الصَّوْبُ : الانْصِبَابُ من صَبَّه إِذَا أَراقَه فانْصَبّ كالانْصِيَاب . يقَالُ : صَابَ المَطَرُ صَوْباً وانْصَابَ كِلاَهُمَا بمَعْنَى انْصَبَّ . الصَّوْبُ : الصَّيِّبُ كَسَيِّدٍ . يُقَالُ : مَطَر صَوْبٌ وصَيِّبٌ كالصَّيُّوبِ وَهُوَ شَاذٌّ خَصَّه أَكْثَرُ مَنء نَقَلَه بالضَّرُورَة قَالَه شَيْخُنَا . قلتُ : وهَذَا نَقَلَه ابنُ دُرَيْد فقال مَطَرٌ صَيُّوبٌ مِثَالُ تَنُّور فَيَعْوُل من الصَّوْب أَي كَثِير الانْسِكاب . قال تعالى : أَو كَصَيِّبٍ من السِّمَاءِ قال أَبُو إِسْحاق : الصَّيِّبُ هُنَا المَطَر . وفي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاء : اللهم اسقِنَا غَيْثاً صَيِّباً أَي مُنْهَمِراً مُتَدَفِّقاً . وفي لسان العرب : الصَّيِّبُ : السَّحَابُ ذو الصَّوْب . الصَّوْبُ : ضِدُّ الخَطَإِ كالصَّوَاب . قَوْلٌ صَوْبٌ وصَوَابٌ وقَوْلُهم : دَعْنِي وعَلَيّ خَطَئي وصَوْبِي أَي صَوَابِي . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ وابْنُ هِشَام في شَرْح الكَعْبِيَّة لأَوْسِ بْنِ غَلْفَاءَ :
أَلا قالت أُمَامَةُ يومَ غُولٍ ... تَقْطَّع بابْنِ غَلْفَاءَ الحِبالُ
دَعِينِي إِنَّمَا خَطَئي وصَوْبِي ... علَيَّ وإِنَّ مَا أَهْلَكْتُ مَالُ
في لسان العرب : وإِنَّ مَا كَذَا مُنْفَصِلَة . قوله : مالُ بالرَّفْع أَي وإِنَّ الذي أَهْلكتُ إِنَّمَا هو مَالٌ . الصَّوْبُ : القَصْدُ كالإِصَابَة . قال الأَصْمَعِيّ : يُقَالُ : أَصَابَ فُلاَنٌ الصَّوَابَ فأَخْطَأَ الجَوَابَ مَعْنَاهُ أَنَّه قَصَدَ الصَّوَابَ وأَرادَه فأَخْطَأَ مُرَادَه ولم يَعْمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ . انتهى . ويقال : صَابَ السهمُ نَحْوَ الرَّمِيَّة يَصُوبُ صَوْباً وصَيْبُوبَةً وأَصَابَ إِذَا قَصَدَ ولم يَجُرْ . وصَاب السَّهْمُ القِرْطَاسَ صَيْباً لُغَةٌ في أَصَابَه . وإِنَّه لَسَهْمٌ صَائِبٌ أَي قَاصِدٌ . والعربُ تَقَولُ للسَّائِر في فَلاَةٍ يَقْطَع بالحَدْسِ إِذا زَاغَ عن القَصْد : أَقِمْ صَوْبَكَ أَي قَصْدَك . وفُلاَنٌ مُسْتَقِيمُ الصَّوْب إِذا لم يَزْغ عن قَصْدِه يَمِيناً وشِمَالاً في مَسِيرهِ . وفي المَثَلِ : معَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِب . الصَّوْبُ : المَجيءُ من مكان علٍ وقَدْ صَابَ . وكُلُّ نَازِلٍ من عُلُوٍّ إِلَى استِفَال فهو صَابَ يَصُوبُ وأَنشد :
فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولكِنْ لمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ مِنْ جَوٍّ السَّمَاءِ يَصُوبُ قال ابن بَرِّيّ : البَيْتُ لِرَجُلٍ من عَبْدِ القَيْشِ يَمْدَحُ النُّعْمَانَ وقِيلَ : هُوَ لأَبِي وَجْزَةَ يَمْدَحُ عَبْد اللهِ بْن الزُّبَيْرِ وقِيلَ : هو لعَلْقَمَة بْن عَبَدة . كالتَّصَوُّب وهو حَدَبٌ في حُدُورٍ . والتَّصَوُّبُ أَيْضاً : الانْحِدَارُ . الصَّوْبُ : لَقَبُ رَجُل من العَرَبِ وهو أَبُو قَبِيلَة مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِل . قال رَجُلٌ مِنْهُم في كَلاَمِه كأَنَّه يُخَاطِبُ بَعِيرَه : حَوْب حَوْب إِنَّه يومُ دَعْقٍ وشَوْب لا لَعاً لِبَنِي الصَّوْبِ . الصَّوْبُ : الإِرَاقَةُ . يُقَالُ : صَابَ المَاءَ وصَوَّبَهُ : صَبَّه وأَرَاقَه . أَنْشَد ثَعْلَبٌ في صفة سَاقِيَيْن :
" وحَبَشِيَّيْن إِذَا تَحَلَّبا
" قَالاَ نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ وصَوَّبا الصَّوْبُ : مَجِيءُ السَّمَاءِ بالمَطَرِ . وقال اللَّيْثُ : الصَّوْبُ : المَطَرُ . وصَابَ الغَيْثُ بمكان كَذَا وكَذَا . وصَابَتِ السَماءُ الأَرْضَ : جَادَتْهَا . وصَابَ أَي نَزَل . قَالَه ابن السيد في الفرق . وصَابَه المَطَر أَي مُطِرَ . وفي قول الشاعر :
فسَقَى دِيَارَك غَيْرَ مُفْسِدِهَا ... صَوْبُ الرَّبِيعِ وَدِيمَةٌ تَهْمِي قال شَيْخُنا : جَوَّزَ ابْنُ هِشَامٍ كَوْنَ الصَّوْبِ بمَعْنَى النُّزُول مِنْ صَابَ وكَوْنَه بمَعْنَى المَطَر . وعَلَى الثَّانِي مَعْنَاه الفَضْل . والصَّوْبُ أَيضاً بمَعْنَى النَّاحِيَة والجِهَة وقَد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ وجَعَلَه بعضُهم استْعَارَةً مِن الصَّوْبِ بمَعْنَى المَطَر . والصَّحِيحُ أَنه حَقِيقَةٌ في الجَانِبِ والجِهَةِ عَلَى مَا فِي التَّهْذِيبِ والمِصْبَاح وذكره الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة وابْنُ هِشَام في شَرْحِ الكَعْبِيَّة كما ذَكَرَه شَيْخُنَا . والإِصَابَةُ : خِلاَفُ الإِصْعَاد وقَد أَصَابَ الرَّجُلُ . قال كَثَيِّر عَزّة :
ويَصْدُرُ شَتَّى من مُصِيبٍ ومُصْعِدٍ ... إِذَا مَا خَلَت مِمَّن يَحِلُّ المَنَازِلُ الإِصَابَةُ : الإِتْيَانُ بالصَّوَاب . وأَصَابَ : جَاءَ بالصَّوَاب . الإِصَابَةُ أَيضاً إِرَادَتُه أَي الصَّوَاب . وأَصَابَ في قَوْلِه وأَصَابَ القْرْطَاسَ وأَصَاب في القِرطَاس إِذا لم يُخْطِئ . الإِصَابَةُ : الوِجْدَانُ . يُقَالُ : أَصَابَهُ : رَآه صَوَاباً وَوَجَدَه صَوَاباً . وفي حِدِيثِ أَبِي وَائِل : كان يُسْأَلُ عن التَّفْسِيرِ فَيَقُولَ : أَصَابَ اللهُ الَّذِي أَرَادَ يَعْنِي أَرَادَ اللهُ الذِي أَرَادَ وأَصْلُه من الصَّوَابِ . وقَوْلُهُم للشِّدَّةِ إِذَا نَزَلَت : صَابَت بِقُرٍّ أَيْ صَارَتِ الشِّدَّةُ في قَرَارِهَا . وفي الأَسَاسِ ومن المَجَاز : أَصَابَ الشيءَ : وَجَدَه . وأَصَابَه أَيْضاً : أَرادَه . قلْتُ : وبِه فَسَّرَ أَبُو بَكْر قَوْلَه تَعَالى : تَجْري بأَمْرِه رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ قال : أَرَادَ : حَيْثُ أَرَادَ . وأَنشد :
وغَيَّرَهَا مَا غَيَّر النَّاسَ قَبْلَهَا ... فَنَاءَتْ وحَاجَاتُ النُّفُوسِ تُصِيبُهَاأَراد تُرِيدُهَا ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَصَابَ مِن الصَّوَابِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الخَطَإِ ؛ لأَنَّه لاَ يَكُونُ مُصِيباً ومُخْطِئاً في حال واحدة كذا في لِسَان العَرَب وراجع شَرْحَ المَقَامَات للشّرِيشِيّ وقَوْل رُؤْبَة فِيهِ :
" ... أَين تُصِيبَان وأَصَابَ الإِنسانُ من المَالِ وغَيْرِهِ أَيْ أَخَذَ وتَنَاوَلَ . وفي الحدِيث : يُصِيبُونَ مَا أَصَابَ النَّاسُ أَي ينالون مَا نَالُوا . وفي الحدِيث أَنَّه كَانَ يُصِيبُ من رَأْسِ بَعْضِ نِسَائِه وَهُوَ صَائِمٌ أَرَادَ التَّقْبِيلَ . الإِصَابَةُ : الاحْتِيَاجُ وأَصَابَه أَحْوَجَه . الإِصَابَةُ : التَّفْجِيعُ أَصَابَه بكذا : فَجَعَه بِهِ . وأَصَابَهم الدَّهْرُ بِنُفُوسِهِم وأَمْوَالهم : جَاجَهُم فيها فَفَجَعَهُم كالمُصَابَةِ والمُصَابِ . قال الحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ المَخْزُوميُّ :
أَسُلَيْمَ إِنّ مُصَابَكُم رَجُلاً ... أَهْدَى السَّلاَمَ تَحِيَّةً ظُلْمُ
أَقْصدْتِه وأَرَادَ سِلْمَكُمُ ... إِذ جَاءَكم فَلْيَنْفَعِ السِّلْمُ قال ابن بَرّيّ : هذا البَيْتُ لَيْسَ للعَرْجِيّ كما ظَنَّه الحَرِيرِيّ فقال في دُرَّةِ الغَوَّاصِ : هو للعَرْجِيّ وصَوَابُه : أَظُلَيْم تَرْخِيم ظُلَيْمَة وظُلَيْمَة تَصْغِير ظَلُوم تَصْغِير التَّرْخِيم . ويروى : أَظَلُوم إِنَّ مُصَابَكم . وظُلَيْم هي أُمُّ عِمْرَان زوْجَةُ عَبْد الله بْنِ مُطِيع وَكَانَ الحَارِثُ يَنْسِبُ بِهَا ولَمَّا مات زَوْجُهَا تَزَوَّجَهَا وَرَجُلاً مَنْصُوب بمُصَابٍ . يعني إِنَّ إِصَابَتَكُم رَجُلاً وظُلْم خَبَر إِنّ كَذَا فِي لِسَانِ العَرب . وعن ابن الأَعرابيّ : ما كنتُ مُصَاباً ولقد أُصِبْتُ . وإِذا قال الرَّجُلُ لآخَر : أَنْتَ مُصَابٌ قال : أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّي حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ . وأَصَابَتْه مُصِيبَةٌ فهو مُصَابٌ . والصَّابَةُ : المُصِيبَةُ مَا أَصَابَكَ من الدَّهْر كالمُصَابَةِ والمَصُوبَة بضَمِّ الصَّاد والتَّاء للتَّأْنِيث أَو للمُبَالَغَة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ . وفي التهذيب : قال الزّجّاج : أَجْمَعَ النَّخْوِيُّون على أَنْ حَكَوا مَصَائِب في جَمع مُصِيبَة بالهَمْزِ وأَجْمَعُوا أَن الاخْتِيَار مَصَاوِب وإِنَّمَا مَصَائِب عِنْدَهُم بالهَمْزِ مِنَ الشَّاذِّ . قَالَ : وَهَذَا عِنْدِي إِنَّمَا هُوَ بَدَل من الوَاوِ المَكْسُورَة كما قَالُوا : وِسَادَة وإِسَادَةٌ . وزَعَم الأَخْفَشُ أَنَّ مَصَائِبَ إِنَّمَا وَقعت الهَمْزَة فيها بَدَلاً مِن الوَاوِ لأَنَّهَا أَغْلَبُ في مُصيبَة . قَالَ الزَّجَّاجُ : وَهَذَا رَدِيء ؛ لأَنَّه يَلْزمُ أَنْ يُقَالَ في مَقَام مَقَائم وفي مَعُونَة مَعَائِن . وقال أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى : مُصِيبَةٌ كَانَتْ في الأَصْلِ مُصْوِبَة أَلْقَوْا حَرَكَةَ الْوَاوِ عَلَى الصَّادِ فانْكَسَرَتْ وَقَلَبُوا الوَاو يَاءً لِكَسْرَةِ الصَّادِ . وقَال ابنُ بُزُرْج : تَرَكتُ النَّاسَ على مُصَابَاتِهِم أَي على طَبَقَاتِهم ومَنَازِلِهِم . وفي الحديث : مَنْ يُرِد اللهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْه . أِي ابْتَلاَهُ بالمَصَائِبِ ليُثيبَه عَلَيْهَا وهو الأَمْرُ المَكْرُوهُ يَنْزِل بالإِنْسَان . ونَقَلَ شيخُنَا في التَّوْشِيح أَنَّ أَصْلَ المُصِيبَةِ الرَّمْيَةُ بالسَّهْمِ ثم اسْتُعْمِلَت في كل نَازِلَةٍ . الصَّابَةُ : الضَّعْفُ في العَقْلِ . يقال : رَجُلٌ مُصَابٌ . وفي عَقْل فلانٍ صَابَةٌ أَي فَتْرَةٌ وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنُون . وفي التهذيب : كأَنَّه مَجْنُون . ويُقَال للمَجْنُون مُصَابٌ . والمُصَابُ : قَصَبُ السُّكَّرِ كذا في لسَان العَرَب . الصَّابَةُ : شَجَرٌ مُرٌّ . وفي التَّهْذِيبِ عَن الأَصْمَعِيّ : الصَّابُ والسُّلَع : ضَرْبَانِ من الشَّجَرِ مُرَّان ج : صَابٌ . وَوَهِمَ الجَوْهريّ في قَوْله عُصَارَة شَجَر مُرٍّ . قال الهُذَلِيّ :
إِني أَرِقْتُ فَبِتُّ اللَّيْلَ مُشْتَجِراً ... كأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُقَال الصَّاغَانِيّ : وإِنما أَخَذَه من كِتَاب اللَّيْثِ . أَلَيْسَ أَنَّه يُقَالُ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوح أَي مَشْقُوقٌ والعُصَارَة لا تُذْبَح وإِنما تُذْبَح الشَّجَرَةُ فَتَخْرج منْهَا العُصَارَة . والرِّوَايَةُ في البَيْتِ . نَامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللَّيْلَ . قلت : وذَكَر ابنُ سِيدَه الوَجْهَيْن فَفِي المحكم : الصَّابُ : عُصَارَة شَجَرٍ مُرٍّ وقيل : هو عُصَارَة الصَّبِر وقِيلَ : هُوَ شَجَرٌ إِذا اعْتُصِر خَرَجَ منه كَهَيْئَةِ اللَّبَنِ فربما نَزَتْ مِنه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرَةٌ فَتَقَع في العَيْنِ فكأَنَّهَا شَهَابُ نارٍ وربما أَضْعَفَ البَصَرَ وأَنْشَد قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْب السَّابِقِ . قال : والمُشْتَجِر : الَّذِي يَضعُ يَدَه تَحْتَ حَنَكِه مُذَّكِّراً لِشِدَّةِ هَمِّه . ثم قَال : وقَال ابْنُ جِنِّي : عَيْنُ الصَّابِ واو قِيَاساً واشْتِقَاقاً . أَمَّا القِيَاسُ فلأَنَّهَا عَيْن والأَكْثَرُ أَنْ تَكُونَ وَاواً . وأَمَّا الاشْتِقاقُ فلأَنَّ الصَّابَ شَجَرٌ إِذَا أَصَابَ العَيْنَ حَلَبَهَا وهو أَيضاً شَجَرٌ إِذَا شُقَّ سَالَ منه المَاءُ وكِلاَهُمَا مِن مَعْنَى صَابَ يَصُوبُ إِذَا انْحَدَرَ . السَّهْمُ الصَّيُوبُ كَصَبُورٍ في مَعْنى الصَّائِب . ومن المَجَازِ : رَأْيٌ مُصِيبٌ وصَائب . كالصَّوِيب بمَعْنَى صَائب . وفي لسان العرب : قال ابنُ جنِّي : لم نَعْلَم في اللُغَة صِفَةً على فَعِيل مِمَّا صَحَّتْ فَاؤُه ولاَمُه وعِيْنه وَاوٌ إِلا قَوْلَهم طَوِيلٌ وقَوِيمٌ وصَوِيبٌ . قال : فأَمَّا العَوِيص فصِفَةٌ غَالِبَةٌ تَجْرِي مَجْرَى الاسْمِ وَهَذَا في المُحْكَم . قال شَيْخُنَا : وهو في مُهمّاتِ النَّظَائِرِ والأَشْبَاهِ . يقال : هو في صوَّابَة القَوْمِ أَي في لُبَابِهِم . وصَوَّابَةُ القَوْمِ : جَمَاعَتهم كَصُيَّابَتِهِم وصُيَّابهم تُذْكَرُ في الياءِ لأَنَّها يَائِيَّةٌ وَاوِيَّةٌ . من المَجَازِ : اسْتَصَابَه أَي الرَّأْيَ بمَعْنَى اسْتَصْوَبَه . وقَالَ ثَعْلَبٌ : اسْتَصَبْتُه قيَاسٌ . والعَرَبُ تَقُولُ : استَصْوَبْتُ رأَْيَك . وصَوَّبَهُ : قَالَ لَهُ أَصَبْتَ . وتَقُولُ : إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئنِي وإِنْ أَصَبْتُ فصَوِّبْنِي . من المجَاز : صَوَّبَ اللهُ رَأْسَه : خَفَضَه . والتَّصْوِيبُ : خِلافُ التَّصْعِيدِ . وفي التَّهْذِيبِ : صَوّبتُ الإِنَاءَ وَرَأْسَ الخَشَبَة إِذا خَفَضْتَه . وكُرِهَ تَصْوِيبُ الرَّأْسِ في الصَّلاَةِ . وفي الحَدِيثِ : مَن قَطَع سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رَأْسَهُ في النَّارِ . سُئلَ أَبُو دَاوود السِّجِسْتَانِيّ عَن هَذَا الحَدِيث فقال : هو مُخْتَصر ومَعْنَاه : مَنْ قَطَع سِدْرَةً في فَلاَة يَسْتَظِلُّ بها ابْنُ السَّبِيل بِغَيْرِ حَقٍّ يكون له فِيها صَوَّبَ الله رَأْسَه أَي نَكَّسه . ومنه الحَدِيثُ : وصَوَّبَ يَدَهُ أَي خَفَضَهَا كذا في لِسَانِ العَرَبِ . عن ابن الأَعْرَابِيّ : المِصْوَبُ أَي كمِنْبَر : المِغْرَفَة عن ابْنِ الأَعْرَابيِّ . والصُّوبَةُ بالضَّمِّ : كُلُّ مُجْتَمِع عن كُرَاع أَو الصُّوبَةُ : الجَمَاعَة مِنَ الطَّعَام والصُّوبَةُ : الكُدْسَةُ من الحِنْطَة والتَّمْرِ وغَيْرِهِما . والصُّوبَةُ : الكَبْشَة من تُرَابٍ أَو غَيْرِه . وعن ابن السكّيت : الصُّوبَةُ : الجَرِينُ أَي مَوْضِعُ التَّمْرِ . وحكى اللِّحْيَانيّ عن أَبِي الدِّينَارِ الأَعْرَابِيّ : دخلتُ عَلَى فلان فإِذَا الدَّنَانِير صُوبَةٌ بَيْن يَدَيْه أَي كُدْسٌ مَهِيلَةٌ . ومن رَوَاه فإِذَا الدِّينَار ذَهَبَ بالدِّينَارِ إِلَى مَعْنَى الجِنْسِ لأَنّ الدِّينَارَ الوَاحدَ لا يَكُون صُوبَةً هكَذَا في لِسَانِ الْعَرَب . غَيْر أَنِّي رَأَيْتُ في الأَسَاسِ قَوْلَهُم : والدَّنَانِير صُوبةٌ بَيْن يَدَيْهِ مَهِيلة فليُنْظَرْ . صَوْبَة بالفتح بلا لام : فَرَسَانِ لحسان بن مُرَّة بْنِ جَنْدَلَة مِنْ بَنِي سَدُوس فرس العَبَّاس بْنِ مَرْدَاس السُّلَمِيّ نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : صَوَّبتُ الفَرَسَ إذَا أَرْسَلْتَه في الجَرْي . قال امْرُؤُ القَيْس :
" فَصَوَّبْتُهُ كأَنَّهُ صَوْبُ غَبْيَةٍعَلَى الأَمْعَزِ الضَّاحِي إِذَا سِيطَ أَحْضَرَاوالصِّيَابُ جَمْع صَائِب كَصَاحِب وصِحَاب وأَعَلَّ العَيْنَ في الجَمْع كما أَعَلَّهَا في الوَاحِد كَصَائِم وصِيَام وقَائِم وقِيَام . هَذَا إِذَا كَانَ صِيَابٌ من الوَاوِ ومن الصَّوَاب في الرَّمْي . وإِنْ كَانَ مِنْ صَابَ السَهْمُ الهَدفَ يَصْيبُه فاليَاء فِيه أَصْل وأَمَّا مَا أَنْشَدَه ابن الأَعْرَابِيّ :
" فكَيْفَ تُرَجِّي العَاذِلاَتُ تَجَلُّدِي
" وصَبْرِي إِذَا ما النَّفْسُ صِيبَ حَمِيمُهَا فإِنَّه كَقَوْلِكَ : قُصْدَ . قال : ويَكُونُ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَال : صَابَ السَّهْمُ . قَالَ : ولا أَدْرِي كَيْفَ هَذَا لأَنَّ صَابَ السَّهمُ غَيْرُ مُتَعَدّ . قَالَ : وعِنْدِي أَنَّ صِيبَ هُنَا مِنْ قَوْلهم : صَابَتِ السَّمَاءُ الأَرْضَ : أَصَابتها تَصُوبُ فكأَنَّ المَنِيَّة صَابَت الحَمِيمَ فأَصَابَتْه بصَوْبِهَا كَذَا في لِسَان العَرَبِ . وصَابُوا بِهِم : وقَعُوا بِهِم وبِه فُسِّر قَوْلُ الهُذَلِيّ :
صَابُوا بِسِتَّةِ أَبْيَاتٍ وأَرْبَعَةٍ ... حَتَّى كأَنَّ عَلَيْهِم جَابِئاً لُبَداً الجَابئ : الجَرَادُ . واللُّبَدُ : الكَثِيرُ وقد سَمَّوا صَوَاباً كَسَحَابٍ