البِرْجِيسُ بالكسْرِ وكذلك البِرْجِسُ كزِبْرِج والأَوَّل أَعرَفُ : نَجْمٌ في السَّماء أَو هو المُشتري قال الجَوْهَرِيُّ : نقله الفَرَّاءُ عن ابنِ الكَلبيِّ وفي بعض النُّسَخ : عن الكَلْبِيِّ . قلت : والصوابُ عن ابنِ الكَلْبيِّ وكذلك وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَرِيّ وقيل المِرِّيخُ وفي الحديث : أَنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم سُئِلَ عن الكواكبِ الخُنَّسِ فقال : " هي البِرْجِيسُ وزُحَلُ وبَهرامُ وعُطارِدُ والزُّهَرَةُ " قال : البِرجيسُ : المُشتَري وبَهرامُ : المِرِّيخُ . البِرْجِيسُ : النّاقةُ الغزيرةُ اللَّبَنِ . البُرْجاسُ بالضَّمِّ والعامَّةُ تَكسِرُه : غَرَضٌ في الهواءِ على رأْسِ رُمْحٍ ونَحوِه يُرمَى به قال الجَوْهَرِيّ : مُوَلَّدٌ أَظُنُّه . البُرْجاسُ : حَجَرٌ يُرْمَى به في البئر ليَفتَحَ عُيونَها ويُطَيِّبَ ماءَها هكذا رواه المُؤَرِّجُ في شِعر سَعدِ بنِ المُنتَحِرِ البارِقِيِّ ورواه غيره بالميم وهو قولُه :
إذا رأَوا كَريهَةً يَرْمونَ بي ... كرَمْيِكِ البُرْجاسَ في قَعْرِ الطَّوِي البُرجاسُ : شِبهُ الأَمَرَةِ يُنصَبُ من الحِجارَةِ قاله شَمِر
رَجَسَتِ السَّمَاءُ تَرْجُسُ رَجْساً إِذا رَعَدَتْ شَدِيداً وتَمَخَضَّتْ كارْتَجَسَتْ . وفي الأَسَاسِ : قَصَفَتْ بالرَّعْدِ . ورَجَسَ البَعِيرُ : هَدَرَ وقِيلَ : الرَّجْسُ : الصَّوْتُ الشَّدِيدُ في الهَدِيرِ
ورَجَسَ فُلانٌ رَجْساً : قَدَّرَ المَاءَ أَي ماءَ البِئْرِ بالمِرْجاسِ كأَرْجَسَ إِرْجاساً . وسَحَابٌ رَاجِسٌ ورَجَّاسٌ ككَتَّانٍ ومُرْتَجِسٌ : شَدِيدُ الصَّوْتِ وكذلِكَ الرَّعْدُ تقول : عَفَتِ الدِّيَارَ الغَمَائِمُ الرَّوَاجِسُ والرِّيَاحُ الرَّوَامِسُ . وبَعِيرُ رَجُوسٌ كصَبُورٍ ومِرْجَسٌ كمِنْبَرٍ ورَجَّاسٌ ككَتَّانٍ : شَدِيدُ الهَدِير . ونَاقَةٌ رَجْساءُ الحَنِينِ : مُتَتَابِعَتُهُ حكاه ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد :
" يَتْبَعْنَ رَجْسَاءَ الْحَنِينِ بَيْهَسَا
" تَرَى بِأَعْلَى فَخِذَيْهَأ عَبَسَا
" مِثْلَ خَلُوقٍ الفارِسِيِّ أَعْرَسَا والرِّجَّاسُ كشَدَّادٍ : البَحْرُ سُمِّيَ به لصَوْتِ مَوْجِه أَو لارْتِجَاسِه واضْطِرَابِه كما سُمِّيَ رَجَّافاً لارْتِجَافِه . ويُقَال : هُمْ في مَرْجُوسَةٍ مِن أَمْرِهِمْ وفي مَرْجُوساءَ أَي في اخْتِلاطٍ والْتِبَاسٍ ودَوَرَانٍ . والمِرْجاسُ بالكَسْرِ : حَجَرٌ يُشَدُّ في طَرَفِ حَبْلٍ ثُمَّ يُدَلَّى في البِئرِ فَتُمْخَضُ الحَمْأَةُ حتَّى تَثُورَ ثُمَّ يُسْتَقَى ذلك الماءُ فتَنْقَى البِئْرُ كذا في الصّحاح ومنه قولُ الشاعِر :
إِذَا رَأَوْا كَرِيهَةً يَرْمونَ بِي ... رَمْيَكَ بِالْمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي أَو هو حَجَرٌ يُرْمَى فِيهَا لِيُعْلَمَ بِصَوْتهِ عُمْقُهَا وقَدْرُ قَعْرِها أَوْ لِيُعْلَمَ أَفِيهَا ماءٌ أَمْ لا نقلَه ابن الأَعْرَابِيّ . قال ابنُ سِيدَهُ : والمعروفُ الْمِرْداسُ . والرَّاجِسُ : مَنْ يَرْمِي بِه كالمُرْجِسِ :
والرِّجْسُ بالكَسْرِ : القَذَرُ أَو الشَّيْءُ القَذِرُ ويُحَرِّكُ وتُفْتَح الراءُ وتُكْسَرُ الجِيمُ يقال : رِجْسٌ نِجْسٌ ورَجِسٌ نَجِسٌ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وأَحْسَبُهُم قالُوا : رَجَسٌ نَجَسٌ وقال الفَرَّاءُ : إِذا بَدَءُوا بالرِّجْسِ ثمّ أَتْبَعُوه النِّجْسَ كسروا النون وإِذا بَدَءُوا بالنجِس ولم يَذْكُروا مَعَه الرِّجْسَ فتحوا الجِيم والنون . وقال ابنُ الكَلْبِيّ في قولِه تعالى : " فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً " وكذا في قولهِ تعالَى : " رِجْسٌ مِن عَمَلِ الشَّيْطَانِ " قال : الرِّجْسُ : المَأْثَمُ . وقال الزَّجَّاجُ : الرِّجْسُ : كُلُّ ما اسْتُقْذِرَ مِنَ العَمَلِ بالَغَ اللهُ تعالَى في ذَمِّ هذِه الأَشْيَاءِ فسَمَّاهَا رِجْساً . والرِّجْسُ : العَذَابُ . والعَمَلُ المُؤَدِّي إلى العَذَابِ وفي التَّهْذِيبِ : وأَمّا الرِّجْزُ : فالعَذابُ والعَمَلُ الذي يُؤدِّي إلى العَذَابِ والرِّجْسُ : العَذَابُ كالرِّجْز قَلِبت الزَّايُ سِيناً كما قِيل : الأَسْدُ والأَزْد . وجعله الزَّمَخْشَرِيُّ مَجازاً وقال : لأَنَّه جَزاءُ ما استُعِيرَ له اسمُ الرِّجْسِ . وقال أَبو جَعْفَرٍ في قولِه تَعالى : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسُ " أَي الشَّكَّ
وقالَ الفَرَّاءُ في قولِهِ تعَالى : " ويَجْعَلُ الرِّجْسُ عَلى الَّذِينَ لا يَعْقِلُون " إِنَّهُ العِقابُ والغَضَبُ وهو مَضارِعٌ لقولِهِ الرِّجْز قال : ولعلَّهما لغتان . ورَجُسِ كفرِح وكَرُمَ رَجَساً ورَجَاسَةً ككَرَامَةٍ : عَمِلَ عَمَلاً قَبِيحاً . والرَّجْسُ بالفتْح : شِدَّةُ الصَّوْتِ فكأَنَّ الرِّجْسَ العملُ الذي يَقْبُح ذِكْرُه ويَرْتفِعُ في القُبْح . وفي التَّكْمِلة : رَجَسَهُ عن الأَمِر يَرْجُسُه بالضَّمِّ ويَرْجِسُه بالكَسْرِ . رِجْساً عاقهُ وعَزاه في العُبَابِ إِلى ابن عَبَّاد . والنَّرْجِسُ بفَتْحِ النُّونِ وكَسْرِها الأَخِيرُ نقله الصّاغَانِيُّ عن أَبِي عَمْرٍو : من الرَّياحِينِ م أَي معروفٌ وهو مُعَرَّبُ : نَرْكسِ . نافِعٌ شمُّه للزُّكامِ والصُّدَاعِ البارِدَيْنِ ومن غِريب خَواصِّه أَنّ أَصله مَنْقُوعاً في الحَلِيبِ لَيْلَتَيْنِ يُطْلَى بِه ذَكَرُ العِنِّينِ العاجزِ عن الجِمَاعِ فيُقِيمُه ويَفْعَلُ فِعْلاً عَجِيباً وله شُرُوطٌ ليس هذا مَحَلَّ ذِكْرِها . في اللِّسَانِ : والنونُ زائِدَةٌ لأَنَّه ليسَ في كلامِهِم فَعْلِلٌ وفي الكلامِ : نَفْعِل قاله أَبو عَلِيّ ويُقال : النَّرْجِسُ فإِن سَمَّيْتَ رَجُلاً بنَرْجِسَ لم تَصْرِفْه لأَنَّهُ نَفْعِلُ كنَجْلِسُ وليسَ برُباعِيٍّ لأَنَّه ليس في الكلامِ فَعْلِلٌ وفيه فَعْلَلٌ مِثْلُ جَعْفرٍ فإِنْ سمَّيْتهُ بِنِرْجِسٍ صَرَفْته ؛ لأَنَّه على وَزْنِ فِعْلِلٍ فهو رُبَاعِيٌّ كهِجْرِسٍ . وارْتجَسَ البِناءُ : رَجَفَ واضْطَرَبَ وتَحَرَّكَ حَرَكةً يُسْمَعُ لها صَوْتٌ ومنه : ارْتِجَاسُ إِيوانِ كِسْرَى ليلة وِلادتِه صلَّى الله عَليْه وسلَّم . وارْتجَسَتِ السَّمَاءُ : رَعَدَتْ وتمَخَّضتْ للمَطرَ ولا يَخْفَى أَنَّهُ لو قال في أَوَّلِ المادَّةِ : أَو تَمَخَّضت كارْتجَسَتْ لأَصابَ وسَلِمَ من تَفْرِيقِ معنىً وَاحدٍ في مَحَلَّيْنِ . ومِمَّا يُسْتدْرَك عليه : رَجُسَ الشَّيْءُ يَرْجُسُ رَجَاسَةً مِن حَدِّ كَرُمَ أَي قَذُرَ وإِنَّهُ لرِجْسٌ مَرْجُوسٌ ورَجُلٌ مَرْجُوسٌ . وقد يُعَبَّرُ به عن الحَرَامِ واللَّعْنةِ والكُفْرِ . وقال مُجَاهِدٌ : الرِّجْسُ : ما لا خَيْرَ فيه وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " كذلِك يَجْعَلَ اللهُ الرِّجْسَ " . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : مَرّ بِنا جَمَاعَةٌ رَجِسُون ونَجِسُون أَي كُفَّارٌ . والرِّجْسُ : الحَرَكَةُ الخَفِيفَةُ . ومنه الحديث : " إِذا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ فوَجَدَ رِجْساً أَوْ رِجْزاً فَلاَ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعُ صَوْتاً أَوْ يَجِدَ رِيحاً " . ورِجْسُ الشَّيْطَانِ : وَسْوَسَتُهُ . والرَّجْسُ والرَّجْسَةُ والرَّجَسَانُ والارْتِجَاسُ : صَوتُ الشَّيْءِ المُخْتَلِطِ العَظِيم كالجَيْشِ والسَّيْلِ والرَّعْدِ . وهذا رَاجِسٌ حَسَنٌ أَي رَاعِدٌ حَسَنٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ
ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : سَرْجِس بالفَتْحِ وكسرِ الجيمِ وسيأْتِي في مارَسَرْجِسَ له ذِكْرٌ . وشَيْبَةُ بنُ نِصَاحِ بنِ سَرْجِس السَّرْجِسِيُّ القارِئُ مشهورٌ
وممّا يسْتَدْرَكُ عَلَيْه : المِرْجَاسُ بالكَسْر : حَجَرٌ يُرْمَى به في البئر ليَطيِبَ ماؤُهَا وتُفْتَحَ عُيُونُهَا أَهْمَلَه الجَمَاعَةٌ ونقله صاحِبُ اللِّسَانِ عن أَبِي الفَرَجِ وأَنْشَدَ :
" إِذا رَأَوْا كَرِيهَةً يَرْمُونَ بِي
" رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي وهو بلُغَةِ الأَزْدِ : البِرْجاسُ بالبَاءِ . والشِّعْر لسَعْدِ بنِ المُنْتَخِرِ البَارِقِيِّ رواه المُؤَرِّخُ هكذا بالبَاءِ وقد تَقَدَّم في موضعِه
النَّرْجِسُ بالكسرِ من الرَّياحِينِ معروفٌ هكذا ذَكَرَه ابنُ سِيَده في الرُّباعِيّ وذَكَرَه في الثُّلاثِيّ بالفَتْحِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ هنا ويُقَال : بالفَتْح وكسر النُّون إِذا أُعْرِبَ أَحْسَنُ . قال ابنُ دُرَيْدٍ : أَمّا فِعْلِلٌ فلم يَجِيءْ منه إِلاَّ نِرْجِسٌ وقد ذكره النَّحْوِيُّونَ في الأَبْنِيَةِ وليس له نَظِيرٌ في الكَلاَمِ فإِنْ جَاءَ بِنَاءٌ على فِعْلِلٍ في شِعْرٍ قَدِيمٍ فارْدُدُه فإِنّه مَصْنُوعٌ وإِنْ بَنَى مُوَلِّدٌ هذا البِنَاءَ وإسْتَعْمَلَه في شِعْرٍ أَو كلامٍ فالرَّدُّ أَوْلَى به . وقد مَرَّ ذِكْرُه في ر ج س . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه : النَّرْجِسِيَّةُ مِن الأَطْعِمَة معرُوفَةٌ : وهي أَنْ تُدَبَّرَ كتَدْبِيرِ المُدَقَّقَةِ ثُمّ يُجْعلَ عليها البَيْضُ عُيُوناً وتُزَيَّنَ بالفُسْتُقِ واللَّوْزِ . نقلَه الصّاغَانِيُّ رحمه اللهُ تعالَى