زَهَقَ العَظْمُ كمنع زهوُقاً : اكْتَنَزَ مُخه كما في الصحاح كأَزْهَقَ كما في اللِّسانِ قالَ :
" وأَزْهَقَتْ عِظامُه وأخْلصا
وزَهَقَ المُخ بنَفِسه : إِذا اكْتَنَزَ فهو زاهق نقله الجَوهري عن يَعْقُوبَ قالَ الجَوهريّ . وأَمّا قولُ الرّاجِزِ وهو عُمارَةُ بن طارِقٍ :
" ومَسَد أُمِرِّ من أَيانِقِّ
" لَسنَ بأَنْيابٍ ولا حَقْائِقِ
" ولا ضِعافٍ مُخهُنَ زاهِق فإِنَّ الفَرّاءَ يَقولُ : هو مرفوعِّ والشعر مكفأ يَقولُ : بَلْ مخهنِّ مكتنٌز رفعه على الابْتِداءَ قال : ولا يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ ولا ضِعافٍ زاهِقِّ مُخهن كما لا يَجوز أَن تقول : مَرَرت برَجُل أَبوه قائِمٍ بالخَفض وقالَ غيرُه : الزاهِق هُنا بمعْنَى الذّاهب كأنه قال : ولا ضعاف مخهن ثم رد الزاهق على الضعاف انتهى
قال الصغاني : وكان للجوهري والفراء في تتبع الحق مندوحة عن التعليل الذي لا معول عليه والرجز لعمارة بن طارق والرواية :
" عيس عتاق ذات مخ زاهق ومن المجاز : زهق الباطل أي اضمحل وبطل وهلك وذلك إذا غلبه الحق وقال قتادة : وزهق الباطل يعني الشيطان وأزهقه الله تعالى أي : أبطله
ومن المجاز : زهقت الراحلة زهوقاً : إذا سبقت وتقدمت أمام الخيل عن ابن السكيت وكذا زهق فلان بين أيدينا
ومن المجاز : زهق السهم زُهُوقاً : إِذا جاوَزَ الهَدَفَ ووَقَعَ خَلْفَه فهو زاهِقٌ وأَزْهَقَهُ صاحِبُه ومنه حَدِيثُ عَبْدِ الرحمنِ بنِ عَوْفٍ - رضِيَ اللهُ عنه - : " أَنَّ حابِياً خَيْر من زاهِقٍ " وهو الذي يَحْبُو حتِّى يصِيبَ أَي : ضَعِيف يُصِيبُ الحَقَّ خَيْرٌ من قَوِيٍّ يُخْطِئُهُ . وزَهَقَتْ نَفْسُه زُهُوقاً : خَرَجَتْ وهَلَكَتْ وماتَتْ كزَهِقَتْ كسَمِعَ لُغَتان ذَكَرَهما ابنُ القُوطِيةِ والهَرَوِيُّ ورَجَّحا الكَسْرَ وأبو عَبيْدٍ رَجَّح الفَتْحَ وفي حَدِيثِ الذَّبيحةِ : " وأَقِرُّوا الأَنفُسَ حَتّى تَزهَقَ " أَي : حَتى تَخْرُجَ الرُّوح مِنْها ولا يَبْقَى فِيها حَرَكَة ثم تُسْلَخ وتُقْطَعُ وقالَ تَعالَى : " وتَزْهَقَ أَنْفُسهُمْ وهَمْ كافِرُونَ "
ومن المَجازِ : زَهَقَ الشّيْءُ : إِذا بَطَلَ وهَلَكَ واضْمَحَلَّ فهو زاهِقٌ وزَهُوقٌ ومنه قولُه تَعالى : " إِنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً " أي : باطِلاً ذاهِباً
ومن المَجازِ : زَهَقَ فُلانٌ بين أَيْدِينا زَهْقاً وزهُوقاً : سبَقَ وتَقَدَّمَ أَمامَ الخَيْلِ كانْزَهَقَ
وقالَ الأصمَعِىُّ : الزّاهِقُ : اليابِسُ أَي : من الهُزالِ
وفي الصِّحاح : الزّاهِقُ : السَّمِينُ المُمِخُّ من الدّوابِّ وأَنْشَدَ لزُهَيْرٍ :
القائِدُ الخَيْل مَنْكُوباً دَوابِرها ... مِنْها الشَّنُونُ ومنها الزّاهِق الزَّهِمُ وقد زَهَقَت الدّابةُ تَزْهَقُ زُهوقاً : انْتَهَى مُخُّ عظمِها واكْتَنَزَ قَصَبُها
والزّاهِقُ أَيضاً : الشَّدِيد الهُزالِ الذي تَجِد زهُومَةَ غُثُوثَةِ لَحْمِه وقِيلَ : هو الرقيقُ المخ وقِيلَ : هو المُنْقى وليسَ بمُتَناهِي السِّمَنِ فهو ضِد قالَ الأَزْهَريّ : الزّاهِقُ من الأَضْدادِ يُقال للهالِكِ : زاهِق وللسَّمِين من الدوابِّ : زاهِقٌ وقالَ بَعْضهم : الزّاهِقُ : السمِين والزَّهِمُ أَسمَنُ منه والزُّهُومَةُ في اللَّحْمِ : كراهِيَةُ رائِحَتِه من غَيْرِ تَغَيّرٍ ولا نَتنٍ
والزاهِقُ : الرَّجُلُ المُنْهَزِمُ نقله الجوهريّ عن ابنِ السِّكِّيت قال : و " ج : زُهْقٌ " يحتملُ أَنْ يكونَ بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ
ومن المَجازِ : الزاهِقُ من المِياهِ : الشَّدِيدُ الجَرْيِ يُقال : خَلِيجٌ زاهِق : إِذا كانَ سَرِيعَ الجِرْيَةِ . والزَّهَقُ مُحرَّكَةً : المُطْمَئنُّ من الأرْضِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَد للراجِزِ وهو رُؤْبَة يَصِفُ الحُمُرَ :
" كأَنَّ أيديهنَّ تَهْوِى في الزهَقْ
" أيدي جَوارٍ يَتعاطَيْنَ الوَرَقْ وأَنْشَدَ الصاغانِيُّ لرُؤْبَةَ يَصِفُ الحُمُرَ :
" لَواحِق الأَقْرابِ فِيها كالمَقَقْ
" تَكادُ أَيْدِيها تَهاوَى في الزَّهَقْ وهذِه الرِّوايَةُ أَقْعَدُ وقِيلَ : الزَّهَقُ في قوله : هو التُّقَدمُ ويُرْوَى : " الرَّهَق " بالراءَ أَي : من خَوْفِ الإِدْراكِ
ومن المَجازِ : الزَّهُوقُ كصبورٍ . البِئْرُ القَعِيرُ أَي : البَعِيدَةُ القَعْرِ قالَ الجوهرِيُّ : وكَذلِكَ فَجُّ الجَبَلِ المُشْرِفُ وأنْشَدَ لأبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مُشْتارَ العَسَلِ :وأَشْعَثَ مالَهُ فَضَلات ثَوْلٍ ... عَلَى أَرْكانِ مَهْلِكَةٍ زَهوقِ ومن المَجازِ : الزَّهِقُ ككَتِفٍ : النزِقُ
ويُقال : هُم زُهاقُ مائَةٍ بالضَّمِّ والكَسْرِ أَي : زُهاؤُها ومِقْدارُها وقال ابن فارِس : فأما قول النّاس : هُم زُهاقُ مائة فمُمْكِنٌ - إِن كانَ صَحِيحاً - أَن يكونَ من الأَصْلِ الذي ذَكَرْنا أي على التَّقَدُّم والمُضِيِّ كأنَّ عَدَدَهُم تَقَدَّمَ حتّى بًلَغ ذلِك ومُمْكِنٌ أَن يكون من الإِبْدالِ كانَّ الهَمْزَة أبْدِلَتْ قافاً ويُمْكِنُ أَنْ يكونَ شاذاً
وقالَ شَمِر : فَرَسٌ زَهقَى كجَمَزَى : إِذا كانَتْ تَقدمُ اِلخَيْل وأَنْشَدَ لأبي الخضريِّ اليَرْبُوعي :
" أَثْبتَ مِنْ روَيتبِ الأَظَلِّ
" عَلَى قَرى من زَهقى مِزَلِّ عَنَى بالرُّوَيْتِبِ القُرادَ الثّابِتَ الرّاتِبَ حَتّى كادَ يَدْخلُ في اللحمَ
وفَرس ذات أَزاهِيقَ أَي : ذات جَرْي سَرِيع وفي الأساسِ : أَي : أعاجِيب فِي الجَرْيِ والسَّبْقِ جمع أزْهُوقَةٍ وهو مَجازٌ
وأَزاهِيقُ : فَرَسُ زِيادِ بنِ هندايَة وهي أمُّه وأَبُوه حارِثَةُ بن عَوْفِ ابنِ قَتِيرَةَ بنِ حارِثَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ ابنِ مُعاويَةَ بن جَعْفَرِ بنِ أسامَةَ بنِ سَعْدِ ابنِ أشرس بن شَبِيب بنِ السَّكَن وكان فارساً قاله أَبو محمّدِ الأَعْرابِيُّ وقالَ ابنُ الكلبيِّ : هو زِيادُ بن عوْفِ بْن حارِثَةَ وهو الذي أسرَ ذَا الغُصَّةِ وكان يقول : لو أَرْسَلْتُ فَرَسي أَزاهِيقَ عَريًّا لأسرَ ذا الغُصَّةِ
وأزْهقَه أَي الإناءَ : إذا مَلَأَهُ كما في العُبابِ والَّذِي في اللِّسانِ : أزْهَقْتُ الإِناءَ : إِذا قَلَبْتَه فانظرْه و أَزْهَقَ السهَمَ من الهَدَفِ : إِذا أجازَهُ وهو مجاز
وأزْهَقَ في السيْرِ : إِذْا أغذّ يُقال : رأَيتُ فُلاناً مُزْهِقاً أي : مُغِذاً في سَيْرِه
وأَزْهَقَتِ الدّابةُ السرج : إذا قَدَّمَتهُ وأَلْقَتْهُ على عُنُقِها قال الجَوْهّرِيّ : ويُقالُ بالرّاءِ قالَ الراجِز :
" أَخاف أَنْ يزْهقَه أَو يَنزَرِقْ قالَ الجَوْهَرِيُّ : أَنْشَدَنِيهِ أبو الغوثِ بالزايِ
وانْزَهَقَت الدابَّةُ من الضَّرْبِ أَو النِّفارِ أَي : طَفَرت كما في الصِّحاح وفي العباب : تَقَدَّمَتْ
ومما يُسْتَدْركُ عليه : زاهَقَ الحقُّ الباطِل : أَزْهَقهَ
والزَّهِقُ من الدَّوابِّ ككَتِفٍ : الذي ليس فَوْقَ سِمَنِه سمَنٌ
وبِئْرٌ زاهِق : بَعِيدَةُ القَعْرِ والزهق بالفتح : الوهدة وربما وقعت فيها الدواب فهلكت
والزّهْقُ بالفتحَ : الوَهدة ورُبَّما وقعت فيها الدواب فهلكت
وانزَهَقَت الدّابَّةُ : تَرَدَت . ورَجُل مَزهُوقٌ : مُضَيقٌ عليه . وقال المُؤَرِّجُ : المُزْهِقُ : القاتِل . والمُزْهَق : المقتول . وأزْهَقْتُ الإناءَ : قَلَبْتُه . قال أبو عبَيْدٍ : جاءت الخيل أَزاهِقَ وأزاهِيقَ وهي جَماعات في تفرقة
ويُقال : هذا الجَمَلُ مزهَقَة لأَرواحَ المِّطي إذا كانوا يجهدون أنفسهم ولا يلحقونه وهو مجاز كما في الأساس
المَطِي : إِذا كانُوا يُجْهِدُونَ أَنْفُسَهُم ولا يَلْحَقونَه وهو مَجاز كما في الأساَس