السَّقْفُ لِلْبَيْتِ : مَعْرُوفٌ كَالسَّقِيفِ كأَمِيرٍ سُمِّىَ به لِعُلُوِّه وطُولِ جِدَارِهِ . ج : سُقُوفٌ وسُقُفٌ بِضَمَّتَيْنِ وهذه عن الأَخْفَشِ مِثْل رَهْنٍ ورُهُنٍ كذا في الصِّحاحِ وقرأَ أَبو جَعْفَرٍ : ( سَقْفاً مِنْ فِضَّةٍ ) بالفَتْحِ والبَاقُونَ بضَمَّتَيْنِ
قلتُ : وعلَى قراءَةِ الفَتْحِ فهو وَاحِدٌ يدُلُّ علَى الجَمْعِ أَي : لَجَعَلْنَا لِبَيْتِ كُلُّ واحدٍ منهم سَقْفاً مِن فِضَّةٍ وقال الفَرَّاءُ : سُقُفٌ إِنَّمَا هو جَمْعُ سَقِيفٍ كما تقول : كَثِيبٌ وكُثُبٌ قال : وإِن شِئْتَ جَعَلْتَه لا جَمْعَ الجَمْعِ فقلتَ : سَقْفٌ وسُقُوفٌ وسُقُفٌ
وسَقَفَهُ كَمَنَعَهُ يَسْقَفُهُ سَقْفاً : جعَل له سَقْفاً كذا سَقَّفَهُ تَسْقِيفاً
والسَّمَاءُ سَقْفُ الأَرْضِ مُذَكَّرٌ قال اللهُ تَعَالَى ( والسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ) ( وجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً )
السَّقْفُ : اللَّحْىُ الطَّوِيلُ الْمُسْتَرْخِي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال :
" تَرَى له حِينَ سَمَا فَاحْرَنْجَمَا
" لَحْيَيْنِ سَقْفَيْنِ وخَطْماً سَلْجَمَا سُقْفُ بِالضَّمِّ ويُفْتَحُ : ع وفي العُبَابِ : مَوْضِعانِ قال الشَّمَّاخُ
كَأَنَّ الشَّبَابَ كان رَوْاَحَة رَاكِبٍ ... قَضَى وَطَراً مِن أَهْل سُقْفٍ لِغَضْوَرا السَّقَفُ بِالتَّحْرِيكِ : طُولٌ في انْحِنَاءٍ يُقَال : رَجُلٌ أَسْقَفُ بَيِّنُ السَّقَفِ كذا في الصِّحاحِ والمُجْمَلِ يُوصَفُ به النَّعَامُ وغَيْرُهُ وهو أَسْقَفُ وقد سَقِفَ سَقَفاً قال بِشْرُ بنُ أبي خَازِمٍ :
يَبْرِي لها ضَرْبَ المُشَاشِ مُصَلَّمٌ ... صَعْلٌ هِبِلٌّ ذُو مَنَاسِمَ أَسْقفُ ويُضَمُّ فيُقَال : أَسْقُفُ وهي أي : الأُنْثَى مِن النَّعَامِ وغيرِه سَقْفَاءُ وحكَى ابنُ بَرِّي : والسَّقْفَاءُ من صِفَةِ النَّعامَةِ وأَنْشَدَ :
" والْبَهْوُ بَهْوُ نَعَامَةٍ سَقْفَاءَ وقال ابنُ حِلِّزَةَ :
بِزَفُوفٍ كأَنَّهَا هِقْلَةٌ أُمْ ... مُ رِئالٍ دَوِّيَّةٌ سَقْفَاءُ
قال ابنُ السِّكِّيتِ : ومِنْهُ اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النَّصَارَى زَادَ غيرُه : وسُقْفُهُمْ كَأُرْدُنٍّ أَي بضَمِّ الأَوَّلِ وتَشْدِيدِ الآخِرِ وعليه اقْتَصَرَ ابنُ السِّكِّيتِ فيما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . ولا نَظِيرَ له سِوَى : أُسْرُبٍّ يُقَال : أُسْقُفٌ بتَخْفِيفِ الفاءِ مثال قُطْرُبٍ والأَخِيرُ مِثْلُ قُفْلٍ وهذا الذي ذَهَبْنَا إليه هو ما اسْتَظْهَرَه شَيْخُنَا فإنَّه قال : الظَّاهِرُ أَنَّهُ أَشار بالمِثالَيْنِ الأَوَّلَيْنِ لِضَبْطِ المَزِيدِ الذي هو أَسْقُف وأنه يُقَال بتَشْدِيدِ الفاءِ كأُرْدُنٍّ وبِتَخْفِيفَها كقُطْربٍ وقوله : وقُفْلٍ مِثَالٌ لِسُقْفٍ المُجَرَّدِ قال : والقَوْلُ بأَنَّهُ أشَارَ لِزِيَادَةِ الْهَمْزةِ وأصَالَتِها بَعِيدٌ جِداًّ : اسٍمٌ لِرَئِيسٍ لهم في الدِّينِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ وهو أَعْجَمِيٌّ تكُلُّمتٍ به العربُ وقيل : سُمِّيَ به لُِخُضوعِهِ وانْحِنَائِهِ في عِبَادَتَهَ أو الْمَلِكُ الْمُتَخَاشِعُ في مشيته أو هو العالم في دِينِهم أَو هو فَوْقَ الْقِسِّيسِ ودُونَ الْمَطْرَانِ : ج : أَسَاقِفَةُ وأساقِفُ والسِّقِّيفَي كَخِلِّيفَي : مَصْدَرٌ مِنْهُ ومنه الحَدِيثُ في مُصَادَرَةِ أَهْلِ نَجْرَانَ : " وعَلَى أنْ لاَ يُغَيِّرُوا أَسْقُفَّا مِن سِقِّيفَاهُ ولاَ وَاقِفاً من وِقِّيفَاهُ " وأسْقُفَّةٌ أَيْضاً أي بضَمِّ الأَوَّلِ وتَشْدِيدِ الفاءِ : رُسْتَاقٌ بِالأَنْدَلُسِ نَزِهٌ نَضِرٌ شَجِرٌ وقَصَبَتَهُ غَافِقٌ
والسَّقِيفَةُ كَسَفِينَةٍ : الصُّفَّةُ أو شِبْهُهَا مِمَّا يكونُ بَارِزاً ومنها سَقِيفَةُ بَنِي سَاعِدَةَ بالمدينةِ المُشْرَّفةِ وهي صُفَّةٌ لها سَقْفٌ فَعِيلَةٌ بمعنى مَفْعُولةٍ جاءَ ذِكْرُهَا في حديثِ اجْتِمَاعِ المُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ
ومِن المَجَازِ : السَّقِيفَةُ : الْجِبَارَةُ مِن عِيدَانِ الْمُجَبِّرِ جَمْعُهُ : سَقَائِفُ وقال الفَرَزْدَقُ :
وكنتُ كَذِي سَاقٍ تَهَيَّضَ كَسْرُهَا ... إذَا انْقَطَعَتْ عنها سُيُورُ السَّقَائِفِ مِن المَجَازِ أيضاً : السَّقِيفَةُ : كَالْقَبِيلَةِ مِن رَأْسِ الْبَعِيرِ وهي سَقَائِفُ الرَّأْسِ قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ ومنه قولُهُم : رَأْسٌ عَظِيمُ السَّقَائِفِ كما في الأسَاسِ
ومِن المَجَازِ : السَّقِيفَةُ : لَوْح السَّفِينَةِ يُقَال : سَفِينَةٌ مُحْكَمَةٌ السَّقَائِفِ أَي : الأَلْوَاحِ قال بِشْرٌ يَصِفُ السَّفِينَةَ :
مُعَبَّدَةِ السَّقَائِفِ ذَاتِ دُسْرٍ ... مُضَبَّرَةٍ جَوَانِبُهَا رَدَاحِ أو كُلُّ خَشَبَةٍ عَرِيضَةٍ كَاللَّوْح أو حَجَرٌ عَرِيضٌ يُسْتَطَاعُ أَنْ يُسَقَّفَ بِهِ نَامُوسُ الصَّائِدِ وغيرُه فهي سَقِيفَةٌ قال أوْسُ بنُ حَجَرٍ :
فَلاَقَى عَلَيْهَا مِنْ صُبَاحَ مُدَمِّراً ... لِنَامُوسِهِ من الصَّفِيحِ سَقَائِفُ مِن المَجَاِز : السَّقِيفَةُ : ضِلَعُ الْبَعِيرِ يُقَال : هَدَمَ السَّفَرُ سَقَائِفَ البَعِيرِ أي : أضْلاعَهُ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والأَزْهَرِيُّ وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لطَرَفَةَ :
أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍٍ أُجْنِحَتْ ... لَهَا عَضُدَاهَا في سَقِيفٍ مُنضَّدِ والأَسْقَفُ : الرَّجُلُ الطَّوِيلُ شُبِّهَ بالسَّقْفِ في طُولِه وارْتِفاعِهِ أو الْغَلِيظُ الْعِظَامِ الْعَظِيمُهَا شُبِّهَ بجِدارِ السَّقْفِ
الأسْقَفُ مِن الْجِمَالِ : مَا لاَ وبَرَ عليه
الأسْقَفُ مِن الظِّلْمَانِ : الأَعْوَجُ الْعُنُقِ أَو الرِّجْلَيْنِ وهي سَقْفَاءُ وقد تقدَّم قريباً فهو تَكْرَارٌ . وكَزُبَيْرٍ : سُقَيْفُ بنُ بِشْرٍ العِجْلِيُّ الْمُحَدِّثُ وفي بعضِ النُّسَخِ : ابنُ بشير وهو غَلَطٌ قلتُ : وهو شيخٌ ليَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ في حكَايَةٍ كذا في التَّبْصِيرِ
وسُقِّفَ تَسْقِيفاً : صُيِّرَ أُسْقُفاًّ فَتَسَقَّفَ صَارَ أُسْقُفاًّ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ
المُسَقَّفُ كَمُعَظَّمٍ : الطَّوِيلُ ومنه حديثُ مَقْتَلِ عثمانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه : ( فأَقْبَلَ رَجُلٌ مُسَقَّفٌ )وشَعَرٌ مُسْقَفِفٌ كَمُفْعَلِلٍّ ولو قال : كمُقْشَعِرٍّ كان أظْهَرَ ووَقَعَ في التَّكْمِلَةِ : مُسْتَقِفٌّ بالتاءِ بَدَلَ القافِ ومُسْقَفٌ كَمُفْعَلِلٍ ولو قال : كمُدَحْرِجٍ كان أظْهَرَ : أي مُرْتَفِعٌ جافلٌ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . أَمَّا قَوْلُ الْحَجَّاجِ : ( إِيَّايَ وهذه السُّقَفَاءَ والزَّرَافَاتِ فإنِّي لاَ أَجِدُ أَحَداً مِن الجالِسِين في زَرَافَة إلاَّ ضَرَبْتُ عُنَقَهُ " فقال الجَوْهَرِيُّ : ما نَعْرِفُ ما هُوَ وقال القُتَيْبيُّ : أكْثَرْتُ السُّؤَالَ عنه فلم يَعْرِفْهُ أَحَدٌ وحكَى ابنُ الأَثِيرِ عن الزَّمَخْشَرِيُّ قال قيل : هو تَصْحِيفٌ قال : وصَوَابُهُ الشُّفَعَاءَ جَمْعُ شَفِيعٍ لأًنَّهُم كَانُوا يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ السَّلْطَانِ فَيَشْفَعُونَ في الْمُرِيبِ أَي : المُتَّهَمِ وأصْحَابِ الجَرَائِمِ فَنَهاهُم عن ذلك لَأَّن كُلُّ واحدٍ منهمَ يشْفَعُ لِلآْخَرِ كما نَهاهُم في قَوْلِه : الزَّرَافَاتِ ونَقَلَ شيخُنَا هنا عن فائقِ الزَّمَخْشَرِيِّ ما يُخالِف نَقْلَ ابنِ الأَثِيرِ وكأَنَّهُ اشْتَبَهَ عليه وكذا إقْرَارُ الشِّهابِ في شَرْحِ الشِّفَهاءِ والصَّحِيحُ ما نَقَلَهُ ابنُ الأَثِيرِ فتَأَمَّلْ ذلك . وأسْقُفُ كَأَنْصُرُ على صِيغَةِ المُتَكُلُّم ولو قال : كأَذْرُحٍ كان أظْهَرَ : ع بالْبَاديةِ كان به يَوْمٌ مِن أَيَّامِهِم قال الحُطَيْئَةُ :
أرَسْمَ دِيَارٍ منْ هُنَيْدَةَ تَعْرِفُ ... بأَسْقُفَ مِن عِرْفَانِهَا العَيْنُ تَذْرِفُ ؟ وقالَ عَنْتَرَةُ :
فإنْ يَكُ عِزٌّ في قُضَاعَةَ ثَابِتٌ ... فإنَّ لنا في رَحْرَحَانَ وأَسْقُفِ أي لنا في هذيْن في المَوْضِعَيْنَ مَجْدٌ وقال ابنُ مُقْبِلٍ :
وإِذا رَأَى الوُرَّادَ ظَلَّ بأَسْقُفٍ ... يَوْمٌ كيَوْمِ عَرُوبَةَ المُتَطاوِلِ ومّما يُسْتَدَركُ عَلَيْه : السَّقَائِفُ : طَوَائِفُ نَامُوسِ الصَّائِدِ وكُلُّ ضَرِيبَةٍ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ إِذا ضُرِبَتْ دَقِيقَةً طَوِيلَةً فهي سَقِيفَةٌ وقال اللَّيْثُ : السَّقِيفَةُ : خَشَبةٌ عَرِيضَةٌ طَوِيلةٌ تُوضَعُ يُلَفُّ عليها البَوَارِي فَوْقَ سُطُوحِ أَهلِ البَصْرةِ
والأَسْقَفُ : المُنْحَنِي
والسَّقَّافُ كشَدَّادٍ : مَن يُعَانِي عَمَلَ السُّقُوفِ
ولُقِّبَ به عِمَادُ الدِّينِ أَبو الغَوْثِ عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ عليَّ ابن عَلَوِيٍّ الحُسَيْنِيُّ وُلِدَ سنة 948 ، وتُوُفِّيَ سنة 1011 بتريم إحْدَى قُرَى حَضْرَمَوْت وقَبْرُه تِرْياقٌ مُجَرَّبٌ ووالدُه الفقيهُ المُقَدَّمُ لَقِيَ الطَّوَاشِيَّ بحَلْيٍ ومِن وَلَدهِ شيخُنَا المُسْنِدُ المُعَمَّرُ عمرُ ابنُ أَحمدَ بنِ أَبي بكرِ بنِ محمدِ بن أبي بكرِ بن عُقَيْلٍ السَّقَّافُ العَلَوِيُّ الحُسَينِيُّ المَكِّيُّ حَدَّثَ جَدُّه عن الشَّمْسِ البَابِلِيِّ وهو بنَفْسِه حَدَّثَ عن خَالِه عبدِ اللهِ بنِ سَالمٍ البَصْرِيِّ وأبي العَبَّاسِ النَّخْلِيِّ وغيرِهما . وسَقْفٌ بالفَتْحِ : لُغَةٌ في الأَسْقُفِّ كأُرْدُنٍّ نَقَلَهُ شَيْخُنَا