" الدَّعَجُ محرَّكةً والدُّعْجَةُ بالضّمِّ " السَّواد وقيل : شِدَّةُ السَّوَادِ وقيل : الدَّعَجَ : شِدَّةُ سَوادِ " سَوَادِ العَيْنِ " وشِدَّةُ بَيَاضِ بَياضِها وقيلَ : شِدَّةُ سَوَادِهَا " مَعَ سَعَتِها " وفي صِفته صلَّى الله عليه وسلّم " في عَيْنيهِ دَعَجٌ " يريد أَنّ سوادَ عَينيهِ كَانَ شديدَ السَّوادِ وقيل : إِن الدَّعَجَ عِنْده سَوَادُ العَيْنِ مع شِدَّةِ بَيَاضِها دَعِجَ دَعَجاً وهو أَدْعَجُ وهو عامٌّ في كلّ شىْءٍ . قال الأَزهريّ : الّذِي قِيلَ في الدَّعَجِ إِنّه شِدَّةُ سَوَادِ العَيْنِ مع شِدَّةِ بيَاضِ بيَاضِهَا خَطَأٌ ما قاله أَحدٌ غير اللّيثِ . عَينٌ دَعْجَاءُ بَيِّنَةُ الدَّعَجِ وامرأَةٌ دَعْجَاءُ ورجُلٌ أَدعَجُ بَيِّنُ الدَّعَجِ . في حديثِ المُلاعَنِة إِنْ جَاءَتْ به أَدْعَجَ " وفي روايةُ أَدَيْعِج " " الأَدْعَجُ : الأَسْوَدُ ومنه حديث الخوارِجِ " آيَتُهُم رجُلٌ أَدْعَجُ وقد حَملَ الخَطَّابيّ هذا الحديث على سَوادِ الّلونِ جَميعِه وقال : إِنما تَأَوَّلْنَاه على سَوادِ الجلْد لأَنه قد رُوِىَ في خَبرٍ آخَرَ " آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ " . " والدَّعْجَاءُ : الجُنُونُ " قال شيخُنا فهو مصدرٌ لأَنّه قد يُبْنَى على فعَلاءَ كالنَّعْمَاءِ . من المجاز : لَيْلٌ أَدْعَجُ . وبَلَغْنَا دَعجاءَ الشَّهْرِ ودَهْمَاءَهُ الدَّعْجَاءُ " : أَوَّلُ المَحَاقِ وهي لَيْلَةُ ثَمَانِيَةٍ وعِشْرِينَ " والثَانِيَةُ السِّرَارُ والثَّالثة الفَلْتَةُ وهي ليلَة الثّلاثين وقد تقدم في ف ل ت . دُعَيْجٌ " كزُبَيْر عَلَمٌ " قال الأَزهريّ : لَقِيتُ في البادِيَةِ غُلَيِّماً أَسْوَدَ كأَنَّهُ حُمَمَةٌ وكان يُسَمَّى بَصيراً ويُلَقَّبُ دُعَيْجاً لشدَّةِ سَوادِه . والأَدْعَجُ من الرِّجال : الأَسْوَدُ . " والمَدْعُوجُ : المَجْنُونُ " أَصابَتْهُ الدَّعْجَاءُ
ومما يستدرك عليه : الدَّعْجَاءُ بنتُ هَيْضَمٍ اسمُ امرأَة قال الشاعر :
" ودَعْجَاءَ قَدْ وَاصَلْتُ فِي بَعْضِ مَرِّهَابِأَبْيَضَ مَاضٍ لَيْسَ مِنْ نَبْلِ هَيْضَمِ ومعناه أَنها مَرَّتْ فأَهْوى لها بسَهْم . والدَّعْجاءُ في قول ابنِ أَحمرَ : هَضْبَةٌ مَعروفةٌ عن أَبِي عُبَيدةَ وهو :
" مَا أُمُّ غُفْرٍ عَلَى دَعْجَاءٍ ذي عَلَقٍيَنْفِى القَرَامِيدَ عَنْهَا الأَعْصَمُ الوَقِلُ كذا في الصّحاح والِّلسان وأَغْفَلَه المصنِّف تقصيراً . ويقال : الدَّعَجُ : زُرْقَةٌ في بَياضٍ نقلَه شيخُنَا ولم يُتَابَعْ عليه . ومن المجاز : لَيْلٌ أَدْعَجُ وشَفَةٌ دَعْجاءُ ولِثَةٌ دَعْجَاءُ قال العجَّاج يَصِف انْفِلاقَ الصُّبْحِ :
" تَسُورُ فِي أَعْجَازِ لَيْل أَدْعَجَا أَرادَ بالأَدْعَجِ المُظْلِمَ الأَسْوَدَ جعلَ اللَّيْلَ أَدْعَجَ لشِدِّة سَوادِه مع شِدَّةِ بياضِ الصُّبْحِ . ومن المجاز : تَيْسٌ أَدْعَجُ العينينِ والقَرنَيْنِ قال ذو الرُّمَّةِ يَصِف ثَوراً وَحْشِيّاً وقَرْنَيْه :
" جَرَى أَدْعَجُ القَرْنَيْنِ والعَيْنِ وَاضِحُ
" القَرَى أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ بالبَيْنِ بَارِحُ فجعَلَ القَرْنَ أَدْعَجَ كما تَرَى . ودَعْجَانُ بنُ خَلَفٍ : رَجُلٌ . ودَعْجَانُ : فَرَسٌ مشهورٌ . وأَبو الكَرمِ عبدُ الكريم بن ناصِرٍ الدِّعْجَانيّ المِصْرىُّ روى عن أَبي نِزارٍ رَبِيعةَ اليَمَنىّ وغيرِه وتوفي سنة 669