البِرْنِيقُ كزنبِيلٍ أَهمَلَه الجَوهريُّ وقال الصّاغانِيُّ : هو تِقْنُ النًّارِ . وقالَ ابنُ سِيده وابن عَباّدٍ : هو ضَرْبٌ من الكَمْأةِ قالَ ابن عَبّاد : طوال حمْر أو صِغار سودٌ وهذا عن ابن سِيدَه وقال ابنُ خالَوَيْهِ : البرْنِيق : من أسماء الكَمْأَة وقال ابنُ عَباّد : الجَمْعُ بَرانِيقُ . وبَنُو بِرْنِيقٍ بالكسرِ : بَطْنٌ من العَرَبِ وفي الجَمهرة . بطَينٌ . أَو بِرْنِيقٌ : رَجُل مِن بَنِي سَعْدٍ إليه نُسِبَت القَبِيلَةُ . قلتُ : ولعَلَّ منهُم البَرانِقَةُ : قَبِيلَةٌ من العَرَبِ بمصر وبهم عُرِفَ كَفرُ البَرانِقَةِ بالمَنُوفِيةِ
ومما يُستَدْرَكُ عليه : إِبرِينَقُ بكسرِ الهمزة وكسر الراء وفتح النون : قرية بمَرْوَ مُعَرَّب إِبرينَه والنِّسْبَةُ إِليها إِبرِينَقِيّ منها : أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الدَّهَّان الإبرِينَقِيّ عن أَبِي القاسم الفورانِيًّ وغيرِه من شُيوخ مَرْوَ وعنه أَبُو الحَسَن الشَّهْرِ سْتانِيّ مات سنة 523
ومما يُسْتَدرك عليه : الترْنُوقُ بالضم أَهْمَلَه الجَماعةُ وقالَ شَمِرٌ : هو الطينُ الذي يرْسُبُ في مَسايِلِ المِياهِ . وقالَ أَبو عُبَيْدٍ : هو الماءُ الباقِي في المَسِيلِ ويُفْتَحُ كما في اللِّسانِ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي للمُصَنف في رنق
رَنِقَ الماءُ كفَرِحَ اقْتصَرَ عليه الصّاغانِيُّ ونَصَرَ ذَكَرَهُ ابنُ سيدَه رَنْقاً ورَنَقاً بالتَّحرِيكِ ورُنُوقاً بالضَّمِّ ففيه لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ : كَدِرَ ومنه الحَدِيثُ : " ليسَ للشّارِبِ إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ " وقالَ زُهَيرُ ابنُ أبِي سُلْمىَ :
شَجَّ السُّقاةُ على ناجُودِها شَبِماً ... من ماءَ لِينَةَ لا طَرْقاً ولا رَنَقَا كتَرَنَّقَ فهو رَنِقٌ كعَدْلٍ وكَتِفٍ وجَبَلٍ واقْتَصَر الجَوْهرِي على الأوّلِ قالَ مِرْداسُ بنُ أُدَيةَ :
مَخافَةَ أن يَرَيْنَ البُؤْسَ بَعْدِي ... وأنْ يَشرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافي
والتَّرْنُوقُ ويُضَم والتُّرْنُوقاءُ بالضَّمِّ مع المَدِّ واقتصَرَ أَبو عُبَيْدٍ على الأَوّلِ : الطِّينُ الّذِي في الأَنْهارِ والمَسِيلِ إِذا نَضَبَ أَي : انْحَسَر عنها وفي العُبابِ عنه الماءُ قالَ ابنُ هَرْمَةَ يمدَحُ ابنَ حَنْظب :
ما زِلْتَ مُفْتَرِطَ السِّجالِ من العُلَى ... في حَوْضِ أَبْلَجَ يَمْدُرُ التَّرْنُوقَا ورَوْنَقُ السَّيْفِ : ماؤُه وحُسْنُه قال الأَعْشَى يَمْدَحُ المُحَلِّقَ :
تَرَى الجُودَ يَجْرِي ظاهِرًا فَوْقَ وَجْهِه ... كما زانَ مَتْنَ الهُنْدُوانِيِّ رَوْنَقُ ومنه : رَوْنَقُ الضُّحَى وغَيْرِها وهو ماؤُه وحُسْنُه وصَفاؤُه وهو مَجازٌ يُقال : أَتَيْتُه في رَوْنَقِ الضُّحَى أَي : أَوَّلِها كما يُقالُ : وَجْهُ الضحَى قال :
ألَمْ تَسْمَعِي أَيْ عَبْدَ في رَوْنَقِ الضُّحَى ... بُكاءَ حَماماتٍ لَهُنَّ هَدِيرُ والسَّيْفُ يَزِينُه رَوْنَقُه أَي : ماؤهُ وفِرِنْدُه
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : يُقالُ : صارَ الماءُ رَوْنَقَةً : إِذا غَلَبَ الطِّينُ على الماءَ هكذا في العُبابِ والصَّوابُ : صارَ الماءُ رَنَقَةً واحِدَةً كما هو نَصُّ اللِّحْيانِيِّ في النّوادِرِ . والرَّنْقاءُ من الطَّيْرِ : القاعِدَةُ على البيْضِ وفي قِصَّةِ سُلَيْمانَ عليه السّلام : " احْشُروا الطَّيْرَ إِلاّ الشَّنْقاءَ والرَّنْقاء والبُلَتَ " الرَّنْقاءُ عُرِفَ معناهُ والبُلَتُ : ذُكِرَ في مَوْضِعِه والشَّنْقاءُ : التِي تَزُقُّ فِراخَها . قالَ : والرَّنْقاءُ : ماءٌ لبَنِي تَيْمِ الأدْرَم ابنِ ظالِم هكذا في النُّسَخ والصّوابُ تَيْمُ الأدْرم بنُ غالِبِ بنِ فِهْرِ بنِ مالِكِ بنِ قُرَيْش قال القَتّالُ :
عَفَتْ أجَلَي مِنْ أهْلِها فقَلِيبُها ... إِلى الدَّوْم فالرَّنْقاءَ قَفْرًا كَثِيبُها والرَّنْقاءُ من الأرضِ : التي لا تُنْبتُ شَيْئًا ج : رَنْقاواتٌ عن ابْنِ عَبّادٍ . قالَ : والريانِقُ : جَمْعُ رَنْقَةِ الماءَ بالفتح وهو مَقْلُوبٌ أَصْلُه الرَّنائِقُ والرَّنْقَةُ : الماءُ القَلِيلُ الكَدِرُ يَبْقَى في الحَوْضِ . وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : أَرْنَقَ الرَّجُلُ : إِذا حَركَ لِواءَه للحَمْلَةِ . قالَ : وأَرْنَقَ اللِّواءُ نَفْسُه : تَحَرَّكَ . وأَرْنَقَ الماءَ : كدَّرَهُ كرَنَّقَهُ تَرْنِيقاً في الوَجْهَيْنِ مثله . ورَنَّقَهُ أيْضاً : صَفّاهُ عن الكَدَرِ فهو ضِدٌّ قالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : التَّرْنيقُ يَكُونُ تَصْفِيَة ويَكُون تَكْدِيرًا وهو من الأَضداد . ويُقال : رَنَّقَ الله تعالَى قَذاتَكَ أي : صَفّاها عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ . ورَنَّقَ القَوْمُ بالمَكانِ : إِذا أَقامُوا به واحْتُبِسُوا . ويُقال : رَنَّقُوا في كذا من الأَمْرِ : إِذا خَلطُوا الرَّأيَ . ورَنَّقَ الطّائِرُ : خَفَقَ بجَناحَيْهِ في الهواءَ ورَفرَفَ ولم يَطِرْ وفي الصِّحاح : وثَبَتَ فلم يَطِرْ وقالَ غيرُه : رَفْرَفَ فلَمْ يَسْقُطْ ولم يَبْرَحْ قالَ الرّاجِزُ يصِفُ العَلَمَ :
" وتَحْتَ كُلِّ خافِقٍ مُرَنَّقِ
" من طَيِّىءٍ كُلُّ فَتىً عَشَنَّقِ وقالَ بعضُهم : تَرْنِيقُ الطّائِرِ عَلَى وَجْهَيْنِ أحَدُهما : صَفُّهُ جَناحَيْهِ في الهواءَ لا يُحَرِّكُهما والآَخَرُ : أَنْ يَخْفِقَ بجَناحَيْهِ ومِنْهُ قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
إِذا ضَرَبَتْنا الرِّيحُ رَنَّقَ فَوْقَنا ... عَلَى حَدِّ قَوْسَيْنا كما خَفَقَ النَّسْرُ ورَنَّق النوْمُ في عَيْنَيْهِ : إِذا خالَطَهُما نَقَلَه الصّاغانِيُّ زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : ولم يَنَمْ وهو مَجازٌ قال ابنُ الرِّقاعَ :
وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُعاسُ فرَنقَتْ ... في عَيْنِه سِنَةٌ وليسَ بنائِم والتَّرْنِيقُ : الضغفُ يكونُ في البَصَرِ وفي البَدَنِ وفي الأمْرِ الأَخِير هو المُشارُ إليه بقولهِ : وفي الأَمْرِ : خَلَطُوا الرَّأيَ فهو تَكرار . والتَّرْنِيقُ : إِدامَةُ النَّظَرِ كالترْمِيقِ والتَّدْنِيق عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ . وقالَ اللَّيثُ : التَّرْنِيقُ : كَسرُ جَناح الطّائِرِ برَمْيَةٍ أَو داءٍ يُصِيبُه حَتّى يَسْقُطَ وهو مُرَنَّق الجَناح كمُعَظَّمٍ قالَ :
" فيَهوِي صَحِيحاً أو يُرَنِّقُ طائِرُهْوأَنْشَد بنُ الأعْرابِيِّ :
" رَمَّدَتِ المعْزَى فرَنَّقْ رَنّقْ
" ورَمَّدَ الضَّأنُ فرَبّقْ رَبِّقْ أي : أنْتَظِر ولادَتَها فإنَّه سَيَطُولُ إنْتِظارُكَ لها ورُبَّما قِيلَ بالمِيم وبالدّالِ أَيْضاً وقد سَبَقَ في : رب ق
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الرَّنْقُ بالفَتْح : تُرابٌ في الماءِ من القَذَى ونَحْوِه وقال ابنُ بَرَّيّ : وقد جُمِعَ رَنْق على رَنائِقَ كانَّه جَمْعُ رَنِيقَةٍ قال المَجْنُون :
يُغادِرْنَ بالمَوْماةِ سَخْلاً كأنَّهُ ... دَعامِيصُ ماءٍ نَشَّ عَنْها الرّنائِقُ ورَنَّقَت السَّفِينَةُ فهى مُرَنِّقَة : إِذا دارَتْ في مكانِها ولم تسِرْ . ورَنَّقَ : تَحَيَّرَ . والتَّرْنِيقُ : قِيامُ الرَّجُلِ لا يَدْرِي أَيَذْهَبُ أم يَجِىءُ . ورَنق اللِّواءَ تَرْنِيقاً : حَرَّكَه . ورَنقَ اللِّواءُ نَفْسُه : إِذا تَحَرَّكَ على الرؤوسِ وأَنشدَ ابنُ الأعْرابِيِّ :
" يَضْرِبُهُم إِذا اللِّواءُ رَنَّقَا
" ضَرْباً يُطيْحُ أذْرُعاً وأَسْوُقَا وكذلِكَ الشَّمسُ إِذا قارَبَتِ الغُرُوبَ فقد رَنَّقَتْ . ومن المَجازِ : رَنَّقَتْ منهُ المَنِيَّةُ : إِذا دَنَا وقُوُعُها اسْتُعِيرَ مِن تَرْنِيقِ الطّائِرِ قالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ :
ورَنَّقَتِ المَنِيةُ فهْيَ ظِلٌّ ... على الأبْطالِ دانِيَةُ الجَناحِ ورَنَّقَ النَّظَرَ : أَخْفاهُ . والرَّنْقُ بالفتح : الكَذِبُ . ورَوْنَقُ الشَّبابِ : أَولهُ وماؤُه وهو مَجازٌ . ولَقِيتُ فُلاناً مُرَنِّقَةً عَيْناهُ أَي : مُنْكَسِرَ الطَّرْفِ من جُوعٍ أو غَيْرِه . ويُقال : رَنِّقْ ولا تَعْجَلْ أَي : تَوَقَّف وانْتَظِرْ . ورَنَّقَ الأسِيرُ : مَدَّ عُنُقَه عِنْدَ القَتْلِ كما يَخْفِقُ الطائرُ المُرَنِّقُ جَناحَيْهِ . والرَّنْقاءُ : موضِعْ قالَ القَتالُ الكِلابِيُّ :