ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : أَنْدُلُس بفتح الهمزة وبضمِّ الدال واللام : قُطْرٌ واسعٌ بالمَغرِب استدرَكَه شَيْخُنا وكذا الآبنُوسُ أما أَنْدُلُسُ فقد أَوْرَدَه المُصَنِّف في دلس تبعاً للصاغانيّ وأمّا آبنُوسُ فصوابُ ذِكرِه في بنس كما سيأتي
بِدْلِيسُ بالكسْرِ وضبطَه ياقوت بالفتح وقال : لا أَعلمُ له نظيراً في كلام العرَب إلاّ وَهْبِيل : بَطْنٌ من النَّخَعِ قلتُ : ووَهْبِين اسم مَوضِعٍ : د حَسَنٌ قربَ خِلاطَ من أَعمال إرمينيَةَ ذات بساتين كثيرةٍ يُضرَبُ بتُفَّاحِها المَثَلُ في الجَوْدَةِ والكَثرَةِ والرُّخْصِ ويُحمَلُ إلى بلدانٍ شَتَّى صالحَ أَهلُها عِياضَ بنَ غَنْمٍ الأَشعَريّ وفيها يقول أَبو الرِّضا الفضلُ بنُ مَنصورٍ الظَّريفُ :
بَدْلِيسُ قدْ جَدَّدْتِ لي صَبْوَةً ... بعدَ التُّقَى والنُّسْكِ والصَّمْتِ
هَتَكْتِ سِتْري في هَوَى شادِنٍ ... وما تَحَرَّجْتِ وما خِفْتِ
وكنْتُ مَطْوِيّاً على عِفَّةٍ ... مَطويَّةٍ يَمشي بها وَقْتي
وإنْ تَحاسَبْنا فقُولي لنا ... مَنْ أَنْتِ يا بَدْليسُ ؟ مَنْ أَنْتِ
الدَّلَسُ بالتَّحْرِيكِ : الظُّلْمَةُ كالدُّلْسَةِ بالضّمّ . والدَّلَسُ : اخْتِلاطُ الظَّلامِ . ومنه قولهم : أَتانَا دَلَسَ الظَّلاَمِ وخَرَجَ في الدَّلَسِ والغَلَسِ . والدَّلَسُ : النَّبْتُ يُورِقُ آخِرَ الصَّيْفِ . والدَّلَسُ بَقَايَا النَّبْتِ والبَقْلِ ج أَدْلاسٌ قال :
بَدَّلْتَنَا مِنْ قَهْوَسٍ قِنْعَاسَا ... ذَا صَهَوَاتٍ يَرْتَعُ الأَدْلاَسَا ويقال : إِنَّ الأَدْلاَسَ مِن الرِّبَبِ وهو ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ . وفي المُحْكَمِ : وأَدْلاَسُ الأَرْضِ : بقَايَا عُشْبِها . وأَدْلَسْنَا : وقَعْنَا فِيهَا أَي في الأَدْلاسِ . وفي التَّكْمِلَة : أَي وَقَعْنَا بالنَّبَاتِ الذِي يُورِقُ في آخِرِ الصَّيْفِ . وأَدْلَسَتِ الأَرْضُ إِذا اخْضَرَّتْ بِهَا أَي بالأَدْلاسِ . وقالَ الأَزْهَرِيُّ : سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ لامْرِئٍ قُرِفَ بِسُوءٍ فيه : مَالِي فيه وَلْسٌ وَلا دَلْسٌ أَي مَالِي فيه خِيَانَةٌ ولا خَدِيعةٌ . والتَّدْلِيسُ في البَيْعِ : كِتْمَانُ عَيْبِ السِّلْعَةِ عن المُشْتَرِي . قال الأَزْهَرِيُّ : ومنه أُخِذَ التَّدْلِيسُ في الإِسْنادِ وهو مَجازٌ وهو أَنْ يُحَدِّثَ عن الشَّيْخِ الأَكْبَر ولَعَلَّهُ ما رآه وإِنَّمَا سَمِعَه مِمَّن هُو دُونَه أَو مِمَّنْ سَمِعَه مِنْه ونحوُ ذلِك ونَصُّ الأَزْهَرِيِّ : وقد كانَ رآه إِلاّ أَنّهُ سَمِعَ ما أَسْنَدَه إِليهِ من غيره من دُونِه . وفي الأَسَاسِ : المُدَلِّسُ في الحَدِيثِ : مَن لا يَذْكُرُ في حَدِيثِه مَنْ سَمِعَه منه ويَذْكُر الأَعْلَى مُوهِماً أَنَّه سَمِعَه منه وهو غيرُ مَقْبُولٍ . وقَدُ فَعَلَهُ جَمَاعَةٌ من الثِّقَاتِ حتَّى قالَ بعضُهم :
دَلَّسَ لِلناسِ أَحادِيثَهم ... والله لا يَقبلُ تَدْليسَاوالتَّدَلُّسُ : التَّكَتم . والتَّدْلسُ أخْذُ الطَّعَامِ قَلِيلاً قَلِيلاً . وقد تَدَلَّسَهُ . وليسَ في التَّكْمِلَة تَكْرارُ قَلِيلاً . و التَّدَلُّسُ : لَحْسُ المالِ الشَّيْءَ القَلِيلَ في المَرْتُعِ عن ابنِ عَبّادٍ وادْلاسَّتِ الأَرْضُ : أَصَابَ المالُ مِنْهَا شَيْئاً كادْلَسَّتِْ : ادْلِسَاساً . ويُقَال : فُلانٌ : لا يُدَالِسُ ولا يُوَالِسُ أَي لا يَظْلِمُ ولا يَخُونُ ولا يُوَارِبُ . وفي اللِّسَان : أَي لا يُخَادِعُ ولا يَغْدِرُ . وهو لا يُدَالِسُك : لا يُخَادِعُكَ ولا يُخْفِي عليكَ الشَّيْءَ فكَأَنَّهُ يَأْتِيكَ بهِ في الظَّلامِ . وقد دَالَسَ مُدَالَسَةً ودِلاَساً . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : التَّدْلِيسُ : عَدَمُ تَبيِينِ العَيْبِ ولا يُخَصُّ به البَيْعُ . وانْدَلَسَ الشَّيْءُ إِذا خَفِيَ . ودَلَّسْتُه فتَدَلَّسَ وتَدَلَّسْتُه . والدَّوْلَسِيُّ : الذَّرِيعَةُ المُدَلِّسَةُ ومنه حَدِيثُ سَعِيدِ بنِ المُسَيِّب : رَحِمَ اللهُ عُمَرَ لَوْ لَمْ يَنْه عَنِ المُتْعَةِ لاتَّخَذَها النّاسُ دُوْلَسِيّاً أَي ذَرِيعَةً للزِّنَا . وتَدَلَّسَ : وَقَعَ بالأَدْلاسِ . ودَلَّسَتِ الإِبِلُ : اتَّبَعَتِ الأَدْلاَس وأَدْلَسَ النَّصِيُّ : ظَهَرَ واخْضَرَّ . والدَّلَسُ : أَرْضٌ أَنْبَتَتْ بعدما أَمْحَلَتْ . والأُنْدُلُسُ بضَمِّ الهَمْزَةِ والدّالِ اللامِ : إِقْليمٌ عَظِيمٌ بالمَغْرِبِ . هنا ذكرَهُ الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ واسْتَدْرَكَهُ شيخُنَا في الأَلف والأَلف زائدةٌ كالنُّون فحَقُّه أنَ يُذْكَرَ هنا والمُصَنِّفُ أَغْفلَ عنه تَقْصِيراً مع أَنه يستطرِدُ جُمْلةً مِن قُرَاه وحُصُونِه ومَعَاقِلِه ومَواضعه . وفي اللِّسَانِ : وأَنْدُلُسُ : جَزِيرَةٌ معروفَةٌ وَزْنُهَا أَنْفُعُلُ وإِن كان هذا مِمَّا لا نَظِيرَ له وذلِكَ أَنَّ النُّونَ لا مَحَالَةَ زائِدَةٌ لأَنَّهُ ليسَ في ذَوَاتِ الخَمْسَةِ شيْءٌ على فَعْلُلُلٍ فتكونُ النونُ فيه أَصْلاً ؛ لُوقُوعِهَا مع العَيْنِ وإِذا ثَبَتَ أَنَّ النُّونُ زائِدَةٌ فقد بَرَدَ في أَنْدُلُس ثلاثَةُ أَحْرَفٍ أُصُول وهي الدّالُ والَّلامُ والسّين وفي أَوّل الكَلامِ هَمْزةٌ ومَتَى وَقَعَ ذلِكِ حَكَمْتَ النونُ أَصْلاً والهَمْزةُ زائدة ؛ لأَنَّ ذَواتِ الأَرْبَعَةِ لا تَلْحَقُهَا الزَّوَائِدُ مِنْ أَوائلِهَا إلاّ في الأَسْمَاءِ الجارِيَةِ على أَفْعَالِهَا نحو : مُدَحْرِج وبابِه فقد وَجَبَ إِذاً أَنَّ النُّونَ والهمزَةَ زائِدَتَان وأَنَّ الكِلِمَةَ على وَزْنِ أَنْفُعُلٍ وإِن كانَ هذا مِثَالاً لا نَظِيرَ له . وإِنَّمَا أَطَلْتُ فيه الكلامَ ؛ لأَنَّهُم اخْتَلَفُوا في وَزْنِه واشْتَبَه الحالُ عليهِم فبَيَّنْتُ ما يَتَعَلَّقُ بِه لِيستَفِيدَ المُتَأَمِّلُ . والله أَعلم