أباح الأمرَ والفعلَ: أطلقه وأجاز الإتيان به، سمحَ به
أباح دمَ فلان: أحلّ قتله دون قضاء قاضٍ،
,
بيت(المعجم لسان العرب)
"البَيْتُ من الشَّعَر: ما زاد على طريقةٍ واحدة، يَقَع على الصغير والكبير؛ وقد يقال للمبنيّ من غير الأَبنية التي هي الأَخْبِيَةُ بَيْتٌ؛ والخِباءُ: بيت صغير من صوف أَو شعر، فإِذا كان أَكبرَ من الخِباء، فهو بيتٌ، ثم مِظَلَّة إِذا كَبِرَتْ عن البيت، وهي تسمى بيتاً أَيضاً إِذا كان ضَخْماً مُرَوَّقاً. الجوهري: البيتُ معروف. التهذيب: وبيت الرجل داره، وبيته قَصْره، ومنه قول جبريل، عليه السلام: بَشِّرْ خديجة ببيتٍ من قَصَب؛ أَراد: بَشِّرْها بقصر من لؤلؤةٍ مُجَوَّفةٍ، أَو بقصر من زُمُرُّذَة. وقوله عز وجل: ليس عليكم جُناحٌ أَن تدخُلوا بُيوتاً غيْرَ مسكونة،معناه: ليس عليكم جناح أَن تدخلوها بغير إِذن؛ وجاء في التفسير: أَنه يعني بها الخانات، وحوانيتَ التِّجارِ، والمواضعَ المباحةَ التي تُباع فيها الأَشياء، ويُبيح أَهلُها دُخولَها؛ وقيل: إِنه يعني بها الخَرِباتِ التي يدخلها الرجلُ لبول أَو غائط، ويكون معنى قوله فيها متاع لكم: أَي إِمتاع لكم، تَتَفَرَّجُونَ بها مما بكم. وقوله عز وجل: في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ؛ قال الزجاج: أَراد المساجدَ، قال: وقال الحسن يعني به بيتَ المَقْدس، قال أَبو الحسن: وجمعَه تفخيماً وتعظيماً، وكذلك خَصَّ بناءَ أَكثر العدد. وفي متصلة بقوله كَمِشْكاة. وقد يكون البيتُ للعنكبوت والضَّبِّ وغيره من ذوات الجِحَرِ. وفي التنزيل العزيز: وإِنَّ أَوْهَنَ البُيوت لَبَيْتُ العنكبوت؛
وأَنشد سيبويه فيما تَضَعُه العربُ على أَلسنة البهائم، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابنه: أَهْدَمُوا بَيْتَكَ، لا أَبا لَكا وأَنا أَمْشِي، الدَّأَلَى، حَوالَكا ابن سيده:، قال يعقوب السُّرْفةُ دابة تَبْني لنفسها بيتاً من كِسارِ العِيدانِ، وكذلك، قال أَبو عبيد: السُّرْفة دابة تبني بيتاً حَسَناً تكون فيه، فجعَل لها بيتاً. وقال أَبو عبيد أَيضاً: الصَّيْدانيُّ دابة تَعْمَلُ لنفسها بيتاً في جَوْفِ الأَرض وتُعَمِّيه؛ قال: وكلُّ ذلك أُراه على التشبيه ببيت الإِنسان، وجمعُ البَيْت: أَبياتٌ وأَباييتُ، مثل أَقوالٍ وأَقاويلَ، وبيُوتٌ وبُيوتاتٌ، وحكى أَبو عليّ عن الفراء: أَبْياواتٌ، وهذا نادر؛ وتصغيره بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ، بكسر أَوله، والعامة تقول: بُوَيْتٌ. قال: وكذلك القول في تصغير شَيْخ، وعَيْرٍ، وشيءٍ وأَشباهِها. وبَيَّتُ البَيْتَ: بَنَيْتُه. والبَيْتُ من الشِّعْرِ مشتقٌّ من بَيْت الخِباء، وهو يقع على الصغير والكبير، كالرجز والطويل، وذلك لأَنه يَضُمُّ الكلام، كما يَضُمُّ البيتُ أَهلَه، ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً، على التشبيه لها بأَسباب البيوت وأَوتادها، والجمع: أَبْيات. وحكى سيبويه في جمعه بُيوتٌ، فتَبِعَه ابنُ جني فقال، حين أَنشد بَيْتَي العَجَّاج: يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي،فَخنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ جاءَ بالتأْسيس، ولم يجئْ بها في شيء من البُيوتِ. قال أَبو الحسن؛ وإِذا كان البَيْتُ من الشِّعْرِ مُشَبَّهاً بالبيت من الخِباءِ وسائر البناءِ، لم يمتنع أَن يُكَسَّرَ على ما كُسِّرَ عليه. التهذيب: والبَيْتُ من أَبيات الشِّعْر سمي بيتاً، لأَنه كلامٌ جُمِعَ منظوماً، فصار كبَيْتٍ جُمِعَ من شُقَقٍ، وكِفاءٍ، ورِواقٍ، وعُمُد؛ وقول الشاعر: وبيتٍ، على ظَهْر المَطِيِّ، بَنَيْتُه بأَسمرَ مَشْقُوقِ الخَياشِيم، يَرْعُف؟
قال: يعني بيت شِعْرٍ كتَبه بالقلم. وسَمَّى اللَّهُ تعالى الكعبةَ،شرَّفها اللَّه: البيتَ الحرامَ. ابن سيده: وبَيْتُ اللَّهِ تعالى الكعبةُ. قال الفارسي: وذلك كما قيل للخليفة: عبدُ اللَّه، وللجنة: دار السلام. قال: والبيْتُ القَبْر، على التشبيه؛ قال لبيد: وصاحِبِ مَلْحُوبٍ، فُجِعْنا بيومه،وعِنْدَ الرِّداعِ بَيتُ آخَرَ كَوْثَر (* قوله «وصاحب ملحوب» هو عوف بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب مات بملحوب. وعند الرداع موضع مات فيه شريح بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب. من ياقوت.) وفي حديث أَبي ذر: كيف نَصْنَعُ إِذا مات الناس، حتى يكون البيتُ بالوَصِيف؟، قال ابن الأَثير: أَراد بالبَيْتِ ههنا القَبْر؛ والوَصِيفُ: الغلامُ؛ أَراد: أَن مواضع القُبور تَضيقُ، فيَبتاعُوْنَ كلَّ قبر بوَصِيفٍ. وقال نوح، على نبينا وعليه أَفضلُ الصلاة والسلام، حينَ دَعا رَبَّه: رَبِّ اغْفِرْ لي ولوالديَّ، ولمن دخل بيتي مؤْمناً؛ فسَمَّى سَفِينَته التي رَكبَها أَيام الطُّوفانِ بَيْتاً. وبَيْتُ العرب: شَرَفُها، والجمع البُيوتُ، ثم يُجْمَعُ بُيوتاتٍ جمع الجمع. ابن سيده: والبَيْتُ من بُيُوتات العرب: الذي يَضُمُّ شَرَفَ القبيلة كآل حِصْنٍ الفَزاريِّين، وآلِ الجَدَّيْن الشَّيْبانِيّين، وآل عَبْد المَدانِ الحارِثِيّين؛ وكان ابن الكلبي يزعم أَن هذه البُيوتاتِ أَعْلى بُيوتِ العرب. ويقال: بَيْتُ تَميم في بني حَنْظلة أَي شَرَفُها؛ وقال العباس يَمْدَحُ سيدَنا رسولَ اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم: حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ منْ خِنْدِفَ، عَلْياءَ تَحْتَها النُّطُقُ جَعَلَها في أَعْلى خِنْدِفَ بيتاً؛ أَراد ببيته: شَرَفَه العاليَ؛ والمُهَيْمِنُ: الشاهدُ بفَضْلك. وقولُه تعالى: إِنما يُريدُ اللَّهُ ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أَهلَ البيتِ؛ إِنما يريد أَهلَ بيت النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَزواجَه وبِنْتَه وعَلِيّاً، رضي اللَّهُ عنهم. قال سيبويه: أَكثر الأَسماء دخولاً في الاختصاص بَنُو فلانٍ، ومَعْشَرٌ مضافةً،وأَهلُ البيتِ، وآل فلانٍ؛ يعني أَنك تقول نحنُ أَهْلَ البيتِ نَفْعَلُ كذا،فتنصبه على الاختصاص، كما تنصب المنادى المضاف، وكذلك سائر هذه الأَربعة. وفلانٌ بَيْتُ قومِهِ أَي شَريفُهم؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وبَيْتُ الرجلُ: امرأَتُه، ويُكْنى عن المرأَة بالبَيْتِ؛
وقال: أَلا يا بَيْتُ، بالعَلْياءِ بَيْتُ،ولولا حُبُّ أَهْلِكَ، ما أَتَيْتُ أَراد: لي بالعَلْياءِ بَيْتٌ. ابن الأَعرابي: العرب تَكْني عن المرأَة بالبَيْت؛ قاله الأَصمعي وأَنشد: أَكِبَرٌ غَيَّرَني، أَم بَيْتُ؟ الجوهري: البَيْتُ عِيالُ الرجل؛ قال الراجز: ما لي، إِذا أَنْزِعُها، صَأَيْتُ؟ أَكِبَرٌ غَيَّرني، أَم بَيْتُ؟ والبَيْتُ: التَزْويجُ؛ عن كراع. يقال: باتَ الرجلُ يَبيتُ إِذا تَزَوَّجَ. ويقال: بَنى فلانٌ على امرأَته بَيْتاً إِذا أَعْرَسَ بها وأَدخلها بَيْتاً مَضْروباً، وقد نَقَل إِليه ما يحتاجون إِليه من آلة وفِراشٍ وغيره. وفي حديث عائشة، رضي اللَه عنها: تَزَوَّجني رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، على بَيْتٍ قِيمَتُه خمسون دِرْهماً أَي متاعِ بَيْتٍ، فحذف المضاف، وأَقام المضافَ إِليه مُقامَه. ومَرَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ: أَصابت بَيْتاً وبَعْلاً. وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ، قال سيبويه: من العرب مَن يَبْنيه كخمسة عشر،ومنهم من يُضِيفه، إِلا في حَدِّ الحال؛ وهو جاري بَيْتاً لبَيْتٍ، وبيتٌ لِبَيْتٍ أَيضاً. الجوهري: وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ أَي مُلاصِقاً، بُنيا على الفتح لأَنهما اسمان جُعِلا واحداً. ابن الأَعرابي: العرب تقول أَبِيتُ وأَباتُ، وأَصِيدُ وأَصاد، ويموتُ ويَماتُ، ويَدُومُ ويَدامُ، وأَعِيفُ وأَعافُ؛ ويقال: أَخيلُ الغَيْثَ بناحِيَتِكم، وأَخالُ، لغةٌ، وأَزيلُ؛ يقال: زالَ (* قوله «وأزيل يقال زال» كذا بالأصل وشرح القاموس.)، يريدون أَزال. قال ومن كلام بني أَسَد: ما يَلِيق بك الخَيْر ولا يعِيقُ، إِتباع. الصحاح: باتَ يَبِيتُ ويَباتُ بَيْتُوتة. ابن سيده: باتَ يفعل كذا وكذا يَبِيتُ ويَباتُ بَيتاً وبَياتاً ومَبيتاً وبَيْتُوتة أَي ظَلَّ يفعله لَيْلاً، وليس من النَّوم، كما يقال: ظَلَّ يفعل كذا إِذا فعله بالنهار. وقال الزجاج: كل من أَدركه الليلُ فقد باتَ، نام أَو لم يَنَم. وفي التنزيل العزيز: والذين يَبيتُون لربهم سُجَّداً وقياماً؛ والاسم من كلِّ ذلك البِيتةُ. التهذيب، الفراءُ: باتَ الرجلُ إِذا سَهِر الليلَ كله في طاعة اللَّه، أَو معصيته. وقال الليث: البَيْتُوتة دُخُولُك في الليل. يقال: بتُّ أَصْنَعُ كذا وكذا. قال: ومن، قال باتَ فلانٌ إِذا نام، فلقد أَخطأَ؛ أَلا ترى أَنك تقول: بِتُّ أُراعي النجومَ؟ معناه: بِتُّ أَنْظرُ إِليها، فكيف ينام وهو يَنْظُر إِليها؟
ويقال: أَباتَكَ اللَّه إِباتَةً حَسَنةً؛ وباتَ بَيْتُوتةً صالحةً. قال ابن سيده وغيره: وأَباتَه اللَّهُ بخَيْر، وأَباتَه اللَّهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ أَي إِباتَةٍ، لكنه أَراد به الضَّرْبَ من التَّبْيِيت، فبناه على فِعْلِه، كما، قالوا: قَتَلْته شَرَّ قِتْلة، وبِئْست المِيتَةُ؛ إِنما أَرادوا الضَّرْب الذي أَصابه من القتل والموت. وبِتُّ القومَ، وبِتُّ بهم، وبِتُّ عندَهم؛ حكاه أَبو عبيد. وبَيَّتَ الأَمْرَ: عَمِلَه ليلاً، أَوْ دَبَّره ليلاً. وفي التنزيل العزيز: بَيَّتَ طائفةٌ منهم غيرَ الذي تَقُولُ؛ وفيه: إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القَوْل؛ قال الزجاج: إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القول: كلُّ ما فُكِرَ فيه أَو خِيضَ فيه بلَيْل، فقد بُيِّتَ. ويقال: هذا أَمرٌ دُبِّرَ بلَيْل وبُيِّتَ بلَيْل، بمعنى واحد. وقوله: واللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتون أَي يُدَبِّرونَ ويُقَدِّرونَ من السُّوءِ ليلاً. وبُيِّتَ الشيءُ أَي قُدِّر. وفي الحديث: أَنه كان لا يُبَيِّتُ مالاً، ولا يُقَيِّلُه؛ أَي إِذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الليل، ولا إِلى القائلة، بل يُعَجِّلُ قِسْمَته. وبَيَّتَ القوْمَ والعَدُوَّ: أَوقع بهم ليلاً؛ والاسمُ البَياتُ. وأَتاهم الأَمر بَياتاً أَي أَتاهم في جوفِ الليل. ويقال: بَيَّتَ فلانٌ بني فلانٍ إِذا أَتاهم بَياتاً، فكَبَسَهم وهم غارُّونَ. وفي الحديث: أَنه سُئِل عن أَهل الدار يُبَيَّتُونَ أَي يُصابُون لَيْلاً. وتَبْيِيْتُ العَدُوِّ: هو أَن يُقْصَدَ في الليل مِن غير أَن يَعْلم،فَيُؤْخَذَ بَغْتَةً، وهو البَياتُ؛ ومنه الحديث: إِذا بُيِّتُّمْ فقولوا: هم لا يُنْصَرُونَ. وفي الحديث: لا صيامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصِّيامَ أَي يَنْوِه من الليل. يقال: بَيَّتَ فلانٌ رأْيه إِذا فَكَّرَ فيه وخَمَّره؛ وكلُّ ما دُبِّر فيه، وفَُكِّرَ بلَيْلٍ: فقد بُيِّتَ. ومنه الحديث: هذا أَمْرٌ بُيِّت بلَيْلٍ، قال ابن كَيْسانَ: باتَ يجوز أَن يَجْرِيَ مُجْرَى نامَ، وأَن يَجْريَ مُجْرَى كانَ؛ قاله في كان وأَخواتها، ما زال،وما انْفَكَّ، وما فَتِئَ، وما بَرِحَ. وماءٌ بَيُّوتٌ، باتَ فبَرَدَ؛ قال غَسَّانُ السُّلَيْطِيُّ: كفاكَ، فأَغْناكَ ابْنُ نَضْلَة بعدَها عُلالَةَ بَيُّوتٍ، من الماءِ، قارِسِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: فصَبَّحَتْ حَوْضَ قَرًى بَيُّوت؟
قال أُراه أَراد: قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً، فقلب. والقَرَى: ما يُجْمَعُ في الحَوْض من الماء؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صفةً للماء خَيْرٌ من أَن يكونَ للحَوْضِ، إِذ لا معنى لوصف الحوض به. قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول: اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ أَي من لَبَنٍ حُلِبَ ليلاً وحُقِنَ في السِّقاء، حتى بَرَدَ فيه ليلاً؛ وكذلك الماء إِذا بَرَدَ في المَزادة لَيْلاً: بَيُّوتٌ. والبائِتُ: الغَابُّ؛ يقال: خُبْزٌ بائِتٌ، وكذلك البَيُّوتُ. والبَيُّوتُ أَيضاً: الأَمْرُ يُبَيِّتُ عليه صاحبُه، مُهْتمّاً به؛ قال الهذلي: وأَجْعَلُ فِقْرَتَها عُدَّةً،إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضالْ وهَمٌّ بَيُّوتٌ: باتَ في الصَّدْر؛
وقال: عَلى طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ والمَبِيتُ: الموضعُ الذي يُبَاتُ فيه. وما لَهُ بِيتُ ليلةٍ، وبِيتَةُ ليلةٍ، بكسر الباء، أَي ما عنده قُوتُ لَيْلة. ويقال للفقير: المُسْتَبِيتُ. وفلان لا يَسْتَبِيتُ لَيْلةً أَي ليس له بِيتُ ليلةٍ مِن القُوتِ. والبِيتةُ: حال المَبِيتِ؛ قال طرفة: ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطَى، فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ،بِبِيتَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ وبيتٌ: اسم موضع؛ قال كثير عزة: بوَجْهِ بَنِي أَخِي أَسَدٍ قَنَوْنَا إِلى بَيْتٍ، إِلى بَرْكِ الغُِمادِ"
بَيْتُ(المعجم القاموس المحيط)
ـ بَيْتُ من الشَّعَرِ والمَدَرِ: معروف،الجمع: أبْياتٌ وبُيوتٌ، جمع الجمع: أباييتُ وبُيوتاتٌ وأبْياواتٌ، وتَصْغيرُهُ: بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ، ولا تَقُلْ: بُوَيْتٌ، والشَّرف، والشَّريفُ، والتَّزْويجُ، والقَصْرُ، وعِيالُ الرَّجُلِ، والكَعْبَةُ، والقَبْرُ، وفَرْشُ البَيْتِ، وبَيْتُ الشَّاعِرِ. ـ بَيُّوتُ: الماءُ البارِدُ، والغابُّ من الخُبْزِ، كالبائِتِ، والأَمْرُ يَبيتُ له صاحِبُهُ مُهْتَمَّاً. ـ باتَ يَفعَلُ كذا، يَبيتُ ويَباتُ بَيْتاً وبَياتاً ومَبيتاً وبَيْتُوتَةً: يَفْعَلُهُ لَيْلاً، وليسَ من النَّوْمِ، ومن أدْرَكَهُ اللَّيْلُ فقد باتَ. وقد بِتُّ القَوْمَ، وبِهِم، وعِندَهُمْ. ـ أباتَهُ اللّهُ أحْسَنَ بِيتَةٍ: إِباتَةٍ. ـ بَيَّتَ الأَمْرَ: دَبَّرَهُ لَيْلاً، ـ بَيَّتَ النَّخْلَ: شَذَّبَها، ـ بَيَّتَ العَدُوَّ: أوقَعَ بِهِم لَيْلاً. ـ بِيْتَةُ: القُوتُ، كالبِيْتِ. ـ مُسْتَبِيتُ: الفقيرُ. ـ امرأةٌ مُتَبَيِّتَةٌ: أصابَتْ بَيْتاً وبَعْلاً. ـ تَبَيَّتَهُ عن حاجَتِهِ: حَبَسَهُ عنها. ـ لا يَسْتَبيتُ لَيْلَةً: ما لَهُ بِيتُ لَيْلَةٍ. ـ سِنٌّ بَيُّوتَةٌ: لا تَسْقُطُ. ـ بَياتٌ: قرية، وكُورَةٌ قُرْبَ واسِطَ، منها: حَسَنُ بنُ أبِي العَشائِرِ البَياتِيُّ.
بيض(المعجم لسان العرب)
"البياض: ضد السواد، يكون ذلك في الحيوان والنبات وغير ذلك مما يقبله غيره. البَيَاضُ: لون الأَبْيَض، وقد، قالوا بياض وبَياضة كما، قالوا مَنْزِل ومَنْزِلة، وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً، وجمع الأَبْيَضِ بِيضٌ، وأَصله بُيْضٌ، بضم الباء، وإِنما أَبدلوا من الضمة كَسْرَةً لتصحَّ الياء، وقد أَباضَ وابْيَضَّ؛ فأَما قوله: إِن شَكْلي وإِن شكْلَكِ شَتَّى،فالْزمي الخُصَّ واخْفِضِي تَبْيَضِضِّي فإِنه أَرادَ تَبْيَضِّي فزاد ضاداً أُخرى ضرورة لإِقامة الوزن؛ قال ابن بري: وقد قيل إِنما يجيء هذا في الشعر كقول الآخر: لقد خَشِيتُ أَن أَرَى جَدْبَباَّ أَراد جَدْباً فضاعف الباء. قال ابن سيده: فأَما ما حكى سيبويه من أَن بعضهم، قال: أَعْطِني أَبْيَضّه يريد أَبْيَضَ وأَلحق الهاء كما أَلحقها في هُنّه وهو يريد هُنَّ فإِنه ثقل الضاد فلولا أَنه زاد ضاداً (* قوله «فلولا أنه زاد ضاداً إلخ» هكذا في الأصل بدون ذكر جواب لولا.) على الضاد التي هي حرف الإِعراب، فحرفُ الإِعراب إِذاً الضادُ الأُولى والثانية هي الزائدة، وليست بحرف الإِعراب الموجود في أَبْيَضَ، فلذلك لحقته بَيانَ الحركة (* قوله «عرقا أبيضه»، قال الصاغاني: هكذا وقع في الصحاح بالالف والصواب عرقي بالنصب، وقوله وأبضه هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح بضمتين وضبطه بعضهم بكسرتين، أفاده شارح القاموس.) والأَبيضان: الشحمُ والشَّباب، وقيل: الخُبْز والماء، وقيل: الماء واللبنُ؛ قال هذيل الأَشجعي من شعراء الحجازيين: ولكنّما يَمْضِي ليَ الحَوْلُ كاملاً،وما ليَ إِلاَّ الأَبْيَضَيْنِ شَرابُ من الماءِ أو من دَرِّ وَجْناءَ ثَرّةٍ،لها حالبٌ لا يَشْتَكي وحِلابُ ومنه قولهم: بَيَّضْت السِّقاءَ والإِناء أَي ملأْته من الماء أَو اللبن. ابن الأَعرابي: ذهَبَ أَبْيَضاه شحْمُه وشبابُه، وكذلك، قال أَبو زيد،وقال أَبو عبيد: الأَبْيَضانِ الشحمُ واللبن. وفي حديث سعد: أَنه سُئِل عن السُّلْت بالبَيْضاءِ فكَرِهَه؛ البَيْضاء الحِنْطة وهي السَّمْراء أَيضاً، وقد تكرر ذكرها في البيع والزكاة وغيرهما، وإِنما كَرِه ذلك لأَنهما عنده جنسٌ واحد، وخالفه غيره. وما رأَيته مُذْ أَبْيضانِ، يعني يومين أَو شهرين، وذلك لبياض الأَيام. وبَياضُ الكبدِ والقلبِ والظفرِ: ما أَحاط به، وقيل: بَياضُ القلب من الفرس ما أَطافَ بالعِرْق من أَعلى القلب،وبياض البطن بَنات اللبنِ وشحْم الكُلى ونحو ذلك، سمَّوْها بالعَرَض؛ كأَنهم أَرادوا ذات البياض. والمُبَيِّضةُ، أَصحابُ البياض كقولك المُسَوِّدةُ والمُحَمِّرةُ لأَصحاب السواد والحمرة. وكَتِيبةٌ بَيْضاء: عليها بَياضُ الحديد. والبَيْضاء: الشمسُ لبياضها؛ قال الشاعر: وبَيْضاء لم تَطْبَعْ، ولم تَدْرِ ما الخَنا،تَرَى أَعيُنَ الفِتْيانِ من دونها خُزْرا والبَيْضاء: القِدْرُ؛ قال ذلك أَبو عمرو. قال: ويقال للقِدْر أَيضاً أُمُّ بَيْضاء؛
وأَنشد: وإِذْ ما يُرِيحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ،يَنُوسُ عليها رَحْلُها ما يُحَوَّلُ فقلتُ لها: يا أُمَّ بَيْضاءَ، فِتْيةٌ يَعُودُك منهم مُرْمِلون وعُيَّل؟
قال الكسائي: ما في معنى الذي في إِذ ما يُرِيح، قال: وصرماءُ خبر الذي. والبِيضُ: ليلةُ ثلاثَ عَشْرةَ وأَرْبَعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرة. وفي الحديث: كان يأْمُرُنا أَن نصُومَ الأَيامَ البِيضَ، وهي الثالثَ عشَرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ، سميت ليالِيها بِيضاً لأَن القمر يطلُع فيها من أَولها إِلى آخرها. قال ابن بري: وأَكثر ما تجيء الرواية الأَيام البِيض، والصواب أَن يقال أَيامَ البِيضِ بالإِضافة لأَن البِيضَ من صفة الليالي. وكلَّمتُه فما ردَّ عليَّ سَوْداءَ ولا بَيْضاءَ أَي كِلمةً قبيحة ولا حسنة، على المثل. وكلام أَبْيَضُ: مشروح، على المثل أَيضاً. ويقال: أَتاني كلُّ أَسْودَ منهم وأَحمر، ولا يقال أَبْيَض. الفراء: العرب لا تقول حَمِر ولا بَيِض ولا صَفِر، قال: وليس ذلك بشيء إِنما يُنْظَر في هذا إِلى ما سمع عن العرب. يقال: ابْيَضّ وابْياضَّ واحْمَرَّ واحْمارَّ، قال: والعرب تقول فلانة مُسْوِدة ومُبيِضةٌ إِذا ولدت البِيضانَ والسُّودانَ، قال: وأَكثر ما يقولون مُوضِحة إِذا وَلَدَت البِيضانَ، قال: ولُعْبة لهم يقولون أَبِيضي حَبالاً وأَسيدي حَبالاً، قال: ولا يقال ما أَبْيَضَ فلاناً وما أَحْمَر فلاناً من البياض والحمرة؛ وقد جاء ذلك نادراً في شعرهم كقول طرفة: أَمّا الملوكُ فأَنْتَ اليومَ ألأَمُهم لُؤْماً، وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ ابن السكيت: يقال للأَسْودَ أَبو البَيْضاء، وللأبْيَض أَبو الجَوْن، واليد البَيْضاء: الحُجّة المُبَرْهنة، وهي أَيضاً اليد التي لا تُمَنُّ والتي عن غير سؤال وذلك لشرفها في أَنواع الحِجاج والعطاء. وأَرض بَيْضاءُ: مَلْساء لا نبات فيها كأَن النبات كان يُسَوِّدُها، وقيل: هي التي لم تُوطَأْ، وكذلك البِيضَةُ. وبَيَاضُ الأَرض: ما لا عمارة فيه. وبَياضُ الجلد: ما لا شعر عليه. التهذيب: إِذا، قالت العرب فلان أَبْيَضُ وفلانة بَيْضاء فالمعنى نَقاء العِرْض من الدنَس والعيوب؛ ومن ذلك قول زهير يمدح رجلاً. أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض يُفَكِّك عن أَيدي العُناةِ وعن أَعْناقِها الرِّبَقا وقال: أُمُّك بَيْضاءُ من قُضاعةَ في البيت الذي تَسْتَظلُّ في ظُنُبِه؟
قال: وهذا كثير في شعرهم لا يريدون به بَياضَ اللون ولكنهم يريدون المدح بالكرم ونَقاءِ العرْض من العيوب، وإِذا، قالوا: فلان أَبْيَض الوجه وفلانة بَيْضاءُ الوجه أَرادوا نقاءَ اللون من الكَلَفِ والسوادِ الشائن. ابن الأَعرابي: والبيضاءُ حبالة الصائد؛
وأَنشد: وبيضاء مِنْ مالِ الفتى إِن أَراحَها أَفادَ، وإِلا ماله مال مُقْتِر يقول: إِن نَشِب فيها عَيرٌ فجرّها بقي صاحبُها مُقْتِراً. والبَيْضة: واحدة البَيْض من الحديد وبَيْضِ الطائر جميعاً، وبَيْضةُ الحديد معروفة والبَيْضة معروفة، والجمع بَيْض. وفي التنزيل العزيز: كأَنَّهُنّ بَيْضٌ مَكْنُون، ويجمع البَيْض على بُيوضٍ؛ قال: على قَفْرةٍ طارَت فِراخاً بُيوضُها أَي صارت أَو كانت؛ قال ابن سيده: فأَما قول الشاعر (* قوله «فأما قول الشاعر» عبارة القاموس وشرحه: والبيضة واحدة بيض الطير الجمع بيوض وبيضات، قال الصاغاني: ولا تحرك الياء من بيضات إلا في ضرورة الشعر، قال: أخو بيضات إلخ. أَبو بَيَضاتٍ رائحٌ مُتأَوِّب،رَفيق بمَسْحِ المَنْكِبَينِ سَبُوحُ فشاذ لا يعقد عليه باب لأَن مثل هذا لا يحرك ثانيه. وباضَ الطائرُ والنعامة بَيْضاً: أَلْقَتْ بَيْضَها. ودجاجة بَيّاضةٌ وبَيُوضٌ: كثيرة البَيْضِ، والجمع بُيُضٌ فيمن، قال رُسُل مثل حُيُد جمع حَيُود، وهي التي تَحِيد عنك، وبِيضٌ فيمن، قال رُسْل، كسَرُوا الباء لِتَسْلم الياء ولا تنقلب، وقد، قال بُّوضٌ أَبو منصور. يقال: دجاجة بائض بغير هاء لأَن الدِّيكَ لا يَبِيض، وباضَت الطائرةُ، فهي بائضٌ. ورجل بَيّاضٌ: يَبِيع البَيْضَ، وديك بائِضٌ كما يقال والدٌ، وكذلك الغُراب؛
قال: بحيث يَعْتَشّ الغُرابُ البائض؟
قال ابن سيده: وهو عندي على النسب. والبَيْضة: من السلاح، سميت بذلك لأَنها على شكل بَيْضة النعام. وابْتاضَ الرجل: لَبِسَ البَيْضةَ. وفي الحديث: لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِقُ البَيْضةَ فتُقْطَعُ يدُه، يعني الخُوذةَ؛ قال ابن قتيبة: الوجه في الحديث أَن اللّه لما أَنزل: والسارقُ والسارقةُ فاقْطَعُوا أَيْدِيَهما، قال النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِق البَيْضة فتُقْطَع يدُه على ظاهر ما نزل عليه،يعني بَيْضةَ الدجاجة ونحوها، ثم أَعلمه اللّه بَعْدُ أَن القطع لا يكون إِلا في رُبْع دِينار فما فوقه، وأَنكر تأْويلها بالخُوذةِ لأَن هذا ليس موضع تَكثيرٍ لما يأْخذه السارق، إِنما هو موضع تقليل فإِنه لا يقال: قبَّح اللّه فلاناً عرَّض نفسه للضرب في عِقْد جَوْهر، إِنما يقال: لَعَنه اللّه تعرَّض لقطع يده في خَلَقٍ رَثٍّ أَو في كُبّةِ شعَرٍ. وفي الحديث: أُعْطِيتُ الكَنْزَينِ الأَحمرَ والأَبيضَ، فالأَحمرُ مُلْكُ الشام، والأَبْيَضُ مُلْكُ فارس، وإِنما يقال لفارس الأَبْيَض لبياض أَلوانهم ولأَن الغالب على أَموالهم الفضة، كما أَن الغالب على أَلوان أَهل الشام الحمرة وعلى أَموالهم الذهب؛ ومنه حديث ظبيان وذكر حِمْير، قال: وكانت لهم البَيْضاءُ والسَّوْداءُ وفارِسُ الحَمْراءُ والجِزْيةُ الصفراء،أَراد بالبيضاء الخرابَ من الأَرض لأَنه يكون أَبْيَضَ لا غَرْسَ فيه ولا زَرْعَ، وأَراد بالسَّوْداء العامِرَ منها لاخْضِرارِها بالشجر والزرع،وأَرادَ بفارِسَ الحَمْراء تَحَكُّمَهم عليه، وبالجزية الصفراء الذهبَ كانوا يَجْبُون الخَراجَ ذَهَباً. وفي الحديث: لا تقومُ الساعةُ حتى يظهر الموتُ الأَبْيَضُ والأَحْمَرُ؛ الأَبْيَضُ ما يأْتي فَجْأَةً ولم يكن قبله مرض يُغيِّر لونه، والأَحْمرُ الموتُ بالقَتْل لأَجل الدم. والبَيْضةُ: عِنَبٌ بالطائف أَبيض عظيم الحبّ. وبَيْضةُ الخِدْر: الجاريةُ لأَنها في خِدْرها مكنونة. والبَيْضةُ: بَيْضةُ الخُصْية. وبَيْضةُ العُقْر مَثَلٌ يضرب وذلك أَن تُغْصَبَ الجارية نَفْسها فتُقْتَضّ فتُجَرَّب ببَيْضةٍ، وتسمى تلك البَيْضةُ بَيْضةَ العُقْرِ. قال أَبو منصور: وقيل بَُْضةُ العُقْرِ بَيْضَة يَبِيضُها الديك مرة واحدة ثم لا يعود، يضْرب مثلاً لمن يصنع الصَّنِيعة ثم لا يعود لها. وبَيْضة البلَدِ: تَرِيكة النعامة. وبَيْضةُ البلد: السَّيِّدُ؛ عن ابن الأَعرابي، وقد يُذَمُّ ببَيْضة البلد؛
وأَنشد ثعلب في الذم للراعي يهجو ابن الرِّقاعِ العاملي: لو كُنتَ من أَحَدٍ يُهْجى هَجَوْتُكمُ،يا ابن الرِّقاعِ، ولكن لستَ من أَحَدِ تَأْبى قُضاعةُ لم تَعْرِفْ لكم نَسَباً وابْنا نِزارٍ، فأَنْتُمْ بَيْضةُ البَلَدِ أَرادَ أَنه لا نسب له ولا عشيرة تَحْمِيه؛ قال: وسئل ابن الأَعرابي عن ذلك فقال: إِذا مُدِحَ بها فهي التي فيها الفَرْخ لأَن الظَّلِيم حينئذ يَصُونُها، وإِذا ذُمَّ بها فهي التي قد خرج الفَرْخُ منها ورَمى بها الظليمُ فداسَها الناسُ والإِبلُ. وقولهم: هو أَذَلُّ من بَيْضةِ البَلَدِ أَي من بَيْضَةِ النعام التي يتركها؛
وأَنشد كراع للمتلمس في موضع الذم وذكره أَبو حاتم في كتاب الأَضداد، وقال ابن بري الشعر لِصِنَّان بن عبَّاد اليشكري وهو: لَمَّا رأَى شمطٌ حَوْضِي له تَرَعٌ على الحِياضِ، أَتاني غيرَ ذي لَدَدِ لو كان حَوْضَ حِمَارٍ ما شَرِبْت به،إِلاّ بإِذْنِ حِمارٍ آخرَ الأَبَدِ لكنَّه حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِه رَيْبُ المَنُونِ، فأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ أَي أَمسى ذليلاً كهذه البَيْضة التي فارَقَها الفرخُ فرَمَى بها الظليم فدِيسَت فلا أَذَل منها. قال ابن بري: حِمَار في البيت اسم رجل وهو علقمة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن ثعلبة، وشمطٌ هو شمط ابن قيس بن عمرو بن ثعلبة اليشكري، وكان أَوْرَدَ إِبِلَه حَوْضَ صِنَّان بن عبَّاد قائل هذا الشعر فغضب لذلك، وقال المرزوقي: حمار أَخوه وكان في حياته يتعزَّزُ به؛ ومثله قول الآخر يهجو حسان بن ثابت وفي التهذيب انه لحسان: أَرى الجَلابِيبَ قد عَزُّوا، وقد كَثُروا،وابنُ الفُرَيْعةِ أَمْسَى بَيْضةَ البَلَد؟
قال أَبو منصور: هذا مدح. وابن فُرَيْعة: أَبوه (* قوله «وابن فريعة أبوه» كذا بالأصل وفي القاموس في مادة فرع ما نصه: وحسان بن ثابت يعرف بابن الفريعة كجهينة وهي أُمه.). وأَراد بالجلابيب سَفِلة الناس وغَثْراءَهم؛ قال أَبو منصور: وليس ما، قاله أَبو حاتم بجيد، ومعنى قول حسان أَن سَفِلة الناس عزُّوا وكثروا بعد ذِلَّتِهِم وقلتهم، وابن فُرَيعة الذي كان ذا ثَرْوَةٍ وثَراءٍ قد أُخِّرَ عن قديمِ شَرَفِه وسُودَدِه، واسْتُبِدَّ بالأَمر دونه فهو بمنزلة بَيْضة البلد التي تَبِيضُها النعامة ثم تتركها بالفلاة فلا تَحْضُنها، فتبقى تَرِكةً بالفلاة. وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس: العرب تقول للرجل الكريم: هو بَيْضة البلد يمدحونه، ويقولون للآخر: هو بَيْضة البلد يذُمُّونه، قال: فالممدوحُ يراد به البَيْضة التي تَصُونها النعامة وتُوَقِّيها الأَذَى لأَن فيها فَرْخَها فالممدوح من ههنا، فإِذا انْفَلَقت عن فَرْخِها رمى بها الظليمُ فتقع في البلد القَفْر فمن ههنا ذمّ الآخر. قال أَبو بكر في قولهم فلان بَيْضةُ البلد: هو من الأَضداد يكون مدحاً ويكون ذمّاً، فإِذا مُدِح الرجل فقيل هو بَيْضةُ البلد أُرِيدَ به واحدُ البلد الذي يُجْتَمع إِليه ويُقْبَل قولُه، وقيل فَرْدٌ ليس أَحد مثله في شرفه؛
وأَنشد أَبو العباس لامرأَة من بني عامر بن لُؤَيّ ترثي عمرو بن عبد وُدٍّ وتذكر قتل عليّ إِيَّاه:لو كان قاتِلُ عَمرو غيرَ قاتله،بَكَيْتُه، ما أَقام الرُّوحُ في جَسَدي لكنَّ قاتلَه مَنْ لا يُعابُ به،وكان يُدعَى قديماً بَيْضَةَ البَلَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ، شُقِّي الجَيْبَ مُعْوِلَةً على أَبيكِ، فقد أَوْدَى إِلى الأَبَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ، بَكِّيهِ ولا تَسِمِي بُكَاءَ مُعْوِلَةٍ حَرَّى على ولد بَيْضةُ البلد: عليُّ بن أَبي طالب، سلام اللّه عليه، أَي أَنه فَرْدٌ ليس مثله في الشرف كالبَيْضةِ التي هي تَرِيكةٌ وحدها ليس معها غيرُها؛ وإِذا ذُمَّ الرجلُ فقيل هو بَيْضةُ البلدِ أَرادوا هو منفرد لا ناصر له بمنزلة بَيْضَةٍ قام عنها الظَّليمُ وتركها لا خير فيها ولا منفعة؛ قالت امرأَة تَرْثي بَنِينَ لها: لَهْفِي عليهم لَقَدْ أَصْبَحْتُ بَعْدَهُمُ كثيرَة الهَمِّ والأَحزان والكَمَدِ قد كُنْتُ قبل مَناياهُمْ بمَغبَطَةٍ،فصِرْتُ مُفْرَدَةً كبَيْضَةِ البلدِ وبَيْضَةُ السَّنام: شَحْمَته. وبَيْضَةُ الجَنِين: أَصله، وكلاهما على المثل. وبَيْضَة القوم: وسَطُهم. وبَيْضة القوم: ساحتهم؛ وقال لَقِيطٌ الإِيادِي: يا قَوْمِ، بَيْضتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها،إِنِّي أَخاف عليها الأَزْلَم الجَذَعا يقول: احفظوا عُقْر داركم. والأَزْلَم الجَذَع: الدهر لأَنه لا يهرم أَبداً. ويقال منه: بِيضَ الحيُّ أُصِيبَت بَيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم،وبِضْناهم وابْتَضْناهم: فعلنا بهم ذلك. وبَيْضَةُ الدار: وسطها ومعظمها. وبَيْضَةُ الإِسلام: جماعتهم. وبَيْضَةُ القوم: أَصلهم. والبَيْضَةُ: أَصل القوم ومُجْتَمعُهم. يقال: أَتاهم العدو في بَيْضَتِهِمْ. وقوله في الحديث: ولا تُسَلِّطْ عليهم عَدُوّاً من غيرهم فيستبيح بَيْضَتَهم؛ يريد جماعتهم وأَصلهم أَي مُجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم،أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم، قيل: أَراد إِذا أُهْلِكَ أَصلُ البَيْضة كان هلاك كل ما فيها من طُعْمٍ أَو فَرْخ، وإِذا لم يُهْلَكْ أَصلُ البَيْضة ربما سلم بعضُ فِراخها، وقيل: أَراد بالبَيْضَة الخُوذَةَ فكأَنه شَبَّه مكان اجتماعهم والتِئامهم ببَيْضَة الحَدِيدِ؛ ومنه حديث الحديبية: ثم جئتَ بهم لبَيْضَتِك تَفُضُّها أَي أَصْلك وعشيرتك. وبَيْضَةُ كل شيء حَوْزَتُه. وباضُوهُمْ وابْتاضُوهُمْ: استأْصلوهم. ويقال: ابْتِيضَ القومُ إِذا أُبِيحَتْ بَيْضَتُهم، وابْتاضُوهم أَي استأْصلوهم. وقد ابْتِيضَ القوم إِذا اُخِذَتْ بَيْضَتُهم عَنْوَةً. أَبو زيد: يقال لوسط الدار بَيْضةٌ ولجماعة المسلمين بَيْضَةٌ ولوَرَمٍ في ركبة الدابة بَيْضَة. والبَيْضُ: وَرَمٌ يكون في يد الفرس مثل النُّفَخ والغُدَد؛ قال الأَصمعي: هو من العيوب الهَيِّنة. يقال: قد باضَتْ يدُ الفرس تَبِيضُ بَيْضاً. وبَيْضَةُ الصَّيْف: معظمه. وبَيْضَة الحرّ: شدته. وبَيْضَة القَيْظ: شدة حَرِّه؛ وقال الشماخ: طَوَى ظِمْأَهَا في بَيْضَة القَيْظِ، بعدما جَرَى في عَنَانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ وباضَ الحَرُّ إِذا اشتد. ابن بزرج:، قال بعض العرب يكون على الماء بَيْضَاءُ القَيْظِ، وذلك من طلوع الدَّبَران إِلى طلوع سُهَيْل. قال أَبو منصور: والذي سمعته يكون على الماء حَمْراءُ القَيْظِ وحِمِرُّ القيظ. ابن شميل: أَفْرَخَ بَيْضَةُ القوم إِذا ظهر مَكْتُومُ أَمْرِهم، وأَفرخت البَيْضَةُ إِذا صار فيها فَرْخٌ. وباضَ السحابُ إِذا أَمْطَر؛
وأَنشد ابن الأَعرابي: باضَ النَّعَامُ به فنَفَّرَ أَهلَهُ،إِلا المُقِيمَ على الدَّوا المُتأَفِّن؟
قال: أَراد مطراً وقع بِنَوْءِ النَّعَائم، يقول: إِذا وقع هذا المطر هَرَبَ العُقلاء وأَقام الأَحمق. قال ابن بري: هذا الشاعر وصف وَادِياً أَصابه المطر فأَعْشَب، والنَّعَامُ ههنا: النعائمُ من النجوم، وإِنما تُمْطِرُ النَّعَائمُ في القيظ فينبت في أُصول الحَلِيِّ نبْتٌ يقال له النَّشْر، وهو سُمٌّ إِذا أَكله المال مَوَّت، ومعنى باضَ أَمْطَرَ، والدَّوا بمعنى الداء، وأَراد بالمُقِيم المقيمَ به على خَطر أَن يموت، والمُتَأَفِّنُ: المُتَنَقِّص. والأَفَن: النَّقْصُ؛ قال: هكذا فسره المُهَلَّبِيّ في باب المقصور لابن ولاَّد في باب الدال؛ قال ابن بري: ويحتمل عندي أَن يكون الدَّوا مقصوراً من الدواء، يقول: يَفِرُّ أَهلُ هذا الوادي إِلا المقيمَ على المُداواة المُنَقِّصة لهذا المرض الذي أَصابَ الإِبلَ من رَعْيِ النَّشْرِ. وباضَت البُهْمَى إِذا سَقَطَ نِصالُها. وباضَت الأَرض: اصفرت خُضرتُها ونَفَضتِ الثمرة وأَيبست، وقيل: باضَت أَخْرجَتْ ما فيها من النبات، وقد باضَ: اشتدَّ. وبَيَّضَ الإِناءَ والسِّقاء: مَلأَه. ويقال: بَيَّضْت الإِناءَ إِذا فرَّغْتَه، وبَيَّضْته إِذا مَلأْته، وهو من الأَضداد. والبَيْضاء: اسم جبل. وفي الحديث في صفة أَهل النار: فَخِذُ الكافر في النار مثْل البَيْضاء؛ قيل: هو اسم جبل. والأَبْيَضُ: السيف، والجمع البِيضُ. والمُبَيِّضةُ، بكسر الياء: فرقة من الثَّنَوِيَّة وهم أَصحاب المُقَنَّع، سُمُّوا بذلك لتَبْيِيضهم ثيابهم خلافاً للمُسَوِّدَة من أَصحاب الدولة العبّاسية. وفي الحديث: فنظرنا فإِذا برسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وأَصحابه مُبَيِّضين، بتشديد الياء وكسرها، أَي لابسين ثياباً بيضاً. يقال: هم المُبَيِّضةُ والمُسَوِّدَة، بالكسر؛ ومنه حديث توبة كعب بن مالك: فرأَى رجلاً مُبَيِّضاً يزول به السرابُ، قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يكون مُبْيَضّاً، بسكون الباء وتشديد الضاد، من البياض أَيضاً. وبِيضَة، بكسر الباء: اسم بلدة. وابن بَيْض: رجل، وقيل: ابن بِيضٍ،وقولهم: سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ، قال الأَصمعي: هو رجل كان في الزمن الأَول يقال له ابن بَيْضٍ عقرَ ناقَتَه على ثَنِيَّةٍ فسد بها الطريق ومنع الناسَ مِن سلوكِها؛ قال عمرو بن الأَسود الطهوي: سَدَدْنا كما سَدَّ ابنُ بيضٍ طَرِيقَه،فلم يَجِدوا عند الثَّنِيَّةِ مَطْلَع؟
قال: ومثله قول بَسّامة بن حَزْن: كثوبِ ابن بيضٍ وقاهُمْ به،فسَدَّ على السّالِكينَ السَّبِيلا وحمزة بن بِيضٍ: شاعر معروف، وذكر النضر بن شميل أَنه دخل على المأْمون وذكر أَنه جَرى بينه وبينه كلام في حديث عن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، فلما فرغ من الحديث، قال: يا نَضْرُ، أَنْشِدْني أَخْلَبَ بيت، قالته العرب، فأَنشدته أَبيات حمزة بن بِيضٍ في الحكَم بن أَبي العاص: تقولُ لي، والعُيونُ هاجِعةٌ: أَقِمْ عَلَيْنا يَوْماً، فلم أُقِم أَيَّ الوُجوهِ انْتَجَعْتَ؟ قلتُ لها: وأَيُّ وَجْهٍ إِلا إِلى الحَكَم متى يَقُلْ صاحِبا سُرادِقِه: هذا ابنُ بِيضٍ بالباب، يَبْتَسِمِ رأَيت في حاشية على كتاب أَمالي ابن بري بخط الفاضل رضي الدين الشاطبي،رحمه اللّه، قال: حمزة بن بِيضٍ، بكسر الباء لا غير. قال: وأَما قولهم سدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ فقال الميداني في أَمثاله: ويروى ابن بِيضٍ، بكسر الباء، قال: وأَبو محمد، رحمه اللّه، حمل الفتح في بائه على فتح الباء في صاحب المثَل فعطَفَه عليه. قال: وفي شرح أَسماء الشعراء لأَبي عمر المطرّز حمزة بن بِيض، قال الفراء: البِيضُ جمع أَبْيَض وبَيْضاء. والبُيَيْضَة: اسم ماء. والبِيضَتانِ والبَيْضَتان، بالكسر والفتح: موضع على طريق الشام من الكوفة؛ قال الأَخطل: فهْوَ بها سَيِّءٌ ظَنّاً، وليس له،بالبَيْضَتَينِ ولا بالغَيْضِ، مُدَّخَرُ ويروى بالبَيْضَتين. وذُو بِيضانَ: موضع؛ قال مزاحم: كما صاحَ، في أَفْنانِ ضالٍ عَشِيَّةً بأَسفلِ ذِي بِيضانَ، جُونُ الأَخاطِبِ وأَما بيت جرير: قَعِيدَ كما اللّهَ الذي أَنْتُما له،أَلم تَسْمَعا بالبَيْضَتَينِ المُنادِيا؟ فقال ابن حبيب: البِيضَة، بالكسر، بالحَزْن لبني يربوع، والبَيْضَة،بالفتح، بالصَّمّان لبني دارم. وقال أَبو سعيد: يقال لما بين العُذَيْب والعقَبة بَيْضة، قال: وبعد البَيْضة البَسِيطةُ. وبَيْضاء بني جَذِيمة: في حدود الخطّ بالبحرين كانت لعبد القيس وفيها نخيل كثيرة وأَحْساءٌ عَذْبة وقصورٌ جَمَّة، قال: وقد أَقَمْتُ بها مع القَرامِطة قَيْظة. ابن الأَعرابي: البَيْضة أَرض بالدَّوّ حفَروا بها حتى أَتتهم الريح من تحتهم فرفعتهم ولم يصِلُوا إِلى الماء. قال شمر: وقال غيره البَيْضة أَرض بَيْضاء لا نبات فيها، والسَّوْدة: أَرض بها نخيل؛ وقال رؤبة: يَنْشَقُّ عن الحَزْنُ والبَرِّيتُ، والبِيضةُ البَيْضاء والخُبُوتُ كتبه شمر بكسر الباء ثم حكى ما، قاله ابن الأَعرابي. "
طاف حول البيت/ طاف بالبيت/ طاف على البيت(المعجم عربي عامة)
سعى، دار حوله وحام :-يطوف الحجّاجُ حول الكعبة- طاف بالبيت الحرام- {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ} :- ° طاف به الخيال
قرب بيته/ قرب إلى بيته/ قرب من بيته(المعجم عربي عامة)
دنا، عكسه بَعُدَ :-يقرُب من تحقيق هدفه- بيته على مقرُبة من البحر- {أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ} :- ° ما يقرُب من كذا
أوى البيت/ أوى إلى البيت(المعجم عربي عامة)
احتمى، نزل فيه واتَّخذه مأوًى له :- {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ}.
خشّ البيت/ خشّ في البيت(المعجم عربي عامة)
دخل فيه :-خشَّ في محرابِه :- ° خَشَّ في الموضوع
بات(المعجم الرائد)
بات - يبات ويبيت بيتا وبياتا ومبيتا وبيتوتة ومباتا 1- بات في المكان : أقام به ليلا. 2- بات : أدركه الليل. 3- بات به أو عنده : نزل. 4- بات الشيء : مضت عليه ليلة «بات الخبز». 5- بات : يفعل كذا : فعله ليلا. 6- بات : يفعل كذا : إستمر، وهي من أخوات «كان».
قال: فَبَتَّ حِبالَ الوصْلِ، بيني وبَيْنَها،أَزَبُّ ظَهُورِ السَّاعِدَيْنِ، عَذَوَّر؟
قال الجوهري في قوله: بَتَّه يَبُتُّه، قال: وهذا شاذّ لأَنَّ باب المُضاعف، إِذا كانَ يَفْعِل منه مكسوراً، لا يجيءُ متعدِّياً إِلاَّ أَحرفٌ معدودة، وهي بَتَّه يَبُتُّه وَيَبِتُّه، وعَلَّه في الشُّرب يَعُلُّه ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، وشَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه،وحَبَّه يَحِبُّه؛ قال: وهذه وحدَها على لغةٍ واحدةٍ. قال: وإِنما سَهَّلَ تَعَدِّيَ هذه الأَحْرُف إِلى المفعول اشتراكُ الضم والكسر فيهنّ؛ وبَتَّتَه تَبْتِيتاً: شُدِّدَ للمبالغة، وبَتَّ هو يَبِتُّ ويَبُتُّ بَتّاً وأَبَتَّ. وقولهم: تَصَدَّقَ فلانٌ صَدَقَةً بَتاتاً وبَتَّةً بَتْلَةً إِذا قَطَعَها المُتَصَدِّقُ بها من ماله، فهي بائنة من صاحبها، وقد انْقَطَعَتْ منه؛ وفي النهاية: صدقة بَتَّةٌ أَي مُنْقَطِعَةٌ عن الإِمْلاكِ؛ وفي الحديث: أَدْخَلَه اللَّهُ الجَنَّةَ البَتَّةَ. الليث: أَبَتَّ فُلانٌ طَلاقَ امرأَتِه أَي طَلَّقَها طَلاقاً باتّاً، والمُجاوزُ منه الإِبْتاتُ. قال أَبو منصور: قول الليث في الإِبْتاتِ والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زيد، لأَنه جَعَل الإِبْتات مُجاوزاً، وجعل البَتَّ لازماً، وكلاهما مُتعدِّ؛ ويقال: بَتَّ فلانٌ طَلاقَ امرأَتِه، بغير أَلف، وأَبَتَّه بالأَلف، وقد طَلَّقها البَتَّةَ. ويقال: الطَّلْقةُ الواحدة تَبُتُّ وتَبِتُّ أَي تَقطَعُ عِصْمةَ النكاح، إِذا انْقَضَتِ العدَّة. وطَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً وبَتاتاً أَي قَطْعاً لا عَوْدَ فيها؛ وفي الحديث: طلَّقها ثلاثاً بَتَّةً أَي قاطعةً. وفي الحديث: لا تَبِيتُ المَبْتُوتَةُ إِلاَّ في بيتها، هي المُطَلَّقة طَلاقاً بائِناً. ولا أَفْعَلُه البَتَّةَ: كأَنه قَطَعَ فِعْلَهُ. قال سيبويه: وقالوا قَعَدَ البَتَّةَ مصدر مُؤَكِّد، ولا يُستعمل إِلا بالأَلف واللام. ويقال: لا أَفْعَلُه بَتَّةً، ولا أَفعلهُ البَتَّةَ، لكل أَمرٍ لا رَجْعة فيه؛ ونَصْبُه على المصدر. قال ابن بري: مذهب سيبويه وأَصحابه أَن البَتَّةَ لا تكون إِلاَّ معرفة البَتَّةَ لا غَيْرُ، وإِنما أَجازَ تَنْكِيرَه الفراءُ وَحْدَه، وهو كوفيٌّ. وقال الخليل بن أَحمد: الأُمورُ على ثلاثة أَنحاءٍ، يعني على ثلاثة أَوجه: شيءٌ يكون البَتَّةَ، وشيءٌ لا يكونُ البَتَّةَ، وشيءٌ قد يكون وقد لا يكون. فأَما ما لا يكون، فما مَضَى من الدهر لا يرجع؛ وأَما ما يكون البَتَّة، فالقيامةُ تكون لا مَحالة؛ وأَما شيءٌ قد يكون وقد لا يكون،فمِثْل قَدْ يَمْرَضُ وقد يَصِحُّ. وبَتَّ عليه القضاءَ بَتّاً، وأَبَتَّه: قطعه. وسكرانُ ما يَبُتُّ كلاماً أَي ما يُبَيِّنُه. وفي المحكم: سَكْرانُ ما يَبُتُّ كلاماً، وما يَبِتُّ، وما يُبِتُّ أَي ما يقطعه. وسكرانُ باتٌّ: مُنْقَطِعٌ عن العمل بالسُّكْر؛ هذه عن أَبي حنيفة. الأَصمعي: سكرانُ ما يَبُتُّ أَي ما يَقْطَعُ أَمْراً؛ وكان ينكر يُبِتُّ؛ وقال الفراءُ: هما لغتان، يقال بَتَتُّ عليه القضاءَ، وأَبْتَتُّه عليه أَي قَطَعْتُه. وفي الحديث: لا صِيامَ لمن لم يُبِتَّ الصيامَ من الليل؛ وذلك من الجَزْم والقَطْع بالنية؛ ومعناه: لا صِيامَ لمن لم يَنْوِه قبل الفجر،فيَجْزِمْه ويَقْطَعْه من الوقت الذي لا صَوْم فيه، وهو الليل؛ وأَصله من البَتّ القَطْعِ؛ يقال: بَتَّ الحاكمُ القضاءَ على فلان إِذا قَطَعه وفَصَلَه،وسُمِّيَتِ النيَّةُ بَتّاً لأَنها تَفْصِلُ بين الفِطْرِ والصوم. وفي الحديث: أَبِتُّوا نكاحَ هذه النساءِ أَي اقْطَعُوا الأَمْر فيه،وأَحْكِمُوه بشرائطه، وهو تَعْريضٌ بالنهي عن نكاح المُتْعةِ، لأَِنه نكاحٌ غير مَبْتُوتٍ، مُقَدَّرٌ بمدّة. وفي حديث جُوَيريةَ، في صحيح مسلم: أَحْسِبُ؟
قال جُوَيرية أَو البَتَّةُ؛ قال: كأَنه شك في اسمها، فقال: أَحْسِبُه جُوَيرية، ثم استدرك فقال: أَو أَبُتُّ أَي أَقْطَعُ أَنه، قال جُوَيرية، لا أَحْسِبُ وأَظُنُّ. وأَبَتَّ يَمينَه: أَمْضاها. وبَتَّتْ هي: وجَبَتْ، تَبُتُّ بُتُوتاً، وهي يَمين بَاتَّةٌ. وحَلَفَ على ذلك يميناً بَتاً، وبَتَّةً، وبَتَاتاً: وكلُّ ذلك من القَطْع؛ ويقال: أَعْطَيْتُه هذه القَطيعَةَ بَتّاً بَتْلاً. والبَتَّةُ اشتقاقُها من القَطْع، غير أَنه يُستعمل في كل أَمْرٍ يَمضي لا رَجْعَةَ فيه،ولا الْتِواءَ. وأَبَتَّ الرجلُ بعيرَه من شِدَّة السَّير، ولا تُبِتَّه حتى يَمْطُوَه السَّيرُ؛ والمَطْوُ: الجِدُّ في السَّير. والانْبِتاتُ: الانقِطاعُ. ورجل مُنْبَتٌّ أَي مُنْقَطَعٌ به. وأَبَتَّ بعيرَه: قَطَعَه بالسير. والمُنْبَتُّ في حديث الذي أَتْعَبَ دابَّتَه حتى عَطِبَ ظَهْرُه، فبَقِي مُنْقَطَعاً به؛ ويقال للرجل إِذا انْقَطع في سفره، وعَطِبَتْ راحلَتُه: صار مُنْبَتّاً؛ ومنه قول مُطَرَّفٍ: إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضاً قَطَع،ولا ظَهْراً أَبْقى.غيره:يقال للرجل إِذا انْقُطِعَ به في سَفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُه: قد انْبَتَّ من البَتِّ القَطْعِ، وهو مُطاوِعُ بَتَّ؛ يقال: بَتَّه وأَبَتَّه، يريد أَنه بقي في طريقه عاجزاً عن مَقْصِدِهِ، ولم يَقْضِ وَطَرَه،وقد أَعْطَب ظَهْرَه. الكسائي: انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا انْقَطَعَ ماءُ ظَهْره؛
وأَنشد: لقد وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ،عند القيامِ، وانْبِتاتاً في السَّحَرْ وبَتَّ عليه الشهادةَ، وأَبَتَّها: قَطَع عليه بها، وأَلزمه إِياها. وفلانٌ على بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف عليه؛ قال الراجز: وحاجةٍ كنتُ على بَتاتِها والباتُّ: المَهْزُول الذي لا يقدر أَن يقوم. وقد بَتَّ يَبِتُّ بُتُوتاً. ويقال للأَحْمق المَهْزولِ: هو باتٌّ. وأَحْمَقُ باتٌّ: شَديدُ الحُمْق. قال الأَزهري: الذي حَفِظْناه عن الثِّقاتِ أَحْمَقُ تابٌّ مِن التَّبَابِ، وهو الخَسارُ، كما، قالوا أَحْمَقُ خاسِرٌ، دابرٌ، دامِرٌ. وقال الليث: يقال انقطع فلانٌ عن فلانٍ، فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أَي انقطع وِصالُه وانْقَبض؛
وأَنشد: فَحَلَّ في جُشَمٍ، وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً بحَبْلهِ، من ذَوِي الغُرِّ الغَطاريفِ ابن سيده: والبَتُّ كِساءٌ غليظٌ، مُهَلْهَلٌ، مُرَبَّع، أَخْضرُ؛ وقيل: هو من وَبَرٍ وصُوفٍ، والجمع أَبُتٌّ وبِتاتٌ. التهذيب: البَتُّ ضرْبٌ من الطَّيالِسة، يسمّى السَّاجَ، مُرَبَّعٌ، غليظ، أَخضر، والجمع: البُتُوتُ. الجوهري: البَتُّ الطَّيْلَسانُ مِن خَزٍّ ونحوه؛ وقال في كِساءٍ من صُوف: مَن كان ذا بَتٍّ، فهذا بَتِّي مُقيِّظٌ، مُصَيِّفٌ، مُشَتِّي،تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ والبَتِّيُّ الذي يَعْمله أَو يبيعه، والبتَّاتُ مثلُه. وفي حديث دار النَّدْوة وتَشاوُرِهم في أَمر النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: فاعترضهم إِبليس في صورة شيخ جليل عليه بَتٌّ أَي كساءٌ غليظ مُرَبَّعٌ، وقيل: طَيْلَسان من خَزٍّ. وفي حديث عليٍّ، عليه السلام: أَن طائفة جاءَت إِليه، فقال لقَنْبر: بَتِّتْهمهم أَي أَعْطِهم البُتُوتَ. وفي حديث الحسن، عليه السلام: أَينَ الذين طَرَحُوا الخُزُوزَ والحِبَراتِ، ولَبِسُوا البُتُوتَ والنِّمَرَاتِ؟ وفي حديث سُفْيان: أَجِدُ قَلْبي بين بُتُوتٍ وعَباءٍ. والبَتَاتُ: متاعُ البيت. وفي حديث النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه كَتَبَ لحارثة بنِ قَطَنٍ ومَن بدُومةِ الجَنْدَل من كَلْب: إِنَّ لنا الضاحِيَةَ من البَعْلِ، ولكم الضامنةُ من النَّخْلِ، ولا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ، ولا يؤْخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ؛ قال أَبو عبيد: لا يُؤْخَذ منكم عُشْر البَتاتِ،يعني المتاع ليس عليه زكاة، مما لا يكون للتجارة. والبَتاتُ: الزادُ والجِهَازُ، والجمع أَبِتَّةٌ؛ قال ابن مُقبل في البَتاتِ الزَّادِ: أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذو بَتاتٍ، ونِسْوةٌ بِكِرْمانَ، يُغْبَقْنَ السَويقَ المُقَنَّدَا وبَتَّتُوه: زَوَّدُوه. وتَبَتَّتَ: تَزَوَّدَ وتمَنَّعَ. ويقال: ما لَه بَتاتٌ أَي ما لَه زادٌ؛
وأَنشد: ويَأْتِيكَ بالأَنْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ وهو كقوله: ويأْتيكَ بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ أَبو زيد: طَحَنَ بالرَّحَة شَزْراً، وهو الذي يَذْهَبُ بالرَّحَى عن يمينه، وبَتّاً، ابْتَدَأَ إِدارَتها عن يساره؛
وأَنشد: ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتّاً،ولو نُعْطَى المَغازِلَ، ما عَيينَا"
البيت/ البيت الحرام/ البيت العتيق(المعجم عربي عامة)