إصطلى - اصطلاء 1 - إصطلى النار أو بها : استدفأ بها
المعجم: الرائد
صلا
" الصَّلاةُ : الرُّكوعُ والسُّجودُ . فأَما قولُه ، صلى الله عليه وسلم : لا صَلاةَ لجارِ المَسْجِد إلا في المسْجِد ، فإنه أَراد لا صلاةَ فاضِلَةٌ أَو كامِلةٌ ، والجمع صلوات . والصلاةُ : الدُّعاءُ والاستغفارُ ؛ قال الأَعشى : وصَهْباءَ طافَ يَهُودِيُّها وأَبْرَزَها ، وعليها خَتَمْ وقابَلَها الرِّيحُ في دَنِّها ، وصلى على دَنِّها وارْتَسَم ؟
قال : دَعا لها أَن لا تَحْمَضَ ولا تفسُدَ . والصَّلاةُ من الله تعالى : الرَّحمة ؛ قال عدي بن الرقاع : صلى الإلَهُ على امْرِئٍ ودَّعْتُه ، وأَتمَّ نِعْمَتَه عليه وزادَها وقال الراعي : صلى على عَزَّةَ الرَّحْمَنُ وابْنَتِها ليلى ، وصلى على جاراتِها الأُخَر وصلاةُ الله على رسوله : رحْمَتُه له وحُسْنُ ثنائِه عليه . وفي حديث ابن أَبي أَوْفى أَنه ، قال : أَعطاني أَبي صَدَقة مالهِ فأَتيتُ بها رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى ؛ قال الأَزهري : هذه الصَّلاةُ عندي الرَّحْمة ؛ ومنه قوله عز وجل : إن اللهَ وملائكته يصلُّون على النبيِّ يا أَيُّها الذين آمنُوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليماً ؛ فالصَّلاةُ من الملائكة دُعاءٌ واسْتِغْفارٌ ، ومن الله رحمةٌ ، وبه سُمِّيَت الصلاةُ لِما فيها من الدُّعاءِ والاسْتِغْفارِ . وفي الحديث : التحيَّاتُ لله والصَّلوات ؛ قال أَبو بكر : الصلواتُ معناها التَّرَحُّم . وقوله تعالى : إن الله وملائكتَه يصلُّون على النبيِّ ؛ أَي يتَرَحَّمُون . وقوله : اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى أَي تَرَحَّم عليهم ، وتكونُ الصلاةُ بمعنى الدعاء . وفي الحديث قوله ، صلى الله عليه وسلم : إذ دُعيَ أَحدُكُم إلى طَعامٍ فليُجِبْ ، فإن كان مُفْطِراً فلَيطْعَمْ ، وإن كان صائماً فليُصَلّ ؛ قوله : فلْيُصَلّ يَعْني فلْيَدْعُ لأَرْبابِ الطَّعامِ بالبركةِ والخيرِ ، والصَّائمُ إذا أُكِلَ عنده الطَّعامُ صَلَّت عليه الملائكةُ ؛ ومنه قوله ، صلى الله عليه وسلم : من صَلى عليَّ صَلاةً صَلَّت عليه الملائكةُ عَشْراً . وكلُّ داعٍ فهو مُصَلٍّ ؛ ومنه قول الأَعشى : عليكِ مثلَ الذي صَلَّيْتِ فاغتَمِضِي نوْماً ، فإن لِجَنْبِ المرءِِ مُضْطَجَعا معناه أَنه يأْمُرُها بإن تَدْعُوَ له مثلَ دعائِها أَي تُعيد الدعاءَ له ، ويروى : عليكِ مثلُ الذي صَلَّيت ، فهو ردٌّ عليها أَي عليك مثلُ دُعائِكِ أَي يَنالُكِ من الخيرِ مثلُ الذي أَرَدْتِ بي ودَعَوْتِ به لي . أَبو العباس في قوله تعالى : هو الذي يُصَلِّي عليكم وملائكتُه ؛ فيصلِّي يَرْحَمُ ، وملائكتُه يَدْعون للمسلمين والمسلمات . ومن الصلاة بمعنى الاستغفار حديث سودَةَ : أَنها ، قالت يا رسولَ الله ، إذا مُتْنا صَلَّى لنا عثمانُ بنُ مَظْعون حتى تأْتِينا ، فقال لها : إن الموتَ أَشدُّ مما تُقَدِّرينَ ؛ قال شمر : قولها صلَّى لنا أَي اسْتَغْفَرَ لنا عند ربه ، وكان عثمانُ ماتَ حين ، قالت سودَةُ ذلك . وأَما قوله تعالى : أُولئك عليهم صَلَوات من ربهم ورحمةٌ ؛ فمعنى الصَّلوات ههنا الثناءُ عليهم من الله تعالى ؛ وقال الشاعر : صلَّى ، على يَحْيَى وأَشْياعِه ، ربُّ كريمٌ وشفِيعٌ مطاعْ معناه ترحَّم الله عليه على الدعاءِ لا على الخبرِ . ابن الأَعرابي : الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ ، ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ : القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ ؛ والصلاةُ من الطَّيرِ والهَوَامِّ التسبيح . وقال الزجاج : الأَصلُ في الصلاةِ اللُّزوم . يقال : قد صَلِيَ واصْطَلَى إذا لَزِمَ ، ومن هذا مَنْ يُصْلَى في النار أَي يُلْزَم النارَ . وقال أَهلُ اللغة في الصلاة : إنها من الصَّلَوَيْنِ ، وهما مُكْتَنِفا الذَّنَبِ من الناقة وغيرها ، وأَوَّلُ مَوْصِلِ الفخذين من الإنسانِ فكأَنهما في الحقيقة مُكْتَنِفا العُصْعُصِ ؛ قال الأَزهري : والقولُ عندي هو الأَوّل ، إنما الصلاةُ لُزومُ ما فرَضَ اللهُ تعالى ، والصلاةُ من أَعظم الفَرْض الذي أُمِرَ بلُزومِه . والصلاةُ : واحدةُ الصَّلواتِ المَفْروضةِ ، وهو اسمٌ يوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدر ، تقول : صَلَّيْتُ صلاةً ولا تَقُلْ تَصْلِيةً ، وصلَّيْتُ على النبي ، صلى الله عليه وسلم . قال ابن الأَثير : وقد تكرر في الحديث ذكرُ الصلاةِ ، وهي العبادةُ المخصوصةُ ، وأَصلُها الدعاءُ في اللغة فسُمِّيت ببعض أَجزائِها ، وقيل : أَصلُها في اللغة التعظيم ، وسُمِّيت الصلاةُ المخصوصة صلاةً لما فيها من تعظيم الرَّبِّ تعالى وتقدس . وقوله في التشهد : الصلواتُ لله أَي الأَدْعِية التي يُرادُ بها تعظيمُ اللهِ هو مُسَتحِقُّها لا تَلِيقُ بأَحدٍ سواه . وأَما قولنا : اللهم صلِّ على محمدٍ ، فمعناه عَظِّمْه في الدُّنيا بإعلاءِ ذِكرِهِ وإظْهارِ دعْوَتِه وإبقاءِ شَريعتِه ، وفي الآخرة بتَشْفِيعهِ في أُمَّتهِ وتضعيفِ أَجْرهِ ومَثُوبَتهِ ؛ وقيل : المعنى لمَّا أَمَرَنا اللهُ سبحانه بالصلاة عليه ولم نَبْلُغ قَدْرَ الواجبِ من ذلك أَحَلْناهُ على اللهِ وقلنا : اللهم صلِّ أَنتَ على محمدٍ ، لأَنك أَعْلَمُ بما يَليق به ، وهذا الدعاءُ قد اختُلِفَ فيه هل يجوزُ إطلاقُه على غير النبيِّ ، صلى الله عليه وسلم ، أَم لا ، والصحيح أَنه خاصٌّ له ولا يقال لغيره . وقال الخطابي : الصلاةُ التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تُقال لغيره ، والتي بمعنى الدعاء والتبريك تقالُ لغيره ؛ ومنه : اللهم صلِّ على آلِ أَبي أَوْفَى أَي تَرَحَّم وبَرِّك ، وقيل فيه : إنَّ هذا خاصٌّ له ، ولكنه هو آثَرَ به غيرهَ ؛ وأَما سِواه فلا يجوز له أَن يَخُصَّ به أَحداً . وفي الحديث : من صَلَّى عليَّ صلاةً صَلَّتْ عليه الملائكةُ عشراً أَي دَعَتْ له وبَرَّكَتْ . وفي الحديث : الصائمُ إذا أُكِلَ عندَ الطعامُ صَلَّتْ عليه الملائكةُ . وصَلوات اليهودِ : كَنائِسُهم . وفي التنزيل : لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وبِيَعٌ وصَلَواتٌ ومساجِدُ ؛ قال ابن عباس : هي كَنائِسُ اليهود أَي مَواضِعُ الصَّلواتِ ، وأَصلُها بالعِبْرانِيَّة صَلُوتا . وقُرئَتْ وصُلُوتٌ ومساجِدُ ، قال : وقيل إنها مواضِعُ صَلوتِ الصابِئِين ، وقيل : معناه لَهُدِّمَتْ مواضعُ الصلواتِ فأُقِيمت الصلواتُ مقامَها ، كما ، قال : وأُشْرِبُوا في قلوبهمُ العجلَ ؛ أي حُبَّ العجلِ ؛ وقال بعضهم : تَهْدِيمُ الصلوات تَعْطِيلُها ، وقيل : الصلاةُ بيْتٌ لأَهْلِ الكتابِ يُصَلُّون فيه . وقال ابن الأَنباري : عليهم صَلَواتٌ أَي رَحَماتٌ ، قال : ونَسَقَ الرَّحمة على الصلوات لاختلافِ اللَّفظَين . وقوله : وصَلواتُ الرسول أَي ودَعَواته . والصَّلا : وسَطُ الظَّهرِ من الإنسانِ ومن كلِّ ذي أَرْبَعٍ ، وقيل : هو ما انْحَدَر من الوَرِكَيْنِ ، وقيل : هي الفُرْجَةُ بين الجاعِرَةِ والذَّنَب ، وقيل : هو ما عن يمين الذَّنَبِ وشِمالِه ، والجمعُ صَلَواتٌ وأَصْلاءٌ الأُولى مما جُمِعَ من المُذَكَّر بالأَلف والتاء . والمُصَلِّي من الخَيْل : الذي يجيء بعدَ السابقِ لأَن رأْسَه يَلِي صَلا المتقدِّم وهو تالي السابق ، وقال اللحياني : إنما سُمِّيَ مُصَلِّياً لأَنه يجيء ورأْسُه على صَلا السابقِ ، وهو مأْخوذ من الصِّلَوَيْن لا مَحالة ، وهما مُكْتَنِفا ذَنَبِ الفَرَس ، فكأَنه يأْتي ورأْسُه مع ذلك المكانِ . يقال : صَلَّى الفَرَسُ إذا جاء مُصَلِّياً . وصَلَوْتُ الظَّهْرَ : ضَرَبْتَ صَلاه أَو أَصَبْتُه بشيء سَهْمٍ أَو غيرهِ ؛ عن اللحياني ، قال : وهي هُذَلِيَّة . ويقال : أَصْلَتِ الناقةُ فهي مُصْلِيةٌ إذا وَقَعَ ولدُها في صَلاها وقَرُبَ نَتاجُها . وفي حديث عليّ أَنه ، قال : سبق رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وصَلَّى أَبو بكر وثَلَّث عُمَر وخَبَطَتْنا فِتْنةٌ فما شاء الله ؛ قال أَبو عبيد : وأَصلُ هذا في الخيلِ فالسابقُ الأَولُ ، والمُصَلِّي الثاني ، قيل له مُصَلٍّ لأَنه يكونُ عند صَلا الأَوّلِ ، وصَلاهُ جانِبا ذَنَبِه عن يمينهِ وشمالهِ ، ثم يَتْلُوه الثالثُ ؛ قال أَبو عبيد : ولم أَسمَعْ في سوابقِ الخيلِ ممن يوثَقُ بعِلْمِه اسماً لشيءٍ منها إلا الثانيَ والسُّكَيْتَ ، وما سِوى ذلك إنما يقال الثالثُ والرابع وكذلك إلى التاسع . قال أَبو العباس : المُصَلِّي في كلام العربِ السابقُ المُتَقدِّمُ ؛ قال : وهو مُشَبَّهٌ بالمُصَلِّي من الخيلِ ، وهو السابقُ الثاني ، قال : ويقال للسابقِ الأَولِ من الخيلِ المُجَلِّي ، وللثاني المُصَلِّي ، وللثالث المُسَلِّي ، وللرابع التالي ، وللخامس المُرْتاحُ ، وللسادس العاطفُ ، وللسابع الحَظِيُّ ، وللثامن المُؤَمَّلُ ، وللتاسعِ اللَّطِيمُ ، وللعاشِرِ السُّكَيْت ، وهو آخرُ السُّبَّق جاء به في تفسير قولِهِم رَجْلٌ مُصَلٍّ . وصَلاءَةُ : اسْمٌ . وصَلاءَة بنُ عَمْروٍ النُّمَيْرِي : أَحدُ القَلْعيْنِ ؛ قال ابن بري : القَلْعان لَقَبَانِ لرَجُلَيْنِ من بَنِي نُمَيْرٍ ، وهما صَلاءَة وشُرَيْحٌ ابنَا عَمْرِو بنِ خُوَيْلِفَةَ بنِ عبدِ الله بن الحَرِث ابن نُمَيْر . وصَلَى اللَّحْمَ وغيرهُ يَصْليهِ صَلْياً : شَواهُ ، وصَلَيْتهُ صَلْياً مثالُ رَمَيْتُه رَمْياً وأَنا أَصْليهِ صَلْياً إذا فَعَلْت ذلك وأَنْت تُريد أَنْ تَشْويَه ، فإذا أَرَدْت أَنَّك تُلْقِيه فيها إلْقاءً كأَنَّكَ تُريدُ الإحْراقَ قلتَ أَصْلَيْته ، بالأَلف ، إصْلاءً ، وكذلك صَلَّيْتُه أُصَلِّيه تَصْلِيةً . التهذيب : صَلَيْتُ اللَّحْمَ ، بالتَّخفيفِ ، على وَجْهِ الصَلاحِ معناه شَوَيْته ، فأَمَّا أَصْلَيْتُه وصَلَّيْتُه فَعَلَى وجْهِ الفَسادِ والإحْراق ؛ ومنه قوله : فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً ، وقوله : ويَصْلَى سَعِيراً . والصِّلاءُ ، بالمدِّ والكَسْرِ : الشِّواءُ لأَنَّه يُصْلَى بالنَّارِ . وفي حديث عمر : لَوْ شِئْتُ لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ ؛ هو بالكَسْرِ والمَدِّ الشَّوَاءُ . وفي الحديث : أَنَّ النبيَّ ، صلَّى الله عليه وسلم ، أُتِيَ بشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ ؛ قال الكسائي : المَصْلِيَّةُ المَشْوِيَّةُ ، فأَمَّا إذا أَحْرَقْتَه وأَبْقَيْتَه في النارِ قُلْتَ صَلِّيْته ، بالتشديد ، وأَصْلَيْته . وصَلَى اللحْمَ في النار وأَصْلاه وصَلاَّهُ : أَلْقاهُ لِلإحْراقِ ؛ قال : أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ ، هِنْدَ بَني بَدْرِ ، تَحِيَّةَ مَنْ صَلَّى فُؤَادَكِ بالجَمْرِ أَرادَ أَنَّه قَتَل قومَها فَأَحْرق فؤادها بالحُزْنِ عَلَيهم . وصَلِيَ بالنارِ وصَلِيهَا صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصَلىً وصِلاءً واصْطَلَى بها وتَصَلاَّهَا : قَاسَى حَرَّها ، وكذلك الأَمرُ الشَّديدُ ؛ قال أَبو زُبَيْد : فَقَدْ تَصَلَّيْت حَرَّ حَرْبِهِم ، كَما تَصَلَّى المَقْرُورُ للهرُ مِنْ قَرَسِ وفُلان لا يُصْطَلَى بنارِه إذا كانَ شُجاعاً لا يُطاق . وفي حديث السَّقِيفَة : أَنا الذي لا يُصْطَلَى بنارِهِ ؛ الاصْطلاءُ افْتِعالٌ من صَلا النارِ والتَّسَخُّنِ بها أي أنا الذي لا يُتَعَرَّضُ لحَرْبِي . وأَصْلاهُ النارَ : أَدْخَلَه إيَّاها وأَثْواهُ فيها ، وصَلاهُ النارَ وفي النَّارِ وعلى النَّار صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصُلِّيَ فلانٌ الناَّر تَصْلِيَةً . وفي التنزيل العزيز : ومَنْ يَفْعَلْ ذلك عُدْواناً وظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً . ويروى عن عليّ ، رضي الله عنه ، أَنه قَرَأَ : ويُصَلَّى سَعِيراً ، وكان الكسائيُّ يقرَأُ به ، وهذا ليسَ من الشَّيِّ إنما هو من إلْقائِكَ إيَّاهُ فيها ؛ وقال ابن مقبل : يُخَيَّلُ فِيها ذُو وسُومٍ كأَنَّمَا يُطَلَّى بِجِصٍّ ، أَو يُصَلَّى فَيُضْيَحُ ومَنْ خَفَّفَ فهو من قولهم : صَلِيَ فلانٌ بالنار يَصْلَى صُلِيّاً احْتَرَق . قال الله تعالى : هم أَوْلَى بَها صُلِيّاً ؛ وقال العجاج :، قال ابن بري ، وصوابه الزفيان : تَاللهِ لَولا النارُ أَنْ نَصْلاها ، أَو يَدْعُوَ الناسُ عَلَيْنَا اللهَ ، لَمَا سَمِعْنَا لأَمِيرٍ قَاهَا وصَلِيتُ النارَ أَي قاسَيْتُ حَرَّها . اصْلَوْها أَي قاسُوا حَرَّها ، وهي الصَّلا والصِّلاءُ مثل الأَيَا والإيَاءِ للضِّياء ، إذا كَسَرْتَ مَدَدْت ، وإذا فَتَحْت قَصَرْت ؛ قال امرؤ القيس : وقَاتَلَ كَلْب الحَيِّ عَنْ نَارِأَهْلِهِ لِيَرْبِضَ فيهَا ، والصَّلا مُتَكَنَّفُ ويقال : صَلَيْتُ الرَّجُلَ ناراً إذا أَدْخَلْتَه النارَ وجَعَلْتَه يَصْلاهَا ، فإن أَلْقَيْتَه فيها إلْقاءً كأَنَّكَ تُرِيدُ الإحْراقَ قُلت أَصْلَيْته ، بالأَلف ، وصَلَّيْته تَصْلِيَةً . والصِّلاءُ والصَّلَى : اسمٌ للوَقُودِ ، تقول : صَلَى النارِ ، وقيل : هُما النارُ . وصَلَّى يَدَهُ بالنارِ : سَخَّنَها ؛ قال : أَتانا فَلَمْ نَفْرَح بطَلْعَةِ وجْهِهِ طُروقاً ، وصَلَّى كَفَّ أَشْعَثَ سَاغِبِ واصْطَلَى بها : اسْتَدْفَأَ . وفي التنزيل : لعلكم تَصْطَلُون ؛ قال الزجاج : جاءَ في التفسير أَنهم كانوا في شِتاءٍ فلذلك احتاجَ إلى الاصْطِلاءِ . وصَلَّى العَصَا على النارِ وتَصَلاَّها : لَوَّحَها وأَدارَها على النارِ ليُقَوِّمَها ويُلَيِّنَها . وفي الحديث : أَطْيَبُ مُضْغَةٍ صَيْحانِيَّةٌ مَصْلِيَّةٌ قد صُلِيَتْ في الشمسِ وشُمِّسَتْ ، ويروى بالباء ، وهو مذكور في موضعه . وفي حديث حُذَيْفَة : فرأَيْتُ أَبا سُفْيانَ يَصْلِي ظَهْرَه بالنار أَي يُدْفِئُهُ . وقِدْحٌ مُصَلّىً : مَضْبوحٌ ؛ قال قيس بن زهير : فَلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ واسْتَدِمْهُ ، فمَا صَلَّى عَصاهُ كَمُسْتَدِيمِ والمِصْلاةُ : شَرَكٌ يُنْصَب للصَّيْد . وفي حديث أَهلِ الشَّام : إنَّ للِشيْطانِ مَصَالِيَ وفُخُوخاً ؛ والمصالي شبيهة بالشَّرَك تُنْصَبُ للطَّيْرِ وغيرها ؛ قال ذلك أَبو عبيد يعني ما يَصِيدُ به الناسَ من الآفات التي يَسْتَفِزُّهُم بها مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِها ، واحِدَتُها مِصْلاة . ويقال : صلِيَ بالأَمْرِ وقد صَلِيتُ به أَصْلَى به إذا قَاسَيْت حَرَّه وشِدَّتَه وتَعَبَه ؛ قال الطُّهَوِي : ولا تَبْلَى بَسالَتُهُمْ ، وإنْ هُمْ صَلُوا بالحَرْبِ حِيناً بَعْدَ حِينِ وصَلَيْتُ لِفُلانٍ ، بالتَّخفِيفِ ، مثالُ رَمَيْت : وذلك إذا عَمِلْتَ لَه في أَمْرٍ تُرِيدُ أَن تَمْحَلَ به وتُوقِعَه في هَلَكة ، والأَصلُ في هذا من المَصَالي وهي الأَشْراكُ تُنْصَب للطَّيْرِ وغيرها . وصَلَيْتُه وصَلَيْتُ له : مَحَلْتُ به وأَوْقَعْتُه في هَلَكَةٍ من ذلك . والصَّلايَةُ والصَّلاءَةُ : مُدُقُّ الطِّيبِ ؛ قال سيبويه : إنما هُمِزَت ولم يَكُ حرف العلة فيها طرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحِدِ على قولهم في الجمعِ صَلاءٌ ، مهموزة ، كما ، قالوا مَسْنِيَّة ومَرْضِيّة حينَ جاءَت على مَسْنِيٍّ ومَرْضِيٍّ ، وأَما من ، قال صلايَة فإنّه لم يجئ بالواحد على صَلاءٍ . أَبو عمرو : الصَّلاية كلُّ حَجَرٍ عَرِيضٍ يُدَقُّ عليه عِطْرٌ أَو هَبِيدٌ . الفراء : تجمع الصَّلاءَة صُلِيّاً وصِلِيّاً ، والسَّماءُ سُمِيّاً وسِمِيّاً ؛ وأَنشد : أَشْعَث ممَّا نَاطَح الصُّلِيَّا يعني الوَتِد . ويُجْمَعُ خِثْيُ البَقَر على خُثِيٍّ وخِثِيٍّ . والصَّلايَةُ : الفِهْرُ ؛ قال أُمَيَّة يصف السماء : سَراة صَلابةٍ خَلْقاء صِيغَتْ تُزِلُّ الشمسَ ، ليس لها رِئابُ (* قوله « ليس لها رثاب » هكذا في الأصل والصحاح ، وقال في التكملة الرواية : تزل الشمس ، ليس لها اياب ). قال : وإنما ، قال امرؤُ القيس : مَداكُ عروسٍ أَوْ صَلايةُ حنْظلِ فأَضافه إليه لأَنه يُفَلَّق به إذا يَبِسَ . ابن شميل : الصَّلايَة سَرِيحَةٌ خَشِنةٌ غَلِيظةٌ من القُفِّ ، والصَّلا ما عن يمين الذَّنَب وشِماله ، وهُما صَلَوان . وأَصْلتِ الفَرسُ إذا اسْتَرْخى صَلَواها ، وذلك إذا قرُبَ نتاجُها . وصَلَيْتُ الظَّهْرَ : ضَرَبْت صَلاه أَو أَصَبْته ، نادرٌ ، وإنما حُكْمُه صَلَوْته كما تقول هُذَيل . الليث : الصِّلِّيانُ نبْتٌ ؛ قال بعضهم : هو على تقدير فِعِّلان ، وقال بعضهم : فِعْلِيان ، فمن ، قال فِعْلِيان ، قال هذه أَرضٌ مَصْلاةٌ وهو نبْتٌ له سنَمَة عظيمة كأَنها رأْسُ القَصَبة إذا خرجت أَذْنابُها تجْذِبُها الإبل ، والعرب تُسمِّيه خُبزَة الإبل ، وقال غيره : من أَمثال العرب في اليمينِ إذا أَقدَمَ عليها الرجُلُ ليقتَطِعَ بها مالَ الرجُلِ : جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانة ، وذلك أَنَّ لها جِعْثِنَةً في الأَرض ، فإذا كَدَمها العَيْر اقتلعها بجِعْثِنتها . وفي حديث كعب : إنَّ الله بارَكَ لدَوابِّ المُجاهدين في صِلِّيان أَرض الرُّوم كما بارك لها في شعير سُوريَة ؛ معناه أي يقومُ لخيلِهم مقامَ الشعير ، وسُورية هي بالشام . "
المعجم: لسان العرب
معنى تصطلى في قاموس معاجم اللغة
معجم اللغة العربية المعاصرة
اصطلى/ اصطلى بـ يصطلي، اصْطَلِ، اصطلاءً، فهو مُصْطلٍ، والمفعول مُصطَلًى
• اصطلى النَّارَ/ اصطلى بالنَّار: استدفأ بها من البرد "{أَوْ ءَاتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}"| فلانٌ لا يُصطلَى بناره: هو بطلٌ لا يُغْلب، شجاع لا يُطاق.
• اصطلى بالأمرِ: عانى شدّتَه "اصطلى الشَّعبُ بنار الحرب وويلاتها".