وصف و معنى و تعريف كلمة تتأتأ:


تتأتأ: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ تاء (ت) و تنتهي بـ ألف همزة (أ) و تحتوي على تاء (ت) و تاء (ت) و ألف همزة (أ) و تاء (ت) و ألف همزة (أ) .




معنى و شرح تتأتأ في معاجم اللغة العربية:



تتأتأ

جذر [أتأ]

  1. تأتأة: (اسم)
    • مصدر تأتأَ
    • (العلوم اللغوية) اضطراب في إيقاع الكلام، وتتجلّى إمّا في احتباس الكلام أو تكرار بعض الأصوات
  2. التَّأْتَأَةُ : (اسم)
    • صوت الإنسان اذا تردد بحرف التاء
  3. تأتأَ : (فعل)
    • تأتأَ ، يتأتئ ، تأتأةً ، فهو مُتأتِئ
    • تأتأ الشَّخصُ: ردَّد التَّاءَ عند التّكلُّم لِعَيْبٍ في نطقه يعاني الطفل من التأتأة
    • تأتأ الصَّبيُّ: مشى
    • تَأْتَأَ :تبخْتَر شجاعةً أَو كِبْرًا
  4. مُتأتِئ: (اسم)
    • مُتأتِئ : فاعل من تأتأَ


  5. لُتات : (اسم)
    • اللُّتَاتُ : ما فُتَّ من قشور الشجر
    • اللُّتَاتُ :ما لُتّ به من سمن ودُهن وغيرِهما
  6. فُتات : (اسم)
    • الفُتَاتُ من الشيءِ: ما تكسَّرَ منهُ وتَساقَطَ
    • فُتَاتُ الْمَائِدَةِ : فَضَلاَتُ الطَّعَامِ
    • جمع فُتاتة
    • (البيئة والجيولوجيا) ما يترسَّب من مادّة سائبة نتجت عن تفتُّت الصخور
    • (الأحياء) ما يتبقّى من الكائنات التي تموت وتسقط في قاع النَّهر أو البحر وتختلط بالرَّمل أو الحصباء أو الطين
  7. لَتَأَ : (فعل)
    • لَتَأَ لَتْأً
    • لَتَأَهُ في صدره : دفعه
    • لَتَأَهُ فلانًا بسهم أَو حجر: رماه به
    • لَتَأَهُ الشيءَ بعينه: حدّد إِليه النظر
    • لَتَأَهُ الشيءَ: نَقَصَه
,
  1. تأتأة
    • تأتأة :-
      1 - مصدر تأتأَ.
      2 - (العلوم اللغوية) اضطراب في إيقاع الكلام، وتتجلّى إمّا في احتباس الكلام أو تكرار بعض الأصوات.

    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

  2. تَأْتَأَةُ
    • ـ تَأْتَأَةُ: حكايَةُ الصَّوْتِ، وتَرَدُّدُ التَّأْتاءِ في التَّاءِ، ودُعاءُ التَّيْسِ لِلسِّفَادِ كالتَّأْتَاءِ، وهي أيضاً مَشْيُ الطِفْلِ، والتَّبَخْتُرُ في الحَرْبِ.



    المعجم: القاموس المحيط

  3. تأتأ
    • "تَأْتَأَ التَّيْسُ عند السِّفادِ يُتَأْتِئُ تَأْتَأَةً وتِئْتاءً ليَنْزُوَ ويُقْبِلَ.
      ورجُل تَأْتاءٌ، على فَعْلالٍ، وفيه تَأْتَأَةٌ: يَتردَّدُ في التاء إِذا تَكلَّمَ.
      والتَّأْتَأَةُ: حكاية الصوت.
      والتَأْتاءُ: مَشْيُ الصبيِّ الصغير؛ والتَأْتاءُ: التَّبَخْتُر في الحَرب شجاعةً؛ والتَّأْتاء.
      (* قوله «والتأتاء مشي الصبي إِلى آخر الجمل الثلاث» هو الذي في النسخ بأيدينا وتهذيب الأزهري وتكملة الصاغاني ووقع في القاموس التأتأة.
      دُعاء الحِطّانِ إِلى العَسْبِ، والحِطّانُ التَّيْسُ، وهو الثَّأْثاء أَيضاً بالثاء.
      "

    المعجم: لسان العرب

  4. تأتأَ
    • تأتأَ ، يتأتئ ، تأتأةً ، فهو مُتأتِئ :-
      • تأتأ الشَّخصُ ردَّد التَّاءَ عند التّكلُّم لِعَيْبٍ في نطقه :-يعاني الطفل من التأتأة.
      • تأتأ الصَّبيُّ: مشى.

    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

  5. تأتأ
    • تأتأ - تأتأة وتأتاء
      1- تأتأ : كرر حرف «التاء» في كلامه، تلعثم. 2- تأتأ الولد : مشى. 3- تأتأ : تبختر شجاعة أو تكبرا.

    المعجم: الرائد

  6. لتت
    • "لَتَّ السَّوِيقَ والأَقِطَ ونحوَهما، يَلُتُّه لَتًّا: جَدَحَه،وقيل: بَسَّه بالماء ونحوه: أَنشد ابن الأَعرابي: سَفَّ العَجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا واللُّتَاتُ: ما لُتَّ به.
      الليث: اللَّتُّ بَلُّ السَّوِيق، والبَسُّ أَشَدُّ منه.
      يقال: لَتَّ السَّوِيقَ أَي بَلَّه، ولَتَّ الشيءَ يلُتُّهُ إِذا شَدَّه وأَوثَقَه؛ وقد لُتَّ فلاَنٌ بفلانٍ إِذا لُزَّ به وقُرِنَ معه.
      واللاَّتُّ، فيما زَعَمَ قومٌ من أَهل اللغة: صخرة كان عندها رجلٌ يَلُتُّ السَّويقَ للحاجِّ، فلما مات، عُبِدَتْ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري ما صحة ذلك، وسيأْتي ذِكْرُ اللاَّتِ، بالتخفيف، في موضعه.
      الليث: اللَّتُّ الفِعْلُ من اللُّتاتِ، وكلُّ شيء يُلَتُّ به سَوِيقٌ أَو غيره، نحو السَّمْن ودُهْنِ الأَلْيَةِ.
      وفي حديث مجاهدٍ في قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُم اللاَّتَّ والعُزَّى؟، قال: كان رجلٌ يَلُتُّ السويقَ لهم، وقرأَ: أَفرأَيتم اللاَّتَّ والعُزَّى؟ بالتشديد.
      قال الفراء: والقراءة اللاَّتَ، بتخفيف التاء، قال: وأَصلُه اللاتَّ، بالتشديد، لأَن الصنم إِنما سمي باسم اللاَّتِّ الذي كان يَلُتُّ عند هذه الأَصنام لها السويقَ أَي يَخْلِطُه، فخفف وجعل اسماً للصنم؛ قال ابن الأَثير: وذكر أَن التاء في الأَصل مخففة للتأْنيث، وليس هذا بابها.
      وكان الكسائي يقف على اللاَّه، بالهاءِ.
      قال أَبو إِسحق: وهذا قياسٌ، والأَجْوَدُ اتِّباعُ المصحف، والوقوف عليها بالتاء.
      قال أَبو منصور: وقول الكسائي يوقف عليها بالهاء يدل على أَنه لم يجعلها من اللَّتِّ، وكان المشركون الذين عبدوها عارَضُوا باسمها اسم الله، تعالى اللهُ عُلُوًّا كبيراً عن إِفكهم ومُعارضتهم وإِلْحادهم في اسمه العظيم.
      واللُّتَاتُ: ما فُتَّ من قُشور الخَشَب.
      ابن الأَعرابي: اللَّتُّ الفَتّ؛ قال امرؤ القيس يصف الحُمُر: تَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بسُمْرٍ رَزينةٍ مَوارِنَ، لا كُزْمٍ ولا مَعِرات؟

      ‏قال: تَلُتُّ أَي تَدُقُّ.
      والسبُّمْرُ: الحَوافِرُ.
      والكُزْمُ: القِصارُ؛ وقال هِمْيانُ في اللَّتِّ، بمعنى الدَّقِّ: حَطْماً على الأَنْفِ ووَسْماً عَلْبا،وبالعَصَا لَتّاً، وخَنْقاً سَأْب؟

      ‏قال أَبو منصور: وهذا حرف صحيح.
      ورُوِي عن الشافعي، رضي الله عنه، أَن؟

      ‏قال في باب التيمم: ولا يجوز التيمم بلُتَاتِ الشجر، وهو ما فُتَّ من قِشْره اليابس الأَعْلى؛ قال الأَزهري: لا أَدري لُتاتٌ أَم لِتاتٌ.
      وفي الحديث: ما أَبْقَى مني إِلا لُتاتاً؛ اللُّتاتُ: ما فُتَّ من قُشُور الشجر،كأَنه، قال: ما أَبْقَى مني المرضُ إِلا جِلْداً يابساً كقِشْرَةِ الشجرة.
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. التَّأْتَأَةُ
    • صوت الإنسان اذا تردد بحرف التاء

    المعجم: معجم الاصوات

,
  1. بَيْحانُ
    • ـ بَيْحانُ : اسمُ رجُلٍ أبي قبيلةٍ ، ومنه : الإِبِلُ البَيْحانِيَّةُ ، والذي يَبوحُ بِسِرِّه .
      ـ تَبْييحُ اللحمِ : تَقْطيعُهُ وتَقْسيمُهُ .
      ـ بَيَّحَ به : أشْعَرَهُ سِرَّاً .
      ـ بَيَّاحَةُ : شَبَكَةُ الحُوتِ .

    المعجم: القاموس المحيط



  2. تَتَهْتَهَ
    • تَتَهْتَهَ : تهته .

    المعجم: المعجم الوسيط

  3. بيش
    • بيش - تبييشا
      1 - بيش الله وجهه : حسنه

    المعجم: الرائد

  4. بَيض
    • بيض - تبييضا
      1 - بيض الشيء : جعلهابيض . 2 - بيض : لبس ثوبا أبيض . 3 - بيضت العين : فقدت بصرها . 4 - بيض الجدار : جصصه ، طلاه بالجص . 5 - بيض النحاس : طلاه بالقصدير . 6 - بيض الكتاب أو المقال : أعاد كتابته منقحا مصححا نقلا عن مسودته .

    المعجم: الرائد

  5. بيَّضَ


    • بيَّضَ يبيِّض ، تَبْيِيضًا ، فهو مُبَيِّض ، والمفعول مُبَيَّض :-
      بيَّض الشَّيءَ جعله أبيضَ بلون الثلج ، ضدّ سوّده
      بيَّض اللهُ صفحتَه / بيَّض اللهُ قلبه : جعله طاهرًا نقيًّا من العيوب ، - بيَّض عرض أحد : برّأه من العيوب .
      بيَّض الجدارَ : جصّصه ، طلاه .
      بيَّض النُّحاسَ : طلاه بالقصدير حتّى صار أبيض .
      بيَّض الرِّسالةَ ونحوها : نقّحها ؛ أعاد كتابتها مصحّحَةً :- مُبَيَّضَة الكتاب .
      بيَّض النَّجاحُ وجهَه : كساه إشراقًا وبشرًا :- بيّض الله وجهه .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  6. بيَّنَ
    • بيَّنَ يبيِّن ، تَبْيينًا وتِبيانًا ، فهو مُبيِّن ، والمفعول مُبَيَّن ( للمتعدِّي ) :-
      بيَّن الشَّجرُ ظهر ورقُه أو ثمرُه .
      بيَّن الأمرَ : أوضحه وكشَفه وأظهره وعرّفه :- بيَّن القائد أهمَّ أسباب الخلل في الجيش ، - { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } - { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ } - { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ } .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  7. بيي
    • " حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ ، قيل : حَيَّاكَ مَلَّكَكَ ، وقيل : أَبقاكَ ، ويقال : اعْتَمدك بالمُلْك ، وقيل : أَصْلَحك ، وقيل : قَرَّبَكَ ؛ الأَخيرة حكاها الأَصمعي عن الأَحمر .
      وقال أَبو مالك أَيضاً : بَيَّاكَ قَرَّبَك ؛

      وأَنشد : ‏ بَيَّا لهم ، إذ نزلوا ، الطَّعامَا الكِبْدَ والمَلْحاءَ والسَّنامَا وقال الأَصمعي : معنى حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ أَي أَضحكك .
      وفي الحديث عن آدم ، عليه السلام : أَنه اسْتَحْرَمَ بعد قَتْلِ ابنه مائةَ سنة فلم يضحك حتى جاءه جبريل ، عليه السلام ، فقال : حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ فقال : وما بَيَّاكَ ؟ قيل : أَضْحكَك ؛ رواه بإسناد له عن سعيد بن جبير ، وقيل : عجَّلَ لكَ ما تُحِبُّ ، قال أَبو عبيدة : بعض الناس يقول إنه إتباع ، قال : وهو عندي على ما جاء تفسيره في الحديث أَنه ليس بإتباع ، وذلك أَن الإتباع لا يكاد يكون بالواو ، وهذا بالواو ، وكذلك قول العباس في زمزم : إني لا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وهي لشاربٍ حِلُّ وبِلٌّ .
      وقال الأَحمر : بَيَّاكَ اللهُ معناه بَوَّأَك منزلاً ، إلاَّ أَنها لما جاءت مع حَيَّاكَ تركت همزتها وحُوِّلَتْ واوها ياء أَي أَسكنك منزلاً في الجنة وهَيَّأَكَ له .
      قال سلمة بن عاصم : حَكَيْتُ للفراء قولَ خَلَفٍ فقال : ما أَحسنَ ما ، قال وقيل : يقال بَيَّاكَ لازدواج الكلام .
      وقال ابن الأَعرابي : بَيَّاكَ قَصَدَكَ واعتَمَدَك بالمُلْكِ والتحية ، من تَبَيَّيْتُ الشيءَ : تَعَمَّدْتُه ؛ وأَنشد : لَمَّا تَبَيَّيْنا أَخا تَمِيمِ ، أَعْطى عَطاءَ اللَّحِزِ اللَّئيم ؟

      ‏ قال : وهذه الأَبيات تحتمل الوجهين معاً ؛ وقال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ : باتَتْ تَبَيَّا حَوْضَها عُكُوفا مِثْلَ الصُّفُوفِ لاقَتِ الصُّفُوفَا ، وأَنْتِ لا تُغْنِينَ عَنِّي فُوفا أَي تعتمد حَوْضَها ؛ وقال آخر : وعَسْعَسٌ ، نِعْمَ الفَتى ، تَبَيَّاهْ مِنَّا يَزيدٌ وأَبو مُحَيَّاه ؟

      ‏ قال ابن الأَثير : أَبو مُحَيَّاةٍ كنية رجل ، واسمه يحيى بن يعلى .
      وقيل : بَيَّك جاءَ بكَ .
      وهو هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّانُ بنُ بَيَّانَ أَي لا يعرف أَصله ولا فصله ، وفي الصحاح : إذا لم يعرف هو ولا أَبوه ؛ قال ابن بري : ومنه قول الشاعر يصف حرباً مهلكة : فأَقْعَصَتْهُم وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ ، وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ بنَ بَيَّانِ الجوهري : ويقال ما أَدري أَيّ هَيِّ بنِ بَيٍّ هُوَ أَي أَيُّ الناس هو .
      ابن الأَعرابي : البَيُّ الخسيس من الرجال ، وكذلك ابن بَيّان وابن هَيّان ، كله الخسيس من الناس ونحو ذلك .
      قال الليث : هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّان بن بَيّانَ .
      ويقال : إنَّ هَيَّ بنَ بَيٍّ من ولد آدم ذهب في الأَرض لمَّا تفرق سائر ولد آدم فلم يُحَسَّ منه عَين ولا أَثر وفقد .
      ويقال : بَيَّنْتُ الشيء وبَيَّيْتُه إذا أَوضحته .
      والتَّبْييُ : التبيين من قرب .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. بيض
    • " البياض : ضد السواد ، يكون ذلك في الحيوان والنبات وغير ذلك مما يقبله غيره .
      البَيَاضُ : لون الأَبْيَض ، وقد ، قالوا بياض وبَياضة كما ، قالوا مَنْزِل ومَنْزِلة ، وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً ، وجمع الأَبْيَضِ بِيضٌ ، وأَصله بُيْضٌ ، بضم الباء ، وإِنما أَبدلوا من الضمة كَسْرَةً لتصحَّ الياء ، وقد أَباضَ وابْيَضَّ ؛ فأَما قوله : إِن شَكْلي وإِن شكْلَكِ شَتَّى ، فالْزمي الخُصَّ واخْفِضِي تَبْيَضِضِّي فإِنه أَرادَ تَبْيَضِّي فزاد ضاداً أُخرى ضرورة لإِقامة الوزن ؛ قال ابن بري : وقد قيل إِنما يجيء هذا في الشعر كقول الآخر : لقد خَشِيتُ أَن أَرَى جَدْبَباَّ أَراد جَدْباً فضاعف الباء .
      قال ابن سيده : فأَما ما حكى سيبويه من أَن بعضهم ، قال : أَعْطِني أَبْيَضّه يريد أَبْيَضَ وأَلحق الهاء كما أَلحقها في هُنّه وهو يريد هُنَّ فإِنه ثقل الضاد فلولا أَنه زاد ضاداً (* قوله « فلولا أنه زاد ضاداً إلخ » هكذا في الأصل بدون ذكر جواب لولا .) على الضاد التي هي حرف الإِعراب ، فحرفُ الإِعراب إِذاً الضادُ الأُولى والثانية هي الزائدة ، وليست بحرف الإِعراب الموجود في أَبْيَضَ ، فلذلك لحقته بَيانَ الحركة (* قوله « عرقا أبيضه »، قال الصاغاني : هكذا وقع في الصحاح بالالف والصواب عرقي بالنصب ، وقوله وأبضه هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح بضمتين وضبطه بعضهم بكسرتين ، أفاده شارح القاموس .) والأَبيضان : الشحمُ والشَّباب ، وقيل : الخُبْز والماء ، وقيل : الماء واللبنُ ؛ قال هذيل الأَشجعي من شعراء الحجازيين : ولكنّما يَمْضِي ليَ الحَوْلُ كاملاً ، وما ليَ إِلاَّ الأَبْيَضَيْنِ شَرابُ من الماءِ أو من دَرِّ وَجْناءَ ثَرّةٍ ، لها حالبٌ لا يَشْتَكي وحِلابُ ومنه قولهم : بَيَّضْت السِّقاءَ والإِناء أَي ملأْته من الماء أَو اللبن .
      ابن الأَعرابي : ذهَبَ أَبْيَضاه شحْمُه وشبابُه ، وكذلك ، قال أَبو زيد ، وقال أَبو عبيد : الأَبْيَضانِ الشحمُ واللبن .
      وفي حديث سعد : أَنه سُئِل عن السُّلْت بالبَيْضاءِ فكَرِهَه ؛ البَيْضاء الحِنْطة وهي السَّمْراء أَيضاً ، وقد تكرر ذكرها في البيع والزكاة وغيرهما ، وإِنما كَرِه ذلك لأَنهما عنده جنسٌ واحد ، وخالفه غيره .
      وما رأَيته مُذْ أَبْيضانِ ، يعني يومين أَو شهرين ، وذلك لبياض الأَيام .
      وبَياضُ الكبدِ والقلبِ والظفرِ : ما أَحاط به ، وقيل : بَياضُ القلب من الفرس ما أَطافَ بالعِرْق من أَعلى القلب ، وبياض البطن بَنات اللبنِ وشحْم الكُلى ونحو ذلك ، سمَّوْها بالعَرَض ؛ كأَنهم أَرادوا ذات البياض .
      والمُبَيِّضةُ ، أَصحابُ البياض كقولك المُسَوِّدةُ والمُحَمِّرةُ لأَصحاب السواد والحمرة .
      وكَتِيبةٌ بَيْضاء : عليها بَياضُ الحديد .
      والبَيْضاء : الشمسُ لبياضها ؛ قال الشاعر : وبَيْضاء لم تَطْبَعْ ، ولم تَدْرِ ما الخَنا ، تَرَى أَعيُنَ الفِتْيانِ من دونها خُزْرا والبَيْضاء : القِدْرُ ؛ قال ذلك أَبو عمرو .
      قال : ويقال للقِدْر أَيضاً أُمُّ بَيْضاء ؛

      وأَنشد : وإِذْ ما يُرِيحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ ، يَنُوسُ عليها رَحْلُها ما يُحَوَّلُ فقلتُ لها : يا أُمَّ بَيْضاءَ ، فِتْيةٌ يَعُودُك منهم مُرْمِلون وعُيَّل ؟

      ‏ قال الكسائي : ما في معنى الذي في إِذ ما يُرِيح ، قال : وصرماءُ خبر الذي .
      والبِيضُ : ليلةُ ثلاثَ عَشْرةَ وأَرْبَعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرة .
      وفي الحديث : كان يأْمُرُنا أَن نصُومَ الأَيامَ البِيضَ ، وهي الثالثَ عشَرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ ، سميت ليالِيها بِيضاً لأَن القمر يطلُع فيها من أَولها إِلى آخرها .
      قال ابن بري : وأَكثر ما تجيء الرواية الأَيام البِيض ، والصواب أَن يقال أَيامَ البِيضِ بالإِضافة لأَن البِيضَ من صفة الليالي .
      وكلَّمتُه فما ردَّ عليَّ سَوْداءَ ولا بَيْضاءَ أَي كِلمةً قبيحة ولا حسنة ، على المثل .
      وكلام أَبْيَضُ : مشروح ، على المثل أَيضاً .
      ويقال : أَتاني كلُّ أَسْودَ منهم وأَحمر ، ولا يقال أَبْيَض .
      الفراء : العرب لا تقول حَمِر ولا بَيِض ولا صَفِر ، قال : وليس ذلك بشيء إِنما يُنْظَر في هذا إِلى ما سمع عن العرب .
      يقال : ابْيَضّ وابْياضَّ واحْمَرَّ واحْمارَّ ، قال : والعرب تقول فلانة مُسْوِدة ومُبيِضةٌ إِذا ولدت البِيضانَ والسُّودانَ ، قال : وأَكثر ما يقولون مُوضِحة إِذا وَلَدَت البِيضانَ ، قال : ولُعْبة لهم يقولون أَبِيضي حَبالاً وأَسيدي حَبالاً ، قال : ولا يقال ما أَبْيَضَ فلاناً وما أَحْمَر فلاناً من البياض والحمرة ؛ وقد جاء ذلك نادراً في شعرهم كقول طرفة : أَمّا الملوكُ فأَنْتَ اليومَ ألأَمُهم لُؤْماً ، وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ ابن السكيت : يقال للأَسْودَ أَبو البَيْضاء ، وللأبْيَض أَبو الجَوْن ، واليد البَيْضاء : الحُجّة المُبَرْهنة ، وهي أَيضاً اليد التي لا تُمَنُّ والتي عن غير سؤال وذلك لشرفها في أَنواع الحِجاج والعطاء .
      وأَرض بَيْضاءُ : مَلْساء لا نبات فيها كأَن النبات كان يُسَوِّدُها ، وقيل : هي التي لم تُوطَأْ ، وكذلك البِيضَةُ .
      وبَيَاضُ الأَرض : ما لا عمارة فيه .
      وبَياضُ الجلد : ما لا شعر عليه .
      التهذيب : إِذا ، قالت العرب فلان أَبْيَضُ وفلانة بَيْضاء فالمعنى نَقاء العِرْض من الدنَس والعيوب ؛ ومن ذلك قول زهير يمدح رجلاً .
      أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض يُفَكِّك عن أَيدي العُناةِ وعن أَعْناقِها الرِّبَقا وقال : أُمُّك بَيْضاءُ من قُضاعةَ في البيت الذي تَسْتَظلُّ في ظُنُبِه ؟

      ‏ قال : وهذا كثير في شعرهم لا يريدون به بَياضَ اللون ولكنهم يريدون المدح بالكرم ونَقاءِ العرْض من العيوب ، وإِذا ، قالوا : فلان أَبْيَض الوجه وفلانة بَيْضاءُ الوجه أَرادوا نقاءَ اللون من الكَلَفِ والسوادِ الشائن .
      ابن الأَعرابي : والبيضاءُ حبالة الصائد ؛

      وأَنشد : وبيضاء مِنْ مالِ الفتى إِن أَراحَها أَفادَ ، وإِلا ماله مال مُقْتِر يقول : إِن نَشِب فيها عَيرٌ فجرّها بقي صاحبُها مُقْتِراً .
      والبَيْضة : واحدة البَيْض من الحديد وبَيْضِ الطائر جميعاً ، وبَيْضةُ الحديد معروفة والبَيْضة معروفة ، والجمع بَيْض .
      وفي التنزيل العزيز : كأَنَّهُنّ بَيْضٌ مَكْنُون ، ويجمع البَيْض على بُيوضٍ ؛ قال : على قَفْرةٍ طارَت فِراخاً بُيوضُها أَي صارت أَو كانت ؛ قال ابن سيده : فأَما قول الشاعر (* قوله « فأما قول الشاعر » عبارة القاموس وشرحه : والبيضة واحدة بيض الطير الجمع بيوض وبيضات ، قال الصاغاني : ولا تحرك الياء من بيضات إلا في ضرورة الشعر ، قال : أخو بيضات إلخ .
      أَبو بَيَضاتٍ رائحٌ مُتأَوِّب ، رَفيق بمَسْحِ المَنْكِبَينِ سَبُوحُ فشاذ لا يعقد عليه باب لأَن مثل هذا لا يحرك ثانيه .
      وباضَ الطائرُ والنعامة بَيْضاً : أَلْقَتْ بَيْضَها .
      ودجاجة بَيّاضةٌ وبَيُوضٌ : كثيرة البَيْضِ ، والجمع بُيُضٌ فيمن ، قال رُسُل مثل حُيُد جمع حَيُود ، وهي التي تَحِيد عنك ، وبِيضٌ فيمن ، قال رُسْل ، كسَرُوا الباء لِتَسْلم الياء ولا تنقلب ، وقد ، قال بُّوضٌ أَبو منصور .
      يقال : دجاجة بائض بغير هاء لأَن الدِّيكَ لا يَبِيض ، وباضَت الطائرةُ ، فهي بائضٌ .
      ورجل بَيّاضٌ : يَبِيع البَيْضَ ، وديك بائِضٌ كما يقال والدٌ ، وكذلك الغُراب ؛

      قال : بحيث يَعْتَشّ الغُرابُ البائض ؟

      ‏ قال ابن سيده : وهو عندي على النسب .
      والبَيْضة : من السلاح ، سميت بذلك لأَنها على شكل بَيْضة النعام .
      وابْتاضَ الرجل : لَبِسَ البَيْضةَ .
      وفي الحديث : لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِقُ البَيْضةَ فتُقْطَعُ يدُه ، يعني الخُوذةَ ؛ قال ابن قتيبة : الوجه في الحديث أَن اللّه لما أَنزل : والسارقُ والسارقةُ فاقْطَعُوا أَيْدِيَهما ، قال النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم : لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِق البَيْضة فتُقْطَع يدُه على ظاهر ما نزل عليه ، يعني بَيْضةَ الدجاجة ونحوها ، ثم أَعلمه اللّه بَعْدُ أَن القطع لا يكون إِلا في رُبْع دِينار فما فوقه ، وأَنكر تأْويلها بالخُوذةِ لأَن هذا ‏ ليس ‏ موضع تَكثيرٍ لما يأْخذه السارق ، إِنما هو موضع تقليل فإِنه لا يقال : قبَّح اللّه فلاناً عرَّض نفسه للضرب في عِقْد جَوْهر ، إِنما يقال : لَعَنه اللّه تعرَّض لقطع يده في خَلَقٍ رَثٍّ أَو في كُبّةِ شعَرٍ .
      وفي الحديث : أُعْطِيتُ الكَنْزَينِ الأَحمرَ والأَبيضَ ، فالأَحمرُ مُلْكُ الشام ، والأَبْيَضُ مُلْكُ فارس ، وإِنما يقال لفارس الأَبْيَض لبياض أَلوانهم ولأَن الغالب على أَموالهم الفضة ، كما أَن الغالب على أَلوان أَهل الشام الحمرة وعلى أَموالهم الذهب ؛ ومنه حديث ظبيان وذكر حِمْير ، قال : وكانت لهم البَيْضاءُ والسَّوْداءُ وفارِسُ الحَمْراءُ والجِزْيةُ الصفراء ، أَراد بالبيضاء الخرابَ من الأَرض لأَنه يكون أَبْيَضَ لا غَرْسَ فيه ولا زَرْعَ ، وأَراد بالسَّوْداء العامِرَ منها لاخْضِرارِها بالشجر والزرع ، وأَرادَ بفارِسَ الحَمْراء تَحَكُّمَهم عليه ، وبالجزية الصفراء الذهبَ كانوا يَجْبُون الخَراجَ ذَهَباً .
      وفي الحديث : لا تقومُ الساعةُ حتى يظهر الموتُ الأَبْيَضُ والأَحْمَرُ ؛ الأَبْيَضُ ما يأْتي فَجْأَةً ولم يكن قبله مرض يُغيِّر لونه ، والأَحْمرُ الموتُ بالقَتْل لأَجل الدم .
      والبَيْضةُ : عِنَبٌ بالطائف أَبيض عظيم الحبّ .
      وبَيْضةُ الخِدْر : الجاريةُ لأَنها في خِدْرها مكنونة .
      والبَيْضةُ : بَيْضةُ الخُصْية .
      وبَيْضةُ العُقْر مَثَلٌ يضرب وذلك أَن تُغْصَبَ الجارية نَفْسها فتُقْتَضّ فتُجَرَّب ببَيْضةٍ ، وتسمى تلك البَيْضةُ بَيْضةَ العُقْرِ .
      قال أَبو منصور : وقيل بَُْضةُ العُقْرِ بَيْضَة يَبِيضُها الديك مرة واحدة ثم لا يعود ، يضْرب مثلاً لمن يصنع الصَّنِيعة ثم لا يعود لها .
      وبَيْضة البلَدِ : تَرِيكة النعامة .
      وبَيْضةُ البلد : السَّيِّدُ ؛ عن ابن الأَعرابي ، وقد يُذَمُّ ببَيْضة البلد ؛

      وأَنشد ثعلب في الذم للراعي يهجو ابن الرِّقاعِ العاملي : لو كُنتَ من أَحَدٍ يُهْجى هَجَوْتُكمُ ، يا ابن الرِّقاعِ ، ولكن لستَ من أَحَدِ تَأْبى قُضاعةُ لم تَعْرِفْ لكم نَسَباً وابْنا نِزارٍ ، فأَنْتُمْ بَيْضةُ البَلَدِ أَرادَ أَنه لا نسب له ولا عشيرة تَحْمِيه ؛ قال : وسئل ابن الأَعرابي عن ذلك فقال : إِذا مُدِحَ بها فهي التي فيها الفَرْخ لأَن الظَّلِيم حينئذ يَصُونُها ، وإِذا ذُمَّ بها فهي التي قد خرج الفَرْخُ منها ورَمى بها الظليمُ فداسَها الناسُ والإِبلُ .
      وقولهم : هو أَذَلُّ من بَيْضةِ البَلَدِ أَي من بَيْضَةِ النعام التي يتركها ؛

      وأَنشد كراع للمتلمس في موضع الذم وذكره أَبو حاتم في كتاب الأَضداد ، وقال ابن بري الشعر لِصِنَّان بن عبَّاد اليشكري وهو : لَمَّا رأَى شمطٌ حَوْضِي له تَرَعٌ على الحِياضِ ، أَتاني غيرَ ذي لَدَدِ لو كان حَوْضَ حِمَارٍ ما شَرِبْت به ، إِلاّ بإِذْنِ حِمارٍ آخرَ الأَبَدِ لكنَّه حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِه رَيْبُ المَنُونِ ، فأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ أَي أَمسى ذليلاً كهذه البَيْضة التي فارَقَها الفرخُ فرَمَى بها الظليم فدِيسَت فلا أَذَل منها .
      قال ابن بري : حِمَار في البيت اسم رجل وهو علقمة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن ثعلبة ، وشمطٌ هو شمط ابن قيس بن عمرو بن ثعلبة اليشكري ، وكان أَوْرَدَ إِبِلَه حَوْضَ صِنَّان بن عبَّاد قائل هذا الشعر فغضب لذلك ، وقال المرزوقي : حمار أَخوه وكان في حياته يتعزَّزُ به ؛ ومثله قول الآخر يهجو حسان بن ثابت وفي التهذيب انه لحسان : أَرى الجَلابِيبَ قد عَزُّوا ، وقد كَثُروا ، وابنُ الفُرَيْعةِ أَمْسَى بَيْضةَ البَلَد ؟

      ‏ قال أَبو منصور : هذا مدح .
      وابن فُرَيْعة : أَبوه (* قوله « وابن فريعة أبوه » كذا بالأصل وفي القاموس في مادة فرع ما نصه : وحسان بن ثابت يعرف بابن الفريعة كجهينة وهي أُمه .).
      وأَراد بالجلابيب سَفِلة الناس وغَثْراءَهم ؛ قال أَبو منصور : وليس ما ، قاله أَبو حاتم بجيد ، ومعنى قول حسان أَن سَفِلة الناس عزُّوا وكثروا بعد ذِلَّتِهِم وقلتهم ، وابن فُرَيعة الذي كان ذا ثَرْوَةٍ وثَراءٍ قد أُخِّرَ عن قديمِ شَرَفِه وسُودَدِه ، واسْتُبِدَّ بالأَمر دونه فهو بمنزلة بَيْضة البلد التي تَبِيضُها النعامة ثم تتركها بالفلاة فلا تَحْضُنها ، فتبقى تَرِكةً بالفلاة .
      وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس : العرب تقول للرجل الكريم : هو بَيْضة البلد يمدحونه ، ويقولون للآخر : هو بَيْضة البلد يذُمُّونه ، قال : فالممدوحُ يراد به البَيْضة التي تَصُونها النعامة وتُوَقِّيها الأَذَى لأَن فيها فَرْخَها فالممدوح من ههنا ، فإِذا انْفَلَقت عن فَرْخِها رمى بها الظليمُ فتقع في البلد القَفْر فمن ههنا ذمّ الآخر .
      قال أَبو بكر في قولهم فلان بَيْضةُ البلد : هو من الأَضداد يكون مدحاً ويكون ذمّاً ، فإِذا مُدِح الرجل فقيل هو بَيْضةُ البلد أُرِيدَ به واحدُ البلد الذي يُجْتَمع إِليه ويُقْبَل قولُه ، وقيل فَرْدٌ ليس أَحد مثله في شرفه ؛

      وأَنشد أَبو العباس لامرأَة من بني عامر بن لُؤَيّ ترثي عمرو بن عبد وُدٍّ وتذكر قتل عليّ إِيَّاه : لو كان قاتِلُ عَمرو غيرَ قاتله ، بَكَيْتُه ، ما أَقام الرُّوحُ في جَسَدي لكنَّ قاتلَه مَنْ لا يُعابُ به ، وكان يُدعَى قديماً بَيْضَةَ البَلَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ ، شُقِّي الجَيْبَ مُعْوِلَةً على أَبيكِ ، فقد أَوْدَى إِلى الأَبَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ ، بَكِّيهِ ولا تَسِمِي بُكَاءَ مُعْوِلَةٍ حَرَّى على ولد بَيْضةُ البلد : عليُّ بن أَبي طالب ، سلام اللّه عليه ، أَي أَنه فَرْدٌ ليس مثله في الشرف كالبَيْضةِ التي هي تَرِيكةٌ وحدها ليس معها غيرُها ؛ وإِذا ذُمَّ الرجلُ فقيل هو بَيْضةُ البلدِ أَرادوا هو منفرد لا ناصر له بمنزلة بَيْضَةٍ قام عنها الظَّليمُ وتركها لا خير فيها ولا منفعة ؛ قالت امرأَة تَرْثي بَنِينَ لها : لَهْفِي عليهم لَقَدْ أَصْبَحْتُ بَعْدَهُمُ كثيرَة الهَمِّ والأَحزان والكَمَدِ قد كُنْتُ قبل مَناياهُمْ بمَغبَطَةٍ ، فصِرْتُ مُفْرَدَةً كبَيْضَةِ البلدِ وبَيْضَةُ السَّنام : شَحْمَته .
      وبَيْضَةُ الجَنِين : أَصله ، وكلاهما على المثل .
      وبَيْضَة القوم : وسَطُهم .
      وبَيْضة القوم : ساحتهم ؛ وقال لَقِيطٌ الإِيادِي : يا قَوْمِ ، بَيْضتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها ، إِنِّي أَخاف عليها الأَزْلَم الجَذَعا يقول : احفظوا عُقْر داركم .
      والأَزْلَم الجَذَع : الدهر لأَنه لا يهرم أَبداً .
      ويقال منه : بِيضَ الحيُّ أُصِيبَت بَيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم ، وبِضْناهم وابْتَضْناهم : فعلنا بهم ذلك .
      وبَيْضَةُ الدار : وسطها ومعظمها .
      وبَيْضَةُ الإِسلام : جماعتهم .
      وبَيْضَةُ القوم : أَصلهم .
      والبَيْضَةُ : أَصل القوم ومُجْتَمعُهم .
      يقال : أَتاهم العدو في بَيْضَتِهِمْ .
      وقوله في الحديث : ولا تُسَلِّطْ عليهم عَدُوّاً من غيرهم فيستبيح بَيْضَتَهم ؛ يريد جماعتهم وأَصلهم أَي مُجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم ، أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم ، قيل : أَراد إِذا أُهْلِكَ أَصلُ البَيْضة كان هلاك كل ما فيها من طُعْمٍ أَو فَرْخ ، وإِذا لم يُهْلَكْ أَصلُ البَيْضة ربما سلم بعضُ فِراخها ، وقيل : أَراد بالبَيْضَة الخُوذَةَ فكأَنه شَبَّه مكان اجتماعهم والتِئامهم ببَيْضَة الحَدِيدِ ؛ ومنه حديث الحديبية : ثم جئتَ بهم لبَيْضَتِك تَفُضُّها أَي أَصْلك وعشيرتك .
      وبَيْضَةُ كل شيء حَوْزَتُه .
      وباضُوهُمْ وابْتاضُوهُمْ : استأْصلوهم .
      ويقال : ابْتِيضَ القومُ إِذا أُبِيحَتْ بَيْضَتُهم ، وابْتاضُوهم أَي استأْصلوهم .
      وقد ابْتِيضَ القوم إِذا اُخِذَتْ بَيْضَتُهم عَنْوَةً .
      أَبو زيد : يقال لوسط الدار بَيْضةٌ ولجماعة المسلمين بَيْضَةٌ ولوَرَمٍ في ركبة الدابة بَيْضَة .
      والبَيْضُ : وَرَمٌ يكون في يد الفرس مثل النُّفَخ والغُدَد ؛ قال الأَصمعي : هو من العيوب الهَيِّنة .
      يقال : قد باضَتْ يدُ الفرس تَبِيضُ بَيْضاً .
      وبَيْضَةُ الصَّيْف : معظمه .
      وبَيْضَة الحرّ : شدته .
      وبَيْضَة القَيْظ : شدة حَرِّه ؛ وقال الشماخ : طَوَى ظِمْأَهَا في بَيْضَة القَيْظِ ، بعدما جَرَى في عَنَانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ وباضَ الحَرُّ إِذا اشتد .
      ابن بزرج :، قال بعض العرب يكون على الماء بَيْضَاءُ القَيْظِ ، وذلك من طلوع الدَّبَران إِلى طلوع سُهَيْل .
      قال أَبو منصور : والذي سمعته يكون على الماء حَمْراءُ القَيْظِ وحِمِرُّ القيظ .
      ابن شميل : أَفْرَخَ بَيْضَةُ القوم إِذا ظهر مَكْتُومُ أَمْرِهم ، وأَفرخت البَيْضَةُ إِذا صار فيها فَرْخٌ .
      وباضَ السحابُ إِذا أَمْطَر ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي : باضَ النَّعَامُ به فنَفَّرَ أَهلَهُ ، إِلا المُقِيمَ على الدَّوا المُتأَفِّن ؟

      ‏ قال : أَراد مطراً وقع بِنَوْءِ النَّعَائم ، يقول : إِذا وقع هذا المطر هَرَبَ العُقلاء وأَقام الأَحمق .
      قال ابن بري : هذا الشاعر وصف وَادِياً أَصابه المطر فأَعْشَب ، والنَّعَامُ ههنا : النعائمُ من النجوم ، وإِنما تُمْطِرُ النَّعَائمُ في القيظ فينبت في أُصول الحَلِيِّ نبْتٌ يقال له النَّشْر ، وهو سُمٌّ إِذا أَكله المال مَوَّت ، ومعنى باضَ أَمْطَرَ ، والدَّوا بمعنى الداء ، وأَراد بالمُقِيم المقيمَ به على خَطر أَن يموت ، والمُتَأَفِّنُ : المُتَنَقِّص .
      والأَفَن : النَّقْصُ ؛ قال : هكذا فسره المُهَلَّبِيّ في باب المقصور لابن ولاَّد في باب الدال ؛ قال ابن بري : ويحتمل عندي أَن يكون الدَّوا مقصوراً من الدواء ، يقول : يَفِرُّ أَهلُ هذا الوادي إِلا المقيمَ على المُداواة المُنَقِّصة لهذا المرض الذي أَصابَ الإِبلَ من رَعْيِ النَّشْرِ .
      وباضَت البُهْمَى إِذا سَقَطَ نِصالُها .
      وباضَت الأَرض : اصفرت خُضرتُها ونَفَضتِ الثمرة وأَيبست ، وقيل : باضَت أَخْرجَتْ ما فيها من النبات ، وقد باضَ : اشتدَّ .
      وبَيَّضَ الإِناءَ والسِّقاء : مَلأَه .
      ويقال : بَيَّضْت الإِناءَ إِذا فرَّغْتَه ، وبَيَّضْته إِذا مَلأْته ، وهو من الأَضداد .
      والبَيْضاء : اسم جبل .
      وفي الحديث في صفة أَهل النار : فَخِذُ الكافر في النار مثْل البَيْضاء ؛ قيل : هو اسم جبل .
      والأَبْيَضُ : السيف ، والجمع البِيضُ .
      والمُبَيِّضةُ ، بكسر الياء : فرقة من الثَّنَوِيَّة وهم أَصحاب المُقَنَّع ، سُمُّوا بذلك لتَبْيِيضهم ثيابهم خلافاً للمُسَوِّدَة من أَصحاب الدولة العبّاسية .
      وفي الحديث : فنظرنا فإِذا برسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، وأَصحابه مُبَيِّضين ، بتشديد الياء وكسرها ، أَي لابسين ثياباً بيضاً .
      يقال : هم المُبَيِّضةُ والمُسَوِّدَة ، بالكسر ؛ ومنه حديث توبة كعب بن مالك : فرأَى رجلاً مُبَيِّضاً يزول به السرابُ ، قال ابن الأَثير : ويجوز أَن يكون مُبْيَضّاً ، بسكون الباء وتشديد الضاد ، من البياض أَيضاً .
      وبِيضَة ، بكسر الباء : اسم بلدة .
      وابن بَيْض : رجل ، وقيل : ابن بِيضٍ ، وقولهم : سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ ، قال الأَصمعي : هو رجل كان في الزمن الأَول يقال له ابن بَيْضٍ عقرَ ناقَتَه على ثَنِيَّةٍ فسد بها الطريق ومنع الناسَ مِن سلوكِها ؛ قال عمرو بن الأَسود الطهوي : سَدَدْنا كما سَدَّ ابنُ بيضٍ طَرِيقَه ، فلم يَجِدوا عند الثَّنِيَّةِ مَطْلَع ؟

      ‏ قال : ومثله قول بَسّامة بن حَزْن : كثوبِ ابن بيضٍ وقاهُمْ به ، فسَدَّ على السّالِكينَ السَّبِيلا وحمزة بن بِيضٍ : شاعر معروف ، وذكر النضر بن شميل أَنه دخل على المأْمون وذكر أَنه جَرى بينه وبينه كلام في حديث عن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، فلما فرغ من الحديث ، قال : يا نَضْرُ ، أَنْشِدْني أَخْلَبَ بيت ، قالته العرب ، فأَنشدته أَبيات حمزة بن بِيضٍ في الحكَم بن أَبي العاص : تقولُ لي ، والعُيونُ هاجِعةٌ : أَقِمْ عَلَيْنا يَوْماً ، فلم أُقِم أَيَّ الوُجوهِ انْتَجَعْتَ ؟ قلتُ لها : وأَيُّ وَجْهٍ إِلا إِلى الحَكَم متى يَقُلْ صاحِبا سُرادِقِه : هذا ابنُ بِيضٍ بالباب ، يَبْتَسِمِ رأَيت في حاشية على كتاب أَمالي ابن بري بخط الفاضل رضي الدين الشاطبي ، رحمه اللّه ، قال : حمزة بن بِيضٍ ، بكسر الباء لا غير .
      قال : وأَما قولهم سدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ فقال الميداني في أَمثاله : ويروى ابن بِيضٍ ، بكسر الباء ، قال : وأَبو محمد ، رحمه اللّه ، حمل الفتح في بائه على فتح الباء في صاحب المثَل فعطَفَه عليه .
      قال : وفي شرح أَسماء الشعراء لأَبي عمر المطرّز حمزة بن بِيض ، قال الفراء : البِيضُ جمع أَبْيَض وبَيْضاء .
      والبُيَيْضَة : اسم ماء .
      والبِيضَتانِ والبَيْضَتان ، بالكسر والفتح : موضع على طريق الشام من الكوفة ؛ قال الأَخطل : فهْوَ بها سَيِّءٌ ظَنّاً ، وليس له ، بالبَيْضَتَينِ ولا بالغَيْضِ ، مُدَّخَرُ ويروى بالبَيْضَتين .
      وذُو بِيضانَ : موضع ؛ قال مزاحم : كما صاحَ ، في أَفْنانِ ضالٍ عَشِيَّةً بأَسفلِ ذِي بِيضانَ ، جُونُ الأَخاطِبِ وأَما بيت جرير : قَعِيدَ كما اللّهَ الذي أَنْتُما له ، أَلم تَسْمَعا بالبَيْضَتَينِ المُنادِيا ؟ فقال ابن حبيب : البِيضَة ، بالكسر ، بالحَزْن لبني يربوع ، والبَيْضَة ، بالفتح ، بالصَّمّان لبني دارم .
      وقال أَبو سعيد : يقال لما بين العُذَيْب والعقَبة بَيْضة ، قال : وبعد البَيْضة البَسِيطةُ .
      وبَيْضاء بني جَذِيمة : في حدود الخطّ بالبحرين كانت لعبد القيس وفيها نخيل كثيرة وأَحْساءٌ عَذْبة وقصورٌ جَمَّة ، قال : وقد أَقَمْتُ بها مع القَرامِطة قَيْظة .
      ابن الأَعرابي : البَيْضة أَرض بالدَّوّ حفَروا بها حتى أَتتهم الريح من تحتهم فرفعتهم ولم يصِلُوا إِلى الماء .
      قال شمر : وقال غيره البَيْضة أَرض بَيْضاء لا نبات فيها ، والسَّوْدة : أَرض بها نخيل ؛ وقال رؤبة : يَنْشَقُّ عن الحَزْنُ والبَرِّيتُ ، والبِيضةُ البَيْضاء والخُبُوتُ كتبه شمر بكسر الباء ثم حكى ما ، قاله ابن الأَعرابي .
      "



    المعجم: لسان العرب

  9. بيش
    • " أَبو زيد : بيّشَ اللَّه ودجهَه وسرَّجَه ، بالجيم ، أَي حسَّنه ؛

      وأَنشد : ‏ لمّا رأَيت الأَزرقَيْنِ أَرَّشا ، لا حَسَنَ الوجْه ولا مبيَّش ؟

      ‏ قال : أَزْرقين ، ثم ، قال : لا حسن .
      والبِيْشُ ، بكسر الباء : نَبْتٌ ببلاد الهند وهو سَمٌّ .
      وبِيْش وبِيشَة : موضعان ؛ قال الشاعر : سَقَى جَدَثاً أَعْراضُ غَمْرةَ دونَه ، وبِيْشة وَسْمِيُّ الربِيعِ ووَابِلُه (* قوله « سقى جدثاً إلخ » كذا في الأَصل والصحاح ، وفي ياقوت : اعراف بدل اعراض ، وببيشة بباءين بدل وبيشة .) فأَما قوله :، قالوا : أَبانُ فبَطْنُ بِيْشَةَ غِيم ، فَلَبِيْشُ ، قَلْبُك من هواء سَقِيم فأَراد : لَبيشَةُ فَرخَّم في غير النداء اضطراراً .
      وقال القاسم بن عمر (* قوله « القاسم بن عمر » الذي في الصحاح ابن معن .
      بِئْشَة وزِئْنَة مهموزان ، وهما أَرضان .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. أفف
    • " الأُفُّ : الوَسَخُ الذي حَوْلَ الظُّفُرِ ، والتُّفُّ الذي فيه ، وقيل : الأُفُّ وسَخ الأُذن والتُّفُّ وسَخ الأَظفار ‏ .
      ‏ يقال ذلك عند اسْتِقْذارِ الشيء ثم استعمل ذلك عند كل شيء يُضْجَرُ منه ويُتَأَذَّى به ‏ .
      ‏ والأَفَفُ : الضَّجَرُ ، وقيل : الأُفُّ والأَفَف القِلة ، والتُّفُّ منسوق على أُفّ ، ومعناه كمعناه ، وسنذكره في فصل التاء ‏ .
      ‏ وأُفّ : كلمة تَضَجُّرٍ وفيها عشرة أَوجه : أُفَّ له وأُفِّ وأُفُّ وأُفّاً وأُفٍّ وأُفٌّ ، وفي التنزيل العزيز : ولا تَقُلْ لهما أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُما ، وأُفِّي مُـمالٌ وأُفَّى وأُفَّةٌ وأُفْ خفيفةً من أُفّ المشددة ، وقد جَمَعَ جمالُ الدِّين بن مالك هذه العشر لغات في بيت واحد ، وهو قوله : فأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ ، إن أَرَدْتَ ، وقُل : أُفَّى وأُفِّي وأُفْ وأُفَّةً تُصِبِ ابن جني : أَما أُفّ ونحوه من أَسماء الفِعْلِ كَهَيْهاتَ في الجَرّ فَمَحْمُولٌ على أَفعال الأَمر ، وكان الموضع في ذلك إنما هو لِصَهْ ومَهْ ورُوَيْد ونحو ذلك ، ثم حمل عليه باب أُف ونحوها من حيث كان اسماً سمي به الفعل ، وكان كل واحد من لفظ الأَمر والخبر قد يَقَعُ مَوْقِع صاحبِه صار كل واحد منهما هو صاحبه ، فكأَنْ لا خِلافَ هنالك في لفظ ولا معنًى ‏ .
      ‏ وأَفَّفَه وأَفَّفَ به :، قال له أُف ‏ .
      ‏ وتأَفَّفَ الرجلُ :، قال أُفَّةً وليس بفعل موضوع على أَفَّ عند سيبويه ، ولكنه من باب سَبَّحَ وهَلَّلَ إذا ، قال سبحان اللّه ولا إله إلا اللّه (* هنا بياض بالأصل .).. ‏ .
      ‏ إذا مَثَّلَ نَصْبَ أُفَّة وتُفّة لم يُمَثِّلْه بفعل من لفظه كما يفعل ذلك بسَقْياً ورَعْياً ونحوهما ، ولكنه مثَّله بقوله (* هنا بياض بالأصل .).. ‏ .
      ‏ إذ لم نجد له فعلاً من لفظه ‏ .
      ‏ الجوهري : يقال أُفّاً له وأُفَّةً له أَي قَذَراً له ، والتنوين للتنكير ، وأُفَّةً وتُفَّةً ، وقد أَفَّفَ تأْفِيفاً إذا ، قال أُف ‏ .
      ‏ ويقال : أُفّاً وتُفّاً وهو إتباعٌ له ‏ .
      ‏ وحكى ابن بري عن ابن القطاعِ زيادةً على ذلك : أَفَّةً وإفَّةً ‏ .
      ‏ التهذيب :، قال الفراء ولا تقل في أُفَّة إلا الرفع والنصب ، وقال في قوله ولا تقل لهما أُفّ : قرئ أُفِّ ، بالكسر بغير تنوين وأُفٍّ بالتنوين ، فمن خفض ونوَّن ذهب إلى أَنها صوت لا يعرف معناه إلا بالنطق به فخَفَضُوه كما تُخْفَضُ الأَصواتُ ونَوَّنُوه كما ، قالت العرب سمعت طاقٍ طاقِ لصوت الضرب ، ويقولون سمعت تِغٍ تِغٍ لصوت الضحك ، والذين لم يُنَوِّنُوا وخَفَضُوا ، قالوا أُفِّ على ثلاثة أَحرف ، وأَكثر الأَصوات على حرفين مثل صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ ، فذلك الذي يخفض وينون لأَنه متحرك الأَوّل ، قال : ولسنا مضطرين إلى حركة الثاني من الأَدوات وأَشباهها فخفض بالنون ، وشبهت أُف بقولهم مُدّ ورُدّ إذا كانت على ثلاثة أَحرف ، قال : والعرب تقول جعل فلان يَتَأَفَّفُ من ريح وجدها ، معناه يقول أُف أُف ‏ .
      ‏ وحكي عن العرب : لا تقولَنَّ له أُفًّا ولا تُفًّا ‏ .
      ‏ وقال ابن الأَنباري : من ، قال أُفّاً لك نصبه على مذهب الدعاء كما يقال وَيْلاً للكافرين ، ومن ، قال أُفٌّ لك رفعه باللام كما يقال وَيْلٌ للكافرين ، ومن ، قال أُفٍّ لك خفضه على التشبيه بالأَصوات كما يقال صَهٍ ومَهٍ ، ومن ، قال أُفِّي لك أَضافه إلى نفسه ، وم ؟

      ‏ قال أُفْ لك شبهه بالأَدوات بمَنْ وكَمْ وبل وهل ‏ .
      ‏ وقال أَبو طالب : أُيفٌّ لك وتُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفّةٌ ، وقيل أُفٌّ معناه قلة ، وتُفٌّ إتباعٌ مأْخوذ من الأَفَفِ وهو الشيء القليل ‏ .
      ‏ وقال القتيبي في قوله عز وجل : ولا تقل لهما أُفّ أَي لا تَسْتَثْقِلْ شيئاً من أَمرهما وتَضِقْ صدراً به ولا تُغْلِظْ لهما ، قال : والناس يقولون لما يكرهون ويستثقلون أُف له ، وأَصل هذا نَفْخُكَ للشيء يسقط عليكَ من تُراب أَو رَماد وللمكان تريد إماطةَ أَذًى عنه ، فقِيلَتْ لكل مُسْتَثْقَلٍ ‏ .
      ‏ وقال الزجاج : معنى أُف النَّتْنُ ، ومعنى الآية لا تقل لهما ما فيه أَدنى تَبَرُّمٍ إذا كَبِرَا أَو أَسَنّا ، بل تَوَلَّ خَدْمَتَهما ‏ .
      ‏ وفي الحديث : فأَلقى طرَفَ ثَوْبه على أَنْفِه وقال أُف أُف ؛ قال ابن الأَثير : معناه الاسْتِقْذارُ لما شَمَّ ، وقيسل : معناه الاحْتِقارُ والاسْتِقْلالُ ، وهو صوتٌ إذا صوّتَ به الإنسانُ عُلِم أَنه متضجر مُتَكَرِّه ، وقيل : أَصل الأَفف من وسَخِ الأُذن والإصْبع إذا فُتِلَ ‏ .
      ‏ وأَفَّفْتُ بفلان تَأْفِيفاً إِذا قلت له أُفّ لك ، وتأَفَّفَ به كأَفَّفَه ‏ .
      ‏ وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها : أَنها لما قتل أَخوها محمد بن أَبي بكر ، رضي اللّه عنهم ، أَرْسلت عبدَ الرحمن أَخاها فجاء بابْنِه القاسِم وبنته من مصر ، فلما جاء بهما أَخَذَتْهُما عائشةُ فَرَبَّتْهما إلى أَن اسْتَقَلاَّ ثم دعت عبد الرحمن فقالت : يا عبد الرحمن لا تَجِد في نفسك من أَخْذِ بني أَخِيك دُونكَ لأَنهم كانوا صِبياناً فخشيت أَن تتأَفَّفَ بهم نِساؤك ، فكنت أَلْطَف بهم وأَصْبَرَ عليهم ، فخذهم إليك وكن لهم كم ؟

      ‏ قال حُجَيَّةُ بن الـمُضَرِّب لبني أَخيه سَعْدانَ ؛

      وأَنشدته الأَبيات التي أَوَّلها : لجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ ورجل أَفَّافٌ : كثير التَّأَفُّفِ ، وقد أَفَّ يَئِفُّ ويَؤُفُّ أَفّاً ‏ .
      ‏ قال ابن دُريد : هو أَن يقول أُفّ من كَرْبٍ أَو ضَجَر ‏ .
      ‏ ويقال : كان فلان أُفُوفةً ، وهو الذي لا يزال يقولُ لبعض أَمره أُفّ لك ، فذلك الأُفُوفةُ ‏ .
      ‏ وقولهم : كان ذلك على إفِّ ذلك وإفَّانه ، بكسرهما ، أَي حِينه وأَوانه ‏ .
      ‏ وجاء على تَئِفَّةِ ذلك ، مثل تَعِفَّةِ ذلك ، وهو تَفْعِلَةٌ ‏ .
      ‏ وحكى ابن بر ؟

      ‏ قال : في أَبنيةِ الكتاب تَئِفَّةٌ فَعِلَّةٌ ، قال : والظاهر مع الجوهري بدليل قولهم على إفِّ ذلك وإفّانِه ، قال أَبو علي : الصحيح عندي أَنها تَفْعِلةٌ والصحيح فيه عن سيبويه ذلك على ما حكاه أَبو بكر أَنه في بعض نسخ الكتاب في باب زيادة التاء ؛ قال أَبو عليّ : والدليل على زيادتها ما رويناه عن أَحمد عن ابن الأَعرابي ، قال : يقال أَتاني في إفّانِ ذلك وأُفّان ذلك وأَفَفِ ذلك وتَئِفَّةِ ذلك ، وأَتانا على إفِّ ذلك وإفَّتِهِ وأَفَفِه وإفَّانِه وتَئِفَّتِه وعِدَّانهِ أي على إبَّانِه ووَقْته ، يجعل تَئِفَّةً فَعِلَّةً ، والفارسيّ يَرُدُّ ذلك عليه بالاشتقاق ويحتج بما تقدَّم ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي الدرداء : نعم الفارسُ عَوَيْمِرٌ غيرَ أُفَّةٍ ؛ جاء تفسيره في الحديث غيرَ جَبانٍ أَو غيرَ ثَقِيلٍ ‏ .
      ‏ قال ابن الأَثير :، قال الخطابي أَرى الأَصل فيه الأقَف وهو الضَّجَرُ ، قال : وقال بعض أَهل اللغة معنى الأُفّةِ المُعْدِمُ الـمُقِلُّ من الأَفَفِ ، وهو الشيء القليل ‏ .
      ‏ واليأْفُوفُ : الخفِيفُ السريع ؛

      وقال : هُوجاً يَآفِيفَ صِغاراً زُعْرا واليأْفُوفُ : الأَحمقُ الخفِيفُ الرأْي ‏ .
      ‏ واليأْفُوفُ : الرّاعي صفة كاليَّحْضُور واليَحْمُوم كأَنه مُتَهَيِّءٌ لرِعايته عارِفٌ بأَوْقاتِها من قولهم : جاء على إفَّانِ ذلك وتَئِفَّتِه ‏ .
      ‏ واليأْفُوفُ : الخفيف السَّرِيعُ ، وقيل : الضَّعِيفُ الأَحمقُ ‏ .
      ‏ واليأْفُوفَةُ : الفراشةُ ، ورأَيت حاشية بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبيّ ، قال في حديث عمرو بن معديكرب أَنه ، قال في بعض كلامه : فلان أَخَفُّ من يأْفُوفَةٍ ، قال : اليأْفُوفَةُ الفَراشةُ ؛ وقال الشاعر : أَرى كلَّ يأْفُوفٍ وكلَّ حَزَنْبَلٍ ، وشِهْذارةٍ تِرْعابةٍ قد تَضَلَّعا والتِّرْعابةُ : الفَرُوقةُ ‏ .
      ‏ واليأْفُوفُ : العَييُّ الخَوَّار ؛ قال الرَّاعي : مُغَمَّرُ العَيْشِ يأْفُوفٌ ، شَمائِلُه تأْبَى الـمَوَدَّةَ ، لا يُعْطِي ولا يَسَلُ قوله مُغَمَّر العَيْشِ أَي لا يكادُ يُصِيبُ من العَيْشِ إلا قليلاً ، أُخِذَ من الغَمَر ، وقيل : هو الـمُغَفَّلُ عن كلِّ عَيْش .
      "

    المعجم: لسان العرب

  11. بين
    • " البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين : يكون البَينُ الفُرْقةَ ، ويكون الوَصْلَ ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً ، وهو من الأَضداد ؛ وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر : لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيني وبينَها ، فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح : لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى ، ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ فالبَينُ هنا الوَصْلُ ؛

      وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر : كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً : ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْ ؟

      ‏ قال ابن سيده : ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً .
      وفي التنزيل العزيز : لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون ؛ قرئَ بينكم بالرفع والنصب ، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم ، والنصبُ على الحذف ، يريدُ ما بينكم ، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً ، وقرأَ ابن كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً ، وقال أَبو عمرو : لقد تقطَّع بينُكم أَي وَصْلُكم ، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه ، قال : معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم ؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى : لقد تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم ، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم ، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم ، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول : من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم ، قال : ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ ، قال أَبو منصور : وهذا الذي ، قاله أَبو حاتم خطأ ، لأَن الله جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال : ولقد جئتمونا فُرادَى كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم ؛ أَراد لقد تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم ، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء ، فافهمه ؛ قال ابن سيده : مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين : أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينََكم ، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم ، وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله ، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف ، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً ، إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً ، لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل ، أَلا ترى إلى قولهم : تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه ؛ أَي سماعُك به خيرٌ من رؤْيتك إياه .
      وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً ؛

      وأَنشد ثعلب : فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى بَبَيْنُونةٍ ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة : المُفارَقَة .
      وتَبايَنَ القومُ : تَهاجَرُوا .
      وغُرابُ البَين : هو الأَبْقَع ؛ قال عنترة : ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ ، وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه جَلَمانِ ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال أَبو الغَوث : غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ ، فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق .
      وتقول : ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه ، فهو مُبِينٌ .
      وفي حديث الشُّرْب : أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق ، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق .
      وفي الحديث في صفته ، صلى الله عليه وسلم : ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال ، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً .
      وحكى الفارسيُّ عن أَبي زيد : طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو أَحدِهما ، ولا تكونُ من غيرهما ، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً .
      وفي حديث الشَّعْبي ، قال : سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول : سمعتُ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فيُشْهدَه فقال : هل لك معه ولدٌ غيرُه ؟

      ‏ قال : نعم ، قال : فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا ؟ فقال : لا ، قال : فإني لا أَشهَدُ على هذا ، هذا جَورٌ ، أَشهِدْ على هذا غيري ، أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في البرِّ واللُّطف ؛ قوله : هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه ، والاسم البائنةُ .
      وفي حديث الصديق :، قال لعائشة ، رضي الله عنهما : إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ .
      وحكى الفارسي عن أَبي زيد : بانَ وبانَه ؛

      وأَنشد : كأَنَّ عَيْنَيَّ ، وقد بانُوني ، غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ وتبَايَنَ الرجُلانِ : بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه ، وكذلك في الشركة إذا انفصلا .
      وبانَت المرأَةُ عن الرجل ، وهي بائنٌ : انفصلت عنه بطلاق .
      وتَطْليقةٌ بائنة ، بالهاء لا غير ، وهي فاعلة بمعنى مفعولة ، أَي تَطْليقةٌ (* قوله « وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ » هكذا بالأصل ، ولعل فيه سقطاً ).
      ذاتُ بَيْنونةٍ ، ومثله : عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً .
      وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ : فقيل له إنها قد بانَتْ منك ، فقال : صدَقُوا ؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه .
      والطَّلاقُ البائِنُ : هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ ، وقد تكرر ذكرها في الحديث .
      ويقال : بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً ، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً ؛ قال الطرماح : أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة ابن شميل : يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت ، وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ .
      وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها ، وبانَت هي إذا تزوجت ، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها .
      وفي الحديث : مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ ؛ يَبِنَّ ، بفتح الياء ، أَي يتزوَّجْنَ .
      وفي الحديث الآخر : حتى بانُوا أَو ماتوا .
      وبئرٌ بَيُونٌ : واسعةُ ما بين الجالَيْنِ ؛ وقال أَبو مالك : هي التي لا يُصيبُها رِشاؤُها ، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم ، وقيل : البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل ؛

      وأَنشد أَبو علي الفارسي : إِنَّك لو دَعَوْتَني ، ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ ، لقُلْتُ : لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فجعلها زَوْراءَ ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ ، والمَنْزَعُ : الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر ، فذلك الهواء هو المَنْزَعُ .
      وقال بعضهم : بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها ؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها : يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد ، كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات (* قوله « ارنانها ذوات إلخ » كذا بالأصل .
      وفي التكملة : والبيت للفرزدق يهجو جريراً ، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ .
      وقول الصاغاني : والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها ، وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين ).
      الأَذنِ والنَّشاطِ منها ، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في بئرٍ دَحُول ، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها .
      قال ابن بري ، رحمه الله : البيت للفرزدق لا لجرير ، قال : والذي في شعره يَصْهَلْنَ .
      والبائنةُ : البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة ، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً .
      وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر : حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق ؛

      قال : دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها ، لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وتقول : هو بَيْني وبَيْنَه ، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين ، وقالوا : بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا ؛ قال أَنشده سيبويه : فبَيْنا نحن نَرْقُبُه ، أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ ، وزِناد راعِ إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا ، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ ، فإِن قيل : فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن ، وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو ، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ ، والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ ؟ فالجواب : أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه ، والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ ، وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك ، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى : واسأَل القرية ؛ أَي أَهلَ القرية ، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر : بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه ، يوماً ، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر ، والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها (* قوله « الأشاحم » هكذا في الأصل ).
      قال ابن سيده : هكذا أَنشده ثعلب ، ويروى : تُبَيِّن بالفتى شُحوب .
      والتَّبْيينُ : الإيضاح .
      والتَّبْيين أَيضاً : الوُضوحُ ؛ قال النابغة : إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها ، والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد يعني أَتَبيَّنُها .
      والتِّبْيان : مصدرٌ ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على التَّفْعال ، بفتح التاء ، مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف ، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء .
      ومنه حديث آدم وموسى ، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام : أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه ، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح .
      وقوله عز وجل : وهو في الخِصام غيرُ مُبين ؛ يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ ، وقيل في التفسير : إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها ، وقد قيل : إنه يعني به الأَصنام ، والأَوّل أَجود .
      وقوله عز وجل : لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة ؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة .
      قال ثعلب : يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته ، ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها ، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت ، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه ؛ وروي بيت ذي الرمة : تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً ، كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها ، ورواه عليّ بن حمزة : تُبيِّن نِسبةُ ، بالرفع ، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين .
      ويقال : بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً ، فهو بائنٌ ، وأَبانَ يُبينُ إبانة ، فهو مُبينٌ ، بمعناه .
      ومنه قوله تعالى : حم والكتاب المُبين ؛ أَي والكتاب البَيِّن ، وقيل : معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة ؛ وقال الزجاج : بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد .
      ويقال : بانَ الشيءُ وأَبَنتُه ، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته ، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام ، ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حقٌّ ، ومُبين قِصَصَ الأَنبياء .
      قال أَبو منصور : ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين .
      قال أَبو منصور : والاسْتِبانةُ يكون واقعاً .
      يقال : اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن لك .
      قال الله عز وجل : وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين ؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة ، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين ، وأَكثرُ القراء قرؤُوا : ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين ؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع .
      ويقال : تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه ، وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً ، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن ، لازمٌ ومتعدّ .
      وقوله عز وجل : وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ شيءٍ ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين ، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ ، والعرب تقول : بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً ، بكسر التاء ، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً ، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء ، مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه ، وفي المصادر حرفان نادران : وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان ، قال : ولا يقاس عليهما .
      وقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا ؛ قال أَبو عبيد :، قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه ، وقرئ قوله عز وجل : إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا ، وقرئ : فتثبَّتوا ، والمعنيان متقاربان .
      وقوله عز وجل : إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا ، وفتَثبَّتُوا ؛ قرئ بالوجهين جميعاً .
      وقال سيبويه في قوله : الكتاب المُبين ،
      ، قال : وهو التِّبيان ، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة ، ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال ، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت .
      وقال كراع : التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء ، وهو مذكور في موضعه .
      وبينهما بَينٌ أَي بُعْد ، لغة في بَوْنٍ ، والواو أَعلى ، وقد بانَه بَيْناً .
      والبَيانُ : الفصاحة واللَّسَن ، وكلامٌ بيِّن فَصيح .
      والبَيان : الإفصاح مع ذكاء .
      والبَيِّن من الرجال : الفصيح .
      ابن شميل : البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج .
      وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً .
      ورجل بَيِّنٌ : فصيح ، والجمع أَبْيِناء ، صحَّت الياء لسكون ما قبلها ؛

      وأَنشد شمر : قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ، ويَلْتَئي على البَيِّنِ السَّفّاكِ ، وهو خَطيبُ قوله يَلتئي أَي يُبْطئ ، من اللأْي وهو الإبطاء .
      وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان وبُيَناء ، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات ، قال سيبويه : شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين ، قالوا شاهد وأَشهاد ، قال : ومثله ، يعني ميِّتاً وأَمواتاً ، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس ، وأَما بُيِّناء فنادر ، والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو ، وهو قول سيبويه .
      روى ابنُ عباس عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً ؛
      ، قال : البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب مع اللَّسَن ، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ ، وقيل : معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه الحقُّ ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه ، فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه ، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ ، وقيل : معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه ، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ ، فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك ، وهو وَجْهُ قوله : إن من البيانِ لسِحْراً .
      وفي الحديث عن أَبي أُمامة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق ؛ أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق ، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر ، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ ، ولذلك ، قال في رواية أُخْرى : البَذاءُ وبعضُ البيان ، لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً .
      وقال الزجاج في قوله تعالى : خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ، علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء ، وقيل : الإنسانُ هنا آدمُ ، عليه السلام ، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس جميعاً ، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان .
      ويقال : بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد ؛ قال أَبو مالك : البَيْنُ الفصلُ (* قوله « البين الفصل إلخ » كذا بالأصل ).
      بين الشيئين ، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ ، وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ .
      والبَوْنُ : الفضلُ والمزيّةُ .
      يقال : بانه يَبونُه ويَبينُه ، والواوُ أَفصحُ ، فأَما في البُعْد فيقال : إن بينهما لَبَيْناً لا غير .
      وقوله في الحديث : أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي يُعْرب ويَشهد عليه .
      ونخلةٌ بائنةٌ : فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها وطالت ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛

      وأَنشد لحَبيب القُشَيْري : من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها عنها ، وحاضنةٍ لها مِيقارِ قوله : تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها .
      والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ : التي بانتْ من وتَرِها ، وهي ضد البانِية ، إلا أَنها عيب ، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية .
      الجوهري : البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها كثيراً ، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ ، بتقديم النون ؛ قال : وكلاهما عيب .
      والباناةُ : النَّبْلُ الصِّغارُ ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب .
      وللناقة حالِبانِ : أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن ، والآخرُ يحلُب من الجانب الأَيْسر ، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي ، والذي يُمْسِك يسمَّى البائنَ .
      والبَيْنُ : الفراق .
      التهذيب : ومن أَمثال العرب : اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ ، وقيل : أَعلمُ ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم يُمارِسْه ، قال : والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها ، والجمع البُيَّنُ ، وقيل : البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ ، والآخر مُحْلِب ، والمُعينُ هو المُحْلِب ، والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ ، والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها ، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه ؛ قال الكميت : يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ ، من الحالبَيْنِ ، بأَن لا غِرار ؟

      ‏ قال الجوهري : والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها ، والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها .
      والبِينُ ، بالكسر : القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق ، وقيل : هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ ، وقيل : هو الفصل بين الأَرْضَيْن .
      والبِينُ أَيضاً : الناحيةُ ، قال الباهلي : المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ ،
      ، قال : وهي التُّخومُ ، والجمعُ بُيونٌ ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ : لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها ، من أَهلِ رَيْمانَ ، إلا حاجةً فينا بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به ، أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا (* قوله « بسرو »، قال الصاغاني ، والرواية : من سرو حمير لا غير ).
      ومَن كسَر التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال ، قال : والتذكير أَصْوَبُ .
      ويقال : سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ ، وهو البِينُ .
      وبِينٌ : موضعٌ قريب من الحيرة .
      ومُبِينٌ : موضع أَيضاً ، وقيل : اسمُ ماءٍ ؛
      ، قال حَنْظلةُ بن مصبح : يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ ، على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ ، وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ جمع بين النون والميم ، وهذا هو الإكْفاء ؛ قال الجوهري : وهو جائز للمطْبوع على قُبْحِه ، يقول : يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء ، فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب .
      وبَيْنونةُ : موضع ؛

      قال : يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا ، جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا (* قوله « بألوان » في ياقوت : بأرواح ).
      وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا ، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين .
      التهذيب : بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ .
      وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن : موضعٌ ، وحكى السيرافي : عَدَن أَبْيَن ، وقال : أَبْيَن موضع ، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ ، وقيل : عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن .
      الجوهري : أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب إليه عَدَن ، يقال : عَدَنُ أَبْيَنَ .
      والبانُ : شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل ، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل ، وليس لخَشَبه صلابةٌ ، واحدتُه بانةٌ ؛ قال أَبو زياد : من العِضاه البانُ ، وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة ، وينبت في الهِضَبِ ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ .
      التهذيب : البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب ، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً ، وجمعها البانُ ، ولاسْتِواءِ نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل : كأَنها بانةٌ ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ ؛ قال قيس بن الخَطيم : حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها ، كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سيده : قَضَينا على أَلف البانِ بالياء ، وإن كانت عيناً لغلبةِ ( ب ي ن ) على ( ب و ن ).
      "

    المعجم: لسان العرب

  12. أرب
    • " الإِرْبَةُ والإِرْبُ : الحاجةُ ‏ .
      ‏ وفيه لغات : إِرْبٌ وإِرْبَةٌ وأَرَبٌ ومَأْرُبةٌ ومَأْرَبَة ‏ .
      ‏ وفي حديث عائشة ، رضي اللّه تعالى عنها : كان رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِه أَي لحاجَتِه ، تعني أَنه ، صلى اللّه عليه وسلم ، كان أَغْلَبَكم لِهَواهُ وحاجتِه أَي كان يَمْلِكُ نَفْسَه وهَواهُ ‏ .
      ‏ وقال السلمي : الإِرْبُ الفَرْجُ ههنا ‏ .
      ‏ قال : وهو غير معروف ‏ .
      ‏ قال ابن الأَثير : أَكثر المحدِّثين يَرْوُونه بفتح الهمزة والراءِ يعنون الحاجة ، وبعضهم يرويه بكسر الهمزة وسكون الراءِ ، وله تأْويلان : أَحدهما أَنه الحاجةُ ، والثاني أَرادت به العُضْوَ ، وعَنَتْ به من الأَعْضاءِ الذكَر خاصة ‏ .
      ‏ وقوله في حديث الـمُخَنَّثِ : كانوا يَعُدُّونَه من غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ أَي النِّكاحِ ‏ .
      ‏ والإِرْبَةُ والأَرَبُ والـمَأْرَب كله كالإِرْبِ ‏ .
      ‏ وتقول العرب في المثل : مَأْرُبَةٌ لا حفاوةٌ ، أَي إِنما بِكَ حاجةٌ لا تَحَفِّياً بي ‏ .
      ‏ وهي الآرابُ والإِرَبُ ‏ .
      ‏ والـمَأْرُبة والـمَأْرَبةُ مثله ، وجمعهما مآرِبُ ‏ .
      ‏ قال اللّه تعالى : ولِيَ فيها مآرِبُ أُخرى ‏ .
      ‏ وقال تعالى : غَيْرِ أُولي الإرْبةِ مِن الرِّجال ‏ .
      ‏ وأَرِبَ إِليه يَأْرَبُ أَرَباً : احْتاجَ ‏ .
      ‏ وفي حديث عمر ، رضي اللّه تعالى عنه ، أَنه نَقِمَ على رجل قَوْلاً ، قاله ، فقال له : أَرِبْتَ عن ذي يَدَيْكَ ، معناه ذهب ما في يديك حتى تَحْتاجَ ‏ .
      ‏ وقال في التهذيب : أَرِبْتَ من ذِي يَدَيْكَ ، وعن ذي يَدَيْكَ ‏ .
      ‏ وقال شمر : سمعت ابن الأَعرابي يقول : أَرِبْتَ في ذي يَدَيْكَ ، معناه ذهب ما في يديك حتى تحتاج ‏ .
      ‏ وقال أَبو عبيد في قوله أَرِبْتَ عن ذِي يَدَيْك : أَي سَقَطَتْ آرابُكَ من اليَدَيْنِ خاصة ‏ .
      ‏ وقيل : سَقَطَت مِن يدَيْكَ ‏ .
      ‏ قال ابن الأثير : وقد جاءَ في رواية أُخرى لهذا الحديث : خَرَرْتَ عن يَدَيْكَ ، وهي عبارة عن الخَجَل مَشْهورةٌ ، كأَنه أَراد أَصابَكَ خَجَلٌ أَو ذَمٌّ ‏ .
      ‏ ومعنى خَرَرْتَ سَقَطْتَ ‏ .
      ‏ وقد أَرِبَ الرجلُ ، إِذا احتاج إِلى الشيءِ وطَلَبَه ، يَأْرَبُ أَرَباً ‏ .
      ‏ قال ابن مقبل : وإِنَّ فِينا صَبُوحاً ، إِنْ أَرِبْتَ بِه ، * جَمْعاً بِهِيّاً ، وآلافاً ثمَانِينا جمع أَلف أَي ثمَانِين أَلفاً ‏ .
      أَرِبْتَ به أَي احْتَجْتَ إِليه وأَرَدْتَه ‏ .
      ‏ وأَرِبَ الدَّهْرُ : اشْتَدَّ ‏ .
      ‏ قال أَبو دُواد الإِيادِيُّ يَصِف فرساً ‏ .
      أَرِبَ الدَّهْرُ ، فَأَعْدَدْتُ لَه * مُشْرِفَ الحاركِ ، مَحْبُوكَ الكَتَد ؟

      ‏ قال ابن بري : والحارِكُ فَرْعُ الكاهِلِ ، والكاهِلُ ما بَيْنَ الكَتِفَيْنِ ، والكَتَدُ ما بين الكاهِلِ والظَّهْرِ ، والـمَحْبُوكُ الـمُحْكَمُ الخَلْقِ من حَبَكْتُ الثوبَ إِذا أَحْكَمْتَ نَسْجَه ‏ .
      ‏ وفي التهذيب في تفسير هذا البيت : أَي أَراد ذلك منا وطَلَبَه ؛ وقولهم أَرِبَ الدَّهْرُ : كأَنَّ له أَرَباً يَطْلُبُه عندنا فَيُلِحُّ لذلك ، عن ابن الاعرابي ، وقوله أَنشده ثعلب : أَلَم تَرَ عُصْمَ رُؤُوسِ الشَّظَى ، * إِذا جاءَ قانِصُها تُجْلَبُ إلَيْهِ ، وما ذاكَ عَنْ إرْبةٍ * يكونُ بِها قانِصٌ يأْرَبُ وَضَع الباءَ في موضع إِلى وقوله تعالى ‏ .
      ‏ غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ مِنَ الرِّجال ؛ قال سَعِيد بن جُبَيْر : هو الـمَعْتُوهُ ‏ . والإِرْبُ والإِرْبةُ والأُرْبةُ والأَرْبُ : الدَّهاء ‏ .
      ‏ (* قوله « والارب الدهاء » هو في المحكم بالتحريك وقال في شرح القاموس عازياً للسان هو كالضرب .) والبَصَرُ بالأُمُورِ ، وهو من العَقْل ‏ .
      أَرُبَ أَرابةً ، فهو أَرِيبٌ مَن قَوْم أُرَباء ‏ .
      ‏ يقال : هو ذُو إِرْبٍ ، وما كانَ الرَّجل أَرِيباً ، ولقد أَرُبَ أَرابةً ‏ .
      ‏ وأرِبَ بالشيءِ : دَرِبَ به وصارَ فيه ماهِراً بَصِيراً ، فهو أَربٌ ‏ .
      ‏ قال أَبو عبيد : ومنه الأَرِيبُ أَي ذُو دَهْيٍ وبَصَرٍ ‏ .
      ‏ قال قَيْسُ بن الخَطِيم : أَرِبْتُ بِدَفْعِ الحَرْبِ لَـمَّا رأَيْتُها ، * على الدَّفْعِ ، لا تَزْدَادُ غَيْرَ تَقارُبِ أَي كانت له إِرْبَةٌ أَي حاجةٌ في دفع الحَربِ ‏ .
      ‏ وأَرُبَ الرَّجلُ يَأْرُبُ إِرَباً ، مِثال صَغُرَ يَصْغُرُ صِغَراً ، وأَرابةً أَيضاً ، بالفتح ، إِذا صار ذا دَهْيٍ ‏ .
      ‏ وقال أَبو العِيالِ الهُذَلِيّ يَرْثي عُبَيْدَ بن زُهْرةً ، وفي التهذيب : يمدح رجلاً : يَلُفٌّ طَوائفَ الأَعْدا * ءِ ، وَهْوَ بِلَفِّهِمْ أَرِبُ ابن شُمَيْل : أَرِبَ في ذلك الأَمرِ أَي بَلَغَ فيه جُهْدَه وطاقَتَه وفَطِنَ له ‏ .
      ‏ وقد تأَرَّبَ في أَمرِه ‏ .
      ‏ والأُرَبَى ، بضم الهمزة : الدَّاهِيةُ ‏ .
      ‏ قال ابن أَحمر : فلَمَّا غَسَى لَيْلي ، وأَيْقَنْتُ أَنـَّها * هي الأُرَبَى ، جاءَتْ بأُمّ حَبَوْكَرا والمُؤَارَبَةُ : الـمُداهاةُ ‏ .
      ‏ وفلان يُؤَارِبُ صاحِبَه إِذا داهاه ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَنَّ النبيَّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، ذَكَر الحَيَّاتِ فقال : مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ وشَرَّهُنّ وإٍرْبَهُنَّ ، فليس منَّا ‏ .
      ‏ أَصْلُ الإِرْب ، بكسر الهمزة وسكون الراء : الدَّهاء والـمَكْر ؛ والمعنى مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيةَ شَرِّهنَّ ، فليس منَّا أَي من سنتنا ‏ .
      ‏ قال ابن الأَثير : أَي مَنْ خَشِيَ غائلَتها وجَبُنَ عن قتْلِها ، لِلذي قيل في الجاهلية إِنها تُؤْذِي قاتِلَها ، أَو تُصِيبُه بخَبَلٍ ، فقد فارَقَ سُنَّتَنا وخالَفَ ما نحنُ عليه ‏ .
      ‏ وفي حديث عَمْرو بن العاص ، رضي اللّه عنه ، قال : فَأَرِبْتُ بأبي هريرة فلم تَضْرُرْنِي إِرْبَةٌ أَرِبْتُها قَطُّ ، قَبْلَ يَوْمَئذٍ ‏ .
      ‏ قال : أَرِبْتُ به أَي احْتَلْتُ عليه ، وهو من الإِرْبِ الدَّهاءِ والنُّكْرِ ‏ .
      ‏ والإِرْبُ : العَقْلُ والدِّينُ ، عن ثعلب ‏ .
      ‏ والأَرِيبُ : العاقلُ ‏ .
      ‏ ورَجُلٌ أَرِيبٌ من قوم أُرَباء ‏ .
      ‏ وقد أَرُبَ يَأْرُبُ أحْسَنَ الإِرْب في العقل ‏ .
      ‏ وفي الحديث : مُؤَاربَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وعَناء ، أَي إِنَّ الأَرِيبَ ، وهو العاقِلُ ، لا يُخْتَلُ عن عَقْلِه ‏ .
      ‏ وأَرِبَ أَرَباً في الحاجة ، وأَرِبَ الرَّجلُ أَرَباً : أَيِسَ ‏ .
      ‏ وأَرِبَ بالشيءِ : ضَنَّ بِهِ وشَحَّ ‏ .
      ‏ والتَّأْرِيبُ : الشُّحُّ والحِرْصُ ‏ .
      ‏ وأَرِبْتُ بالشيءِ أَي كَلِفْتُ به ، وأَنشد لابن الرِّقاعِ : وما لامْرِئٍ أَرِبٍ بالحَيا * ةِ ، عَنْها مَحِيصٌ ولا مَصْرِفُ أَي كَلِفٍ ‏ .
      ‏ وقال في قول الشاعر : ولَقَدْ أَرِبْتُ ، على الهمُومِ ، بِجَسْرةٍ ، * عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ ، غَيْرِ لَجُونِ أَي عَلِقْتُها ولَزِمْتُها واسْتَعَنْتُ بها على الهُمومِ ‏ .
      ‏ والإِرْبُ : العُضْوُ الـمُوَفَّر الكامِل الذي لم يَنقُص منه شيءٌ ، ويقال لكلّ عُضْوٍ إِرْبٌ ‏ .
      ‏ يقال : قَطَّعْتُه إِرْباً إِرْباً أَي عُضْواً عُضْواً ‏ .
      ‏ وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَنه أُتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبة ، فأَكَلَها ، وصلّى ، ولم يَتَوَضَّأْ ‏ .
      ‏ الـمُؤَرَّبَةُ : هي الـمُوَفَّرة التي لم يَنْقُص منها شيءٌ ‏ .
      ‏ وقد أَرَّبْتُه تَأْرِيباً إِذا وفَّرْته ، مأْخوذ من الإِرْب ، وهو العُضْو ، والجمع آرابٌ ، يقال : السُّجُود على سَبْعة آرابٍ ؛ وأَرْآبٌ أَيضاً ‏ .
      ‏ وأرِبَ الرَّجُل إِذا سَجَدَ ‏ .
      ‏ (* قوله « وأرب الرجل إِذا سجد » لم تقف له على ضبط ولعله وأرب بالفتح مع التضعيف .) على آرابِه مُتَمَكِّناً ‏ .
      ‏ وفي حديث الصلاة : كان يَسْجُدُ على سَبْعةِ آرابٍ أَي أَعْضاء ، واحدها إرْب ، بالكسر والسكون ‏ .
      ‏ قال : والمراد بالسبعة الجَبْهةُ واليَدانِ والرُّكْبتانِ والقَدَمانِ ‏ .
      ‏ والآرابُ : قِطَعُ اللحمِ ‏ .
      ‏ وأَرِبَ الرَّجُلُ : قُطِعَ إِرْبُه ‏ .
      ‏ وأَرِبَ عُضْوُه أَي سَقَطَ ‏ .
      ‏ وأَرِبَ الرَّجُل : تَساقَطَتْ أَعْضاؤُه ‏ .
      ‏ وفي حديث جُنْدَبٍ : خَرَج برَجُل أُرابٌ ، قيل هي القَرْحَةُ ، وكأَنَّها مِن آفاتِ الآرابِ أَي الأَعْضاءِ ، وقد غَلَبَ في اليَد ‏ .
      ‏ فأَمـَّا قولُهم في الدُّعاءِ : ما لَه أَرِبَتْ يَدُه ، فقيل قُطِعَتْ يَدُه ، وقيل افْتَقَر فاحْتاجَ إِلى ما في أَيدي الناس ‏ .
      ‏ ويقال : أَرِبْتَ مِنْ يَدَيْكَ أَي سَقَطتْ آرَابُكَ من اليَدَيْنِ خاصَّةً ‏ .
      ‏ وجاء رجل إِلى النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : دُلَّني على عَمَل يُدْخِلُني الجَنَّةَ ‏ .
      ‏ فقال : أَرِبٌ ما لَهُ ؟ معناه : أَنه ذو أَرَبٍ وخُبْرةٍ وعِلمٍ ‏ .
      أَرُبَ الرجل ، بالضم ، فهو أَرِيبٌ ، أَي صار ذا فِطْنةٍ ‏ .
      ‏ وفي خبر ابن مسعود ، رضي اللّه عنه : أَنَّ رجلاً اعترض النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، لِيَسْأَلَه ، فصاح به الناسُ ، فقال عليه السلام : دَعُوا الرَّجلَ أَرِبَ ما لَه ؟، قال ابن الأَعرابي : احْتاجَ فَسَأَلَ ما لَه ‏ .
      ‏ وقال القتيبي في قوله أَرِبَ ما لَه : أَي سَقَطَتْ أَعْضاؤُه وأُصِيبت ، قال : وهي كلمة تقولها العرب لا يُرادُ بها إِذا قِيلت وقُوعُ الأَمْرِ كما يقال عَقْرَى حَلْقَى ؛ وقَوْلِهم تَرِبَتْ يدَاه ‏ .
      ‏ قال ابن الأَثير : في هذه اللفظة ثلاث رِوايات : إِحداها أَرِبَ بوزن عَلِمَ ، ومعناه الدُّعاء عليه أَي أُصِيبَتْ آرابُه وسقَطَتْ ، وهي كلمة لا يُرادُ بها وقُوعُ الأَمر كما يقال تَرِبَتْ يدَاك وقاتَلكَ اللّهُ ، وإِنما تُذكَر في معنى التعجب ‏ .
      ‏ قال : وفي هذا الدعاء من النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، قولان : أَحدهما تَعَجُّبُه من حِرْصِ السائل ومُزاحَمَتِه ، والثاني أَنه لَـمَّا رآه بهذه الحال مِن الْحِرص غَلَبه طَبْعُ البَشَرِيَّةِ ، فدعا عليه ‏ .
      ‏ وقد ، قال في غير هذا الحديث : اللهم إِنما أَنا بَشَرٌ فَمَن دَعَوْتُ عليه ، فاجْعَلْ دُعائي له رَحْمةً ‏ .
      ‏ وقيل : معناه احْتاجَ فسأَلَ ، مِن أَرِبَ الرَّجلُ يَأْرَبُ إِذا احتاجَ ، ثم ، قال ما لَه أَي أَيُّ شيءٍ به ، و ما يُرِيدُ ‏ .
      ‏ قال : والرواية الثانية أَرَبٌ مَّا لَه ، بوزن جمل ، أَي حاجةٌ له وما زائدة للتقليل ، أَي له حاجة يسيرة ‏ .
      ‏ وقيل معناه حاجة جاءَت به فحذَفَ ، ثم سأَل فقال ما لَه ‏ .
      ‏ قال : والرواية الثالثة أَرِبٌ ، بوزن كَتِفٍ ، والأَرِبُ : الحاذِقُ الكامِلُ أَي هو أَرِبٌ ، فحذَف المبتدأَ ، ثم سأَل فقال ما لَه أَي ما شأْنُه ‏ .
      ‏ وروى المغيرة بن عبداللّه عن أَبيه : أَنه أَتَى النبيَّ ، صلى اللّه عليه سلم ، بِمِنىً ، فَدنا منه ، فَنُحِّيَ ، فقال النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : دَعُوه فأَرَبٌ مَّا لَهُ ‏ .
      ‏ قال : فَدَنَوْتُ ‏ .
      ‏ ومعناه : فحاجَةٌ ما لَه ، فدَعُوه يَسْأَلُ ‏ .
      ‏ قال أَبو منصور : وما صلة ‏ .
      ‏ قال : ويجوز أَن يكون أَراد فَأَرَبٌ منالآرابِ جاءَ به ، فدَعُوه ‏ .
      ‏ وأَرَّبَ العُضْوَ : قَطَّعه مُوَفَّراً ‏ .
      ‏ يقال : أَعْطاه عُضْواً مُؤَرَّباً أَي تامّاً لم يُكَسَّر ‏ .
      ‏ وتَأْرِيبُ الشيءِ : تَوْفِيرُه ، وقيل : كلُّ ما وُفِّرَ فقد أُرِّبَ ، وكلُّ مُوَفَّر مُؤَرَّبٌ ‏ .
      ‏ والأُرْبِيَّةُ : أَصل الفخذ ، تكون فُعْلِيَّةً وتكون أُفْعولةً ، وهي مذكورة في بابها ‏ .
      ‏ والأُرْبةُ ، بالضم : العُقْدةُ التي لا تَنْحَلُّ حتى تُحَلَّ حَلاًّ ‏ .
      ‏ وقال ثعلب : الأُرْبَةُ : العُقْدةُ ، ولم يَخُصَّ بها التي لا تَنْحَلُّ ‏ .
      ‏ قال الشاعر : هَلْ لَكِ ، يا خَدْلةُ ، في صَعْبِ الرُّبَهْ ، * مُعْتَرِمٍ ، هامَتُه كالحَبْحَب ؟

      ‏ قال أَبو منصور : قولهم الرُّبَة العقدة ، وأَظنُّ الأَصل كان الأُرْبَة ، فحُذفت الهمزة ، وقيل رُبةٌ ‏ .
      ‏ وأَرَبَها : عَقَدها وشَدَّها ‏ .
      ‏ وتَأْرِيبها : إِحْكامُها ‏ .
      ‏ يقال : أَرِّبْ عُقْدتَك ‏ .
      ‏ أَنشد ثعلب لكِناز بن نُفَيْع يقوله لجَرِير : غَضِبْتَ علينا أَنْ عَلاكَ ابنُ غالِبٍ ، * فَهَلاَّ ، على جَدَّيْكَ ، في ذاك ، تَغْضَبْ هما ، حينَ يَسْعَى الـمَرْءُ مَسْعاةَ جَدِّه ، * أَناخَا ، فَشَدّاك العِقال الـمُؤَرَّبْ واسْتَأْرَبَ الوَتَرُ : اشْتَدَّ ‏ .
      ‏ وقول أَبي زُبَيْد : على قَتِيل مِنَ الأَعْداءِ قد أَرُبُوا ، * أَنِّي لهم واحِدٌ نائي الأَناصِير ؟

      ‏ قال : أَرُبُوا : وَثِقُوا أَني لهم واحد ‏ .
      ‏ وأَناصِيري ناؤُونَ عني ، جمعُ الأَنْصارِ ‏ .
      ‏ ويروى : وقد عَلموا ‏ .
      ‏ وكأَنّ أَرُبُوا من الأَرِيب ، أَي من تَأْرِيب العُقْدة ، أَي من الأَرْب ‏ .
      ‏ وقال أَبو الهيثم : أَي أَعجبهم ذاك ، فصار كأَنه حاجة لهم في أَن أَبْقَى مُغْتَرِباً نائِياً عن أَنْصاري ‏ .
      ‏ والمُسْتَأْرَبُ : الذي قد أَحاطَ الدَّيْنُ أَو غيره من النَّوائِب بآرابِه من كل ناحية ‏ .
      ‏ ورجل مُسْتَأْرَبٌ ، بفتح الراءِ ، أَي مديون ، كأَن الدَّين أَخَذ بآرابه ‏ .
      ‏ قال : وناهَزُوا البَيْعَ مِنْ تِرْعِيَّةٍ رَهِقٍ ، * مُسْتَأْرَبٍ ، عَضَّه السُّلْطانُ ، مَدْيُونُ وفي نسخة : مُسْتَأْرِب ، بكسر الراءِ ‏ .
      ‏ قال : هكذا أَنشده محمد بن أَحمد المفجع : أَي أَخذه الدَّين من كل ناحية ‏ .
      ‏ والـمُناهَزةُ في البيع : انْتِهازُ الفُرْصة ‏ .
      ‏ وناهَزُوا البيعَ أَي بادَرُوه ‏ .
      ‏ والرَّهِقُ : الذي به خِفَّةٌ وحِدّةٌ ‏ .
      ‏ وقيل : الرَّهِقُ : السَّفِه ، وهو بمعنى السَّفِيه ‏ .
      ‏ وعَضَّهُ السُّلْطانُ أَي أَرْهَقَه وأَعْجَلَه وضَيَّق عليه الأَمْرَ ‏ .
      ‏ والتِّرْعِيةُ : الذي يُجِيدُ رِعْيةَ الإِبلِ ‏ .
      ‏ وفلان تِرْعِيةُ مالٍ أَي إِزاءُ مالٍ حَسَنُ القِيام به ‏ .
      ‏ وأَورد الجوهري عَجُزَ هذا البيت مرفوعاً ‏ .
      ‏ قال ابن بري : هو مخفوض ، وذكر البيت بكماله ‏ .
      ‏ وقولُ ابن مقبل في الأُرْبةِ : لا يَفْرَحُون ، إِذا ما فازَ فائزُهم ، * ولا يُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَر ؟

      ‏ قال أَبو عمرو : أَراد إِحْكامَ الخَطَرِ من تأْرِيبِ العُقْدة ‏ .
      ‏ والتَّأْرِيبُ : تَمَامُ النَّصيبِ ‏ .
      ‏ قال أَبو عمرو : اليَسر ههنا الـمُخاطَرةُ ‏ .
      ‏ وأَنشد لابن مُقبل : بِيض مَهاضِيم ، يُنْسِيهم مَعاطِفَهم * ضَرْبُ القِداحِ ، وتأْرِيبٌ على الخَطَرِ وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه وأَورد ابن بري صدره : شُمّ مَخامِيص يُنْسِيهم مَرادِيَهُمْ وقال : قوله شُمّ ، يريد شُمَّ الأُنُوفِ ، وذلك مـما يُمدَحُ به ‏ .
      ‏ والـمَخامِيصُ : يريد به خُمْصَ البُطونِ لأَن كثرة الأَكل وعِظَمَ البطنِ مَعِيبٌ ‏ .
      ‏ والـمَرادِي : الأَرْدِيةُ ، واحدتها مِرْداةٌ ‏ .
      ‏ وقال أَبو عبيد : التَّأْرِيبُ : الشُّحُّ والحِرْصُ ‏ .
      ‏ قال : والمشهور في الرواية : وتأْرِيبٌ على اليَسَرِ ، عِوضَاً من الخَطَرِ ، وهو أَحد أيْسارِ الجَزُور ، وهي الأَنْصِباءُ ‏ .
      ‏ والتَّأَرُّبُ : التَّشَدُّد في الشيءِ ، وتَأَرَّب في حاجَتِه : تَشَدَّد ‏ .
      (* قوله « ولا أثر الدوار إلخ » هذا البيت أورده الصاغاني في التكملة وضبطت الدال من الدوار بالفتح والضم ورمز لهما بلفظ معاً اشارة إِلى أَنه روي بالوجهين وضبطت المآلي بفتح الميم .) والأُرْبَةُ : قِلادةُ الكَلْبِ التي يُقاد بها ، وكذلك الدابَّة في لغة طيئ ‏ .
      ‏ أَبو عبيد : آرَبْتُ على القومِ ، مثال أَفْعَلْتُ ، إِذا فُزْتَ عليهم وفَلَجْتَ ‏ .
      ‏ وآرَبَ على القوم : فَازَ عَلَيهم وفَلَجَ ‏ .
      ‏ قال لبيد : قَضَيْتُ لُباناتٍ ، وسَلَّيْتُ حاجةً ، * ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِقَمْرةِ مُؤْرِبِ أَي نَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِقَمْرةِ غالب يَسْلُبُها ‏ .
      ‏ وأَرِبَ عليه : قَوِيَ ‏ .
      ‏ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ : ولَقَدْ أَرِبْتُ ، على الهُمُومِ ، بجَسْرةٍ * عَيْرانةٍ ، بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُونِ اللَّجُونُ : مثل الحَرُونِ ‏ .
      ‏ والأُرْبانُ : لغة في العُرْبانِ ‏ .
      ‏ قال أَبو عليّ : هو فُعْلانٌ من الإِرْبِ ‏ .
      ‏ والأُرْبُونُ : لغة في العُرْبُونِ ‏ .
      ‏ وإِرابٌ : مَوْضِع (* قوله « وإراب موضع » عبارة القاموس واراب مثلثة موضع .) أَو جبل معروف ‏ .
      ‏ وقيل : هو ماءٌ لبني رِياحِ بن يَرْبُوعٍ ‏ .
      ‏ ومَأْرِبٌ : موضع ، ومنه مِلْحُ مَأْرِبٍ .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى تتأتأ في قاموس معاجم اللغة

معجم اللغة العربية المعاصرة
تأتأة [مفرد]: 1- مصدر تأتأَ. 2- (لغ) اضطراب في إيقاع الكلام، وتتجلّى إمّا في احتباس الكلام أو تكرار بعض الأصوات.
المعجم الوسيط
تَأْتَأَةً، وتَأْتَاءً: كرَّر التاءَ إِذا تكلَّم، لعيب في نُطقه. و ـ تبخْتَر شجاعةً أَو كبراً. و ـ الطفلُ: مَشَى.التَّأْتَاءُ: من يُكرر التاءَ إِذا تكلم، لعيب في نطقه.
الصحاح في اللغة
رجل تأتاءٌ، وفيه تأتأة: يتردد في التاء إذا تكلم.
تاج العروس

التَّأْتَأَةُ : حِكايَةُ الصَّوْتِ تقول : تَأْتَأْتُ به . والتَّأْتَأَةُ تردُّدُ التَّأْتاءِ في التَّاءِ إذا تكلَّم . والتَّأْتَأَة دُعاء التَّيسِ المِعْزَى للسِّفادِ وفي العُباب : إلى العَسْبِ كالتَّأْتَاءِ بحذف الهاء . والتَّأْتَأَةُ هي أيضاً مَشْيُ الطِّفْلِ الصَّغيرِ وفي العباب : الصَّبيّ بدل الطفْل . والتَّأْتَأَةُ التَّبَخْتُرُ في الحَرْبِ شجاعةً



ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: