"ابن الأَعرابي: سُرُوغُ الكَرْمِ قُضْبانُه الرَّطْبةُ، الواحد سَرْغٌ . وسَرِغَ الرجل إذا أَكلَ القُطُوفَ من العنب بأُصُولها، وقال الليث: هي السُّروع، بالعين، وقد تقدَّمت . وسَرْغٌ: موضع من الشام قيل إنه وادي تَبُوكَ، وقيل بقرب تبوك؛ وفي حديث عمر، رضي الله عنه، وفي حديث الطاعونِ: أَنه لما خرج إلى الشام حتى إذا كان بِسَرْغ لقِيَه الناسُ فأُخْبِرَ أَنَّ الوباءَ قد وقع بالشام؛ هي بسكون الراء وفتحها قَرْية بِوادي تَبوك من طريق الشام، وقيل: هي على ثلاث عشرة مَرْحَلةً من المدينة، وقيل: هو موضع يَقْربُ من رِيفِ الشام. "
المعجم: لسان العرب
سَرْغُ
ـ سَرْغُ: قَضيبُ الكَرْمِ، ج: سُرُوغٌ، وبلا لام: موضع قُرْبَ الشامِ بينَ المُغِيثَةِ وتَبُوكَ. **** ـ سَرْغَى مَرْطَى: قرية بالجَزيرَةِ دِيارُ مُضَرَ. ـ سَرِغَ: أكَلَ القُطُوفَ من العِنَبِ بأُصُولِها.
المعجم: القاموس المحيط
سرغ
سرغ - يسرغ ، سرغا 1-أكل العنب بأصوله
المعجم: الرائد
سرغ
سرغ 1-قضيب الكرم، جمع : سروغ
المعجم: الرائد
سرغنت
وسرغند أيضاً ويقال إسرغنت وهو إسم بربري للنبات المعروف ببخور البربر.
المعجم: الأعشاب
,
الرَّفاهَةُ
ـ الرَّفاهَةُ ورَّفاهِيَةُ ، ورُّفَهْنِيَةُ : رَغَدُ الخِصْبِ ، ولينُ العَيْشِ . ـ رَفُهَ عَيْشُه ، فهو رَفِيهٌ ورافِهٌ ورَفْهانُ ومُتَرَفِّهٌ : مُسْتَرِيحٌ مُتَنَعِّمٌ . وأرْفَهَهُم الله تعالى ورَفَّهَهُم تَرْفيهاً . ـ رَفَهَ الرَّجُلُ ، رَفْهاً ، ورِفَهَ ، ورُفُوهاً : لانَ عَيْشُه ، ـ رَفَهَ الإِبِلُ : وَرَدَتِ الماءَ مَتَى شاءَتْ ، وإبلٌ رَوافِهُ ، وأرْفَهْتُها ورَفَّهْتُهَا . ـ أرْفَهُوا : رَفَهَتْ ماشِيَتُهُم ، ـ أَرْفَهَ المالُ : أقامَ قَرِيباً من الماءِ ، ـ أَرْفَهَ الرجلُ : ادَّهَنَ كُلَّ يومٍ ، ودَاوَمَ على أكْلِ النَّعيمِ ، ـ أَرْفَهَ عِنْدَنا : اسْتَراحَ ، كاسْتَرْفَهَ . ـ رُّفَهُ : التِّبْنُ ، ـ رِفَهُ : صِغارُ النَّخْلِ . ـ رَّفَهَةُ : الرحمةُ ، والرَّأفَةُ . ـ هو رافِهٌ به : راحِمٌ له . ـ بَيْنَنا ليلةٌ رافِهَةٌ ، ولَيالٍ رَوافِهُ : لَيِّنَةُ السَّيْرِ . ـ رَفَّهَ عَنِّي تَرْفيهاً : نَفَّسَ .
المعجم: القاموس المحيط
اسْتَرْغَزَهُ
ـ اسْتَرْغَزَهُ : اسْتَضْعَفَه ، واسْتَلاَنَهُ .
المعجم: القاموس المحيط
رعف
" الرَّعْفُ : السَّبْقُ ، رَعَفْتُ أَرْعُفُ ؛ قال الأَعشى : به ترعُفُ الأَلْفَ إذْ أُرْسِلَتْ ، غَداةَ الصَّباحِ ، إذا النَّقْعُ ثارا ورَعَفَه يَرْعَفُه رَعْفاً : سَبَقَه وتقدَّمَه ؛
وأَنشد ابن بري لذي الرمة : بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ . والرُّعاف : دم يَسْبِقُ من الأَنف ، رَعَف يَرْعُفُ ويَرْعَفُ رَعْفاً ورُعافاً ورَعُفَ ورَعِفَ . قال الأَزهري : ولم يُعْرَف رُعِفَ ولا رَعُفَ في فِعْلِ الرُّعاف . قال الجوهري : ورَعُفَ ، بالضم ، لغة فيه ضعيفة ، قال الأَزهري : وقيل للذي يخرج من الأَنف رُعافٌ لسبْقه عِلْم الرَّاعِفِ ؛ قال عمرو بن لجَإٍ : حتى ترى العُلْبةَ من إذْرائِها يَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائِها ، إذا طَوَى الكفّ على رِشائِها وفي حديث أَبي قتادة : أَنه كان في عُرْسٍ فَسَمِعَ جارية تَضْرِب بالدُّفِّ فقال لها : ارْعَفي أَي تقدَّمي . يقال منه : رَعِفَ ، بالكسر ، يَرْعَفُ ، بالفتح ، ومن الرُّعاف رَعَفَ ، بالفتح ، يَرْعُفُ ، بالضم ، ورَعَفَ الفرسُ يَرْعَفُ ويَرْعُفُ أَي سَبَقَ وتقدم ؛
وأَنشد ابن بري لِعُبَيْدٍ : يَرْعُفُ الأَلْفَ بالمُدَجَّجِ ذي القَوْ نَسِ ، حتى يَعُودَ كالتِّمثالِ (* قوله « بالمدجج » كذا بالأصل ، والذي في شرح القاموس : بالمزجج .؟
قال : وأَنشد أَبو عمرو لأَبي نخيلة : وهُنَّ بعد القَرَبِ القَسِيِّ مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَليِّ والقَسِيُّ : الشديدُ . والشَّمَرْذليُّ : الخادي ، واسْترعَفَ مثلُه . والراعِفُ : الفرس الذي يتقدّم الخيلَ . والرَّاعِفُ : طَرَفُ الأَرْنبةِ لتَقَدّمه ، صفة غالبة ، وقيل : هو عامّة الأَنف ، ويقال للمرأَة : لُوثي على مراعِفِك أَي تَلَثَّمِي ، ومَراعِفُها الأَنفُ وما حَوْله . ويقال : فَعَلْتُ ذلك على الرَّغْمِ من مَراعِفِه مثل مَراغِمِه . والرَّاعِف : أَنفُ الجبل على التشبيه ، وهو من ذلك لأَنه يَسْبِقُ أَي يتقدم ، وجمعه الرّواعِفُ . والرّواعِفُ : الرِّماحُ ، صفة غالبة أَيضاً ، إما لتقدُّمِها للطَّعْن ، وإما لِسَيَلانِ الدم منها . والرَّعْفُ : سُرعْة الطعن ؛ عن كراع . وأَرْعَفَه : أَعْجَلَه ، وليس بثبَتٍ . أَبو عبيدة : بينا نحن نذكر فلاناً رَعَفَ به البابُ أَي دخل علينا من الباب . وأَرْعَفَ قِرْبَتَه أَي ملأَها حتى تَرْعُفَ ؛ ومنه قول عمرو بن لجإٍ : يَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائها ، إذا طَوَى الكفّ على رِشائها وراعُوفةُ البئر وراعُوفُها وأُرْعُوفَتها : حجر ناتئٌ على رأْسها لا يُسْتَطاعُ قَلْعُه يقوم عليه المُسْتقي ، وقيل : هو في أَسْفلها ، وقيل : راعُوفة البئر صخرة تُتْرَكُ في أَسْفَلِ البئر إذا احْتُفِرَتْ تكون ثابتة هناك فإذا أَرادوا تَنْقِيةَ البئر جلس المُنَقِّي عليها ، وقيل : هي حجر يكون على رأْس البئر يقوم المستقي عليه ، ويروى بالثاء المثلثة ، وقد تقدم ، وقيل : هو حجر ناتئ في بعض البئر يكون صُلْباً لا يمكنهم حَفْره فيترك على حاله ، وقال خالد ابن جَنْبَةَ : راعوفةُ البئر النَّطَّافةُ ، قال : وهي مثل عَيْن على قدر جُحْر العَقْرب نِيطَ في أَعلى الرَّكِيّة فيُجاوِزُونها في الحفْر خَمْس قِيَمٍ وأَكثر ، فربما وجدوا ماء كثيراً تَبَجُّسُه ، قال : وبالرُّوبَنْج عينٌ نَطّافة عذْبة ، وأَسفَلَها عين زُعاقٌ ، فتَسمع قَطَرانَ (* قوله « فتسمع قطران إلخ » كذا بالأصل .) النطّافة فيها طرق . قال شمر : من ذهب بالراعُوفةِ إلى النّطّافةِ فكأَنه أَخذه من رُعافِ الأَنف ، وهو سَيَلانُ دمِه وقَطَرانُه ، ويقال ذلك سيلان الذَّنِينِ ؛
وأَنشد قوله : كلا مَنْخَرَيْه سابقاً ومُعَشِّراً ، بما انْفَضَّ من ماء الخَياشِيم راعِفُ (* قوله « ومعشراً » كذا بالأصل .؟
قال : ومَنْ ذَهَبَ بالراعُوفةِ إلى الحجر الذي يتقدَّم طَيَّ البئر على ما ذكر فهو منْ رَعَفَ الرجل أَو الفرس إذا تقدَّم وسبَق . وفي الحديث عن عائشة : أَن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، سُحِرَ وجُعِل سِحْرُه في جُفِّ طَلْعةٍ ودُفِنَ تحْتَ راعُوفةِ البئر ، ويروى راعُوثة ، بالثاء المثلثة ، وقد تقدم . واسْتَرْعَفَ الحَصى مَنْسِمَ البعير أَي أَدْماه . والرُّعافيُّ : الرجل الكثيرُ العَطاء مأَْخوذ من الرُّعافِ وهو المطَرُ الكثير . والرُّعُوفُ : الأَمطار الخِفاف ، قال : ويقال للرجل إذا اسْتَقْطَرَ الشحمة وأَخذ صُهارتَها : قد أَوْدَفَ واسْتَوْدَفَ واسْتَرْعَفَ واسْتَوْكَفَ واسْتَدامَ واسْتَدْمى ، كله واحد . ورَعْفانُ الوالي (* قوله « ورعفان الوالي » كذا ضبط في الأَصل . ما يُسْتَعْدى به . وفي حديث جابر : يأْكلون (* قوله « يأكلون إلخ » كذا بالأصل والنهاية أيضاً .) من تلك الدابَّة ما شاؤوا حتى ارْتَعَفُوا أَي قَوِيَتْ أَقدامُهم فركبوها وتقدموا . "
المعجم: لسان العرب
رضع
" رَضَع الصبيُّ وغيره يَرْضِع مثال ضرب يضْرِب ، لغة نجدية ، ورَضِعَ مثال سَمِع يَرْضَع رَضْعاً ورَضَعاً ورَضِعاً ورَضاعاً ورِضاعاً ورَضاعةً ورِضاعة ، فهو راضِعٌ ، والجمع رُضَّع ، وجمع السلامة في الأَخيرة أَكثر على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا البناء من الصفة ؛ قال الأَصمعي : أَخبرني عيسى بن عمر أَنه سمع العرب تنشد هذا البيت لابن همام السَّلُولي على هذه اللغة (* قوله « على هذه اللغة » يعني النجدية كما يفيده الصحاح . وذَمُّوا لنا الدُّنيا ، وهم يَرْضِعُونها أَفاوِيقَ حتّى ما يَدِرُّ لَها ثُعْلُ وارتَضَع : كَرضِع ؛ قال ابن أَحمر : إِني رَأَيْتُ بَني سَهْمٍ وعِزَّهُمُ ، كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَيها فَتَرْتَضِعُ يريد تَرْضَع نفسها ؛ يصِفهم باللُّؤْم والعنز تَفعل ذلك . تقول منه : ارتضعتِ العنزُ أَي شربتْ لبن نفْسها . وفي التنزيل : والوالِداتُ يُرْضِعْن أَولادهن حولين كاملين ؛ اللفظ لفظ الخبر والمعنى معنى الأَمر كما تقول : حسبُك درهم ، ولفظه الخبر ومعناه معنى الأَمر كما تقول : اكْتفِ بدرهم ، وكذلك معنى الآية : لتُرْضِع الوالداتُ . وقوله : ولا جُناح عليكم أَن تسترضِعُوا أَولادكم ، أَي تطلبوا مُرْضِعة لأَولادكم . وفي الحديث حين ذكر الإِمارة فقال : نِعمت المُرْضِعة وبِئست الفاطِمةُ ، ضرب المُرْضعة مثلاً للإِمارة وما تُوَصِّله إِلى صاحبها من الأَجْلاب يعني المنافع ، والفاطمةَ مثلاً للموت الذي يَهْدِم عليه لَذَّاتِه ويقطع مَنافِعها ، قال ابن بري : وتقول استرْضَعْتُ المرأَةَ ولدي أَي طلبت منها أَن تُرْضِعه ؛ قال الله تعالى : أَن تسترضِعُوا أَولادكم ، والمفعول الثاني محذوف أَن تَسْتَرْضِعُوا أَولادَكم مَراضِعَ ، والمحذوف على الحقيقة المفعول الأَول لأَن المرضعة هي الفاعلة بالولد ، ومنه : فلان المُسْتَرْضِعُ في بني تميم ، وحكى الحوفي في البرهان في أَحد القولين أَنه متعد إِلى مفعولين ، والقول الآخر أَن يكون على حذف اللام أَي لأَولادكم . وفي حديث سويد بن غَفَلَةَ : فإِذا في عَهْد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَن لا يأْخذ من راضِعِ لبنٍ ، أَراد بالراضع ذاتَ الدَّرِّ واللبنِ ، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره ذات راضع ، فأَمّا من غير حذف فالراضع الصغير الذي هو بعدُ يَرْتَضِع ، ونَهْيُه عن أَخذها لأَنها خِيار المال ، ومن زائدة كما تقول لا تأْكل من الحرام ، وقيل : هو أَن يكون عند الرجل الشاة الواحدة أَو اللِّقْحة قد اتخذها للدَّرِّ فلا يؤْخذ منها شيء . وتقول : هذا أَخي من الرَّضاعة ، بالفتح ، وهذا رَضِيعي كما تقول هذا أَكِيلي ورَسِيلي . وفي الحديث : أَنّ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : انظرن ما إِخوانكن فإِنما الرضاعة من المَجاعَةِ ؛ الرضاعة ، بالفتح والكسر : الاسم من الإِرْضاع ، فأَمّا من الرَّضاعة اللُّؤْم ، فالفتح لا غير ؛ وتفسير الحديث أَن الرَّضاع الذي يحرِّم النكاح إِنما هو في الصِّغَر عند جُوع الطِّفْل ، فأَما في حال الكِبَر فلا يريد أَنّ رَضاع الكبير لا يُحرِّم . قال الأَزهري : الرَّضاع الذي يحرِّم رَضاعُ الصبي لأَنه يُشْبعه ويَغْذُوه ويُسكن جَوْعَتَه ، فأَما الكبير فرَضاعه لا يُحَرِّمُ لأَنه لا ينفعه من جُوع ولا يُغنيه من طعام ولا يَغْذوه اللبنُ كما يَغذُو الصغير الذي حياته به . قال الأَزهري : وقرأْت بخط شمر رُبّ غُلام يُراضَع ، قال : والمُراضَعةُ أَن يَرضع الطفل أُمه وفي بطنها ولد . قال : ويقال لذلك الولد الذي في بطنها مُراضَع ويجيء نَحِيلاً ضاوياً سَيِّء الغِذاء . وراضَع فلان ابنه أَي دَفَعه إِلى الظِّئر ؛ قال رؤبة : إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا ، ولم تَلِدْهُ أُمُّه مُقَنَّعا أَي ولدته مَكْشُوف الأَمر ليس عليه غِطاء ، وأَرضعته أُمه . والرَّضِيعُ : المُرْضَع . وراضَعه مُراضَعة ورِضاعاً : رَضَع معه . والرَّضِيعُ : المُراضِع ، والجمع رُضَعاء . وامرأَة مُرْضِع : ذاتُ رَضِيع أَو لبنِ رَضاعٍ ؛ قال امرؤ القيس : فَمِثْلِكِ حُبْلَى ، قد طَرَقْتُ ، ومُرْضِعٍ ، فأَلْهَيْتُها عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُغْيِلِ والجمع مَراضِيع على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو . وقال ثعلب : المُرْضِعة التي تُرْضِع ، وإِن لم يكن لها ولد أَو كان لها ولد . والمُرْضِع : التي ليس معها ولد وقد يكون معها ولد . وقال مرة : إِذا أَدخل الهاء أَراد الفعل وجعله نعتاً ، وإِذا لم يدخل الهاء أَراد الاسم ؛ واستعار أَبو ذؤَيب المَراضيع للنحل فقال : تَظَلُّ على الثَّمْراء منها جَوارِسٌ ، مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ ، زُغْبٌ رِقابُها والرَّضَعُ : صِغارُ النحل ، واحدتها رَضَعة . وفي التنزيل : يوم تَرَوْنها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعةٍ عما أَرْضَعَت ؛ اختلف النحويون في دخول الهاء في المُرْضِعة فقال الفراء : المُرْضِعة والمُرْضِعُ التي معها صبيٌّ تُرْضِعه ، قال : ولو قيل في الأُم مُرْضِع لأَن الرَّضاع لا يكون إِلا من الإِناث كما ، قالوا امرأَة حائض وطامث كان وجهاً ، قال : ولو قيل في التي معها صبي مُرضعة كان صواباً ؛ وقال الأَخفش : أَدخل الهاء في المُرْضِعة لأَنه أَراد ، والله أَعلم ، الفِعْل ولو أَراد الصفة لقال مرضع ؛ وقال أَبو زيد : المرضعة التي تُرْضِع وثَدْيُها في ولدها ، وعليه قوله : تذهل كلّ مرضعة ، قال : وكلُّ مرضعة كلُّ أُم . قال : والمرضع التي دنا لها أَن تُرْضِع ولم تُرْضِع بعد . والمُرْضِع : التي معها الصبي الرضيع . وقال الخليل : امرأَة مُرْضِعٌ ذات رَضِيع كما يقال امرأَة مُطْفِلٌ ذات طِفْل ، بلا هاء ، لأَنك تصفها بفعل منها واقع أَو لازم ، فإِذا وصفتها بفعل هي تفعله قلت مُفْعِلة كقوله تعالى : تذهل كل مرضعة عما أَرضعت ، وصفها بالفعل فأَدخل الهاء في نَعْتِها ، ولو وصفها بأَن معها رضيعاً ، قال : كل مُرْضِع . قال ابن بري : أَما مرضِع فهو على النسب أَي ذات رَضِيع كما تقول ظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ أَي ذات شادِن ؛ وعليه قول امرئ القيس : فمثْلِكِ حُبْلى ، قد طَرَقْتُ ، ومُرْضِعٍ فهذا على النسب وليس جارياً على الفعل كما تقول : رجل دَارِعٌ وتارِسٌ ، معه دِرْع وتُرْسٌ ، ولا يقال منه دَرِعٌ ولا تَرِسٌ ، فلذلك يقدر في مرضع أَنه ليس بجار على الفعل وإِن كان قد استعمل منه الفعل ، وقد يجيءُ مُرْضِع على معنى ذات إِرضاع أَي لها لبن وإِن لم يكن لها رَضِيع ، وجمع المُرْضِع مَراضِعُ ؛ قال سبحانه : وحرَّمْنا عليه المَراضِعَ من قَبْلُ ؛ وقال الهذلي : ويأْوي إِلى نِسْوةٍ عُطُلٍ ، وشُعْثٍ مَراضيعَ مِثلِ السَّعالي والرَّضُوعةُ : التي تُرْضِع ولدها ، وخصّ أَبو عبيد به الشاة . ورضُعَ الرجل يَرْضُع رَضاعة ، فهو رَضِيعٌ راضع أَي لئيم ، والجمع الرّاضِعون . ولئيمٌ راضع : يَرْضع الإِبل والغنم من ضروعها بغير إِناء من لؤْمه إِذا نزل به ضيف ، لئلا يسمع صوت الشُّخْب فيطلب اللبن ، وقيل : هو الذي رَضَع اللُّؤْم من ثَدْي أُمه ، يريد أَنه وُلد في اللؤْم ، وقيل : هو الذي يأْكل خُلالته شَرَهاً من لؤْمه حتى لا يفوته شيء . ابن الأَعرابي : الراضع والرَّضيع الخَسيس من الأَعراب الذي إِذا نزل به الضيف رَضَع بفيه شاته لئلا يسمعه الضيف ، يقال منه : رَضُع يَرْضُع رَضاعةً ، وقيل ذلك لكل لئيم إِذا أَرادوا توكيد لؤْمه والمبالغة في ذمِّه كأَنه كالشيء يُطْبَع عليه ، والاسم الرَّضَع والرضِعُ ، وقيل : الراضع الذي يَرْضَع الشاة أَو الناقة قبل أَن يَحْلُبَها من جَشَعِه ، وقيل : الراضع الذي لا يُمْسِك معه مِحْلَباً ، فإِذا سُئل اللبنَ اعتلَّ بأَنه لا مِحْلب له ، وإِذا أَراد الشرب رضع حَلوبته . وفي حديث أَبي مَيْسَرةَ ، رضي الله عنه : لو رأَيت رجلاً يَرْضَع فَسَخِرت منه خَشِيت أَن أَكون مثله ، أَي يَرْضَع الغنم من ضُروعها ولا يَحْلُب اللبن في الإِناء لِلُؤْمه أَي لو عَيَّرْتُه بهذا لخشيت أَن أُبْتَلَى به . وفي حديث ثَقِيف : أَسْلَمها الرُّضّاع وتركوا المِصاع ؛ قال ابن الأَثير : الرُّضّاع جمع راضع وهو اللئيم ، سمي به لأَنه للؤْمه يَرْضَع إِبله أَو غنَمه لئلا يُسْمع صوتُ حَلبه ، وقيل : لأَنه يَرْضَع الناسَ أَي يسأَلهم . والمِصاعُ : المُضاربة بالسيف ؛ ومنه حديث سلَمة ، رضي الله عنه : خُذْها ، وأَنا ابنُ الأَكْوع ، واليَومُ يَوْمُ الرُّضَّع جمع راضع كشاهد وشُهَّد ، أَي خذ الرَّمْيةَ مني واليومُ يومُ هَلاك اللِّئام ؛ ومنه رجز يروى لفاطمة ، رضي الله عنها : ما بيَ من لُؤْمٍ ولا رَضاعه والفعل منه رَضُع ، بالضم ، وأَما الذي في حديث قُسٍّ : رَضيع أَيْهُقانٍ ، قال ابن الأَثير : فَعِيل بمعنى مفعول ، يعني أَن النعام في ذلك المكان تَرْتَع هذا النبت وتَمَصُّه بمنزلة اللبن لشدة نعومته وكثرة مائه ، ويروى بالصاد المهملة وقد تقدم . والراضِعتان : الثَّنِيَّتان المتقدمتان اللتان يُشرب عليهما اللبن ، وقيل : الرَّواضِعُ ما نبت من أَسنان الصبي ثم سقط في عهد الرضاع ، يقال منه : سقطت رواضعه ، وقيل : الرواضع ست من أَعلى الفم وست من أَسفله . والراضعةُ : كلُّ سِنٍّ تُثْغَر . والرَّضُوعةُ من الغنم : التي تُرضِع ؛ وقول جرير : ويَرْضَعُ مَن لاقَى ، وإِن يَرَ مُقْعَداً يَقُود بأَعْمَى ، فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ (* رواية ديوان جرير : وإِن يلقَ مقعداً .) فسره ابن الأَعرابي أَن معناه يَسْتَعْطِيه ويطلبُ منه أَي لو رأَى هذا لَسَأَلَهُ ، وهذا لا يكون لأَن المُقعد لا يقدر أَن يقوم فيَقودَ الأَعمى . والرَّضَعُ : سِفاد الطائر ؛ عن كراع ، والمعروف بالصاد المهملة . "
المعجم: لسان العرب
رشح
" الرَّشْحُ : نَدَى العَرَقِ على الجَسَدِ . يقال : رَشَحَ فلانٌ عَرَقاً ؛ قال الفراء : يقال أَرْشَحَ عَرَقاً وتَرَشَّحَ عَرَقاً ، بمعنى واحد . وقد رَشَحَ يَرْشَحُ رَشْحاً ورَشَحاناً : نَدِيَ بالعَرَق . والرَّشِيحُ : العَرَق . والرَّشْحُ : العَرَقُ نفسه ؛ قال ابن مُقْبِل : يَخْدِي بِديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِع وفي حديث القيامة : حتى يبلغ الرَّشْحُ آذانَهم ؛ الرَّشْحُ : العَرَق لأَنه يخرج من البدن شيئاً فشيئاً كما يَرْشَحُ الإِناءُ المُتَخَلْخِلُ الأَجزاء . والمِرْشَحُ والمِرْشَحَة : البطانة التي تحت لِبْدِ السَّرْج ، سمِّيت بذلك لأَنها تُنَشِّفُ الرَّشْح ؛ يعني العَرَق ؛ وقيل : هي ما تحت المِيثَرَة . وبئر رَشُوحٌ : قليلة الماء ، ورَشَحَ النِّحْيُ بما فيه كذلك . ورَشَّحَتِ الأُمُّ ولدها باللبن القليل إِذا جعلته في فيه شيئاً بعد شيء حتى يقوى على المَصِّ ، وهو الرَّشِيحُ . ورَشَحَتِ الناقةُ وَلَدَها ورَشَّحَتْه وأَرْشَحَتْهُ : وهو أَن تحك أَصل ذنبه وتدفعه برأْسها وتُقَدِّمه وتَقِفَ عليه حتى يلحقها وتُزَجِّيه أَحياناً أَي تُقَدِّمه وتتبعه ، وهي راشِحٌ ومُرْشِحٌ ومُرَشِّحٌ ، كل ذلك على النَّسَبِ . وتَرَشَّحَ هو إِذا قَوِيَ على المشي مع أُمه . وأَرْشَحَتِ الناقةُ والمرأَة ، وهي مُرْشِحٌ إِذا خالطها ولدها ومشى معها وسعى خلفها ولم يُعَنِّها ؛ وقيل : إِذا قَوِيَ ولد الناقة ، فهي مُرْشِحٌ وولدها راشِحٌ ، وقد رَشَح رُشُوحاً ؛ قال أَبو ذؤَيب ، واستعاره لصغار السحاب : ثلاثاً ، فلما اسْتُحِيلَ الجَها مُ ، واسْتَجْمَعَ الطِّفْلُ فيه رُشوحا والجمع رُشَّحٌ ؛
قال : فلما انْتَهى نِيُّ المَرابيعِ ، أَزْمَعَتْ جُفُوفاً ، وأَولادُ المَصاييفِ رُشَّحُ وكل ما دَبَّ على الأَرض من خَشاشها : راشِحٌ . قال الأَصمعي : إِذا وضعت الناقة ولدها ، فهو شَليل ، فإِذا قَوِيَ ومَشَى ، فهو راشح وأُمه مُرْشِحٌ ، فإِذا ارتفع عن الرَّاشِح ، فهو خالٌ . والتَّرَشُّحُ والتَّرْشِيحُ : لَحْسُ الأُمِّ ما على طِفْلها من النُّدُوَّةِ حين تَلِدُه ؛
قال : أُمُّ الظِّبا تُرَشِّحُ الأَطفالا والتَّرْشِيحُ أَيضاً : التربية والتهيئة للشيء . ورُشِّحَ للأَمر : رُبِّيَ له وأُهِّل ؛ ويقال : فلان يُرَشَّح للخلافة إِذا جُعِل وليّ العهد . وفي حديث خالد بن الوليد : أَنه رَشَّحَ وَلده لولاية العهد أَي أَهَّله لها . وفلان يُرَشَّحُ للوزارة أَي يُرَبَّى ويُؤَهَّل لها . ورَشَّحَ الغيثُ النباتَ : رَبَّاه ؛ قال كثير : يُرَشِّحُ نَبْتاً ناعِماً ، ويُزينُه نَدًى ، ولَيالٍ بعدَ ذاكَ طَوالِقُ والاسْتِرْشاحُ كذلك ؛ قال ذو الرمة : يُقَلِّبُ أَشْباهاً كأَنَّ ظُهورَها ، بمُسْتَرْشَحِ البُهْمى ، من الصَّخْرِ ، صَرْدَحُ أَي بحيث رَشَّحَتِ الأَرضُ البُهْمَة ؛ يعني رَبَّتها وبَلَغت بها . وفي حديث ظَبْيانَ : يأْكلون حَصيدَها ويُرَشِّحُون خَضِيدَها ؛ الخضيد : المقطوع من شجر الثمر . وتَرْشِيحُهم له : قيامُهم عليه وإِصلاحهم له إِلى أَن تعود ثمرته تَطْلُع كما يُفْعل بشجر الأَعناب والنخيل . والرَّشِيحُ : ما على وجه الأَرض من النبات . ويقال : بنو فلان يَسْتَرْشِحُونَ البقلَ أَي ينتظرون أَن يطول فَيَرعَوْه . ويَسْتَرْشِحُونَ البُهْمَى : يُرَبُّونه ليَكْبُرَ ، وذلك الموضع مُسْتَرْشَح ؛ وتقول : لم يَرْشَحْ له بشيء إِذا لم يُعْطِه شيئاً . والرَّاشِحُ والرَّواشِحُ : جبال تَنْدى فربما اجتمع في أُصولها ماء قليل ، فإِن كثر سمي وَشَلاً ، وإِن رأَيته كالعَرَق يجري خِلالَ الحجارة سُمّي راشِحاً . "
المعجم: لسان العرب
رشد
" في أَسماء الله تعالى الرشيدُ : هو الذي أَرْشَد الخلق إِلى مصالحهم أَي هداهم ودلهم عليها ، فَعِيل بمعنى مُفْعل ؛ وقيل : هو الذي تنساق تدبيراته إِلى غاياتها على سبيل السداد من غير إِشارة مشير ولا تَسْديد مُسَدِّد . الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد : نقيض الغيّ . رَشَد الإِنسان ، بالفتح ، يَرْشُد رُشْداً ، بالضم ، ورَشِد ، بالكسر ، يَرْشَد رَشَداً ورَشاداً ، فهو راشِد ورَشيد ، وهو نقيض الضلال ، إِذا أَصاب وجه الأَمر والطريق . وفي الحديث : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ؛ الراشدُ اسم فاعل من رَشَد يَرُشُد رُشْداً ، وأَرْشَدته أَنا . يريد بالراشدين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً ، رحمة الله عليهم ورضوانه ، وإِن كان عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم من الأَئمة . ورَشِدَ أَمرَه ، وإِن لم يستعمل هكذا . ونظيره : غَبِنْتَ رأْيَك وأَلِمْتَ بطنَك ووفِقْتَ أَمرَك وبَطِرْتَ عيشك وسَفِهْتَ نفسَك . وأَرشَدَه الله وأَرشَدَه إِلى الأَمر ورشَّده : هداه . واستَرْشَده : طلب منه الرشد . ويقال : استَرْشَد فلان لأَمره إِذا اهتدى له ، وأَرشَدْتُه فلم يَسْتَرْشِد . وفي الحديث : وإِرشاد الضال أَي هدايته الطريقَ وتعريفه . والرَّشَدى : اسم للرشاد . إِذا أَرشدك إِنسان الطريق فقل : لا يَعْمَ (* قوله « لا يعم إلخ » في بعض الأصول لا يعمى ؛ قاله في الاساس .) عليك الرُّشْد . قال أَبو منصور : ومنهم من جعل رَشَدَ يَرْشُدُ ورَشِدَ يَرْشَد بمعنى واحد في الغيّ والضلال . والابرشاد : الهداية والدلالة . والرَّشَدى : من الرشد ؛ وأَنشد الأَحمر : لا نَزَلْ كذا أَبدا ، ناعِمين في الرَّشَدى ومثله : امرأَة غَيَرى من الغَيْرَة وحَيَرى من التحير . وقوله تعالى : يا قوم اتبعون أَهدكم سبيل الرشاد ، أَي أَهدكم سبيلَ القصدِ سبيلَ الله وأُخْرِجْكم عن سبيل فرعون . والمَراشِدُ : المقاصد ؛ قال أُسامة بن حبيب الهذلي : تَوَقَّ أَبا سَهْمٍ ، ومن لم يكن له من الله واقٍ ، لم تُصِبْه المَراشِد وليس له واحد إِنما هو من باب محاسِنَ وملامِحَ . والمراشِدُ : مقاصِدُ الطرق . والطريقُ الأَرْشَد نحو الأَقصد . وهو لِرِشْدَة ، وقد يفتح ، وهو نقيض زِنْيَة . وفي الحديث : من ادعى ولداً لغير رِشْدَة فلا يرِث ولا يورث . يقال : هذا وعلى رِشْدَة إِذا كان لنكاح صحيح ، كما يقال في ضده : وَلد زِنْية ، بالكسر فيهما ، ويقال بالفتح وهو أَفصح اللغتين ؛ الفراء في كتاب المصادر : ولد فلان لغير رَشْدَةٍ ، وولد لِغَيَّةٍ ولِزَنْيةٍ ، كلها بالفتح ؛ وقال الكسائي : يجوز لِرِشْدَة ولِزَنْيةٍ ؛ قال : وهو اختيار ثعلب في كتاب الفصيح ، فأَما غَيَّة ، فهو بالفتح . قال أَبو زيد :، قالوا هو لِرَشْدة ولِزِنْية ، بفتح الراء والزاي منهما ، ونحو ذلك ؛ قال الليث وأَنشد : لِذِي غَيَّة من أُمَّهِ ولِرَشْدة ، فَيَغْلِبها فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ
ويقال : يا رَِشْدينُ بمعنى يا راشد ؛ وقال ذو الرمة : وكائنْ تَرى من رَشْدة في كريهة ، ومن غَيَّةٍ يُلْقَى عليه الشراشرُ يقول : كم رُشد لقيته فيما تكرهه وكم غَيّ فيما تحبه وتهواه . وبنو رَشدان : بطن من العرب كانوا يسمَّوْن بني غَيَّان فأَسماهم سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بني رَشْدان ؛ ورواه قوم بنو رِشْدان ، بكسر الراء ؛ وقال لرجل : ما اسمك ؟ فقال : غَيَّان ، فقال : بل رَشدان ، وإِنما ، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، رَشْدان على هذه الصيغة ليحاكي به غَيَّان ؛ قال ابن سيده : وهذا واسع كثير في كلام العرب يحافظون عليه ويدَعون غيره إِليه ، أَعني أَنهم قد يؤثرون المحاكاة والمناسبة بين الأَلفاط تاركين لطريق القياس ، كقوله ، صلى الله عليه وسلم : ارجِعْنَ مأْزورات غير مأْجورات ، وكقولهم : عَيْناء حَوراء من الحير العين ، وإِنما هو الحُور فآثَروا قلب الواو ياء في الحور إِتباعاً للعين ، وكذلك قولهم : إِني لآتيه بالغدايا والعشايا ، جمعوا الغداة على غدايا إِتباعاً للعشايا ، ولولا ذلك لم يجز تكسير فُعْلة على فَعائل ، ولا تلتفتنّ إِلى ما حكاه ابن الأَعرابي من أَن الغدايا جمع غَدِيَّة فإِنه لم يقله أَحد غيره ، إِنما الغدايا إِتباع كما حكاه جميع أَهل اللغة ، فإِذا كانوا قد يفعلون مثل ذلك محتشمين من كسر القياس ، فأَن يفعلوه فيما لا يكسر القياس أَسوغ ، أَلا تراهم يقولون : رأَيت زيداً ، فيقال : من زيداً ؟ ومررت بزيد ، فيقال : من زيد ؟ ولا عذر في ذلك إِلا محاكاة اللفظ ؛ ونظير مقابلة غَيَّان بِرَشْدان ليوفق بني الصيغتين استجازتهم تعليق فِعْل على فاعِل لا يليق به ذلك الفعل ، لتقدم تعليق فِعْل على فاعل يليق به ذلك الفِعْل ، وكل ذلك على سبيل المحاكاة ، كقوله تعالى : إِنما نحن مستهزئُون ، الله يستهزئ بهم ؛ والاستهزاء من الكفار حقيقة ، وتعليقه بالله عز وجل مجاز ، جل ربنا وتقدس عن الاستهزاء بل هو الحق ومنه الحق ؛ وكذلك قوله تعالى : يخادعون الله ، وهو خادعهم ؛ والمُخادَعة من هؤلاء فيما يخيل إِليهم حقيقة ، وهي من الله سبحانه مجاز ، إِنما الاستهزاء والخَدع من الله عز وجل ، مكافأَة لهم ؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم : أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحدٌ علينا ، فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلينا أَي إِنما نكافئهُم على جَهْلهم كقوله تعالى : فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ؛ وهو باب واسع كبير . وكان قوم من العرب يسمَّوْن بني زِنْية فسماهم النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ببني رِشْدة . والرَّشاد وحب الرشاد : نبت يقال له الثُّفَّاء ؛ قال أَبو منصور : أَهل العراق يقولون للحُرْف حب الرشاد يتطيرون من لفظ الحُرْف لأَنه حِرْمان فيقولون حب الرشاد ؛ قال : وسمعت غير واحد من العرب يقول للحجر الذي يملأُ الكف الرَّشادة ، وجمعها الرَّشاد ، قال : وهو صحيح . وراشِدٌ ومُرْشِد ورُشَيْد ورُشْد ورَشاد : أَسماء . "
المعجم: لسان العرب
رسل
" الرَّسَل : القَطِيع من كل شيء ، والجمع أَرسال . والرَّسَل : الإِبل ، هكذا حكاه أَبو عبيد من غير أَن يصفها بشيء ؛ قال الأَعشى : يَسْقِي رياضاً لها قد أَصبحت غَرَضاً ، زَوْراً تَجانف عنها القَوْدُ والرَّسَل والرَّسَل : قَطِيع بعد قَطِيع . الجوهري : الرَّسَل ، بالتحريك ، القَطِيع من الإِبل والغنم ؛ قال الراجز : أَقول للذَّائد : خَوِّصْ برَسَل ، إِني أَخاف النائبات بالأُوَل وقال لبيد : وفِتْيةٍ كالرَّسَل القِمَاح والجمع الأَرْسال ؛ قال الراجز : يا ذائدَيْها خَوِّصا بأَرْسال ، ولا تَذُوداها ذِيادَ الضُّلاَّل ورَسَلُ الحَوْض الأَدنى : ما بين عشر إِلى خمس وعشرين ، يذكر ويؤَنث . والرَّسَل : قَطيعٌ من الإِبِل قَدْر عشر يُرْسَل بعد قَطِيع . وأَرْسَلو إِبلهم إِلى الماء أَرسالاً أَي قِطَعاً . واسْتَرْسَل إِذ ؟
قال أَرْسِلْ إِليَّ الإِبل أَرسالاً . وجاؤوا رِسْلة رِسْلة أَي جماعة جماعة ؛ وإِذا أَورد الرجل إِبله متقطعة قيل أَوردها أَرسالاً ، فإِذا أَوردها جماعة قيل أَوردها عِراكاً . وفي الحديث : أَن الناس دخلوا عليه بعد موته أَرسالاً يُصَلُّون عليه أَي أَفواجاً وفِرَقاً متقطعة بعضهم يتلو بعضاً ، واحدهم رَسَلٌ ، بفتح الراء والسين . وفي حديث فيه ذكر السَّنَة : ووَقِير كثير الرَّسَل قليل الرِّسْل ؛ كثير الرَّسَل يعني الذي يُرْسَل منها إِلى المرعى كثير ، أَراد أَنها كثيرة العَدَد قليلة اللَّبن ، فهي فَعَلٌ بمعنى مُفْعَل أَي أَرسلها فهي مُرْسَلة ؛ قال ابن الأَثير : كذا فسره ابن قتيبة ، وقد فسره العُذْري فقال : كثير الرَّسَل أَي شديد التفرق في طلب المَرْعى ، قال : وهو أَشبه لأَنه قد ، قال في أَول الحديث مات الوَدِيُّ وهَلَك الهَدِيُّ ، يعني الإِبل ، فإِذا هلكت الإِبل مع صبرها وبقائها على الجَدْب كيف تسلم الغنم وتَنْمي حتى يكثر عددها ؟، قال : والوجه ما ، قاله العُذْري وأَن الغنم تتفرَّق وتنتشر في طلب المرعى لقلته . ابن السكيت : الرَّسَل من الإِبل والغنم ما بين عشر إِلى خمس وعشرين . وفي الحديث : إِني لكم فَرَطٌ على الحوض وإِنه سَيُؤتي بكم رَسَلاً رَسَلاً فتُرْهَقون عني ، أَي فِرَقاً . وجاءت الخيل أَرسالاً أَي قَطِيعاً قَطِيعاً . وراسَلَه مُراسَلة ، فهو مُراسِلٌ ورَسِيل . والرِّسْل والرِّسْلة : الرِّفْق والتُّؤَدة ؛ قال صخر الغَيِّ ويئس من أَصحابه أَن يَلْحَقوا به وأَحْدَق به أَعداؤه وأَيقن بالقتل فقال : لو أَنَّ حَوْلي من قُرَيْمٍ رَجْلا ، لمَنَعُوني نَجْدةً أَو رِسْلا أَي لمنعوني بقتال ، وهي النَّجْدة ، أَو بغير قتال ، وهي الرِّسْل . والتَّرسُّل كالرِّسْل . والتَّرسُّلُ في القراءة والترسيل واحد ؛
قال : وهو التحقيق بلا عَجَلة ، وقيل : بعضُه على أَثر بعض . وتَرَسَّل في قراءته : اتَّأَد فيها . وفي الحديث : كان في كلامه تَرْسِيلٌ أَي ترتيل ؛ يقال : تَرَسَّلَ الرجلُ في كلامه ومشيه إِذا لم يَعْجَل ، وهو والترسُّل سواء . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : إِذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ أَي تَأَنَّ ولا تَعْجَل . وفي الحديث : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إِن الأَرض إِذا دُفِن (* قوله « ان الأرض إذا دفن إلخ » هكذا في الأصل وليس في هذا الحديث ما يناسب لفظ المادة ، وقد ذكره ابن الأثير في ترجمة فدد بغير هذا اللفظ ) فيها الإِنسان ، قالت له رُبَّما مَشَيت عليَّ فَدَّاداً ذا مالٍ وذا خُيَلاء . وفي حديث آخر : أَيُّما رجلٍ كانت له إِبل لم يُؤَدِّ زكاتها بُطِحَ لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخفافها إِلاَّ من أَعْطَى في نَجْدتها ورِسْلها ؛ يريد الشِّدَّة والرخاء ، يقول : يُعْطي وهي سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ على مالكها إِخراجُها ، فتلك نَجْدَتها ، ويُعْطِي في رِسْلِها وهي مَهازِيلُ مُقارِبة ، قال أَبو عبيد : معناه إِلاَّ من أَعْطى في إِبله ما يَشُقُّ عليه إِعطاؤه فيكون نَجْدة عليه أَي شدَّة ، أَو يُعْطي ما يَهُون عليه إِعطاؤُه منها فيعطي ما يعطي مستهيناً به على رِسْله ؛ وقال ابن الأَعرابي في قوله : إِلا من أَعْطى في رِسْلها ؛ أَي بطِيب نفس منه . والرِّسْلُ في غير هذا : اللَّبَنُ ؛ يقال : كثر الرِّسْل العامَ أَي كثر اللبن ، وقد تقدم تفسيره أَيضاً في نجد . قال ابن الأَثير : وقيل ليس للهُزال فيه معنى لأَنه ذكر الرِّسْل بعد النَّجْدة على جهة التفخيم للإِبل ، فجرى مجرى قولهم إِلا من أَعْطى في سِمَنها وحسنها ووفور لبنها ، قال : وهذا كله يرجع إِلى معنى واحد فلا معنى للهُزال ، لأَن من بَذَل حق الله من المضنون به كان إِلى إِخراجه مما يهون عليه أَسهل ، فليس لذكر الهُزال بعد السِّمَن معنى ؛ قال ابن الأَثير : والأَحسن ، والله أَعلم ، أَن يكون المراد بالنَّجْدة الشدة والجَدْب ، وبالرِّسْل الرَّخاء والخِصْب ، لأَن الرِّسْل اللبن ، وإِنما يكثر في حال الرخاء والخِصْب ، فيكون المعنى أَنه يُخْرج حق الله تعالى في حال الضيق والسعة والجَدْب والخِصْب ، لأَنه إِذا أَخرج حقها في سنة الضيق والجدب كان ذلك شاقّاً عليه فإِنه إَجحاف به ، وإِذا أَخرج حقها في حال الرخاء كان ذلك سهلاً عليه ، ولذلك قيل في الحديث : يا رسول الله ، وما نَجْدتها ورِسْلها ؟، قال : عُسْرها ويسرها ، فسمى النَّجْدة عسراً والرِّسْل يسراً ، لأَن الجَدب عسر ، والخِصْب يسر ، فهذا الرجل يعطي حقها في حال الجدب والضيق وهو المراد بالنجدة ، وفي حال الخِصب والسعة وهو المراد بالرسل . وقولهم : افعلْ كذا وكذا على رِسْلك ، بالكسر ، أَي اتَّئدْ فيه كما يقال على هِينتك . وفي حديث صَفِيَّة : فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : على رِسْلكما أَي اتَّئِدا ولا تَعْجَلا ؛ يقال لمن يتأَنى ويعمل الشيء على هينته . الليث : الرَّسْل ، بفتح الراء ، الذي فيه لين واسترخاء ، يقال : ناقة رَسْلة القوائم أَي سَلِسة لَيِّنة المفاصل ؛
وأَنشد : برَسْلة وُثّق ملتقاها ، موضع جُلْب الكُور من مَطاها وسَيْرٌ رَسْلٌ : سَهْل . واسترسل الشيءُ : سَلِس . وناقة رَسْلة : سهلة السير ، وجَمَل رَسْلٌ كذلك ، وقد رَسِل رَسَلاً ورَسالة . وشعر رَسْل : مُسْترسِل . واسْتَرْسَلَ الشعرُ أَي صار سَبْطاً . وناقة مِرْسال : رَسْلة القوائم كثيرة الشعر في ساقيها طويلته . والمِرْسال : الناقة السهلة السير ، وإِبِل مَراسيلُ ؛ وفي قصيد كعب بن زهير : أَضحت سُعادُ بأَرض ، لا يُبَلِّغها إِلا العِتاقُ النَّجيبات المَراسِيل المَراسِيل : جمع مِرْسال وهي السريعة السير . ورجل فيه رَسْلة أَي كَسَل . وهم في رَسْلة من العيش أَي لين . أَبو زيد : الرَّسْل ، بسكون السين ، الطويل المسترسِل ، وقد رَسِل رَسَلاً ورَسالة ؛ وقول الأَعشى : غُولَيْن فوق عُوَّجٍ رِسال أَي قوائم طِوال . الليث : الاسترسال إِلى الإِنسان كالاستئناس والطمأْنينة ، يقال : غَبْنُ المسترسِل إِليك رِباً . واستَرْسَل إِليه أَي انبسط واستأْنس . وفي الحديث : أَيُّما مسلمٍ اسْتَرْسَل إِلى مسلم فغَبَنه فهو كذا ؛ الاسترسال : الاستئناس والطمأْنينة إِلى الإِنسان والثِّقةُ به فيما يُحَدِّثه ، وأَصله السكون والثبات . قال : والتَّرسُّل من الرِّسْل في الأُمور والمنطق كالتَّمهُّل والتوقُّر والتَّثَبُّت ، وجمع الرِّسالة الرَّسائل . قال ابن جَنْبة : التَّرسُّل في الكلام التَّوقُّر والتفهمُ والترفق من غير أَن يرفع صوته شديداً . والترسُّل في الركوب : أَن يبسط رجليه على الدابة حتى يُرْخِي ثيابه على رجليه حتى يُغَشِّيَهما ، قال : والترسل في القعود أَن يتربَّع ويُرْخي ثيابه على رجليه حوله . والإِرْسال : التوجيه ، وقد أَرْسَل إِليه ، والاسم الرِّسالة والرَّسالة والرَّسُول والرَّسِيل ؛ الأَخيرة عن ثعلب ؛
وأَنشد : لقد كَذَب الواشُون ما بُحْتُ عندهم بلَيْلى ، ولا أَرْسَلْتُهم برَسِيل والرَّسول : بمعنى الرِّسالة ، يؤنث ويُذكَّر ، فمن أَنَّث جمعه أَرْسُلاً ؛ قال الشاعر : قد أَتَتْها أَرْسُلي
ويقال : هي رَسُولك . وتَراسَل القومُ : أَرْسَل بعضُهم إِلى بعض . والرَّسول . الرِّسالة والمُرْسَل ؛
وأَنشد الجوهري في الرسول الرِّسالة للأَسعر الجُعفي : أَلا أَبْلِغ أَبا عمرو رَسُولاً ، بأَني عن فُتاحتكم غَنِيُّ عن فُتاحتكم أَي حُكْمكم ؛ ومثله لعباس بن مِرْداس : أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُفافاً رَسُولاً ، بَيْتُ أَهلك مُنْتهاها فأَنت الرَّسول حيث كان بمعنى الرِّسالة ؛ ومنه قول كثيِّر : لقد كَذَب الواشُون ما بُحتُ عندهم بسِرٍّ ، ولا أَرْسَلْتهم برَسُول وفي التنزيل العزيز : إِنَّا رَسُول رب العالمين ؛ ولم يقل رُسُل لأَن فَعُولاً وفَعِيلاً يستوي فيهما المذكر والمؤنث والواحد والجمع مثل عَدُوٍّ وصَدِيق ؛ وقول أَبي ذؤيب : أَلِكْني إِليها ، وخَيْرُ الرَّسو ل أَعْلَمهُم بنواحي الخَبَر أَراد بالرَّسول الرُّسُل ، فوضع الواحد موضع الجمع كقولهم كثر الدينار والدرهم ، لا يريدون به الدينار بعينه والدرهم بعينه ، إِنما يريدون كثرة الدنانير والدراهم ، والجمع أَرْسُل ورُسُل ورُسْل ورُسَلاء ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ، وقد يكون للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد ؛
وأَنشد ابن بري شاهداً على جمعه على أَرْسُل للهذلي : لو كان في قلبي كقَدْرِ قُلامة حُبًّا لغيرك ، ما أَتاها أَرْسُلي وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن : أَشهد أَن محمداً رسول الله ، أَعلم وأُبَيِّن أَن محمداً مُتابِعٌ للإِخبار عن الله عز وجل . والرَّسول : معناه في اللغة الذي يُتابِع أَخبار الذي بعثه أَخذاً من قولهم جاءت الإِبل رَسَلاً أَي متتابعة . وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله عز وجل حكاية عن موسى وأَخيه : فقُولا إِنَّا رسول رب العالمين ؛ معناه إِنا رِسالة رَبّ العالمين أَي ذَوَا رِسالة رب العالمين ؛
وأَنشد هو أَو غيره :. ما فُهْتُ عندهم بسِرٍّ ولا أَرسلتهم برَسول أَراد ولا أَرسلتهم برِسالة ؛ قال الأَزهري : وهذا قول الأَخفش . وسُمِّي الرَّسول رسولاً لأَنه ذو رَسُول أَي ذو رِسالة . والرَّسول : اسم من أَرسلت وكذلك الرِّسالة . ويقال : جاءت الإِبل أَرسالاً إِذا جاء منها رَسَلٌ بعد رَسَل . والإِبل إِذا وَرَدت الماء وهي كثيرة فإِن القَيِّم بها يوردها الحوض رَسَلاً بعد رَسَل ، ولا يوردها جملة فتزدحم على الحوض ولا تَرْوَى . وأَرسلت فلاناً في رِسالة ، فهو مُرْسَل ورَسول . وقوله عز وجل : وقومَ نوح لما كَذَّبوا الرُّسُل أَغرقناهم ؛ قال الزجاج : يَدُلُّ هذا اللفظ على أَن قوم نوح قد كَذَّبوا غير نوح ، عليه السلام ، بقوله الرُّسُل ، ويجوز أَن يُعْنى به نوح وحده لأَن من كَذَّب بنبيٍّ فقد كَذَّب بجميع الأَنبياء ، لأَنه مخالف للأَنبياء لأَن الأَنبياء ، عليهم السلام ، يؤمنون بالله وبجميع رسله ، ويجوز أَن يكون يعني به الواحد ويذكر لفظ الجنس كقولك : أَنت ممن يُنْفِق الدراهم أَي ممن نَفَقَتُه من هذا الجنس ؛ وقول الهذلي : حُبًّا لغيرك ما أَتاها أَرْسُلي ذهب ابن جني إِلى أَنه كَسَّر رسولاً على أَرْسُل ، وإِن كان الرسول هنا إِنما يراد به المرأَة لأَنها في غالب الأَمر مما يُسْتَخْدَم في هذا الباب . والرَّسِيل : المُوافِق لك في النِّضال ونحوه . والرَّسِيل : السَّهْل ؛ قال جُبَيْهاء الأَسدي : وقُمْتُ رَسِيلاً بالذي جاء يَبْتَغِي إِليه بَلِيجَ الوجه ، لست بِباسِ ؟
قال ابن الأَعرابي : العرب تسمي المُراسِل في الغِناء والعَمل المُتالي . وقوائم البعير : رِسالٌ . قال الأَزهري : سمعت العرب تقول للفحل العربي يُرْسَل في الشَّوْل ليضربها رَسِيل ؛ يقال : هذا رَسِيل بني فلان أَي فحل إِبلهم . وقد أَرْسَل بنو فلان رَسِيلَهم أَي فَحْلهم ، كأَنه فَعِيل بمعنى مُفْعَل ، من أَرْسَل ؛ قال : وهو كقوله عز وجل أَلم تلك آيات الكتاب الحكيم ؛ يريد ، والله أَعلم ، المُحْكَم ، دَلَّ على ذلك قوله : الر كتاب أُحْكِمَتْ آياته ؛ ومما يشاكله قولهم للمُنْذَرِ نَذير ، وللمُسْمَع سَمِيع . وحديثٌ مُرْسَل إِذا كان غير متصل الأَسناد ، وجمعه مَراسيل . والمُراسِل من النساء : التي تُراسِل الخُطَّاب ، وقيل : هي التي فارقها زوجها بأَيِّ وجه كان ، مات أَو طلقها ، وقيل : المُراسِل التي قد أَسَنَّتْ وفيها بَقِيَّة شباب ، والاسم الرِّسال . وفي حديث أَبي هريرة : أَن رجلاً من الأَنصار تزوَّج امرأَة مُراسِلاً ، يعني ثَيِّباً ، فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : فهَلاَّ بِكْراً تُلاعِبُها وتلاعِبك وقيل : امرأَة مُراسِل هي التي يموت زوجها أَو أَحَسَّت منه أَنه يريد تطليقها فهي تَزَيَّنُ لآخر ؛
وأَنشد المازني لجرير : يَمْشِي هُبَيرةُ بعد مَقْتَل شيخه ، مَشْيَ المُراسِل أُوذِنَتْ بطلاق يقول : ليس يطلب بدم أَبيه ، قال : المُراسِل التي طُلِّقت مرات فقد بَسَأَتْ بالطلاق أَي لا تُباليه ، يقول : فهُبَيرة قد بَسَأَ بأَن يُقْتَل له قتيل ولا يطلب بثأْره مُعَوَّدٌ ذلك مثل هذه المرأَة التي قد بَسَأَتْ بالطلاق أَي أَنِسَتْ به ، والله أَعلم . ويقال : جارية رُسُل إِذا كانت صغيرة لا تَخْتَمر ؛ قال عديّ بن زيد : ولقد أَلْهُو بِبِكْرٍ رُسُلٍ ، مَسُّها أَليَنُ من مَسِّ الرَّدَن وأَرْسَل الشيءَ : أَطلقه وأَهْمَله . وقوله عز وجل : أَلم تر أَنا أَرسلنا الشياطين على الكافرين تَؤُزُّهم أَزًّا ؛ قال الزجاج في قوله أَرْسَلْنا وجهان : أَحدهما أَنَّا خَلَّينا الشياطين وإِياهم فلم نَعْصِمهم من القَبول منهم ، قال : والوجه الثاني ، وهو المختار ، أَنهم أُرْسِلوا عليهم وقُيِّضوا لهم بكفرهم كما ، قال تعالى : ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نُقَيِّضْ له شيطاناً ؛ ومعنى الإِرسال هنا التسليط ؛ قال أَبو العباس : الفرق بين إِرسال الله عز وجل أَنبياءه وإِرْساله الشياطين علىأَعدائه في قوله تعالى : أَنا أَرسلنا الشياطين على الكافرين ، أَن إِرساله الأَنبياء إِنما هو وَحْيُه إِليهم أَن أَنذِروا عبادي ، وإِرساله الشياطينَ على الكافرين تَخْلِيَتُه وإِياهم كما تقول : كان لي طائر فأَرْسَلْته أَي خليته وأَطلقته . والمُرْسَلات ، في التنزيل : الرياح ، وقيل الخَيْل ، وقال ثعلب : الملائكة . والمُرْسَلة : قِلادة تقع على الصدر ، وقيل : المُرْسَلة القِلادة فيها الخَرَزُ وغيرها . والرِّسْل : اللَّبن ما كان . وأَرْسَل القومُ فهم مُرْسلون : كَثُر رِسْلُهم ، وصار لهم اللبن من مواشيهم ؛
وأَنشد ابن بري : دعانا المُرْسِلون إِلى بِلادٍ ، بها الحُولُ المَفارِقُ والحِقاق ورَجُلٌ مُرَسِّلٌ : كثير الرِّسْل واللبن والشِّرْب ؛ قال تأَبَّط شَرًّا : ولست براعي ثَلَّةٍ قام وَسْطَها ، طوِيل العصا غُرْنَيْقِ ضَحْلٍ مُرَسِّل مُرَسِّل : كثير اللبن فهو كالغُرْنَيْق ، وهو شبه الكُرْكِيّ في الماء أَبداً . والرَّسَلُ : ذوات اللبن . وفي حديث أَبي سعيد الخُدْري : أَنه ، قال رأَيت في عام كثر فيه الرِّسْل البياضَ أَكثر من السَّواد ، ثم رأَيت بعد ذلك في عام كثر فيه التمر السَّوادَ أَكثر من البياض ؛ الرِّسْل : اللبن وهو البياض إِذا كَثُر قَلَّ التَّمْر وهو السَّواد ، وأَهل البَدْو يقولون إِذا كثر البياض قَلَّ السواد ، وإِذا كثر السواد قَلَّ البياض . والرِّسْلان من الفرس : أَطراف العضدين . والراسِلان : الكَتِفان ، وقيل عِرْقان فيهما ، وقيل الوابِلَتان . وأَلقَى الكلامَ على رُسَيْلاته أَي تَهاوَن به . والرُّسَيْلي ، مقصور : دُوَيْبَّة . وأُمُّ رِسالة : الرَّخَمة . "