عن مقامهما فنهى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَن يَعْرِضَ رجل آخرُ سِلْعةً أُخرى على المشتري تشبه السلعة التي اشترى ويبيعها منه ، لأَنه لعل أَن يردَّ السلعة التي اشترى أَولاً لأَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، جعل للمُتبايعين الخيارَ ما لم يَتفرَّقا ، فيكون البائعُ الأَخير قد أَفسد على البائع الأَول بَيْعَه ، ثم لعل البائع يختار نقض البيع فيفسد على البائع والمتبايع بيعه ، قال : ولا أَنهى رجلاً قبل أَن يَتبايَع المتبايعان وإِن كانا تساوَما ، ولا بَعد أَن يتفرَّقا عن مقامهما الذي تبايعا فيه ، عن أَن يبيع أَي المتبايعين شاء لأَن ذلك ليس ببيع على بيع أَخيه فيُنْهى عنه ؛ قال : وهذا يوافق حديث : المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإِذا باع رجل رجلاً على بيع أَخيه في هذه الحال فقد عصى اللهَ إِذا كان عالماً بالحديث فيه ، والبيعُ لازم لا يفسد .
      قال الأَزهري : البائعُ والمشتري سواء في الإِثم إِذا باع على بيع أَخيه أَو اشترى على شراء أَخيه لأَن كل واحد منهما يلزمه اسم البائع ، مشترياً كان أَو بائعاً ، وكلٌّ منهي عن ذلك ؛ قال الشافعي : هما متساويان قبل عقد الشراء ، فإِذا عقدا البيع فهما متبايعان ولا يسمَّيان بَيِّعَيْنِ ولا متبايعين وهما في السَّوْمِ قبل العقد ؛ قال الأَزهري : وقد تأَول بعض من يحتج لأَبي حنيفة وذَوِيه وقولهِم لا خيار للمتبايعين بعد العقد بأَنهما يسميان متبايعين وهما متساومان قبل عقدهما البيع ؛ واحتج في ذلك بقول الشماخ في رجل باع قوساً : فوافَى بها بعضَ المَواسِم ، فانْبَرَى لَها بَيِّع ، يُغْلِي لها السَّوْمَ ، رائز ؟

      ‏ قال : فسماه بَيِّعاً وهو سائم ، قال الأَزهري : وهذا وهَمٌ وتَمْوِيه ، ويردّ ما تأَوَّله هذا المحتج شيئان : أَحدهما أَن الشماخ ، قال هذا الشعر بعدما انعقد البيع بينهما وتفرَّقا عن مقامهما الذي تبايعا فيه فسماه بَيِّعاً بعد ذلك ، ولو لم يكونا أَتَمّا البيع لم يسمه بَيِّعاً ، وأَراد بالبيّع الذي اشترى وهذا لا يكون حجة لمن يجعل المتساومين بيعين ولما ينعقد بينهما البيع ، والمعنى الثاني أَنه يرد تأْويله ما في سياق خبر ابن عمر ، رضي الله عنهما : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال : البَيِّعانِ بالخيار ما لم يَتفرَّقا إِلاَّ أَن يُخَيِّرَ أَحدُهما صاحبَه ، فإِذا ، قال له : اختر ، فقد وجَب البيعُ وإِن لم يتفرَّقا ، أَلا تراه جعل البيع ينعقد بأَحد شيئين : أَحدهما أَن يتفرقا عن مكانهما الذي تبايعا فيه ، والآخر أَن يُخَيِّرَ أَحدهما صاحبه ؟ ولا معنى للتخيير إِلا بعد انعقاد البيع ؛ قال ابن الأَثير في قوله لا يبع أَحدكم على بيع أَخيه : فيه قولان : أَحدهما إِذا كان المتعاقدان في مجلس العقد وطلب طالبٌ السلعةَ بأَكثر من الثمن ليُرغب البائع في فسخ العقد فهو محرم لأَنه إِضرار بالغير ، ولكنه منعقد لأَن نفْسَ البيع غير مقصود بالنهي فإِنه لا خلل فيه ، الثاني أَن يرغب المشتري في الفسخ بعَرْض سلعة أَجودَ منها بمثل ثمنها أَو مثلها بدون ذلك الثمن فإِنه مثل الأَول في النهي ، وسواء كانا قد تعاقدا على المبيع أَو تساوما وقاربا الانعقاد ولم يبق إَلاَّ العقد ، فعلى الأَول يكون البيع بمعنى الشراء ، تقول بعت الشيء بمعنى اشتريته وهو اختيار أَبي عبيد ، وعلى الثاني يكون البيع على ظاهره ؛ وقال الفرزدق : إِنَّ الشَّبابَ لَرابِحٌ مَن باعَه ، والشيْبُ ليس لبائِعيه تِجارُ يعني من اشتراه .
      والشيء مَبيع ومَبْيُوع مثل مَخيط ومَخْيُوط على النقص والإِتمام ، قال الخليل : الذي حذف من مَبِيع واو مفعول لأَنها زائدة وهي أَولى بالحذف ، وقال الأَخفش : المحذوفة عين الفعل لأَنهم لما سَكَّنوا الياء أَلْقَوا حركتها على الحرف الذي قبلها فانضمت ، ثم أَبدلوا من الضمة كسرة للياء التي بعدها ، ثم حذفت الياء وانقلبت الواو ياء كما انقلبت واو مِيزان للكسرة ؛ قال المازني : كلا القولين حسن وقول الأَخفش أَقيس .
      قال الأَزهري :، قال أَبو عبيد البيع من حروف الأَضداد في كلام العرب .
      يقال باع فلان إِذا اشترى وباع من غيره ؛

      وأَنشد قول طرفة : ويأْتِيك بالأنباء مَن لم تَبِعْ له نَباتاً ، ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ أَراد من لم تشتر له زاداً .
      والبِياعةُ : السِّلْعةُ ، والابْتِياعُ : الاشتراء .
      وتقول : بِيعَ الشيء ، على ما لم يسمّ فاعله ، إِن شئت كسرت الباء ، وإِن شئت ضممتها ، ومنهم من يقلب الياء واواً فيقول بُوع الشيء ، وكذلك القول في كِيلَ وقِيلَ وأَشباهها ، وقد باعَه الشيءَ وباعَه منه بَيْعاً فيهما ؛

      قال : إِذا الثُّرَيّا طَلَعَتْ عِشاء ، فَبِعْ لراعِي غَنَمٍ كِساء وابْتاعَ الشيءَ : اشتراه ، وأَباعه .
      عَرَّضه للبيع ؛ قال الهَمْداني : فَرَضِيتُ آلاء الكُمَيْتِ ، فَمَنْ يُبِعْ فَرَساً ، فليْسَ جَوادُنا بمُباعِ أَي بمُعَرَّض للبيع ، وآلاؤُه : خِصالُه الجَمِيلة ، ويروي أَفلاء الكميت .
      وبايَعَه مُبايعة وبِياعاً : عارَضَه بالبيع ؛ قال جُنادةُ ابن عامر : فإِنْ أَكُ نائِياً عنه ، فإِنِّي سُرِرْتُ بأَنَّه غُبِنَ البِياعا وقال قيس بن ذَريح : كمغْبُونٍ يَعَضُّ على يَدَيْهِ ، تَبَيَّنَ غَبْنُه بعدَ البِياع واسْتَبَعْتُه الشيء أَي سأَلْتُه أَن يبِيعَه مني .
      ويقال : إِنه لحسَنُ البِيعة من البيع مثل الجِلْسة والرِّكْبة .
      وفي حديث ابن عمر ، رضي الله عنهما : أَنه كان يَغْدُو فلا يمر بسَقَّاطٍ ولا صاحِب بِيعةٍ إِلاَّ سلم عليه ؛ البِيعةُ ، بالكسر ، من البيع : الحالة كالرِّكبة والقِعْدة .
      والبَيِّعان : البائع والمشتري ، وجمعه باعةٌ عند كراع ، ونظيره عَيِّلٌ وعالةٌ وسيّد وسادةٌ ، قال ابن سيده : وعندي أَن ذلك كله إِنما هو جمع فاعل ، فأَمّا فيْعِل فجمعه بالواو والنون ، وكلُّ من البائع والمشتري بائع وبَيِّع .
      وروى بعضهم هذا الحديث : المُتبايِعانِ بالخِيار ما لم يَتفَرَّقا .
      والبَيْعُ : اسم المَبِيع ؛ قال صَخْر الغَيّ : فأَقْبَلَ منه طِوالُ الذُّرى ، كأَنَّ عليهِنَّ بَيْعاً جَزِيفا يصف سحاباً ، والجمع بُيُوع .
      والبِياعاتُ : الأَشياء التي يُتَبايَعُ بها في التجارة .
      ورجل بَيُوعٌ : جَيِّدُ البيع ، وبَيَّاع : كثِيره ، وبَيِّعٌ كبَيُوعٍ ، والجمع بَيِّعون ولا يكسَّر ، والأُنثى بَيِّعة والجمع بَيِّعاتٌ ولا يكسر ؛ حكاه سيبويه ، قال المفضَّل الضبيُّ : يقال باع فلان على بيع فلان ، وهو مثل قديم تضربه العرب للرجل يُخاصم صاحبه وهو يُرِيغُ أَن يُغالبه ، فإِذا ظَفِر بما حاوَلَه قيل : باعَ فلان على بَيْع فلان ، ومثله : شَقَّ فلان غُبار فلان .
      وقال غيره : يقال باع فلان على بيعك أَي قام مَقامك في المنزلة والرِّفْعة ؛ ويقال : ما باع على بيعك أَحد أَي لم يُساوِك أَحد ؛ وتزوج يزيد بن معاوية ، رضي الله عنه ، أُم مِسْكِين بنت عمرو على أُم هاشم (* قوله « على أم هاشم » عبارة شارح القاموس : على أم خالد بنت أبي هاشم ، ثم ، قال في الشعر : ما لك أُم خالد .) فقال لها : ما لَكِ أُمَّ هاشِمٍ تُبَكِّينْ ؟ مِن قَدَرٍ حَلَّ بكم تَضِجِّينْ ؟ باعَتْ على بَيْعِك أُمُ مِسْكِينْ ، مَيْمُونةً من نِسْوةٍ ميامِينْ وفي الحديث : نَهَى عن بَيْعَتَيْن في بَيْعةٍ ، وهو أَن يقول : بِعْتُك هذا الثوب نَقْداً بعشرة ، ونَسِيئة بخمسة عشر ، فلا يجوز لأَنه لا يَدْرِي أَيُّهما الثمن الذي يَختارُه ليَقَع عليه العَقْد ، ومن صُوَره أَن تقول : بِعْتُك هذا بعشرين على أَن تَبِيعَني ثوبك بعشرة فلا يصح للشرط الذي فيه ولأَنه يَسْقُط بسُقوطه بعضُ الثمن فيصير الباقي مجهولاً ، وقد نُهِي عن بيع وشرْط وبيع وسَلَف ، وهما هذانِ الوجهان .
      وأَما ما ورد في حديث المُزارعة : نَهى عن بَيْع الأَرض ، قال ابن الأَثير أَي كرائها .
      وفي حديث آخر : لا تَبِيعُوها أَي لا تَكْرُوها .
      والبَيْعةُ : الصَّفْقةُ على إِيجاب البيْع وعلى المُبايعةِ والطاعةِ .
      والبَيْعةُ : المُبايعةُ والطاعةُ .
      وقد تبايَعُوا على الأَمر : كقولك أَصفقوا عليه ، وبايَعه عليه مُبايَعة : عاهَده .
      وبايَعْتُه من البيْع والبَيْعةِ جميعاً ، والتَّبايُع مثله .
      وفي الحديث أَنه ، قال : أَلا تُبايِعُوني على الإِسلام ؟ هو عبارة عن المُعاقَدةِ والمُعاهَدةِ كأَن كلّ واحد منهما باعَ ما عنده من صاحبه وأَعطاه خالصة نَفْسِه وطاعَتَه ودَخِيلةَ أَمره ، وقد تكرّر ذكرها في الحديث .
      والبِيعةُ : بالكسر : كَنِيسةُ النصارى ، وقيل : كنيسة اليهود ، والجمع بِيَعٌ ، وهو قوله تعالى : وبِيَعٌ وصلواتٌ ومساجدُ ؛ قال الأَزهري : فإِن ، قال قائل فلم جعل الله هَدْمَها من الفَساد وجعلها كالمساجد وقد جاء الكتاب العزيز بنسخ شَرِيعة النصارى واليهود ؟ فالجواب في ذلك أَن البِيَعَ والصَّوامعَ كانت مُتعبَّدات لهم إِذ كانوا مستقيمين على ما أُمِرُوا به غير مبدِّلين ولا مُغيِّرين ، فأَخبر الله ، جل ثناؤه ، أَن لولا دَفْعُه الناسَ عن الفساد ببعض الناس لَهُدِّمَتْ مُتعبَّداتُ كلِّ فريق من أَهل دينه وطاعتِه في كل زمان ، فبدأَ بذكر البِيَعِ على المساجد لأَن صلوات من تقدَّم من أَنبياء بني إِسرائيل وأُممهم كانت فيها قبل نزول الفُرقان وقبْل تبديل مَن بدَّل ، وأُحْدِثت المساجد وسميت بهذا الاسم بعدهم فبدأَ جل ثناؤه بذكر الأَقْدَم وأَخَّر ذكر الأَحدث لهذا المعنى .
      ونُبايِعُ ، بغير همز : موضع ؛ قال أَبو ذؤيب : وكأَنَّها بالجِزْع جِزعِ نُبايعٍ ، وأُولاتِ ذي العَرْجاء ، نَهْبٌ مُجْمَع ؟

      ‏ قال ابن جني : هو فِعْلٌ منقول وزْنه نُفاعِلُ كنُضارِبُ ونحوه إِلا أَنه سمي به مجرداً من ضميره ، فلذلك أُعرب ولم يُحْكَ ، ولو كان فيه ضميره لم يقع في هذا الموضع لأَنه كان يلزم حكايتُه إِن كان جملة كذَرَّى حبّاً وتأبَّطَ شَرًّا ، فكان ذلك يكسر وزن البيت لأَنه كان يلزمه منه حذفُ ساكن الوتد فتصير متفاعلن إِلى متفاعِلُ ، وهذا لا يُجِيزه أَحد ، فإِن قلت : فهلا نوَّنته كما تُنوِّن في الشعر الفعل نحو قوله : مِنْ طَلَلٍ كالأَتْحمِيّ أَنْهَجَنْ وقوله : دايَنْتُ أَرْوَى والدُّيُون تُقْضَيَنْ فكان ذلك يَفِي بوزن البيت لمجيء نون متفاعلن ؟ قيل : هذا التنوين إِنما يلحق الفعل في الشعر إِذا كان الفعل قافية ، فأَما إِذا لم يكن قافية فإِن أَحداً لا يجيز تنوينه ، ولو كان نبايع مهموزاً لكانت نونه وهمزته أَصليتين فكان كعُذافِر ، وذلك أَن النون وقعت موقع أَصل يحكم عليها بالأَصلية ، والهمزة حَشْو فيجب أَن تكون أَصلاً ، فإِن قلت : فلعلها كهمزة حُطائطٍ وجُرائض ؟ قيل : ذلك شاذ فلا يَحْسُنُ الحَمْل عليه وصَرْفُ نُبايعٍ ، وهو منقول مع ما فيه من التعريف والمِثال ، ضرورةٌ ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب



  16. بين
    • " البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين : يكون البَينُ الفُرْقةَ ، ويكون الوَصْلَ ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً ، وهو من الأَضداد ؛ وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر : لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيني وبينَها ، فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح : لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى ، ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ فالبَينُ هنا الوَصْلُ ؛

      وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر : كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً : ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْ ؟

      ‏ قال ابن سيده : ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً .
      وفي التنزيل العزيز : لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون ؛ قرئَ بينكم بالرفع والنصب ، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم ، والنصبُ على الحذف ، يريدُ ما بينكم ، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً ، وقرأَ ابن كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً ، وقال أَبو عمرو : لقد تقطَّع بينُكم أَي وَصْلُكم ، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه ، قال : معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم ؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى : لقد تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم ، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم ، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم ، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول : من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم ، قال : ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ ، قال أَبو منصور : وهذا الذي ، قاله أَبو حاتم خطأ ، لأَن الله جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال : ولقد جئتمونا فُرادَى كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم ؛ أَراد لقد تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم ، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء ، فافهمه ؛ قال ابن سيده : مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين : أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينََكم ، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم ، وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله ، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف ، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً ، إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً ، لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل ، أَلا ترى إلى قولهم : تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه ؛ أَي سماعُك به خيرٌ من رؤْيتك إياه .
      وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً ؛

      وأَنشد ثعلب : فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى بَبَيْنُونةٍ ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة : المُفارَقَة .
      وتَبايَنَ القومُ : تَهاجَرُوا .
      وغُرابُ البَين : هو الأَبْقَع ؛ قال عنترة : ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ ، وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه جَلَمانِ ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال أَبو الغَوث : غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ ، فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق .
      وتقول : ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه ، فهو مُبِينٌ .
      وفي حديث الشُّرْب : أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق ، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق .
      وفي الحديث في صفته ، صلى الله عليه وسلم : ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال ، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً .
      وحكى الفارسيُّ عن أَبي زيد : طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو أَحدِهما ، ولا تكونُ من غيرهما ، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً .
      وفي حديث الشَّعْبي ، قال : سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول : سمعتُ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فيُشْهدَه فقال : هل لك معه ولدٌ غيرُه ؟

      ‏ قال : نعم ، قال : فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا ؟ فقال : لا ، قال : فإني لا أَشهَدُ على هذا ، هذا جَورٌ ، أَشهِدْ على هذا غيري ، أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في البرِّ واللُّطف ؛ قوله : هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه ، والاسم البائنةُ .
      وفي حديث الصديق :، قال لعائشة ، رضي الله عنهما : إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ .
      وحكى الفارسي عن أَبي زيد : بانَ وبانَه ؛

      وأَنشد : كأَنَّ عَيْنَيَّ ، وقد بانُوني ، غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ وتبَايَنَ الرجُلانِ : بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه ، وكذلك في الشركة إذا انفصلا .
      وبانَت المرأَةُ عن الرجل ، وهي بائنٌ : انفصلت عنه بطلاق .
      وتَطْليقةٌ بائنة ، بالهاء لا غير ، وهي فاعلة بمعنى مفعولة ، أَي تَطْليقةٌ (* قوله « وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ » هكذا بالأصل ، ولعل فيه سقطاً ).
      ذاتُ بَيْنونةٍ ، ومثله : عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً .
      وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ : فقيل له إنها قد بانَتْ منك ، فقال : صدَقُوا ؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه .
      والطَّلاقُ البائِنُ : هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ ، وقد تكرر ذكرها في الحديث .
      ويقال : بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً ، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً ؛ قال الطرماح : أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة ابن شميل : يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت ، وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ .
      وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها ، وبانَت هي إذا تزوجت ، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها .
      وفي الحديث : مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ ؛ يَبِنَّ ، بفتح الياء ، أَي يتزوَّجْنَ .
      وفي الحديث الآخر : حتى بانُوا أَو ماتوا .
      وبئرٌ بَيُونٌ : واسعةُ ما بين الجالَيْنِ ؛ وقال أَبو مالك : هي التي لا يُصيبُها رِشاؤُها ، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم ، وقيل : البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل ؛

      وأَنشد أَبو علي الفارسي : إِنَّك لو دَعَوْتَني ، ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ ، لقُلْتُ : لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فجعلها زَوْراءَ ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ ، والمَنْزَعُ : الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر ، فذلك الهواء هو المَنْزَعُ .
      وقال بعضهم : بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها ؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها : يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد ، كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات (* قوله « ارنانها ذوات إلخ » كذا بالأصل .
      وفي التكملة : والبيت للفرزدق يهجو جريراً ، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ .
      وقول الصاغاني : والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها ، وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين ).
      الأَذنِ والنَّشاطِ منها ، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في بئرٍ دَحُول ، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها .
      قال ابن بري ، رحمه الله : البيت للفرزدق لا لجرير ، قال : والذي في شعره يَصْهَلْنَ .
      والبائنةُ : البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة ، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً .
      وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر : حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق ؛

      قال : دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها ، لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وتقول : هو بَيْني وبَيْنَه ، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين ، وقالوا : بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا ؛ قال أَنشده سيبويه : فبَيْنا نحن نَرْقُبُه ، أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ ، وزِناد راعِ إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا ، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ ، فإِن قيل : فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن ، وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو ، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ ، والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ ؟ فالجواب : أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه ، والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ ، وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك ، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى : واسأَل القرية ؛ أَي أَهلَ القرية ، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر : بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه ، يوماً ، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر ، والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها (* قوله « الأشاحم » هكذا في الأصل ).
      قال ابن سيده : هكذا أَنشده ثعلب ، ويروى : تُبَيِّن بالفتى شُحوب .
      والتَّبْيينُ : الإيضاح .
      والتَّبْيين أَيضاً : الوُضوحُ ؛ قال النابغة : إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها ، والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد يعني أَتَبيَّنُها .
      والتِّبْيان : مصدرٌ ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على التَّفْعال ، بفتح التاء ، مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف ، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء .
      ومنه حديث آدم وموسى ، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام : أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه ، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح .
      وقوله عز وجل : وهو في الخِصام غيرُ مُبين ؛ يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ ، وقيل في التفسير : إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها ، وقد قيل : إنه يعني به الأَصنام ، والأَوّل أَجود .
      وقوله عز وجل : لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة ؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة .
      قال ثعلب : يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته ، ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها ، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت ، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه ؛ وروي بيت ذي الرمة : تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً ، كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها ، ورواه عليّ بن حمزة : تُبيِّن نِسبةُ ، بالرفع ، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين .
      ويقال : بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً ، فهو بائنٌ ، وأَبانَ يُبينُ إبانة ، فهو مُبينٌ ، بمعناه .
      ومنه قوله تعالى : حم والكتاب المُبين ؛ أَي والكتاب البَيِّن ، وقيل : معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة ؛ وقال الزجاج : بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد .
      ويقال : بانَ الشيءُ وأَبَنتُه ، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته ، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام ، ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حقٌّ ، ومُبين قِصَصَ الأَنبياء .
      قال أَبو منصور : ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين .
      قال أَبو منصور : والاسْتِبانةُ يكون واقعاً .
      يقال : اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن لك .
      قال الله عز وجل : وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين ؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة ، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين ، وأَكثرُ القراء قرؤُوا : ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين ؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع .
      ويقال : تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه ، وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً ، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن ، لازمٌ ومتعدّ .
      وقوله عز وجل : وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ شيءٍ ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين ، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ ، والعرب تقول : بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً ، بكسر التاء ، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً ، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء ، مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه ، وفي المصادر حرفان نادران : وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان ، قال : ولا يقاس عليهما .
      وقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا ؛ قال أَبو عبيد :، قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه ، وقرئ قوله عز وجل : إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا ، وقرئ : فتثبَّتوا ، والمعنيان متقاربان .
      وقوله عز وجل : إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا ، وفتَثبَّتُوا ؛ قرئ بالوجهين جميعاً .
      وقال سيبويه في قوله : الكتاب المُبين ،
      ، قال : وهو التِّبيان ، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة ، ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال ، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت .
      وقال كراع : التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء ، وهو مذكور في موضعه .
      وبينهما بَينٌ أَي بُعْد ، لغة في بَوْنٍ ، والواو أَعلى ، وقد بانَه بَيْناً .
      والبَيانُ : الفصاحة واللَّسَن ، وكلامٌ بيِّن فَصيح .
      والبَيان : الإفصاح مع ذكاء .
      والبَيِّن من الرجال : الفصيح .
      ابن شميل : البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج .
      وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً .
      ورجل بَيِّنٌ : فصيح ، والجمع أَبْيِناء ، صحَّت الياء لسكون ما قبلها ؛

      وأَنشد شمر : قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ، ويَلْتَئي على البَيِّنِ السَّفّاكِ ، وهو خَطيبُ قوله يَلتئي أَي يُبْطئ ، من اللأْي وهو الإبطاء .
      وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان وبُيَناء ، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات ، قال سيبويه : شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين ، قالوا شاهد وأَشهاد ، قال : ومثله ، يعني ميِّتاً وأَمواتاً ، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس ، وأَما بُيِّناء فنادر ، والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو ، وهو قول سيبويه .
      روى ابنُ عباس عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً ؛
      ، قال : البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب مع اللَّسَن ، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ ، وقيل : معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه الحقُّ ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه ، فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه ، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ ، وقيل : معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه ، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ ، فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك ، وهو وَجْهُ قوله : إن من البيانِ لسِحْراً .
      وفي الحديث عن أَبي أُمامة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق ؛ أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق ، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر ، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ ، ولذلك ، قال في رواية أُخْرى : البَذاءُ وبعضُ البيان ، لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً .
      وقال الزجاج في قوله تعالى : خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ، علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء ، وقيل : الإنسانُ هنا آدمُ ، عليه السلام ، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس جميعاً ، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان .
      ويقال : بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد ؛ قال أَبو مالك : البَيْنُ الفصلُ (* قوله « البين الفصل إلخ » كذا بالأصل ).
      بين الشيئين ، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ ، وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ .
      والبَوْنُ : الفضلُ والمزيّةُ .
      يقال : بانه يَبونُه ويَبينُه ، والواوُ أَفصحُ ، فأَما في البُعْد فيقال : إن بينهما لَبَيْناً لا غير .
      وقوله في الحديث : أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي يُعْرب ويَشهد عليه .
      ونخلةٌ بائنةٌ : فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها وطالت ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛

      وأَنشد لحَبيب القُشَيْري : من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها عنها ، وحاضنةٍ لها مِيقارِ قوله : تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها .
      والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ : التي بانتْ من وتَرِها ، وهي ضد البانِية ، إلا أَنها عيب ، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية .
      الجوهري : البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها كثيراً ، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ ، بتقديم النون ؛ قال : وكلاهما عيب .
      والباناةُ : النَّبْلُ الصِّغارُ ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب .
      وللناقة حالِبانِ : أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن ، والآخرُ يحلُب من الجانب الأَيْسر ، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي ، والذي يُمْسِك يسمَّى البائنَ .
      والبَيْنُ : الفراق .
      التهذيب : ومن أَمثال العرب : اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ ، وقيل : أَعلمُ ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم يُمارِسْه ، قال : والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها ، والجمع البُيَّنُ ، وقيل : البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ ، والآخر مُحْلِب ، والمُعينُ هو المُحْلِب ، والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ ، والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها ، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه ؛ قال الكميت : يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ ، من الحالبَيْنِ ، بأَن لا غِرار ؟

      ‏ قال الجوهري : والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها ، والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها .
      والبِينُ ، بالكسر : القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق ، وقيل : هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ ، وقيل : هو الفصل بين الأَرْضَيْن .
      والبِينُ أَيضاً : الناحيةُ ، قال الباهلي : المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ ،
      ، قال : وهي التُّخومُ ، والجمعُ بُيونٌ ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ : لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها ، من أَهلِ رَيْمانَ ، إلا حاجةً فينا بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به ، أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا (* قوله « بسرو »، قال الصاغاني ، والرواية : من سرو حمير لا غير ).
      ومَن كسَر التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال ، قال : والتذكير أَصْوَبُ .
      ويقال : سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ ، وهو البِينُ .
      وبِينٌ : موضعٌ قريب من الحيرة .
      ومُبِينٌ : موضع أَيضاً ، وقيل : اسمُ ماءٍ ؛
      ، قال حَنْظلةُ بن مصبح : يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ ، على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ ، وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ جمع بين النون والميم ، وهذا هو الإكْفاء ؛ قال الجوهري : وهو جائز للمطْبوع على قُبْحِه ، يقول : يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء ، فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب .
      وبَيْنونةُ : موضع ؛

      قال : يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا ، جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا (* قوله « بألوان » في ياقوت : بأرواح ).
      وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا ، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين .
      التهذيب : بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ .
      وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن : موضعٌ ، وحكى السيرافي : عَدَن أَبْيَن ، وقال : أَبْيَن موضع ، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ ، وقيل : عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن .
      الجوهري : أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب إليه عَدَن ، يقال : عَدَنُ أَبْيَنَ .
      والبانُ : شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل ، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل ، وليس لخَشَبه صلابةٌ ، واحدتُه بانةٌ ؛ قال أَبو زياد : من العِضاه البانُ ، وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة ، وينبت في الهِضَبِ ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ .
      التهذيب : البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب ، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً ، وجمعها البانُ ، ولاسْتِواءِ نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل : كأَنها بانةٌ ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ ؛ قال قيس بن الخَطيم : حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها ، كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سيده : قَضَينا على أَلف البانِ بالياء ، وإن كانت عيناً لغلبةِ ( ب ي ن ) على ( ب و ن ).
      "

    المعجم: لسان العرب

  17. يوم
    • " اليَوْمُ : معروفٌ مِقدارُه من طلوع الشمس إِلى غروبها ، والجمع أَيّامٌ ، لا يكسَّر إِلا على ذلك ، وأَصله أَيْوامٌ فأُدْغم ولم يستعملوا فيه جمعَ الكثرة .
      وقوله عز وجل : وذكِّرْهم بأَيامِ الله ؛ المعنى ذكِّرْهم بِنِعَمِ الله التي أَنْعَمَ فيها عليهم وبِنِقَمِ الله التي انْتَقَم فيها من نوحٍ وعادٍ وثمودَ .
      وقال الفراء : معناه خَوِّفْهم بما نزلَ بعادٍ وثمود وغيرِهم من العذاب وبالعفو عن آخرين ، وهو في المعنى كقولك : خُذْهُم بالشدّة واللِّين .
      وقال مجاهد في قوله : لا يَرْجُونَ أَيّامَ الله ، قال : نِعَمَه ، وروي عن أَُبيّ بن كعب عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في قوله وذكِّرْهم بأَيام الله ، قال : أَيامُه نِعَمُه ؛ وقال شمر في قولهم : يَوْماهُ : يومُ نَدىً ، ويومُ طِعان ويَوْماه : يوم نُعْمٍ ويومُ بُؤْسٍ ، فاليومُ ههنا بمعنى الدَّهْر أَي هو دَهْرَه كذلك .
      والأَيّام في أَصلِ البِناء أَيْوامٌ ، ولكن العرب إِذا وَجَدُوا في كلمة ياءً وواواً في موضع .
      والأُولى منهما ساكنةٌ ، أَدْغَموا إِحداهما في الأُخرى وجعلوا الياء هي الغالبةَ ، كانت قبلَ الواو أَو بعدَها ، إِلاَّ في كلماتٍ شَواذَّ تُرْوَى مثل الفُتُوّة والهُوّة .
      وقال ابن كيسان وسُئل عن أَيّامٍ : لمَ ذهبَت الواوُ ؟ فأَجاب : أَن كلّ ياءٍ وواوٍ سبقَ أَحدُهما الآخرَ بسكونٍ فإِن الواو تصير ياءً في ذلك الموضع ، وتُدْغَم إِحداهما في الأخرى ، من ذلك أَيَّامٌ أَصلها أَيْوامٌ ، ومثلُها سيّدٌ وميّت ، الأَصلُ سَيْوِدٌ ومَيْوِت ، فأكثر الكلام على هذا إِلا حرفين صَيْوِب وحَيْوة ، ولو أَعلُّوهما لقالوا صَيِّب وحيّة ، وأَما الواوُ إِذا سبَقت فقولُك لَوَيْتُه لَيّاً وشَوَيْتُه شَيّاً ، والأَصل شَوْياً ولَوْياً .
      وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول العرب اليَوْم اليَوْم ، فقال : يريدون اليَوْم اليَوِمَ ، ثم خفّفوا الواو فقالوا اليَوْم اليَوْم ، وقالوا : أَنا اليومَ أَفعلُ كذا ، لا يريدون يوماً بعينه ولكنهم يريدون الوقتَ الحاضرَ ؛ حكاه سيبويه ؛ ومنه قوله عز وجل : اليومَ أَكْمَلتُ لكم دِينكم ؛ وقيل : معنى اليومَ أَكملتُ لكم دِينَكم أَي فَرَضْتُ ما تحتاجون إِليه في دِينِكم ، وذلك حسَنٌ جائز ، فأَما أَن يكونَ دِينُ الله في وقتٍ من الأَوقات غيرَ كامل فلا .
      وقالوا : اليومُ يومُك ، يريدون التشنيعَ وتعظيم الأَمر .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : السائبة والصدَقةُ ليَوْمِهما أَي ليومِ القيامة ، يعني يُراد بهما ثوابُ ذلك اليوم .
      وفي حديث عبد المَلِك :، قال للحجاج سِرْ إِلى العِراق غِرارَ النوم طويل اليوم ؛ يقال ذلك لِمَنْ جَدَّ في عَملِه يومَه ، وقد يُرادُ باليوم الوقتُ مطلقاً ؛ ومنه الحديث : تلك أَيّامُ الهَرْج أَي وقتُه ، ولا يختص بالنهارِ دون الليل .
      واليومُ الأَيْوَمُ : آخرُ يوم في الشهر .
      ويومٌ أَيْوَمُ ويَوِمٌ ووَوِمٌ ؛ الأَخيرة نادرة لأن القياس لا يوجبُ قلب الياءِ واواً ، كلُّه : طويلٌ شديدٌ هائلٌ .
      ويومٌ ذو أَياوِيمَ كذلك ؛ وقوله : مَرْوانُ يا مَرْوانُ لليومِ اليَمِي ورواه ابن جني : مروان مروان أَخُو اليوم اليَمِي وقال : أَراد أَخوا اليومِ السهْلِ اليومُ الصعبُ ، فقال : يومٌ أَىْوَمُ ويَوِمٌ كأَشْعَث وشَعِث ، فقُلب فصار يَمِو ، فانقلبت العينُ لانكسار ما قبلها طرَفاً ، ووجهٌ آخر أَنه أَراد أَخو اليَوْمِ اليَوْمُ كما يقال عند الشدة والأَمرِ العظيم اليومُ اليومُ ، فقُلب فصار اليَمْو ثم نقلَه من فَعْل إِلى فَعِل كما أَنشده أَبو زيد من قوله : عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدا ، مُذْ خَمْسة وخََمِسون عدَدا يريد خَمْسون ، فلما انكسرَ ما قبل الواو قلبت ياءً فصار اليَمِي ؛ قال ابن جني : ويجوز فيه عندي وجه ثالث لم يُقَلْ به ، وهو أَن يكون أَصله على ما قيل في المذهب الثاني أَخُو اليَوْم اليَوْم ثم قلب فصار اليَمْوُ ، ثم نقلت الضمّةُ إِلى الميم على حد قولك هذا بَكُر ، فصار اليَمُو ، فلما وقعت الواو طرفاً بعد ضمة في الاسم أَبدلوا من الضمة كسرةً ، ثم من الواو ياءً فصارت اليَمِي كأَحْقٍ وأَدْلٍ ، وقال غيره : هو فَعِلٌ أَي الشديد ؛ وقيل : أَراد اليَوْم اليَوْم كقوله : إِنَّ مع اليَوْمِ أَخاه غَدْوَا "" Z "

    المعجم: لسان العرب

  18. بنن
    • " البَنَّة : الريح الطيِّبة كرائحة التُّفّاح ونحوها ، وجمعُها بِنانٌ ، تقول : أَجِدُ لهذا الثوب بَنَّةً طيِّبة من عَرْف تفاح أَو سَفَرْجَل .
      قال سيبويه : جعلوه اسماً للرائحة الطيبة كالخَمْطة .
      وفي الحديث : إن للمدينة بَنَّةً ؛ البَنَّة : الريح الطيِّبة ، قال : وقد يُطلق على المكروهة .
      والبَنَّة : ريحُ مَرابِضِ الغنم والظباء والبقر ، وربما سميت مرابضُ الغنم بَنَّة ؛

      قال : أَتاني عن أَبي أَنَسٍ وعيدٌ ، ومَعْصُوبٌ تَخُبُّ به الرِّكابُ وعيدٌ تَخْدُجُ الأَرآمُ منه ، وتَكره بَنَّةَ الغَنمِ الذَّئابُ ورواه ابن دريد : تُخْدِجُ أَي تَطْرَح أَولادَها نُقَّصاً .
      وقوله : معصوبٌ كتابٌ أَي هو وعيد لا يكونُ أَبداً لأَن الأَرْآم لا تُخْدِجُ أَبداً ، والذئاب لا تكره بَنَّة الغنم أَبداً .
      الأَصمعي فيما روى عنه أَبو حاتم : البَنَّة تقال في الرائحة الطيّبة وغير الطّيبة ، والجمع بِنانٌ ؛ قال ذو الرمة يصف الثورَ الوحشيّ : أَبَنَّ بها عوْدُ المَباءَةِ ، طَيِّبٌ نسيمَ البِنانِ في الكِناسِ المُظَلَّلِ قوله : عَود المباءَة أَي ثَوْر قديم الكِناس ، وإنما نَصَب النسيمَ لَمَّا نَوَّنَ الطيِّبَ ، وكان من حقه الإضافةُ فضارع قولَهم هو ضاربٌ زيداً ، ومنه قوله تعالى : أَلم نجعل الأَرضَ كِفاتاً أَحياء وأَمواتاً ؛ أَي كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ ، يقول : أَرِجَتْ ريحُ مباءتنا مما أَصاب أَبعارَه من المطر .
      والبَنَّة أَيضاً : الرائحة المُنْتِنة ، قال : والجمع من كل ذلك بِنانٌ ، قال ابن بري : وزعم أَبو عبيد أَن البَنَّة الرائحة الطيّبة فقط ، قال : وليس بصحيح بدليل قول عليّ ، عليه السلام ، للأَشْعث بن قَيْس حين خطَب إليه ابْنَتَه : قُمْ لعنك الله حائكاً فَلَكَأَنِّي أَجِدُ منكَ بَنَّةَ الغَزْلِ ، وفي رواية ، قال له الأَشْعثُ بنُ قَيْس : ما أَحْسِبُكَ عَرَفْتني يا أَمير المؤْمنين ، قال : بلى وإني لأَجِدُ بَنَّة الغزل منك أَي ريح الغزل ، رماه بالحياكة ، قيل : كان أَبو الأَشْعث يُولَع بالنِّساجة .
      والبِنُّ : الموضعُ المُنتِنُ الرائحة .
      الجوهري : البَنَّةُ الرائحة ، كريهةً كانت أَو طيبةً .
      وكِناسٌ مُبِنٌّ أَي ذو بَنَّةٍ ، وهي رائحة بَعْر الظِّباء .
      التهذيب : وروى شمر في كتابه أَن عمر ، رضي الله عنه ، سأَل رجلاً قَدِمَ من الثَّغْر فقال : هل شَرِبَ الجَيْشُ في البُنيات الصغار (* قوله « في البنيات الصغار » وقوله « البنيات ههنا الأقداح إلخ » هكذا بالتاء آخره في الأصل ونسخة من النهاية .
      وأورد الحديث في مادة بني وفي نسخة منها بنون آخره ).
      ؟، قال : لا ، إن القوم لَيُؤْتَوْنَ بالإناء فيَتداولُونه حتى يشربوه كلُّهم ؛ قال بعضهم : البُنيات ههنا الأَقداحُ الصِّغار .
      والإبْنانُ : اللُّزومُ .
      وأَبْنَنْتُ بالمكان إِبْناناً إذا أَقمْت به .
      ابن سيده : وبَنَّ بالمكان يَبِنُّ بَنّاً وأَبَنَّ أَقام به ؛ قال ذو الرمة : أَبَنَّ بها عَوْدُ المباءةِ طَيِّبٌ وأَبي الأَصمعي إلا أَبَنَّ .
      وأَبَنّتِ السحابةُ : دامَتْ ولزِمَتْ .
      ويقال : رأَيت حيّاً مُبِنّاً بمكان كذا أَي مقيماً .
      والتبنينُ : التثبيت في الأَمر .
      والبَنِينُ : المتثبِّت العاقل .
      وفي حديث شريح :، قال له أَعرابيّ وأَراد أَن يَعْجَل عليه بالحكومة .
      تَبَنَّن ، أَي تثَبَّتْ ، من قولهم أَبَنَّ بالمكان إذا أَقام فيه ؛ وقوله : بَلَّ الذُّنابا عَبَساً مُبِنّاً يجوز أَن يكون اللازمَ اللازق ، ويجوز أَن يكون من البَنَّة التي هي الرائحة المنتنة ، فإما أَن يكون على الفعل ، وإما أَن يكون على النسب .
      والبَنان : الأَصابع : وقيل : أَطرافها ، واحدتها بَناتةٌ ؛

      وأَنشد ابن بري لعباس بن مرداس : أَلا ليتَني قطَّعتُ منه بَنانَه ، ولاقَيْتُه يَقْظان في البيتِ حادِرا وفي حديث جابر وقتْل أَبيه يومَ أُحُد : ما عَرَفْتُه إلا ببَنانه .
      والبَنانُ في قوله تعالى : بَلَى قادرين على أَن نُسوّيَ بَنانه ؛ يعني شَواهُ ؛ قال الفارسي : نَجْعلُها كخُفّ البعير فلا ينتفع بها في صناعة ؛ فأَما ما أَنشده سيبويه من قوله : قد جَعَلَت مَيٌّ ، على الطِّرارِ ، خَمْسَ بنانٍ قانِئ الأَظفارِ فإنه أَضاف إلى المفرد بحسب إضافة الجنس ، يعني بالمفرد أَنه لم يكسَّر عليه واحدُ الجمع ، إنما هو كسِدْرة وسِدَر ، وجمعُ القلة بناناتٌ .
      قال : وربما استعاروا بناءَ أَكثر العدد لأَقله ؛

      وقال : خَمْسَ بنانٍ قانئِ الأَظفار يريد خمساً من البَنان .
      ويقال : بنانٌ مُخَضَّبٌ لأَن كل جمع بينه وبين واحده الهاءُ فإِنه يُوَحِّد ويذكَّرُ .
      وقوله عز وجل : فاضربوا فوق الأَعْناق واضربوا منهم كل بَنان ؛ قال أَبو إسحق : البَنانُ ههنا جميعُ أَعضاء البدن ، وحكى الأَزهري عن الزجاج ، قال : واحدُ البنان بَنانة ، قال : ومعناه ههنا الأَصابعُ وغيرُها من جميع الأَعضاء ، قال : وإنما اشتقاقُ البنان من قولهم أَبَنَّ بالمكان ، والبَنانُ به يُعْتَمل كلُّ ما يكون للإقامة والحياة .
      الليث : البنان أَطرافُ الأَصابع من اليدين والرجلين ، قال : والبَنان في كتاب الله هو الشَّوى ، وهي الأَيدي والأَرجُل ، قال : والبنانة الإصْبَعُ الواحدة ؛

      وأَنشد : لا هُمَّ أَكْرَمْتَ بني كنانهْ ، ليس لحيٍّ فوقَهم بَنانهْ أَي ليس لأَحدٍ عليهم فضل قِيسَ إصبعٍ .
      أَبو الهيثم ، قال : البَنانة الإصبعُ كلُّها ، قال : وتقال للعُقدة العُليا من الإصبع ؛

      وأَنشد : يُبَلِّغُنا منها البَنانُ المُطرَّفُ والمُطرَّفُ : الذي طُرِّفَ بالحنّاء ، قال : وكل مَفْصِل بَنانة .
      وبُنانةُ ، بالضم : اسمُ امرأَة كانت تحتَ سَعْد بن لُؤَيّ بن غالبِ بن فِهْرٍ ، ويُنسَبُ ولدُه إليها وهم رَهْط ثابت البُنانيّ .
      ابن سيده : وبُنانةُ حيٌّ من العرب ، وفي الحديث ذكرُ بُنانة ، وهي بضم الباء وتخفيف النون الأُولى مَحِلة من المَحالّ القديمة بالبَصرة .
      والبَنانة والبُنانة : الرَّوْضة المُعْشِبة .
      أَبو عمرو : البَنْبَنة صوتُ الفُحْشِ والقَذَع .
      قال ابن الأَعرابي : بَنْبَنَ الرجلُ إذا تكلَّم بكلام الفحش ، وهي البَنْبنة ؛

      وأَنشد أَبو عمرو لكثير المحاربيّ : قد مَنَعَتْني البُرَّ وهي تَلْحانْ ، وهو كَثيرٌ عندَها هِلِمّانْ ، وهي تُخَنْذي بالمَقالِ البَنْبان ؟

      ‏ قال : البَنْبانْ الرديءِ من المنطق والبِنُّ : الطِّرْق من الشحم يقال للدابة إِِِِِِِِِِِِِِِذا سَمِنتْ : ركِبَها طِرْقٌ على طِرْقٍ (* قوله « ركبها طرق على طرق » هكذا بالأصل ، وفي التكملة بعد هذه العبارة : وبنّ على بنّ وهي المناسبة للاستشهاد فلعلها ساقطة من الأصل ) الفراء في قولهم بَلْ بمعنى الاستدراك : تقول بَلْ واللّهِ لا آتيكَ وبَنْ واللّه ، يجعلون اللام فيها نوناً ، قال : وهي لغة بني سعد ولغة كلب ، قال : وسمعت الباهِلِيين يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ ، قال : ومن خَفيفِ هذا الباب بَنْ ولا بَنْ لغةٌ في بَلْ ولا بَلْ ، وقيل : هو على البدل ؛ قال ابن سيده : بَلْ كلمة استدراكٍ وإعلامٍ بالإضْراب عن الأَولِ ، وقولهم : قام زيد بَلْ عَمْروٌ وبَنْ عَمْروٌ ، فإن النون بدلٌ من اللام ، أَلا ترى إلى كثرة استعمال بَلْ وقلَّة استعمال بَنْ والحُكْمُ على الأَكثر لا الأَقلِّ ؟، قال : هذا هو الظاهر من أَمره ، قال ابن جني : ولسْتُ أَدفعُ مع هذا أَن يكون بَنْ لغةً قائمة بنفسها ، قال : ومما ضوعف من فائِه ولامِه بَنْبان ، غير مصروف ، موضع ؛ عن ثعلب ؛

      وأَنشد شمر : فصار َ ثنَاها في تميمٍ وغيرِهم ، عَشِيَّة يأْتيها بِبَنْبانَ عِيرُها يعني ماءً لبني تميم يقال له بَنْبان ؛ وفي ديار تميم ماءٌ يقال له بَنْبان ذكره الحُطيئة فقال : مُقِيمٌ على بَنْبانَ يَمْنَعُ ماءَه ، وماءَ وَسِيعٍ ماءَ عَطْشان َ مُرْمل ِ يعني الزِّبْرِقان أَنه حَلأَه عن الماء .
      "

    المعجم: لسان العرب

  19. بيت
    • " البَيْتُ من الشَّعَر : ما زاد على طريقةٍ واحدة ، يَقَع على الصغير والكبير ؛ وقد يقال للمبنيّ من غير الأَبنية التي هي الأَخْبِيَةُ بَيْتٌ ؛ والخِباءُ : بيت صغير من صوف أَو شعر ، فإِذا كان أَكبرَ من الخِباء ، فهو بيتٌ ، ثم مِظَلَّة إِذا كَبِرَتْ عن البيت ، وهي تسمى بيتاً أَيضاً إِذا كان ضَخْماً مُرَوَّقاً .
      الجوهري : البيتُ معروف .
      التهذيب : وبيت الرجل داره ، وبيته قَصْره ، ومنه قول جبريل ، عليه السلام : بَشِّرْ خديجة ببيتٍ من قَصَب ؛ أَراد : بَشِّرْها بقصر من لؤلؤةٍ مُجَوَّفةٍ ، أَو بقصر من زُمُرُّذَة .
      وقوله عز وجل : ليس عليكم جُناحٌ أَن تدخُلوا بُيوتاً غيْرَ مسكونة ، معناه : ليس عليكم جناح أَن تدخلوها بغير إِذن ؛ وجاء في التفسير : أَنه يعني بها الخانات ، وحوانيتَ التِّجارِ ، والمواضعَ المباحةَ التي تُباع فيها الأَشياء ، ويُبيح أَهلُها دُخولَها ؛ وقيل : إِنه يعني بها الخَرِباتِ التي يدخلها الرجلُ لبول أَو غائط ، ويكون معنى قوله فيها متاع لكم : أَي إِمتاع لكم ، تَتَفَرَّجُونَ بها مما بكم .
      وقوله عز وجل : في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ ؛ قال الزجاج : أَراد المساجدَ ، قال : وقال الحسن يعني به بيتَ المَقْدس ، قال أَبو الحسن : وجمعَه تفخيماً وتعظيماً ، وكذلك خَصَّ بناءَ أَكثر العدد .
      وفي متصلة بقوله كَمِشْكاة .
      وقد يكون البيتُ للعنكبوت والضَّبِّ وغيره من ذوات الجِحَرِ .
      وفي التنزيل العزيز : وإِنَّ أَوْهَنَ البُيوت لَبَيْتُ العنكبوت ؛

      وأَنشد سيبويه فيما تَضَعُه العربُ على أَلسنة البهائم ، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابنه : أَهْدَمُوا بَيْتَكَ ، لا أَبا لَكا وأَنا أَمْشِي ، الدَّأَلَى ، حَوالَكا ابن سيده :، قال يعقوب السُّرْفةُ دابة تَبْني لنفسها بيتاً من كِسارِ العِيدانِ ، وكذلك ، قال أَبو عبيد : السُّرْفة دابة تبني بيتاً حَسَناً تكون فيه ، فجعَل لها بيتاً .
      وقال أَبو عبيد أَيضاً : الصَّيْدانيُّ دابة تَعْمَلُ لنفسها بيتاً في جَوْفِ الأَرض وتُعَمِّيه ؛ قال : وكلُّ ذلك أُراه على التشبيه ببيت الإِنسان ، وجمعُ البَيْت : أَبياتٌ وأَباييتُ ، مثل أَقوالٍ وأَقاويلَ ، وبيُوتٌ وبُيوتاتٌ ، وحكى أَبو عليّ عن الفراء : أَبْياواتٌ ، وهذا نادر ؛ وتصغيره بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ ، بكسر أَوله ، والعامة تقول : بُوَيْتٌ .
      قال : وكذلك القول في تصغير شَيْخ ، وعَيْرٍ ، وشيءٍ وأَشباهِها .
      وبَيَّتُ البَيْتَ : بَنَيْتُه .
      والبَيْتُ من الشِّعْرِ مشتقٌّ من بَيْت الخِباء ، وهو يقع على الصغير والكبير ، كالرجز والطويل ، وذلك لأَنه يَضُمُّ الكلام ، كما يَضُمُّ البيتُ أَهلَه ، ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً ، على التشبيه لها بأَسباب البيوت وأَوتادها ، والجمع : أَبْيات .
      وحكى سيبويه في جمعه بُيوتٌ ، فتَبِعَه ابنُ جني فقال ، حين أَنشد بَيْتَي العَجَّاج : يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي ، فَخنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ جاءَ بالتأْسيس ، ولم يجئْ بها في شيء من البُيوتِ .
      قال أَبو الحسن ؛ وإِذا كان البَيْتُ من الشِّعْرِ مُشَبَّهاً بالبيت من الخِباءِ وسائر البناءِ ، لم يمتنع أَن يُكَسَّرَ على ما كُسِّرَ عليه .
      التهذيب : والبَيْتُ من أَبيات الشِّعْر سمي بيتاً ، لأَنه كلامٌ جُمِعَ منظوماً ، فصار كبَيْتٍ جُمِعَ من شُقَقٍ ، وكِفاءٍ ، ورِواقٍ ، وعُمُد ؛ وقول الشاعر : وبيتٍ ، على ظَهْر المَطِيِّ ، بَنَيْتُه بأَسمرَ مَشْقُوقِ الخَياشِيم ، يَرْعُف ؟

      ‏ قال : يعني بيت شِعْرٍ كتَبه بالقلم .
      وسَمَّى اللَّهُ تعالى الكعبةَ ، شرَّفها اللَّه : البيتَ الحرامَ .
      ابن سيده : وبَيْتُ اللَّهِ تعالى الكعبةُ .
      قال الفارسي : وذلك كما قيل للخليفة : عبدُ اللَّه ، وللجنة : دار السلام .
      قال : والبيْتُ القَبْر ، على التشبيه ؛ قال لبيد : وصاحِبِ مَلْحُوبٍ ، فُجِعْنا بيومه ، وعِنْدَ الرِّداعِ بَيتُ آخَرَ كَوْثَر (* قوله « وصاحب ملحوب » هو عوف بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب مات بملحوب .
      وعند الرداع موضع مات فيه شريح بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب .
      من ياقوت .) وفي حديث أَبي ذر : كيف نَصْنَعُ إِذا مات الناس ، حتى يكون البيتُ بالوَصِيف ؟، قال ابن الأَثير : أَراد بالبَيْتِ ههنا القَبْر ؛ والوَصِيفُ : الغلامُ ؛ أَراد : أَن مواضع القُبور تَضيقُ ، فيَبتاعُوْنَ كلَّ قبر بوَصِيفٍ .
      وقال نوح ، على نبينا وعليه أَفضلُ الصلاة والسلام ، حينَ دَعا رَبَّه : رَبِّ اغْفِرْ لي ولوالديَّ ، ولمن دخل بيتي مؤْمناً ؛ فسَمَّى سَفِينَته التي رَكبَها أَيام الطُّوفانِ بَيْتاً .
      وبَيْتُ العرب : شَرَفُها ، والجمع البُيوتُ ، ثم يُجْمَعُ بُيوتاتٍ جمع الجمع .
      ابن سيده : والبَيْتُ من بُيُوتات العرب : الذي يَضُمُّ شَرَفَ القبيلة كآل حِصْنٍ الفَزاريِّين ، وآلِ الجَدَّيْن الشَّيْبانِيّين ، وآل عَبْد المَدانِ الحارِثِيّين ؛ وكان ابن الكلبي يزعم أَن هذه البُيوتاتِ أَعْلى بُيوتِ العرب .
      ويقال : بَيْتُ تَميم في بني حَنْظلة أَي شَرَفُها ؛ وقال العباس يَمْدَحُ سيدَنا رسولَ اللَّه ، صلى اللَّه عليه وسلم : حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ منْ خِنْدِفَ ، عَلْياءَ تَحْتَها النُّطُقُ جَعَلَها في أَعْلى خِنْدِفَ بيتاً ؛ أَراد ببيته : شَرَفَه العاليَ ؛ والمُهَيْمِنُ : الشاهدُ بفَضْلك .
      وقولُه تعالى : إِنما يُريدُ اللَّهُ ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أَهلَ البيتِ ؛ إِنما يريد أَهلَ بيت النبي ، صلى اللَّه عليه وسلم ، أَزواجَه وبِنْتَه وعَلِيّاً ، رضي اللَّهُ عنهم .
      قال سيبويه : أَكثر الأَسماء دخولاً في الاختصاص بَنُو فلانٍ ، ومَعْشَرٌ مضافةً ، وأَهلُ البيتِ ، وآل فلانٍ ؛ يعني أَنك تقول نحنُ أَهْلَ البيتِ نَفْعَلُ كذا ، فتنصبه على الاختصاص ، كما تنصب المنادى المضاف ، وكذلك سائر هذه الأَربعة .
      وفلانٌ بَيْتُ قومِهِ أَي شَريفُهم ؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي .
      وبَيْتُ الرجلُ : امرأَتُه ، ويُكْنى عن المرأَة بالبَيْتِ ؛

      وقال : أَلا يا بَيْتُ ، بالعَلْياءِ بَيْتُ ، ولولا حُبُّ أَهْلِكَ ، ما أَتَيْتُ أَراد : لي بالعَلْياءِ بَيْتٌ .
      ابن الأَعرابي : العرب تَكْني عن المرأَة بالبَيْت ؛ قاله الأَصمعي وأَنشد : أَكِبَرٌ غَيَّرَني ، أَم بَيْتُ ؟ الجوهري : البَيْتُ عِيالُ الرجل ؛ قال الراجز : ما لي ، إِذا أَنْزِعُها ، صَأَيْتُ ؟ أَكِبَرٌ غَيَّرني ، أَم بَيْتُ ؟ والبَيْتُ : التَزْويجُ ؛ عن كراع .
      يقال : باتَ الرجلُ يَبيتُ إِذا تَزَوَّجَ .
      ويقال : بَنى فلانٌ على امرأَته بَيْتاً إِذا أَعْرَسَ بها وأَدخلها بَيْتاً مَضْروباً ، وقد نَقَل إِليه ما يحتاجون إِليه من آلة وفِراشٍ وغيره .
      وفي حديث عائشة ، رضي اللَه عنها : تَزَوَّجني رسولُ اللَّه ، صلى اللَّه عليه وسلم ، على بَيْتٍ قِيمَتُه خمسون دِرْهماً أَي متاعِ بَيْتٍ ، فحذف المضاف ، وأَقام المضافَ إِليه مُقامَه .
      ومَرَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ : أَصابت بَيْتاً وبَعْلاً .
      وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ ، قال سيبويه : من العرب مَن يَبْنيه كخمسة عشر ، ومنهم من يُضِيفه ، إِلا في حَدِّ الحال ؛ وهو جاري بَيْتاً لبَيْتٍ ، وبيتٌ لِبَيْتٍ أَيضاً .
      الجوهري : وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ أَي مُلاصِقاً ، بُنيا على الفتح لأَنهما اسمان جُعِلا واحداً .
      ابن الأَعرابي : العرب تقول أَبِيتُ وأَباتُ ، وأَصِيدُ وأَصاد ، ويموتُ ويَماتُ ، ويَدُومُ ويَدامُ ، وأَعِيفُ وأَعافُ ؛ ويقال : أَخيلُ الغَيْثَ بناحِيَتِكم ، وأَخالُ ، لغةٌ ، وأَزيلُ ؛ يقال : زالَ (* قوله « وأزيل يقال زال » كذا بالأصل وشرح القاموس .)، يريدون أَزال .
      قال ومن كلام بني أَسَد : ما يَلِيق بك الخَيْر ولا يعِيقُ ، إِتباع .
      الصحاح : باتَ يَبِيتُ ويَباتُ بَيْتُوتة .
      ابن سيده : باتَ يفعل كذا وكذا يَبِيتُ ويَباتُ بَيتاً وبَياتاً ومَبيتاً وبَيْتُوتة أَي ظَلَّ يفعله لَيْلاً ، وليس من النَّوم ، كما يقال : ظَلَّ يفعل كذا إِذا فعله بالنهار .
      وقال الزجاج : كل من أَدركه الليلُ فقد باتَ ، نام أَو لم يَنَم .
      وفي التنزيل العزيز : والذين يَبيتُون لربهم سُجَّداً وقياماً ؛ والاسم من كلِّ ذلك البِيتةُ .
      التهذيب ، الفراءُ : باتَ الرجلُ إِذا سَهِر الليلَ كله في طاعة اللَّه ، أَو معصيته .
      وقال الليث : البَيْتُوتة دُخُولُك في الليل .
      يقال : بتُّ أَصْنَعُ كذا وكذا .
      قال : ومن ، قال باتَ فلانٌ إِذا نام ، فلقد أَخطأَ ؛ أَلا ترى أَنك تقول : بِتُّ أُراعي النجومَ ؟ معناه : بِتُّ أَنْظرُ إِليها ، فكيف ينام وهو يَنْظُر إِليها ؟

      ويقال : أَباتَكَ اللَّه إِباتَةً حَسَنةً ؛ وباتَ بَيْتُوتةً صالحةً .
      قال ابن سيده وغيره : وأَباتَه اللَّهُ بخَيْر ، وأَباتَه اللَّهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ أَي إِباتَةٍ ، لكنه أَراد به الضَّرْبَ من التَّبْيِيت ، فبناه على فِعْلِه ، كما ، قالوا : قَتَلْته شَرَّ قِتْلة ، وبِئْست المِيتَةُ ؛ إِنما أَرادوا الضَّرْب الذي أَصابه من القتل والموت .
      وبِتُّ القومَ ، وبِتُّ بهم ، وبِتُّ عندَهم ؛ حكاه أَبو عبيد .
      وبَيَّتَ الأَمْرَ : عَمِلَه ليلاً ، أَوْ دَبَّره ليلاً .
      وفي التنزيل العزيز : بَيَّتَ طائفةٌ منهم غيرَ الذي تَقُولُ ؛ وفيه : إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القَوْل ؛ قال الزجاج : إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القول : كلُّ ما فُكِرَ فيه أَو خِيضَ فيه بلَيْل ، فقد بُيِّتَ .
      ويقال : هذا أَمرٌ دُبِّرَ بلَيْل وبُيِّتَ بلَيْل ، بمعنى واحد .
      وقوله : واللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتون أَي يُدَبِّرونَ ويُقَدِّرونَ من السُّوءِ ليلاً .
      وبُيِّتَ الشيءُ أَي قُدِّر .
      وفي الحديث : أَنه كان لا يُبَيِّتُ مالاً ، ولا يُقَيِّلُه ؛ أَي إِذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الليل ، ولا إِلى القائلة ، بل يُعَجِّلُ قِسْمَته .
      وبَيَّتَ القوْمَ والعَدُوَّ : أَوقع بهم ليلاً ؛ والاسمُ البَياتُ .
      وأَتاهم الأَمر بَياتاً أَي أَتاهم في جوفِ الليل .
      ويقال : بَيَّتَ فلانٌ بني فلانٍ إِذا أَتاهم بَياتاً ، فكَبَسَهم وهم غارُّونَ .
      وفي الحديث : أَنه سُئِل عن أَهل الدار يُبَيَّتُونَ أَي يُصابُون لَيْلاً .
      وتَبْيِيْتُ العَدُوِّ : هو أَن يُقْصَدَ في الليل مِن غير أَن يَعْلم ، فَيُؤْخَذَ بَغْتَةً ، وهو البَياتُ ؛ ومنه الحديث : إِذا بُيِّتُّمْ فقولوا : هم لا يُنْصَرُونَ .
      وفي الحديث : لا صيامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصِّيامَ أَي يَنْوِه من الليل .
      يقال : بَيَّتَ فلانٌ رأْيه إِذا فَكَّرَ فيه وخَمَّره ؛ وكلُّ ما دُبِّر فيه ، وفَُكِّرَ بلَيْلٍ : فقد بُيِّتَ .
      ومنه الحديث : هذا أَمْرٌ بُيِّت بلَيْلٍ ، قال ابن كَيْسانَ : باتَ يجوز أَن يَجْرِيَ مُجْرَى نامَ ، وأَن يَجْريَ مُجْرَى كانَ ؛ قاله في كان وأَخواتها ، ما زال ، وما انْفَكَّ ، وما فَتِئَ ، وما بَرِحَ .
      وماءٌ بَيُّوتٌ ، باتَ فبَرَدَ ؛ قال غَسَّانُ السُّلَيْطِيُّ : كفاكَ ، فأَغْناكَ ابْنُ نَضْلَة بعدَها عُلالَةَ بَيُّوتٍ ، من الماءِ ، قارِسِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : فصَبَّحَتْ حَوْضَ قَرًى بَيُّوت ؟

      ‏ قال أُراه أَراد : قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً ، فقلب .
      والقَرَى : ما يُجْمَعُ في الحَوْض من الماء ؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صفةً للماء خَيْرٌ من أَن يكونَ للحَوْضِ ، إِذ لا معنى لوصف الحوض به .
      قال الأَزهري : سمعت أَعرابيّاً يقول : اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ أَي من لَبَنٍ حُلِبَ ليلاً وحُقِنَ في السِّقاء ، حتى بَرَدَ فيه ليلاً ؛ وكذلك الماء إِذا بَرَدَ في المَزادة لَيْلاً : بَيُّوتٌ .
      والبائِتُ : الغَابُّ ؛ يقال : خُبْزٌ بائِتٌ ، وكذلك البَيُّوتُ .
      والبَيُّوتُ أَيضاً : الأَمْرُ يُبَيِّتُ عليه صاحبُه ، مُهْتمّاً به ؛ قال الهذلي : وأَجْعَلُ فِقْرَتَها عُدَّةً ، إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضالْ وهَمٌّ بَيُّوتٌ : باتَ في الصَّدْر ؛

      وقال : عَلى طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ والمَبِيتُ : الموضعُ الذي يُبَاتُ فيه .
      وما لَهُ بِيتُ ليلةٍ ، وبِيتَةُ ليلةٍ ، بكسر الباء ، أَي ما عنده قُوتُ لَيْلة .
      ويقال للفقير : المُسْتَبِيتُ .
      وفلان لا يَسْتَبِيتُ لَيْلةً أَي ليس له بِيتُ ليلةٍ مِن القُوتِ .
      والبِيتةُ : حال المَبِيتِ ؛ قال طرفة : ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطَى ، فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ ، بِبِيتَةِ سُوءٍ ، هالِكاً أَو كَهالِكِ وبيتٌ : اسم موضع ؛ قال كثير عزة : بوَجْهِ بَنِي أَخِي أَسَدٍ قَنَوْنَا إِلى بَيْتٍ ، إِلى بَرْكِ الغُِمادِ "

    المعجم: لسان العرب



معنى بيولوجية في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**بَيُولُوجِيَّةٌ** - (مص. صناعيّ). : عِلْمُ الأحْيَاءِ، يَبْحَثُ شَكْلَ ووَظيفَةَ إِنْتاجِيَّةِ مُجْمَلِ الكائِناتِ الحَيَّةِ، وما تُقيمُهُ منْ علاقاتٍ فيما بَيْنَها وَبَيْنَ بِيئَتِها.
معجم اللغة العربية المعاصرة
بيولوجيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى بيولوجيا: صفة لكلِّ ما صُنِّع أو رُكِّب من خلال موادّ كيميائيَّة أو عضوية، غالبًا ما تكون سامَّة وقاتلة وتضرّ جدًّا بالإنسان والحيوان والنَّبات، ويُحْظَر استخدامها غالبًا من الأمم المتحدة إلا في حالات السِّلم أو العلاج "أسلحة/ حرب بيولوجيَّة".


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: