حَسَدَهُ الشيءَ وعليه وشاهدُ الأول قولُ شَمِرِ بنِ الحارِثِ الضَّبّيِّ يَصف الجِنَّ :
أَتَوْا نارِي فقلتُ مَنُونَ أَنتُمْ ... فقالُوا الجِنُّ قلتُ عمُوا ظَلاَمَا
فقُلتُ إلى الطعَأمِ فقال مِنْهُمْ ... زَعِيمٌ نَحِسُد الإِنسَ الطَّعَامَا يَحْسِدُه بالكسر نقله الأخفشُ عن البعضِ ويَحْسُده بالضّمّ هو المشهور حَسَداً بالتحريك وجَوَّز صاحب المصباح سُكونَ السّينِ . والأولُ أكثرُ وحُسُوداً كقُعُود وحَسَادةً بالفتح وحَسَّدهُ تَحْسِيداً إِذا تَمَنى أَن تَتَحَوَّلَ إِليه وفي نسخة : عنه نِعْمَتُه وفَضِيلتُه أو يُسْلَبَهُمَا هو قال :
وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ ... شَتْمَ الرِّجالِ وعِرْضُهُ مَشْتُومُ وفي الصحاح : الحَسَدُ أَن تَتَمَنَّى زوالَ نِعْمَة المَحْسود إِليكَ . وفي النهاية : الحَسَدُ : أَن يَرى الرجلُ لأَخيه نِعْمَةُ فيَتَمنَّى أَ تَزُولَ عنه وتكونَ له دُونَهُ . والغَبْطُ أَن يَتَمَنَّى أن يكونَ له مِثلُها ولا يتمنَّى زَوالَهَا عنه . وقال الأَزهَرِيُّ : الغَبْطُ ضَرْبٌ من الحَسَد وهو أَخَفٌّ منه ؛ أَلاَ تَرى أَنّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لمَّا سُئل : هل يَضُرُّ الغَبْطُ ؟ فقال : نعم كما يَضُرُّ الخَبْطُ أَصل الحَسَد القَشْرُ كما قاله ابن الأَعرابيّ . وقي شرح الشفاءِ للشِّهاب : أَقْبَحُ الحَسَدِ تَمَنِّي زَوَالِ نِعْمَةٍ لغَيْر لا تَحْصُل له . وفي الأساس : الحَسَدُ تَمَنِّي زوال نِعمةِ المَحْسُودِ . وحَسَدَه على نِعْمَةِ اللهِ وكلُّ ذي نِعْمَة مَحْسُودٌ والحَسَدُ يأْكُلُ الجَسَدَ والمَحْسَدَةُ مَفْسَدَةُ . وهو حاسِدٌ من قوم حُسَّد وحُسَّادٍ وحَسَدَة مثل حامِلٍ وحَمَلَة وحَسُودٌ من قوم حُسُد بِضَمَّتَيْنِ والأُنثَى بغير هاءٍ . وقال ابن سيده وحكى اللحيَانيُّ عن العرب : حَسَدنِي اللهً إِنْ كُنْتُ أَحْسُدُكَ وهذا غَرِيبٌ . قال : وهذا كما يقولون : نَفِسَها اللهُ عليَّ إِن كنتُ أَنفَسُها عليك . وهو كلامٌ شَنِيع لأَنّ الله عزّ وجلّ يَجِلُّ عن ذلك . والذي يَتَّجِه هذا عَلَيْه أَنَّه أَرادَ أَي عَاقَبَني الله على الحَسَدِ أَو جازاني عليه كما قال : " ومكَروا ومَكَرَ اللهُ " . وتَحَاسدُوا : حَسَدَ بَعْضُهُم بعضاً
ومما يَسْتَدْرَك عليه : الحِسْدِلُ بالكسر : القُراد واللام زائدة حكاه الأَزهريُّ عن ابن الأعرابِيّ . وصَحِبْتُه فأَحْسَدتُه أَي وجدتُه حاسِداً