وصف و معنى و تعريف كلمة دهريتكما:


دهريتكما: كلمة تتكون من ثمن أحرف تبدأ بـ دال (د) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على دال (د) و هاء (ه) و راء (ر) و ياء (ي) و تاء (ت) و كاف (ك) و ميم (م) و ألف (ا) .




معنى و شرح دهريتكما في معاجم اللغة العربية:



دهريتكما

جذر [دهر]



معنى دهريتكما في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**دَهَرَ** \- [د هـ ر]. (ف: ثلا. لازمتع. م. بحرف).** دَهَرَ**،** يَدْهَرُ**، مص. دَهْرٌ. "دَهَرَ القَوْمَ مَكْروهٌ" : نَزَلَ بِهِمْ. "دَهَرَ بِالقَوْمِ مَكْروهٌ" "دَهَرَهُمُ الجَزَعُ" "دَهَرَتْهُ مُصيبَةٌ".


معجم الغني
**دَهْرٌ** \- ج:** دُهورٌ**. [د هـ ر]. 1. "أَطالَ بِهِ الدَّهْرُ" :مُدَّةُ الحَياةِ الدُّنْيا كُلُّها وَتُطْلَقُ على أَلْفِ سَنَةٍ.**![الجاثية آية 24]********وَقالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَياتُنا الدُّنْيا نَموتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ **! . (قرآن). 2. "أَقامَ في بِلادِ الغُرْبَةِ دَهْراً" : زَمَناً طَويلاً. 3. "في أَوَّلِ الدَّهْرِ" : في أَوَّلِ الزَّمانِ. 4. "في آخِرِ الدَّهْرِ" : نِهايَة العالَمِ. 5. "لا آتيكَ أَبَدَ الدَّهْرِ" : لا آتيكَ أَبَداً. 6. "إلى دَهْرِ الدَّاهِرينَ" : إلى الأَبَدِ. 7. "تَقَلُّباتُ الدَّهْرِ" : صُروفُهُ. "صُروفُ الدَّهْرِ" "تَصاريفُ الدَّهْرِ". 8. "ما دَهْرِي !" : ما هَمِّي، ما غايَتِي!. 9. "دَهْرُ الإِنْسانِ" : الزَّمَنُ الَّذِي يَعيشُ فيهِ، العَصْرُ. "أَكَلَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ وَشَرِبَ".


معجم اللغة العربية المعاصرة
دَهْرِيَّة [مفرد]: 1- اسم مؤنَّث منسوب إلى دَهْر/ دَهَر. 2- (سف) فرقة مادّيّة ظهرت في العهد العبَّاسيّ جحدت الصانع المُدبِّر وقالت بقدم الدَّهر، وبأنّ العالم لم يزل موجودًا كذلك بنفسه، كما أنكرت أيّ شيء لا يمكن إدراكُه بالحواسّ.
معجم اللغة العربية المعاصرة
I دَهْرِيّ [مفرد]: 1- اسم منسوب إلى دَهْر/ دَهَر. 2- ملحد لا يؤمن بالآخرة يقول ببقاء الحياة الدنيا أو بأنّ العالم موجود أزلاً وأبدًا ولا صانعَ له "رَجُلٌ دَهرِيّ". II دُهْرِيّ [مفرد]: 1- دَهْريّ، ملحِد لا يؤمن بالآخرة يقول ببقاء الحياة الدنيا أو بأنّ العالم موجود أزلاً وأبدًا ولا صانعَ له. 2- مُسِنٌّ "رجل دُهْريّ". 3- حاذق.


معجم اللغة العربية المعاصرة
دهورَ يدهور، دهورةً، فهو مدهوِر، والمفعول مدهوَر • دهور الشَّيءَ: جمَعه وقذف به من أعلى إلى أسفل "دهور الأوساخَ في الحفرة". • دهور الحائطَ: دفعه فسقط.
المعجم الوسيط
القومَ، وبهم أَمْرٌ ـَ دَهْراً: نزل بهم مكروهٌ. ويُقال: دَهَرَهُم الجَزَعُ.( دَاهَرَهُ ) مُداهرة، ودِهاراً: عامله مدة طويلة غيرَ مؤَقَّتة. يُقال: عامله أَو استأْجره مداهرة ودِهاراً.( دَهْوَرَ ) الشيءَ: جمعه وقذف به في مهواة. و ـ كلامه: قَحَّمَ بعضه في إِِثر بعض. و ـ الحائِطَ: دفعه فسقط.( تَدَهْوَرَ ) الرَّملُ: انهال وسقط أَكثره. و ـ الشيءُ: سقط من أَعلى إِِلى أَسفل. و ـ الليلُ: أَدبر وذهب أَكثره.( الدَّاهرُ ): يُقال: دهرٌ داهرٌ: طويل جدّاً. و ـ شديد ( مبالغة ). ولا آتيه دَهْرَ الدّاهِرِين: أَبداً.( الدَّاهرةُ ): مؤَنث الداهر: ويُقال للمرأَة: إِِنها لداهرةُ الطُّول: طويلة جدّاً.( الدَّهاريرُ ): أَوّل الدهر في الزمان الماضي ( لا واحد له ). ويُقال: كان هذا في دهر الدَّهارير. و ـ تصاريف الدَّهر ونوائبه. ويُقال: دهرٌ دَهاريرُ: شديد. ودُهورٌ دَهاريرُ: مختلفة.( الدّهْرُ ): مدة الحياة الدّنيا كلها. و ـ الزمان الطويل. و ـ الزمان قلّ أَو كثر. و ـ أَلف سنة. و ـ مائة أَلف سنة. و ـ النازلة. و ـ الهمَّة والإِِرادة. و ـ الغاية. ويُقال: ما دَهْري بكذا، وما دهري كذا: ما هَمِّي وغايتي. و ـ العادة. و ـ الغلبة. ( ج ) أَدْهُرٌ، ودُهُورٌ. ويُقال: كان ذلك دَهْرَ النجم: حين خلق الله النجوم: أَولَ الزمان وفي القديم.( الدَّهَرُ ): الدَّهْر. ( ج ) أَدهار.( الدَّهْرِيُّ ): رجل دَهْرِيٌّ: ملحد لا يؤمن بالآخرة، يقول ببقاء الدهر.( الدُّهْرِيُّ ): القديم المُسِنّ. و ـ الحاذق.( الدَّهْوَرِيّ ): من الرجال: الصُّلبُ.( الدَّهِيرُ ): يُقال: دهرٌ دهير: شديد.


مختار الصحاح
الدَّهْرُ الزمان وجمعه دُهُورٌ وقيل الدَّهْرُ الأبد وفي الحديث { لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله } لأنهم كانوا يضيقون بالنوازل إليه فقيل لهم لا تسبوا فاعل ذلك فإن ذلك هو الله تعالى و الدُّهْرِيُّ بالضم المسن وبالفتح الملحد قال ثعلب كلاهما منسوب إلى الدهر وهم ربما غيروا في النسب كما قالوا سهلي للمنسوب إلى الأرض السهلة
الصحاح في اللغة
الدَهْرُ: الزمان. قال الشاعر:

إنَّ دَهْراً يَلُفُّ شَمْلي بِجُمْلٍ   لَزَمانٌ يَهُمُّ بالإحْـسـانِ ويجمع على دُهورٍ. ويقال: الدَهْرُ: الأَبَدُ. وقولهم: دَهْرٌ واهِرٌ، كقولهم: أَبَدٌ أَبيدٌ. وقولهم: دَهْرٌ دَهارِيرُ، أي شديدٌ، كقولهم: ليْلَةٌ لَيْلاءُ، ونَهارٌ أَنْهَرُ، ويَومٌ أَيْوَمُ، وساعةٌ سَوْعاءُ. وأنشد أبو عمرو بن

العلاء لرجل من أهل نجد: وبينما المَرْءُ في الأَحْياءِ مُغْتَبِطٌ   إذا هو الرَمْسُ تَعْفوهُ الأَعاصيرُ حتى كأنْ لم يكـنْ إلاّ تَـذَكَّـرُهُ   والدَهْرُ أَيَّتَمـا حـالٍ دَهـاريرُ  ويقال: لا آتيك دَهْرَ الدَاهرين، أي أبداً. وفي الحديث: "لا تَسُبُّوا الدَهْرَ فإنَّ الدهرَ هو الله"، لأنهم كانوا يُضيفون النوازلَ إليه، فقيل لهم: لا تسبُّوا فاعلَ ذلك بكم، فإن ذلك هو الله تعالى. ويقال: دَهَرَ بهم أَمْرٌ، أي نزل بهم. وما ذاك بِدَهْري، أي عادتي. وما دَهْري بكذا، أي هِمَّتي. قال مُتَمِّمُ بن نُوَيْرَةَ: لَعَمْري وما دَهْري بِتأبِينِ هالِكٍ   ولا جَزَعاً مما أَصابَ فأَوْجَعا والدُهْريُّ بالضم: المُسِنُّ. والدَهْريُّ بالفتح: المُلْحِدُ.
تاج العروس

الدَّهْرُ قد يُعدُّ في الأسماء الحُسْنَى لِمَا وَرَدَ في الحَدِيث الصَّحِيح الذي رَواه أبو هُرَيْرَةَ يَرْفَعه . قال الله تعالى : " يُؤذِيني ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وإنَّمَا أنَا الدّهْرُ أُقِلِّبُ اللَّيْلَ والنَّهَارَ " . كما في الصَّحِيحَين وغَيْرِهما . وفي حديث آخرَ : " لا تَسُبُّوا الدّهْرَ فإنَّ اللَه هو الدَّهْرُ " وفي رواية أُخْرَى " فإنّ الدَّهْرَ هو الله تعالى " . قال شيخُنا : وعَدُّه في الأَسماءِ الحُسْنَى من الغَرَابة بمَكَانٍ مَكِينٍ وقد رَدَّه الحافِظ بنُ حَجَر وتَعَقَّبَه في مَواضِعَ من فَتْحِ البَارِي وبسَطَه في التفسير وفي الأدب وفي التوحيد وأَجاد الكلاَم في شُرَّاحُ مُسْلِم أيضاً عِياضٌ والنَّوَوِيّ والقُرْطُبُّي وغيرُهُم وجَمَع كَلامَهم الآبِي في الإِكمال . وقال عِياضٌ : القَوْلُ بأنَّه من أَسماءِ اللِه مَرْدُودٌ غَلَطٌ لا يَصِحّ بل هُو مُدَّةُ زَمَانِ الدُّنْيَا انتهى

وقال الجوهريّ في مَعَنى لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ أَي ما أَصابَك من الدَّهْر فاللهُ فاعِلُه لَيْس الدَّهْر فإذا شتَمْت به الدَّهْرَ فكأَنَّك أَردْتَ به اللهَ ؛ لأَنهم كانوا يُضِيفون النَّوَازِلَ إلى الدَّهْرِ فقيل لهم : لا تَسُبُّوا فاعِلَ ذلك بكم فإن ذلِك هُو الله تعالى . ونقَلَ الأَزْهَرِيّ عن أبي عُبَيْد في قوله " فإن الله هو الدَّهْر " مِمَّا لا يَنْبَغِي لأحَد من أَهْلِ الإِسْلام أَن يَجْهَل وَجْهَه وذلك أن المُعَطِّلة يَحتَجُّون به على المُسْلِمِين قال : ورأَيتُ بعضَ مَنْ يُتَّهم بالزَّنْدَقة والدَّهْرِيّة يَحْتَجُّ بهذا الحَدِيث ويقول : ألاَ تَراه يقول " فإنَّ اللَه هُوَ الدَّهْر " . قال : فقلُتْ : وهل كان أحَدٌ يَسُبّ الله في آبادِ الدَّهْر . وقد قال الأعْشَى في الجَاهِلّية :

اسْتَأْثَر اللهُ بالوفاءِ وبِالْ ... حَمْد ووَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلاَ قال : وتأْوِيلُه عندي أَنَّ العَرَب كانَ شأْنُها أَن تَذُمَّ الدّهْرَ وتُسُبَّه عند الحوادِثِ والنوازِلِ تَنْزِلُ بهم من مَوْت أَو هَرَم فيقولون أصابَتْهُم قَوَارِعُ الدَّهْرِ وحَوادِثُه وأبادَهم الدَّهْرُ فيَجْعَلُون الدَّهْرَ الذي يَفعل ذلك فيَذُمُّونه وقد ذَكَروا ذلك في أَشْعَارهم وأَخْبَر الله تعالَى عنهم بذلك في كِتابِه العَزِيز فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال " لا تَسُبُّوا الدّهرَ . . " على تأْوِيل لا تَسُبّوا الَّذي يَفْعَلُ بكُم هذِه الأَشْيَاءَ فإنَّكُم إِذَا سَبَبْتم فاعِلَهَا فإنَّمَا يَقَع السَّبُّ على الله لأنّه الفاعلُ لها لا الدَّهْر . فَهذا وَجْهُ الحَدِيث . قال الأَزْهَرِيّ : وقد فَسَّر الشَّافِعِيُّ هذا الحَدِيث بنَحْوِ ما فَسَّرَه أَبو عُبَيْد فظنَنَتْ أَنَّ أبَا عُبَيْد حَكَى كلامَه

وقال المُصَنِّف في البَصَائر : والذي يُحَقِّق هذا الموضِع ويَفْصِل بين الرِّوايَتَيْن هو قوله : " فإنًّ الدَّهْرَ هو الله " حَقِيقَتُه : فإنَّ جالبَ الحوادث هُوَ اللهُ لا غَيْرُ فوضَعَ الدَّهْرَ مَوْضِعَ جالِبِ الحَوَادِثِ كما تقول : إنَّ أبا حَنِيفَة أبُو يُوسفَ تُرِيد أَن النِّهَايَة في الفِقْه هو أَبُو يُوسفَ لا غيره . فتضع أبا حَنِيفَة مَوْضَع ذلِك لشُهْرَتِه بالتَّناهِي في فِقْهِه كما شُهِرَ عندَهم الدَّهْرُ بجَلْبِ الحوادثِ . ومعنَى الروايَةِ الثانيةِ " إنَّ اللهَ هُو الدَّهْر " فإنَّ اللهَ هو الجالِبُ للحوادثِ لا غَيْرُ رَدّاً لاعتقادِهِم أَنّ جالبَهِا الدَّهْرُ كما إِذَا قلتَ : إنَّ أَبا يُوسفَ أبو حَنِيفَةَ كان المعنَى أنَّه النِّهَايَة في الفِقْه . وقال بعضُهُم : الدَّهْر الثانِي في الحَدِيث غير الأوّل وإنما هو مَصْدَرٌ بمعنَى الفاعلِ ومَعْنَاه إنَّ الله هو الدَّهْر أَي المُصرِّف المُدَبِّر المُفِيض لِمَا يَحْدُث انتهىقلتُ : وما ذَكَرِه من التَّفْصِيل وتأْوِيلِ الرِّوايَتَيْن فهو بعَيْنه نَصُّ كلام الأَزْهَرِيّ في التهذيبِ ما عَدا التَّمْثِيل بأبِي يُوسفَ وأبِي حنيفة . وأما القَوْلُ الأَخِيرُ الذي عَزَاه لبَعْضهم فقد صَرّحوا به واستَدَلُّوا بالآيةِ " يُدَبِّرُ الأمْرَ يُفصِّلُ الآيَاتِ " ونسبُوه للراغِب . وقد عَدَّ المُدَبِّرَ في الأسماءِ الحَسَنِى الحَاكِمُ والفِرْيَابِيّ من رِوَاية عبد العزيز بن الحُصَيْن كما نقله شيخُنَا عن الفَتْح ولكن يخالِفُه ما في المُفْردات له بَعْد ذِكْرِ مَعْنَى الدَّهْرِ تأْوِيل الحَدِيث بنَحْو من كلامِ الشافعيّ وأبي عُبَيْد فليُتَأَمَّل ذلك . قال شيخُنَا : وكأَنَّ المُصَنِّفَ رَحِمه اللهُ قَلَّد في ذِلك الشَّيْخَ مُحْيِيَ الدِّينِ ابن عَربِيّ قُدِّسَ سِرُّه فإنَّه قال في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات : الدَّهرُ من الأسماءِ الحُسْنَى كما ورَدَ في الصّحِيح ولا يُتَوَهَّم من هذا القولِ الزَّمَانُ المعرُوفُ الذي نَعُدُّه من حَرَكاَتِ الأَفْلاكِ ونَتَخَيَّل من ذلِك دَرَجَاتِ الفَلَك التي تَقطَعها الكواكبُ ذلِك هو الزَّمَان وكلاُمنا إنَّمَا هو في الاسمِ : الدَّهْرِ ومَقَاماِته التي ظهر عنها الزمانُ انتهى . ونَقَلَه الشيخُ إبراهِيم الكُورانيّ شَيْخُ مَشايخنا ومالَ إلى تَصْحيحه . قال : فالمحِّققون من أَهل الكَشْف عَدُّوه من أَسماءِ اللهِ بهذا المَعْنَى ولا إِشكالَ فيه . وتَغْلِيطُ عِيَاض القائل بأنه من أسماءِ الله مَبْنِيٌّ على ما فَسَّرَه به من كَوْنِه مُدَّةَ زَمانِ الدُّنْيَا ولا شكَ أنه بهذا المعنَى يُغْلَّط صاحبُه . أما بالمعنَى اللائقِ كما فَسَّره الشيخُ الأَكبرُ أو المُدَبِّر المُصْرَّف كما فسَّره الراغبُ فلا إشكالَ فيه فالتغليط ليس على إطلاقه

قال شيخُنَا : وكان الأَشْياخُ يَتوقَّفُون في هذا الكلام بَعْضَ التَّوَقُّفِ لَمَّا عَرَضْته عليهم ويقولون : الِإشارات الكَشْفِيّة لا يُطلَق القَولُ بها في تَفْسِير الأَحاديثِ الصَّحِيحَة المَشْهُورَة ولا يُخَالَفُ لأَجلها أَقوالُ أئِمَّةِ الحَدِيث المَشَاهِيرِ والله أعلم . وقيل الدَّهْر : الزّمانُ قَلَّ أو كَثُر وهما وَاحداً قاله شَمِرٌ وأنشد :

إنَّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْلِى بجُمْلٍ ... لَزَمَانٌ يَهُمُّ بالإْحْسَانِ وقد عَارَضه خالِدُ بنُ يَزِيدَ وخَطَّأَه في قَوْلِه : الزّمانُ والدَّهْر واحد وقال : يَكون الزمانُ شهرَيْن إلى سِتَّة أَشهُرٍ والدَّهْرُ لا يَنْقَطع فهما يَفْتَرِقَانِ ومثله قال الأَزْهَرِيّ . وقيل : الدَّهْرُ هو الزَّمانُ الطَّوِيلُ قاله الزَّمَخْشَرِىّ . وإطلاقُه على القَلِيل مَجَازٌ واتِّسَاعٌ قاله الأَزْهَرِيّ . وفي المصباح : الدَّهْر : يُطلقُ على الأَمَد هكذا بالمِيمِ في في النسخ وفي الأُصول الصّحيحة الأبَد بالمُوحَّدَة ومِثْله في البَصَائر والمِصْباح والمُحْكَم وزاد في المحكم المَمْدُود وفي البصائر : لا يَنقطع . وقيل : الدَّهْر : ألفُ سَنَة . وقال الأَزْهَرِيّ : الدَّهرُ عند العَرَب يَقَع على بَعْض الدَّهْرِ الأطْوَلِ ويَقَع على مُدَّةِ الدُّنْيَا كُلِّهَا . وفي المفردات للراغب : الدَّهْرُ في الأَصْل اسمٌ لمُدَّة العَالَمِ من ابتداءِ وُجُوده إلى إِنقضائه وعلى ذلك قوله تعالى : " هَلْ أتَى عَلَى الِإنسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ " يُعبَّر به عن كُلِّ مدّة كَبِيرَة بخلاف الزَّمَانِ فإنه يَقَعُ على المُدَّةِ القليلة والكَثِيرة

ونقل الأَزْهَرِيّ عن الشّافعيّ : الحِينُ يَقَع على مُدَّةِ الدُّنْيَا ويَوْم قال : ونحن لا نَعْلَم للحِينِ غَايَةً وكذلك زَمَانٌ ودَهْرٌ وأَحقابٌ . ذُكِر هذا في كتاب الأَيمان حَكاه المُزَنّي في مُخْتَصَره عنه . وتُفْتَح الهاءُ قال ابنٌ سِيدَه : وقد حُكِيَ ذلِك فإِما أَن يكونَا لُغَتَيْن كما ذَهَب إليه البَصْرِيّون في هذا النَّحْوِ فيُقْتَصر على ما سُمِعَ منه وإمّا أَن يكون ذلك لمكانِ حَرْف الحَلْق فيطرَّدِ في كُلّ شيءٍ كما ذَهَبَ إليه الكُوفِيُّون . قال أبو النَّجْم :

" وَجَبَلاً طَالَ مَعَدّاً فاشْمَخَرّ

" أَشَمَّ لا يَسْطِيعُه النَّاسُ الدَّهَرْقال ابنٌ سِيدَه : وج الدَّهْر أدْهُرٌ ودُهورٌ وكذلك جَمْع الدَّهَر لأنّا لم نَسمع أَدْهَاراً ولا سِمْعنا فيه جَمْعاً إلاَّ ما قدَّمناه من جَمْع دَهْر . والدّهْر : النّازِلَةُ وهذا على اعتقادِهم على أنَّه هو الطَّارِقُ بها كما صَرَّحَ به الزَّمَخْشَرِىّ ونَقَله عنه المُصَنِّف في البَصَائِر . قال : ولذلك اشتَقُّوا من اسمه دَهَرَ فُلاناً خَطْبٌ كما سيأْتي قريباً . والدَّهْر : الهِمَّةُ والإرادَة والغَايَةُ تقول : ما دَهْرِي بكذا وما دَهْرِي كذا أَي ما هَمِّي وغايَتِي وإرادَتِي . وفي حديث أُمِّ سُلَيْم " مَا ذَاكِ دَهْرُكِ " وقال مُتَمِّمُ بن نُوَيْرَة :

لعَمْرِي وما دَهْرِي بتَأْبِين هالِكٍ ... ولا جَزِعاً مِمَّا أَصابَ فَأَوْجَعَا ومن المَجاز : الدَّهْر : العَادَةُ الباقِيَة مُدَّةَ الحَيَاةِ : تقول : ما دَهْرِي بكذا وما ذَاكَ بدَهْرِي . ذكرَهَ الزَّمَخْشَرِىّ في الأساس والمُصَنِّف في الَبَصاِئر . والدَّهْر : الغَلْبَةُ والدّولَة ذكرَه المصنِّف في البَصَائِر . والدّهارِيرُ : أوّلُ الدّهرِ في الزَّمن الماضِي بلا واحدٍ كالعَبَادِيد قاله الأَزْهَرِيّ . والدَّهَارِيرُ : السَّالِفُ ويقال : كان ذلِك في دَهْر الدَّهارِير . وفي الأساس : يقال : كان ذلِك دَهْرَ النَّجْمِ : حينَ خلقَ اللهُ النُّجُومَ يريد أوّلَ الزَّمَان وفي القديمِ . ودُهُورٌ دَهَارِيرُ : مُخْتَلِفَةٌ على المبالغة . وقال الزَّمَخْشَرِىّ : الدَّهَارِيرُ : تَصَارِيفُ الدَّهْرِ ونَوَائِبُه . مُشْتَقٌّ من لَفْظِ الدَّهْرِ ليس له وَاحِدٌ من لَفْظِه كعَبَابِيدَ انتهى . وأَنشد أبُو عمَرِو بن العَلاَءِ لرَجُل من أَهْل نَجْد . وقال ابنُ بَرِّيّ هو لعِثْيَرِ بن لَبِيدٍ العُذْرِيّ . وقيل : هو لحُرَيْث بن جَبَلَةَ العُذْرِيّ . قلت : وفي البصائر للمُصنّفِ : لأَبي عُيَيْنة المُهَلَّبَي :

فاستَقْدِرِ اللهَ خَيْراً وارْضَيَنَ به ... فبَيْنَمَا العُسْرُ إِذَا دَارَتْ مَيَاسِيرُ

وبَيْنَمَا المَرْءُ في الأَحياءِ مُغْتَبِطُ ... إذَا هو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأعَاصِيرُ

يَبْكِي عليه غَرِيبٌ ليس يَعْرِفُهُ ... وذُو قَرَابَتِه في الحَيِّ مَسْرُورُ

حتّى كأَنْ لمْ يَكُنْ إلّا تَذَكُّرُهُ ... والدَّهْرُ أَيَّتَمَا حِينٍ دَهَارِيرُ قال : وواحِدُ الدَّهارِير : دَهْر على غَيْر قياس . كما قالوا : ذَكَرٌ ومَذاكِير وشِبْه ومَشَابِيه وقيل : جَمْع دُهْرورٍ أو دَهْرَات . وقيل : دِهْرِير . وفي حديث سَطِيح :

" فإنَّ ذَا الدَّهْرَ أَطْواراً دَهَارِيرُ ويقال : دَهْرٌ دَهَارِيرُ أَي شَدِيدٌ كقولهم : لَيْلَةٌ لَيْلاءُ ونَهَارٌ أَنْهَرُ ويَومٌ أَيْوُمُ وساعَةُ سَوْعَاءُ . وكذا دَهْرٌ دَهِيرٌ ودَهْر داهِرٌ مُبَالَغٌة أَي شَدِيدٌ كقولم أبَدٌ آبِدٌ وأَبَدٌ أَبِيدٌ . ودَهَرَهُم أَمرٌ ودَهَرَ بهم كمَنَع : نزَلَ بهم مَكْرُوهٌ وقال الزَّمَخْشَرِىّ : أَصابَهم به الدَّهْرُ . وفي حديث مَوْتِ أبي طالب " لولا أَنَّ قُرَيْشاً تَقول دَهَرَه الجَزعُ لفَعلْتُ " وهم مَدْهورٌ بهم ومَدْهُورُون إِذَا نَزَل بهم وأَصابَهُم . والدَّهْرِيّ بالفتح ويُضمُّ : المُلحِدُ الذي لا يُؤْمن بالآخِرة القَائِلُ ببِقَاءِ الدَّهْرِ . وهو مُوَلَّد . قال ثَعْلبٌ : وهما جَمِيعاً مَنْسُوبانِ إلى الدَّهْر وهم رُبَّمَا غَيَّرُوا في النَّسَب كما قالوا سُهْلِيّ للمَنْسُوب إلى الأرِض السَّهْلَة واقْتَصَر الزَّمَخْشَرِىّ على الفضتْح كما سيأْتيوعَامَلَه مُدَاهَرةً ودِهَاراً كمُشَاهَرَة الأَخيرَة عن اللِّحْيَانيّ وكذلِك استَأْجَرَه مُدَاهَرةً ودِهَاراً عنه . ودَهْوَرَهُ دَهْوَرَةً : جَمَعَه وقَذَفَه به في مَهْواةٍ وقال مُجَاهِد في قوله تعالى : " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَت " قال : دُهْوِرَت . وقال الرَّبِيع بن خُثَيم : رَمَى بها . ويقال : طَعَنَة فكَوَّرهَ إِذَا أَلْقاه . وقال بعضُ أهلِ اللُّغَة في تَفْسِير قوله تعالى : " فكُبْكِبُوا فِيها هم والغَاوُونَ " أَي دُهْوِرُوا . وقال الزَّجّاج أَي طُرِحَ بعضُهم على بَعْض . وفي مجمع الأمثال للمَيْدَانِيّ : يقال : " دَهْوَرَ الكَلْبُ " إِذَا فَرِقَ من الأسَدَ فنَبَحَ وضَرِطَ وسَلَحَ . ودَهْوَرَ الكلام : فخّمَ بعضَه في إثْر بَعْضٍ . ودَهْوَرَ الحائِطَ : دَفَعَه فَسَقَطَ وتدَهْوَرَ اللَّيْلُ : أَدْبَرَ ووَلَّى . والدَّهْوَرِيُّ : الرّجلُ الصُّلْبُ الضَّرْبُ . وقال اللّيث : رَجُلٌ دَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ وهو الصُّلْب . قال الأَزْهَرِيّ : أظُنَّ هذا خَطَأً والصواب جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ أَي رَفِيعُ الصَّوتِ . ودَهْرٌ بفَتْح فُسُكون : وادٍ دُونَ حَضْرَموْتَ . قال لَبِيد بنُ ربَيِعة :

وأَصْبَحَ راسِياً برُضَامِ دَهْرٍ ... وسَالَ به الخَمائِلُ في الرِّهَامِ ودَهْرُ بن وَدِيعةَ بن لُكَيْزٍ أبو قَبِيلَة من عامِرٍ . والدُّهْرِيّ بالضَّمّ نِسْبَةٌ إليها على غيرِ قِياس من تَغيرات النَّسب . وهو كَثِيرٌ كسُهْلِيّ إلى الأرْض السَّهْلَة كما تقدّم عن ثَعْلَب . قال ابن الأنَبارِيّ : يقال في النّسبة إلى الرجل القَدِيم : دَهْريّ . قال : وإن كان من بني دَهْرٍ من بني عامرٍ قُلْتَ : دُهْرِيّ لا غَيْرُ بضمّ الدالِ وقد تقدَّم عن ثَعْلَبِ ما يخالفه . وقال سيبويه : فإن سَمَّيت بدَهْر لم تَقُلْ إلا دَهْرِيّ على القِيَاسِ . وقال الزَّمَخْشَرِىّ في الأَساس والدُّهْرِيّ بالضَّمّ : الرَّجلُ المُسِنّ القدِيم لكِبَرِه . يقال : رَجُلٌ دُهْرِيٌّ أَي قديمٌ مُسِنٌّ نُسِب إلى الدَّهْر وهو نَادِرٌ وبالفَتْح : المُلْحِدُ . وقال بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَة : والدُّهِريّ أيضاً بالضَّمّ : الحاذِقُ . والمصنّف مَشَى على قول ابن الأنَبارِيّ وهُنا وفي الأوّل على قول ثَعْلَب وفاتَه معنَى الحاذِقِ فتأَمَّلْ . ودَاهِرٌ ودَهِيرٌ كأمِير . من الأَعلام . ويقال : إنّه لدَاهِرَةُ الطُّولِ : طويلُهُ جِداً . ودَاهَرُ كهَاجَر : مَلِك للَّدْيُبل قَصَبة السِّنْد قَتَلَه مُحَمَّد بن القاسم الثَّقَفِيّ ابن عمّ الحَجّاجِ بن يُوسفَ واستباح الدَّيْبُل وافتَتَح من الدَّيْبُل إلى مُولَتَانَ وهو غَيْر مُنْصِرف للعلميّة والعُجْمَة ذَكَرَه جَرير فقال :

وأَرضَ هِرَقْلٍ قد ذكَرَتْ ودَاهَراً ... ويسَعْىَ لَكُم من آلِ كِسْرَى النوَّاصِفُ وفي الصّحاح : لا آتِيِه دَهْرَ الدَّاهِرينَ أَي أبداً كقولهم : أَبدَ الآبِدِين . وأبو بكرٍ عبدُ الله بن حَكِيم الدَّاهِرِيُّ ضعِيفٌ . وقال الذَّهَبِيّ : اتَّهموه بالوَضْع . وقال ابن أبي حاتِم عن أبِيه قال : تَرَك أبو زُرْعَةَ حَدِيثَهُ وقال : ضعَيف وقال مَرَّةً : ذاهِبُ الحَدِيث . وعبدُ السّلام بن بكرَانَ الدَّاهِرِيُّ حدَّثَ . والدَّاهِرُ : بَطْنٌ من مَهْرَةَ من قُضَاعَةَ قاله الهَمْدَانيّ . وجنُيَدْ بن العَلاَءِ بن أبي دَهْرَة روى عنه مُحَمَّد بن بِشْر وغيرُه . ودُهَيْرٌ الأَقْطَعُ كزُبَيْر عن ابن سِيرِين . وكأَمِيرٍ دَهِيرُ بن لُؤَيّ بن ثَعْلَبَةَ من أَجداد المِقدْاد ِبن الأسودِ

ومما يستدرك عليه :دَهْرٌ دهَاَريِر ُ أَي ذُو حَالَيْن من بُؤْس ونُعْم . والدَهَارِيرُ . تَصَارِيفُ الدَّهْرِ ونَوَائِبُه . ووَقَعَ في الدَّهَارِير : الدَّوَاهِي . والدَّهْوَرَةُ : الضَّيْعَة وتَرْكُ التَّحَفُّظِ والتَّعَهُّدِ . ومنه حَدِيث النَّجَاشيّ : " ولا دهْورَةَ اليَومَ على حِزْبِ إِبراهِيم " . ودهْوَرَ اللُّقْمَةَ : كَبَّرَها . وقال الأَزهرِيُّ . دَهْوَرَ الرَّجلُ لُقْمَةً إِذَا أدارَهَا ثمّ الْتَهَمَهَا . وفي الأساَس : رأَيتُه يُدَهْوِرُ اللُّقَمَ أَي يُعظِّمها ويَتَلَقَّمُها . وفي نوادِر الأَعْرَابِ : ما عنِدْي في هذا الأمرِ دَهْوَرِيَّةٌ ولا هَوْدَاءُ ولا هَيْدَاءُ ولا رَخْوَدِيَّةٌ أَي ليس عِنْدَه فيه رِفْقٌ ولا مُهَاوَدَةٌ ولا رُوَيْدِيّة . والدَّوَاهِر : رَكَايَا مَعْرُوفةٌ . قال الفَرْزَدْقَ :

إذاً لأَتَى الدَّواهِرَ عن قَرِيبٍ ... بخِزْيٍ غَيْرِ مَصْرُوفِ العِقَالِ ودَهْرَانُ كسحْبَان : قَرية باليمن منها أبُو يَحْيَى مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد المُقْرئِ حدّثَ

لسان العرب
الدَّهْرُ الأَمَدُ المَمْدُودُ وقيل الدهر أَلف سنة قال ابن سيده وقد حكي فيه الدَّهَر بفتح الهاء فإِما أَن يكون الدَّهْرُ والدَّهَرُ لغتين كما ذهب إِليه البصريون في هذا النحو فيقتصر على ما سمع منه وإِما أَن يكون ذلك لمكان حروف الحلق فيطرد في كل شيء كما ذهب إِليه الكوفيون قال أَبو النجم وجَبَلاَ طَالَ مَعَدّاً فاشْمَخَرْ أَشَمَّ لا يَسْطِيعُه النَّاسُ الدَّهَرْ قال ابن سيده وجمعُ الدَّهْرِ أَدْهُرٌ ودُهُورٌ وكذلك جمع الدَّهَرِ لأَنا لم نسمع أَدْهاراً ولا سمعنا فيه جمعاً إِلاَّ ما قدّمنا من جمع دَهْرٍ فأَما قوله صلى الله عليه وسلم لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِن الله هو الدَّهْرُ فمعناه أَن ما أَصابك من الدهر فالله فاعله ليس الدهر فإِذا شتمت به الدهر فكأَنك أَردت به الله الجوهري لأَنهم كانوا يضيقون النوازل إِلى الدهر فقيل لهم لا تسبوا فاعل ذلك بكم فإِن ذلك هو الله تعالى وفي رواية فإِن الدهر هو الله تعالى قال الأَزهري قال أَبو عبيد قوله فإِن الله هو الدهر مما لا ينبغي لأَحد من أَهل الإِسلام أَن يجهل وجهه وذلك أَن المُعَطِّلَةَ يحتجون به على المسلمين قال ورأَيت بعض من يُتهم بالزندقة والدَّهْرِيَّةِ يحتج بهذا الحديث ويقول أَلا تراه يقول فإِن الله هو الدهر ؟ قال فقلت وهل كان أَحد يسب الله في آباد الدهر ؟ وقد قال الأَعشى في الجاهلية اسْتَأْثرَ اللهُ بالوفاءِ وبالْ حَمْدِ وَوَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلا قال وتأْويله عندي أَن العرب كان شأْنها أَن تَذُمَّ الدهر وتَسُبَّه عند الحوادث والنوازل تنزل بهم من موت أَو هَرَمٍ فيقولون أَصابتهم قوارع الدهر وحوادثه وأَبادهم الدهر فيجعلون الدهر الذي يفعل ذلك فيذمونه وقد ذكروا ذلك في أَشعارهم وأَخبر الله تعالى عنهم بذلك في كتابه العزيز ثم كذبهم فقال وقالوا ما هي إِلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إِلاَّ الدهر قال الله عز وجل وما لهم بذلك من علم إِن هم إِلاَّ يظنون والدهر الزمان الطويل ومدّة الحياة الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر على تأْويل لا تسبوا الذي يفعل بكم هذه الأَشياء فإِنكم إِذا سببتم فاعلها فإِنما يقع السب على الله تعالى لأَنه الفاعل لها لا الدهر فهذا وجه الحديث قال الأَزهري وقد فسر الشافعي هذا الحديث بنحو ما فسره أَبو عبيد فظننت أَن أَبا عبيد حكى كلامه وقيل معنى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذم الدهر وسبه أَي لا تسبوا فاعل هذه الأَشياء فإِنكم إِذا سببتموه وقع السب على الله عز وجل لأَنه الفعال لما يريد فيكون تقدير الرواية الأُولى فإِن جالب الحوادث ومنزلها هو الله لا غير فوضع الدهر موضع جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك وتقدير الرواية الثانية فإِن الله هو الجالب للحوادث لا غير ردّاً لاعتقادهم أَن جالبها الدهر وعامَلَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً من الدَّهْرِ الأَخيرة عن اللحياني وكذلك اسْتَأْجَرَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً عنه الأَزهري قال الشافعي الحِيْنُ يقع على مُدَّةِ الدنيا ويوم قال ونحن لا نعلم للحين غاية وكذلك زمان ودهر وأَحقاب ذكر هذا في كتاب الإِيمان حكاه المزني في مختصره عنه وقال شمر الزمان والدهر واحد وأَنشد إِنَّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْلِي بِجُمْلٍ لَزَمَانٌ يَهُمُّ بالإِحْسانِ فعارض شمراً خالد بن يزيد وخطَّأَه في قوله الزمان والدهر واحد وقال الزمان زمان الرطب والفاكهة وزمان الحرّ وزمان البرد ويكون الزمان شهرين إِلى ستة أَشهر والدهر لا ينقطع قال الأَزهري الدهر عند العرب يقع على بعض الدهر الأَطول ويقع على مدة الدنيا كلها قال وقد سمعت غير واحد من العرب يقول أَقمنا على ماء كذا وكذا دهراً ودارنا التي حللنا بها تحملنا دهراً وإِذا كان هذا هكذا جاز أَن يقال الزمان والدهر واحد في معنى دون معنى قال والسنة عند العرب أَربعة أَزمنة ربيع وقيظ وخريف وشتاء ولا يجوز أَن يقال الدهر أَربعة أَزمنة فهما يفترقان وروى الأَزهري بسنده عن أَبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال أَلا إِنَّ الزمانَ قد اسْتَدارَ كهيئته يومَ خَلَق اللهُ السمواتِ والأَرضَ السنةُ اثنا عشر شهراً أَربعةٌ منها حُرُمٌ ثلاثَةٌ منها متوالياتٌ ذو القَعْدَةِ وذو الحجة والمحرّم ورجب مفرد قال الأَزهري أَراد بالزمان الدهر الجوهري الدهر الزمان وقولهم دَهْرٌ دَاهِرٌ كقولهم أَبَدٌ أَبِيدٌ ويقال لا آتيك دَهْرَ الدَّاهِرِين أَي أَبداً ورجل دُهْرِيٌّ قديم مُسِنٌّ نسب إِلى الدهر وهو نادر قال سيبويه فإِن سميت بِدَهْرٍ لم تقل إِلاَّ دَهْرِيٌّ على القياس ورجل دَهْرِيٌّ مُلْحِدٌ لا يؤمن بالآخرة يقول ببقاء الدهر وهو مولَّد قال ابن الأَنباري يقال في النسبة إِلى الرجل القديم دَهْرِيٌّ قال وإِن كان من بني دَهْرٍ من بني عامر قلت دُهْرِيٌّ لا غير بضم الدال قال ثعلب وهما جميعاً منسوبان إِلى الدَّهْرِ وهم ربما غيروا في النسب كما قالوا سُهْلِيٌّ للمنسوب إِلى الأَرض السَّهْلَةِ والدَّهارِيرُ أَوّل الدَّهْرِ في الزمان الماضي ولا واحد له وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لرجل من أَهل نجد وقال ابن بري هو لِعثْيَر ( * قوله « هو لعثير إلخ » وقيل لابن عيينة المهلبي قاله صاحب القاموس في البصائر كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل ) بن لبيد العُذْرِيِّ قال وقيل هو لِحُرَيْثِ بن جَبَلَةَ العُذْري فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْراً وارْضَيَنَّ بهِ فَبَيْنَما العُسْرُ إِذا دَارَتْ مَيَاسِيرُ وبينما المَرْءُ في الأَحياءِ مُغْتَبَطٌ إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأَعاصِيرُ يَبْكِي عليه غَرِيبٌ ليس يَعْرِفُهُ وذُو قَرَابَتهِ في الحَيِّ مَسْرُورُ حتى كأَنْ لم يكن إِلاَّ تَذَكُّرُهُ والدَّهْرُ أَيَّتَمَا حِينٍ دَهارِيرُ قوله استقدر الله خيراً أَي اطلب منه أَن يقدر لك خيراً وقوله فبينما العسر العسر مبتدأٌ وخبره محذوف تقديره فبينما العسر كائن أَو حاضر إِذ دارت مياسير أَي حدثت وحلت والمياسير جمع ميسور وقوله كأَن لم يكن إِلاَّ تذكره يكن تامة وإِلاَّ تذكره فاعل بها واسم كأَن مضمر تقديره كأَنه لم يكن إِلاَّ تذكره والهاء في تذكره عائدة على الهاء المقدّرة والدهر مبتدأٌ ودهارير خبره وأَيتما حال ظرف من الزمان والعامل فيه ما في دهارير من معنى الشدّة وقولهم دَهْرٌ دَهارِيرٌ أَي شديد كقولهم لَيْلَةٌ لَيْلاءُ ونهارٌ أَنْهَرُ ويومٌ أَيْوَمُ وساعَةٌ سَوْعاءُ وواحدُ الدَّهارِيرَ دَهْرٌ على غير قياس كما قالوا ذَكَرٌ ومَذاكِيرُ وشِبْهٌ ومَشَابهِ فكأَنها جمع مِذْكارٍ ومُشْبِهٍ وكأَنّ دَهارِير جمعُ دُهْرُورٍ أَو دَهْرار والرَّمْسُ القبر والأَعاصير جمع إِعصار وهي الريح تهب بشدّة ودُهُورٌ دَهارِير مختلفة على المبالغة الأَزهري يقال ذلك في دَهْرِ الدَّهارِير قال ولا يفرد منه دِهْرِيرٌ وفي حديث سَطِيح فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْواراً دَهارِيرُ قال الأَزهري الدَّهارير جمع الدُّهُورِ أَراد أَن الدهر ذو حالين من بُؤْسٍ ونُعْمٍ وقال الزمخشري الدهارير تصاريف الدهر ونوائبه مشتق من لفظ الدهر ليس له واحد من لفظه كعباديد والدهر النازلة وفي حديث موت أَبي طالب لولا أَن قريشاً تقول دَهَرَهُ الجَزَعُ لفعلتُ يقال دَهَرَ فلاناً أَمْرٌ إِذا أَصابه مكروه ودَهَرَهُمْ أَمر نزل بهم مكروه ودَهَرَ بهم أَمرٌ نزل بهم وما دَهْري بكذا وما دَهْري كذا أَي ما هَمِّي وغايتي وفي حديث أُم سليم ما ذاك دَهْرُكِ يقال ما ذاكَ دَهْرِي وما دَهْرِي بكذا أَي هَمِّي وإِرادتي قال مُتَمِّم ابن نُوَيْرَةَ لَعَمْرِي وما دَهْرِي بِتَأْبِينِ هالِكٍ ولا جَزَعاً مما أَصابَ فأَوْجَعَا وما ذاك بِدَهْري أَي عادتي والدَّهْوَرَةُ جَمْعُك الشيءَ وقَذْفُكَ به في مَهْوَاةٍ ودَهْوَرْتُ الشيء كذلك وفي حديث النجاشي فلا دَهْوَرَة اليومَ على حِزْبِ إِبراهيم كأَنه أَراد لا ضَيْعَةَ عليهم ولا يترك حفظهم وتعهدهم والواو زائدة وهو من الدَّهْوَرَة جَمْعِكَ الشيء وقَذْفِكَ إِياه في مَهْوَاةٍ ودَهْوَرَ اللُّقَمَ منه وقيل دَهْوَرَ اللُّقَمَ كبَّرها الأَزهري دَهْوَرَ الرجلُ لُقَمَهُ إِذا أَدارها ثم الْتَهَمَها وقال مجاهد في قوله تعالى إِذا الشمس كُوِّرَتْ قال دُهْوِرَتْ وقال الربيع بن خُثَيْمٍ رُمِيَ بها ويقال طَعَنَه فَكَوَّرَهُ إِذا أَلقاه وقال الزجاج في قوله فكُبْكِبُوا فيها هم والغَاوونَ أَي في الجحيم قال ومعنى كبكبوا طُرِحَ بعضهم على بعض وقال غيره من أَهل اللغة معناه دُهْوِرُوا ودَهْوَرَ سَلَحَ ودَهْوَرَ كلامَه قَحَّمَ بعضَه في إِثر بعض ودَهْوَرَ الحائط دفعه فسقط وتَدَهْوَرَ الليلُ أَدبر والدَّهْوَرِيُّ من الرجال الصُّلْبُ الضَّرْب الليث رجل دَهْوَرِيُّ الصوت وهو الصُّلْبُ الصَّوْتِ قال الأَزهري أَظن هذا خطأَ والصواب جَهْوَرِيُّ الصوت أَي رفيع الصوت ودَاهِرٌ مَلِكُ الدَّيْبُلِ قتله محمد بن القاسم الثقفي ابن عمر الحجاج فذكره جرير وقال وأَرْضَ هِرَقْل قد ذَكَرْتُ وداهِراً ويَسْعَى لكم من آلِ كِسْرَى النَّواصِفُ وقال الفرزدق فإِني أَنا الموتُ الذي هو نازلٌ بنفسك فانْظُرْ كيف أَنْتَ تُحاوِلُهْ فأَجابه جرير أَنا الدهرُ يُفْني الموتَ والدَّهْرُ خالدٌ فَجِئْني بمثلِ الدهرِ شيئاً تُطَاوِلُهْ قال الأَزهري جعل الدهر الدنيا والآخرة لأَن الموت يفنى بعد انقضاء الدنيا قال هكذا جاء في الحديث وفي نوادر الأَعراب ما عندي في هذا الأَمر دَهْوَرِيَّة ولا رَخْوَدِيَّةٌ أَي ليس عندي فيه رفق ولا مُهاوَدَةٌ ولا رُوَيْدِيَةٌ ولا هُوَيْدِيَةٌ ولا هَوْدَاء ولا هَيْدَاءُ بمعنى واحد ودَهْرٌ ودُهَيْرٌ ودَاهِرٌ أَسماء ودَهْرٌ اسم موضع قال لبيد بن ربيعة وأَصْبَحَ رَاسِياً بِرُضَامِ دَهْرٍ وسَالَ به الخمائلُ في الرِّهامِ والدَّوَاهِرُ رَكايا معروفة قال الفرزدق إِذاً لأَتَى الدَّوَاهِرَ عن قريبٍ بِخِزْيٍ غيرِ مَصْرُوفِ العِقَالِ
الرائد
* دهر يدهر: دهرا. ه مكروه، أو به: نزل به، حل به.ه
الرائد
* دهر. ج دهور وأدهر. 1-مص. دهر. 2-زمان طويل. 3-زمان. 4-عصر. 5-نازلة، مصيبة. 6-غلبة. 7-عادة. 8-غاية، هدف.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: