الجَسُّ : المَسُّ باليَد كالاجْتِساس وقد جَسَّهُ بيدِه واجْتَسَّه أي مَسَّه وَلَمَسه . ومَوْضِعُه الذي تقعُ عليه يداه إذا جَسَّه : المَجَسَّة كالمجَسِّ ويقال : مَجَسَّتُه حارَّةٌ . منَ المَجاز : الجَسُّ : تَفَحُّصُ الأخبارِ والبحثُ عنها كالتَّجَسُّس قال اللِّحْيانيُّ : تجَسَّسْتُ فلاناً ومن فلانٍ : بَحَثْتُ عنه كَتَحَسَّسْتُ ومن الشاذِّ قراءةُ من قرأ : " فَتَجَسَّسُوا من يوسُفَ وأخيه " وقيل : التَّجَسُّسُ بالجيم : أن يَطْلُبَه لغَيرِه وبالحاء : أن يَطْلُبَه لنَفسِه وقيل : بالجيم : البحثُ عن العَورات وبالحاء : الاستِماع ومعناهما واحدٌ في تطَلُّبِ مَعْرِفةِ الأخبارِ ومنه الجاسوسُ والجَسيسُ كأميرٍ : لصاحبِ سِرِّ الشَّرِّ وهو العَينُ الذي يَتَجَسَّسُ الأخبارَ ثمّ يأتي بها والناموس : صاحبُ سِرِّ الخَير . قال الخليل : الجَوَاسُّ : الحَواسُّ . ونسَبُه ابنُ سِيدَه للأوائل وهي خَمْسٌ : اليَدانِ والعَينانِ والفَمُ والشَّمُّ والسَّمعُ والواحدةُ حاسَّةٌ وقال ابنُ دُرَيْد : وقد يكون بالعَينِ أيضاً . قلتُ : واستِعمالُه في غيرِ اليدِ مَجازٍ . وفي المثَل : أَحْنَاكُها أو يقال : أَفْوَاهُها مَجَاسُّها وإنّما قيل ذلك لأنّ الإبلَ إذا أَحْسَنتْ الأكلَ اكتفى الناظرُ بذلك في مَعْرِفةِ سِمَنِها من أن يَجُسَّها ويَضْبِثَها . وقال الزَّمَخْشَرِيّ : إذا رَأَيْتَها تُجيدُ الأكلَ أوّلاً فكأنّما جَسَسْتَها ويقولون : كيف ترىَ مَجَسَّتَها ؟ فتقول : دالَّةٌ على السِّمَن . يُضرَبُ في شَواهِدِ الأشياءِ الظاهرةِ المُعْرِبَةِ عن بَواطِنِها . وقال أبو زَيْدٍ : إذا طَلَبَتْ كَلأً جَسَّتْ برؤوسِها وأَحْنَاكِها ؛ فإن وَجَدَتْ مَرْتَعاً رَمَتْ برؤوسِها فَرَتَعتْ وإلاّ مَرَّتْ . فالمَجاسُّ على هذا : المَواضِعُ التي تجُسُّ بها هي . منَ المَجاز قولُهم : فلانٌ ضَيِّقُ المَجَسَّةِ والمَجَسِّ إذا كان غير رَحيبَ الصدر ولم يكن واسعَ السِّرْب ويقال : في مَجَسِّكَ ضِيقٌ . منَ المَجاز عن ابنِ دُرَيْد : جَسَّه بعَينِه إذا أحَدَّ النَّظرَ إليه ليَسْتَثْبِتَ ويَستَبين قال الشاعر :
وفِتْيةٍ كالذِّئابِ الطُّلْسِ قلتُ لهمْ ... إنِّي أرى شَبَحَاً قد زالَ أوْحالا
فاعْصَوْصَبُوا ثمّ جَسُّوه بأَعيُنِهم ... ثمّ اخْتفَوْهُ وقَرْنُ الشمسِ قد زالا اخْتَفَوْه : أَظْهَروه وهكذا أنشده الجَوْهَرِيّ وحكاه عن ابنِ دُرَيْدٍ وقال الصَّاغانِيّ : هو في حكايته عنه صادقٌ ولكنه تَصحيفٌ والروايةُ حَسُّوه بالحاء يقال : حَسَّهُ وأَحَسَّه بمعنىً والبيتان لعُبَيْدِ بنِ أيوبَ العَنْبَريِّ والرواية :
فاهْزَوْزَعوا ثمّ حَسُّوه بأَعيُنِهم ... ثمّ اخْتَتَوْهُ وقَرنُ الشمسِ قد زالا اهْزَوْزَعوا : تحرَّكوا وانتبهوا حتى رَأَوْه واخْتَتَوْه : أخذوه . قلتُ : ومثلُه بخطِّ أبي زكرِيّا في دِيوانِه وقال : حَسُّوه وأَحَسُّوا بمعنىً . والجَسّاسَة : دابّةٌ تكونُ في الجزائرِ تَجُسُّ الأخبار فتأتي بها الدَّجَّال . قاله الليث زاد في اللِّسان : زعموا . وهي المَذكورةُ في حديثِ تميمٍ الدّارِيِّ . منَ المَجاز : الجَسّاسُ ككَتّانٍ : الأسدُ المُؤَثِّرُ في الفريسةِ ببَراثِنِه فكأنّه قد جَسَّها ومنه قولُ مالكِ بنِ خالدٍ الخُناعيِّ ويُروى لأبي ذُؤَيْبٍ أيضاً في صفةِ الأسد :
صَعْبُ البَديهةِ مَشْبُوبٌ أظافِرُه ... مُواثِبٌ أَهْرَتُ الشِّدْقَيْنِ جَسّاسُ وقال أبو سعيدٍ الحسنُ بنُ الحسين السُّكَّرِيُّ : جَسَّاسٌ يَجُسُّ الأرضَ أي يَطَؤُها . جَسّاسُ بنُ قُطَيْبٍ أبو المِقْدامِ : راجِزٌ . جَسّاسُ بنُ مُرَّةَ الشَّيْبانيُّ : قاتلُ كُلَيْبِ بنِ وائلِ وبسبَبِه هاجَتْ حَرْبُ بكرٍ وتَغلِبَ بنِ وائلٍ كما تقدّم في بسّ وفيه يقول مُهْلَهِلٌ : قَتيلٌ ما قَتيلُ المَرءِ عَمْروٍ وجَسّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ
وَقَتَله هِجْرِسُ بنُ كُلَيْبٍ وله كلامٌ تقدّم في زرر . وعبدُ الرحمنِ بنُ جَسّاسٍ المِصريّ : من أتباعِ التابعين . وجَسّاسُ بنُ محمدٍ : من المُحدِّثين . جِسَاسٌ ككَتِابٍ ابنُ نُشْبَةَ بن رَبيع التَّميميّ بنِ عَمْرِو بنِ عَبْد الله بنِ لؤيِّ بنِ عَمْرِو بنِ الحارثِ بنِ تَيْمِ الله بنِ عبدِ مَناةَ بنِ أُدّ : أبو قبيلةٍ من ولَدِه مُزاحِمُ بنُ زُفَرَ بنِ عِلاج بن الحارثِ بنِ عامرِ بنِ جَسّاسٍ عن شُعبَةَ وعنه أبو الربيعِ الزَّهْرانيُّ أخوه عثمانُ بنُ زُفَر : حدَّثَ عن يوسفَ بن موسى القَطّانِ وغَيرِه وأنشد ابْن الأَعْرابِيّ :
أَحْيَا جِسَاساً فلمّا حانَ مَصْرَعُه ... خَلَّى جِسَاساً لأقوامٍ سَيَحْمونَهْ وجِسْ بالكَسْر : زَجْرٌ للبعير قال ابنُ دُرَيْدٍ : لم يَتَصَرَّفْ له فِعلٌ . قَوْله تَعالى : " ولا تَجَسَّسُوا " قال مُجاهد : أي خُذوا ما ظَهَرَ ودَعوا ما سَتَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ أو لا تَفْحَصوا عن بَواطنِ الأمور أو لا تبحثوا على العَوْرات كلّ ذلك من معاني التَّجَسُّس بالجيم وقد تقدّم الفرقُ بينه وبين التَّحَسُّس بالحاءِ وهو مَجاز . منَ المَجاز : اجْتَسَّتِ الإبلُ الكَلأَ إذا رَعَتْه بمَجاسِّها أي أَفْوَاهِها وفي الأساس : الْتَمَسَتْه بأَفْواهِها . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الجَسُّ : جَسُّ النَّصِيِّ والصِّلِّيَانِ حيثُ يخرجُ من الأرضِ على غيرِ أُرُومةٍ . ويقال : جَسَّ الأرضَ جَسَّاً : وَطِئَها ومنه سُمِّيَ الأسدُ جَسّاساً . وهاشمُ بنُ عبدِ الواحدِ الجَسّاس : كُوفيٌّ روى عن جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّد بنِ شاكرٍ وإبراهيمُ بنُ الوليدِ الجَسّاسُ يروي عن أبي بكرٍ الرَّماديّ . وعبدُ السلامِ بنُ حمدون جَسُّوس كتَنُّورٍ : حدَّثَ عن إمامِ الجماعةِ سيِّدي عبدِ القادرِ الفاسيِّ وغيرِه وعن شيخِ مَشايِخنا مُحَمَّد بن عَبْد الله السِّجِلْماسيِّ ومحمد بنُ عبد الرزّاقِ بنِ عبدِ القادر بنِ جَسّاسٍ الأَرِيحيُّ الدمشقيُّ سَمِعَ على الزَّيْنِ العراقيِّ والهَيْثَميِّ مات سنة 874