وصف و معنى و تعريف كلمة ستخادن:


ستخادن: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ سين (س) و تنتهي بـ نون (ن) و تحتوي على سين (س) و تاء (ت) و خاء (خ) و ألف (ا) و دال (د) و نون (ن) .




معنى و شرح ستخادن في معاجم اللغة العربية:



ستخادن

جذر [خاد]

  1. تَخَوَّدَ : (فعل)
    • تَخَوَّدَ الغصنُ: تثَنَّى ومال
  2. تَخادّ : (فعل)
    • تَخادّا : تَعَارضا
  3. وَخَدَ : (فعل)
    • وَخَدَ (يَخِدُ) وَخْدًا ووخِيدًا، ووخَدَنًا فهو واخدٌ، ووخَّادٌ، ووَخُودٌه
    • وَخَدَ البعيرُ :: أَسرع ووسّع الخطوَ
    • وَخَدَ البعيرُ ::وَخَدَ رمى بقوائمه كَمشْي النَّعام
  4. خَدَّ : (فعل)
    • خدَّ / خدَّ في خدَدتُ ، يَخُدّ ، اخْدُدْ / خُدَّ ، خَدًّا ، فهو خادّ ، والمفعول مَخْدود
    • خدَّ السَّيلُ الأرضَ/ خدَّ السَّيلُ في الأرض: حفرها وشقّها
    • خَدَّ الأرْضَ بِالْمِحْرَاثِ : شَقَّهَا، جَعَلَ فِيهَا أُخْدُوداً، حَفَرَهَا
    • خَدَّ الْفَرَسُ فِي الأَرْضِ: تَرَكَ فِيهَا أثَراً
    • خَدَّ جِسْمَهُ بِنَابِهِ : شَقَّهُ
    • خَدَّ الْبَعِيرَ : وَسَمَهُ فِي خَدِّهِ
    • خَدَّ الشيءَ: أَثَّرَ فيه


  5. خوَّدَ : (فعل)
    • خوَّدَ : نال شيئًا من الطعام
    • خوَّدَ البعيرُ وغيرُه: أَسْرَعَ في سيرهِ
,
  1. خدي
    • "خَدَى البعيرُ والفرس يَخْدِي خَدْياً وخَدَياناً، فهو خادٍ: أَسرع وزجَّ بِقَوائِمِه مثلَ وَخَدَ يَخِدُ وخَوَّدَ يُخَوِّدُ كلُّه بمعنى واحد؛ قال الراعي: حَتَّى غَدَتْ في بَىاضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً رِيحَ المَبَاءَةِ تَخْدِي، والثَّرَى عَمِدُ وإِنما نصب ريحَ المَباءَة لما نَوَّن طَيِّبَةً، وكان حَقُّها الإِضافَةَ، فضارَعَ قَولَهم هو ضاربٌ زيداً.
      قال ابن بري في قول الراعي: حتّى غَدَت ضمير بقرة وحشية تقدم ذكرها، ومَبَاءَتُها: مَكْنِسُها، وعَمِدٌ: شديدُ الابْتلال؛ وفي قصيد كعب بن زهير: تَخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وهْيَ لاهِيَةٌ الخَدْيُ: ضرب من السَّيْر، خَدَى فهو خَادٍ، وقيل: هو ضرب من سيرها لم يُحَدَّ.
      قال الأَصمعي: سأَلْت أَعرابّياً ما خَدَى؛ فقال: هو عَدْوُ الحِمار بَيْن آرِيَّه ومُتَمَرَّغِه.
      الليث: الوَخْدُ سَعَةُ الخَطْوِ في المَشْي، ومثله الخَدْيُ لغتان.
      والخَدَى: دُودٌ يخرج مع رَوْثِ الدابة، واحدته خَدَاةٌ؛ عن كراع.
      والخَدَاءُ: موضع؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا بأَن همزته ياء‎ ‎لأَن‎ ‎ال ‎لاَّمَ ياءً أَكثَر منها واواً مع وجود خ د ي وعدم خ د و، والله أَعلم.
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. حيا
    • " الحَياةُ : نقيض الموت ، كُتِبَتْ في المصحف بالواو ليعلم أَن الواو بعد الياء في حَدِّ الجمع ، وقيل : على تفخيم الأَلف ، وحكى ابن جني عن قُطْرُب : أَن أَهل اليمن يقولون الحَيَوْةُ ، بواو قبلها فتحة ، فهذه الواو بدل من أَلف حياةٍ وليست بلام الفعل من حَيِوْتُ ، أَلا ترى أَن لام الفعل ياء ؟ وكذلك يفعل أَهل اليمن بكل أَلف منقلبة عن واو كالصلوة والزكوة .
      حَيِيَ حَياةً (* قوله « حيي حياة إلى قوله خفيفة » هكذا في الأصل والتهذيب ).
      وحَيَّ يَحْيَا ويَحَيُّ فهو حَيٌّ ، وللجميع حَيُّوا ، بالتشديد ، قال : ولغة أُخرى حَيَّ وللجميع حَيُوا ، خفيفة .
      وقرأَ أَهل المدينة : ويَحْيا مَنْ حَيِيَ عن بيِّنة ، وغيرهم : مَنْ حَيَّ عن بيِّنة ؛ قال الفراء : كتابتُها على الإدغام بياء واحدة وهي أَكثر قراءات القراء ، وقرأَ بعضهم : حَيِيَ عن بينة ، بإظهارها ؛ قال : وإنما أَدغموا الياء مع الياء ، وكان ينبغي أَن لا يفعلوا لأَن الياء الأََخيرة لزمها النصب في فِعْلٍ ، فأُدغم لمَّا التَقى حرفان متحركان من جنس واحد ، قال : ويجوز الإدغام في الاثنين للحركة اللازمة للياء الأَخيرة فتقول حَيَّا وحَيِيَا ، وينبغي للجمع أَن لا يُدْغَم إلا بياء لأَن ياءها يصيبها الرفع وما قبلها مكسور ، فينبغي له أَن تسكن فتسقط بواو الجِماعِ ، وربما أَظهرت العرب الإدغام في الجمع إرادةَ تأْليفِ الأفَعال وأَن تكون كلها مشددة ، فقالوا في حَيِيتُ حَيُّوا ، وفي عَيِيتُ عَيُّوا ؛ قال : وأَنشدني بعضهم : يَحِدْنَ بنا عن كلِّ حَيٍّ ، كأَنَّنا أَخارِيسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالكتب (* قوله « وبالكتب » كذا بالأصل ، والذي في التهذيب : وبالنسب ).
      قال : وأَجمعت العرب على إدغام التَّحِيَّة لحركة الياء الأَخيرة ، كما استحبوا إدغام حَيَّ وعَيَّ للحركة اللازمة فيها ، فأَما إذا سكنت الياء الأَخيرة فلا يجوز الإدغام مثل يُحْيِي ويُعْيِي ، وقد جاء في الشعر الإدغام وليس بالوجه ، وأَنكر البصريون الإدغام في مثل هذا الموضع ، ولم يَعْبإ الزجاج بالبيت الذي احتج به الفراء ، وهو قوله : وكأَنَّها ، بينَ النساء ، سَبِيكةٌ تَمْشِي بسُدّةِ بَيْتِها فتُعيِّي وأَحْياه اللهُ فَحَيِيَ وحَيَّ أَيضاً ، والإدغام أَكثر لأَن الحركة لازمة ، وإذا لم تكن الحركة لازمة لم تدغم كقوله : أَليس ذلك بقادر على أَن يُحْيِيَ المَوْتَى .
      والمَحْيا : مَفْعَلٌ من الحَياة .
      وتقول : مَحْيايَ ومَماتي ، والجمع المَحايِي .
      وقوله تعالى : فلنُحْيِيَنَّه حَياةً طَيِّبَةً ، قال : نرْزُقُه حَلالاً ، وقيل : الحياة الطيبة الجنة ، وروي عن ابن عباس ، قال : فلنحيينه حياة طيبة هو الرزق الحلال في الدنيا ، ولنَجْزِيَنَّهم أَجْرَهم بأَحسن ما كانوا يعملون إذا صاروا إلى الله جَزاهُم أَجرَهُم في الآخرة بأَحسنِ ما عملوا .
      والحَيُّ من كل شيء : نقيضُ الميت ، والجمع أَحْياء .
      والحَيُّ : كل متكلم ناطق .
      والحيُّ من النبات : ما كان طَرِيّاً يَهْتَزّ .
      وقوله تعالى : وما يَسْتوي الأَحْياءُ ولا الأَمْواتُ ؛ فسره ثعلب فقال الحَيُّ هو المسلم والميت هو الكافر .
      قال الزجاج : الأَحْياءُ المؤمنون والأَموات الكافرون ، قال : ودليل ذلك قوله : أَمواتٌ غيرُ أَحياء وما يَشْعرون ، وكذلك قوله : ليُنْذِرَ من كان حَيّاً ؛ أَي من كان مؤمناً وكان يَعْقِلُ ما يُخاطب به ، فإن الكافر كالميت .
      وقوله عز وجل : ولا تَقُولوا لمن يُقْتَلُ في سبيل الله أَمواتٌ بل أَحياء ؛ أَمواتٌ بإضْمار مَكْنِيٍّ أَي لا تقولوا هم أَمواتٌ ، فنهاهم الله أَن يُسَمُّوا من قُتِل في سبيل الله ميتاً وأَمرهم بأَن يُسَمُّوهم شُهداء فقال : بل أَحياء ؛ المعنى : بل هم أَحياء عند ربهم يرزقون ، فأَعْلَمنا أَن من قُتل في سبيله حَيٌّ ، فإن ، قال قائل : فما بالُنا نَرى جُثَّتَه غيرَ مُتَصَرِّفة ؟ فإن دليلَ ذلك مثلُ ما يراه الإنسانُ في منامه وجُثَّتُه غيرُ متصرفة على قَدْرِ ما يُرى ، والله جَلَّ ثناؤُه قد تَوَفَّى نفسه في نومه فقال : الله يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حينَ مَوْتِها والتي لم تَمُتْ في مَنامها ، ويَنْتَبِهُ النائمُ وقد رَأَى ما اغْتَمَّ به في نومه فيُدْرِكُه الانْتِباهُ وهو في بَقِيَّةِ ذلك ، فهذا دليل على أَن أَرْواحَ الشُّهداء جائز أَن تُفارقَ أَجْسامَهم وهم عند الله أَحْياء ، فالأمْرُ فيمن قُتِلَ في سبيل الله لا يُوجِبُ أَن يُقالَ له ميت ، ولكن يقال هو شهيد وهو عند الله حيّ ، وقد قيل فيها قول غير هذا ، قالوا : معنى أَموات أَي لا تقولوا هم أَموات في دينهم أَي قُولوا بل هم أَحياء في دينهم ، وقال أَصحاب هذا القول دليلُنا قوله : أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحْيَيْناه وجعَلْنا له نُوراً يمشي به في الناسِ كمَنْ مَثَلُه في الظُّلُمات ليس بخارج منها ؛ فجَعَلَ المُهْتَدِيَ حَيّاً وأَنه حين كان على الضَّلالة كان ميتاً ، والقول الأَوَّلُ أَشْبَهُ بالدِّين وأَلْصَقُ بالتفسير .
      وحكى اللحياني : ضُرِبَ ضَرْبةً ليس بِحايٍ منها أَي ليس يَحْيا منها ، قال : ولا يقال ليس بحَيٍّ منها إلا أَن يُخْبِرَ أَنه ليس بحَيٍّ أَي هو ميت ، فإن أَردت أَنه لا يَحْيا قلت ليس بحايٍ ، وكذلك أَخوات هذا كقولك عُدْ فُلاناً فإنه مريض تُريد الحالَ ، وتقول : لا تأْكل هذا الطعامَ فإنك مارِضٌ أَي أَنك تَمْرَضُ إن أَكلته .
      وأَحْياهُ : جَعَله حَيّاً .
      وفي التنزيل : أَلَيْسَ ذلك بقادرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى ؛ قرأه بعضهم : على أَن يُحْيِي الموتى ، أَجْرى النصبَ مُجْرى الرفع الذي لا تلزم فيه الحركة ، ومُجْرى الجزم الذي يلزم فيه الحذف .
      أَبو عبيدة في قوله : ولكمْ في القِصاص حَياةٌ ؛ أَي مَنْفَعة ؛ ومنه قولهم : ليس لفلان حياةٌ أَي ليس عنده نَفْع ولا خَيْر .
      وقال الله عز وجل مُخْبِراً عن الكفار لم يُؤمِنُوا بالبَعْثِ والنُّشُور : ما هِيَ إلاّ حَياتُنا الدُّنْيا نَمُوت ونَحْيا وما نَحْنُ بمبْعُوثِينَ ؛ قال أَبو العباس : اختلف فيه فقالت طائفة هو مُقَدَّم ومُؤَخَّرِ ، ومعناه نَحْيا ونَمُوتُ ولا نَحْيا بعد ذلك ، وقالت طائفة : معناه نحيا ونموت ولا نحيا أَبداً وتَحْيا أَوْلادُنا بعدَنا ، فجعلوا حياة أَولادهم بعدهم كحياتهم ، ثم ، قالوا : وتموت أَولادُنا فلا نَحْيا ولا هُمْ .
      وفي حديث حُنَيْنٍ ، قال للأَنصار : المَحْيا مَحياكُمْ والمَماتُ مَمَاتُكُمْ ؛ المَحْيا : مَفْعَلٌ من الحَياة ويقع على المصدر والزمان والمكان .
      وقوله تعالى : رَبَّنا أَمَتَّنا اثْنَتَيْن وأَحْيَيْتَنا اثنتين ؛ أَراد خَلَقْتنا أَمواتاً ثم أَحْيَيْتَنا ثم أَمَتَّنا بعدُ ثم بَعَثْتَنا بعد الموت ، قال الزجاج : وقد جاء في بعض التفسير أَنَّ إحْدى الحَياتَين وإحْدى المَيْتَتَيْنِ أَن يَحْيا في القبر ثم يموت ، فذلك أَدَلُّ على أَحْيَيْتَنا وأَمَتَّنا ، والأَول أَكثر في التفسير .
      واسْتَحْياه : أَبقاهُ حَيّاً .
      وقال اللحياني : استَحْياه استَبقاه ولم يقتله ، وبه فسر قوله تعالى : ويَسْتَحْيُون نِساءَكم ؛ أَي يَسْتَبْقُونَهُنَّ ، وقوله : إن الله لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مثلاً ما بَعُوضَةً ؛ أَي لا يسْتَبْقي .
      التهذيب : ويقال حايَيْتُ النارَ بالنَّفْخِ كقولك أَحْيَيْتُها ؛ قال الأَصمعي : أَنشد بعضُ العرب بيتَ ذي الرمة : فقُلْتُ له : ارْفَعْها إليكَ وحايِهَا برُوحِكَ ، واقْتَتْه لها قِيتَةً قَدْرا وقال أَبو حنيفة : حَيَّت النار تَحَيُّ حياة ، فهي حَيَّة ، كما تقول ماتَتْ ، فهي ميتة ؛ وقوله : ونار قُبَيْلَ الصُّبجِ بادَرْتُ قَدْحَها حَيَا النارِ ، قَدْ أَوْقَدْتُها للمُسافِرِ أَراد حياةَ النارِ فحذف الهاء ؛ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده : أَلا حَيَّ لي مِنْ لَيْلَةِ القَبْرِ أَنَّه مآبٌ ، ولَوْ كُلِّفْتُه ، أَنَا آيبُهْ أَراد : أَلا أَحَدَ يُنْجِيني من ليلة القبر ، قال : وسمعت العرب تقول إذا ذكرت ميتاً كُنَّا سنة كذا وكذا بمكان كذا وكذا وحَيُّ عمرٍو مَعَنا ، يريدون وعمرٌو َمَعَنا حيٌّ بذلك المكان .
      ويقولون : أَتيت فلاناً وحَيُّ فلانٍ شاهدٌ وحيُّ فلانَة شاهدةٌ ؛ المعنى فلان وفلانة إذ ذاك حَيٌّ ؛

      وأَنشد الفراء في مثله : أَلا قَبَح الإلَهُ بَني زِيادٍ ، وحَيَّ أَبِيهِمُ قَبْحَ الحِمارِ أَي قَبَحَ الله بَني زياد وأَباهُمْ .
      وقال ابن شميل : أَتانا حَيُّ فُلانٍ أَي أَتانا في حَياتِهِ .
      وسَمِعتُ حَيَّ فلان يقول كذا أَي سمعته يقول في حياته .
      وقال الكِسائي : يقال لا حَيَّ عنه أَي لا مَنْعَ منه ؛

      وأَنشد : ومَنْ يَكُ يَعْيا بالبَيان فإنَّهُ أَبُو مَعْقِل ، لا حَيَّ عَنْهُ ولا حَدَد ؟

      ‏ قال الفراء : معناه لا يَحُدُّ عنه شيءٌ ، ورواه : فإن تَسْأَلُونِي بالبَيانِ فإنَّه أبو مَعْقِل ، لا حَيَّ عَنْهُ ولا حَدَدْ ابن بري : وحَيُّ فلانٍ فلانٌ نَفْسُه ؛

      وأَنشد أَبو الحسن لأَبي الأَسود الدؤلي : أَبو بَحْرٍ أَشَدُّ الناسِ مَنّاً عَلَيْنَا ، بَعدَ حَيِّ أَبي المُغِيرَهْ أَي بعد أَبي المُغيرَة .
      ويقال :، قاله حَيُّ رِياح أَي رِياحٌ .
      وحَيِيَ القوم في أَنْفُسِهم وأَحْيَوْا في دَوابِّهِم وماشِيَتِهم .
      الجوهري : أَحْيا القومُ حَسُنت حالُ مواشِيهمْ ، فإن أَردت أَنفُسَهم قلت حَيُوا .
      وأَرضٌ حَيَّة : مُخْصِبة كما ، قالوا في الجَدْبِ ميّتة .
      وأَحْيَيْنا الأَرضَ : وجدناها حيَّة النباتِ غَضَّة .
      وأحْيا القومُ أَي صاروا في الحَيا ، وهو الخِصْب .
      وأَتَيْت الأَرضَ فأَحْيَيتها أَي وجدتها خِصْبة .
      وقال أَبو حنيفة : أُحْيِيَت الأَرض إذا اسْتُخْرِجَت .
      وفي الحديث : من أَحْيا مَواتاً فَهو أَحقُّ به ؛ المَوَات : الأَرض التي لم يَجْرِ عليها ملك أَحد ، وإحْياؤُها مباشَرَتها بتأْثير شيء فيها من إحاطة أَو زرع أَو عمارة ونحو ذلك تشبيهاً بإحياء الميت ؛ ومنه حديث عمرو : قيل سلمانَ أَحْيُوا ما بَيْنَ العِشاءَيْن أَي اشغلوه بالصلاة والعبادة والذكر ولا تعطِّلوه فتجعلوه كالميت بعُطْلَته ، وقيل : أَراد لا تناموا فيه خوفاً من فوات صلاة العشاء لأَن ال نوم موت واليقطة حياة .
      وإحْياءُ الليل : السهر فيه بالعبادة وترك النوم ، ومرجع الصفة إلى صاحب الليل ؛ وهو من باب قوله : فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً سُهُداً ، إذا ما نَامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ أَي نام فيه ، ويريد بالعشاءين المغرب والعشاء فغلب .
      وفي الحديث : أَنه كان يصلي العصر والشمس حَيَّة أَي صافية اللون لم يدخلها التغيير بدُنُوِّ المَغِيب ، كأنه جعل مَغِيبَها لَها مَوْتاً وأَراد تقديم وقتها .
      وطَريقٌ حَيٌّ : بَيِّنٌ ، والجمع أَحْياء ؛ قال الحطيئة : إذا مَخَارِمُ أَحْياءٍ عَرَضْنَ لَه ويروى : أَحياناً عرضن له .
      وحَيِيَ الطريقُ : استَبَان ، يقال : إذا حَيِيَ لك الطريقُ فخُذْ يَمْنَةً .
      وأَحْيَت الناقة إذا حَيِيَ ولَدُها فهي مُحْيٍ ومُحْيِيَة لا يكاد يموت لها ولد .
      والحِيُّ ، بكسر الحاء : جمعُ الحَياةِ .
      وقال ابن سيده : الحِيُّ الحيَاةُ زَعَموا ؛ قال العجاج : كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ ، وإذْ زَمانُ النَّاسِ دَغْفَلِيُّ وكذلك الحيوان .
      وفي التنزيل : وإن الدارَ الآخرةَ لَهِيَ الحَيَوانُ ؛ أَي دارُ الحياةِ الدائمة .
      قال الفراء : كسروا أَوَّل حِيٍّ لئلا تتبدل الياء واواً كما ، قالوا بِيضٌ وعِينٌ .
      قال ابن بري : الحَياةُ والحَيَوان والحِيِّ مَصادِر ، وتكون الحَيَاة صفةً كالحِيُّ كالصَّمَيانِ للسريع .
      التهذيب : وفي حديث ابن عمر : إنَّ الرجلَ لَيُسْأَلُ عن كلِّ شيءٍ حتى عن حَيَّةِ أَهْلِه ؛ قال : معناه عن كلِّ شيءٍ حَيٍّ في منزله مثلِ الهرّ وغيره ، فأَنَّث الحيّ فقال حَيَّة ، ونحوَ ذلك ، قال أَبو عبيدة في تفسير هذا الحدي ؟

      ‏ قال : وإنما ، قال حَيَّة لأَنه ذهب إلى كلّ نفس أَو دابة فأَنث لذلك .
      أَبو عمرو : العرب تقول كيف أَنت وكيف حَيَّةُ أَهْلِكَ أَي كيف من بَقِيَ منهم حَيّاً ؛ قال مالك ابن الحرث الكاهلي : فلا يَنْجُو نَجَاتِي ثَمَّ حَيٌّ ، مِنَ الحَيَواتِ ، لَيْسَ لَهُ جَنَاحُ أَي كلّ ما هو حَيٌّ فجمعه حَيَوات ، وتُجْمع الحيةُ حَيَواتٍ .
      والحيوانُ : اسم يقع على كل شيء حيٍّ ، وسمى الله عز وجل الآخرة حَيَواناً فقال : وإنَّ الدارَ الآخرَة لَهِيَ الحَيَوان ؛ قال قتادة : هي الحياة .
      الأَزهري : المعنى أَن من صار إلى الآخرة لم يمت ودام حيّاً فيها لا يموت ، فمن أُدخل الجنة حَيِيَ فيها حياة طيبة ، ومن دخل النار فإنه لا يموت فيها ولا يَحْيَا ، كما ، قال تعالى .
      وكلُّ ذي رُوح حَيَوان ، والجمع والواحد فيه سواء .
      قال : والحَيَوان عينٌ في الجَنَّة ، وقال : الحَيَوان ماء في الجنة لا يصيب شيئاً إلا حَيِيَ بإذن الله عز وجل .
      وفي حديث القيامة : يُصَبُّ عليه ماءُ الحَيَا ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في بعض الروايات ، والمشهور : يُصَبُّ عليه ماءُ الحَيَاةِ .
      ابن سيده : والحَيَوان أَيضاً جنس الحَيِّ ، وأَصْلُهُ حَيَيانٌ فقلبت الياء التي هي لام واواً ، استكراهاً لتوالي الياءين لتختلف الحركات ؛ هذا مذهب الخليل وسيبويه ، وذهب أَبو عثمان إلى أَن الحيوان غير مبدل الواو ، وأَن الواو فيه أَصل وإن لم يكن منه فعل ، وشبه هذا بقولهم فَاظَ المَيْت يَفِيظُ فَيْظاً وفَوْظاً ، وإن لم يَسْتَعْمِلُوا من فَوْظٍ فِعْلاً ، كذلك الحيوان عنده مصدر لم يُشْتَقّ منه فعل .
      قال أَبو علي : هذا غير مرضي من أَبي عثمان من قِبَل أَنه لا يمتنع أَن يكون في الكلام مصدر عينه واو وفاؤه ولامه صحيحان مثل فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْل ومَوْت وأَشباه ذلك ، فأَما أَن يوجد في الكلام كلمة عينها ياء ولامها واو فلا ، فحَمْلُه الحيوانَ على فَوْظٍ خطأٌ ، لأَنه شبه ما لا يوجد في الكلام بما هو موجود مطرد ؛ قال أَبو علي : وكأَنهم استجازوا قلب الياء واواً لغير علة ، وإن كانت الواو أَثقل من الياء ، ليكون ذلك عوضاً للواو من كثرة دخول الياء وغلبتها عليها .
      وحَيْوَة ، بسكون الياء : اسمُ رجلٍ ، قلبت الياء واواً فيه لضَرْبٍ من التوَسُّع وكراهة لتضعيف الياء ، وإذا كانوا قد كرهوا تضعيف الياء مع الفصل حتى دعاهم ذلك إلى التغيير في حاحَيْت وهَاهَيْتُ ، كان إبدال اللام في حَيْوةٍ ليختلف الحرفان أَحْرَى ، وانضاف إلى ذلك أنَّه عَلَم ، والأَعلام قد يعرض فيها ما لا يوجد في غيرها نحو مَوْرَقٍ ومَوْهَبٍ ومَوْظَبٍ ؛ قال الجوهري : حَيْوَة اسم رجل ، وإنما لم يدغم كما أُدغم هَيِّنٌ ومَيّت لأَنه اسم موضوع لا على وجه الفعل .
      وحَيَوانٌ : اسم ، والقول فيه كالقول في حَيْوَةَ .
      والمُحاياةُ : الغِذاء للصبي بما به حَيَاته ، وفي المحكم : المُحاياةُ الغِذاء للصبيِّ لأَنّ حَياته به .
      والحَيُّ : الواحد من أَحْياءِ العَربِ .
      والحَيُّ : البطن من بطون العرب ؛ وقوله : وحَيَّ بَكْرٍ طَعَنَّا طَعْنَةً فَجَرى فليس الحَيُّ هنا البطنَ من بطون العرب كما ظنه قوم ، وإنما أَراد الشخص الحيّ المسمَّى بكراً أَي بكراً طَعَنَّا ، وهو ما تقدم ، فحيٌّ هنا مُذَكَّرُ حَيَّةٍ حتى كأَنه ، قال : وشخصَ بكرٍ الحَيَّ طَعَنَّا ، فهذا من باب إضافة المسمى إلى نفسه ؛ ومنه قول ابن أَحمر : أَدْرَكْتَ حَيَّ أَبي حَفْصٍ وَشِيمَتَهُ ، وقَبْلَ ذاكَ ، وعَيْشاً بَعْدَهُ كَلِبَا وقولهم : إن حَيَّ ليلى لشاعرة ، هو من ذلك ، يُريدون ليلى ، والجمع أَحْياءٌ .
      الأَزهري : الحَيُّ من أَحْياء العَرب يقع على بَني أَبٍ كَثُروا أَم قَلُّوا ، وعلى شَعْبٍ يجمَعُ القبائلَ ؛ من ذلك قول الشاعر : قَاتَل اللهُ قيسَ عَيْلانَ حَيّاً ، ما لَهُمْ دُونَ غَدْرَةٍ مِنْ حِجابِ وقوله : فتُشْبِعُ مَجْلِسَ الحَيَّيْنِ لَحْماً ، وتُلْقي للإماء مِنَ الوَزِيمِ يعني بالحَيَّينِ حَيَّ الرجلِ وحَيَّ المرأَة ، والوَزِيمُ العَضَلُ .
      والحَيَا ، مقصور : الخِصْبُ ، والجمع أَحْياء .
      وقال اللحياني : الحَيَا ، مقصورٌ ، المَطَر وإذا ثنيت قلت حَيَيان ، فتُبَيِّن الياءَ لأَن الحركة غير لازمة .
      وقال اللحياني مرَّةً : حَيَّاهم الله بِحَياً ، مقصور ، أَي أَغاثهم ، وقد جاء الحَيَا الذي هو المطر والخصب ممدوداً .
      وحَيَا الربيعِ : ما تَحْيا به الأَرض من الغَيْث .
      وفي حديث الاستسقاء : اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُغيثاً وَحَياً رَبيعاً ؛ الحَيَا ، مقصور : المَطَر لإحْيائه الأَرضَ ، وقيل : الخِصْبُ وما تَحْيا به الأَرضُ والناس .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : لا آكلُ السَّمِينَ حتى يَحْيا الناسُ من أَوَّلِ ما يَحْيَوْنَ أَي حتى يُمْطَروا ويُخْصِبُوا فإن المَطَر سبب الخِصْب ، ويجوز أَن يكون من الحياة لأَن الخصب سبب الحياة .
      وجاء في حديث عن ابن عباس ، رحمه الله ، أَنه ، قال : كان عليٌّ أَميرُ المؤمنين يُشْبِهُ القَمَر الباهِرَ والأَسَدَ الخادِرَ والفُراتَ الزَّاخِرَ والرَّبيعَ الباكِرَ ، أَشْبَهَ من القَمر ضَوْءَهُ وبَهاءَهُ ومِنَ الأَسَدِ شَجاعَتَهُ ومَضاءَهُ ومن الفُراتِ جُودَه وسَخاءَهُ ومن الرَّبيعِ خِصْبَه وحَياءَه .
      أَبو زيد : تقول أَحْيَا القومُ إذا مُطِرُوا فأَصابَت دَوابُّهُم العُشْبَ حتى سَمِنَتْ ، وإن أَرادوا أَنفُسَهم ، قالوا حَيُوا بعدَ الهُزال .
      وأَحْيا الله الأَرضَ : أَخرج فيها النبات ، وقيل : إنما أَحْياها من الحَياة كأَنها كانت ميتة بالمحْل فأَحْياها بالغيث .
      والتَّحِيَّة : السلام ، وقد حَيَّاهُ تحِيَّةً ، وحكى اللحياني : حَيَّاك اللهُ تَحِيَّةَ المؤمِن .
      والتَّحِيَّة : البقاءُ .
      والتَّحِيَّة : المُلْك ؛ وقول زُهَيْر بن جَنابٍ الكَلْبي : ولَكُلُّ ما نَال الفتى قَدْ نِلْتُه إلا التَّحِيَّهْ قيل : أَراد المُلْك ، وقال ابن الأَعرابي : أَراد البَقاءَ لأَنه كان مَلِكاً في قومه ؛ قال بن بري : زهيرٌ هذا هو سيّد كَلْبٍ في زمانه ، وكان كثير الغارات وعُمِّرَ عُمْراً طويلاً ، وهو القائل لما حضرته الوفاة : أبَنِيَّ ، إنْ أَهْلِكْ فإنْنِي قَدْ بَنَيْتُ لَكُمْ بَنِيَّهْ وتَرَكْتُكُمْ أَولادَ سا داتٍ ، زِنادُكُمُ وَرِيَّهْ ولَكُلُّ ما نالَ الفَتى قَدْ نِلْتُه ، إلاّ التَّحِيَّه ؟

      ‏ قال : والمعروف بالتَّحِيَّة هنا إنما هي بمعنى البقاء لا بمعنى الملك .
      قال سيبويه : تَحِيَّة تَفْعِلَة ، والهاء لازمة ، والمضاعف من الياء قليل لأَن الياء قد تثقل وحدها لاماً ، فإذا كان قبلها ياءٌ كان أَثقل لها .
      قال أَبو عبيد : والتَّحِيَّةُ في غير هذا السلامُ .
      الأَزهري :، قال الليث في قولهم في الحديث التَّحِيَّات لله ، قال : معناه البَقاءُ لله ، ويقال : المُلْك لله ، وقيل : أَراد بها السلام .
      يقال : حَيَّاك الله أَي سلَّم عليك .
      والتَّحِيَّة : تَفْعِلَةٌ من الحياة ، وإنما أُدغمت لاجتماع الأَمثال ، والهاء لازمة لها والتاء زائدة .
      وقولهم : حيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ اعتَمَدَكَ بالمُلْك ، وقيل : أَضْحَكَكَ ، وقال الفراء : حَيَّكَ اللهُ أبْقاكَ اللهُ .
      وحَيَّك الله أَي مَلَّكك الله .
      وحَيَّاك الله أَي سلَّم عليك ؛ قال : وقولنا في التشهد التَّحِيَّات لله يُنْوَى بها البَقاءُ لله والسلامُ من الآفاتِ والمُلْكُ لله ونحوُ ذلك .
      قال أَبو عمرو : التَّحِيَّة المُلك ؛

      وأَنشد قول عمرو بن معد يكرب : أَسيرُ بِهِ إلى النُّعْمانِ ، حتَّى أُنِيخَ على تَحِيَّتِهِ بجُنْدي يعني على مُلْكِه ؛ قال ابن بري : ويروى أَسِيرُ بها ، ويروى : أَؤُمُّ بها ؛ وقبل البيت : وكلّ مُفاضَةٍ بَيْضاءَ زَغْفٍ ، وكل مُعاوِدِ الغاراتِ جَلْدِ وقال خالد بن يزيد : لو كانت التََّحِيَّة المُلْكَ لما قيل التَّحِيَّات لله ، والمعنى السلامات من الآفات كلها ، وجَمَعها لأَنه أَراد السلامة من كل افة ؛ وقال القتيبي : إنما قيل التحيات لله لا على الجَمْع لأَنه كان في الأَرض ملوك يُحَيَّوْنَ بتَحِيّات مختلفة ، يقال لبعضهم : أَبَيْتَ اللَّعْنَ ، ولبعضهم : اسْلَمْ وانْعَمْ وعِشْ أَلْفَ سَنَةٍ ، ولبعضهم : انْعِمْ صَباحاً ، فقيل لنا : قُولوا التَّحِيَّاتُ لله أَي الأَلفاظُ التي تدل على الملك والبقاء ويكنى بها عن الملك فهي لله عز وجل .
      وروي عن أَبي الهيثم أَنه يقول : التَّحِيَّةُ في كلام العرب ما يُحَيِّي بعضهم بعضاً إذا تَلاقَوْا ، قال : وتَحِيَّةُ الله التي جعلها في الدنيا والآخرة لمؤمني عباده إذا تَلاقَوْا ودَعا بعضهم لبعض بأَجْمَع الدعاء أَن يقولوا السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه .
      قال الله عز وجل : تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ يَلْقَوْنَه سَلامٌ .
      وقال في تحيَّة الدنيا : وإذا حُيِّيتُم بتَحِيَّةٍ فحَيُّوا بأَحسَنَ منها أَو رُدُّوها ؛ وقيل في قوله : قد نلته إلاّ التحيَّة يريد : إلا السلامة من المَنِيَّة والآفات فإن أَحداً لا يسلم من الموت على طول البقاء ، فجعل معنى التحيات لله أَي السلام له من جميع الآفات التي تلحق العباد من العناء وسائر أَسباب الفناء ؛ قال الأَزهري : وهذا الذ ؟

      ‏ قاله أَبو الهيثم حسن ودلائله واضحة ، غير أَن التحية وإن كانت في الأصل سلاماً ، كما ، قال خالد ، فجائز أَن يُسَمَّى المُلك في الدنيا تحيةً كما ، قال الفراء وأبَو عمرو ، لأَن المَلِكَ يُحَيَّا بتَحِيَّةِ المُلْكِ المعروفة للملوك التي يباينون فيها غيرهم ، وكانت تحيَّةُ مُلُوك العَجَم نحواً من تحيَّة مُلوك العَرَعب ، كان يقال لِمَلِكهم : زِهْ هَزَارْ سَالْ ؛ المعنى : عِشْ سالماً أَلْفَ عام ، وجائز أَن يقال للبقاء تحية لأَنَّ من سَلِمَ من الآفات فهو باقٍ ، والباقي في صفة الله عز وجل من هذا لأَنه لا يموت أَبداً ، فمعنى ؛ حَيّاك الله أَي أَبقاك الله ، صحيحٌ ، من الحياة ، وهو البقاء .
      يقال : أَحياه الله وحَيّاه بمعنى واحد ، قال : والعرب تسمي الشيء باسم غيره إذا كان معه أَو من سببه .
      وسئل سَلَمة بنُ عاصمٍ عن حَيّاك الله فقال : هو بمنزلة أَحْياك الله أَي أَبقاك الله مثل كرَّم وأَكرم ، قال : وسئل أَبو عثمان المازني عن حَيَّاك الله فقال عَمَّرك الله .
      وفي الحديث : أَن الملائكة ، قالت لآدم ، عليه السلام ، حَيَّاك الله وبَيَّاك ؛ معنى حَيَّاك اللهُ أَبقاك من الحياة ، وقيل : هو من استقبال المُحَيّا ، وهو الوَجْه ، وقيل : ملَّكك وفَرَّحك ، وقيل : سلَّم عَليك ، وهو من التَّحِيَّة السلام ، والرجل مُحَيِّيٌ والمرأَة مُحَيِّيَة ، وكل اسم اجتمع فيه ثلاث ياءَات فيُنْظَر ، فإن كان غير مبنيٍّ على فِعْلٍ حذفت منه اللام نحو عُطَيٍّ في تصغير عَطاءٍ وفي تصغير أَحْوَى أَحَيٍّ ، وإن كان مبنيّاً على فِعْلٍ ثبتت نحو مُحَيِّي من حَيَّا يُحَيِّي .
      وحَيَّا الخَمْسين : دنا منها ؛ عن ابن الأَعرابي .
      والمُحَيّا : جماعة الوَجْهِ ، وقيل : حُرُّهُ ، وهو من الفرَس حيث انفرَقَ تحتَ الناصِية في أَعلى الجَبْهةِ وهناك دائرةُ المُحَيَّا .
      والحياءُ : التوبَة والحِشْمَة ، وقد حَيِيَ منه حَياءً واستَحْيا واسْتَحَى ، حذفوا الياء الأَخيرة كراهية التقاء الياءَينِ ، والأَخيرتان تَتَعَدَّيانِ بحرف وبغير حرف ، يقولون : استَحْيا منك واستَحْياكَ ، واسْتَحَى منك واستحاك ؛ قال ابن بري : شاهد الحياء بمعنى الاستحياء قول جرير : لولا الحَياءُ لَعَادني اسْتِعْبارُ ، ولَزُرْتُ قَبرَكِ ، والحبيبُ يُزارُ وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : الحَياءُ شُعْبةٌ من الإيمان ؛ قال بعضهم : كيف جعَل الحياءَ وهو غَرِيزةٌ شُعْبةً من الإيمان وهو اكتساب ؟ والجواب في ذلك : أَن المُسْتَحي ينقطع بالحَياء عن المعاصي ، وإن لم تكن له تَقِيَّة ، فصار كالإيمان الذي يَقْطَعُ عنها ويَحُولُ بين المؤمن وبينها ؛ قال ابن الأَثير : وإنما جعل الحياء بعض الإيمان لأَن الإيمان ينقسم إلى ائتمار بما أَمر الله به وانتهاء عمَّا نهى الله عنه ، فإذا حصل الانتهاء بالحياء كان بعضَ الإيمان ؛ ومنه الحديث : إذا لم تَسْتَحِ فاصْنَح ما شئتَ ؛ المراد أَنه إذا لم يستح صنع ما شاء ، لأَنه لا يكون له حياءٌ يحْجزُه عن المعاصي والفواحش ؛ قال ابن الأَثير : وله تأْويلان : أَحدهما ظاهر وهو المشهور إذا لم تَسْتَح من العَيْب ولم تخش العارَ بما تفعله فافعل ما تُحَدِّثُك به نفسُك من أَغراضها حسَناً كان أَو قبيحاً ، ولفظُه أَمرٌ ومعناه توبيخ وتهديد ، وفيه إشعار بأَنَّ الذي يردَع الإنسانَ عن مُواقَعة السُّوء هو الحَياءُ ، فإذا انْخَلَعَ منه كان كالمأْمور بارتكاب كل ضلالة وتعاطي كل سيئة ، والثاني أَن يحمل الأَمر على بابه ، يقول : إذا كنت في فعلك آمناً أَن تَسْتَحيَ منه لجَريك فيه على سَنَن الصواب وليس من الأَفعال التي يُسْتَحَى منها فاصنع منها ما شئت .
      ابن سيده : قوله ، صلى الله عليه وسلم ، إنَّ مما أَدرَك الناسُ من كلام النبوَّة إذا لم تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شئت (* قوله « من كلام النبوة إذا لم تستح إلخ » هكذا في الأصل ).
      أَي من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على جهة الذمِّ لتَرْكِ الحَياء ، وليس يأْمره بذلك ولكنه أَمرٌ بمعنى الخَبَر ، ومعنى الحديث أَنه يأْمُرُ بالحَياء ويَحُثُّ عليه ويَعِيبُ تَرْكَه .
      ورجل حَيِيٌّ ، ذو حَياءٍ ، بوزن فَعِيلٍ ، والأُنثى بالهاء ، وامرأَة حَيِيَّة ، واسْتَحْيا الرجل واسْتَحْيَت المرأَة ؛ وقوله : وإنِّي لأَسْتَحْيِي أَخي أَنْ أَرى له عليَّ من الحَقِّ ، الذي لا يَرَى لِيَا معناه : آنَفُ من ذلك .
      الأَزهري : للعرب في هذا الحرف لغتان : يقال اسْتَحَى الرجل يَسْتَحي ، بياء واحدة ، واسْتَحْيا فلان يَسْتَحْيِي ، بياءَين ، والقرآن نزل بهذه اللغة الثانية في قوله عز وجل : إنَّ الله لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مثلاً .
      وحَيِيتُ منه أَحْيا : استَحْيَيْت .
      وتقول في الجمع : حَيُوا كما تقول خَشُوا .
      قال سيبويه : ذهبت الياء لالتقاء الساكنين لأَن ال واو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت في ضربوا إلى الضم ، ولم تحرّك الياء بالضم لثقله عليها فحذفت وضُمَّت الياء الباقية لأَجل الواو ؛ قال أَبو حُزابة الوليدُ بن حَنيفة : وكنا حَسِبْناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ حَيُوا بعدما ماتُوا ، من الدهْرِ ، أَعْصُر ؟

      ‏ قال ابن بري : حَيِيتُ من بنات الثلاثة ، وقال بعضهم : حَيُّوا ، بالتشديد ، تركه عل ما كان عليه للإدغام ؛ قال عبيدُ بنُ الأَبْرص : عَيُّوا بأَمرِهِمُو ، كما عَيَّتْ ببَيْضَتِها الحَمامَهْ وقال غيره : اسْتَحْياه واسْتَحْيا منه بمعنًى من الحياء ، ويقال : اسْتَحَيْتُ ، بياء واحدة ، وأَصله اسْتَحْيَيْتُ فأَعَلُّوا الياء الأُولى وأَلقَوا حَرَكتها على الحاء فقالوا استَحَيْتُ ، كما ، قالوا اسْتنعت استثقالاً لَمَّا دَخَلَتْ عليها الزوائدُ ؛ قال سيبويه : حذفت الياء لالتقاء الساكنين لأَن الياء الأُولى تقلب أَلفاً لتحركها ، قال : وإنما فعلوا ذلك حيث كثر في كلامهم .
      وقال المازنيّ : لم تحذف لالتقاء الساكنين لأَنها لو حذفت لذلك لردوها إذا ، قالوا هو يَسْتَحِي ، ولقالوا يَسْتَحْيي كما ، قالوا يَسْتَنِيعُ ؛ قال ابن بري : قول أَبي عثمان موافق لقول سيبويه ، والذي حكاه عن سيبويه ليس هو قوله ، وإنما هو قول الخليل لأَن الخليل يرى أَن استحيت أَصله استحييت ، فأُعل إعلال اسْتَنَعْت ، وأَصله اسْتَنْيَعْتُ ، وذلك بأَن تنقل حركة الفاء على ما قبلها وتقلب أَلفاً ثمتحذف لالتقاء الساكنين ، وأما سيبويه فيرى أَنها حذفت تخفيفاً لاجتماع الياءين لا لإعلال موجب لحذفها ، كما حذفت السينَ من أَحْسَسْت حين قلتَ أَحَسْتُ ، ونقلتَ حركتها على ما قبلها تخفيفاً .
      وقال الأَخفش : اسْتَحَى بياء واحدة لغة تميم ، وبياءين لغة أَهل الحجاز ، وهو الأَصل ، لأَن ما كان موضعُ لامه معتّلاً لم يُعِلُّوا عينه ، أَلا ترى أَنهم ، قالوا أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ ؟ ويقولون قُلْتُ وبِعْتُ فيُعِلُّون العين لَمَّا لم تَعْتَلَّ اللامُ ، وإنما حذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة كما ، قالوا لا أَدْرِ في لا أدْرِي .
      ويقال : فلان أَحْيَى من الهَدِيِّ ، وأَحْيَى من كَعابٍ ، وأَحْيَى من مُخَدَّرة ومن مُخَبَّأَةٍ ، وهذا كله من الحَياء ، ممدود .
      وأَما قولهم أَحْيَى من ضَبّ ، فمن الحياةِ .
      وفي حديث البُراقِ : فدنَوْتُ منه لأَرْكَبَه فأَنْكَرَني فتَحَيَّا مِنِّي أَي انْقَبَض وانْزَوى ، ولا يخلو أَن يكون مأْخوداً من الحياء على طريق التمثيل ، لأَن من شأن الحَيِيِّ أَن ينقبض ، أَو يكون أَصله تَحَوّى أَي تَجَمَّع فقلبت واوه ياء ، أَو يكون تَفَيْعَلَ من الحَيِّ وهو الجمع ، كتَحَيَّز من الحَوْز .
      وأَما قوله : ويَسْتَحْيي نساءَهم ، فمعناه يَسْتَفْعِلُ من الحَياة أَي يتركهنَّ أَحياء وليس فيه إلا لغة واحدة .
      وقال أَبو زيد : يقال حَيِيتُ من فِعْلِ كذا وكذا أَحْيا حَياءً أَي اسْتَحْيَيْتُ ؛ وأَنشد : أَلا تَحْيَوْنَ من تَكْثير قَوْمٍ لعَلاَّتٍ ، وأُمُّكُمو رَقُوبُ ؟ معناه أَلا تَسْتَحْيُونَ .
      وجاء في الحديث : اقْتُلُوا شُيُوخ المشركين واسْتَحْيُوا شَرْخَهم أَي اسْتَبْقُوا شَبابَهم ولا تقتلوهم ، وكذلك قوله تعالى : يُذَبِّحُ أَبناءهم ويَسْتَحْيِي نساءَهم ؛ أَي يسْتَبْقيهن للخدمة فلا يقتلهن .
      الجوهري : الحَياء ، ممدود ، الاستحياء .
      والحَياء أَيضاً : رَحِمُ الناقة ، والجمع أَحْيِيةٌ ؛ عن الأَصمعي .
      الليث : حَيا الناقة يقصر ويمدّ لغتان .
      الأَزهري : حَياءُ الناقة والشاة وغيرهما ممدود إلاّ أَن يقصره شاعر ضرورة ، وما جاء عن العرب إلا ممدوداً ، وإنما سمي حَياءً باسم الحَياء من الاسْتحياء لأَنه يُسْتَر من الآدمي ويُكْنى عنه من الحيوان ، ويُسْتَفحش التصريحُ بذكره واسمه الموضوع له ويُسْتَحى من ذلك ويُكْنى عنه .
      وقال الليث : يجوز قَصْر الحَياء ومَدُّه ، وهو غلط لا يجوز قصره لغير الشاعر لأَن أَصله الحَياءُ من الاستحياء .
      وفي الحديث : أَنه كَرِهَ من الشاةِ سَبْعاً : الدَّمَ والمرارة والحَياءَ والعُقْدَةَ والذَّكَر والأُنْثَيين والمَثانَة ؛ الحَياءُ ، ممدود : الفرج من ذوات الخُفِّ والظِّلْف ، وجمعها أَحْييَة .
      قال ابن بري : وقد جاء الحَياء لرحم الناقة مقصوراً في شعر أَبي النَّجْم ، وهو قوله : جَعْدٌ حَياها سَبِطٌ لَحْياه ؟

      ‏ قال ابن بري :، قال الجوهري في ترجمة عيي : وسمعنا من العرب من يقول أَعْيِياءُ وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّنُ .
      قال ابن بري : في كتاب سيبويه أَحْيِيَة جمع حَياءٍ لفرج الناقة ، وذكر أَن من العرب من يدغمه فيقول أَحِيَّه ، قال : والذي رأَيناه في الصحاح سمعنا من العرب من يقول أَعْيِياءُ وأَعْيِيَةٌ فيبين ؛ ابن سيده : وخص ابن الأَعرابي به الشاة والبقرة والظبية ، والجمع أَحْياءٌ ؛ عن أَبي زيد ، وأَحْيِيَةٌ وحَيٌّ وحِيٌّ ؛ عن سيبويه ، قال : ظهرت الياء في أَحْيِيَة لظهورها في حَيِيَ ، والإدْغامُ أَحسنُ لأَن الحركة لازمة ، فإن أَظهرت فأحْسَنُ ذلك أَن تُخْفي كراهية تَلاقي المثلين ، وهي مع ذلك بزنتها متحرّكة ، وحمل ابن جني أَحْياءً على أَنه جمع حَياءٍ ممدوداً ؛
      ، قال : كَسَّرُوا فَعالاً على أَفعال حتى كأنهم إنما كسروا فَعَلاً .
      الأَزهري : والحَيُّ فرج المرأَة .
      ورأى أَعرابي جهاز عَرُوسٍ فقال : هذا سَعَفُ الحَيِّ أَي جِهازُ فرج المرأَة .
      والحَيَّةُ : الحَنَشُ المعروف ، اشتقاقه من الحَياة في قول بعضهم ؛ قال سيبويه : والدليل على ذلك قول العرب في الإضافة إلى حَيَّةَ بن بَهْدَلة حَيَوِيٌّ ، فلو كان من الواو لكان حَوَوِيّ كقولك في الإضافة إلى لَيَّة لَوَوِيٌّ .
      قال بعضهم : فإن قلت فهلاَّ كانت الحَيَّةُ مما عينه واو استدلالاً بقولهم رجل حَوَّاء لظهور الواو عيناً في حَوَّاء ؟ فالجواب أَنَّ أَبا عليّ ذهب إلى أَن حَيَّة وحَوَّاء كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولؤلؤٍ ولأْآلٍ ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ ودِلاصٍ ودُلامِصٍ ، في قول أبي عثمان ، وإن هذه الأَلفاظ اقتربت أُصولها واتفقت معانيها ، وكل واحد لفظه غير لفظ صاحبه فكذلك حَيَّةٌ مما عينه ولامه ياءَان ، وحَوَّاء مما عينه واو ولامه ياء ، كما أَن لُؤلُؤاً رُباعِيٌّ ولأْآل ثلاثي ، لفظاهما مقتربان ومعنياهما متفقان ، ونظير ذلك قولهم جُبْتُ جَيْبَ القَميص ، وإنما جعلوا حَوَّاء مما عينه واو ولامه ياء ، وإن كان يمكن لفظه أَن يكون مما عينه ولامه واوان من قِبَل أَن هذا هو الأَكثر في كلامهم ، ولم يأْت الفاء والعين واللام ياءَات إلاَّ في قولهم يَيَّيْتُ ياءً حَسَنة ، على أَن فيه ضَعْفاً من طريق الرواية ، ويجوز أَن يكون من التّحَوِّي لانْطوائها ، والمذكر والمؤنث في ذلك سواء .
      قال الجوهري : الحَيَّة تكون للذكر والأُنثى ، وإنما دخلته الياء لأَنه واحد من جنس مثل بَطَّة ودَجاجة ، على أَنه قد روي عن العرب : رأَيت حَيّاً على حَيّة أَي ذكراً على أُنثى ، وفلان حَيّةٌ ذكر .
      والحاوِي : صاحب الحَيَّات ، وهو فاعل .
      والحَيُّوت : ذَكَر الحَيَّات ؛ قال الأَزهري : التاء في الحَيُّوت : زائدة لأَن أَصله الحَيُّو ، وتُجْمع الحَيَّة حَيَواتٍ .
      وفي الحديث : لا بأْسَ بقَتْلِ الحَيَواتِ ، جمع الحَيَّة .
      قال : واشتقاقُ الحَيَّةِ من الحَياة ، ويقال : هي في الأَصل حَيْوَة فأُدْغِمَت الياء في الواو وجُعلتا ياءً شديدة ، قال : ومن ، قال لصاحب الحَيَّاتِ حايٍ فهو فاعل من هذا البناء وصارت الواو كسرة (* قوله « وصارت الواو كسرة » هكذا في الأصل الذي بيدنا ولعل فيه تحريفاً ، والأصل : وصارت الواو ياء للكسرة ).
      كواو الغازي والعالي ، وم ؟

      ‏ قال حَوَّاء فهو على بناء فَعَّال ، فإنه يقول اشتقاقُ الحَيَّة من حَوَيْتُ لأَنها تَتَحَوَّى في الْتِوائِها ، وكل ذلك تقوله العرب .
      قال أَبو منصور : وإن قيل حاوٍ على فاعل فهو جائز ، والفرق بينه وبين غازٍ أن عين الفعل من حاوٍ واو وعين الفعل من الغازي الزاي فبينهما فرق ، وهذا يجوز على قول من جعل الحَيَّة في أَصل البناء حَوْيَةً .
      قال الأَزهري : والعرب تُذَكّر الحَيَّة وتؤنثها ، فإذا ، قالوا الحَيُّوت عَنَوا الحَيَّة الذكَرَ ؛ وأَنشد الأَصمعي : ويأكُلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتَا ، ويَدْمُقُ الأَغْفالَ والتَّابُوتَا ، ويَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا وأَرض مَحْياة ومَحْواة : كثيرة الحيّات .
      قال الأَزهري : وللعرب أَمثال كثيرة في الحَيَّة نَذْكُرُ ما حَضَرَنَا منها ، يقولون : هو أَبْصَر من حَيَّةٍ ؛ لحِدَّةِ بَصَرها ، ويقولون : هو أَظْلَم من حَيَّةٍ ؛ لأنها تأْتي جُحْر الضَّبِّ فتأْكلُ حِسْلَها وتسكُنُ جُحْرَها ، ويقولون : فلان حَيَّةُ الوادِي إذا كان شديد الشَّكِيمَةِ حامِياً لحَوْزَتِه ، وهُمْ حَيَّةُ الأَرض ؛ ومنه قول ذِي الإصْبعِ العَدْواني : عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوا نَ ، كانُوا حَيَّةَ الأَرض أَراد أَنهم كانوا ذوي إربٍ وشِدَّةٍ لا يُضَيِّعون ثَأْراً ، ويقال رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ إذا كان مُتَوقِّداً شَهْماً عاقلاً .
      وفلان حَيّةٌ ذكَرٌ أَي شجاع شديد .
      ويدعون على الرجل فيقولون : سقاه الله دَمَ الحَيَّاتِ أَي أَهْلَكَه .
      ويقال : رأَيت في كتابه حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إذا مَحَلَ كاتِبُهُ بِرَجُلٍ إلى سُلْطانٍ ووَشَى به ليُوقِعَه في وَرْطة .
      ويقال للرجل إذا طال عُمْره وللمرأَة إذا طال عمرها : ما هُو إلاّ حَيَّةٌ وما هي إلاّ حَيَّةٌ ، وذلك لطول عمر الحَيَّة كأَنَّه سُمِّي حَيَّةً لطول حياته .
      ابن الأَعرابي : فلانٌ حَيَّةُ الوادي وحَيَّة الأرض وحَيَّةُ الحَمَاطِ إذا كان نِهايةً في الدَّهاء والخبث والعقل ؛

      وأَنشد الفراء : كمِثْلِ شَيْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ وروي عن زيد بن كَثْوَة : من أَمثالهم حَيْهٍ حِمَارِي وحِمَارَ صاحبي ، حَيْهٍ حِمَارِي وَحْدِي ؛ يقال ذلك عند المَزْرِيَةِ على الذي يَسْتحق ما لا يملك مكابره وظلماً ، وأَصله أَن امرأَة كانت رافقت رجلاً في سفر وهي راجلة وهو على حمار ، قال فأَوَى لها وأَفْقَرَها ظَهْرَ حماره ومَشَى عنها ، فبَيْنَما هما في سيرهما إذ ، قالت وهي راكبة عليه : حيهٍ حِمَارِي وحِمَارَ صاحبي ، فسمع الرجل مقالتها فقال : حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي ولم يَحْفِلْ لقولها ولم يُنْغِضْها ، فلم يزالا كذلك حتى بَلَغَتِ الناسَ فلما وَثِقَتْ ، قالت : حَيْهٍ حِمَاري وَحْدِي ؛ وهي عليه فنازعها الرجلُ إياه فاستغاثت عليه ، فاجتمع لهما الناسُ والمرأَةُ راكبة على الحمار والرجل راجل ، فقُضِيَ لها عليه بالحمار لما رأَوها ، فَذَهَبَتْ مَثَلاً .
      والحَيَّةُ من سِماتِ الإبل : وَسْمٌ يكون في العُنُقِ والفَخِذ مُلْتَوِياً مثلَ الحَيَّة ؛ عن ابن حبيب من تذكرة أبي عليّ .
      وحَيَّةُ بنُ بَهْدَلَةَ : قبيلة ، النسب إليها حَيَوِيٌّ ؛ حكاه سيبويه عن الخليل عن العرب ، وبذلك استُدِلّ على أَن الإضافة إلى لَيَّةٍ لَوَوِيٌّ ، قال : وأَما أَبو عمرو فكان يقول لَيَيِيٌّ وحَيَيِيٌّ .
      وبَنُو حِيٍّ : بطنٌ من العرب ، وكذلك بَنُو حَيٍّ .
      ابن بري : وبَنُو الحَيَا ، مقصور ، بَطْن من العرب .
      ومُحَيَّاةُ : اسم موضع .
      وقد سَمَّوْا : يَحْيَى وحُيَيّاً وحَيّاً وحِيّاً وحَيّانَ وحُيَيَّةَ .
      والحَيَا : اسم امرأَة ؛ قال الراعي : إنَّ الحَيَا وَلَدَتْ أَبي وَعُمُومَتِي ، ونَبَتُّ في سَبِطِ الفُرُوعِ نُضارِ وأَبو تِحْيَاةَ : كنية رجل من حَيِيتَ تِحْيا وتَحْيا ، والتاء ليست بأَصلية .
      ابن سيده : وَحَيَّ على الغَداء والصلاةِ ائتُوهَا ، فحَيَّ اسم للفعل ولذلك عُلّق حرفُ الجرّ الذي هو على به .
      وحَيَّهَلْ وحَيَّهَلاً وحَيَّهَلا ، مُنَوَّناً وغيرَ منوّن ، كلّه : كلمة يُسْتَحَثُّ بها ؛ قال مُزاحم : بِحَيَّهَلاً يُزْجُونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ أَمامَ المَطايا ، سَيْرُها المُتَقاذِفُ (* قوله « سيرها المتقاذف » هكذا في الأصل ؛ وفي التهذيب : سيرهن تقاذف ).
      قال بعض النحويين : إذا قلت حَيَّهَلاً فنوّنت قلت حَثّاً ، وإذا قلت حَيَّهَلا فلم تُنون فكأَنَّك قلت الحَثَّ ، فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف وكذلك جميع ما هذه حاله من المبنيَّات ، إذا اعْتُقِد فيه التنكير نُوِّن ، وإذا اعتُقِد فيه التعريف حذف التنوين .
      قال أَبو عبيد : سمع أَبو مَهْدِيَّة رجلاً من العجم يقول لصاحبه زُوذْ زُوذْ ، مرتين بالفارسية ، فسأَله أَبو مَهْدِيَّة عنها فقيل له : يقول عَجِّلْ عَجِّلْ ، قال أَبو مَهْدِيَّة : فهَلاَّ ، قال له حَيَّهَلَكَ ، فقيل له : ما كان الله ليجمع لهم إلى العَجَمِيّة العَرَبِيّة .
      الجوهري : وقولهم حَيّ على الصلاة معناه هَلُمَّ وأَقْبِلْ ، وفُتِحتالياءُ لسكونها وسكون ما قبلها كما قيل لَيتَ ولعلَّ ، والعرب تقول : حَيَّ على الثَّرِيدِ ، وهو اسمٌ لِفعل الأَمر ، وذكر الجوهري حَيَّهَلْ في باب اللام ، وحاحَيْتُ في فصل الحاء والأَلف آخرَ الكتاب .
      الأَزهري : حَيّ ، مثَقَّلة ، يُنْدَبُ بها ويُدْعَى بها ، يقال : حَيَّ على الغَداء حَيَّ على الخير ، قال : ولم يُشْتَق منه فعل ؛ قال ذلك الليث ، وقال غيره : حَيَّ حَثٌّ ودُعاء ؛ ومنه حديث الأَذان : حَيَّ على الصلاة حَيَّ على الفَلاح أَي هَلُمُّوا إليها وأَقبلوا وتَعالَوْا مسرعين ، وقيل : معناهما عَجِّلوا إلى الصلاح وإلى الفلاح ؛ قال ابن أَحمر : أَنشَأْتُ أَسْأَلُه ما بالُ رُفْقَته ، حَيَّ الحُمولَ ، فإنَّ الركْبَ قد ذَهَبا أَي عليك بالحمول فقد ذهبوا ؛ قال شمر أَنشد محارب لأَعرابي : ونحن في مَسْجدٍ يَدْع مُؤَذِّنُه : حَيَّ تَعالَوْا ، وما نَاموا وما غَفَلو ؟

      ‏ قال : ذهب به إلى الصوت نحو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ .
      وزعم أَبو الخطاب أَن العرب تقول : حَيَّ هَلَ الصلاةَ أَي ائْتِ الصلاة ، جَعَلَهُما اسمين فَنصَبَهما .
      ابن الأَعرابي : حَيَّ هَلْ بفلان وحَيَّ هَلَ بفلان وحَيَّ هَلاً بفلان أَي اعْجَلْ .
      وفي حديث ابن مسعود : إذا ذُكِرَ الصَّالِحُون فَحَيَّ هَلاً بِعُمَرَ أَي ابْدَأ به وعَجِّلْ بذكره ، وهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة وفيها لغات .
      وهَلا : حَثٌّ واستعجال ؛ وقال ابن بري : صَوْتان رُكِّبا ، ومعنى حَيَّ أَعْجِلْ ؛

      وأَنشد بيت ابن أَحمر : أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه عن حَالِ رُفْقَتِهِ ، فقالَ : حَيَّ ، فإنَّ الرَّكْبَ قد ذَهَب ؟

      ‏ قال : وحَاحَيْتُ من بَناتِ الأَرْبعة ؛ قال امرؤ القيس : قَوْمٌ يُحاحُونَ بالبِهام ، ونِسْـ وَانٌ قِصارٌ كهَيْئَةِ الحَجَل ؟

      ‏ قال ابن بري : ومن هذا الفصل التَّحايِي .
      قال ابن قتيبةَ : رُبّما عَدَل القَمَر عن الهَنْعة فنزل بالتَّحابي ، وهي ثلاثة كواكب حِذَاءَ الهَنْعَة ، الواحدة منها تِحْيَاة وهي بين ال "

    المعجم: لسان العرب

  2. حمل
    • " حَمَل الشيءَ يَحْمِله حَمْلاً وحُمْلاناً فهو مَحْمول وحَمِيل ، واحْتَمَله ؛ وقول النابغة : فَحَمَلْتُ بَرَّة واحْتَمَلْتَ فَجَارِ عَبَّر عن البَرَّة بالحَمْل ، وعن الفَجْرة بالاحتمال ، لأَن حَمْل البَرَّة بالإِضافة إِلى احتمال الفَجْرَة أَمر يسير ومُسْتَصْغَر ؛ ومثله قول الله عز اسمه : لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، وهو مذكور في موضعه ؛ وقول أَبي ذؤيب : ما حُمِّل البُخْتِيُّ عام غِيَاره ، عليه الوسوقُ : بُرُّها وشَعِيرُه ؟

      ‏ قال ابن سيده : إِنما حُمِّل في معنى ثُقِّل ، ولذلك عَدَّاه بالباء ؛ أَلا تراه ، قال بعد هذا : بأَثْقَل مما كُنْت حَمَّلت خالدا وفي الحديث : من حَمَل علينا السِّلاح فليس مِنَّا أَي من حَمَل السلاح على المسلمين لكونهم مسلمين فليس بمسلم ، فإِن لم يحمله عليهم لإِجل كونهم مسلمين فقد اخْتُلِف فيه ، فقيل : معناه ليس منا أَي ليس مثلنا ، وقيل : ‏ ليس ‏ مُتَخَلِّقاً بأَخلاقنا ولا عاملاً بِسُنَّتِنا ، وقوله عز وجل : وكأَيِّن من دابة لا تَحْمِل رزقَها ؛ قال : معناه وكم من دابة لا تَدَّخِر رزقها إِنما تُصْبح فيرزقها الله .
      والحِمْل : ما حُمِل ، والجمع أَحمال ، وحَمَله على الدابة يَحْمِله حَمْلاً .
      والحُمْلان : ما يُحْمَل عليه من الدَّواب في الهِبَة خاصة .
      الأَزهري : ويكون الحُمْلان أَجْراً لما يُحْمَل .
      وحَمَلْت الشيء على ظهري أَحْمِله حَمْلاً .
      وفي التنزيل العزيز : فإِنه يَحْمِل يوم القيامة وِزْراً خالدين فيه وساءلهم يوم القيامة حِمْلاً ؛ أَي وِزْراً .
      وحَمَله على الأَمر يَحْمِله حَمْلاً فانْحمل : أَغْراه به ؛ وحَمَّله على الأَمر تَحْمِيلاً وحِمَّالاً فَتَحَمَّله تَحَمُّلاً وتِحِمَّالاً ؛ قال سيبويه : أَرادوا في الفِعَّال أَن يَجِيئُوا به على الإِفْعال فكسروا أَوله وأَلحقوا الأَلف قبل آخر حرف فيه ، ولم يريدوا أَن يُبْدِلوا حرفاً مكان حرف كما كان ذلك في أَفْعَل واسْتَفْعَل .
      وفي حديث عبد الملك في هَدْم الكعبة وما بنى ابنُ الزُّبَيْر منها : وَدِدت أَني تَرَكْتُه وما تَحَمَّل من الإِثم في هَدْم الكعبة وبنائها .
      وقوله عز وجل : إِنا عَرَضْنا الأَمانة على السموات والأَرض والجبال فأَبَيْن أَن يَحْمِلْنها وأَشْفَقْن منها وحَمَلها الإِنسان ، قال الزجاج : معنى يَحْمِلْنها يَخُنَّها ، والأَمانة هنا : الفرائض التي افترضها الله على آدم والطاعة والمعصية ، وكذا جاء في التفسير والإِنسان هنا الكافر والمنافق ، وقال أَبو إِسحق في الآية : إِن حقيقتها ، والله أَعلم ، أَن الله تعالى ائْتَمَن بني آدم على ما افترضه عليهم من طاعته وأْتَمَنَ السموات والأَرض والجبال بقوله : ائْتِيا طَوْعاً أَو كَرْهاً ، قالتا أَتَيْنا طائعين ؛ فَعَرَّفنا الله تعالى أَن السموات والأَرض لمَ تَحْمِ الأَمانة أَي أَدَّتْها ؛ وكل من خان الأَمانة فقد حَمَلها ، وكذلك كل من أَثم فقد حَمَل الإِثْم ؛ ومنه قوله تعالى : ولَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهم ، الآية ، فأَعْلم اللهُ تعالى أَن من باء بالإِثْم يسمى حَامِلاً للإِثم والسمواتُ والأَرض أَبَيْن أَن يَحْمِلْنها ، يعني الأَمانة .
      وأَدَّيْنَها ، وأَداؤها طاعةُ الله فيما أَمرها به والعملُ به وتركُ المعصية ، وحَمَلها الإِنسان ، قال الحسن : أَراد الكافر والمنافق حَمَلا الأَمانة أَي خانا ولم يُطِيعا ، قال : فهذا المعنى ، والله أَعلم ، صحيح ومن أَطاع الله من الأَنبياء والصِّدِّيقين والمؤمنين فلا يقال كان ظَلُوماً جَهُولاً ، قال : وتصديق ذلك ما يتلو هذا من قوله : ليعذب الله المنافقين والمنافقات ، إِلى آخرها ؛ قال أَبو منصور : وما علمت أَحداً شَرَح من تفسير هذه الآية ماشرحه أَبو إِسحق ؛ قال : ومما يؤيد قوله في حَمْل الأَمانة إِنه خِيَانَتُها وترك أَدائها قول الشاعر : إِذا أَنت لم تَبْرَح تُؤَدِّي أَمانة ، وتَحْمِل أُخْرَى ، أَفْرَحَتْك الودائعُ أَراد بقوله وتَحْمل أُخرى أَي تَخُونها ولا تؤَدِّيها ، يدل على ذلك قوله أَفْرَحَتْك الودائع أَي أَثْقَلَتْك الأَمانات التي تخونها ولا تُؤَدِّيها .
      وقوله تعالى : فإِنَّما عليه ما حُمِّل وعليكم ما حُمِّلْتم ؛ فسره ثعلب فقال : على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ما أُحيَ إِليه وكُلِّف أَن يُنَبِّه عليه ، وعليكم أَنتم الاتِّباع .
      وفي حديث عليّ : لا تُنَاظِروهم بالقرآن فإِن القرآن حَمَّال ذو وُجُوه أَي يُحْمَل عليه كُلُّ تأْويل فيحْتَمِله ، وذو وجوه أَي ذو مَعَانٍ مختلفة .
      الأَزهري : وسمى الله عز وجل الإِثْم حِمْلاً فقال : وإِنْ تَدْعُ مُثْقَلةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ منه شيء ولو كان ذا قُرْبَى ؛ يقول : وإِن تَدْعٌ نفس مُثْقَلة بأَوزارها ذا قَرابة لها إِلى أَن يَحْمِل من أَوزارها شيئاً لم يَحْمِل من أَوزارها شيئاً .
      وفي حديث الطهارة : إِذا كان الماء قُلَّتَيْن لم يَحْمِل الخَبَث أَي لم يظهره ولم يَغْلب الخَبَثُ عليه ، من قولهم فلان يَحْمِل غَضَبه (* قوله « فلان يحمل غضبه إلخ » هكذا في الأصل ومثله في النهاية ، ولعل المناسب لا يحمل أو يظهر ، باسقاط لا ) أَي لا يُظْهِره ؛ قال ابن الأَثير : والمعنى أَن الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه إِذا كان قُلَّتَين ، وقيل : معنى لم يَحْمل خبثاً أَنه يدفعه عن نفسه ، كما يقال فلان لا يَحْمِل الضَّيْم إِذا كان يأْباه ويدفعه عن نفسه ، وقيل : معناه أَنه إِذا كان قُلَّتَين لم يَحْتَمِل أَن يقع فيه نجاسة لأَنه ينجس بوقوع الخبث فيه ، فيكون على الأَول قد قصد أَوَّل مقادير المياه التي لا تنجس بوقوع النجاسة فيها ، وهو ما بلغ القُلَّتين فصاعداً ، وعلى الثاني قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع النجاسة فيها ، وهو ما انتهى في القلَّة إِلى القُلَّتَين ، قال : والأَول هو القول ، وبه ، قال من ذهب إِلى تحديد الماء بالقُلَّتَيْن ، فأَما الثاني فلا .
      واحْتَمل الصنيعة : تَقَلَّدها وَشَكَرها ، وكُلُّه من الحَمْل .
      وحَمَلَ فلاناً وتَحَمَّل به وعليه (* قوله « وتحمل به وعليه » عبارة الأساس : وتحملت بفلان على فلان أي استشفعت به إِليه ) في الشفاعة والحاجة : اعْتَمد .
      والمَحْمِل ، بفتح الميم : المُعْتَمَد ، يقال : ما عليه مَحْمِل ، مثل مَجْلِس ، أَي مُعْتَمَد .
      وفي حديث قيس : تَحَمَّلْت بعَليّ على عُثْمان في أَمر أَي استشفعت به إِليه .
      وتَحامل في الأَمر وبه : تَكَلَّفه على مشقة وإِعْياءٍ .
      وتَحامل عليه : كَلَّفَه ما لا يُطِيق .
      واسْتَحْمَله نَفْسَه : حَمَّله حوائجه وأُموره ؛ قال زهير : ومن لا يَزَلْ يَسْتَحْمِلُ الناسَ نَفْسَه ، ولا يُغْنِها يَوْماً من الدَّهْرِ ، يُسْأَم وفي الحديث : كان إِذا أَمَرَنا بالصدقة انطلق أَحَدُنا إِلى السوق فَتَحامل أَي تَكَلَّف الحَمْل بالأُجْرة ليَكْسِب ما يتصدَّق به .
      وتَحامَلْت الشيءَ : تَكَلَّفته على مَشَقَّة .
      وتَحامَلْت على نفسي إِذا تَكَلَّفت الشيءَ على مشقة .
      وفي الحديث الآخر : كُنَّا نُحامِل على ظهورنا أَي نَحْمِل لمن يَحْمِل لنا ، من المُفاعَلَة ، أَو هو من التَّحامُل .
      وفي حديث الفَرَع والعَتِيرة : إِذا اسْتَحْمَل ذَبَحْته فَتَصَدَّقت به أَي قَوِيَ على الحَمْل وأَطاقه ، وهو اسْتَفْعل من الحَمْل ؛ وقول يزيد بن الأَعور الشَّنِّي : مُسْتَحْمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى يريد مُسْتَحْمِلاً سَناماً أَعْرَف عَظِيماً .
      وشهر مُسْتَحْمِل : يَحْمِل أَهْلَه في مشقة لا يكون كما ينبغي أَن يكون ؛ عن ابن الأَ عرابي ؛ قال : والعرب تقول إِذا نَحَر هِلال شَمالاً (* قوله « نحر هلال شمالاً » عبارة الأساس : نحر هلالاً شمال ) كان شهراً مُسْتَحْمِلاً .
      وما عليه مَحْمِل أَي موضع لتحميل الحوائج .
      وما على البعير مَحْمِل من ثِقَل الحِمْل .
      وحَمَل عنه : حَلُم .
      ورَجُل حَمُول : صاحِب حِلْم .
      والحَمْل ، بالفتح : ما يُحْمَل في البطن من الأَولاد في جميع الحيوان ، والجمع حِمال وأَحمال .
      وفي التنزيل العزيز : وأُولات الأَحمال أَجَلُهن .
      وحَمَلت المرْأَةُ والشجرةُ تَحْمِل حَمْلاً : عَلِقَت .
      وفي التنزيل : حَمَلَت حَمْلاً خَفيفاً ؛ قال ابن جني : حَمَلَتْه ولا يقال حَمَلَتْ به إِلاَّ أَنه كثر حَمَلَتِ المرأَة بولدها ؛

      وأَنشد لأَبي كبير الهذلي : حَمَلَتْ به ، في ليلة ، مَزْؤُودةً كَرْهاً ، وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَل وفي التنزيل العزيز : حَمَلَته أُمُّه كَرْهاً ، وكأَنه إِنما جاز حَمَلَتْ به لما كان في معنى عَلِقَت به ، ونظيره قوله تعالى : أُحِلَّ لكم ليلَة الصيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم ، لما كان في معنى الإِفضاء عُدِّي بإِلى .
      وامرأَة حامِل وحاملة ، على النسب وعلى الفعل .
      الأَزهري : امرأَة حامِل وحامِلة إِذا كانت حُبْلى .
      وفي التهذيب : إِذا كان في بطنها ولد ؛

      وأَنشد لعمرو بن حسان ويروى لخالد بن حقّ : تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيوم أَنى ، ولِكُلِّ حاملة تَمام فمن ، قال حامل ، بغير هاء ، قال هذا نعت لا يكون إِلا للمؤنث ، ومن ، قال حاملة بناه على حَمَلَت فهي حاملة ، فإِذا حَمَلَت المرأَةُ شيئاً على ظهرها أَو على رأْسها فهي حاملة لا غير ، لأَن الهاء إِنما تلحق للفرق فأَما ما لا يكون للمذكر فقد اسْتُغني فيه عن علامة التأْنيث ، فإِن أُتي بها فإِنما هو على الأَصل ، قال : هذا قول أَهل الكوفة ، وأَما أَهل البصرة فإِنهم يقولون هذا غير مستمرّ لأَن العرب ، قالت رَجُل أَيِّمٌ وامرأَة أَيّم ، ورجل عانس وامرأَة عانس ، على الاشتراك ، وقالوا امرأَة مُصْبِيَة وكَلْبة مُجْرِية ، مع غير الاشتراك ، قالوا : والصواب أَن يقال قولهم حامل وطالق وحائض وأَشباه ذلك من الصفات التي لا علامة فيها للتأْنيث ، فإِنما هي أَوْصاف مُذَكَّرة وصف بها الإِناث ، كما أَن الرَّبْعَة والرَّاوِية والخُجَأَة أَوصاف مؤنثة وصف بها الذُّكْران ؛ وقالوا : حَمَلت الشاةُ والسَّبُعة وذلك في أَول حَمْلِها ، عن ابن الأَعرابي وحده .
      والحَمْل : ثمر الشجرة ، والكسر فيه لغة ، وشَجَر حامِلٌ ، وقال بعضهم : ما ظَهضر من ثمر الشجرة فهو حِمْل ، وما بَطَن فهو حَمْل ، وفي التهذيب : ما ظهر ، ولم يُقَيِّده بقوله من حَمْل الشجرة ولا غيره .
      ابن سيده : وقيل الحَمْل ما كان في بَطْنٍ أَو على رأْس شجرة ، وجمعه أَحمال .
      والحِمْل بالكسر : ما حُمِل على ظهر أَو رأْس ، قال : وهذا هو المعروف في اللغة ، وكذلك ، قال بعض اللغويين ما كان لازماً للشيء فهو حَمْل ، وما كان بائناً فهو حِمْل ؛ قال : وجمع الحِمْل أَحمال وحُمُول ؛ عن سيبويه ، وجمع الحَمْلِ حِمال .
      وفي حديث بناء مسجد المدينة : هذا الحِمال لا حِمال خَيْبَر ، يعني ثمر الجنة أَنه لا يَنْفَد .
      ابن الأَثير : الحِمال ، بالكسر ، من الحَمْل ، والذي يُحْمَل من خيبر هو التمر أَي أَن هذا في الآخرة أَفضل من ذاك وأَحمد عاقبة كأَنه جمع حِمْل أَو حَمْل ، ويجوز أَن يكون مصدر حَمَل أَو حامَلَ ؛ ومنه حديث عمر : فأَيْنَ الحِمال ؟ يريد منفعة الحَمْل وكِفايته ، وفسره بعضهم بالحَمْل الذي هو الضمان .
      وشجرة حامِلَة : ذات حَمْل .
      التهذيب : حَمْل الشجر وحِمْله .
      وذكر ابن دريد أَن حَمْل الشجر فيه لغتان : الفتح والكسر ؛ قال ابن بري : أَما حَمْل البَطْن فلا خلاف فيه أَنه بفتح الحاء ، وأَما حَمْل الشجر ففيه خلاف ، منهم من يفتحه تشبيهاً بحَمْل البطن ، ومنهم من يكسره يشبهه بما يُحْمل على الرأْس ، فكلُّ متصل حَمْل وكلُّ منفصل حِمْل ، فحَمْل الشجرة مُشَبَّه بحَمْل المرأَة لاتصاله ، فلهذا فُتِح ، وهو يُشْبه حَمْل الشيء على الرأْس لبُروزه وليس مستبِطناً كَحَمْل المرأَة ، قال : وجمع الحَمْل أَحْمال ؛ وذكر ابن الأَعرابي أَنه يجمع أَيضاً على حِمال مثل كلب وكلاب .
      والحَمَّال : حامِل الأَحْمال ، وحِرْفته الحِمالة .
      وأَحْمَلتْه أَي أَعَنْته على الحَمل ، والحَمَلة جمع الحامِل ، يقال : هم حَمَلة العرش وحَمَلة القرآن .
      وحَمِيل السَّيْل : ما يَحْمِل من الغُثاء والطين .
      وفي حديث القيامة في وصف قوم يخرجون من النار : فَيُلْقَون في نَهَرٍ في الجنة فَيَنْبُتُون كما تَنْبُت الحِبَّة في حَمِيل السَّيْل ؛ قال ابن الأَثير : هو ما يجيء به السيل ، فَعيل بمعنى مفعول ، فإِذا اتفقت فيه حِبَّة واستقرَّت على شَطِّ مجرَى السيل فإِنها تنبت في يوم وليلة ، فشُبِّه بها سرعة عَوْد أَبدانهم وأَجسامهم إِليهم بعد إِحراق النار لها ؛ وفي حديث آخر : كما تنبت الحِبَّة في حَمائل السيل ، وهو جمع حَمِيل .
      والحَوْمل : السَّيْل الصافي ؛ عن الهَجَري ؛

      وأَنشد : مُسَلْسَلة المَتْنَيْن ليست بَشَيْنَة ، كأَنَّ حَباب الحَوْمَل الجَوْن ريقُها وحَميلُ الضَّعَة والثُّمام والوَشِيج والطَّريفة والسَّبَط : الدَّوِيل الأَسود منه ؛ قال أَبو حنيفة : الحَمِيل بَطْن السيل وهو لا يُنْبِت ، وكل مَحْمول فهو حَمِيل .
      والحَمِيل : الذي يُحْمَل من بلده صَغِيراً ولم يُولَد في الإِسلام ؛ ومنه قول عمر ، رضي الله عنه ، في كتابه إِلى شُرَيْح : الحَمِيل لا يُوَرَّث إِلا بِبَيِّنة ؛ سُمِّي حَميلاً لأَنه يُحْمَل صغيراً من بلاد العدوّ ولم يولد في الإِسلام ، ويقال : بل سُمِّي حَمِيلاً لأَنه محمول النسب ، وذلك أَن يقول الرجل لإِنسان : هذا أَخي أَو ابني ، لِيَزْوِي ميراثَه عن مَوالِيه فلا يُصَدَّق إِلاَّ ببيِّنة .
      قال ابن سيده : والحَمِيل الولد في بطن أُمه إِذا أُخِذَت من أَرض الشرك إِلى بلاد الإِسلام فلا يُوَرَّث إِلا بِبيِّنة .
      والحَمِيل : المنبوذ يحْمِله قوم فيُرَبُّونه .
      والحَمِيل : الدَّعِيُّ ؛ قال الكُميت يعاتب قُضاعة في تَحوُّلهم إِلى اليمين بنسبهم : عَلامَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْر ، ولا ضَرَّاءَ ، مَنْزِلَة الحَمِيل ؟ والحَمِيل : الغَريب .
      والحِمالة ، بكسر الحاء ، والحَمِيلة : عِلاقة السَّيف وهو المِحْمَل مثل المِرْجَل ، قال : على النحر حتى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلي وهو السَّيْر الذي يُقَلَّده المُتَقَلِّد ؛ وقد سماه (* قوله « والمحمل واحد محامل الحجاج » ضبطه في القاموس كمجلس ، وقال شارحه : ضبط في نسخ المحكم كمنبر وعليه علامة الصحة ، وعبارة المصباح : والمحمل وزان مجلس الهودج ويجوز محمل وزان مقود .
      وقوله « الحجاج »، قال شارح القاموس : ابن يوسف الثقفي اول من اتخذها ، وتمام البيت : أخزاه ربي عاجلاً وآجلا ).
      قال الراجز : أَوَّل عَبْد عَمِل المَحامِلا والمِحْمَل : الذي يركب عليه ، بكسر الميم .
      قال ابن سيده : المِحْمَل شِقَّانِ على البعير يُحْمَل فيهما العَدِيلانِ .
      والمِحْمَل والحاملة : الزَّبِيل الذي يُحْمَل فيه العِنَب إِلى الجَرين .
      واحْتَمَل القومُ وتَحَمَّلوا : ذهبوا وارتحلوا .
      والحَمُولة ، بالفتح : الإِبل التي تَحْمِل .
      ابن سيده : الحَمُولة كل ما احْتَمَل عليه الحَيُّ من بعير أَو حمار أَو غير ذلك ، سواء كانت عليها أَثقال أَو لم تكن ، وفَعُول تدخله الهاء إِذا كان بمعنى مفعول به .
      وفي حديث تحريم الحمر الأَهلية ، قيل : لأَنها حَمولة الناس ؛ الحَمُولة ، بالفتح ، ما يَحْتَمِل عليه الناسُ من الدواب سواء كانت عليها الأَحمال أَو لم تكن كالرَّكُوبة .
      وفي حديث قَطَن : والحَمُولة المائرة لهم لاغِية أَي الإِبل التي تَحْمِل المِيرَة .
      وفي التنزيل العزيز : ومن الأَنعام حَمُولة وفَرْشاً ؛ يكون ذلك للواحد فما فوقه .
      والحُمُول والحُمُولة ، بالضم : الأَجمال التي عليها الأَثقال خاصة .
      والحُمُولة : الأَحمال (* قوله « والحمولة الاحمال »، قال شارح القاموس : ضبطه الصاغاني والجوهري بالضم ومثله في المحكم ، ومقتضى صنيع القاموس انه بالفتح ) بأَعيانها .
      الأَزهري : الحُمُولة الأَثقال .
      والحَمُولة : ما أَطاق العَمل والحَمْل .
      والفَرْشُ : الصِّغار .
      أَبو الهيثم : الحَمُولة من الإِبل التي تَحْمِل الأَحمال على ظهورها ، بفتح الحاء ، والحُمُولة ، بضم الحاء : الأَحمال التي تُحْمَل عليها ، واحدها حِمْل وأَحمال وحُمول وحُمُولة ، قال : فأَما الحُمُر والبِغال فلا تدخل في الحَمُولة .
      والحُمُول : الإِبل وما عليها .
      وفي الحديث : من كانت له حُمولة يأْوي إِلى شِبَع فليَصُمْ رمضان حيث أَدركه ؛ الحُمولة ، بالضم : الأَحمال ، يعني أَنه يكون صاحب أَحمال يسافر بها .
      والحُمُول ، بالضم بلا هاء : الهَوادِج كان فيها النساء أَو لم يكن ، واحدها حِمْل ، ولا يقال حُمُول من الإِبل إِلاّ لما عليه الهَوادِج ، والحُمُولة والحُمُول واحد ؛

      وأَنشد : أَحَرْقاءُ للبَيْنِ اسْتَقَلَّت حُمُولُها والحُمول أَيضاً : ما يكون على البعير .
      الليث : الحَمُولة الإِبل التي تُحْمَل عليها الأَثقال .
      والحُمول : الإِبل بأَثقالها ؛

      وأَنشد للنابغة : أَصاح تَرَى ، وأَنتَ إِذاً بَصِيرٌ ، حُمُولَ الحَيِّ يَرْفَعُها الوَجِينُ وقال أَيضاً : تَخالُ به راعي الحَمُولة طائر ؟

      ‏ قال ابن بري في الحُمُول التي عليها الهوادج كان فيها نساء أَو لم يكن : الأَصل فيها الأَحمال ثم يُتَّسَع فيها فتُوقَع على الإِبل التي عليها الهوادج ؛ وعليه قول أَبي ذؤيب : يا هَلْ أُرِيكَ حُمُول الحَيِّ غادِيَةً ، كالنَّخْل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاخُ شَبَّه الإِبل بما عليها من الهوادج بالنخل الذي أَزهى ؛ وقال ذو الرمة في الأَحمال وجعلها كالحُمُول : ما اهْتَجْتُ حَتَّى زُلْنَ بالأَحمال ، مِثْلَ صَوادِي النَّخْل والسَّيَال وقال المتنخل : ذلك ما دِينُك إِذ جُنِّبَتْ أَحمالُها ، كالبُكُر المُبْتِل عِيرٌ عليهن كِنانِيَّةٌ ، جارِية كالرَّشَإِ الأَكْحَل فأَبدل عِيراً من أَحمالها ؛ وقال امرؤ القيس في الحُمُول أَيضاً : وحَدِّثْ بأَن زالت بَلَيْلٍ حُمُولُهم ، كنَخْل من الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّ ؟

      ‏ قال : وتنطلق الحُمُول أَيضاً على النساء المُتَحَمِّلات كقول مُعَقِّر : أَمِنْ آل شَعْثاءَ الحُمُولُ البواكِرُ ، مع الصبح ، قد زالت بِهِنَّ الأَباعِرُ ؟ وقال آخر : أَنَّى تُرَدُّ ليَ الحُمُول أَراهُم ، ما أَقْرَبَ المَلْسُوع منه الداء وقول أَوس : وكان له العَيْنُ المُتاحُ حُمُولة فسره ابن الأَعرابي فقال : كأَنَّ إِبله مُوقَرَةٌ من ذلك .
      وأَحْمَله الحِمْل : أَعانه عليه ، وحَمَّله : فَعَل ذلك به .
      ويجيء الرجلُ إِلى الرجل إِذا انْقُطِع به في سفر فيقول له : احْمِلْني فقد أُبْدِع بي أَي أَعْطِني ظَهْراً أَركبه ، وإِذا ، قال الرجل أَحْمِلْني ، بقطع الأَلف ، فمعناه أَعنَّي على حَمْل ما أَحْمِله .
      وناقة مُحَمَّلة : مُثْقَلة .
      والحَمَالة ، بالفتح : الدِّيَة والغَرامة التي يَحْمِلها قوم عن قوم ، وقد تطرح منها الهاء .
      وتَحَمَّل الحَمالة أَي حَمَلَها .
      الأصمعي : الحَمَالة الغُرْم تَحْمِله عن القوم ونَحْو ذلك ، قال الليث ، ويقال أَيضاً حَمَال ؟

      ‏ قال الأَعشَى : فَرْع نَبْعٍ يَهْتَزُّ في غُصُنِ المَجْدِ ، عظيم النَّدَى ، كَثِير الحَمَال ورجل حَمَّال : يَحْمِل الكَلَّ عن الناس .
      الأَزهري : الحَمِيل الكَفِيل .
      وفي الحديث : الحَمِيل غارِمٌ ؛ هو الكفيل أَي الكَفِيل ضامن .
      وفي حديث ابن عمر : كان لا يَرى بأْساً في السَّلَم بالحَمِيل أَي الكفيل .
      الكسائي : حَمَلْت به حَمَالة كَفَلْت به ، وفي الحديث : لا تَحِلُّ المسأَلة إِلا لثلاثة ، ذكر منهم رجل تَحَمَّل حَمالة عن قوم ؛ هي بالفتح ما يَتَحَمَّله الإِنسان عن غيره من دِيَة أَو غَرامة مثل أَن تقع حَرْب بين فَرِيقين تُسْفَك فيها الدماء ، فيدخل بينهم رجل يَتَحَمَّل دِياتِ القَتْلى ليُصْلِح ذاتَ البَيْن ، والتَّحَمُّل : أَن يَحْمِلها عنهم على نفسه ويسأَل الناس فيها .
      وقَتَادَةُ صاحبُ الحَمالة ؛ سُمِّي بذلك لأَنه تَحَمَّل بحَمالات كثيرة فسأَل فيها وأَدَّاها .
      والحَوامِل : الأَرجُل .
      وحَوامِل القَدَم والذراع : عَصَبُها ، واحدتها حاملة .
      ومَحامِل الذكر وحَمائله : العروقُ التي في أَصله وجِلْدُه ؛ وبه فعسَّر الهَرَوي قوله في حديث عذاب القبر : يُضْغَط المؤمن في هذا ، يريد القبر ، ضَغْطَة تَزُول منها حَمائِلُه ؛ وقيل : هي عروق أُنْثَييه ، قال : ويحتمل أَن يراد موضع حَمَائِل السيف أَي عواتقه وأَضلاعه وصدره .
      وحَمَل به حمالة : كَفَل .
      يقال : حَمَل فلان الحِقْدَ على نفسه إِذا أَكنه في نفسه واضْطَغَنَه .
      ويقال للرجل إِذا اسْتَخَفَّه الغضبُ : قد احتُمِل وأُقِلَّ ؛ قال الأَصمَعي في الغضب : غَضِب فلان حتى احتُمِل .
      ويقال للذي يَحْلُم عمن يَسُبُّه : قد احْتُمِل ، فهو مُحْتَمَل ؛ وقال الأَزهري في قول الجَعْدي : كلبابى حس ما مسه ، وأَفانِين فؤاد مُحْتَمَل (* قوله « كلبابى إلخ » هكذا في الأصل من غير نقط ولا ضبط ).
      أَي مُسْتَخَفٍّ من النشاط ، وقيل غضبان ، وأَفانِينُ فؤاد : ضُروبُ نشاطه .
      واحْتُمِل الرجل : غَضِب .
      الأَزهري عن الفراء : احْتُمِل إِذا غضب ، ويكون بمعنى حَلُم .
      وحَمَلْت به حَمَالة أَي كَفَلْت ، وحَمَلْت إِدْلاله واحْتَمَلْت بمعنىً ؛ قال الشاعر : أَدَلَّتْ فلم أَحْمِل ، وقالت فلم أُجِبْ ، لَعَمْرُ أَبيها إِنَّني لَظَلُوم والمُحامِل : الذي يَقْدِر على جوابك فَيَدَعُه إِبقاء على مَوَدَّتِك ، والمُجامِل : الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويَحْقِد عليك إِلى وقت مّا .
      ويقال : فلان لا يَحْمِل أَي يظهر غضبه .
      والمُحْمِل من النساء والإِبل : التي يَنْزِل لبُنها من غير حَبَل ، وقد أَحْمَلَت .
      والحَمَل : الخَرُوف ، وقيل : هو من ولد الضأْن الجَذَع فما دونه ، والجمع حُمْلان وأَحمال ، وبه سُمِّيت الأَحمال ، وهي بطون من بني تميم .
      والحَمَل : السحاب الكثير الماء .
      والحَمَل : بُرْج من بُروج السماء ، هو أَوَّل البروج أَوَّلُه الشَّرْطانِ وهما قَرْنا الحَمَل ، ثم البُطَين ثلاثة كواكب ، ثم الثُّرَيَّا وهي أَلْيَة الحَمَل ، هذه النجوم على هذه الصفة تُسَمَّى حَمَلاً ؛ قلت : وهذه المنازل والبروج قد انتقلت ، والحَمَل في عصرنا هذا أَوَّله من أَثناء الفَرْغ المُؤَخَّر ، وليس هذا موضع تحرير دَرَجه ودقائقه .
      المحكم :، قال ابن سيده ، قال ابن الأَعرابي يقال هذا حَمَلُ طالعاً ، تَحْذِف منه الأَلف واللام وأَنت تريدها ، وتُبْقِي الاسم على تعريفه ، وكذلك جميع أَسماء البروج لك أَن تُثْبِت فيها الأَلف واللام ولك أَن تحذفها وأَنت تَنْويها ، فتُبْقِي الأَسماء على تعريفها الذي كانت عليه .
      والحَمَل : النَّوْءُ ، قال : وهو الطَّلِيُّ .
      يقال : مُطِرْنا بنَوْء الحَمَل وبِنَوْء الطَّلِيِّ ؛ وقول المتنخِّل الهذلي : كالسُّحُل البِيضِ ، جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل فُسَّر بالسحاب الكثير الماء ، وفُسِّر بالبروج ، وقيل في تفسير النِّجاء : السحاب الذي نَشَأَ في نَوْءِ الحَمَل ، قال : وقيل في الحَمَل إِنه المطر الذي يكون بنَوْءٍ الحَمَل ، وقيل : النِّجاء السحاب الذي هَرَاق ماءه ، واحده نَجْوٌ ، شَبَّه البقر في بياضها بالسُّحّل ، وهي الثياب البيض ، واحدها سَحْل ؛ والأَسْوَل : المُسْتَرْخِي أَسفل البطن ، شَبَّه السحاب المسترخي به ؛ وقال الأَصمعي : الحَمَل ههنا السحاب الأَسود ويقوّي قوله كونه وصفه بالأَسول وهو المسترخي ، ولا يوصف النَّجْو بذلك ، وإِنما أَضاف النِّجَاء إِلى الحَمَل ، والنِّجاءُ : السحابُ لأَنه نوع منه كما تقول حَشَف التمر لأَن الحَشَف نوع منه .
      وحَمَل عليه في الحَرْب حَمْلة ، وحَمَل عليه حَمْلة مُنْكَرة ، وشَدَّ شَدَّة مُنكَرة ، وحَمَلْت على بني فلان إِذا أَرَّشْتَ بينهم .
      وحَمَل على نفسه في السَّيْر أَي جَهَدَها فيه .
      وحَمَّلْته الرسالة أَي كلَّفته حَمْلَها .
      واسْتَحْمَلته : سأَلته أَن يَحْمِلني .
      وفي حديث تبوك :، قال أَبو موسى أَرسلني أَصحابي إِلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَسْأَله الحُمْلان ؛ هو مصدر حَمَل يَحْمِل حُمْلاناً ، وذلك أَنهم أَنفذوه يطلبون شيئاً يركبون عليه ، ومنه تمام الحديث :، قال ، صلى الله عليه وسلم : ما أَنا حَمَلْتُكم ولكن الله حَمَلكم ، أَراد إِفْرادَ الله بالمَنِّ عليهم ، وقيل : أَراد لَمَّا ساق الله إِليه هذه الإِبل وقت حاجتهم كان هو الحامل لهم عليها ، وقيل : كان ناسياً ليمينه أَنه لا يَحْمِلْهم فلما أَمَر لهم بالإِبل ، قال : ما أَنا حَمَلْتكم ولكن الله حَمَلَكم ، كما ، قال للصائم الذي أَفطر ناسياً : الله أَطْعَمَك وسَقاك .
      وتَحَامَل عليه أَي مال ، والمُتَحامَلُ قد يكون موضعاً ومصدراً ، تقول في المكان هذا مُتَحَامَلُنا ، وتقول في المصدر ما في فلان مُتَحامَل أَي تَحامُل ؛ والأَحمالُ في قول جرير : أَبَنِي قُفَيْرَة ، من يُوَرِّعُ وِرْدَنا ، أَم من يَقوم لشَدَّة الأَحْمال ؟ قومٌ من بني يَرْبُوع هم ثعلبة وعمرو والحرث .
      يقال : وَرَّعْت الإِبلَ عن الماء رَدَدْتها ، وقُفَيْرة : جَدَّة الفَرَزْدَق (* قوله « وقفيرة جدّة الفرزدق » تقدم في ترجمة قفر أنها أُمه ) أُمّ صَعْصَعة بن ناجِية بن عِقَال .
      وحَمَلٌ : موضع بالشأْم .
      الأَزهري : حَمَل اسم جَبَل بعينه ؛ ومنه قول الراجز : أَشْبِه أَبا أُمِّك أَو أَشْبِه حَمَ ؟

      ‏ قال : حَمل اسم جبل فيه جَبَلان يقال لهما طِمِرَّان ؛ وقال : كأَنَّها ، وقَدْ تَدَلَّى النَّسْرَان ، ضَمَّهُمَا من حَمَلٍ طِمِرَّان ، صَعْبان عن شَمائلٍ وأَيما ؟

      ‏ قال الأَزهري : ورأَيت بالبادية حَمَلاً ذَلُولاً اسمه حَمال .
      وحَوْمَل : موضع ؛ قال أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي : من الطَّاويات ، خِلال الغَضَا ، بأَجْماد حَوْمَلَ أَو بالمَطَالي وقول امريء القيس : بين الدَّخُول فَحَوْمَلِ إِنما صَرَفه ضرورة .
      وحَوْمَل : اسم امرأَة يُضْرب بكَلْبتها المَثَل ، يقال : أَجْوَع من كَلْبة حَوْمَل .
      والمَحْمولة : حِنْطة غَبْراء كأَنها حَبُّ القُطْن ليس في الحِنْطة أَكبر منها حَبًّا ولا أَضخم سُنْبُلاً ، وهي كثيرة الرَّيْع غير أَنها لا تُحْمَد في اللون ولا في الطَّعْم ؛ هذه عن أَبي حنيفة .
      وقد سَمَّتْ حَمَلاً وحُمَيلاً .
      وبنو حُمَيْل : بَطْن ؛ وقولهم : ضَحِّ قَلِيلاً يُدْرِكِ الهَيْجَا حَمَل إِنما يعني به حَمَل بن بَدْر .
      والحِمَالة : فَرَس طُلَيْحَة ابن خُوَيلِد الأَسدي ؛ وقال يذكرها : عَوَيْتُ لهم صَدْرَ الحِمَالة ، إِنَّها مُعاوِدَةٌ قِيلَ الكُمَاةِ نَزَالِ فَيوْماً تَراها في الجِلال مَصُونَةً ، ويَوْماً تراها غيرَ ذاتِ جِلا ؟

      ‏ قال ابن بري : يقال لها الحِمالة الصُّغْرَى ، وأَما الحِمَالة الكبرى فهي لبني سُلَيْم ؛ وفيها يقول عباس بن مِرْدَاس : أَما الحِمَالَة والقُرَيْظُ ، فقد أَنْجَبْنَ مِنْ أُمٍّ ومن فَحْل "


    المعجم: لسان العرب

  3. حمش
    • " حَمَشَ الشيءَ : جَمَعَه .
      والحَمْش والحُمُوشة والحَماشة : الدِّقَّة .
      ولِثَةٌ حَمْشَة : دقيقة حَسَنة .
      وهو حَمْشُ الساقَيْن والذّراعَيْن ، بالتسكين ، وحَمِيشُهما وأَحْمَشُهما : دقيقُهما ؛ وذراع حَمْشَة وحَمِيشة وحَمْشاء وكذلك الساق والقوائم .
      وفي حديث الملاعنة : إِن جاءت به حَمْشَ الساقين فهو لِشَريك ؛ ومنه حديث عليّ في هدم الكعبة : كأَني برجل أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمْش الساقين قاعدٌ عليها وهي تُهْدم ؛ وفي حديث صفية : في ساقَيه حُمُوشة ؛ قال يصف براغيث : وحُمْش القَوائِم حُدْب الظُّهور ، طَرَقْنَ بِلَيْلٍ فأَرَّقْنَني وحَمَشت قوائمه وحَمُشَت : دَقَّت ؛ عن اللحياني ، قال : كأَنَّ الذُّبابَ الأَزْرَقَ الحَمْشَ وَسْطَها ، إِذا ما تَغَنَّى بالعَشِيَّات شارب الليث : ساقٌ حَمْشة ، جَزْمٌ ، والجمع حُمْش وحِماش ، وقد حَمُشَت ساقُه تَحْمُش حُمُوشة إِذا دقّت ؛ وكان عبد اللَّه بن مسعود حَمْشَ الساقين .
      وفي حديث حدّ الزنا : فإِذا رجل حَمْش الخَلْق ، استعاره من الساق للبدن كله أَي دقيق الخِلْقة .
      وفي حديث هند ، قالت لأَبي سفيان : اقْتُلوا الحَمِيت الأَحْمَش ؛ قالته في معرض الذم .
      ووترٌ حَمْشٌ وحَمِشٌ ومُسْتَحْمِش : دَقيق ، والجمع من ذلك حِماش وحُمْش ، والاستِحْماش في الوَتَر أَحسنُ ؛ قال ذو الرمة : كأَنَّما ضُرِبَتْ قُدَّام أَعْيُنِها ، قُطْنٌ بمُسْتَحْمِش الأَوْتارِ مَحْلو ؟

      ‏ قال أَبو العباس : رواه الفراء : كأَنَّما ضَرَبَتْ قُدَّامَ أَعْيُنِها قطناً بمُسْتَحْمِش الأَوْتار مَحْلوج وحَمِش الشرُّ : اشتدَّ ، وأَحْمَشْتُه أَنا .
      واحْتَمَشَ القِرْنان : اقتتلا ، والسين لغة .
      وحَمَش الرجلَ حَمْشاً وأَحْمَشَه فاستَحْمَش : أَغْضَبَه فغضب ، والاسم الحَمْشة والحُمْشة .
      الليث : يقال للرجل إِذا اشتدّ غضبُه قد استَحْمَش غضباً ؛

      وأَنشد شمر : إِنِّي إِذا حَمَّشَني تَحْمِيشي واحْتَمَش واستَحْمَش إِذا التَهَب غضباً .
      وفي حديث ابن عباس : رأَيت عليّاً يوم صِفِّين وهو يُحْمِشُ أَصحابَه أَي يُحرِّضُهم على القتالِ ويُغْضِبُهم .
      وأَحْمَشْتُ النارَ : أَلْهَبْتُها ؛ ومنه حديثُ أَبي دُجانَة : رأَيتُ إِنساناً يُحْمِشُ الناسَ أَي يَسُوقُهم بِغَضَبٍ ، وأَحْمَشَ القِدْرَ وأَحْمَشَ بها : أَشْبَعَ وَقُودَها ؛ قال ذو الرمة : كساهُنّ لَوْنَ الجَوْنِ ، بعد تَعَيُّسٍ لِوَهْبِينَ ، إِحْماشُ الوَلِيدة بالقِدْرِ (* قوله « بعد تعيس » في الشارح تغبس بالمعجمة والموحدة .) أَبو عبيد : حَشَشْت النارَ وأَحْمَشْتُها ؛

      وأَنشد بيت ذي الرمة أَيضاً : ‏ .
      إِحماش الوليدة بالقدر .
      وأَحْمَشْت الرجلَ : أَغضَبْتُه ، وكذلك التَّحْمِيشُ ، والاسمُ الحِمْشَةُ مثْل الحِشْمةِ مقْلُوب منه .
      واحْتَمَشَ الدِّيكانِ : اقْتَتَلا .
      والحَمِيشُ : الشحْمُ المُذابُ .
      وأَحْمَشَ الشحْمَ وحمَّشَه : أَذابَهُ بالنارِ حتى كاد يُحْرِقُه ؛

      قال : كأَنَّه حِينَ وهَى سِقاؤُه ، وانْحَلَّ من كلِّ سماءٍ ماؤُه ، حَمٌّ إِذا أَحْمَشَه قَلأوُه كذا رواه ابن الأَعرابي ، ويروى حَمَّشَه .
      "

    المعجم: لسان العرب

  4. حوذ
    • " حاذَ يَحُوذَ حَوْذاً كحاط حَوْطاً ، والحَوْذُ : الطَّلْقُ .
      والحَوْذُ والإِحْواذُ : السيرُ الشديد .
      وحاذ إِبله يحوذها حَوْذاً : ساقها سوقاً شديداً كحازها حوزاً ؛ وروي هذا البيت : يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذيُّ فسره ثعلب بأَن معنى قوله حوذي امتناع في نفسه ؛ قال ابن سيده : ولا أَعرف هذا إِلا ههنا ، والمعروف : يحوزهنّ وله حوزي وفي حديث الصلاة : فمن فرّغ لها قلبه وحاذ عليها ، فهو مؤمن أَي حافظ عليها ، من حاذ الإِبل يحوذها إِذا حازها وجمعها ليسوقها .
      وطَرَدٌ أَحْوَذُ : سريع ؛ قال بَخْدَجٌ : لاقى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مني ، وشلاًّ للأَعادي مِشْقَذا ، وطَرَداً طَرْدَ النعام أَحْوَذا وأَحْوَذَ السيرَ : سار سيراً شديداً .
      والأَحْوَذِيُّ : السريع في كل ما أَخَذَ فيه ، وأَصله في السفر .
      والحَوْذُ : السوق السريع ، يقال : حُذْت الإِبل أَحُوذُها حَوْذاً وأَحْوَذْتها مثله .
      والأَحْوَذِيّ : الخفيف في الشيء بحذفه ؛ عن أَبي عمرو ، وقال يصف جناحي قطاة : على أَحْوَذِيَّينِ اسْتَقَلّتْ عليهما ، فما هي إِلا لَمْحَة فَتَغيب وقال آخر : أَتَتْكَ عَبْسٌ تَحْمِل المَشِيَّا ، ماءٍ مِنَ الطّثرة أَحْوَذيَّا يعني سريع الإِسهال .
      والأَحْوَذيّ : الذي يسير مسيرة عشر في ثلاث ليال ؛

      وأَنشد : ‏ لَقَدْ أَكونُ على الحاجاتِ ذا لَبَثِ ، وأَحْوَذِيّاً إِذا انضمَّ الذّعالِيب ؟

      ‏ قال : انضمامها انطواء بدنها ، وهي إِذا انضمت فهي أَسرع لها .
      قال : والذعاليب أَيضاً ذيول الثياب .
      ويقال : أَحْوَذَ ذاك إِذا جمعه وضمه ؛ ومنه يقال : استحوذ على كذا إِذا حواه .
      وأَحْوَذ ثوبه : ضمه إِليه ؛ قال لبيد يصف حماراً وأُتناً : إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها وأَوردَهَا على عُوجٍ طِوا ؟

      ‏ قال : يعني ضمها ولم يفته منها شيء ، وعنى بالعُوج القوائم .
      وأَمر مَحُوذ : مضموم محكم كَمَحُوز ، وجادَ ما أَحْوَذ قصيدتَه أَي أَحكمها .
      ويقال : أَحوذ الصانع القِدْح إِذا أَخفه ؛ ومن هذا أُخِذَ الأَحْوذيّ المنكمش الحادّ الخفيف في أُموره ؛ قال لبيد : فهو كَقِدْحِ المَنِيح أَحْوَذَه الصَّا نعُ ، يَنْفِي عن مَتْنِه القُوَبَا والأَحْوَذِيُّ : المشمر في الأُمور القاهر لها الذي لا يشذ عليه منها شيء .
      والحَويذُ من الرجال : المشمر ؛ قال عمران بن حَطَّان : ثَقْفٌ حَويذٌ مُبِينُ الكَفِّ ناصِعُه ، لا طَائِشُ الكفّ وَقّاف ولا كَفِلُ يريد بالكَفِلِ الكِفْلَ .
      والأَحْوَذِيّ : الذي يَغْلِب .
      واستَحْوَذ : غلب .
      وفي حديث عائشة تصف عمر ، رضي الله عنهما : كان والله أَحْوَذيّاً نَسِيجَ وحْدِه .
      الأَحْوذِيّ : الحادّ المنكمش في أُموره الحسن لسياق الأُمور .
      وحاذه يَحُوذه حوذاً : غلبه .
      واستَحْوذ عليه الشيطان واستحاذ أَي غلب ، جاء بالواو على أَصله ، كما جاء اسْتَرْوحَ واستوصب ، وهذا الباب كله يجوز أَن يُتَكَلَّم به على الأَصل .
      تقول العرب : اسْتَصاب واسْتَصْوَب واستَجاب واسْتَجْوب ، وهو قياس مطرد عندهم .
      وقوله تعالى : أَلم نستحوذ عليكم ؛ أَي أَلم نغلب على أُموركم ونستول على مودّتكم .
      وفي الحديث : ما من ثلاثة في قرية ولا بَدْوٍ لا تقام فيهم الصلاة إِلا وقد اسْتَحْوَذ عليهم الشيطان أَي استولى عليهم وحواهم إِليه ؛ قال : وهذه اللفظة أَحد ما جاء على الأَصل من غير إِعلال خارِجَةً عن أَخواتها نحو استقال واستقام .
      قال ابن جني : امتنعوا من استعمال استحوذ معتلاًّ وإِن كان القياس داعياً إِلى ذلك مؤذناً به ، لكن عارض فيه إِجماعهم على إِخراجه مصححاً ليكون ذلك على أُصول ما غُيّر من نحوه كاستقام واستعان .
      وقد فسر ثعلب قوله تعالى : استحوذ عليهم الشيطان ، فقال : غلب على قلوبهم .
      وقال الله عز وجل ، حكاية عن المنافقين يخاطبون به الكفار : أَلم نستَحْوذ عليكم ونَمْنَعْكم من المؤمنين ؛ وقال أَبو إِسحق : معنى أَلم نستحوذ عليكم : أَلم نستول عليكم بالموالاة لكم .
      وحاذَ الحمارُ أُتُنَه إِذا استولى عليها وجمعها وكذلك حازها ؛

      وأَنشد : يَحُوذُهُنَّ وله حُوذِيّ ؟

      ‏ قال وقال النحويون : استحوذ خرج على أَصله ، فمن ، قال حاذ يَحُوذ لم يقل إِلا استحاذ ، ومن ، قال أَحْوذَ فأَخرجه على الأَصل ، قال استحوذ .
      والحاذُ : الحال ؛ ومنه قوله في الحديث : أَغبط الناس المؤمنُ الخفيفُ الحاذِ أَي خفيف الظهر .
      والحاذانِ : ما وقع عليه الذنَب من أَدبار الفخذين ، وقيل : خفيف الحال من المال ؛ وأَصل الحاذِ طريقة المتن من الإِنسان ؛ وفي الحديث : ليأْتين على الناس زمان يُغْبَط الرجل فيه لخفة الحاذِ كما يُغْبَطُ اليومَ أَبو العَشَرة ؛ ضربه مثلاً لقلة المال والعيال .
      شمر : يقال كيف حالُك وحاذُك ؟ ابن سيده : والحاذُ طريقة المتن ، واللام أَعلى من الذال ، ‏

      يقال : ‏ حالَ مَتْنُه وحاذَ مَتْنُه ، وهو موضع اللبد من ظهر الفرس .
      قال : والحاذان ما استقبلك من فخذي الدابة إِذا استدبرتها ؛

      قال : وتَلُفُّ حاذَيْها بذي خُصَل رَيّانَ ، مِثْلَ قَوادِمِ النَّسْ ؟

      ‏ قال : والحاذانِ لحمتانِ في ظاهر الفخذين تكونان في الإِنسان وغيره ؛

      قال : خَفِيفُ الحاذِ نَسّالُ الفَيافي ، وعَبْدٌ لِلصّحابَةِ غَيْرُ عَبْد الرياشي ، قال : الحاذُ الذي يقع عليه الذنَب من الفخذين من ذا الجانب وذا الجانب ؛

      وأَنشد : وتَلُفّ حاذَيْها بذي خُصَل عَقِمَتْ ، فَنِعْمَ بُنَيّةُ العُقْم أَبو زيد : الحاذ ما وقع عليه الذنب من أَدبار الفخذين ، وجمع الحاذ أَحْواذ .
      والحاذُ والحالُ معاً : ما وقع عليه اللبد من ظهر الفرس ؛ وضرب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في قوله مؤمنٌ خَفِيفُ الحاذِ قلةَ اللحم ، مثلاً لقلة ماله وقلة عياله كما يقال خفيف الظهر .
      ورجل خفيف الحاذ أَي قليل المال ، ويكون أَيضاً القليل العيال .
      أَبو زيد : العرب تقول : أَنفع اللبن ما وَليَ حاذَيِ الناقة أَي ساعة تحلب من غير أَن يكون رضعها حُِوار قبل ذلك .
      والحاذُ : نبت ، وقيل : شجر عظام يَنْبُت نِبْتَة الرِّمْثِ لها غِصَنَةٌ كثيرة الشوك .
      وقال أَبو حنيفة : الحاذ من شجر الحَمْض يعظم ومنابته السهل والرمل ، وهو ناجع في الإِبل تُخصِب عليه رطباً ويابساً ؛ قال الراعي ووصف إِبله : إِذا أَخْلَفَتْ صَوْبَ الربيعِ وَصَالها عَرادٌ وحاذٌ مُلْبِسٌ كُلَّ أَجْرَعا (* قوله « وصالها » كذا بالأصل هنا وفي عرد .
      وقد وردت « أجرعا » في كلمة « عرد » بالحاء المهملة خطأ ).
      قال ابن سيده : وأَلف الحاذ واو ، لأَن العين واواً أَكثر منها ياء .
      قال أَبو عبيد : الحاذ شجر ، الواحدة حاذة من شجر الجنَبَة ؛

      وأَنشد : ذواتِ أَمْطِيٍّ وذاتِ الحاذِ والأَمطيّ : شجرة لها صمغ يمضغه صبيان الأَعراب ، وقيل : الحاذة شجرة يأْلفها بقَرُ الوحش ؛ قال ابن مقبل : وهُنَّ جُنُوحٌ لِذِي حاذَة ، ضَوارِبُ غِزْلانِها بالجُرن وقال مزاحم : دَعاهُنّ ذِكْرُ الحاذِ من رَمْل خَطْمةٍ فَمارِدُ في جَرْدائِهِنَّ الأَبارِقُ والحَوْذانُ : نبت يرتفع قدر الذراع له زهرة حمراء في أَصلها صفرة وورقته مدوّرة والحافر يسمن عليه ، وهو من نبات السهل حلو طيب الطعم ؛ ولذلك ، قال الشاعر : آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسَلْ والحوْذانُ : نبات مثل الهِنْدِبا ينبت مسطحاً في جَلَد الأَرض وليانها لازقاً بها ، وقلما ينبت في السهل ، ولها زهرة صفراء .
      وفي حديث قس عمير حَوْذان : الحوذان نبت له ورق وقصب ونَور أَصفر .
      وقال في ترجمة هوذ : والهاذة شجرة لها أَغصان سَبْطَةٌ لا ورق لها ، وجمعها الهاذ ؛ قال الأَزهري : روى هذا النضر والمحفوظ في باب الأَشجار الحاذ .
      وحَوْذان وأَبو حَوْذان : أَسماء رجال ؛ ومنه قول عبد الرحمن بن عبد الله بن الجراح : أَتتك قَوافٍ من كريم هَجَوْتَهُ ، أَبا الحَوْذِ ، فانظر كيف عنك تَذودُ إِنما أَراد أَبا حوذان فحذف وغير بدخول الأَلف واللام ؛ ومثل هذا التغيير كثير في أَشعار العرب كقول الحطيئة : جَدْلاء مُحْكَمَة من صُنْع سَلاَّم يريد سليمان فغير مع أَنه غلط فنسب الدروع إِلى سليمان وإِنما هي لداود ؛ وكقول النابغة : ونَسْج سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ ذائل يعني سليمان أَيضاً ، وقد غلط كما غلط الحطيئة ؛ ومثله في أَشعار العرب الجفاة كثير ، واحدتها حَوْذانة وبها سمي الرجل ؛

      أَنشد يعقوب لرجل من بني الهمّاز : لو كان حَوْذانةُ بالبلادِ ، قام بها بالدّلْو والمِقَاطِ ، أَيّامَ أَدْعُو يا بني زياد أَزْرَقَ بَوّالاً على البساط مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ الصُّدَّادُ : الوزَغُ ؛ ورواه غيره : بأَبي زياد ؛ وروي : أَوْرَقَ بوّالاً على البساط وهذا هو الأَكفأُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. حنن
    • " الحَنّانُ : من أَسماء الله عز وجل .
      قال ابن الأَعرابي : الحَنّانُ ، بتشديد النون ، بمعنى الرحيم ، قال ابن الأَثير : الحَنَّانُ الرحيم بعبادِه ، فعّالٌ من الرحمة للمبالغة ؛ الأَزهري : هو بتشديد النون صحيح ، قال : وكان بعضُ مشايِخنا أَنكر التشديد فيه لأَنه ذهَب به إلى الحَنين ، فاسْتَوحش أَن يكون الحَنين من صفات الله تعالى ، وإنما معنى الحَنّان الرحيم من الحَنان ، وهو الرحمة ؛ ومنه قوله تعالى : وحنَاناً مِنْ لَدُنَّا ؛ أَي رَحْمة منْ لَدُنّا ؛ قال أَبو إسحق : الحَنَّانُ في صفة الله ، هو بالتشديد ، ذو الرَّحمة والتعطُّفِ .
      وفي حديث بلال : أَنه مَرَّ عليه ورقةُ ابن نوْفَل وهو يُعَذَّب فقال : والله لئن قَتَلْتُموه لأَتَّخِذَنَّه حَناناً ؛ الحَنانُ : الرحمةُ والعطفُ ، والحَنَانُ : الرِّزْقُ والبركةُ ، أَراد لأَجْعَلَنَّ قَبْرَه موضعَ حَنانٍ أَي مَظِنَّةً منْ رحمة الله تعالى فأَتَمَسَّحُ به متبرّكاً ، كما يُتمسَّح بقبور الصالحين الذين قُتلوا في سبيل الله من الأُمَمِ الماضية ، فيرجع ذلك عاراً عليكم وسُبَّةً عند الناس ، وكان ورقةُ على دين عيسى ، عليه السلام ، وهلك قُبَيْل مَبْعَثِ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأَنه ، قال للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، إِن يُدْرِكْنِي يَوْمُك لأَنْصُرَنَّكَ نَصْراً مُؤَزَّراً ؛ قال ابن الأَثير .
      وفي هذا نظرٌ فإن بلالاً ما عُذِّب إلا بعد أَن أَسْلَمَ .
      وفي الحديث : أَنه دخل على أُمِّ سَلَمة وعندها غلامٌ يُسَمَّى الوليدَ ، فقال : اتَّخَذْتُمْ الوليدَ حَناناً غَيِّرُوا اسمَه أَي تَتَعَطَّفُون على هذا الاسم فَتُحِبُّونه ، وفي رواية : أَنه من أَسماء الفَراعِنة ، فكَرِه أَن يُسَمَّى به .
      والحَنانُ ، بالتخفيف : الرحمة .
      تقول : حَنَّ عليه يَحِنُّ حَناناً ؛ قال أَبو إسحق في قوله تعالى : وآتَيْناه الحُكْمَ صَبِيّاً وحَناناً مِنْ لدُنَّا ؛ أَي وآتَيْناه حَناناً ؛ قال : الحَنانُ العَطْفُ والرحمة ؛

      وأَنشد سيبويه : فقالت : حَنانٌ ما أَتى بك هَهُنا ؟ أَذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحَيِّ عارِفُ ؟ أَي أَمْرِي حَنانٌ أَو ما يُصيبُنا حَنانٌ أَي عَطْفٌ ورحمة ، والذي يُرْفَع عليه غير مستعمَل إظهارُه .
      وقال الفَراء في قوله سبحانه : وحَناناً مِنْ لَدُنَّا الرحمةُ ؛ أَي وفعلنا ذلك رَحْمةً لأَبَوَيْك .
      وذكر عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية أَنه ، قال : ما أَدْري ما الحَنانُ .
      والحَنينُ : الشديدُ من البُكاءِ والطَّرَبِ ، وقيل : هو صوتُ الطَّرَبِ كان ذلك عن حُزْنٍ أَو فَرَحٍ .
      والحَنِينُ : الشَّوْقُ وتَوَقانُ النَّفس ، والمَعْنَيان متقاربان ، حَنَّ إليه يَحِنُّ حَنِيناً فهو حانٌّ .
      والاسْتِحْنانُ : الاسْتِطْرابُ .
      واسْتَحَنَّ : اسْتَطْرَبَ : وحَنَّت الإِبلُ : نَزَعَتْ إلى أَوْطانِها أَو أَوْلادِها ، والناقةُ تَحِنُّ في إِثْرِ ولَدِها حَنِيناً تَطْرَبَ مع صَوْت ، وقيل : حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ وبغير يصوتٍ والأَكثر أَن الحَنين بالصَّوْتِ .
      وتَحَنَّنَت النَّاقةُ على ولدِها : تَعَطَّفَت ، وكذلك الشاة ؛ عن اللحياني .
      الأَزهري عن الليث : حنينُ الناقة على معنيين : حَنِينُها صوْتُها إذا اشتاقت إلى وَلَدِها ، وحَنينُها نِزَاعُها إلى ولدها من غير صوت ؛ قال رؤبة : حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ ، حِنِّي فما ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّي .
      يقال : حَنَّ قَلْبي إليه فهذا نِزاعٌ واشْتِياق من غير صوت ، وحَنَّت النّاقةُ إلى أُلاَّفِها فهذا صوتٌ مع نِزاعٍ ، وكذلك حَنَّتْ إلى ولدها ؛ قال الشاعر : يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَها ، قُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ ، تَرْجِيعُ زامِرِ .
      ويقال : حَنَّ عليه أَي عَطَف .
      وحَنَّ إليه أَي نزَعَ إليه .
      وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان يصلي في أَصل أُسْطُوانةِ جِذْعٍ في مسجده ، ثم تحوَّلَ إلى أَصلِ أُخرى ، فحنَّتْ إليه الأُولى ومالت نحوَه حتى رجَع إليها فاحْتَضَنها فسكنت .
      وفي حديث آخر : أَنه كان يصلِّي إلى جذْعٍ في مسجده ، فلما عُمِلَ له المِنْبَرُ صَعِدَ عليه فحَنَّ الجِذْعُ إليه أَي نَزَع واشتاق ، قال : وأَصلُ الحَنِينِ ترجيعُ الناقة صوْتَها إثْرَ ولدها .
      وتحانَّت : كحنَّتْ ؛ قال ابن سيده : حكاه يعقوبُ في بعض شروحه ، وكذلك الحَمامَةُ والرجلُ ؛ وسمع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بِلالاً يُنشِد : أَلا لَيْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ ؟ فقال له : حَنَنْتْ يا ابنَ السَّوْداء .
      والحَنَّانُ : الذي يَحِنُّ إلى الشيء .
      والحِنَّةُ ، بالكسر : رقَّةُ القلبِ ؛ عن كراع .
      وفي حديث زيد بن عَمْرو بن نُفَيل : حَنانَيْكَ يَا رَبِّ أَي ارْحَمْني رحمة بعد رحمة ، وهو من المصادر المُثنَّاة التي لا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ ، وقالوا : حَنانَك وحَنانَيْك أَي تَحَنُّناً عليَّ بعد تَحَنُّن ، فمعنى حَنانَيْك تَحَنَّنْ عليَّ مرَّة بعد أُخرى وحَنانٍ بعد حَناناٍ ؛ قال ابن سيده : يقول كلَّما كنْتُ في رحمةٍ منك وخيرٍ فلا يَنْقَطِعنَّ ، ولْيَكُنْ موصولاً بآخرَ من رحمتِك ، هذا معنى التثنية عند سيبويه في هذا الضرب ؛ قال طرفة : أَبا مُنْذِرٍ ، أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا ، حَنانَيْكَ ، بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِ .
      قال سيبويه : ولا يُسْتَعْمل مُثَنّىً إلا في حَدِّ الإضافة .
      وحكى الأَزهري عن الليث : حَنانَيْكَ يا فلان افْعَلْ كذا ولا تفعل كذا ، يذكِّرُه الرَّحمةَ والبِرَّ ، وأَنشد بيت طرفة ؛ قال ابن سيده : وقد ، قالوا حَناناً فصَلُوه من الإضافة في حَدِّ الإِفْراد ، وكلُّ ذلك بدلٌ من اللفظ بالفعل ، والذي ينتصب عليه غيرُ مستعمَلٍ إظهارُه ، كما أَنَّ الذي يرتفع عليه كذلك ، والعرب تقول : حَنانَك يا رَبِّ وحَنانَيْك بمعنى واحد أَي رحمتَك ، وقالوا : سبحانَ الله وَحَنانَيْه أَي واسْتِرْحامَه ، كما ، قالوا : سبحانَ الله ورَيْحانَه أَي اسْتِرْزاقَه ؛ وقول امرئ القيس : ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم مَعِيزَهُمُ ، حَنانَك ذا الحَنانِ .
      فسره ابن الأَعرابي فقال : معناه رَحمتَك يا رحمنُ فأَغْنِني عنهم ، ورواه الأَصمعي : ويَمْنَحُها أَي يُعْطِيها ، وفسَّر حَنانَك برحمتك أَيضاً أَي أَنْزِلْ عليهم رحمتَك ورزقك ، فروايةُ ابن الأَعرابي تَسَخُّطٌ وذمٌّ ، وكذلك تفسيره ، وروايةُ الأَصمعي تَشكُّرٌ وحمدٌ ودعاءٌ لهم ، وكذلك تفسيره ، والفعل من كل ذلك تَحَنَّنَ عليه ، وهو التحنُّنُ .
      وتَحَنَّنْ عليه : ترحَّمْ ؛

      وأَنشد ابن بري للحُطَيْئة : تَحَنَّنْ عليَّ ، هَداك المَلِيك ، فإِن لكلِّ مقامٍ مقالا .
      والحَنانُ : الرحمةُ ، والحَنانُ : الرِّزق .
      والحَنانُ : البركة .
      والحَنانُ : الهَيْبَةُ .
      والحَنانُ : الوَقار .
      الأُمَوِيُّ : ما نرى له حَناناً أَي هيبةً .
      والتَّحنُّنُ : كالحَنانِ .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، لما ، قال الوليد بن عُقْبةَ بنِ أَبي مُعَيْطٍ : أُقْتَلُ من بَيْنِ قُرَيش ، فقال عمر : حَنَّ قِدْحٌ ليس منها ؛ هو مَثَلٌ يضرب للرجل يَنْتَمي إلى نسبٍ ليس منه أَو يَدَّعي ما ليس منه في شيء ، والقِدْحُ ، بالكسر : أَحدُ سِهام المَيْسِر ، فإِذا كان من غير جوهر أَخَواتِه ثم حرَّكها المُفيض بها خرج له صوتٌ يخالِف أَصواتَها فعُرِفَ به ؛ ومنه كتاب عليٍّ ، رضوان الله عليه ، إلى معاوية : وأَما قولك كَيْتَ وكَيْتَ فقد حَنَّ قِدْحٌ ليس منها .
      والحَنُونُ من الرياح : التي لها حَنِينٌ كحَنِين الإِبِل أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها عند الحَنِين ؛ قال النابغة : غَشِيتُ لها مَنازِلَ مُقْفِراتٍ ، تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ حَنُونٌ وقد حَنَّتْ واسْتَحَنَّتْ ؛

      أَنشد سيبويه لأَبي زُبَيد : مُسْتَحِنٌّ بها الرِّياحُ ، فمَا يَجْـتابُها في الظَّلامِ كلُّ هَجُودِ .
      وسحابٌ حَنَّانٌ كذلك ؛ وقوله : فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ .
      جعل الحَنَّان للخِمْس ، وإنما هو في الحقيقة للناقة ، لكن لما بَعُد عليه أَمدُ الوِرْد فحنَّت نسَب ذلك إلى الخِمْسِ حيث كان من أَجْلِه .
      وخِمْسٌ حَنَّانٌ أَي بائصٌ ؛ الأَصمعي : أَي له حَنِينٌ مِن سُرْعَتِه .
      وامْرأَةٌ حَنَّانةٌ : تَحِنُّ إلى زوجها الأَول وتعطِفُ عليه ، وقيل : هي التي تَحِنُّ على ولدها الذي من زوجها المُفارِقِها .
      والحَنونُ من النساء : التي تَتَزوَّج رِقَّةً على وَلَدِها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمرهم ، وفي بعض الأَخْبار : أَنَّ رَجُلاً أَوْصى ابنه فقال : لا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانة .
      وقال رجل لابنه : يا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغَضُوبَ الأَنَّانةَ الحَنَّانَةَ المنَّانةَ ؛ الحَنَّانةُ التي كان لها زوجٌ قبله فهي تَذْكُره بالتَّحَزُّنِ والأَنينِ والحَنينِ إليه .
      الحرَّاني عن ابن السكيت ، قال : الحَنونُ من النساءِ التي تَتَزَوَّج رِقَّةً على ولدها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمْرِهم .
      وحَنَّةُ الرَّجل : امرأَتُه ؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ : ولَيْلة ذات دُجىً سَرَيْتُ ، ولم يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ ، ولم تَضِرْني حَنَّةٌ وبَيْتُ .
      وهي طَلَّتُه وكَنِينتُه ونَهضَتُه وحاصِنته وحاضِنتُه .
      وما لَهُ حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقة ولا شاةٌ ؛ والحَانَّةُ : الناقةُ ، والآنَّةُ : الشاةُ ، وقيل : هي الأَمَةُ لأَنها تَئِنُّ من التَّعَب .
      الأَزهري : الحَنِينُ للناقة والأَنينُ للشاةِ .
      يقال : ما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ما لَه شاةٌ ولا بَعِيرٌ .
      أَبو زيد : يقال ما له حانَّة ولا جارَّة ، فالحانَّةُ : الإِبلُ التي تَحِنُّ ، والجارَّةُ : الحَمُولةُ تَحْمِلُ المتاعَ والطعامَ .
      وحَنَّةُ البعيرِ : رُغاؤُه .
      قال الجوهري : وما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقةٌ ولا شاةٌ ، قال : والمُسْتَحِنُّ مِثْله ؛ قال الأَعشى : تَرَى الشَّيخَ منها يُحِبُّ الإِيا بَ ، يَرْجُفُ كالشارِفَ المُستَحِنّ .
      قال ابن بري : الضميرُ في منها يعود على غزوة في بيت متقدم ؛ وهو : وفي كلِّ عامٍ له غزْوةٌ تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ .
      قال : والمُسْتَحِنُّ الذي اسْتَحَنَّه الشوقُ إلى وَطَنِه ؛ قال : ومثلُه ليزيدَ بنِ النُّعمانِ الأَشعري : لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك ، مُسْتَحِناً ، مُطَوَّقَةٌ على غُصْنٍ تَغَنَّى .
      وقالوا : لا أَفْعلُ ذلك حتى يَحِنَّ الضبُّ في إثْرِ الإِبلِ الصَّادرة ، وليس للضبِّ حَنِينٌ إنما هُوَ مَثَلٌ ، وذلك لأَنَّ الضبَّ لا يَرِدُ أَبداً .
      والطَّسْتُ تَحِنُّ إذا نُقِرَت ، على التشبيه .
      وحَنَّت القوسُ حَنيناً : صَوَّتَت ، وأَحَنَّها صاحِبُها .
      وقوسٌ حَنَّانة : تَحِنُّ عند الإِنْباضِ ؛ وقال : وفي مَنْكِبَيْ حَنَّانةٍ عُودُ نَبْعَةٍ ، تَخَيَّرَها لِي ، سُوقَ مَكَّةَ ، بائعُ .
      أَي في سوق مكة ؛

      وأَنشد أَبو حنيفة : حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تأْلَبِ .
      قال أَبو حنيفة : ولذلك سميت القوس حَنَّانةً اسم لها علم ؛ قال : هذا قول أَبي حنيفة وَحْدَه ، ونحن لا نعلم أَنَّ القوس تُسَمَّى حَنَّانةً ، إنما هو صفة تَغْلِب عليها غَلَبة الاسم ، فإِن كان أَبو حنيفة أَراد هذا ، والاَّ فقد أَساءَ التعبيرَ .
      وعُودٌ حَنَّانٌ : مُطَرِّب .
      والحَنَّانُ من السهام : الذي إذا أُديرَ بالأَناملِ على الأَباهِيم حَنّ لِعِتْقِ عُودِه والْتئامِهِ .
      قال أَبو الهيثم : يقال للسهم الذي يُصَوِّت إذا نَفَّزْته بين إصْبعيك حَنَّان ؛

      وأَنشد قول الكميت يَصِف السَّهم : فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله ، عند الإدامةِ حتى يَرْنُوَ الطَّرِبُ .
      إدامتُه : تَْنفِيزُه ، يُعَلِّلُه : يُغَنِّيه بصوته حتى يَرْنُوَ له الطَّرِب يستمع إليه وينظر متعجِّباً من حُسْنِه .
      وطريقٌ حَنَّانٌ : بَيِّنٌ واضح مُنْبَسِط .
      وطريق يَحِنُّ فيه العَوْدُ : يَنْبَسِط .
      الأَزهري : الليث الحَنَّةُ خِرْقَةٌ تلبسها المرأَةَ فَتُغَطِّي رأْسها ؛ قال الأَزهري : هذا حاقُّ التصحيف ، والذي أَراد الخْبَّة ، بالخاء والباء ، وقد ذكرناه في موضعه ، وأَما الحَنَّةُ ، بالحاء والنون ، فلا أَصل له في باب الثِّياب .
      والحَنِينُ والحَنَّةُ : الشَّبَهُ .
      وفي المثل : لا تَعْدَمُ ناقةٌ من أُمِّها حَنِيناً وحَنَّةً أَي شَبَهاً .
      وفي التهذيب : لا تَعْدَمُ أَدْماءُ من أُمِّها حنَّةً ؛ يضرب مثلاً للرجُل يُشْبِهُ الرجل ، ويقال ذلك لكل مَنْ أَشْبَه أَباه وأُمَّه ؛ قال الأَزهري : والحَنَّةُ في هذا المَثَلِ العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطةُ .
      وحَنَّ عليه يَحُنُّ ، بالضم ، أَي صَدَّ .
      وما تَحُنُّني شيئاً من شَرِّكَ أَي ما تَرُدُّه وما تَصْرِفه عني .
      وما حَنَّنَ عني أَي ما انثنى ولا قَصَّرَ ؛ حكاه ابن الأَعرابي ، قال شمر : ولم أَسمع تَحنُنُّي بهذا المعنى لغير الأَصمعي .
      ويقال : حُنَّ عَنَّا شَرَّكَ أَي اصْرِفْه .
      ويقال : حَمَلَ فَحَنَّنَ كقولك حَمَلَ فَهَلَّلَ إذا جَبُنَ .
      وأَثَرٌ لا يُحِنُّ عن الجِلْدِ أَي لا يزول ؛

      وأَنشد : وإِنَّ لها قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُ ، وإِلاَّ فجُرْحٌ لا يُحِنُّ عن العَظْمِ وقال ثعلب : إنما هو يَحِنُّ ، وهكذا أَنشد البيت ولم يفسره .
      والمَحْنُون من الحقِّ : المنقوصُ .
      يقال : ما حَنَنْتُك شيئاً من حقِّك أَي ما نَقَصْتُكَ .
      والحَنُّونُ : نَوْرُ كلِّ شجرة ونَبْتٍ ، واحدتُه حَنُّونةٌ .
      وحَنَّنَ الشجرُ والعُشْبُ : أَخرج ذلك .
      والحِنَّانُ : لغة في الحِنَّآء ؛ عن ثعلب .
      وزيت حَنِينٌ : متغير الريح ، وجَوْزٌ حَنِينٌ كذلك ؛ قال عَبِيدُ بن الأَبرَصِ : كأَنَّها لِقْوَةٌ طَلُوبُ ، تَحِنُّ في وَكْرِهَا القُلُوبُ .
      وبنو حُنٍّ : حيٌّ ؛ قال ابن دُرَيْد : هم بطنٌ من بني عُذْرَةَ ؛ وقال النابغة : تَجَنَّبْ بني حُنٍّ ، فإِن لقاءَهُمْ كَرِيهٌ ، وإن لم تَلْقَ إلاَّ بِصابِرِ .
      والحِنُّ ، بالكسر : حيٌّ من الجن ، يقال : منهم الكلابُ السود البُهْمُ ، يقال : كلب حِنِّيٌّ ، وقيل : الحِنُّ ضرب من الجن ؛

      وأَنشد : يَلْعَبْنَ أَحْواليَ مِنْ حِنٍّ وجِنٌّ .
      والحِنُّ : سَفِلَةُ الجِنِّ أَيضاً وضُعَفاؤُهم ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد لمُهاصِرِ بنِ المُحِلِّ : أَبيتُ أَهْوِي في شيَاطين تُرِنّ ، مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنٍّ وحِنّ .
      قال ابن سيده : وليس في هذا ما يدل على أَن الحِنَّ سَفِلَةُ الجِنِّ ، ولا على أَنهم حَيٌّ من الجن ، إنما يدل على أَن الحِنَّ نوعٌ آخر غير الجنّ .
      ويقال : الحِنُّ خَلْقٌ بَيْنَ الجن والإنس .
      الفراء : الحِنُّ كِلابُ الجِنِّ .
      وفي حديث عليّ : إنَّ هذه الكلاب التي لها أَربعُ أَعْيُنٍ من الحِنِّ ؛ فُسِّرَ هذا الحديث الحِنُّ حيٌّ من الجِنِّ .
      ويقال : مَجْنونٌ مَحْنونٌ ، ورجلٌ مَحْنونٌ أَي مجنون ، وبه حِنَّةٌ أَي جِنَّةٌ .
      أَبو عمرو : المَحْنون الذي يُصْرعُ ثم يُفيق زماناً .
      وقال ابن السكيت الحِنُّ الكلابُ السُّود المُعَيَّنة .
      وفي حديث ابن عباس : الكِلابُ من الحِنِّ ، وهي ضَعَفَةُ الجِنِّ ، فإذا غَشِيَتْكُم عند طَعامِكم فأَلْقُوا لَهُنَّ ، فإِنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً ؛ جمعُ نَفْسٍ أَي أَنها تُصِيبُ بأَعْيُنِها .
      وحَنَّةُ وحَنُّونةُ : اسمُ امرأَة ، قال الليث : بلغنا أَن أُمَّ مريم كانت تسمى حَنَّةَ .
      وحُنَيْنٌ : اسمُ وادٍ بين مكة والطائف .
      قال الأَزهري : حُنَيْنٌ اسمُ وادٍ به كانت وَقْعَةُ أَوْطاسٍ ، ذكره الله تعالى في كتابه فقال : ويومَ حُنَيْنٍ إذْ أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم ؛ قال الجوهري : حُنَيْنٌ موضع يذكر ويؤنث ، فإذا قَصَدْتَ به الموضع والبلَد ذكَّرْتَه وصَرفْتَه كقوله تعالى : ويومَ حُنَيْنٍ ، وإن قصدْتَ به البلدةَ والبُقْعةَ أَنَّثْته ولم تصرفه كما ، قال حَسَّان بن ثابت : نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه بِحُنَيْنَ ، يومَ تَواكُلِ الأَبْطال .
      وحُنَيْنٌ : اسمُ رجل .
      وقولُهم للرجل إذا رُدَّ عن حاجتِه ورجَعَ بالخَيْبةِ : رجع بخُفَّيْ حُنَيْنٍ ؛ أَصله أَن حُنَيْناً كان رجلاً شريفاً ادَّعَى إلى أَسدِ بنِ هاشمِ ابن عبدِ منافٍ ، فأَتى إلى عبدِ المُطَّلب وعليه خُفَّانِ أَحْمرانِ فقال : يا عَمِّ أَنا ابنُ أَسدِ بن هاشمٍ ، فقال له عبدُ المطلب : لا وثيابِ هاشمٍ ما أَعْرِفُ شمائلَ هاشم فيك فارْجِعْ راشداً ، فانْصَرَف خائباً فقالوا : رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّية ، فصار مثلاً ؛ وقال الجوهري : هو اسم إِسْكافٍ من أَهل الحيرةِ ، ساوَمه أَعْرابيٌّ بخُفَّيْن فلم يَشتَرِهما ، فغاظَه ذلك وعلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ في طريقه ، وتقدَّم وطرَحَ الآخَرَ وكَمَن له ، وجاءَ الأَعرابيُّ فرأَى أَحَدَ الخُفَّيْن فقال : ما أَشْبَه هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ لو كان معه آخرُ اشْتَرَيْتُه فتقدَّم ورأَى الخُفَّ الآخرَ مطروحاً في الطريق ، فنزلَ وعَقَلَ بعيرَه ورجع إلى الأوّل ، فذهب الإسكافُ براحِلتِه ، وجاءَ إلى الحَيِّ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ .
      والحَنَّانُ : موضعٌ ينسب إليه أَبْرَقُ الحَنَّانِ .
      الجوهري : وأَبْرَقُ الحَنَّانِ موضعٌ .
      قال ابن الأَثير : الحَنَّانُ رمْلٌ بين مكة والمدينة له ذِكْرٌ في مَسِير النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إلى بَدْرٍ ؛ وحَنَانةُ : اسمُ راعٍ في قول طرفة : نَعاني حَنَانةُ طُوبالةً ، تسفُّ يَبِيساً من العِشرِقِ .
      قال ابن بري : رواه ابن القطاع بَغاني حَنَانةُ ، بالباء والغين المعجمة ، والصحيح بالنون والعين غير معجمة كما وقع في الأُصول ، بدليل قوله بعد هذا البيت : فنَفْسَك فانْعَ ولا تَنْعَني ، وداوِ الكُلُومَ ولا تَبْرَقِ .
      والحَنَّانُ : اسمُ فحْلٍ من خُيولِ العرب معروف .
      وحُنٌّ ، بالضم : اسم رجل .
      وحَنِينٌ والحَنِينُ (* قوله « وحنين والحنين إلخ » بوزن أمير وسكيت فيهما كما في القاموس ).
      جميعاً : جُمادَى الأُولى اسمٌ له كالعَلَم ؛ وقال : وذو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضي نُذورَه ، لَدَى البِيضِ من نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ وجمعُه أَحِنَّةٌ وحُنُونٌ وحَنَائِنُ .
      وفي التهذيب عن الفراء والمفضل أَنهما ، قالا : كانت العرب تقول لِجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ ، وصُرِفَ لأَنه عُني به الشهر .
      "


    المعجم: لسان العرب

  6. خشن
    • " الخَشِنُ والأَخشَنُ : الأَحرشُ من كل شيء ؛ قال : والحجرَ الأَخْشَن والثِّنايه .
      وجمعه خِشانٌ والأُنثى خَشِنة وخَشْناء ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي يعني جُلَّة التمر : وقد لَفَّفا خَشْناءَ ليْسَتْ بوَخشةٍ ، تُوارِي سماءَ البيتِ ، مُشْرِفةَ القُتْرِ .
      خَشُنَ خُشْنةً وخَشانة وخُشونة ومَخْشَنة ، فهو خَشِنَ أَخشَن ، والمُخاشنة في الكلام ونحوه .
      ورجل أَخشن : خَشِن .
      والخُشونة : ضد اللين ، وقد خَشُن ، بالضم ، فهو خَشِن .
      واخشَوْشنَ الشيءُ : اشتَدَّت خُشونتُه ، وهو للمبالغة كقولهم أَعشَبت الأَرضُ واعْشَوْشَبتْ ، والجمع خُشْنٌ ؛ قال الراجز : تعَلَّمَنْ يا زَيْدُ ، يا ابنَ زَينِ ، لأُكْلَةٌ من أَقِطٍ وسَمْنِ ، وشَرْبتان من عكِيِّ الضَّأْنِ ، أَلْيَنُ مَسّاً في حَوايا البَطْنِ .
      من يَثْرَبِيّاتٍ قِذاذٍ خُشْنٍ ، يَرْمي بها أَرْمى من ابنِ تِقْنِ .
      يعني به الجُدُد .
      وفي الحديث : أُخَيْشِنُ في ذات الله ؛ هو تصغير الأَخشَنِ للخَشِن .
      وتخَشَّنَ واخشَوْشَن الرجلُ : ليس الخَشِن وتعوّده أََو أَكله أو تكلم به أَو عاش عَيشاً خَشِناً ، وقال قولاً فيه خُشونة .
      وفي حديثه عمر ، رضي الله عنه : اخشَوْشنوا ، في إحدى رواياته ، وفي حديث الآخر أَن ؟

      ‏ قال لابن عباس : نِشْنِشة من أَخشَن أَي حجرٌ من جبَل ، والجبال توصف بالخُشونة .
      وفي حديث ظَبْيان : ذَنِّبوا خِشانَه ؛ الخِشانُ : ما خَشُن من الأَرض ، ومعنى خَشُن دون معنى اخْشَوْشَنَ لما فيه من تكرير العين وزيادة الواو ، وكذلك كل ما كان من هذا كاعشَوْشَبَ ونحوه .
      واستَخْشَنه : وجده خَشِناً ، وفي حديث علي ، رضي الله عنه ، يذكر العلماء الأَتقياء : واستَلانوا ما اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُون .
      وخاشَنَه : خَشُن عليه ، يكون في القول والعمل .
      وفلان خَشِن الجانب أَي صَعْب لا يُطاق .
      وإنه لذو خُشْنةٍ وخُشونة ومَخْشَنة إذا كان خَشِن الجانب .
      وفي الثوب وغيره خُشونة ، ومُلاءَة خشْناء : فيها خُشونة إما من الجِدَّة ، وإما من العمل .
      والخَشْناء : الأَرض الغليظة .
      وأَرض خَشْناء : فيها حجارة ورمل كخَشْاء .
      وكَتيبة خَشْناء : كثيرة السلاح .
      وفي حديث الخروج إلى أُحُد : فإِذا بكَتيبة خَشْناء أَي كثيرة السلاح خَشِنته ، ومعشَر خُشْنٌ ، ويجوز تحريكه في الشعر ؛

      وأَنشد ابن بري : إذاً لَقامَ بنَصْري مَعْشَرٌ خُشُنٌ ، عندَ الحفيظةِ ، إنْ ذو لُوثةٍ لانا .
      قال : هو مثل فَطِنٍ وفُطُن ؛ قال قيس بن عاصم في فُطُنٍ : لا يَفْطِنُون لَعَيْبِ جارِهِم ، وهُمُ لحِفْظِ جِوارِه فُطُنُ .
      وخاشَنْتُه : خلاف لايَنْته .
      وخَشَّنْت صدرَه تَخْشيناً : أَوْغَرْتُ ؛ قال عنترة : لعَمري لقد أَعْذَرْت لو تَعْذُرينني ، وخَشَّنْتُ صَدْراً جَيْبُه لك ناصِحُ .
      والخُشْنة : الخُشونة ؛ قال حكيم بن مُصعَب : تشَكَّى إليَّ الكلبُ خُشْنةَ عَيْشِه ، وبي مثلُ ما بالكلب أَوْ بِيَ أَكثر .
      وقال شمر : اخْشَوْشَنَ عليه صدْرُه وخَشُن عليه صدْرُه إذا وَجَد عليه .
      والخَشْناء والخُشَيْناء : بقلة خضراء ورقها قصير مثل الرَّمْرام ، غير أَنها أَشد اجتماعاً ، ولها حبٌّ تكون في الرَّوْض والقِيعان ، سميت بذلك لخُشونتها ؛ وقال أَبو حنيفة : الخُشَيناء بقلة تَنفَرش على الأَرض ، خَشْناء في المَسِّ لينة في الفم ، لها تَلزُّج كتَلزُّج الرِّجْلة ، ونَوْرتها صفراء كنَوْرة المُرّة ، وتؤكل وهي مع ذلك مرعى .
      وخُشَيْنة : بطن من بطون العرب ، والنسبة إليهم خُشَنيٌّ .
      وبنو خَشْناء وخُشَين : حَيّان ، وقد سَمَّوْا أَخْشَنَ ومُخاشِناً وخُشَيْناً وخَشِناً .
      وأَخْشَنُ : جبل .
      وروى ابن الأََعرابي هذا المثل : شِنْشِنة أَعرفها من أَخْشَنَ ، وفسره بأَنه اسم جبل ، قال : ومن ، قال أَعرفها من أَخْزَم ، فهو اسم رجل .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. حلف
    • " الحِلْفُ والحَلِفُ : القَسَمُ لغتان ، حَلَفَ أَي أَقْسَم يَحْلِفُ حَلْفاً وحِلْفاً وحَلِفاً ومَحْلُوفاً ، وهو أَحد ما جاء من المصادر على مَفْعُولٍ مثل الـمَجْلُودِ والـمَعْقُولِ والـمَعْسُور والـمَيْسُورِ ، والواحدة حَلْفةٌ ؛ قال امْرؤُ القيس : حَلَفْتُ لَها باللّهِ حَلْفةَ فاجِرٍ : لَنامُوا فما إنْ مِنْ حَدِيثٍ ولا صالي ويقولون : مَحْلُوفةً باللّه ما ، قال ذلك ، ينصبون على إضمار يَحْلِفُ باللّه مَحْلُوفةً أَي قَسَماً ، والمحلوفةُ هو القَسَمُ .
      الأَزهري عن الأَحمر : حَلَفْتُ محلوفاً مصدر .
      ابن بُزُرج : لا ومَحْلُوفائه لا أَفْعَلُ ، يريد ومَحْلُوفِه فمَدَّها .
      وحَلَفَ أُحْلُوفة ؛ هذه عن اللحياني .
      ورجل حالِفٌ وحَلاَّفٌ وحَلاَّفةٌ : كثير الحَلِفِ .
      وأَحْلَفْتُ الرجُلَ وحَلَّفْتُه واسْتَحْلفته بمعنًى واحد ، ومثله أَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه ، وقد اسْتَحْلَفَه باللّه ما فَعَلَ ذلك وحَلَّفَه وأَحْلَفَه ؛ قال النمر بن تَوْلَبٍ : قامَتْ إليَّ فأَحْلَفْتُها بِهَدْيٍ قَلائِدُه تَخْتَنِقْ وفي الحديث : مَن حَلَفَ على يمين فرأَى غيرها خيراً منها ؛ الحَلِفُ : اليمين وأَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ والنية فخالف بين اللفظين تأْكيداً لعَقْدِه وإعْلاماً أَنَّ لَغْو اليمينِ لا ينعقد تحته .
      وفي حديث حذيفة ، قال له جُنْدَبٌ : تسْمَعُني أُحالِفُكَ منذ اليوم وقد سَمِعْته من رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، فلا تَنهاني ؛ أُحالِفُكَ أُفاعِلُكَ من الحلف اليمين .
      والحِلْفُ ، بالكسر ، العَهْد يكون بين القوم .
      وقد حالَفَه أَي عاهَدَه ، وتحالفُوا أَي تعاهَدُوا .
      وفي حديث أَنس : حالَفَ رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، بين المهاجرين والأَنصار في دارنا مرَّتين أَي آخَى بينهم ، وفي رواية : حالَفَ بين قريش والأَنصار أَي آخَى بينهم لأَنه لا حِلْف في الإسْلام .
      وفي حديث آخر : لا حِلْف في الإسلام .
      قال ابن الأَثير : أَصل الحِلْف الـمُعاقدةُ والـمُعاهَدَةُ على التَّعاضُدِ والتساعُدِ والاتِّفاقِ ، فما كان منه في الجاهلية على الفِتَنِ والقِتالِ بين القبائل والغاراتِ فذلك الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه في الإسلام بقوله ، صلى اللّه عليه وسلم : لا حِلْف في الإسلام ، وما كان منه في الجاهلية على نَصْرِ الـمَظْلُومِ وصلةِ الأَرْحامِ كحِلْفِ الـمُطَيِّبِينَ وما جَرى مَجْراه فذلك الذي ، قال فيه رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم : وأَيُّمَا حِلْفٍ كان في الجاهلية لم يَزِدْه الإسلامُ إلا شِدَّةً ، يريد من الـمُعاقدة على الخير ونُصْرةِ الحقّ ، وبذلك يجتمع الحديثان ، وهذا هو الحِلْفُ الذي يَقْتَضِيه الإسلامُ والـمَمْنُوعُ منه ما خالَفَ حُكْمَ الإسلام ، وقيل : الـمُحالفة كانت قبل الفتح ، وقوله لا حِلْفَ في الإسلام ، قاله زمن الفتح ؛ فكان ناسخاً وكان ، عليه السلام ، وأَبو بكر من الـمُطَيَّبينَ وكان عمر من الأَحْلافِ ، والأَحْلافُ سِتُّ قَبائِلَ : عبدُ الدَّارِ وجُمَحُ ومَخْزُومٌ وبنو عَدِيٍّ وكعْبٌ وسَهْمٌ .
      والحَلِيفُ : الـمُحالِفُ .
      الليث : يقال حالَف فلان فلاناً ، فهو حَليفه ، وبينهما حِلْف لأَنهما تَحالَفا بالإيْمانِ أَن يكون أَمرُهما واحداً بالوَفاء ، فلما لزم ذلك عندهم في الأَحْلافِ التي في العشائر والقبائل صار كلّ شيء لزم شيئاً فلم يُفارِقْه فهو حَلِيفُه حتى يقال : فلان حَلِيفُ الجُودِ وفلان حَلِيفُ الإكْثارِ وفلان حلِيفُ الإقْلالِ ؛

      وأَنشد قول الأَعشى : وشَرِيكَيْنِ في كثِيرٍ من الما لِ ، وكانا مُحالِفَيْ إقْلالِ وحالَفَ فلان بَثَّه وحُزْنَه أَي لازَمَه .
      ابن الأَعرابي : الأَحْلافُ في قريش خمس قبائل : عبدُ الدَّارِ وجُمَح وسَهْم ومَخْزوم وعديّ بن كعب ، سُمُّوا بذلك لـمّا أَرادَتْ بنو عبدِ مناف أَخذ ما في يَدَيْ عبدِ الدَّار من الحجابة والرِّفادةِ واللِّواءِ والسِّقايةِ ، وأَبَتْ بَنُو عبد الدار ، عَقَدَ كلّ قوم على أَمـْرِهِم حِلْفاً مؤكّداً على أَن لا يتخاذلوا ، فأَخرجت عبد مناف جَفْنة مـملوءة طيباً فوضعوها لأَحْلافهم في المسجد عند الكعبة ، وهم أَسَدٌ وزُهْرةُ وتَيْمٌ ، ثم غَمَسَ القوم أَيديهم فيها وتَعاقَدُوا ثم مسحوا الكعبة بأَيديهم توكيداً فسموا المطيَّبين ، وتَعاقَدت بنو عبد الدار وحُلفاؤها حلفاً آخر مؤكداً على أَن لا يتخاذلوا فسمو الأَحْلافَ ؛ وقال الكميت يذكرهم : نَسَباً في الـمُطَيَّبينَ وفي الأَحْلافِ حَلَّ الذُّؤابةَ الجُمْهُور ؟

      ‏ قال : وروى ابن عيينة عن ابن جُرَيْجٍ عن أَبي مُلَيْكَةَ ، قال : كنت عند ابن عباس فأَتاه ابن صَفْوان فقال : نِعْمَ الإمارةُ إمارةُ الأَحْلافِ كانت لكم ، قال : الذي كان قبلها خير منها ، كان رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، من المطيَّبين وكان أَبو بكر من المطيبين ، وكان عمر من الأَحْلافِ ، يعني إمارة عمر .
      وسمع ابن عباس نادِبة عمر ، رضي اللّه عنه ، وهي تقول : يا سيِّدَ الأَحْلافِ فقال ابن عباس : نعم والـمُحْتَلَفِ عليهم ، يعني الـمُطيبين .
      قال الأَزهري : وإنما ذكرت ما اقْتَصَّه ابن الأَعرابي لأَن ال قُتَيْبي ذكر الـمُطيبين والأَحْلافَ فَخَلَط فيما فسَّرَ ولم يؤدِّ القِصَّة على وجهها ، قال : وأَرجو أَن يكون ما رواه شمر عن ابن الأَعرابي صحيحاً .
      وفي حديث ابن عباس : وجدنا وِلايةَ المطيَّبيّ خيراً من وِلاية الأَحْلافيِّ ، يريد أَبا بكر وعمر ، يريد أَنَّ أَبا بكر كان من المطيبين وعمر من الأَحْلاف ؛ قال ابن الأَثير : وهذا أَحد ما جاء من النسب لا يُجْمَعُ لأَن ال أَحْلاف صار اسماً لهم كما صار الأَنصار اسماً للأَوْس والخَزْرج ، والأَحْلافُ الذين في شعر زهير هم : أَسَدٌ وغَطَفانُ لأَنهم تحالَفُوا على التَّناصُرِ ؛ قال ابن بري : والذي أَشار إليه من شعر زهير هو قوله : تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها ، وُذُِبْيانَ قد زَلَّتْ بأْقْدامها النَّعْل ؟

      ‏ قال : وفي قوله أَيضاً : أَلا أَبْلِغِ الأَحْلافَ عَنِّي رِسالةً وذِبْيان : هل أَقْسَمْتُمُ كلَّ مَقْسَمِ ؟

      ‏ قال ابن سيده : والحَلِيفانِ أَسَدٌ وغَطَفانُ صفة لازِمةٌ لهما لُزُومَ الاسم .
      ابن سيده : الحِلْفُ العَهْدُ لأَنه لا يُعْقَدُ إلا بالحَلِفِ .
      والجمع أَحلاف .
      وقد حالَفَه مُحالَفَة وحِلافاً ، وهو حِلْفُه وحَليفه ؛ وقول أَبي ذؤيب : فَسَوْفَ تَقُولُ ، إنْ هِيَ لم تَجِدْني : أَخانَ العَهْدَ أَم أَثِيمَ الحَلِيفُ ؟ الحَلِيف : الحالِفُ فيما كان بينه وبينها ليَفِيَنَّ ، والجمع أَحْلافٌ وحُلَفاء ، وهو من ذلك لأَنهما تحالفا أَن يكون أَمرهما واحداً بالوفاء .
      الجوهري : والأَحْلافُ أَيضاً قوم من ثَقِيفٍ لأَنَّ ثقيفاً فرقتان بنو مالك والأَحْلافُ ، ويقال لبني أَسَدٍ وطَيِّءٍ الحَلِيفان ، ويقال أَيضاً لفَزارةَ ولأَسَدٍ حَلِيفانِ لأَن خُزاعةَ لما أَجْلَتْ بني أَسد عن الحَرَم خرجت فحالفت طيّئاً ثم حالفت بني فزارة .
      ابن سيده : كل شيء مُخْتَلَف فيه ، فهو مُحْلِفٌ لأَنه داعٍ إلى الحَلِفِ ، ولذلك قيل حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ ، وذلك أَنهما نَجْمانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْل من مَطْلَعِه فيظنّ الناس بكل واحد منهما أَنه سُهيل ، فيحلف الواحد أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس به .
      وناقة مُحْلِفةٌ إذا شُكَّ في سِمَنِها حتى يَدْعُوَ ذلك إلى الحلف .
      الأَزهري : ناقة مُحْلِفةُ السَّنام لا يُدْرى أَفي سَنامِها شحم أَم لا ؛ قال الكميت : أَطْلال مُحْلِفةِ الرُّسُو مِ بأَلْوَتَي بَرٍّ وفاجِرْ أَي يَحْلِفُ اثْنان : أَحدهما على الدُّرُوسِ والآخر على أَنه ‏ ليس ‏ بدارِسٍ فيبر أَحدهما في يمينه ويحنث الآخر ، وهو الفاجر .
      ويقال : كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ إذا كان بين الأَحْوى والأَحَمّ حتى يختلف في كُمْتته ، وكُمَيْتٌ غير مُحلف إذا كان أَحْوَى خالِصَ الحُوَّة أَو أَحَمّ بَيِّنَ الحُمّةِ .
      وفي الصحاح : كُمَيْتٌ مُحْلِفةٌ وفرس مُحْلِفٌ ومُحْلِفةٌ ، وهو الكُمَيْت الأَحَمُّ والأَحْوى لأَنهما مُتَدانِيانِ حتى يشكّ فيهما البَصِيرانِ فيحلف هذا أَنه كُمَيْتٌ أَحْوى ، ويحلف هذا أَنه كميت أَحَمُّ ؛ قال ابن كَلْحبة اليَرْبُوعي واسمه هُبَيْرةُ بن عبد مَناف وكَلْحَبةُ أُمه : تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بن بَكْرٍ : أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَمْ بَهِيمُ ؟ كَمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ ، ولكِنْ كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ يعني أَنها خالصة اللون لا يُحْلَفُ عليها أَنها ليست كذلك ، والصِّرْفُ : شيء أَحْمر يُدْبَغُ به الجِلْدُ .
      وقال ابن الأَعرابي : معنى مُحلفة هنا أَنها فرس لا تُحْوِجُ صاحبَها إلى أَن يحلف أَنه رأَى مِثْلَها كرَماً ، والصحيح هو الأَول .
      والـمُحْلِفُ من الغِلمان : المشكوك في احتلامه لأَن ذلك ربما دعا إلى الحلف .
      الليث : أَحْلَفَ الغلامُ إذا جاوَز رِهاق الحُلُم ، قال : وقال بعضهم قد أَحْلَفَ .
      قال أَبو منصور : أَحْلَفَ الغُلام بهذا المعنى خطأ ، إنما يقال أَحْلَفَ الغلامُ إذا راهَقَ الحُلُم فاختلف الناظرون إليه ، فقائل يقول قد احْتَلَمَ وأَدْرَك ويحلف على ذلك ، وقائل يقول غير مُدْرِكٍ ويحلف على قوله .
      وكل شيء يختلف فيه الناس ولا يقِفُون منه على أَمر صحيح ، فهو مُحْلِفٌ .
      والعرب تقول للشيء الـمُخْتَلَفِ فيه : مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ .
      والحَلِيفُ : الحَديدُ من كل شيء ، وفيه حَلافةٌ ، وإنه لَحَلِيفُ اللسانِ على المثل بذلك أَي حديدُ اللسان فصيحٌ .
      وسِنانٌ حَلِيفٌ أَي حَديد .
      قال الأَزهري : أَراه جُعِلَ حليفاً لأَنه شُبِّه حِدَّةُ طرَفِه بَحِدَّةِ أَطْرافِ الحَلْفاء .
      وفي حديث الحجاج أَنه ، قال ليزيد بن الـمُهَلَّب : ما أَمْضى جَنانَه وأَحْلَفَ لِسانَه أَي ما أَمْضاه وأَذْرَبَه من قولهم سِنانٌ حَلِيفٌ أَي حديد ماض .
      والحَلَفُ والحَلْفاء : من نَباتِ الأَغْلاثِ ، واحدتها حَلِفةٌ وحَلَفةٌ وحَلْفاء وحَلْفاة ؛ قال سيبويه : حَلْفاء واحدة وحَلْفاء للجميع لما كان يقع للجميع ولم يكن اسماً كُسِّرَ عليه الواحد ، أَرادوا أَن يكون الواحدُ من بناء فيه علامة التأْنيث كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليست فيه علامة التأْنيث ، ويقع مذكراً نحو التمر والبر والشعير وأَشباه ذلك ، ولم يُجاوِزُوا البناء الذي يقع للجميع حيث أَرادوا واحداً فيه علامة التأْنيث لأَنه فيه علامة التأْنيث ، فاكتفَوْا بذلك وبَيَّنُوا الواحدة بأَن وصفوها بواحدة ، ولم يَجِيئُوا بعلامة سِوى العلامة التي في الجمع لتَفْرُقَ بين هذا وبين الاسم الذي يقع للجميع وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر والبُسْر .
      وأَرض حَلِفةٌ ومُحْلِفةٌ : كثيرة الحَلْفاء .
      وقال أَبو حنيفة : أَرض حَلِفةٌ تُنْبِتُ الحلفاء .
      الليث : الحلفاء نبات حَمْلُه قصَبُ النُّشَّابِ .
      قال الأَزهري : الحلفاء نبت أَطْرافُه مُحَدَّدةٌ كأَنها أَطْرافُ سَعَفِ النخل والخوص ، ينبت في مغايِضِ الماء والنُزُوزِ ، الواحدة حَلَفةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصْباءَ وطَرَفَةٍ وطَرْفاءَ .
      وقال سيبويه : الحلفاء واحد وجمع ، وكذلك طرْفاء وبُهْمَى وشُكاعى واحدة وجمع .
      ابن الأَعرابي : الحَلْفاء الأَمـَةُ الصَّخَّابة .
      الجوهري : الحَلْفاء نبت في الماء ، وقال الأَصمعي : حَلِفة ، بكسر اللام .
      وفي حديث بدر : أَنَّ عُتْبةَ بن رَبيعةَ بَرَزَ لعُبيدةَ فقال : مَن أَنت ؟، قال : أَنا الذي في الحَلْفاء ؛ أَراد أَنا الأَسد لأَنَّ مَأْوى الأَسَد الآجامُ ومَنابتُ الحلفاء ، وهو نبت معروف ، وقيل : هو قصب لم يُدْرِكْ .
      والحلفاء : واحد يراد به الجمع كالقصْباء والطرْفاء ، وقيل : واحدته حَلْفاةٌ .
      وحُلَيْفٌ وحَلِيفٌ : اسْمان .
      وذو الحُلَيْفةِ : موضعٌ ؛ وقال ابن هَرْمةَ : لمْ يُنْسَ رَكْبُك يومَ زالَ مَطِيُّهُمْ مِنْ ذي الحُلَيْفِ ، فصَبَّحُوا الـمَسْلُوقا يجوز أَن يكون ذو الحُلَيْفِ عنده لُغةً في ذي الحُلَيْفةِ ، ويجوز أَن يكون حذف الهاء من ذي الحليفة في الشعر كما حذفها الآخر من العُذَيْبةِ في قوله وهو كثير عَزَّةَ : لَعَمْري ، لَئِنْ أُمُّ الحكيم تَرَحَّلَتْ وأَخْلَتْ بَخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها وإنما اسْمُ الماءِ العُذَيْبةُ ، واللّه أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. خبر
    • " الخَبِيرُ : من أَسماء الله عز وجل العالم بما كان وما يكون .
      وخَبُرْتُ بالأَمر (* قوله : « وخبرت بالأمر » ككرم .
      وقوله : وخبرت الأمر من باب قتل كما في القاموس والمصباح ).
      أَي علمته .
      وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ إِذا عرفته على حقيقته .
      وقوله تعالى : فاسْأَلْ بهِ خَبِيراً ؛ أَي اسأَل عنه خبيراً يَخْبُرُ .
      والخَبَرُ ، بالتحريك : واحد الأَخبْار .
      والخَبَرُ : ما أَتاك من نَبإِ عمن تَسْتَخْبِرُ .
      ابن سيده : الخَبَرُ النَّبَأُ ، والجمع أَخْبَارٌ ، وأَخابِير جمع الجمع .
      فأَما قوله تعالى : يومئذٍ تُحَدِّثُ أَخَبْارَها ؛ فمعناه يوم تزلزل تُخْبِرُ بما عُمِلَ عليها .
      وخَبَّرَه بكذا وأَخْبَرَه : نَبَّأَهُ .
      واسْتَخْبَرَه : سأَله عن الخَبَرِ وطلب أَن يُخْبِرَهُ ؛ ويقال : تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واسْتَخْبَرْتُه ؛ ومثله تَضَعَّفْتُ الرجل واسْتَضْعَفْتّه ، وتَخَبَّرْتُ الجواب واسْتَخْبَرْتُه .
      والاسْتِخْبارُ والتَّخَبُّرُ : السؤال عن الخَبَر .
      وفي حديث الحديبية : أَنه بعث عَيْناً من خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر له خَبَرَ قريش أَي يَتَعَرَّفُ ؛ يقال : تَخَبْرَ الخَبَرَ واسْتَخْبَر إِذا سأَل عن الأَخبْارِ ليعرفها .
      والخابِرُ : المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ ورجل خابر وخَبِير : عالم بالخَبَرِ .
      والخَبِيرُ : المُخْبِرُ ؛ وقال أَبو حنيفة في وصف شجر : أَخْبَرَني بذلك الخَبِرُ ، فجاء به على مثال فَعِلٍ ؛ قال ابن سيده : وهذا لا يكاد يعرف إِلاَّ أَن يكون على النسب .
      وأَخْبَرَهُ خُبُورَهُ : أَنْبأَهُ ما عنده .
      وحكي اللحياني عن الكسائي : ما يُدْرَى له أَيْنَ خَبَرٌ وما يُدُرَى له ما خَبَرٌ أَي ما يدرى ، وأَين صلة وما صلة .
      والمَخْبَرُ : خلاف المَنْظَرِ ، وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ ، بضم الباء ، وهو نقيض المَرْآةِ والخِبْرُ والخُبْرُ والخِبْرَةُ والخُبْرَةُ والمَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ ، كله : العِلْمُ بالشيء ؛ تقول : لي به خِبْرٌ ، وقد خَبَرَهُ يَخْبُره خُبْراً وخُبْرَةً وخِبْراً واخْتَبَره وتَخَبَّرهُ ؛ يقال : من أَين خَبَرْتَ هذا الأَمر أَي من أَين علمت ؟ وقولهم : لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ أَي لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك ؛ يقال : صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ .
      وأَما قول أَبي الدرداء : وجدتُ الناسَ اخْبُرْ نَقْلَه ؛ فيريد أَنك إِذا خَبَرْتَهُم قليتهم ، فأَخرج الكلام على لفظ الأَمر ، ومعناه الخَبَرُ .
      والخُبْرُ : مَخْبُرَةُ الإِنسان .
      والخِبْرَةُ : الاختبارُ ؛ وخَبَرْتُ الرجل أَخْبُرُه خُبْرِاً وخُبْرَةً .
      والخِبْيرُ : العالم ؛ قال المنذري سمعت ثعلباً يقول في قوله : كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا فقال : هذا مقلوب إِنما ينبغي أَن يقول كفى قوماً بصاحبهم خُبْراً ؛ وقال الكسائي : يقول كفى قوم .
      والخَبِيرُ : الذي يَخْبُرُ الشيء بعلمه ؛ وقوله أَنشده ثعلب : وشِفَاءُ عِيِّكِ خابِراً أَنْ تَسْأَلي فسره فقال : معناه ما تجدين في نفسك من العيّ أَن تستخبري .
      ورجل مَخْبَرانِيٌّ : ذو مَخْبَرٍ ، كما ، قالوا مَنْظَرانِيّ أَي ذو مَنْظَرٍ .
      والخَبْرُ والخِبْرُ : المَزادَةُ العظيمة ، والجمع خُبُورٌ ، وهي الخَبْرَاءُ أَيضاً ؛ عن كراع ؛ ويقال : الخِبْرُ ، إِلاَّ أَنه بالفتح أَجود ؛ وقال أَبو الهيثم : الخَبْرُ ، بالفتح ، المزادة ، وأَنكر فيه الكسر ؛ ومنه قيل : ناقة خَبْرٌ إِذا كانت غزيرة .
      والخَبْرُ والخِبْرُ : الناقة الغزيرة اللبن .
      شبهت بالمزادة في غُزْرِها ، والجمع كالجمع ؛ وقد خَبَرَتْ خُبُوراً ؛ عن اللحياني .
      والخَبْراءُ : المجرَّبة بالغُزْرِ .
      والخَبِرَةُ : القاع يُنْبِتُ السِّدْرَ ، وجمعه خَبِرٌ ، وهي الخَبْراءُ أَيضاً ، والجمع خَبْراوَاتٌ وخَبَارٌ ؛ قال سيبويه : وخَبَارٌ كَسَّرُوها تكسير الأَسماء وَسَلَّموها على ذلك وإِن كانت في الأَصل صفة لأَنها قد جرت مجرى الأَسماء .
      والخَبْراءُ : مَنْقَعُ الماء ، وخص بعضهم به منقع الماء في أُصول السِّدْرِ ، وقيل : الخَبْراءُ القاع ينبت السدر ، والجمع الخَبَارَى والحَبارِي مثل الصحارَى والصحارِي والخبراوات ؛ يقال : خَبِرَ الموضعُ ، بالكسر ، فهو خَبِرٌ ؛ وأَرض خَبِرَةٌ .
      والخَبْرُ : شجر السدر والأَراك وما حولهما من العُشْبِ ؛ واحدته خَبْرَةٌ .
      وخَبْراءُ الخَبِرَةِ : شجرها ؛ وقيل : الخَبْرُ مَنْبِتُ السِّدْرِ في القِيعانِ .
      والخَبْرَاءُ : قاع مستدير يجتمع فيه الماء ، وجمعه خَبَارَى وخَبَاري .
      وفي ترجمة نقع : النَّقائهعُ خَبَارَى في بلاد تميم .
      الليث : الخَبْراءُ شَجْراءُ في بطن روضة يبقى فيها الماء إِلى القيظ وفيها ينْبت الخَبْرُ ، وهو شجر السدر والأَراك وحواليها عُشْبٌ كثير ، وتسمى الخَبِرَةَ ، والجمع الخَبِرُ .
      وخَبْرُ الخَبِرَةِ : شجرُها ، قال الشاعر : فَجادَتْكَ أَنْواءُ الرَّبيعِ ، وهَلِّلَتْ عليكَ رِياضٌ من سَلامٍ ومن خَبْرِ والخَبْرُ من مواقع الماء : ما خَبِرَ المَسِيلُ في الرؤوس فَتَخُوضُ فيه .
      وفي الحديث : فَدَفعنا في خَبَارٍ من الأَرض ؛ أَي سهلة لينة .
      والخَبارُ من الأَرض : ما لانَ واسْتَرخَى وكانت فيهع جِحَرَةٌ .
      والخَبارُ : الجَراثيم وجِحَرَةُ الجُرْذانِ ، واحدته خَبارَةٌ .
      وفي المثل : من تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثارَ .
      والخَبارُ : أَرض رِخْوَةٌ تتعتع فيه الدوابُّ ؛

      وأَنشد : ‏ تَتَعْتَع في الخَبارِ إِذا عَلاهُ ، ويَعْثُر في الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ ابن الأَعرابي : والخَبارُ ما اسْتَرْخَى من الأَرض وتَحَفَّرَ ؛ وقال ‏ ‏ .
      غيره : ‏ وهو ما تَهَوَّرَ وساخَتْ فيه القوائم .
      وخَبِرَتِ الأَرضُ خَبَراً : كثر خَبارُها .
      والخَبْرُ : أَن تزرع على النصف أَو الثلث من هذا ، وهي المُخابَرَةُ ، واشتقت من خَيْبَرَ لأَنها أَول ما أُقْطِعَتْ كذلك .
      والمُخابَرَةُ : المزارعة ببعض ما يخرج من الأَرض ، وهو الخِبْرُ أَيضاً ، بالكسر .
      وفي الحديث : كنا نُخابر ولا نرى بذلك بأْساً حتى أَخْبَرَ رافعٌ أَن رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، نهى عنها .
      وفي الحديث : أَنه نهى عن المُخابرة ؛ قيل : هي المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما ؛ وقيل : هو من الخَبارِ ، الأَرض اللينة ، وقيل : أَصل المُخابرة من خَيْبر ، لأَن ال نبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَقرها في أَيدي أَهلها على النصف من محصولها ؛ فقيل : خابَرَهُمْ أَي عاملهم في خيبر ؛ وقال اللحياني : هي المزارعة فعمّ بها .
      والمُخَابَرَةُ أَيضاً : المؤاكرة .
      والخَبِيرُ : الأَكَّارُ ؛

      قال : تَجُزُّ رؤُوس الأَوْسِ من كلِّ جانِبٍ ، كَجَزِّ عَقاقِيلِ الكُرومِ خَبِيرُها رفع خبيرها على تكرير الفعل ، أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها .
      والخَبْرُ الزَّرْعُ .
      والخَبِيرُ : النبات .
      وفي حديث طَهْفَةَ : نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي نقطع النبات والعشب ونأْكله ؛ شُبّهَ بِخَبِيرَ الإِبل ، وهو وبَرُها لأَنه ينبت كما ينبت الوبر .
      واستخلابه : احْتِشاشُه بالمِخْلَبِ ، وهو المِنْجَلُ .
      والخَبِيرُ : يقع على الوبر والزرع والأَكَّار .
      والخَبِيرُ : الوَبَرُ ؛ قال أَبو النجم يصف حمير وحش : حتى إذا ما طار من خَبِيرِها والخَبِيرُ : نُسَالة الشعر ، والخَبِيرَةُ : الطائفة منه ؛ قال المتنخل الهذلي : فآبوا بالرماحِ ، وهُنَّ عُوجٌ ، بِهِنَّ خَبائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطُ والمَخْبُورُ : الطَّيِّب الأَدام .
      والخَبِيرُ : الزَّبَدُ ؛ وقيل : زَبَدُ أَفواه الإِبل ؛

      وأَنشد الهذلي : تَغَذّمْنَ ، في جانِبيهِ ، الخَبِيرَ لَمَّا وَهَى مُزنُهُ واسْتُبِيحَا تغذمن من يعني الفحول أَي الزَّبَدَ وعَمَيْنَهُ .
      والخُبْرُ والخُبْرَةُ : اللحم يشتريه الرجل لأَهله ؛ يقال للرجل : ما اختَبَرْتَ لأَهلك ؟ والخُبْرَةُ : الشاة يشتريها القوم بأَثمان مختلفة ثم يقتسمونها فَيُسْهِمُونَ كل واحد منهم على قدر ما نَقَدَ .
      وتَخَبَّرُوا خُبْرَةً : اشْتَرَوْا شَاةً فذبحوها واقتسموها .
      وشاة خَبِيرَةٌ : مُقْتَسَمَةٌ ؛ قال ابن سيده : أُراه على طرح الزائد .
      والخُبْرَةُ ، بالضم : النصيب تأْخذه من لحم أَو سمك ؛

      وأَنشد : باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيز خُبْرَتُه ، وطاحَ طَيُّ بني عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ وفي حديث أَبي هريرة : حين لا آكلُ الخَبِيرَ ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية أَي المَأْدُومَ .
      والخَبير والخُبْرَةُ : الأَدام ؛ وقيل : هو الطعام من اللحم وغيره ؛ ويقال : اخْبُرْ طعامك أَي دَسِّمْهُ ؛ وأَتانا بِخُبْزَةٍ ولم يأْتنا بخُبْزَةٍ .
      وجمل مُخْتَبِرٌ : كثير اللحم .
      والخُبْرَةُ : الطعام وما قُدِّم من شيء .
      وحكي اللحياني أَنه سمع العرب تقول : اجتمعوا على خُبْرَتِه ، يعنون ذلك .
      والخُبْرَةُ : الثريدة الضخمة .
      وخَبَرَ الطعامَ يَخْبُرُه خَبْراً : دَسَّمَهُ .
      والخابُور : نبت أَو شجر ؛

      قال : أَيا شَجَرَ الخابُورِ ما لَكَ مُورِقاً ؟ كأَنَّكَ لم تَجْزَعُ على ابنِ طَرِيفِ والخابُور : نهر أَو واد بالجزيرة ؛ وقيل : موضع بناحية الشام .
      وخَيْبَرُ : موضع بالحجاز قرية معروفة .
      ويقال : عليه الدَّبَرَى (* قوله : « عليه الدبرى إلخ » كذا بالأَصل وشرح القاموس .
      وسيأتي في خ س ر يقول : بفيه البرى ).
      وحُمَّى خَيْبَرى .
      "

    المعجم: لسان العرب





معنى ستخادن في قاموس معاجم اللغة

الرائد
* خاد مخادة. (خدد) ه: عارضه في عمله.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: