صوت الأم الى ولدها ؛ صوت الذي في فؤاده نزعة ألم ؛ صوت الريح والنسيم الرقيق ؛ صوت العود عند النقر عليه ؛ صوت القوس عند الإنباض ؛ صوت المرأة تفتقد زوجها ؛ صوت المشتاق
حَنَّ: (فعل)
حنَّ / حنَّ إلى / حنَّ لـ / حَنَّ على ، حنَنْتُ ، يحِنّ ، احْنِنْ / حِنّ ، حنينًا ، فهو حانّ ، والمفعول محنون إليه
حنَّ إلى فلانٍ / حنَّ إلى الشَّيء / حنَّ لفلان / حنَّ للشَّيء : اشتاقَ وتاقت نفسُه إليه
" الحَنّانُ : من أَسماء الله عز وجل . قال ابن الأَعرابي : الحَنّانُ ، بتشديد النون ، بمعنى الرحيم ، قال ابن الأَثير : الحَنَّانُ الرحيم بعبادِه ، فعّالٌ من الرحمة للمبالغة ؛ الأَزهري : هو بتشديد النون صحيح ، قال : وكان بعضُ مشايِخنا أَنكر التشديد فيه لأَنه ذهَب به إلى الحَنين ، فاسْتَوحش أَن يكون الحَنين من صفات الله تعالى ، وإنما معنى الحَنّان الرحيم من الحَنان ، وهو الرحمة ؛ ومنه قوله تعالى : وحنَاناً مِنْ لَدُنَّا ؛ أَي رَحْمة منْ لَدُنّا ؛ قال أَبو إسحق : الحَنَّانُ في صفة الله ، هو بالتشديد ، ذو الرَّحمة والتعطُّفِ . وفي حديث بلال : أَنه مَرَّ عليه ورقةُ ابن نوْفَل وهو يُعَذَّب فقال : والله لئن قَتَلْتُموه لأَتَّخِذَنَّه حَناناً ؛ الحَنانُ : الرحمةُ والعطفُ ، والحَنَانُ : الرِّزْقُ والبركةُ ، أَراد لأَجْعَلَنَّ قَبْرَه موضعَ حَنانٍ أَي مَظِنَّةً منْ رحمة الله تعالى فأَتَمَسَّحُ به متبرّكاً ، كما يُتمسَّح بقبور الصالحين الذين قُتلوا في سبيل الله من الأُمَمِ الماضية ، فيرجع ذلك عاراً عليكم وسُبَّةً عند الناس ، وكان ورقةُ على دين عيسى ، عليه السلام ، وهلك قُبَيْل مَبْعَثِ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأَنه ، قال للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، إِن يُدْرِكْنِي يَوْمُك لأَنْصُرَنَّكَ نَصْراً مُؤَزَّراً ؛ قال ابن الأَثير . وفي هذا نظرٌ فإن بلالاً ما عُذِّب إلا بعد أَن أَسْلَمَ . وفي الحديث : أَنه دخل على أُمِّ سَلَمة وعندها غلامٌ يُسَمَّى الوليدَ ، فقال : اتَّخَذْتُمْ الوليدَ حَناناً غَيِّرُوا اسمَه أَي تَتَعَطَّفُون على هذا الاسم فَتُحِبُّونه ، وفي رواية : أَنه من أَسماء الفَراعِنة ، فكَرِه أَن يُسَمَّى به . والحَنانُ ، بالتخفيف : الرحمة . تقول : حَنَّ عليه يَحِنُّ حَناناً ؛ قال أَبو إسحق في قوله تعالى : وآتَيْناه الحُكْمَ صَبِيّاً وحَناناً مِنْ لدُنَّا ؛ أَي وآتَيْناه حَناناً ؛ قال : الحَنانُ العَطْفُ والرحمة ؛
وأَنشد سيبويه : فقالت : حَنانٌ ما أَتى بك هَهُنا ؟ أَذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحَيِّ عارِفُ ؟ أَي أَمْرِي حَنانٌ أَو ما يُصيبُنا حَنانٌ أَي عَطْفٌ ورحمة ، والذي يُرْفَع عليه غير مستعمَل إظهارُه . وقال الفَراء في قوله سبحانه : وحَناناً مِنْ لَدُنَّا الرحمةُ ؛ أَي وفعلنا ذلك رَحْمةً لأَبَوَيْك . وذكر عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية أَنه ، قال : ما أَدْري ما الحَنانُ . والحَنينُ : الشديدُ من البُكاءِ والطَّرَبِ ، وقيل : هو صوتُ الطَّرَبِ كان ذلك عن حُزْنٍ أَو فَرَحٍ . والحَنِينُ : الشَّوْقُ وتَوَقانُ النَّفس ، والمَعْنَيان متقاربان ، حَنَّ إليه يَحِنُّ حَنِيناً فهو حانٌّ . والاسْتِحْنانُ : الاسْتِطْرابُ . واسْتَحَنَّ : اسْتَطْرَبَ : وحَنَّت الإِبلُ : نَزَعَتْ إلى أَوْطانِها أَو أَوْلادِها ، والناقةُ تَحِنُّ في إِثْرِ ولَدِها حَنِيناً تَطْرَبَ مع صَوْت ، وقيل : حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ وبغير يصوتٍ والأَكثر أَن الحَنين بالصَّوْتِ . وتَحَنَّنَت النَّاقةُ على ولدِها : تَعَطَّفَت ، وكذلك الشاة ؛ عن اللحياني . الأَزهري عن الليث : حنينُ الناقة على معنيين : حَنِينُها صوْتُها إذا اشتاقت إلى وَلَدِها ، وحَنينُها نِزَاعُها إلى ولدها من غير صوت ؛ قال رؤبة : حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ ، حِنِّي فما ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّي . يقال : حَنَّ قَلْبي إليه فهذا نِزاعٌ واشْتِياق من غير صوت ، وحَنَّت النّاقةُ إلى أُلاَّفِها فهذا صوتٌ مع نِزاعٍ ، وكذلك حَنَّتْ إلى ولدها ؛ قال الشاعر : يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَها ، قُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ ، تَرْجِيعُ زامِرِ . ويقال : حَنَّ عليه أَي عَطَف . وحَنَّ إليه أَي نزَعَ إليه . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان يصلي في أَصل أُسْطُوانةِ جِذْعٍ في مسجده ، ثم تحوَّلَ إلى أَصلِ أُخرى ، فحنَّتْ إليه الأُولى ومالت نحوَه حتى رجَع إليها فاحْتَضَنها فسكنت . وفي حديث آخر : أَنه كان يصلِّي إلى جذْعٍ في مسجده ، فلما عُمِلَ له المِنْبَرُ صَعِدَ عليه فحَنَّ الجِذْعُ إليه أَي نَزَع واشتاق ، قال : وأَصلُ الحَنِينِ ترجيعُ الناقة صوْتَها إثْرَ ولدها . وتحانَّت : كحنَّتْ ؛ قال ابن سيده : حكاه يعقوبُ في بعض شروحه ، وكذلك الحَمامَةُ والرجلُ ؛ وسمع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بِلالاً يُنشِد : أَلا لَيْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ ؟ فقال له : حَنَنْتْ يا ابنَ السَّوْداء . والحَنَّانُ : الذي يَحِنُّ إلى الشيء . والحِنَّةُ ، بالكسر : رقَّةُ القلبِ ؛ عن كراع . وفي حديث زيد بن عَمْرو بن نُفَيل : حَنانَيْكَ يَا رَبِّ أَي ارْحَمْني رحمة بعد رحمة ، وهو من المصادر المُثنَّاة التي لا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ ، وقالوا : حَنانَك وحَنانَيْك أَي تَحَنُّناً عليَّ بعد تَحَنُّن ، فمعنى حَنانَيْك تَحَنَّنْ عليَّ مرَّة بعد أُخرى وحَنانٍ بعد حَناناٍ ؛ قال ابن سيده : يقول كلَّما كنْتُ في رحمةٍ منك وخيرٍ فلا يَنْقَطِعنَّ ، ولْيَكُنْ موصولاً بآخرَ من رحمتِك ، هذا معنى التثنية عند سيبويه في هذا الضرب ؛ قال طرفة : أَبا مُنْذِرٍ ، أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا ، حَنانَيْكَ ، بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِ . قال سيبويه : ولا يُسْتَعْمل مُثَنّىً إلا في حَدِّ الإضافة . وحكى الأَزهري عن الليث : حَنانَيْكَ يا فلان افْعَلْ كذا ولا تفعل كذا ، يذكِّرُه الرَّحمةَ والبِرَّ ، وأَنشد بيت طرفة ؛ قال ابن سيده : وقد ، قالوا حَناناً فصَلُوه من الإضافة في حَدِّ الإِفْراد ، وكلُّ ذلك بدلٌ من اللفظ بالفعل ، والذي ينتصب عليه غيرُ مستعمَلٍ إظهارُه ، كما أَنَّ الذي يرتفع عليه كذلك ، والعرب تقول : حَنانَك يا رَبِّ وحَنانَيْك بمعنى واحد أَي رحمتَك ، وقالوا : سبحانَ الله وَحَنانَيْه أَي واسْتِرْحامَه ، كما ، قالوا : سبحانَ الله ورَيْحانَه أَي اسْتِرْزاقَه ؛ وقول امرئ القيس : ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم مَعِيزَهُمُ ، حَنانَك ذا الحَنانِ . فسره ابن الأَعرابي فقال : معناه رَحمتَك يا رحمنُ فأَغْنِني عنهم ، ورواه الأَصمعي : ويَمْنَحُها أَي يُعْطِيها ، وفسَّر حَنانَك برحمتك أَيضاً أَي أَنْزِلْ عليهم رحمتَك ورزقك ، فروايةُ ابن الأَعرابي تَسَخُّطٌ وذمٌّ ، وكذلك تفسيره ، وروايةُ الأَصمعي تَشكُّرٌ وحمدٌ ودعاءٌ لهم ، وكذلك تفسيره ، والفعل من كل ذلك تَحَنَّنَ عليه ، وهو التحنُّنُ . وتَحَنَّنْ عليه : ترحَّمْ ؛
وأَنشد ابن بري للحُطَيْئة : تَحَنَّنْ عليَّ ، هَداك المَلِيك ، فإِن لكلِّ مقامٍ مقالا . والحَنانُ : الرحمةُ ، والحَنانُ : الرِّزق . والحَنانُ : البركة . والحَنانُ : الهَيْبَةُ . والحَنانُ : الوَقار . الأُمَوِيُّ : ما نرى له حَناناً أَي هيبةً . والتَّحنُّنُ : كالحَنانِ . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، لما ، قال الوليد بن عُقْبةَ بنِ أَبي مُعَيْطٍ : أُقْتَلُ من بَيْنِ قُرَيش ، فقال عمر : حَنَّ قِدْحٌ ليس منها ؛ هو مَثَلٌ يضرب للرجل يَنْتَمي إلى نسبٍ ليس منه أَو يَدَّعي ما ليس منه في شيء ، والقِدْحُ ، بالكسر : أَحدُ سِهام المَيْسِر ، فإِذا كان من غير جوهر أَخَواتِه ثم حرَّكها المُفيض بها خرج له صوتٌ يخالِف أَصواتَها فعُرِفَ به ؛ ومنه كتاب عليٍّ ، رضوان الله عليه ، إلى معاوية : وأَما قولك كَيْتَ وكَيْتَ فقد حَنَّ قِدْحٌ ليس منها . والحَنُونُ من الرياح : التي لها حَنِينٌ كحَنِين الإِبِل أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها عند الحَنِين ؛ قال النابغة : غَشِيتُ لها مَنازِلَ مُقْفِراتٍ ، تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ حَنُونٌ وقد حَنَّتْ واسْتَحَنَّتْ ؛
أَنشد سيبويه لأَبي زُبَيد : مُسْتَحِنٌّ بها الرِّياحُ ، فمَا يَجْـتابُها في الظَّلامِ كلُّ هَجُودِ . وسحابٌ حَنَّانٌ كذلك ؛ وقوله : فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ . جعل الحَنَّان للخِمْس ، وإنما هو في الحقيقة للناقة ، لكن لما بَعُد عليه أَمدُ الوِرْد فحنَّت نسَب ذلك إلى الخِمْسِ حيث كان من أَجْلِه . وخِمْسٌ حَنَّانٌ أَي بائصٌ ؛ الأَصمعي : أَي له حَنِينٌ مِن سُرْعَتِه . وامْرأَةٌ حَنَّانةٌ : تَحِنُّ إلى زوجها الأَول وتعطِفُ عليه ، وقيل : هي التي تَحِنُّ على ولدها الذي من زوجها المُفارِقِها . والحَنونُ من النساء : التي تَتَزوَّج رِقَّةً على وَلَدِها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمرهم ، وفي بعض الأَخْبار : أَنَّ رَجُلاً أَوْصى ابنه فقال : لا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانة . وقال رجل لابنه : يا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغَضُوبَ الأَنَّانةَ الحَنَّانَةَ المنَّانةَ ؛ الحَنَّانةُ التي كان لها زوجٌ قبله فهي تَذْكُره بالتَّحَزُّنِ والأَنينِ والحَنينِ إليه . الحرَّاني عن ابن السكيت ، قال : الحَنونُ من النساءِ التي تَتَزَوَّج رِقَّةً على ولدها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمْرِهم . وحَنَّةُ الرَّجل : امرأَتُه ؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ : ولَيْلة ذات دُجىً سَرَيْتُ ، ولم يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ ، ولم تَضِرْني حَنَّةٌ وبَيْتُ . وهي طَلَّتُه وكَنِينتُه ونَهضَتُه وحاصِنته وحاضِنتُه . وما لَهُ حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقة ولا شاةٌ ؛ والحَانَّةُ : الناقةُ ، والآنَّةُ : الشاةُ ، وقيل : هي الأَمَةُ لأَنها تَئِنُّ من التَّعَب . الأَزهري : الحَنِينُ للناقة والأَنينُ للشاةِ . يقال : ما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ما لَه شاةٌ ولا بَعِيرٌ . أَبو زيد : يقال ما له حانَّة ولا جارَّة ، فالحانَّةُ : الإِبلُ التي تَحِنُّ ، والجارَّةُ : الحَمُولةُ تَحْمِلُ المتاعَ والطعامَ . وحَنَّةُ البعيرِ : رُغاؤُه . قال الجوهري : وما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقةٌ ولا شاةٌ ، قال : والمُسْتَحِنُّ مِثْله ؛ قال الأَعشى : تَرَى الشَّيخَ منها يُحِبُّ الإِيا بَ ، يَرْجُفُ كالشارِفَ المُستَحِنّ . قال ابن بري : الضميرُ في منها يعود على غزوة في بيت متقدم ؛ وهو : وفي كلِّ عامٍ له غزْوةٌ تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ . قال : والمُسْتَحِنُّ الذي اسْتَحَنَّه الشوقُ إلى وَطَنِه ؛ قال : ومثلُه ليزيدَ بنِ النُّعمانِ الأَشعري : لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك ، مُسْتَحِناً ، مُطَوَّقَةٌ على غُصْنٍ تَغَنَّى . وقالوا : لا أَفْعلُ ذلك حتى يَحِنَّ الضبُّ في إثْرِ الإِبلِ الصَّادرة ، وليس للضبِّ حَنِينٌ إنما هُوَ مَثَلٌ ، وذلك لأَنَّ الضبَّ لا يَرِدُ أَبداً . والطَّسْتُ تَحِنُّ إذا نُقِرَت ، على التشبيه . وحَنَّت القوسُ حَنيناً : صَوَّتَت ، وأَحَنَّها صاحِبُها . وقوسٌ حَنَّانة : تَحِنُّ عند الإِنْباضِ ؛ وقال : وفي مَنْكِبَيْ حَنَّانةٍ عُودُ نَبْعَةٍ ، تَخَيَّرَها لِي ، سُوقَ مَكَّةَ ، بائعُ . أَي في سوق مكة ؛
وأَنشد أَبو حنيفة : حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تأْلَبِ . قال أَبو حنيفة : ولذلك سميت القوس حَنَّانةً اسم لها علم ؛ قال : هذا قول أَبي حنيفة وَحْدَه ، ونحن لا نعلم أَنَّ القوس تُسَمَّى حَنَّانةً ، إنما هو صفة تَغْلِب عليها غَلَبة الاسم ، فإِن كان أَبو حنيفة أَراد هذا ، والاَّ فقد أَساءَ التعبيرَ . وعُودٌ حَنَّانٌ : مُطَرِّب . والحَنَّانُ من السهام : الذي إذا أُديرَ بالأَناملِ على الأَباهِيم حَنّ لِعِتْقِ عُودِه والْتئامِهِ . قال أَبو الهيثم : يقال للسهم الذي يُصَوِّت إذا نَفَّزْته بين إصْبعيك حَنَّان ؛
وأَنشد قول الكميت يَصِف السَّهم : فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله ، عند الإدامةِ حتى يَرْنُوَ الطَّرِبُ . إدامتُه : تَْنفِيزُه ، يُعَلِّلُه : يُغَنِّيه بصوته حتى يَرْنُوَ له الطَّرِب يستمع إليه وينظر متعجِّباً من حُسْنِه . وطريقٌ حَنَّانٌ : بَيِّنٌ واضح مُنْبَسِط . وطريق يَحِنُّ فيه العَوْدُ : يَنْبَسِط . الأَزهري : الليث الحَنَّةُ خِرْقَةٌ تلبسها المرأَةَ فَتُغَطِّي رأْسها ؛ قال الأَزهري : هذا حاقُّ التصحيف ، والذي أَراد الخْبَّة ، بالخاء والباء ، وقد ذكرناه في موضعه ، وأَما الحَنَّةُ ، بالحاء والنون ، فلا أَصل له في باب الثِّياب . والحَنِينُ والحَنَّةُ : الشَّبَهُ . وفي المثل : لا تَعْدَمُ ناقةٌ من أُمِّها حَنِيناً وحَنَّةً أَي شَبَهاً . وفي التهذيب : لا تَعْدَمُ أَدْماءُ من أُمِّها حنَّةً ؛ يضرب مثلاً للرجُل يُشْبِهُ الرجل ، ويقال ذلك لكل مَنْ أَشْبَه أَباه وأُمَّه ؛ قال الأَزهري : والحَنَّةُ في هذا المَثَلِ العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطةُ . وحَنَّ عليه يَحُنُّ ، بالضم ، أَي صَدَّ . وما تَحُنُّني شيئاً من شَرِّكَ أَي ما تَرُدُّه وما تَصْرِفه عني . وما حَنَّنَ عني أَي ما انثنى ولا قَصَّرَ ؛ حكاه ابن الأَعرابي ، قال شمر : ولم أَسمع تَحنُنُّي بهذا المعنى لغير الأَصمعي . ويقال : حُنَّ عَنَّا شَرَّكَ أَي اصْرِفْه . ويقال : حَمَلَ فَحَنَّنَ كقولك حَمَلَ فَهَلَّلَ إذا جَبُنَ . وأَثَرٌ لا يُحِنُّ عن الجِلْدِ أَي لا يزول ؛
وأَنشد : وإِنَّ لها قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُ ، وإِلاَّ فجُرْحٌ لا يُحِنُّ عن العَظْمِ وقال ثعلب : إنما هو يَحِنُّ ، وهكذا أَنشد البيت ولم يفسره . والمَحْنُون من الحقِّ : المنقوصُ . يقال : ما حَنَنْتُك شيئاً من حقِّك أَي ما نَقَصْتُكَ . والحَنُّونُ : نَوْرُ كلِّ شجرة ونَبْتٍ ، واحدتُه حَنُّونةٌ . وحَنَّنَ الشجرُ والعُشْبُ : أَخرج ذلك . والحِنَّانُ : لغة في الحِنَّآء ؛ عن ثعلب . وزيت حَنِينٌ : متغير الريح ، وجَوْزٌ حَنِينٌ كذلك ؛ قال عَبِيدُ بن الأَبرَصِ : كأَنَّها لِقْوَةٌ طَلُوبُ ، تَحِنُّ في وَكْرِهَا القُلُوبُ . وبنو حُنٍّ : حيٌّ ؛ قال ابن دُرَيْد : هم بطنٌ من بني عُذْرَةَ ؛ وقال النابغة : تَجَنَّبْ بني حُنٍّ ، فإِن لقاءَهُمْ كَرِيهٌ ، وإن لم تَلْقَ إلاَّ بِصابِرِ . والحِنُّ ، بالكسر : حيٌّ من الجن ، يقال : منهم الكلابُ السود البُهْمُ ، يقال : كلب حِنِّيٌّ ، وقيل : الحِنُّ ضرب من الجن ؛
وأَنشد : يَلْعَبْنَ أَحْواليَ مِنْ حِنٍّ وجِنٌّ . والحِنُّ : سَفِلَةُ الجِنِّ أَيضاً وضُعَفاؤُهم ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد لمُهاصِرِ بنِ المُحِلِّ : أَبيتُ أَهْوِي في شيَاطين تُرِنّ ، مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنٍّ وحِنّ . قال ابن سيده : وليس في هذا ما يدل على أَن الحِنَّ سَفِلَةُ الجِنِّ ، ولا على أَنهم حَيٌّ من الجن ، إنما يدل على أَن الحِنَّ نوعٌ آخر غير الجنّ . ويقال : الحِنُّ خَلْقٌ بَيْنَ الجن والإنس . الفراء : الحِنُّ كِلابُ الجِنِّ . وفي حديث عليّ : إنَّ هذه الكلاب التي لها أَربعُ أَعْيُنٍ من الحِنِّ ؛ فُسِّرَ هذا الحديث الحِنُّ حيٌّ من الجِنِّ . ويقال : مَجْنونٌ مَحْنونٌ ، ورجلٌ مَحْنونٌ أَي مجنون ، وبه حِنَّةٌ أَي جِنَّةٌ . أَبو عمرو : المَحْنون الذي يُصْرعُ ثم يُفيق زماناً . وقال ابن السكيت الحِنُّ الكلابُ السُّود المُعَيَّنة . وفي حديث ابن عباس : الكِلابُ من الحِنِّ ، وهي ضَعَفَةُ الجِنِّ ، فإذا غَشِيَتْكُم عند طَعامِكم فأَلْقُوا لَهُنَّ ، فإِنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً ؛ جمعُ نَفْسٍ أَي أَنها تُصِيبُ بأَعْيُنِها . وحَنَّةُ وحَنُّونةُ : اسمُ امرأَة ، قال الليث : بلغنا أَن أُمَّ مريم كانت تسمى حَنَّةَ . وحُنَيْنٌ : اسمُ وادٍ بين مكة والطائف . قال الأَزهري : حُنَيْنٌ اسمُ وادٍ به كانت وَقْعَةُ أَوْطاسٍ ، ذكره الله تعالى في كتابه فقال : ويومَ حُنَيْنٍ إذْ أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم ؛ قال الجوهري : حُنَيْنٌ موضع يذكر ويؤنث ، فإذا قَصَدْتَ به الموضع والبلَد ذكَّرْتَه وصَرفْتَه كقوله تعالى : ويومَ حُنَيْنٍ ، وإن قصدْتَ به البلدةَ والبُقْعةَ أَنَّثْته ولم تصرفه كما ، قال حَسَّان بن ثابت : نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه بِحُنَيْنَ ، يومَ تَواكُلِ الأَبْطال . وحُنَيْنٌ : اسمُ رجل . وقولُهم للرجل إذا رُدَّ عن حاجتِه ورجَعَ بالخَيْبةِ : رجع بخُفَّيْ حُنَيْنٍ ؛ أَصله أَن حُنَيْناً كان رجلاً شريفاً ادَّعَى إلى أَسدِ بنِ هاشمِ ابن عبدِ منافٍ ، فأَتى إلى عبدِ المُطَّلب وعليه خُفَّانِ أَحْمرانِ فقال : يا عَمِّ أَنا ابنُ أَسدِ بن هاشمٍ ، فقال له عبدُ المطلب : لا وثيابِ هاشمٍ ما أَعْرِفُ شمائلَ هاشم فيك فارْجِعْ راشداً ، فانْصَرَف خائباً فقالوا : رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّية ، فصار مثلاً ؛ وقال الجوهري : هو اسم إِسْكافٍ من أَهل الحيرةِ ، ساوَمه أَعْرابيٌّ بخُفَّيْن فلم يَشتَرِهما ، فغاظَه ذلك وعلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ في طريقه ، وتقدَّم وطرَحَ الآخَرَ وكَمَن له ، وجاءَ الأَعرابيُّ فرأَى أَحَدَ الخُفَّيْن فقال : ما أَشْبَه هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ لو كان معه آخرُ اشْتَرَيْتُه فتقدَّم ورأَى الخُفَّ الآخرَ مطروحاً في الطريق ، فنزلَ وعَقَلَ بعيرَه ورجع إلى الأوّل ، فذهب الإسكافُ براحِلتِه ، وجاءَ إلى الحَيِّ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ . والحَنَّانُ : موضعٌ ينسب إليه أَبْرَقُ الحَنَّانِ . الجوهري : وأَبْرَقُ الحَنَّانِ موضعٌ . قال ابن الأَثير : الحَنَّانُ رمْلٌ بين مكة والمدينة له ذِكْرٌ في مَسِير النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إلى بَدْرٍ ؛ وحَنَانةُ : اسمُ راعٍ في قول طرفة : نَعاني حَنَانةُ طُوبالةً ، تسفُّ يَبِيساً من العِشرِقِ . قال ابن بري : رواه ابن القطاع بَغاني حَنَانةُ ، بالباء والغين المعجمة ، والصحيح بالنون والعين غير معجمة كما وقع في الأُصول ، بدليل قوله بعد هذا البيت : فنَفْسَك فانْعَ ولا تَنْعَني ، وداوِ الكُلُومَ ولا تَبْرَقِ . والحَنَّانُ : اسمُ فحْلٍ من خُيولِ العرب معروف . وحُنٌّ ، بالضم : اسم رجل . وحَنِينٌ والحَنِينُ (* قوله « وحنين والحنين إلخ » بوزن أمير وسكيت فيهما كما في القاموس ). جميعاً : جُمادَى الأُولى اسمٌ له كالعَلَم ؛ وقال : وذو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضي نُذورَه ، لَدَى البِيضِ من نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ وجمعُه أَحِنَّةٌ وحُنُونٌ وحَنَائِنُ . وفي التهذيب عن الفراء والمفضل أَنهما ، قالا : كانت العرب تقول لِجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ ، وصُرِفَ لأَنه عُني به الشهر . "
المعجم: لسان العرب
معنى حنة في قاموس معاجم اللغة
معجم اللغة العربية المعاصرة
حانَة [مفرد]: حانٌ؛ دُكّان بائع الخمر، بار، خمَّارة| ما له حانة ولا آنة: لا يملك شيئًا من غنم أو إبل.
معجم اللغة العربية المعاصرة
حَنِيّة [مفرد]: ج حَنايَا وحَنِيّ:
1- قوس "صانع حنايا وباري نشّاب".
2- ما كان منثنيًا كالقوس "حَنِيَّة بناء- تدفّق من حنايا الماضي شعور ودود أليف"| في حنايا صَدْره/ في حنايا نفسه: في أعماقه وداخله.