قال : يَكفيكَ من بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ حَمْراءُ ، مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قيل : يعني البُرَّة ، وقيل : يعني الناقة ، وفسر الأَزهري هذا الشعر فقال : مما دَرَسَ أَي داسَ ، قال : وأَراد بالحمراء بُرَّةً حمراء في لونها . ودَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْساً ودِراسَةً ودارَسَه ، من ذلك ، كأَنه عانده حتى انقاد لحفظه . وقد قرئ بهما : وليَقُولوا دَرَسْتَ ، وليقولوا دارَسْتَ ، وقيل : دَرَسْتَ قرأَتَ كتبَ أَهل الكتاب ، ودارَسْتَ : ذاكَرْتَهُم ، وقرئ : دَرَسَتْ ودَرُسَتْ أَي هذه أَخبار قد عَفَتْ وامَّحَتْ ، ودَرُسَتْ أَشدّ مبالغة . وروي عن ابن العباس في قوله عز وجل : وكذلك نُصَرِّفُ الآيات وليقولوا دَرَسْتَ ؛ قال : معناه وكذلك نبين لهم الآيات من هنا ومن هنا لكي يقولوا إِنك دَرَسْتَ أَي تعلمت أَي هذا الذي جئت به عُلِّمْتَ . وقرأَ ابن عباس ومجاهد : دارَسْتَ ، وفسرها قرأْتَ على اليهود وقرأُوا عليك . وقرئ : وليقولوا دُرِسَتْ ؛ أَي قُرِئَتْ وتُلِيَتْ ، وقرئَ دَرَسَتْ أَي تقادمت أَي هذا الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول ومرَّ بنا . ودَرَسْتُ الكتاب أَدْرُسُه دَرْساً أَي ذللته بكثرة القراءة جتى خَفَّ حفظه عليَّ ، من ذلك ؛ قال كعب بن زهير : وفي الحِلم إِدْهانٌ وفي العَفْوِ دُرْسَةٌ ، وفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُق ؟
قال : الدُّرْسَةُ الرِّياضَةُ ، ومنه دَرَسْتُ السورةَ أَي حَفظتها . ويقال : سمي إِدْرِيس ، عليه السلام ، لكثرة دِراسَتِه كتابَ اللَّه تعالى ، واسمه أَخْنُوخُ . ودَرَسْتُ الصَّعْبَ حتى رُضْتُه . والإِذهانُ : المذَلَّة واللِّين . والدِّراسُ : المُدارَسَةُ . ابن جني : ودَرَّسْتُه إِياه وأَدْرَسْتُه ؛ ومن الشاذ قراءة ابن حَيْوَةَ : وبما كنتم تُدْرِسُونَ . والمِدْراسُ والمِدْرَسُ : الموضع الذي يُدْرَسُ فيه . والمَدْرَسُ : الكتابُ ؛ وقول لبيد : قَوْمِ إلا يَدْخُلُ المُدارِسُ في الرَّحْـ ْمَةِ ، إِلاَّ بَراءَةً واعْتِذارا والمُدارِسُ : الذي قرأَ الكتب ودَرَسَها ، وقيل : المُدارِسُ الذي قارَفَ الذنوب وتلطخ بها ، من الدَّرْسِ ، وهو الجَرَبُ . والمِدْراسُ : البيت الذي يُدْرَسُ فيه القرآن ، وكذلك مَدارِسُ اليهود . وفي حديث اليهودي الزاني : فوضع مِدْراسُها كَفَّه على آيةِ الرَّجمِ ؛ المِدْراسُ صاحب دِراسَةِ كتبهم ، ومِفْعَل ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة ؛ ومنه الحديث الآخر : حتى أَتى المِدْراسَ ؛ هو البيت الذي يَدْرسون فيه ؛ قال : ومِفْعالٌ غريب في المكان . ودارَسْت الكتبَ وتَدارَسْتُها وادَّارَسْتُها أَي دَرَسْتُها . وفي الحديث : تَدارَسُوا القرآن ؛ أَي اقرأُوه وتعهدوه لئلا تَنْسَوْهُ . وأَصل الدِّراسَةِ : الرياضة والتَّعَهُّدُ للشيء . وفي حديث عكرمة في صفة أَهل الجنة : يركبون نُجُباً أَلينَ مَشْياً من الفِراشِ المَدْرُوس أَي المُوَطَّإِ المُمَهَّد . ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً : جَرِبَ جَرَباً قليلاً ، واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ . الأَصمعي : إِذا كان بالبعير شيء خفيف من الجرب قيل : به شيء من دَرْسٍ ، والدَّرْسُ : الجَرَبُ أَوَّلُ ما يظهر منه ، واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ أَيضاً ؛ قال العجاج : يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ ، من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيم الدَّرْسِ من الأَذى ومن قِرافِ الوَقْسِ وقيل : هو الشيء الخفيف من الجرب ، وقيل : من الجرب يبقى في البعير . والدَّرْسُ : الأكل الشديد . ودَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً ، وهي دارِسٌ من نسوة دُرَّسٍ ودَوارِسَ : حاضت ؛ وخص اللحياني به حيض الجارية . التهذيب : والدُّرُوس دُروسُ الجارية إِذا طَمِثَتْ ؛ وقال الأَسودُ بن يَعْفُر يصف جَواريَ حين أَدْرَكْنَ : الَّلاتِ كالبَيْضِ لما تَعْدُ أَن دَرَسَتْ ، صُفْرُ الأَنامِلِ من نَقْفِ القَوارِيرِ ودَرَسَتِ الجارية تَدْرُسُ دُرُوساً . وأَبو دِراسٍ : فرج المرأَة . وبعير لم يُدَرَّسْ أَي لم يركب . والدِّرْواسُ : الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب . والدِّرْواسُ : الأَسد الغليظ ، وهو العظيم أَيضاً . والدِّرْواس : العظيم الرأْس ، وقيل : الشديد ؛ عن السيرافي ، وأَنشد له : بِتْنا وباتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنا ، عند النَّدُولِ ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ يجوز أَن يكون واحداً من هذه الأَشياء وأَولاها بذلك الكلب لقوله قرانا نبح درواس لأَن النبح إِنما هو في الأَصل للكلاب . التهذيب : الدِّرْواسُ الكبير الرأْس من الكلاب . والدِّرْباسُ ، بالباء ، الكلب العَقُور ؛
قال : أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدِْرباسِ الحُمُت ؟
قال : هذا كلب قد ضَرِيَ في زِقاقِ السَّمْن يأْكلها فأَعَدَّ له كلباً يقال له دِرْواسٌ . وقال غيره : الدِّراوِسُ من الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ الأَعناق ، واحِدها دِرْواسٌ . قال الفراء : الدِّرواسُ العِظامُ من الإِبل ؛ قال ابن أَحمر : لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها ، ودِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّد ؟
قال ابن السكيت : ظن أَن اليَرَنْدَجَ عَمَلٌ وإِنما اليَرَنْدَج جلود سود . وقوله ودِراسُ أَعوصَ أَي لم تُدارِس الناسَ عَويص الكلام . وقوله دارس متخدد أَي يَغْمُضُ أَحياناً فلا يرى ، ويروى متجدد ، بالجيم ، ومعناه أَي ما ظهر منه جديد وما لم يظهر دارس . "