طَشَّتِ فلانٌ: جاءَ منه طُشاشٌ؛ إذا كان مَزْكُومًا
طَشَّ نثَر ما في أَنفِه
طَشَّ: أَصَابَ عينَهُ الطَّشَاشُ
طَشَّتِ الطَّشَاشُ الأَرضَ : أَصَابها
طُشَّ الأَرضُ: أَصابها الطَّشَاشُ
أَطَشَّ : (فعل)
أَطَشَّتِ السماءُ: طَشَّتْ
طَوَّشَ : (فعل)
طَوَّشَ فلانٌ: مَطَلَ غريمَهُ
طَوَّشَ فلاناً: خَصَاهُ وجَبَّ ذَكَرَهُ
طاش : (فعل)
طاشَ يَطِيش ، طِشْ ، طَيْشًا وطَيَشَانًا ، فهو طائش
طاش : اضطرب وانْحَرَفَ
طاش فلانٌ: نَزِقَ وزَلّ انحرف عن السُّلوك القويم، وأخطأ
وطاش عقلُه: خفَّت وتَشتَّتَ فجهِلَ أَو أَخطأَ
طاش السهمُ : مال وانحرَف
طَاشَتْ حَرَكَاتُهُ : خَفَّتْ وَنَزَقَتْ
طاش سهمُه: أخطأ الهدف، ضَلَّ
طَشّ : (اسم)
الطَّشُّ : الطَّشَاشُ
,
الطَشُّ
ـ الطَشُّ وطَشيشُ: المَطَرُ الضَّعيفُ، وهو فوقَ الرَّذاذِ، طَشَّتِ السماءُ تَطُشُّ وتَطِشُّ وأطَشَّتْ. ـ طَشاشُ: كالرَّشاشِ، ـ طُشاشُ: داءٌ كالزّكامِ، كالطُّشَّةِ، وقد طُش الرجلُ. ـ طِشَّةُ: الصغيرُ من الصِّبْيَانِ.
قال : فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ عليَّ ، ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا حُدْباً : يعني دَواهِيَ ، وكذلك اطَّرَدَه ؛ قال طريح : أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب ، وأَصْبَحَتْ زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِباب والطَّرِيدُ : المَطْرُودُ من الناس ، وفي المحكم المَطْرُود ، والأُنثى طَريدٌ وطَريدة ؛ وجمعهما مَعاً طَرائِدُ . وناقة طَريدٌ ، بغير هاء : طُرِدَتْ فَذُهِبَ بها كذلك ، وجمعها طَرائِدُ . ويقال : طَردْتُ فلاناً فَذَهَبَ ، ولا يقال فاطَّرَدَ . قال الجوهري : لا يُقالُ مِن هذا انْفَعَلَ ولا افْتَعَلَ إِلا في لغة رديئة . والطَّرْدُ : الإِبْعَادُ ، وكذلك الطَّرَدُ ، بالتحريك . والرجل مَطْرُودٌ وطَريدٌ . ومرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهم أَي يَشُلُّهم ويَكْسَو هُمْ . وطَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً وطَرَداً أَي ضَمَمْتُها من نواحيها ، وأَطْرَدْتُها أَي أَمرتُ بِطَرْدِها . وفلانٌ أَطْرَدَه السلطان إِذا أَمر بإِخْراجه عن بَلَده . قال ابن السكيت : أَطْرَدْتُه إِذا صَيَّرْتَه طريداً ، وطَرَدْتُه إِذا نَفَيْتَه عنك وقلتَ له : اذهب عنا . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَطْرَدْنا المُعْتَرفِينَ . يقال : أَطْرَدَه السلطانُ وطَرَدَه أَخرجه عن بَلدِه ، وحَقِيقَتُه أَنه صيَّره طريداً . وطَرَدْتُ الرجل طَرْداً إِذا أَبْعَدته ، وطَرَدْتُ القومَ إِذا أَتَيْتَ عليهم وجُزْتَهُم . وفي حديث قيام الليل : هو قُرْبَةٌ إِلى الله تعالى ومَطْرَدَةُ الداء عن الجَسَد أَي أَنها حالةٌ من شأْنها إِبْعادُ الداء أَو مكانٌ يَخْتَصُّ به ويُعْرَفُ ، وهي مَفْعَلة من الطَّرْدِ . والطَّريدُ : الرجل يُولَدُ بعدَ أَخيه فالثاني طَريدُ الأَول ؛
يقال : هو طريدُه . والليل والنهار طَريدان ، كلُّ واحد منهما طريد صاحبه ؛ قال الشاعر : يُعيدانِ لي ما أَمضيا ، وهما معاً طَريدانِ لاَ يَسْتَلْهِيان قَرارِي وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ : وهو المتتابع في سيره ولا يَكْبو ؛ قال أَبو النجم : فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْديّ وطَرَدْتُ الرجل إِذا نَحَّيْتَهُ . وأَطْرَدَ الرجلَ : جعله طَريداً ونفاه . ابن شميل : أَطرَدْتُ الرجل جعلته طريداً لا يأْمن . وطَرَدْتُه : نَحَّيْتُه ثم يَأْمَنُ . وطَرَدَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ طَرْداً : نَحَّتْه وأَرهَقَتْه . قال سيبويه : يقال طَرَدْتُه فذهب ، لا مضارع له من لفظه . والطريدة : ما طَرَدْتَ من صَيْدٍ وغيره . طَرَّادٌ : واسع يَطَّرِدُ فيه السَّرابُ . ومكان طَرَّادٌ أَي واسعٌ . وسَطْحُ طَرَّادٌ : مستو واسع ؛ ومنه قول العجاج : وكم قَطَعْنا من خِفافٍ حُمْسِ ، غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ ، وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كال ?? ُّرْسِ ، وعْرٍ ، نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ ، والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ قوله نُسامِيها أَي نُغالبها . بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذي وَطْءٍ شديد . يقال : وهسه أَي وَطِئَه وَطْأً شديداً يَهِسُه وكذلك وعَسَه ؛ وخَرَج فلان يَطْرُد حمر الوحش . والريح تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ على وجْه الأَرض ، وهو عَصْفُها وذَهابُها بِها . والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً ؛ قال ذو الرمة : كأَنه ، والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه ، أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الريح مَنْتوج واطَّرَدَ الشيءُ : تَبِعَ بعضُه بعضاً وجرى . واطَّرَدَ الأَمرُ : استقامَ . واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً . واطَّرَدَ الكلامُ إِذا تتابَع . واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه ؛ قال قيس بن الخطيم : أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط يرى بعضها في إِثر بعض فكأَنها مُتَتابعَة ؛ وقولُ الراعي يصف الإِبل واتِّباعَها مواضع القطر : سيكفيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ ، كَجَنْدَلِ لُبْنَ ، تَطّرِدُ الصِّلالا أَي تَتَتابَعُ إِلى الارَضِين الممطورة لتشرب منها فهي تُسْرِعُ وتَسْتَمرُّ إِليها ، وحذَفَ فأَوْصَلَ الفعل وأَعْمَلَه . والماءُ الطَّرِدُ : الذي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فيه وتدفعه أَي تتتابع . وفي حديث قتادة في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ والماءِ الطَّرِدِ ؛ هو الذي تَخُوضه الدوابُّ . ورَمْلٌ مُتَطارِد : يَطْرُدُ بعضُه بعضاً ويتبعه ؛ قال كثير عزة : ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ ، بعدَما جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ : سريعُ الجَرْيَة . والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري . وفي حديث الإِسراء : وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وهما يَفْتَعِلان . وأَمرٌ مُطَّردٌ : مستقيم على جهته . وفلان يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مستقيماً . والمُطارَدَة في القتال : أَن يَطْرُدَ بعضُهم بعضاً . والفارس يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عليه قِرْنُه ثم يَكُرُّ عليه ، وذلك أَنه يَتَحَيَّزُ في اسْتِطْرادِه إِلى فئته وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته ، وقد اسْتَطْرَدَ له وذلك ضَرْب من المَكِيدَة . وفي الحديث : كنت أُطارِدُ حيَّةً أَي أَخْدَعُها لأَصِيدَها ؛ ومنه طِرادُ الصَّيْد . ومُطارَدَة الأَقران والفُرْسان وطِرادُهم : هو أَن يَحْمِلَ بعضهم على بعض في الحرب وغيرها . يقال : هم فرسان الطِّرادِ . والمِطْرَدُ : رُمْحٌ قصير تُطْعَنُ به حُمُر الوحش ؛ وقال ابن سيده : المِطْرَد ، بالكسر ، رمح قصير يُطْرَد به ، وقيل : يُطْرَد به الوحش . والطِّرادُ : الرمح القصير لأَن صاحبه يُطارِدُ به . ابن سيده : والمِطْرَدُ من الرمح ما بين الجُبَّةِ والعالية . والطَّرِيدَةُ : ما طَرَدْتَ من وحش ونحوه . وفي حديث مجاهد : إِذا كان عند اطِّراد الخيل وعند سَلِّ السيوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُهُ تكبيراً . الاضْطِرادُ : هو الطِّرادُ ، وهو افتِعالٌ ، من طِرادِ الخَيْل ، وهو عَدْوُها وتتابعها ، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً . والطَّريدة : قَصَبَة فيها حُزَّة تُوضَع على المَغازِلِ والعُودِ والقِداح فَتُنْحَتُ عليها وتُبْرَى بها ؛ قال الشماخُ يصف قوساً : أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها ، كما قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ أَبو الهيثم : الطَّرِيدَةُ السَّفَن وهي قَصَبة تُجَوَّفُ ثم يُغْفَرُ منها مواضع فَيُتَّبَعُ بها جَذْب السَّهْم . وقال أَبو حنيفة : الطَّرِيدَة قِطْعَةُ عُودٍ صغيرة في هيئة المِيزابِ كأَنها نصف قَصَبة ، سَعَتُها بقدر ما يَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ . والطَّرِيدَةُ : الخِرْقَة الطويلة من الحرير . وفي حديث مُعاوية : أَنه صَعِدَ المنبر وبيده طَرِيدَةٌ ؛ التفسير لابن الأَعرابي حكاه الهرويّ في الغريبين . أَبو عمرو : الجُبَّةُ الخِرْقَة المُدَوَّرَة ، وإِن كانت طويلة ، فهي الطَّرِيدَة . ويقال للخِرْقَة التي تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ : المِطْرَدَةُ والطَّرِيدَة . وثَوْبٌ طَرائد ، عن اللحياني ، أَي خَلَقٌ . ويوم طَرَّادٌ ومُطَرَّدٌ : كاملٌ مُتَمَّم ؛
قال : إِذا القَعُودُ كَرَّ فيها حَفَدَا يَوْماً ، جَديداً كُلَّه ، مُطَرَّدا
ويقال : مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ أَي طويلٌ . ويومٌ مُطَرَّدٌ أَي طَرَّادٌ ؛ قال الجوهري : وقول الشاعر يصف الفرس : وكأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِيم ، إِذا جرى بَعْدَ الكَلالِ ، خَلِيَّتَا زُنْبُورِ يعني به الأَنْفَ . والطَّرَدُ : فِراخُ النحلِ ، والجمع طُرُود ؛ حكاه أَبو حنيفة . والطَّرِيدَةُ : أَصلُ العِذْق . والطَّرِيدُ : العُرْجُون . والطَّرِيدَةُ : بُحَيْرَةٌ من الأَرضِ قلِيلَة العَرْضِ إِنما هي طَريقَة . والطَّرِيدَةُ : شُقَّةٌ من الثَّوب شُقَّتْ طولاً . والطَّرِيدَة : الوَسيقَة من الإِبل يُغِيرُ عليها قومٌ فَيَطْرُدُونها ؛ وفي الصحاح : وهو ما يُسْرَقُ من الإِبل . والطَّرِيدَة : الخُطَّة بين العَجْبِ والكاهِلِ ؛ قال أَبو خراش : فَهَذَّبَ عنها ما يَلي البَطْنَ ، وانْتَحَى طَرِيدَةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ والطَّريدَةُ : لُعْبَةُ الصِّبْيانِ ، صِبْيانِ الأَعراب ، يقال لها المَاسَّةُ والمَسَّةُ ، وليست بِثَبَت ؛ وقال الطِّرِمَّاح يَصِفُ جَواري أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عن لَعِب الصّغار والأَحداث : قَضَتْ من عَيَافٍ والطَّريدَةِ حاجةً ، فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحديث خُضُوعُ وأَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه :، قال له إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا . وفي الحديثِ : لا بأْسَ بالسِّباق ما لم تُطْرِدْه ويُطْرِدْك . قال الإِطْرادُ أَن تقولَ : إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا ، وإِن سَبَقْتُكَ فلي عليك كذا . قال ابن بُزُرج : يقال أَطْرِدْ أَخاك في سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ فإِن ظَفِرَ كان قد قضى ما عليه ، وإِلا لَزِمَه الأَوَّلُ والآخِرُ . ابن الأَعرابي : أَطْرَدْنا الغَنَم وأَطْرَدْتُمْ أَي أَرْسَلْنا التُّيوس في الغنم . قال الشافعي : وينبغي للحاكم إِذا شَهِدَ الشهودُ لرجل على آخر أَن يُحْضِرَ الخَصْم ، ويَقْرأَ عليه ما شهدوا به عليه ، ويُنْسِخَه أَسماءَهم وأَنسابهم ويُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لم يأْتِ به حَكَمَ عليه ؛ قال أَبو منصور : معنى قوله يُطْرِدَه جرحهم أَن يقول له : قد عُدِّلَ هؤُلاءِ الشهودُ ، فإِن جئتَ بجرحهم وإِلا حَكَمْتُ عليك بما شهدوا به عليك ؛ قال : وأَصله من الإِطْرادِ في السِّباق وهو أَن يقول أَحد المتسابقين لصاحبه : إِن سبقْتني فلك عليّ كذا ، وإِن سَبَقْتُ فلي عليك كذا ، كأَنَّ الحاكم يقول له : إِن جئت بجرح الشُّهودِ وإِلا حكمت عليك بشهادتهم . وبنو طُرُودٍ : بَطْن وقد سَمَّتْ طَرَّاداً ومُطَرِّداً . "
المعجم: لسان العرب
طيب
" الطِّيبُ ، على بناء فِعْل ، والطَّيِّب ، نعت . وفي الصحاح : الطَّيِّبُ خلاف الخَبيث ؛ قال ابن بري : الأَمر كما ذكر ، إِلا أَنه قد تتسع معانيه ، فيقال : أَرضٌ طَيِّـبة للتي تَصْلُح للنبات ؛ ورِيحٌ طَيِّـبَةٌ إِذا كانت لَيِّنةً ليست بشديدة ؛ وطُعْمة طَيِّبة إِذا كانت حلالاً ؛ وامرأَةٌ طَيِّبة إِذا كانت حَصاناً عفيفةً ، ومنه قوله تعالى : الطيباتُ للطَّيِّـبين ؛ وكلمةٌ طَيِّبة إِذا لم يكن فيها مكروه ؛ وبَلْدَة طَيِّبة أَي آمنةٌ كثيرةُ الخير ، ومنه قوله تعالى : بَلْدَة طَيِّبة ورَبٌّ غَفُور ؛ ونَكْهة طَيِّبة إِذا لم يكن فيها نَتْنٌ ، وإِن لم يكن فيها ريح طَيِّبة كرائحةِ العُود والنَّدِّ وغيرهما ؛ ونَفْسٌ طَيِّبة بما قُدِّرَ لها أَي راضية ؛ وحِنْطة طَيِّبة أَي مُتَوَسِّطَة في الجَوْدَةِ ؛ وتُرْبة طَيِّبة أَي طاهرة ، ومنه قوله تعالى : فَتَيَمَّمُوا صَعيداً طَيِّباً ؛ وزَبُونٌ طَيِّبٌ أَي سَهْل في مُبايعَته ؛ وسَبْيٌ طَيِّبٌ إِذا لم يكن عن غَدْر ولا نَقْض عَهْدٍ ؛ وطعامٌ طَيِّب للذي يَسْتَلِذُّ الآكلُ طَعْمه . ابن سيده : طَابَ الشيءُ طِـيباً وطَاباً : لذَّ وزكَا . وطابَ الشيءُ أَيضاً يَطِـيبُ طِـيباً وطِـيَبَةً وتَطْياباً ؛ قال عَلْقَمة : يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً ، نَضْخُ العَبيرِ بها ، * كَـأَنَّ تَطْيابَها ، في الأَنْفِ ، مَشْمومُ وقوله عز وجل : طِبْتم فادخُلوها خالِدين ؛ معناه كنتم طَيِّبين في الدنيا فادخُلوها . والطَّابُ : الطَّيِّبُ والطِّيبُ أَيضاً ، يُقالان جميعاً . وشيءٌ طابٌ أَي طَيِّبٌ ، إِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه ، وإِما أَن يكون فِعْلاً ؛
قال ابن سيده : إِنما ذهب به إِلى التأْكيد والمبالغة . ويروى : في الطيِّب الطَّاب . وهو طَيِّبٌ وطابٌ والأُنثى طَيِّبَةٌ وطابَـةٌ . وهذا الشعر يقوله كُثَيِّر ابنُ كُثَيِّر النَّوفَليُّ يمدحُ به عمر بن عبدالعزيز . ومعنى قوله مُقابِلَ الأَعْراقِ أَي هو شريفٌ من قِبَل أَبيه وأُمه ، فقد تَقَابلا في الشَّرَفِ والجلالة ، لأَنَّ عمر هو ابن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم بن أَبي العاص ، وأُمه أُم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، فَجَدُّه من قِـبل أَبيه أَبو العاص جَدُّ جَدِّه ، وجَدُّه من قِـبل أُمه عُمَرُ بن الخطاب ؛ وقولُ جَنْدَلِ بن المثنى : هَزَّتْ بَراعيمَ طِـيابِ البُسْرِ إِنما جمع طِـيباً أَو طَيِّباً . والكلمةُ الطَّيِّبةُ : شهادةُ أَنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ ، وأَنَّ محمداً رسول اللّه . قال ابن الأَثير : وقد تكرر في الحديث ذكر الطَّيِّبِ والطَّيِّبات ، وأَكثر ما يرد بمعنى الحلال ، كما أَن الخبيث كناية عن الحرام . وقد يَرِدُ الطَّيِّبُ بمعنى الطاهر ، ومنه الحديث : انه ، قال لِعَمَّار مَرحباً بالطَّيِّبِ الـمُطَيَّبِ أَي الطاهر الـمُطَهَّرِ ؛ ومنه حديث عليّ . (* قوله « ومنه حديث علي الخ » المشهور حديث أبي بكر كذا هو في الصحيح آه . من هامش النهاية .)، كرم اللّه وجهه ، لما مات رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، قال : بأَبي أَنتَ وأُمي ، طِبْتَ حَيّاً ، وطِبْتَ مَيِّتاً أَي طَهُرتَ . والطَّيِّباتُ في التحيات أَي الطَّيِّباتُ من الصلاة والدعاءِ والكلام مصروفاتٌ إِلى اللّه تعالى . وفلانٌ طَيِّبُ الإِزار إِذا كان عفيفاً ؛ قال النابغة : رِقاقُ النِّعالِ ، طَيِّبٌ حُجُزاتُهم أَراد أَنهم أَعِفَّاءُ عن المحارم . وقوله تعالى : وهُدُوا إِلى الطَّيِّب من القول ؛ قال ثعلب : هو الحسن . وكذلك قولُه تعالى : إِليه يَصْعَدُ الكَلِم الطَّيِّب ، والعملُ الصالِـحُ يَرْفَعُه ؛ إِنما هو الكَلِمُ الـحَسَنُ أَيضاً كالدعاء ونحوه ، ولم يفسر ثعلب هذه الأَخيرة . وقال الزجاج : الكَلِمُ الطَّيِّبُ توحيدُ اللّه ، وقول لا إِله إِلاَّ اللّه ، والعملُ الصالح يَرْفَعُه أَي يرفع الكَلِمَ الطَّيِّبَ الذي هو التوحيدُ ، حتى يكون مُثبِتاً للموحد حقيقةَ التوحيد . والضمير في يرفعه على هذا راجع إِلى التوحيد . ويجوز أَن يكون ضمير العملِ الصالِح أَي العملُ الصالحُ يرفعه الكَلِمُ الطَّيِّبُ أَي لا يُقْبَلُ عملٌ صالحٌ إِلاَّ من موحد . ويجوز أَن يكون اللّهُ تعالى يرفعه . وقوله تعالى : الطَّيِّباتُ للطَّيِّبين ، والطيِّبون للطيِّبات ؛ قال الفراء : الطَّيِّبات من الكلام ، للطيبين من الرجال ؛ وقال غيره : الطيِّبات من النساءِ ، للطيِّبين من الرجال . وأَما قوله تعالى : يسأَلونك ماذا أُحِلَّ لهم ؟ قل : أُحِلَّ لكم الطَّيِّباتُ ؛ الخطاب للنبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، والمراد به العرب . وكانت العرب تستقذر أَشياء كثيرة فلا تأْكلها ، وتستطيب أَشياءَ فتأْكلها ، فأَحلَّ اللّه لهم ما استطابوه ، مما لم ينزل بتحريمه تِلاوةٌ مِثْل لحوم الأَنعام كلها وأَلبانها ، ومثل الدواب التي كانوا يأْكلونها ، من الضِّباب والأَرانب واليرابيع وغيرها . وفلانٌ في بيتٍ طَيِّبٍ : يكنى به عن شرفه وصلاحه وطِـيبِ أَعْراقِه . وفي حديث طاووس : أَنه أَشْرَفَ على عليِّ بن الـحُسَين ساجداً في الـحِجْر ، فقلتُ : رجلٌ صالح من بَيْتٍ طَيِّبٍ . والطُّوبى : جماعة الطَّيِّبة ، عن كراع ؛ قال : ولا نظير له إِلاَّ الكُوسى في جمع كَيِّسَة ، والضُّوقى في جمع ضَيِّقة . قال ابن سيده : وعندي في كل ذلك أَنه تأْنيثُ الأَطْيَبِ والأَضْيَقِ والأَكْيَسِ ، لأَنَّ عْلى ليسَت من أَبنية الجموع . وقال كراع : ولم يقولوا الطِّيبى ، كما ، قالوا الكِـيسَى في الكوسى ، والضِّيقَى في الضُّوقى . والطُّوبى : الطيِّبُ ، عن السيرافي . وطُوبى : فُعْلى من الطِّيبِ ؛ كأَن أَصله طُيْبَـى ، فقلبوا الياء واواً للضمة قبلها ؛ ويقال : طُوبى لَك وطُوبَاك ، بالإِضافة . قال يعقوب : ولا تَقُل طُوبِـيكَ ، بالياءِ . التهذيب : والعرب تقول طُوبى لك ، ولا تقل طُوبَاك . وهذا قول أَكثر النحويين إِلا الأَخفش فإِنه ، قال : من العرب من يُضيفها فيقول : طُوباك . وقال أَبو بكر : طُوباكَ إِن فعلت كذا ، قال : هذا مما يلحن فيه العوام ، والصواب طُوبى لك إِن فعلت كذا وكذا . وطُوبى : شجرة في الجنة ، وفي التنزيل العزيز : طُوبى لهم وحُسْن مآبٍ . وذهب سيبويه بالآية مَذْهبَ الدُّعاء ، قال : هو في موضع رفع يدلّك على رفعه رفعُ : وحُسْنُ مآبٍ . قال ثعلب : وقرئَ طُوبى لهم وحُسْنَ مآبٍ ، فجعل طُوبى مصدراً كقولك : سَقْياً له . ونظيره من المصادر الرُّجْعَى ، واستدل على أَن موضعه نصب بقوله وحُسْنَ مآبٍ . قال ابن جني : وحكى أَبو حاتم سهلُ بن محمد السِّجِسْتاني ، في كتابه الكبير في القراءَات ، قال : قرأَ عليَّ أَعرابي بالحرم : طِـيبَى لهم ، فأَعَدْتُ فقلتُ : طُوبى ، فقال : طِـيبى ، فأَعَدْتُ فقلت : طُوبى ، فقال : طِـيبَـى . فلما طال عليَّ قلت : طُوطُو ، فقال : طِـي طِـي . قال الزجاج : جاءَ في التفسير عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أَن طُوبى شجرة في الجنة . وقيل : طُوبى لهم حُسْنَى لهم ، وقيل : خَيْر لهم ، وقيل : خِـيرَةٌ لهم . وقيل : طُوبى اسم الجنة بالـهِنْدية . (* قوله « بالهندية »، قال الصاغاني فعلى هذا يكون أصلها توبى بالتاء فعربت فإنه ليس في كلام أهل الهند طاء .). وفي الصحاح : طُوبى اسم شجرة في الجنة . قال أَبو إِسحق : طُوبى فُعْلى من الطِّيبِ ، والمعنى أَن العيشَ الطَّيِّبَ لهم ، وكلُّ ما قيل من التفسير يُسَدِّد قولَ النحويين إِنها فُعْلى من الطِّيبِ . وروي عن سعيد بن جبير أَنه ، قال : طُوبى اسم الجنة بالحبشية . وقال عكرمة : طُوبى لهم معناه الـحُسْنَى لهم . وقال قتادة : طُوبى كلمة عربية ، تقول العرب : طُوبى لك إِن فعلت كذا وكذا ؛
وأَنشد : طُوبى لمن يَسْتَبْدِلُ الطَّوْدَ بالقُرَى ، * ورِسْلاً بيَقْطِـينِ العِراقِ وفُومها الرِّسْلُ : اللبن . والطَّوْدُ الجَبلُ . واليَقْطِـينُ : القَرْعُ ؛ أَبو عبيدة : كل ورقة اتَّسَعَتْ وسَتَرَتْ فهي يَقطِـينٌ . والفُوم : الخُبْزُ والـحِنْطَةُ ؛ ويقال : هو الثُّومُ . وفي الحديث : إِن الإِسلام بَدأَ غريباً ، وسَيَعُود غريباً كما بدأَ ، فطُوبى للغُرباءِ ؛ طُوبى : اسم الجنة ، وقيل : شجرة فيها ، وأَصلها فُعْلى من الطيب ، فلما ضمت الطاء ، انقلبت الياء واواً . وفي الحديث : طُوبى للشَّـأْمِ لأَن الملائكة باسطةٌ أَجنحتَها عليها ؛ المراد بها ههنا : فُعْلى من الطيب ، لا الجنة ولا الشجرة . واسْتَطَابَ الشيءَ : وجَدَه طَيِّباً . وقولهم : ما أَطْيَبَه ، وما أَيْطَبه ، مقلوبٌ منه . وأَطْيِـبْ به وأَيْطِبْ به ، كله جائز . وحكى سيبويه : اسْتَطْيَبَه ، قال : جاءَ على الأَصل ، كما جاءَ اسْتَحْوَذَ ؛ وكان فعلهما قبل الزيادة صحيحاً ، وإِن لم يُلفظ به قبلها إِلا معتلاً . وأَطَابَ الشيءَ وطَيَّبَه واسْتَطَابه : وجَدَه طَيِّباً . والطِّيبُ : ما يُتَطَيَّبُ به ، وقد تَطَيَّبَ بالشيءِ ، وطَيَّبَ الثوبَ وطابَهُ ، عن ابن الأَعرابي ؛
قال : فكأَنـَّها تُفَّاحةٌ مَطْيُوبة جاءَت على الأَصل كـمَخْيُوطٍ ، وهذا مُطَّرِدٌ . وفي الحديث : شَهِدْتُ ، غلاماً ، مع عُمومتي ، حِلْفَ الـمُطَيَّبِـين . اجتمَع بنو هاشم ، وبنو زُهْرَة ، وتَيْمٌ في دارِ ابن جُدْعانَ في الجاهلية ، وجعلوا طِـيباً في جَفْنةٍ ، وغَمَسُوا أَيديَهم فيه ، وتَحالَفُوا على التناصر والأَخذ للمظلوم من الظالم ، فسُمُّوا الـمُطَيَّبين ؛ وسنذكره مُسْتَوْفىً في حلف . ويقال : طَيَّبَ فلانٌ فلاناً بالطِّيب ، وطَيَّبَ صَبِـيَّه إِذا قارَبه وناغاه بكلام يوافقه . والطِّيبُ والطِّيبَةُ : الحِلُّ . وقول أَبي هريرة ، رضي اللّه عنه ، حين دخل على عثمان ، وهو محصور : الآن طَابَ القِتالُ أَي حَلَّ ؛ وفي رواية أُخرى ، فقال : الآن طابَ امْضَرْبُ ؛ يريد طابَ الضَّربُ والقتلُ أَي حَلَّ القتالُ ، فأَبدل لام التعريف ميماً ، وهي لغة معروفة . وفي التنزيل العزيز : يا أَيها الرُّسُل كُـلُوا من الطَّيِّباتِ أَي كلوا من الحلال ، وكلُّ مأْكولٍ حلالٍ مُسْتَطابٌ ؛ فهو داخل في هذا . وإِنما خُوطب بهذا سيدنا رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، وقال : يا أَيها الرُّسُلُ ؛ فتَضَمَّنَ الخطابُ أَن الرسل جميعاً كذا أُمِرُوا . قال الزجاج : ورُوي أَن عيسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، كان يأْكل من غَزْلِ أُمـِّه . وأَطْيَبُ الطَّيِّبات : الغَنائمُ . وفي حديث هَوازِنَ : من أَحَبَّ أَن يُطَيِّبَ ذلك منكم أَي يُحَلِّله ويُبِـيحَه . وسَبْيٌ طِـيَبةٌ ، بكسر الطاءِ وفتح الياءِ : طَيِّبٌ حِلٌّ صحيحُ السِّبَاءِ ، وهو سَبْيُ مَنْ يجوز حَرْبُه من الكفّار ، لم يكن عن غَدْرٍ ولا نَقْضِ عَهْدٍ . الأَصمعي : سَبْـيٌ طِـيَبة أَي سَبْيٌ طَيِّبٌ ، يَحِلُّ سَبْيُه ، لم يُسْبَوْا ولهم عَهْدٌ أَو ذمة ؛ وهو فِعَلَة من الطِّيبِ ، بوزن خِـيَرةٍ وتِوَلةٍ ؛ وقد ورد في الحديث كذلك . والطيِّبُ من كل شيءٍ : أَفضَلُه . والطَّيِّباتُ من الكلام : أَفضَلُه وأَحسنُه . وطِـيَبَةُ الكَلإِ : أَخْصَبُه . وطِـيَبَةُ الشَّرابِ : أَجمُّه وأَصْفاه . وطابَت الأَرضُ طِـيباً : أَخْصَبَتْ وأَكْـلأَتْ . والأَطْيَبانِ : الطعامُ والنكاحُ ، وقيل : الفَمُ والفَرْجُ ؛ وقيل : هما الشَّحْمُ والشَّبابُ ، عن ابن الأَعرابي . وذهَبَ أَطْيَباه : أَكْلُه ونِكاحُه ؛ وقيل : هما النَّوم والنكاحُ . وطايَبه : مازَحَه . وشَرابٌ مَطْيَبةٌ للنَّفْسِ أَي تَطِـيبُ النفسُ إِذا شربته . وطعام مَطْيَبةٌ للنفس أَي تَطِـيبُ عليه وبه . وقولهم : طِبْتُ به نفساً أَي طابَتْ نفسي به . وطابت نَفْسُه بالشيءِ إِذا سَمَحَت به من غير كراهة ولا غَضَب . وقد طابَتْ نفسي عن ذلك تَرْكاً ، وطابَتْ عليه إِذا وافقَها ؛ وطِـبْتُ نَفْساً عنه وعليه وبه . وفي التنزيل العزيز : فإِنْ طِـبْنَ لكم عن شيءٍ منه نفساً . وفَعَلْتُ ذلك بِطِـيبةِ نفسي إِذا لم يُكْرِهْك أَحدٌ عليه . وتقول : ما به من الطِّيبِ ، ولا تقل : من الطِّيبَةِ . وماءٌ طُيَّابٌ أَي طَيِّبٌ ، وشيءٌ طُيَّابٌ ، بالضم ، أَي طَيِّبٌ جِدًّا ؛ قال الشاعر : نحنُ أَجَدْنا دُونَها الضِّرَابا ، * إِنَّا وَجَدْنا ماءَها طُيَّابا واسْتَطَبْناهم : سأَلْناهُم ماءً عذباً ؛ وقوله : فلما اسْتَطابُوا ، صَبَّ في الصَّحْنِ نِصْفَه ؟
قال ابن سيده : يجوز أَن يكون معناه ذاقُوا الخمر فاسْتَطابوها ، ويجوز أَن يكون من قولهم : اسْتَطَبْناهم أَي سأَلْناهم ماء عذباً ؛ قال : وبذلك فسره ابن الأَعرابي . وماءٌ طَيِّبٌ إِذا كان عذباً ، وطَعامٌ طَيِّبٌ إِذا كان سائغاً في الـحَلْق ، وفلانٌ طَيِّبُ الأَخْلاق إِذا كان سَهْلَ الـمُعاشرة ، وبلدٌ طَيِّبٌ لا سِـباخَ فيه ، وماءٌ طَيِّبٌ أَي طاهر . ومَطايِـبُ اللحْم وغيره : خِـيارُه وأَطْيَبُه ؛ لا يفرد ، ولا واحد له من لفظه ، وهو من باب مَحاسِنَ ومَلامِـحَ ؛ وقيل : واحدها مَطابٌ ومَطابةٌ ؛ وقال ابن الأَعرابي : هي من مَطايِـبِ الرُّطَبِ ، وأَطَايِـبِ الجَزُور . وقال يعقوب : أَطْعِمنا من مَطايِـبِ الجَزُور ، ولا يقال من أَطايِـبِ . وحكى السيرافي : أَنه سأَل بعض العرب عن مَطَايِـبِ الجَزُور ، ما واحدها ؟ فقال : مَطْيَبٌ ، وضَحِكَ الأَعرابي من نفسه كيف تكلف لهم ذلك من كلامه . وفي الصحاح : أَطْعَمَنا فلانٌ من أَطايِـبِ الجَزُور ، جمع أَطْيَبَ ، ولا تَقُلْ : من مَطايِـبِ الجَزُور ؛ وهذا عكس ما في المحكم . قال الشيخ ابن بري : قد ذكر الجَرْمِـيُّ في كتابه المعروف بالفَرْق ، في بابِ ما جاءَ جَمْعُه على غير واحده المستعمل ، أَنه يقال : مَطايِـبُ وأَطايِـبُ ، فمن (* قوله « على مطلوب » كذا بالتهذيب أيضاً ورواه في التكملة على ينخوب .) وفي الحديث : ابْغِني حَديدَةً أَسْتَطِـيبُ بها ؛ يريد حَلْقَ العانة ، لأَنه تنظيف وإِزالة أَذىً . ابن الأَعرابي : أَطابَ الرجلُ واسْتَطابَ إِذا استنجى ، وأَزالَ الأَذى . وأَطابَ إِذا تكلم بكلام طَيِّب . وأَطابَ : قَدَّمَ طعاماً طَيِّباً . وأَطابَ : ولَدَ بنين طَيِّبِـين . وأَطابَ : تزَوَّجَ حَلالاً ؛
وأَنشدت امرأَة : لـمَا ضَمِنَ الأَحْشاءُ مِنكَ عَلاقةً ، * ولا زُرْتَنا ، إِلا وأَنتَ مُطِـيبُ أَي متزوّج ؛ هذا ، قالته امرأَة لخِدْنِها . قال : والحرام عند العُشَّاق أَطْيَب ؛ ولذلك ، قالت : ولا زرتنا ، إِلا وأَنت مُطِـيب وطِـيبٌ وطَيْبةٌ : موضعان . وقيل : طَيْبةُ وطَابةُ المدينة ، سماها به النبي ، صلى اللّه عليه وسلم . قال ابن بري :، قال ابن خالويه : سماها النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، بعدّةِ أَسماء وهي : طَيْبة ، وطَيِّبَّةُ ، وطابَةُ ، والـمُطَيَّبة ، والجابِرةُ ، والـمَجْبورة ، والـحَبِـيبة ، والـمُحَبَّبة ؛ قال الشاعر : فأَصْبحَ مَيْموناً بطَيْبةَ راضِـيا ولم يذكر الجوهري من أَسمائها سوى طَيْبة ، بوزن شَيْبة . قال ابن الأَثير في الحديث : أَنه أَمر أن تُسَمّى المدينة طَيْبةَ وطابَة ، هما من الطِّيبِ لأَن المدينة كان اسمها يَثْرِبَ ، والثَّرْبُ الفساد ، فنَهى أَن تسمى به ، وسماها طابةَ وطَيْبةَ ، وهما تأْنيثُ طَيْبٍ وطاب ، بمعنى الطِّيبِ ؛ قال : وقيل هو من الطَّيِّبِ الطاهر ، لخلوصها من الشرك ، وتطهيرها منه . ومنه : جُعِلَتْ لي الأَرضُ طَيِّبةً طَهُوراً أَي نظيفة غير خبيثة . وعِذْقُ ابن طابٍ : نخلةٌ بالمدينة ؛ وقيل : ابنُ طابٍ : ضَرْبٌ من الرُّطَبِ هنالك . وفي الصحاح : وتمر بالمدينة يقال له عِذْقُ ابن طابٍ ، ورُطَبُ ابن طابٍ . قال : وعِذْقُ ابن طابٍ ، وعِذْقُ ابن زَيْدٍ ضَرْبانِ من التمر . وفي حديث الرُّؤْيا : رأَيتُ كأَننا في دارِ ابنِ زَيْدٍ ، وأُتِـينَا بِرُطَبِ ابنِ طاب ؛ قال ابن الأَثير : هو نوعٌ من تمر المدينة ، منسوبٌ إِلى ابن طابٍ ، رجلٍ من أَهلها . وفي حديث جابر : وفي يده عُرْجُونُ ابنِ طابٍ . والطِّيَابُ : نخلة بالبصرة إِذا أَرْطَبَتْ ، فَتُؤخّر عن اخْتِرافِها ، تَساقَطَ عن نَواه فبَقِـيتِ الكِـباسَةُ ليس فيها إِلا نَـوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريق ، وهو مع ذلك كِـبارٌ . قال : وكذلك إِذا اخْتُرِفَتْ وهي مُنْسَبتَة لم تَتْبَعِ النَّواةُ اللِّحاءَ ، واللّه أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
ضرع
" ضَرَعَ إِليه يَضْرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً : خضع وذلَّ ، فهو ضارِعٌ ، من قوم ضَرَعةٍ وضُرُوعٍ . وتضرَّع : تذلَّل وتخشَّع . وقوله عز وجل : فلولا إِذْ جاءهم بأْسُنا تضَرَّعوا ، فمعناه تذلَّلوا وخضَعوا . ويقال : ضرَع فلان لفلان وضَرِعَ له إِذا ما تخشَّع له وسأَله أَن يُعْطِيَه ؛ قال الأعشى : سائِلْ تَميماً به ، أَيّامَ صَفْقَتِهمْ ، لَمّا أَتَوْه أَسارى كلُّهُم ضَرَعا أَي ضرَع كلُّ واحدٍ منهم له وخضَع . ويقال : ضرَع له واستَضْرَعَ . والضارِعُ : المتذلِّلُ للغَنِيّ . وتضرَّع إِلى الله أَي ابْتَهَلَ . قال الفواء : جاء فلان يَتَضَرَّعُ ويَتَعَرَّضُ ويَتَأَرَّضُ ويَتصَدَّى ويَتَأَتَّى بمعنًى إِذا جاء يَطْلُبُ إِليك الحاجةَ ، وأَضرَعَتْه إِليه الحاجةُ وأَضرَعَه غيره . وفي المثل : الحُمَّى أَضرَعَتْني لَكَ . وخَدٌّ ضارِعٌ وجَنْبٌ ضارعٌ : مُتَخَشِّعٌ على المثل . والتضرُّعُ : التَّلَوِّي والاستغاثةُ . وأَضرَعْتُ له مالي أَي بَذَلْتُه له ؛ قال الأَسود : وإِذا أَخِلاَّئي تَنَكَّبَ ودُّهُمْ ، فأَبُو الكُدادةِ مالُه لي مُضْرَعُ أَي مبذولٌ . والضَّرَعُ ، بالتحريك ، والضارِعُ : الصغير من كل شيء ، وقيل : الصغير السنّ الضعيف الضاوي النحيفُ . وإِنَّ فلاناً لضارِعُ الجسمِ أَي نحيف ضعيف . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، رأَى ولَدَيْ جَعْفَرٍ الطَّيَّار فقال : ما لي أَراهُما ضارِعَيْن ؟ فقالوا : إِنَّ العَيْنَ تُسْرِعُ إِليهما : الضَّارِعُ النَّحِيفُ الضَّاوي الجسم . يقال : ضَرِعَ يَضْرَعُ ، فهو ضارِعٌ وضَرَعٌ ، بالتحريك . ومنه حديث قيس بن عاصم : إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي أُعِيرُهُما للرّكوب ، يعني الجمل الضعيف والناقة الهَرِمةَ التي هَرِمَتْ فأَدْبَرَ خيرُها ؛ ومنه حديث المِقْداد : وإِذا فيهما فرس آدَمُ ومُهْرٌ ضَرَعٌ ، وحديث عمرو بن العاصِ : لَسْتُ بالضَّرَعِ ، ويقال : هو الغُمْرُ الضَّعِيفُ من الرجال ؛ وقال الشاعر : أَناةً وحِلْماً وانْتِظاراً بِهِمْ غَداً ، فَما أَنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغُمْرِ
ويقال : جَسَدُك ضارِعٌ وجَنْبُكَ ضارِعٌ ؛
وأَنشد : مِنَ الحُسْنِ إِنْعاماً وجَنْبُكَ ضارِعُ
ويقال : قوم ضَرَعٌ ورجل ضَرَعٌ ؛
وأَنشد : وأَنْتُمُ لا أُشاباتٌ ولا ضَرَعُ وقد ضَرُعَ ضَراعةً ، وأَضْرَعَه الحُبُّ وغيره ؛ قال صخر : ولَما بَقِيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوًى ، بَيْنَ الجَوانِحِ ، مُضْرِعٌ جِسْمِي ورجل ضارعٌ بيِّنُ الضُّرُوعِ والضَّراعةِ : ناحِل ضعيفٌ . والضَّرَعُ : الجمل الضَّعِيفُ . والضَّرَعُ : الجَبانُ . والضَّرَعُ : المُتهالِكُ مِنَ الحاجةِ للغنى ؛ وقول أَبي زبيد : مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ من الضَّرَعِ وهو الخاضِعُ ، والضَّارِعُ مثله . وقوله عزَّ وجل : تدعونه تضرُّعاً وخفية ؛ المعنى تدعونه مظهرين الضراعة وهي شدة القر والحاجة إِلى الله عز وجل ، وانتصابهما على الحال ، وإِن كانا مصدرين . وفي حديث الاستسقاء : خرج مُتَبَدِّلاً مُتَضَرِّعاً ؛ التضَرُّعُ الذلُّلُ والمبالغة في السؤَال والرغْبة . يقال : ضَرِعَ يَضْرَعُ ، بالكسر والفتح ، وتَضَرَّعَ إِذا خَضَعَ وذلَّ . وفي حديث عمر : فقد ضَرَعَ الكبيرُ ورقَّ الصغير ؛ ومنه حديث علي : أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكم أَي أَذلَّها . ويقال : لفلان فَرَسٌ قدْ ضَرِعَ به أَي غَلَبَه ، وقد ورد في حديث سلمان : قد ضَرِع به . وضَرَعَتِ الشمسُ وضَرَّعَتْ : غابَتْ أَو دَنَتْ من المَغِيبِ ، وتَضْريعُها : دُنُوُّها للمغيب . وضَرَّعَتِ القِدْرُ تَضْرِيعاً : حان أَنْ تُدْرِكَ . والضَّرْعُ لكل ذات ظِلْف أَو خُفّ ، وضَرْعُ الشاةِ والناقةِ : مَدَرُّ لبنها ، والجمع ضُرُوعٌ . وأَضْرَعَتِ الشاةُ والناقة وهي مُضْرِعٌ : نَبَتَ ضَرْعُها أَو عَظُم . والضَّرِيعةُ والضَّرْعاءُ جميعاً : العظيمة الضَّرْعِ من الشاءِ والإِبل . وشاة ضَرِيعٌ : حَسَنة الضَّرْعِ . وأَضْرَعَتِ الشاةُ أَي نزل لبنها قبيل لنِّتاجِ . وأَضْرَعَتِ الناقةُ ، وهي مُضْرِعٌ : نزل لبنها من ضَرْعها قُرْب النتاج ، وقيل : هو إِذا قرب نتاجها . وما له زرع ولا ضَرْعٌ : يعني بالضرع الشاة والناقة ؛ وقول لبيد : وخَصْمٍ كبادِي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُم بِمُسْتَحْوِذٍ ذِي مِرَّة وضُرُوعِ فسره ابن الأَعرابي فقال : معناه واسع له مَخارِجُ كمخارج اللبن ، ورواه أَبو عبيد : وصُرُوع ، بالصاد المهملة ، وهي الضُّروبُ من الشيء ، يغني ذي أَفانِينَ . قال أَبو زيد : الضَّرْعُ جِماع وفيه الأَطْباءُ ، وهي الأَخْلافُ ، واحدها طُبْيٌ وخِلْفٌ ، وفي الأَطْباءِ الأَحالِيلُ وهي خُروقُ اللبن . والضُّروعُ : عِنَبٌ أَبيض كبير الحب قليل الماء عظيم العناقيد . والمُصارِعُ : المُشْبِهُ . والمُضارَعةُ : المشابهة . والمُضارعة للشيء : أَن يُضارِعه كأَنه مثله أَو شبْهه . وفي حديث عدِيّ ، رضي الله عنه :، قال له لا يَخْتَلِجَنَّ في صدرك شيء ضارَعْتَ فيه النصرانية ؛ المُضارَعةُ : المُشابَهةُ والمُقارَبةُ ، وذلك أَنه سأَله عن طعام النصارى فكأَنه أَراد لا يتحرَّكنَّ في قلبك شكّ أَنَّ ما شابَهْتَ فيه النصارى حرام أَو خبيث أَو مكروه ، وذكره الهروي لا يَتَحَلَّجنَّ ، ثم ، قال يعني أَنه نظيف ، قال ابن الأَثير : وسياقُ الحديث لا يناسب هذا التفسير ؛ ومنه حديث معمر بن عبد الله : إِني أَخافُ أَن تُضارِعَ ، أَي أَخاف أَن يُشْبِه فعلُك الرِّياء . وفي حديث معاوية : لستُ بنُكَحةٍ طُلَقةٍ ولا بسُبَبةٍ ضُرَعةٍ ، أَي لست بشَتَّام للرجال المُشابِه لهم والمُساوِي . ويقال : هذا ضِرْعُ هذا وصِرْعُه ، بالضاد والصاد ، أَي مِثْله . قال الأَزهري : والنحويون يقولون للفعل المستَقْبَلِ مُضارِعٌ لمشاكلته الأَسماء فيما يلحقه من الإِعراب . والمُضارِعُ من الأَفعال : ما أَشبه الأَسماء وهو الفعل الآتي والحاضر ؛ والمُضارِعُ في العَرُوضِ : مفاعيل فاع لاتن مفاعيل فاع لاتن كقوله : دَعاني إِلى سُعاد دَواعِي هَوَى سُعاد سمِّي بذلك لأَنه ضارَعَ المُجْتَثَّ . والضُّروعُ والصُّروعُ : قُوَى الحبْل ، واحدها ضِرْعٌ وصِرْعٌ . والضَّرِيعُ : نبات أَخضَر مُنْتِنٌ خفيف يَرْمي به البحرُ وله جوْفٌ ، وقيل : هو يَبِيسُ العَرْفَجِ والخُلَّةِ ، وقيل : ما دام رطباً فهو ضرِيعٌ ، فإِذا يَبِسَ فهو ضرِيعٌ ، فإِذا يَبِسَ فهو الشَّبْرِقُ ، وهو مَرْعَى سَوءٍ لا تَعْقِدُ عليه السائمةُ شَحْماً ولا لحماً ، وإِن لم تفارقه إِلى غيره ساءَت حالها . وفي التنزيل : ليس لهم طعام إِلاَّ من ضريع لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جوع ؛ قال الفراء : الضرِيعُ نبت يقال له الشَّبْرِقُ ، وأَهل الحجاز يسمونه الضريع إِذا يبس ، وقال ابن الأَعرابي : الضريع العوْسَجُ الرطْب ، فإِذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ ، فإِذا زاد جُفوفاً فهو الخَزِيزُ ، وجاءَ في التفسير : أَن الكفار ، قالوا إِنَّ الضريعَ لتَسْمَنُ عليه إِبلنا ، فقال الله عز وجل : لا يُسْمِنُ ولا يُغْني من جوع . وجاء في حديث أَهل النار : فيُغاثون بطعام من ضريع ؛ قال ابن الأَثير : هو نبت بالحجاز له شوْكٌ كبار يقال له الشبرق ؛ وقال قَيْسُ بن عَيْزارةَ الهذليّ يذكر إِبلاً وسُوءَ مَرْعاها : وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّرِيعِ ، فكُلُّها حَدْباءُ دامِيةُ اليَدَيْنِ ، حَرُودُ هَزْمُ الضرِيعِ : ما تَكَسَّر منه ، والحَرُودُ : التي لا تكاد تَدِرُّ ؛ وصف الإِبل بشدَّة الهُزال ؛ وقيل : الضرِيعُ طعام أَهل النار ، وهذا لا يعرفه العرب . والضَّرِيعُ : القِشْرُ الذي على العظم تحت اللحم ، وقيل : هو جلد على الضِّلَعِ . وتَضْرُوعُ : بلدة ؛ قال عامر ابن الطفيل وقد عُقِرَ فرسُه : ونِعْمَ أَخُو الضُّعْلُوكِ أَمسِ تَرَكْتُه بِتَضْرُوعَ ، يَمْرِي باليَدَيْنِ ويَعْسِف ؟
قال ابن برِّي : أَخو الصُّعْلوك يعني به فرسه ، ويَمْرِي بيديه : يحرّكهما كالعابث ، ويَعْسِف : ترجُف حَنْجَرتُه من النَّفَسِ ، وهذا المكان وهذا البيت أَورده الجوهري بتَضْرُع بغير واو ؛ قال ابن بري : ورواه ابن دريد بتَضْرُوعَ مثل تَذْنُوب . وتُضارُعٌ ، بضم التاء والراء : موضع أَو جبل بنجد ، وفي التهذيب : بالعَقِيق . وفي الحديث : إِذا سال تُضارُعٌ فهو عامُ ربِيعٍ ، وفيه : إِذا أَخصبت تُضارُعٌ أَخصبت البلاد ؛ قال أَبو ذؤيب : كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضارُعٍ وشابةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيج ؟
قال ابن بري : صوابه تُضارِع ، بكسر الراء ، قال : وكذا هو في بيت أَبي ذؤيب ، فأَمّا بضم التاء والراء فهو غلط لأَنه ليس في الكلام تُفاعُل ولا فُعالُلٌ ، قال ابن جني : ينبغي أَن يكون تُضارِعٌ فُعالِلاً بمنزلة عُذافِرٍ ، ولا نحكم على التاء بالزيادة إِلا بدليل ، وأَضرُعٌ : موضع ؛ وأَما قول الراعي : فأَبصَرْتُهُمْ حتى تَواراتْ حُمُولُهُم ، بأَنْقاءٍ يَحْمُومٍ ، ووَرَّكْنَ أَضْرُعا فإِنَّ أَضْرُعاً ههنا جبال أَو قاراتٌ صِغار ؛ قال خالد ابن جبلة : هي أُكَيْمات صغار ، ولم يذكر لها واحداً . "
المعجم: لسان العرب
صغر
" الصِّغَرُ : ضد الكبر . ابن سيده : الصِّغَر والصَّغارةُ خِلاف العِظَم ، وقيل : الصِّغَر في الجِرْم ، والصَّفارة في القَدْر ؛ صَغُرَ صَغارةً وصِغَراً وصَغِرَ يَصْغَرُ صَغَراً ؛ بفتح الصاد والغين ، وصُغْراناً ؛ كلاهما عن ابن الأَعرابي : فهو صَغِير وصُغار ، بالضم ، والجمع صِغَار . قال سيبويه : وافق الذِين يقولون فَعِيلاً الذين يقولون فُعالاً لاعتِقابِهما كثيراً ، ولم يقولوا صُغَراء ، اسْتَغْنوا عنه بِفِعال ، وقد جُمع الصَّغِير في الشعر على صُغَراء ؛
أَنشد أَبو عمرو : وللكُبَراءِ أَكْلٌ حيث شاؤوا ، وللصُّغَراء أَكْلٌ واقْتِثامُ والمَصْغُوراءُ : اسم للجمع . والأَصاغِرَة : جمع الأَصْغَر . قال ابن سيده : إِنما ذكرت هذا لأَنه مِمَّا تلحقه الهاء في حدِّ الجمع إذ ليس منسوباً ولا أَعجميّاً ولا أَهل أَرض ونحوَ ذلك من الأَسباب التي تدخلها الهاء في حدّ الجمع ، لكن الأَصْغَر لما خرج على بناء القَشْعَم وكانوا يقولون القَشاعِمَة أَلحقُوه الهاء ، وقد ، قالوا الأَصاغِر ، بغير هاء ، إِذ قد يفعلون ذلك في الأَعجمي نحو الجَوارِب والكَرابِج ، وإِنما حملهم على تكسيره أَنه لم يتمكَّن في باب الصفة . والصُّغْرَى : تأْنيث الأَصْغَر ، والجمع الصُّغَرُ ؛ قال سيبويه : يقال نِسْوَة صُغَرُ ولا يقال قوم أَصاغِر إِلا بالأَلف واللام :، قال : وسمعنا العرب تقول الأَصاغِر ، وإِن شئت قلت الأَصْغَرُون . ابن السكيت : ومن أَمثال العرب : المرْء بِأَصْغَرَيْهِ ؛ وأَصْغَراه قلْبُه ولسانه ، ومعناه أَن المَرْءَ يعلو الأُمور ويَضْبِطها بِجَنانه ولسانه . وأَصْغَرَه غيره وصَغَّره تَصْغِيراً ، وتَصْغِيرُ الصَّغِير صُغَيِّر وصُغَيِّير ؛ الأُولى على القياس والأُخرى على غير قياس ؛ حكاها سيبويه . واسْتَصْغَره : عَدَّه صَغِيراً . وصَغَّرَه وأَصْغَرَه : جعلَه صَغِيراً . وأَصْغَرْت القِرْبَة : خَرزَتُها صَغِيرة ؛ قال بعض الأَغفال : شُلَّتْ يَدا فارِيَةٍ فَرَتْها ، لَوْ خافَتِ النَّزْع لأَصْغَرَتْها ويروى : لو خافَتِ السَّاقي لأَصْغَرَتْها والتصغير للاسم والنعت يكون تحقيراً ويكون شفقة ويكون تخصيصاً ، كقول الحُباب بن المنذِر : أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب ؛ وهو مفسر في موضعه . والتصغير يجيء بمعانٍ شتًى : منها ما يجيء على التعظيم لها ، وهو معنى قوله : فأَصابتها سُنَيَّة حمراء ، وكذلك قول الأَنصاري : أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب ، ومنه الحديث : أَتتكم الدُّهَيْماءُ ؛ يعني الفتنة المظلمة فصغَّرها تهويلاً لها ، ومنها أَن يصغُر الشيء في ذاته كقولهم : دُوَيْرَة وجُحَيْرَة ، ومنها ما يجيء للتحقير في غير المخاطب ، وليس له نقص في ذاته ، كقولهم : هلك القوم إِلا أَهلَ بُيَيْتٍ ، وذهبت الدراهم إِلا دُرَيْهِماً ، ومنها ما يجيء للذم كقولهم : يا فُوَيْسِقُ ، ومنها ما يجيء للعَطْف والشفقة نحو : يا بُنَيَّ ويا أُخَيَّ ؛ ومنه قول عمر : أَخاف على هذا السبب (* قوله : « هذا السبب » هكذا في الأَصل من غير نقط ). وهو صُدَيِّقِي أَي أَخصُّ أَصدقائي ، ومنها ما يجيء بمعنى التقريب كقولهم : دُوَيْنَ الحائط وقُبَيْلَ الصبح ، ومنها ما يجيء للمدح ، من ذلك قول عمر لعبدالله : كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً . وفي حديث عمرو بن دينا ؟
قال : قلت لِعُرْوَةَ : كَمْ لَبِثَ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بمكة ؟
قال : عشراً ، قلت : فابن عباس يقول بِضْعَ عشرةَ سنةً ، قال عروة : فصغَّره أَي استصغر سنَّه عن ضبط ذلك ، وفي رواية : فَغَفَّرَهُ أَي ، قال غفر الله له ، وسنذكره في غفر أَيضاً . والإِصغار من الحنين : خلاف الإِكبار ؛ قالت الخنساء : فما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ ، لها حَنينانِ : إِصْغارٌ وإِكْبارُ فَإِصْغارُها : حَنِينها إِذا خَفَضته ، وإِكْبارُها : جَنِينها إِذا رَفَعته ، والمعنى لها حَنِينٌ ذو صغار وحَنِينٌ ذُو كبار . وأَرضٌ مُصْغِرَة : نَبْتها صغير لم يَطُل . وفلان صِغْرَة أَبَوَيْهِ وصِغْرَةُ ولَد أَبويه أَي أَصْغَرهُمْ ، وهو كِبْرَة وَلَدِ أَبيه أَي أَكبرهم ؛ وكذلك فلان صِغْرَةُ القوم وكِبْرَتُهم أَي أَصغرُهم وأَكبرهم . ويقول صبيٌّ من صبيان العرَب إِذ نُهِيَ عن اللَّعِب : أَنا من الصِّغْرَة أَي من الصِّغار . وحكى ابن الأَعرابي : ما صَغَرَني إِلا بسنة أَي ما صَغُرَ عَنِّي إِلا بسنة . والصَّغار ، بالفتح : الذل والضَّيْمُ ، وكذلك الصُّغْرُ ، بالضم ، والمصدر الصَّغَرُ ، بالتحريك . يقال : قُمْ على صُغْرِك وصَغَرِك . الليث : يقال صَغِرَ فلان يَصْغَرُ صَغَراً وصَغاراً ، فهو صاغِر إِذا رَضِيَ بالضَّيْم وأَقَرَّ بِهِ . قال الله تعالى : حتى يُعْطُوا الجزْية عن يَدٍ وهُمْ صاغِرون ؛ أَي أَذِلاَّءُ . والمَصْغُوراء : الصَّغار . وقوله عز وجل : سَيُصِيب الذين أَجْرَمُوا صَغار عند الله ؛ أَي هُمْ ، وإِن كانوا أَكابر في الدنيا ، فسيصيبهم صَغار عند الله أَي مَذَلَّة . وقال الشافعي ، رحمه الله ، في قوله عز وجل : عن يَدٍ وهُمْ صاغِرُون ؛ أَي يجري عليهم حُكْمُ المسلمين . والصَّغار : مصدر الصَّغِير في القَدْر . والصَّاغِرُ : الراضي بالذُّلِّ والضيْمِ ، والجمع صَغَرة . وقد صَغُرَ (* قوله : « وقد صغر إلخ » من باب كرم كما في القاموس ومن باب فرح أَيضاً كما في المصباح كما أَنه منهما بمعنى ضد العظم ). صَغَراً وصُغْراً وصَغاراً وصَغارَة وأَصْغَرَه : جعله صاغِراً . وتَصاغَرَتْ إِليه نفسُه : صَغُرت وتَحاقَرَتْ ذُلاًّ ومَهانَة . وفي الحديث : إِذا قلتَ ذلك تَصاغَرَ حتى يكون مثلَ الذُّباب ؛ يعني الشيطان ، أَي ذَلَّ وَامَّحَقَ ؛ قال ابن الأَثير : ويجوز أَن يكون من الصِّغَر والصَّغارِ ، وهو الذل والهوان . وفي حديث عليّ يصف أَبا بكر ، رضي الله عنهما : بِرَغْمِ المُنافِقين وصَغَر الحاسِدين أَي ذُلِّهِم وهَوانِهم . وفي حديثِ المُحْرِم : يقتل الحيَّة بصَغَرٍ لَها . وصَغُرَتِ الشمسُ : مالَتْ للغروب ؛ عن ثعلب . وصَغْران : موضع . "
المعجم: لسان العرب
ضيف
" ضِفْتُ الرجل ضَيْفاً وضِيافةً وتَضَيَّفْتُه : نزلتُ به ضَيْفاً ومِلْتُ إليه ، وقيل : نزلت به وصِرْت له ضَيفاً . وضِفْتُه وتَضَيَّفْتُه : طلبت منه الضِّيافةَ ؛ ومنه قول الفرزدق : وجَدْت الثَّرى فينا إذا التُمِسَ الثَّرى ، ومَنْ هو يَرْجُو فَضْلَه المُتَضَيِّف ؟
قال ابن بري : وشاهِد ضِفْتُ الرجل قولُ القطامي : تَحَيَّزُ عَني خَشْيَةً أَن أَضِيفَها ، كما انْحازَتِ الأَفْعى مَخافةَ ضارِب وقد فسر في ترجمة حيز . وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها : ضافَها ضَيْفٌ فأَمَرَتْ له بمِلْحَفَةٍ صفراء ؛ هو من ضفت الرجل إذا نزلت به في ضِيافَتهِ ؛ ومنه حديث النَّهْديِّ : تَضَيَّفْتُ أَبا هريرة سَبْعاً . وأَضَفْتَه وضَيَّفْتَه : أَنْزَلْتَه عليك ضَيْفاً وأَمَلْتَه إليك وقَرَّبْتَه ، ولذلك قيل : هو مُضافٌ إلى كذا أَي مُمالٌ إليه . ويقال : أَضافَ فلان فلاناً فهو يُضيفُه إضافةً إذا أَلجأَه إلى ذلك . وفي التنزيل العزيز : فأَبَوْا أَن يضيفوهما ؛
وأَنشد ثعلب لأَسماء بن خارجة الفزاري يصف الذئب : ورأَيتُ حَقّاً أَن أُضَيِّفَه ، إذْ رامَ سِلْمِي واتَّقى حَرْبي استعار له التضييفَ ، وإنما يريد أَنه أَمَّنَه وسالمه . قال شمر : سمعت رجاء بن سَلَمَة الكوفي يقول : ضَيَّفْتُه إذا أَطْعَمْتَه ، قال : والتضييفُ الإطعام ، قال : وأَضافَه إذا لم يُطْعِمْه ، وقال رجاء : في قراءة ابن مسعود فأَبوا أَن يُضَيِّفُوهما : يُطْعِمُوهما . قال أَبو الهيثم : أَضافَه وضَيَّفَه عندنا بمعنًى واحد كقولك أَكْرَمَه اللّه وكرَّمه ، وأَضَفْته وضَيَّفْتُه . قال : وقوله عز وجل فأَبوا أَن يُضَيِّفُوهما ، سأَلاهم الإضافةَ فلم يفعلوا ، ولو قُرِئت أَن يُضِيفُوهما كان صواباً . وتَضَيَّفْتُه : سأَلته أَن يُضِيفَني ، وأَتيتُه ضَيْفاً ؛ قال الأَعشى : تَضَيَّفْتُه يَوْماً ، فأَكْرَمَ مَقْعَدي ، وأَصْفَدَني على الزَّمانةِ قائدا وقال الفرزدق : ومنّا خَطِيبٌ لا يُعابُ ، وقائلٌ ومَنْ هو يَرْجو فَضْلَه المُتَضَيِّفُ
ويقال : ضَيَّفْتُه أَنزلته منزلة الأَضياف . والضَّيْفُ : المُضَيَّفُ يكون للواحد والجمع كعدلٍ وخَصْمٍ . وفي التنزيل العزيز : هل أتاك حديثُ ضَيْفِ إبراهيمَ المُكْرَمِينَ ، وفيه : هؤلاء ضَيْفي فلا تَفْضَحُونِ ؛ على أَن ضيفاً قد يجوز أَن يكون ههنا جمع ضائف الذي هو النازل ، فيكون من باب زَوْرٍ وصَوْمٍ ، فافهم ، وقد يكسَّر فيقال أَضْيافٌ وضُيُوفٌ وضِيفانٌ ؛ قال : إذا نَزَلَ الأَضْيافُ ، كان عَذَوَّراً على الحَيِّ حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه ؟
قال ابن سيده : الأَضْيافُ هنا بلفظ القِلَّة ومعناها أَيضاً ، وليس كقوله : وأَسْيافُنا من نَجْدَةٍ تَقْطُرُ الدّما في أَنْ المراد بها معنى الكثرة ، وذلك أَمْدَحُ لأَنه إذا قَرَى الأَضْيافَ بمراجِلِ الحيّ أَجمعَ ، فما ظنُّك لو نزل به الضيِّفانُ الكثيرون ؟ التهذيب : قوله هؤلاء ضَيْفِي أَي أَضيافي ، تقول هؤلاء ضَيْفِي وأَضْيافي وضُيوفي وضِيافي ، والأُنثى ضَيْفٌ وضَيْفةٌ ، بالهاء ؛ قال البَعيث : لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه ، وهي ضَيْفَةٌ ، فجاءَت بِيَتْنِ للضِّيافة أَرْشَما وحرَّفه أَبو عبيدة فعزاه إلى جرير ؛ قال أَبو الهيثم : أَراد بالضَّيْفة في البيت أَنها حملتْه وهي حائض . يقال : ضافَتِ المرأةُ إذا حاضت لأَنها مالت من الطُّهر إلى الحَيض ، وقيل : معنى قوله وهي ضَيْفة أَي ضافت قوماً فحبِلت في غير دار أَهلها . واسْتَضافه : طلب إليه الضِّيافة ؛ قال أَبو خِراشٍ : يَطِيرُ إذا الشَّعْراء ضافتْ بِحَلْبِه ، كما طارَ قِدْحُ المُسْتَضِيفِ المُوَشَّمُ وكان الرجل إذا أَراد أَن يَسْتَضيف دار بِقدْحٍ مُوَشَّم ليُعْلم أَنه مُسْتَضِيف . والضَّيْفَن : الذي يَتْبَعُ الضَّيْفَ ، مشتقّ منه عند غير سيبويه ، وجعله سيبويه من ضفن وسيأْتي ذكره . الجوهري : الضَّيْفن الذي يجيء مع الضَّيْفِ ، والنون زائدة ، وهو فَعْلَن وليس بفَيْعَلٍ ؛ قال الشاعر : إذا جاء ضَيْفٌ ، جاء للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ ، فأَوْدَى بما تُقْرى الضُّيُوفُ الضَّيافِنُ وضافَ إليه : مال ودَنا ، وكذلك أَضاف ؛ قال ساعدة بن جؤية يصف سحاباً : حتى أَضافَ إلى وادٍ ضَفادِعُه غَرْقَى رُدافَى ، تراها تَشْتَكي النَّشَجا وضافَني الهمُّ كذلك . والمُضاف : المُلْصَق بالقوم المُمال إليهم وليس منهم . وكلُّ ما أُمِيلَ إلى شيء وأُسْنِد إليه ، فقد أُضِيفَ ؛ قال امرؤ القيس : فلما دخَلْناه ، أَضفنا ظُهورَنا إلى كلِّ حارِيٍّ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ أَي أَسْنَدْنا ظُهورَنا إليه وأَملْناها ؛ ومنه قيل للدّعيِّ مُضاف لأَنه مُسْنَدٌ إلى قوم ليس منهم . وفي الحديث : مَضِيفٌ ظهرَه إلى القُبَّة أَي مُسْنِدُه . يقال : أَضفتُه إليه أُضِيفُه . والمُضاف : المُلْزَق بالقوم . وضافه الهمُّ أَي نزَلَ به ؛ قال الراعي : أَخُلَيْدُ ، إنَّ أَباك ضافَ وِسادَهُ هَمَّانِ ، باتا جَنْبَةً ودخِيلا أَي بات أَحدُ الهَمَّيْنِ جَنْبَه ، وباتَ الآخرُ داخِلَ جَوْفِه . وإضافةُ الاسم إلى الاسم كقولك غلام زيد ، فالغلام مضاف وزيد مضاف إليه ، والغَرَض بالإضافة التخصيص والتعريف ، ولهذا لا يجوز أَن يُضافَ الشيء إلى نفسه لأَنه لا يُعَرِّفُ نفسه ، فلو عرَّفها لما احتيج إلى الإضافة . وأَضفت الشيء إلى الشيء أَي أَمَلْتُه ، والنحويون يسمون الباء حرف الإضافة ، وذلك أَنك إذا قلت مررت بزيد فقد أَضفت مرورَك إلى زيد بالباء . وضافت الشمس تَضِيفُ وضَيَّفَت وتَضيَّفتْ : دنت للغروب وقرُبت . وفي الحديث : نَهى رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، عن الصلاة إذا تَضَيَّفت الشمسُ لغروب ؛ تضيَّفت : مالت ، ومنه سمي الضَّيْفُ ضَيْفاً من ضافَ عنه يَضِيف ؛ قال : ومنه الحديث : ثلاثُ ساعات كان رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، يَنهانا أَن نُصَلِّي فيها : إذا طلعت الشمس حتى ترتفع ، وإذا تضَيَّفت للغروب ، ونصفَ النهار . وضاف السهمُ : عَدَل عن الهَدَف أَو الرميَّة ، وفيه لغة أُخرى ليست في الحديث : صافَ السهم بمعنى ضافَ ، والذي جاء في الحديث ضافَ ، بالضاد . وفي حديث أَبي بكر ، قال له ابنه : ضِفْتُ عنك يوم بَدرٍ أَي مِلْتُ عنكَ وعدَلْتُ ؛ وقول أبي ذؤيب : جَوارِسُها تَأْوِي الشعُوفَ دَوائِباً ، وتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَضِيفاً كِرابُها أَراد ضائفاً كِرابُها أَي عادِلةً مُعْوَجَّةً فوضع اسم المفعول موضع المصدر . والمُضافُ : الواقع بين الخيل والأَبْطال وليست به قوَّة ؛ وأَما قول الهذلي : أَنت تُجِيبُ دَعْوةَ المَضوفِ فإنما استعمل المفعول على حذف الزائد ، كما فُعل ذلك في اسم الفاعل نحو قوله : يَخْرُجْن من أَجْوازِ ليلٍ غاضِي وبني المَضُوف على لغة من ، قال في بِيع بُوعَ . والمضاف : المُلْجأُ المُحْرَجُ المُثْقَلُ بالشرّ ؛ قال البُرَيْق الهذلي : ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دعا ، إذا ما دعا اللِّمّة الفَيْلَمُ (* قوله « إذا ما دعا اللمة إلخ » هكذا في الأصل ، وأنشده الجوهري في مادة ف ل م : إذا فرّ ذو اللمة الفيلم ) هكذا رواه أَبو عبيد بالإطلاق مرفوعاً ، ورواه غيره بالإطلاق أيضاً مجروراً على الصفة للِّمّة ؛ قال ابن سيده : وعندي أَنَّ الرواية الصحيحة إنما هي الإسكان على أَنه من الضرب الرابع من المُتَقارَب لأَنك إن أَطلقتها فهي مُقْواة ، كانت مرفوعة أَو مجرورة ؛ أَلا ترى أَن فيها : بعثت إذا طَلَعَ المِرْزَمُ وفيها : والعَبدَ ذا الخُلُق الأَفْقَما وفيها : وأَقضي بصاحبها مَغْرَمِي فإذا سكّنت ذلك كله فقلت المِرْزَمْ الأَفقمْ مغرمْ ، سَلِمت القِطعةُ من الإقواءِ فكان الضرْب فلْ ، فلم يخرج من حكم المتقارَب . وأَضفتُه إلى كذا أَي أَلجأْته ؛ ومنه المُضاف في الحرب وهو الذي أُحيط به ؛ قال طرفة : وكَرِّي إذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً ، كَسِيدِ الغَضَا ، نَبَّهْتَه ، المُتَوَرِّد ؟
قال ابن بري : والمُسْتَضاف أَيضاً بمعنى المضاف ؛ قال جوَّاس بن حَيّان الأَزْدِيّ : ولقد أُقْدِمُ في الرَّوْ عِ ، وأَحْمِي المُسْتَضافا ثم قد يحْمَدُني الضَّيْفُ ، إذا ذَمَّ الضِّيافا واستضافَ من فلان إلى فلان : لجأَ إليه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : ومارَسَني الشَّيْبُ عن لِمَّتي ، فأَصبحْتُ عن حقِّه مُسْتَضيفا وأَضافَ من الأَمر : أَشْفَقَ وحَذِر ؛ قال النابغة الجعدي : أَقامتْ ثلاثاً بين يومٍ وليلةٍ ، وكان النَّكيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا وإنما غَلَّبَ التأنيث لأَنه لم يذكر الأَيام . يقال : أَقَمْتُ عنده ثلاثاً بين يومٍ وليلةٍ ، غلَّبوا التأْنيث . والمَضُوفةُ : الأَمر يُشْفَقُ منه ويُخافُ ؛ قال أَبو جندب الهذلي : وكُنْتُ إِذا جاري دَعا لِمَضُوفةٍ ، أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري يعني الأَمْر يُشْفِقُ منه الرَّجُل ؛ قال أَبو سعيد : وهذا البيت يروى على ثلاثة أَوجه : على المَضُوفةِ ، والمَضِيفَةِ ، والمُضافةِ ؛ وقيل : ضافَ الرَّجلُ وأَضافَ خاف . وفي حديث علي ، كرم اللّه وجهه : أَنَّ ابن الكَوَّاء وقَيْسَ بن عَبادٍ (* قوله « عباد » كذا بالأصل ، والذي في النهاية عبادة .) جاآه فقالا له : أَتَيْناكَ مُضافين مُثْقَلَيْنِ ؛ مُضافين أَي خائفَين ، وقيل : مُضافين مُلْجَأَيْن . يقال : أَضافَ من الأَمر إذا أَشْفَق . وحَذِر من إضافةِ الشيء إلى الشيء إذا ضَمَّه إليه . يقال : أَضافَ من الأَمر وضافَ إذا خافه وأَشْفَقَ منه . والمَضُوفة : الأَمر الذي يُحذَرُ منه ويُخافُ ، ووجهه أَن تجعل المُضافَ مصدراً بمعنى الإضافة كالمُكْرَم بمعنى الإكْرام ، ثم تصفَ بالمصدر ، وإلا فالخائف مُضِيف لا مُضاف . وفلان في ضِيفِ فلان أَي في ناحيته . والضِّيفُ : جانبا الجبل والوادي ، وفي التهذيب : الضِّيفُ جانِبُ الوادي ؛ واستعار بعض الأَغْفالِ الضِّيفَ للذَّكر فقال : حتى إذا وَرَّكْت من أَْتَيْرِ سواد ضِيفَيْهِ إلى القُصَيْرِ وتضايف الوادب : تضايَقَ . أَبو زيد : الضِّيفُ ، بالكسر ، الجَنْبُ ؛
قال : يَتْبَعْنَ عَوْداً يَشْتَكي الأظَلاَّ ، إذا تَضايَفْنَ عليه أْنْسَلاَّ يعني إذا صِرْنَ منه قريباً إلى جَنْبِه ، والقاف فيه تصحيف . وتَضايَفَه القوم إذا صاروا بِضِيفَيْه . وفي الحديث : أَنَّ العَدُوَّ يوم حُنَيْنٍ كَمَنُوا في أَحناء الوادي ومَضايفه . والضِّيفُ : جانِبُ الوادي . وناقةٌ تُضِيفُ إلى صوت الفحل أَي إذا سمعته أَرادت أَن تأْتيه ؛ قال البُرَيْقُ الهذلي : منَ المُدَّعِينَ إذا نُوكِروا ، تُضِيفُ إلى صَوْتِه الغَيْلَمُ الغيلم : الجاريةُ الحَسْناء تَسْتأْنِسُ إلى صوته ؛ ورواية أَبي عبيد : تُنِيفُ إلى صَوته الغيلم "
المعجم: لسان العرب
صحب
" صَحِـبَه يَصْحَبُه صُحْبة ، بالضم ، وصَحابة ، بالفتح ، وصاحبه : عاشره . والصَّحْب : جمع الصاحب مثل راكب وركب . والأَصْحاب : جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ . والصاحب : الـمُعاشر ؛ لا يتعدَّى تَعَدِّيَ الفعل ، أَعني أَنك لا تقول : زيد صاحِبٌ عَمْراً ، لأَنهم إِنما استعملوه استعمال الأَسماء ، نحو غلام زيد ؛ ولو استعملوه استعمال الصفة لقالوا : زيد صاحِبٌ عمراً ، أَو زيد صاحبُ عَمْرو ، على إِرادة التنوين ، كما تقول : زيد ضاربٌ عمراً ، وزيد ضاربُ عمْرٍو ؛ تريد بغير التنوين ما تريد بالتنوين ؛ والجمع أَصحاب ، وأَصاحيبُ ، وصُحْبان ، مثل شابّ وشُبّان ، وصِحاب مثل جائع وجِـياع ، وصَحْب وصَحابة وصِحابة ، حكاها جميعاً الأَخفش ، وأَكثر الناس على الكسر دون الهاءِ ، وعلى الفتح معها ، والكسر معها عن الفراء خاصة . ولا يمتنع أَن تكون الهاء مع الكسر من جهة القياس ، على أَن تزاد الهاء لتأْنيث الجمع . وفي حديث قيلة : خرجت أَبتغي الصَّحابة إِلى رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ؛ هو بالفتح جمع صاحب ، ولم يجمع فاعِل على فَعالة إِلا هذا ؛ قال امرؤُ القيس : فكانَ تَدانِـينا وعَقْدُ عِذارهِ ، * وقال صِحابي : قَدْ شَـأَونَك ، فاطْلُ ؟
قال ابن بري : أَغنى عن خبر كان الواو التي في معنى مع ، كأَنه ، قال : فكان تدانينا مع عقد عذاره ، كما ، قالوا : كل رجل وضَيْعَتُه ؛ فكل مبتدأ ، وضيعته معطوف على كل ، ولم يأْت له بخبر ، وإِنما أَغنى عن الخبر كون الواو في معنى مع ، والضيعة هنا : الحرفة ، كأَنه ، قال : كل رجل مع حرفته . وكذلك قولهم : كل رجل وشأْنه . وقال الجوهري : الصَّحابة ، بالفتح : الأَصْحاب ، وهو في الأَصل مصدر ، وجمع الأَصْحاب أَصاحِـيب . وأَما الصُّحْبة والصَّحْب فاسمان للجمع . وقال الأَخفش : الصَّحْبُ جمع ، خلافاً لمذهب سيبويه ، ويقال : صاحب وأَصْحاب ، كما يقال : شاهِد وأَشهاد ، وناصِر وأَنْصار . ومن ، قال : صاحب وصُحْبة ، فهو كقولك فارِه وفُرْهَة ، وغلامٌ رائِق ، والجمع رُوقَة ؛ والصُّحْبَةُ مصدر قولك : صَحِبَ يَصْحَبُ صُحْبَةً . وقالوا في النساءِ : هنَّ صواحِبُ يوسف . وحكى الفارسي عن أَبي الحسن : هنّ صواحبات يوسف ، جمعوا صَواحِبَ جمع السلامة ، كقوله : فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها وقوله : جَذْب الصَّرارِيِّـين بالكُرور والصِّحابَة : مصدر قولك صاحبَك اللّهُ وأَحْسَن صحابَتَك . وتقول للرجل عند التوديع : مُعاناً مُصاحَـباً . ومن ، قال : مُعانٌ مَصاحَبٌ ، فمعناه : أَنت معان مُصاحَب . ويقال : إِنه لَـمِصْحاب لنا بما يُحَبّ ؛ وقال الأَعشى : فقد أَراكَ لنا بالوُدِّ مصْحابا وفُلانٌ صاحِبُ صِدْقٍ . واصْطَحَب الرجلان ، وتصاحبا ، واصْطَحَبَ القوم : صَحِبَ بعضهم بعضاً ؛ وأَصله اصْتَحَب ، لأَن تاء الافتعال تتغير عند الصاد مثل اصطحب ، وعند الضاد مثل اضْطَربَ ، وعند الطاء مثل اطَّلَب ، وعند الظاء مثل اظَّلَم ، وعند الدال مثل ادَّعى ، وعند الذال مثل اذّخَر ، وعند الزاي مثل ازْدَجَر ، لأَن التاء لانَ مَخْرَجُها فلم توافق هذه الحروف لشدة مخارجها ، فأُبْدِلَ منها ما يوافقها ، لتخفّ على اللسان ، ويَعْذُبَ اللفظ به . وحمارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَر يضرب لونه إِلى الحمرة . وأَصْحَبَ : صار ذا صاحب وكان ذا أَصحاب . وأَصْحَبَ : بلغ ابنه مبلغ الرجال ، فصار مثله ، فكأَنه صاحبه . واسْتَصْحَبَ الرجُلَ : دَعاه إِلى الصُّحْبة ؛ وكل ما لازم شيئاً فقد استصحبه ؛
قال : إِنّ لك الفَضْلَ على صُحْبَتي ، * والـمِسْكُ قدْ يَسْتَصْحِبُ الرّامِكا الرامِك : نوع من الطيب رديء خسيس . وأَصْحَبْتُه الشيء : جعلته له صاحباً ، واستصحبته الكتاب وغيره . وأَصْحَبَ الرجلَ واصْطَحَبه : حفظه . وفي الحديث : اللهم اصْحَبْنا بِصُحْبَةٍ واقلِبْنا بذمة ؛ أَي احفظنا بحفظك في سَفَرنا ، وأَرجِعنا بأَمانتك وعَهْدِك إِلى بلدنا . وفي التنزيل : ولا هم منا يُصْحَبون ؛ قال : يعني الآلهة لا تمنع أَنفسنا ، ولا هم منا يُصْحَبون : يجارون أَي الكفار ؛ أَلا ترى أَن العرب تقول : أَنا جارٌ لك ؛ ومعناه : أُجِـيرُك وأَمْنَعُك . فقال : يُصْحَبون بالإِجارة . وقال قتادة : لا يُصْحَبُون من اللّهِ بخير ؛ وقال أَبو عثمان المازنيّ : أَصْحَبْتُ الرجلَ أَي مَنَعْتُه ؛
وأَنشد قَوْلَ الـهُذَليّ : يَرْعَى بِرَوْضِ الـحَزْنِ ، من أَبِّه ، * قُرْبانَه ، في عابِه ، يُصْحِبُ يُصْحِبُ : يَمْنَعُ ويَحْفَظُ وهو من قوله تعالى : ولا هم منا يُصْحَبون أَي يُمْنعون . وقال غيره : هو من قوله صَحِبَك اللّه أَي حَفِظَكَ وكان لك جاراً ؛
وقال : جارِي وَمَوْلايَ لا يَزْني حَريمُهُما ، * وصاحِـبي منْ دَواعي السُّوءِ مُصْطَحَبُ وأَصْحبَ البعيرُ والدابةُ : انقادا . ومنهم مَن عَمَّ فقال : وأَصْحَبَ ذلَّ وانقاد من بعد صُعوبة ؛ قال امرؤ القيس : ولَسْتُ بِذِي رَثْيَةٍ إِمَّرٍ ، * إِذا قِـيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحبا الإِمَّرُ : الذي يأْتَمِرُ لكل أَحد لضَعْفِه ، والرَّثْيَةُ : وجَع المفاصل . وفي الحديث : فأَصْحَبَت الناقةُ أَي انقادت ، واسترسلت ، وتبعت صاحبها . قال أَبو عبيد : صحِـبْتُ الرجُلَ من الصُّحْبة ، وأَصْحَبْتُ أَي انقدت له ؛
وأَنشد : تَوالى بِرِبْعِـيِّ السّقابُ ، فأَصْحَبا والمُصْحِبُ الـمُستَقِـيمُ الذَّاهِبُ لا يَتَلَبَّث ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : يا ابن شهابٍ ، لَسْتَ لي بِصاحِب ، * مع الـمُماري ومَعَ الـمُصاحِب فسره فقال : الـمُمارِي الـمُخالِفُ ، والـمُصاحِبُ الـمُنْقاد ، من الإِصْحابِ . وأَصْحَبَ الماءُ : علاه الطُّحْلُب والعَرْمَضُ ، فهو ماءٌ مُصْحِبٌ . وأَدِيمٌ مُصْحِبٌ عليه صُوفُه أَو شَعره أَو وبَرُه ، وقد أَصْحَبْته : تركت ذلك عليه . وقِربَةٌ مُصْحِـبَة : بقي فيها من صوفها شيء ولم تُعْطَنْهُ . والـحَمِـيتُ : ما ليس عليه شعر . ورجل مُصْحِب : مجنون . وصَحَبَ الـمَذْبوحَ : سلَخه في بعض اللغات . وتَصَحَّب من مُجالَسَتِنا : استَحْيا . وقال ابن برزح . (* قوله « برزح » هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا .) إِنه يَتَصَحَّبُ من مجالستنا أَي يستَحْيِـي منها . وإِذا قيل : فلان يتسَحَّب علينا ، بالسين ، فمعناه : أَنه يَتمادَحُ ويَتَدَلَّل . وقولهم في النداءِ : يا صاحِ ، معناه يا صاحبي ؛ ولا يجوز ترخيم المضاف إِلاّ في هذا وحده ، سُمِـعَ من العرب مُرخَّماً . وبنو صُحْب : بَطْنان ، واحدٌ في باهِلَة ، وآخر في كلْب . وصَحْبانُ : اسم رجلٍ . "
المعجم: لسان العرب
طرق
" روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : الطَّرْق والعِيَافَةُ من الجِبْتِ ؛ والطَّرْقُ : الضرب بالحصى وهو ضرب من التَّكَهُّنِ . والخَطُّ في التراب : الكَهانَةُ . والطُّرَّاقُ : المُتكَهِّنُون . والطَّوارِقُ : المتكهنات ، طَرَقَ يَطْرُقُ طَرْقاً ؛ قال لبيد : لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَّوَارِقُ بالحصى ، * ولا زَاجِراتُ الطير ما اللهُ صَانِعُ واسْتَطْرَقَهُ : طلب منه الطَّرْقَ بالحصى وأَن ينظر له فيه ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : خَطَّ يدِ المُسْتَطْرَقِ المَسْؤولِ وأَصل الطَّرْقِ الضرب ، ومنه سميت مِطْرقَة الصائغ والحدّاد لأَنه يَطْرقُ بها أَي يضرب بها ، وكذلك عصا النَّجَّاد التي يضرب بها الصوفَ . والطَّرقُ : خطّ بالأَصابع في الكهانة ، قال : والطَّرْقُ أَن يخلط الكاهن القطنَ بالصوف فَيَتَكهَّن . قال أَبو منصور : هذا باطل وقد ذكرنا في تفسير الطَّرْقِ أَنه الضرب بالحصى ، وقد ، قال أَبو زيد : الطَّرْقُ أَن يخط الرجل في الأَرض بإِصبعين ثم بإِصبع ويقول : ابْنَيْ عِيانْ ، أَسْرِعا البيان ؛ وهو مذكور في موضعه . وفي الحديث : الطِّيَرَةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من الجِبْتِ ؛ الطرقُ : الضرب بالحصى الذي تفعله النساء ، وقيل : هو الخَطُّ في الرمل . وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعود يَطْرُقُه طَرْقاً : ضربه ، واسم ذلك العود الذي يضرب به المِطْرَقةُ ، وكذلك مِطْرَقَةُ الحدّادين . وفي الحديث : أَنه رأَى عجوزاً تَطْرُقُ شَعراً ؛ هو ضرب الصوف والشعر بالقضيب لَينْفشا . والمِطْرَقة : مِضْربة الحداد والصائغ ونحوهما ؛ قال رؤبة : عَاذِل قد أُولِعْتِ بالتَّرقِيشِ إِليَّ سِراًّ ، فاطْرُقي ومِيشِي التهذيب : ومن أَمثال العرب التي تضرب للذي يخلط في كلامه ويتفنن فيه قولهم : اطْرُقي ومِيشِي . والطَّرْق : ضرب الصوف بالعصا . والمَيْشُ : خلط الشعر بالصوف . والطَّرْق : الماء المجتمع الذي خيضَ فيه وبِيل وبُعِرَ فكَدِر ، والجمع أَطْرَاق . وطَرَقَت الإِبل الماء إِذا بالت فيه وبعرت ، فهو ماء مَطْرُوق وطَرْقٌ . والطَّرْقُ والمَطرُوق أَيضاً : ماء السماء الذي تبول فيه الإِبل وتَبْعَرُ ؛ قال عدي بن زيد : ودَعَوْا بالصَّبُوح يوماً ، فجاءَتْ قَيْنَةٌ في يمينها إِبْريقُ قدَّمَتْهُ على عُقارٍ ، كعَيْن الدّيكِ ، صَفَّى سُلافَها الرَّاووقُ مُزَّةٍ قبل مَزْجِها ، فإِذا ما مُزِجَتْ ، لَذَّ طَعْمَها مَنْ يَذُوقُ وطَفَا فوقها فَقَاقِيعُ ، كاليا قوت ، حُمْرٌ يَزينُها التَّصفيقُ ثم كان المِزَاجُ ماءَ سحاب لا جَوٍ آجِنٌ ، ولا مَطْرُوقُ ومنه قول إِبراهيم في الوضوء بالماء : الطَّرْقُ أَحَبُّ إليَّ من التَّيَمُّم ؛ هو الماء الذي خاضت فيه الإِبل وبالت وبعرت . والطَّرْق أَيضاً : ماء الفحلِ . وطرَقَ الفحلُ الناقة يَطْرُقها طَرْقاً وطُروقاً أَي قَعا عليها وضربها . وأَطْرَقه فحلاً : أَعطاه إِياه يضرب في إِبله ، يقال : أَطرِقْني فحلَك أَي أَعِرْني فحلك ليضرب في إِبلي . الأَصمعي : يقول الرجل للرجل أَعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ أَي ماءه وضِرابَهُ ؛ ومنه يقال : جاء فلان يَسْتَطْرِقُ ماءَ طَرْقٍ . وفي الحديث : ومِنْ حقِّها إِطْراقُ فحلِها أَي إِعارته للضراب ، واسْتطْراق الفحل إِعارته لذلك . وفي الحديث : من أَطْرَقَ مسلماً فَعَقّتْ له الفرسُ ؛ ومنه حديث ابن عمر : ما أُعْطيَ رجلٌ قطّ أَفضلَ من الطَّرْقِ ، يُطْرِق الرجلُ الفحل فيُلْقِح مائة فَيَذْهبُ حَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي يحوي أَجره أَبَدَ الآبِدينَ ، ويُطْرِقُ أَي يعير فحله فيضرب طَرُوقَة الذي يَستَطْرِقه . والطَّرْقُ في الأَصل : ماء الفحل ، وقيل : هو الضِّرابُ ثم سمي به الماء . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : والبيضة منسوبة إِلى طَرْقِها أَي إِلى فحلها . واسْتَطْرَقَهُ فحلاً : طلب منه أَن يُطْرِقَهُ إِياه ليضرب في إِبله . وطَرُوقَةُ الفحل : أُنثْاه ، يقال : ناقة طَرُوقَةُ الفحل للتي بلغت أَن يضربها الفحل ، وكذلك المرأَة . وتقول العرب : إِذا أَردت أَن يُشْبهك ولَدُك فأَغْضِب طَرُوقَتَك ثم ائتِْها . وفي الحديث : كان يُصْبِحُ جنباً من غير طَرُوقَةٍ أَي زوجة ، وكل امرأة طَرُوقَةُ زوجها ، وكل ناقة طَرُوقَةُ فحلها ، نعت لها من غير فِعْلٍ لها ؛ قال ابن سيده : وأَرى ذلك مستعاراً للنساء كما استعار أَبو السماك الطَّرْق في الإِنسان حين ، قال له النجاشي : ما تَسْقِنيي ؟، قال : شراب كالوَرْس ، يُطَيْب النفس ، ويُكْثر الطَّرْق ، ويدرّ في العِرْق ، يشدُّ العِظام ، ويسهل للفَدْم الكلام ؛ وقد يجوز أَن يكون الطَّرْقُ وَضْعاً في الإِنسان فلا يكون مستعاراً . وفي حديث الزكاة في فرائض صدَقات الإِبل : فإِذا بلغت الإِبل كذا ففيها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفحل ؛ المعنى فيها ناقة حِقَّةٌ يَطْرقٌ الفحلُ مثلها أَي يضربها ويعلو مثلها في سنها ، وهي فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعولة أَي مركوبة للفحل . ويقال للقَلُوصِ التي بلغت الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل : هي طَرْوقَتُه . ويقال للمتزوج : كيف وجدتَ طَرُوقَتَك ؟ ويقال : لا أَطْرَقَ اللهُ عليك أَي لا صَيَّر لك ما تَنكْحِه . وفي حديث عمرو بن العاص : أَنه قَدِم على عمر ، رضي الله عنه ، من مصر فجرَى بينهما كلام ، وأَن عمر ، قال له : إِن الدجاجة لتَفْحَصُ في الرماد فَتَضَعُ لغير الفحل والبيضة منسوبة إِلى طَرْقها ، فقام عمرو مُتَرَبَّدَ الوجه ؛ قوله منسوبة إِلى طَرْقها أَي إِلى فحلها ، وأَصل الطَّرْق الضِّرَاب ثم يقال للضارب طَرْقٌ بالمصدر ، والمعنى أَنه ذو طَرْقٍ ؛ قال الراعي يصف إِبلاً : كانَتْ هَجائِنُ مُنْذرٍ ومُحٍرَّقٍ أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا أَي كان ذو طَرْقِها فحلاً فحيلاً أَي منجباً . وناقة مِطْراق : قريبة العهد بطَرق الفحل إِِياها . والطَّرْق : الفحل ، وجمعه طُرُوقٌ وطُرَّاقٌ ؛ قال الشاعر يصف ناقة : مُخْلفُ الطُّرَّاقِ مَجهُولَةٌ ، مُحْدِثٌ بعد طِرَاقِ اللُّؤَ ؟
قال أَبو عمرو : مُخْلِفُ الطُّرَّاق : لم تلقح ، مجهولة : محرَّمة الظهر لم تُرْكَبْ ولم تُحْلَبْ ، مُحْدِث : أَحدثتِ لِقاحاً ، والطِّراق : الضِّراب ، واللؤام : الذي يلائمها . قال شمر : ويقال للفحل مُطْرِق ؛
قال : ويكون المُطْرِقُ من الإِطْراقِ أَي لا تَرْغو ولا تَضِجّ . وقال خالد بن جنبة : مُطْرِقٌ من الطَّرْق وهو سرعة المشي ، وقال : العَنَقُ جَهْدُ الطَّرْق ؛ قال الأَزهري : ومن هذا قيل للراجل مُطْرِق وجمعه مَطَارِيقُ ، وأَما قول رؤبة : قَوَارِباً من واحِفٍ بعد العَنَقْ للعِدِّ ، إِذ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ فهي مناقع المياه تكون في بحائر الأَرض . وفي الحديث : نهى المسافر أَن يأْتي أَهله طُروقاً أَي ليلاً ، وكل آتٍ بالليل طَارِقٌ ، وقيل : أَصل الطُّروقِ من الطَّرْقِ وهو الدَّق ، وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دَق الباب . وطَرَق القومَ يَطْرُقُهم طَرْقاً وطُروقاً : جاءَهم ليلاً ، فهو طارِقٌ . وفي حديث عليّ ، عليه السلام : إِنها حَارِقةٌ طارِقةٌ أَي طَرَقَتْ بخير . وجمع الطارِقَةِ طَوارِق . وفي الحديث : أَعوذ بك من طَوارِقِ الليل إِلا طارِقاً يَطْرُقُ بخير . وقد جُمع طارِقٌ على أَطْراقٍ مثل ناصرٍ وأَنصار ؛ قال ابن الزبير : أَبَتْ عينُه لا تذوقُ الرُّقاد ، وعاوَدها بعضُ أَطْراقِها وسَهَّدَها ، بعد نوع العِشاء ، تَذَكُّرُ نَبْلِي وأَفْواقِها كنى بنبله عن الأقارب والأَهل . وقوله تعالى : والسماء والطَّارِقِ ؛ قيل : هو النجم الذي يقال له كوكب الصبح ، ومنه قول هند بنت عتبة ، قال ابن بري : هي هند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإِيادي ، قالت يوم أُحد تحض على الحرب : نَحْنُ بناتُ طارِق ، لا نَنْثَني لِوامِق ، نَمْشي على النَّمارِق ، المِسْكُ في المَفَارِق ، والدُّرُّ في المَخانِق ، إِن تُقْبِلوا نُعانِق ، أَو تُدْبِرُوا نُفارِق ، فِراقَ غَيرِ وامِق أَي أَن أَبانا في الشرف والعلو كالنجم المضيء ، وقيل : أَرادت نحن بنات ذي الشرف في الناس كأَنه النجم في علو قدره ؛ قال ابن المكرم : ما أَعرف نجماً يقال له كوكب الصبح ولا سمعت من يذكره في غير هذا الموضع ، وتارة يطلع مع الصبح كوكب يُرَى مضيئاً ، وتارة لا يطلُع معه كوكب مضيء ، فإِن كا ؟
قاله متجوزاً في لفظه أَي أَنه في الضياء مثل الكوكب الذي يطلع مع الصبح إِذا اتفق طلوع كوكب مضيء في الصبح ، وإِلا فلا حقيقة له . والطَّارِقُ : النجم ، وقيل : كل نجم طَارِق لأَن طلوعه بالليل ؛ وكل ما أَتى ليلاً فهو طارِق ؛ وقد فسره الفراء فقال : النجم الثّاقِب . ورجل طُرَقَةٌ ، مثال هُمَزَةٍ ، إِذا كان يسري حتى يَطْرُق أَهله ليلاً . وأَتانا فلان طُروقاً إِذا جاء بليل . الفراء : الطَّرَقُ في البعير ضعف في ركبتيه . يقال : بعير أَطرَقُ وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَقِ ، والطَّرَقُ ضعف في الركبة واليد ، طَرِقَ طَرَقاً وهو أَطْرَقُ ، يكون في الناس والإِبل ؛ وقول بشر : ترى الطِّرَقَ المُعَبَّدَ في يَدَيْها لكَذَّان الإكَامِ ، به انْتِضالُ يعني بالطَّرَق المُعَبَّد المذلل ، يريد ليناً في يديها ليس فيه جَسْوٌ ولا يبس . يقال : بعير أَطْرَق وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَق في يديها لين ، وفي الرَّجل طَرْقَةٌ وطِراقٌ وطِرِّيقَةٌ أَي استرخاء وتكسر ضعيف ليِّن ؛ قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته : ولا تَحْلَيْ بمَطْرُوقٍ ، إِذا ما سَرى في القَوْم ، أَصبح مُسْتَكِينَا وامرأَة مَطْروقَةٌ : ضعيفة ليست بمُذكًّرَة . وقال الأَصمعي : رجل مَطْروقٌ أَي فيه رُخْوَةٌ وضعف ، ومصدره الطِّرِّيقةُ ، بالتشديد . ويقال : في ريشه طَرَقٌ أَي تراكب . أَبو عبيد : يقال للطائر إِذا كان في ريشه فَتَخٌ ، وهو اللين : فيه طَرَقٌ . وكَلأٌ مَطْروقٌ : وهو الذي ضربه المطر بعد يبسه . وطائر فيه طَرَقٌ أَي لين في ريشه . والطَّرَقُ في الريش : أَن يكون بعضُها فوق بعض . وريش طِرَاقٌ إِذا كان بعضه فوق بعض ؛ قال يصف قطاة : أَمّا القَطاةُ ، فإِنِّي سَوْفَ أَنْعَتُها نعْتاً ، يُوافِقُ نَعْتي بَعْضَ ما فيها : سَكَّاءٌ مخطومَةٌ ، في ريشها طَرَقٌ ، سُود قوادمُها ، صُهْبٌ خَوافيها تقول منه : اطَّرقَ جناحُ الطائر على افْتَعَلَ أَي التف . ويقال : اطَّرَقَت الأَرض إِذا ركب التراب بعضه بعضاً . والإِطْراقُ : استرخاء العين . والمُطْرِقُ : المسترخي العين خِلقةً . أَبو عبيد : ويكون الإِطْراقُ الاسترخاءَ في الجفون ؛
وأَنشد لمُزَِّدٍ يرثي عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : وما كُنْت أَخْشَى أَن تكونَ وفاتُه بِكَفَّيْ سَبَنْتى أَزرقِ العينِ مُطْرِقِ والإِطْراقُ : السكوت عامة ، وقيل : السكوت من فَرَقٍ . ورجل مُطْرِقٌ ومِطْراقٌ وطِرِّيق : كثير السكوت . وأَطْرَقَ الرجل إِذا سكت فلم يتكلم ، وأَطْرَقَ أيضاً أَي أَرخى عينيه ينظر إِلى الأَرض . وفي حديث نظر الفجأَة : أَطْرِق بصَرك ، الإِطْراقُ : أَن يُقْبل ببصره إِلى صدره ويسكت ساكناً ؛ وفيه : فأَطْرَقَ ساعة أَي سكت ، وفي حديث آخر : فأَطْرَقَ رأْسَه أَي أَماله وأَسكنه . وفي حديث زياد : حتى انتهكوا الحَرِيمَ ثم أَطْرَقُوا وراءكم أَي استتروا بكم . والطِّرِّيقُ : ذَكَر الكَرَوان لأَنه يقال أَطْرِقْ كَرَا فيَسْقط مُطْرِقاً فيُؤخذ . التهذيب : الكَرَوان الذكر اسمه طِرِّيق لأَنه إِذا رأَى الرجل سقط وأَطْرَق ، وزعم أَبو خيرة أَنهم إِذا صادوه فرأَوه من بعيد أَطافوا به ، ويقول أَحدهم : أَطْرِقْ كَرَا إِنك لا تُرى ، حتى يتَمَكن منه فيُلقي عليه ثوباً ويأْخذه ؛ وفي المثل : أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا إِنَّ النَّعامَ في القُرَى يضرب مثلاً للمعجب بنفسه كما يقال فَغُضَّ الطرْفَ ، واستعمل بعض العرب الإِطراق في الكلب فقال : ضَوْرِيّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها ، يُطْرِقُ كلبُ الحيِّ مِن حِذارِها وقال اللحياني : يقال إِنَّ تحت طِرِّيقتِك لَعِنْدأْوةً ؛ يقال ذلك للمُطْرق المُطاوِل ليأْتِي بداهية ويَشُدّ شَدّة ليثٍ غيرِ مُتّعقٍ ، وقيل معناه أَي إِن في لينِه أَي إِنَّ تحت سكوتك لَنَزْوةً وطِماحاً ، والعِنْدَأْوةُ أَدْهى الدَّواهي ، وقيل : هو المكر والخديعة ، وهو مذكور في موضعه . والطُّرْقةُ : الرجل الأَحْمَق . يقال : إِنه لَطُرْقةٌ ما يحسن يطاق من حمقه . وطارَقَ الرجلُ بين نعلين وثوبين : لَبِس أَحدَهما على الآخر . وطارَقَ نعلين : خَصَفَ إِحدَاهما فوق الأُخرى ، وجِلْدُ النعل طِراقُها . الأَصمعي : طارَقَ الرجلُ نعليه إِذا أَطبَقَ نعلاً على نعل فخُرِزَتا ، وهو الطَّرّاق ، والجلدُ الذي يضربها به الطِّراقُ ؛ قال الشاعر : وطِرَاقٌ من خَلْفِهِنّ طِراقٌ ، ساقِطاتٌ تَلْوي بها الصحراءُ يعني نعال الإِبل . ونعل مُطارَقة أَي مخصوفة ، وكل خصيفة طِراقٌ ؛ قال ذو الرمة : أَغبْاشَ لَيْلِ تمامٍ ، كانَ طارَقَه تَطَخْطُخُ الغيمِ ، حتى ما لَه جُوَبُ وطِرَاقُ النعل : ما أُطْبِقَت عليه فخُرِزَتْ به ، طَرَقَها يَطْرُقُها طَرْقاً وطارَقَها ؛ وكل ما وضع بعضه على بعض فقد طُورِقَ وأَطْرقَ . وأَطْراقُ البطن : ما ركب بعضه بعضاً وتَغَضَّنَ . وفي حديث عمر : فلِبْسْتُ خُفَّيْنِ مُطارَقَيْنِ أَي مُطبْقَينِ واحداً فوق الآخر . يقال : أَطْرَقَ النعلَ وطارَقَها . وطِرَاقُ بيضةِ الرأْس : طبقاتٌ بعضها فوق بعض . وأَطراقُ القربة : أَثناؤها إِذا انْخَنَثَتْ وتثنَّتْ ، واحدها طَرَقٌ . والطَّرَقُ ثِنْيُ القربة ، والجمع أَطرْاقٌ وهي أَثناؤها إِذا تَخَنَّثَتْ وتثنَّتْ . ابن الأَعرابي : في فلان طَرْقة وحَلَّة وتَوضِيع إِذا كان فيه تخنُّث . والمَجَانّ المُطْرَقَة : التي يُطْرَق بعضُها على بعض كالنَّعْل المُطْرَقة المَخصُوفة . ويقال : أُطْرِقَت بالجلْد والعصَب أَي أُلْبِسَت ، وتُرْس مُطْرَق . التهذيب : المَجانُّ المُطْرَقة ما يكون بين جِلْدين أَحدهما فوق الآخر ، والذي جاءَ في الحديث : كأَنَّ وُجوهَهم المَجانَّ المُطْرَقة أَي التِّراس التي أُلْبِسَتِ العَقَب شيئاً فوق شيء ؛ أَراد أَنهم عِراضُ الوُجوه غِلاظها ؛ ومنه طارَق النعلَ إِذا صيَّرها طاقاً فوق طاقٍ وركَب بعضها على بعض ، ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير ، والأَول أَشهر . والطِّراق : حديد يعرَّض ويُدار فيجعل بَيْضة أَو ساعِداً أَو نحوَه فكل طبقة على حِدَة طِراق . وطائر طِراق الريش إِذا ركب بعضُه بعضاً ؛ قال ذو الرمة يصف بازياً : طِرَاق الخَوافي ، واقِعٌ فَوْقَ ريعهِ ، نَدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَفْرَقُ وأَطْرَق جَناح الطائر : لَبِسَ الريش الأَعلى الريش الأَسفل . وأَطْرَق عليه الليل : ركب بعضُه بعضاً ؛ وقوله :. . . . . . . . ولم تُطْرِقْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ (* قوله « ولم تطرق إلخ » تقدم انشاده في مادة سلطح : أنت ابن مسلنطح البطاح ولم * تعطف عليك الحني والولج .) أَي لم يوضَع بعضُه على بعض فتَراكَب . وقوله عز وجل : ولقد خلقنا فوقكم سبعَ طَرائق ؛ قال الزجاج : أَراد السمواتِ السبع ، وإِنما سميت بذلك لتراكُبها ، والسموات السبع والأرضون السبع طَرائِقُ بعضُها فوق بعض ؛ وقال الفراء : سبْعَ طرائق يعني السموات السبع كلُّ سماء طَرِيقة . واختضَبَت المرأَة طَرْقاً أَو طَرْقين وطرْقَة أَو طَرْقَتَينِ يعني مرة أَو مرتين ، وأَنا آتيه في النهار طََرْقة أَو طَرْقَتَين أَي مرَّة أَو مرَّتين . وأَطْرَق إِلى اللهْو : مال ؛ عن ابن الأعرابي . والطَّرِيقُ : السبيل ، تذكَّر وتؤنث ؛ تقول : الطَّريق الأَعظم والطَّريق العُظْمَى ، وكذلك السبيل ، والجمع أَطْرِقة وطُرُق ؛ قال الأَعشى : فلمّا جَزَمتُ به قِرْبَتي ، تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفَا وفي حديث سَبْرة : أَن الشيطان قَعَد لابن آدم بأَطْرِقة ؛ هي جمع طريق على التذكير لأَن الطريق يذكَّر ويؤنث ، فجمعه على التذكير أَطْرِقة كرغيف وأَرْغِفة ، وعلى التأْنيث أَطْرُق كيمين وأَيْمُن . وقولهم : بَنُو فلان يَطَؤُهم الطريقُ ؛ قال سيبويه : إِنما هو على سَعَة الكلام أَي أَهلُ الطريق ، وقيل : الطريق هنا السابِلةُ فعلى هذا ليس في الكلام حذف كما هو في القول الأول ، والجمع أَطْرِقة وأَطْرِقاء وطُرُق ، وطُرُقات جمع الجمع ؛
وأَنشد ابن بري لشاعر : يَطَأُ الطَّرِيقُ بُيُوتَهم بِعيَاله ، والنارُ تَحْجُبُ والوُجوه تُذالُ فجعل الطَّرِيقَ يَطَأُ بِعياله بيوتَهم ، وإِنما يَطَأُ بيوتَهم أَهلُ الطَّرِيق . وأُمُّ الطَّرِيق : الضَّبُع ؛ قال الكُمَيْت : يُغادِرْنَ عَصْبَ الوالِقيّ وناصِحٍ ، تَخُصُّ به أُمُّ الطَّريقِ عِيالَها الليث : أُمُّ طَريق هي الضَّبُع إِذا دخل الرجل عليها وِجارَها ، قال أَطْرِقي أُمَّ طرِيق ليست الضَّبُع ههنا . وبناتُ الطَّرِيق : التي تفترق وتختلِف فتأْخذ في كل ناحية ؛ قال أَبو المثنى بن سَعلة الأَسدي : أِرْسَلْت فيها هَزِجاً أَصْواتُهُ ، أََكْلَف قَبْقَابَ الهَدِيرِ صاتُهُ ، مُقاتِلاً خالاته عَمّاتُهُ ، آباؤُه فيها وأُمَّهاتُهُ ، إِذا الطَّرِيقُ اختلفَتْ بَناتُهُ وتَطَرَّقَ إِلى الأَمر : ابتغى إِليه طَريقاً . والطريق : ما بين السِّكَّتَينِ من النَّخْل . قال أَبو حنيفة : يقال له بالفارسية الرَّاشْوان . والطَّرُيقة : السِّيرة . وطريقة الرجل : مَذْهبه . يقال : ما زال فلان على طَرِيقة واحدة أَي على حالة واحدة . وفلان حسن الطَّرِيقة ، والطَّرِيقة الحال . يقال : هو على طَرِيقة حسَنة وطَريقة سَيِّئة ؛ وأَما قول لَبِيد أَنشده شمر : فإِنْ تُسْهِلوا فالسِّهْل حظِّي وطُرْقَني ، وإِِنْ تُحْزِنُوا أَرْكبْ بهم كلَّ مَرْكب ؟
قال : طُرْقَتي عادَتي . وقوله تعالى : وأَنْ لَوِ اسْتَقاموا على الطَّرِيقة ؛ أَراد لَوِ استقاموا على طَرِيقة الهُدى ، وقيل ، على طَريقة الكُفْر ، وجاءت معرَّفة بالأَلف واللام على التفخيم ، كما ، قالوا العُودَ للمَنْدَل وإِن كان كل شجرة عُوداً . وطَرائقُ الدهر : ما هو عليه من تَقَلُّبه ؛ قال الراعي : يا عَجَباً للدَّهْرِ شَتَّى طَرائِقُهْ ، ولِلْمَرْءِ يَبْلُوه بما شاء خالِقُهْ كذا أَنشده سيبويه يا عجباً منوناً ، وفي بعض كتب ابن جني : يا عَجَبَا ، أَراد يا عَجَبي فقلب الياء أَلفاً لمدِّ الصَّوْت كقوله تعالى : يا أَسَفَى على يوسف . وقولُه تعالى : ويَذْهَبا بطَرِيقَتكُم المُثْلى ؛ جاء في التفسير : أَن الطَّرِيقة الرجالُ الأَشراف ، معناه بجَماعِتكم الأَشراف ، والعرب تقول للرجل الفاضل : هذا طَرِيقَة قومِه ، وطَرِيقَة القوم أَماثِلُهم وخِيارُهُم ، وهؤلاء طَرِيقةُ قومِهم ، وإِنَّما تأْويلُه هذا الدي يُبْتَغَى أَن يجعلَه قومُه قُدْوةً ويسلكوا طَرِيقَته . وطَرائِقُ قومِهم أَيضاً : الرجالُ الأشراف . وقال الزجاج : عندي ، والله أَعلم ، أَن هذا على الحذف أَي ويَذْهَبا بأَهْل طَريقَتِكم المُثْلى ، كما ، قال تعالى : واسأَلِ القَرْية ؛ أَي أَهل القرية ؛ الفراء : وقوله طَرائِقَ قِدَداً من هذا . وقال الأَخفش : بطَرِيقَتكم المُثْلى أَي بسُنَّتكم ودينكم وما أَنتم عليه . وقال الفراء : كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً ؛ أَي كُنَّا فِرَقاً مختلفة أَهْواؤنا . والطّريقة : طَرِيقة الرجل . والطَّرِيقة : الخطُّ في الشيء . وطَرائِقُ البَيْض : خطُوطُه التي تُسمَّى الحُبُكَ . وطَريقة الرمل والشَّحْم : ما امتدَّ منه . والطَّرِيقة : التي على أَعلى الظهر . ويقال للخطّ الذي يمتدّ على مَتْن الحمار طَرِيقة ، وطريقة المَتْن ما امتدَّ منه ؛ قال لبيد يصف حمار وَحْش : فأَصْبَح مُمتْدَّ الطَّريقة نافِلاً الليث : كلُّ أُخْدُودٍ من الأَرض أَو صَنِفَةِ ثَوْب أَو شيء مُلْزَق بعضه ببعض فهو طَرِيقة ، وكذلك من الأَلوان . اللحياني : ثوب طَرائقُ ورَعابِيلُ بمعنى واحد . وثوبٌ طَرائق : خَلَقٌ ؛ عن اللحياني ، وإِذا وصفت القَناة بالذُّبُول قِيل قَناة ذات طَرائق ، وكذلك القصبة إِذا قُطِعَتْ رَطْبة فأَخذت تَيْبَس رأَيت فيها طَرائق قد اصْفَرَّت حين أَخذت في اليُبْس وما لم تَيْبَس فهو على لوْن الخُضّرة ، وإِن كان في القَنا فهو على لَوْن القَنا ؛ قال ذو الرمة يصف قَناة : حتَّى يَبِضْنَ كأَمْثال القَنا ذبَلَتْ ، فيها طرائقُ لَدْناتٌ على أَوَدِ والطَّرِيقَةُ وجمعها طَرائق : نَسِيجة تُنْسَج من صوف أَو شعَر عَرْضُها عَظْمُ الذِّراع أَو أَقلّ ، وطولها أَربع أَذرُع أَو ثماني أَذرُع على قَدْرِ عِظَم البيت وصِغَره ، تُخَيّط في مُلتْقَى الشِّقاق من الكِسْر إِلى الكِسْر ، وفيها تكون رؤوس العُمُد ، وبينها وبين الطَّرائقِِ أَلْبادٌ تكون فيها أُنُوف العُمُد لئلا تَُخْرِقَ الطَّرائق . وطَرَّفوا بينهم طَرائِق ، والطَّرائق : آخرُ ما يَبْقى من عَفْوةِ الكَلإِ . والطَّرائق : الفِرَق . وقوم مَطارِيق : رَجَّالة ، واحدهم مُطْرِق ، وهو الرَّاجِل ؛ هذا قول أَبي عبيد ، وهو نادر إِلا أَن يكون مَطارِيق جمع مِطْراق . والطَّرِيقة : العُمُد ، وكل عَمُود طَرِيقة . والمُطْرِق : الوَضيع . وتَطارق الشيءُ تتابع . واطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً وتَطارقت : تَبِع بعضُها بعضاً وجاءت على خُفٍّ واحد ؛ قال رؤبة : جاءتْ معاً ، واطَّرَقَتْ شَتِيتا ، وهيَ تُثِير السَّاطعَ السِّخْتِيتا يعني الغُبار المرتفع ؛ يقول : جاءت مجتمِعة وذهبت متفرِّقة . وتركَتْ راعِيَها مَشْتُوتا ويقال : جاءت الإِبل مَطارِيق يا هذا إِذا جاء بعضُها في إِثْر بعض ، والواحد مِطْراق . ويقال : هذا مِطراق هذا أَي مثله وشِبْهه ، وقيل أَي تِلْوُه ونظيرهُ ؛
وأَنشد الأَصمعي : فاتَ البُغاةَ أَبو البَيْداء مُحْتَزِماً ؛ ولم يُغادِر له في الناس مِطْراقا والجمع مَطارِيق . وتَطارق القومُ : تَبِعَ بعضُهم بعضاً . ويقال : هذا النَّبْل طَرْقةُ رجلٍ واحد أَي صنعة رجل واحد . والطَّرَق : آثار الإِبل إِذا تبع بعضُها بعضاً ، واحدتها طَرَقة ، وجاءت على طَرَقة واحدة كذلك أَي على أَثر واحد . ويقال : جاءت الإِبل مَطارِيقَ إِذا جاءت يَتْبع بعضُها بعضاً . وروى أَبو تراب عن بعض بني كلاب : مررت على عَرَقَة الإِبل وطَرَقَتِها أَي على أَثرها ؛ قال الأَصمعي : هي الطَّرَقة والعَرَقة الصَّفّ والرَّزْدَقُ . واطَّرَق الحوْضُ ، على افْتَعل ، إِذا وقع فيه الدِّمْنُ فَتَلَبَّد فيه . والطَّرَق ، بالتحريك : جمع طَرَقة وهي مثال العَرَقة . والصَّفّ والرَّزْدَق وحِبالةُ الصائد ذات الكِفَفِ وآثارُ الإِبل بعضها في إِثْر بعض : طَرَقة . يقال : جاءت الإِبل على طَرَقة واحدة وعلى خُفّ واحد أَي على أَثر واحد . واطَّرَقت الأَرض : تلبَّد تُرابها بالمطر ؛ قال العجاج : واطَّرَقت إِلاَّ ثلاثاً عُطَّفا والطُّرَق والطُّرق : الجوادُّ وآثارُ المارة تظهر فيها الآثار ، واحدتها طُرْقة . وطُرَق القوس : أَسارِيعُها والطَّرائقُ التي فيها ، واحدتها طُرْقة ، مثل غُرْفة وغُرَف . والطُّرَق : الأَسارِيعُ . والطُّرَق أَىضاً : حجارة مُطارَقة بعضها على بعض . والطُّرْقة : العادَة . ويقال : ما زال ذلك طُرْقَتَك أَي دَأْبك . والطِّرْق : الشَّحْم ، وجمعه أَطْراق ؛ قال المَرَّار الفَقْعَسي : وقد بَلَّغْنَ بالأَطْراقِ ، حتَّى أُذِيعَ الطِّرْق وانكَفَت الثَّمِيلُ وما به طِرْق ، بالكسر ، أَي قُوَّة ، وأَصل الطِّرْق الشَّحْم فكنى به عنها لأَنها أَكثر ما تكون عنه ؛ وكل لحمة مستطيلة فهي طَرِيقة . ويقال : هذا بعير ما به طِرْق أَي سِمَن وشَحْم . وقال أَبو حنيفة : الطِّرْق السِّمَن ، فهو على هذا عَرَض . وفي الحديث : لا أَرى أَحداً به طِرْقٌ يتخلَّف ؛ الطَّرْق ، بالكسر : القوَّة ، وقيل : الشحم ، وأَكثر ما يستعمل في النفي . وفي حديث ابن الزبير (* قوله « وفي حديث ابن الزبير إلخ » عبارة النهاية : وفي حديث النخعي الوضوء بالطرق أحب إليّ من التيمم ، الطرق الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت ، ومنه حديث معاوية : وليس للشارب إلخ ): وليس للشَّارِب إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ وطَرَّقَتِ المرأَة والناقة : نَشِب ولدُها في بطنها ولم يسهُل خروجه ؛ ، قال أَوس بن حجر : لها صَرْخة ثم إِسْكاتةٌ ، كما طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ (* قوله « لها » في الصحاح لنا ). الليث : طَرَّقَتِ المرأَة ، وكلُّ حامل تُطَرِّقُ إِذا خرج من الولد نصفه ثم نَشِب فيقال طَرَّقَت ثم خَلُصت ؛ قال أَبو منصور : وغيره يجعل التَّطْرِيق للقَطاة إِذا فَحَصَتْ للْبَيْض كأَنها تجعل له طَريقاً ؛ قاله أَبو الهيثم ، وجائز أَن يُستْعار فيُجعَل لغير القَطاة ؛ ومنه قوله : قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ يعني الداهية . ابن سيده : وطَرَّقت القطاة وهي مُطَرِّق : حان خروج بَيْضها ؛ قال المُمَزِّق العَبْدي : وكذا ذكره الجوهري في فصل مزق ، بكسر الزاي ، ، قال ابن بري : وصوابه المُمَزَّق ، بالفتح ، كما حكي عن الفراء واسمه شَأْسُ بن نَهار : وقد تَخِذَتْ رجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها نَسِيفاً ، كَأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ أَنشده أَبو عمرو بن العلاء ؛ قال أَبو عبيد : ولا يقال ذلك في غير القطاة . وطَرَّق بحَقِّي تَطْرِيقاً : جَحَدَه ثم أَقرَّ به بعد ذلك . وضَرَبَه حتى طَرَّق بِجَعْرِه أَي اخْتَضَب . وطَرَّق الإِبلَ تَطْرِيقاً : حَبَسها عن كَلإٍ أَو غيره ، ولا يقال في غير ذلك إِلا أَن يُستعار ؛ قاله أَبو زيد ؛ قال شمر : لا أعَرف ما ، قال أَبو زيد في طَرَّقْت ، بالقاف ، وقد ، قال ابن الأعَرابي طَرَّفْت ، بالفاء ، إِذا طَرَده . وطَرَّقْت له من الطَّرِيق . وطَرْقاتُ الطَّرِيق : شَرَكُها ، كل شَرَكة منها طَرْقَة ، والطَّرِيق : ضرْب من النَّخْل ؛ قال الأَعشى : وكلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطَّرِيـ قِ ، يَجْري على سِلطاتٍ لُثُمْ وقيل : الطَّرِيقُ أَطول ما يكون من النخل بلغة اليمامة ، واحدته طَرِيقة ؛ ، قال الأَعشى : طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ ، عليه أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْر تَنْعَبُ وقيل : هو الذي يُنال باليد . ونخلة طَرِيقة : مَلْساء طويلة . والطَّرْق : ضرْب من أَصوات العُودِ . الليث : كل صوت من العُودِ ونحوه طَرْق على حِدَة ، تقول : تضرِبُ هذه الجارية كذا وكذا طَرْقاً . وعنده طُرُوق من الكلام ، واحِدُه طَرْق ؛ عن كراع ولم يفسره ، وأَراه يعني ضُرُوباً من الكلام . والطَّرْق : النخلة في لغة طيّء ؛ عن أَبي حنيفة ؛
. . وأَطرق الرجل الصَّيْدَ إِذا نصَب له حِبالة . وأَطْرَق فلان لفلان إِذا مَحَل به ليُلْقِيه في وَرْطة ، أُخِذ من الطِّرْق وهو الفخّ ؛ ومن ذلك قيل للعدُوّ مُطْرِق وللسَّاكت مُطْرِق . والطُّرَيْق والأُطَيْرِقُ : نخْلة حجازيّة تبكِّر بالحَمْل صَفْراء التمرة والبُسْرة ؛ حكاه أَبو حنيفة . وقال مرّة : الأُطَيْرِق ضرّب من النخل وهو أَبْكَر نخل الحجاز كله ؛ وسماها بعض الشعراء الطُّرَيْقيِن والأُطَيْرِقِين ، قال : أَلا تَرَى إِلى عَطايا الرَّحْمَنْ مِنَ الطُّرَيْقِيِن وأُمِّ جِرْذانْ ؟
قال أَبو حنيفة : يريد بالطُّرَيْقِين جمعَ الطُّرَيْقِ . والطَّارِقيّة : ضرْب من القلائد . وطارق : اسم والمِطْرَقُ : اسم ناقة أَو بعير ، والأَسبق أَنه اسم بعير ؛ ، قال : يَتْبَعْنَ جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ ومُطْرِق : موضع ؛
أَنشد أَبو زيد : حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ وأَطْرِقا : موضع ؛ قال أَبو ذؤيب : على أَطْرِقا بالياتُ الخيا مِ ، إِلا الثُّمامُ وإِلا العِصِيّ ؟
قال ابن بري : من روى الثمام بالنصب جعله استثناء من الخيام ، لأَنها في المعنى فاعلة كأَنه ، قال بالياتٌ خِيامُها إِلا الثمامَ لأَنهم كانوا يظلّلُون به خِيامَهم ، ومَنْ رفع جعله صفة للخيام كأَنه ، قال باليةٌ خيامُها غيرُ الثُّمام على الموضع ، وأَفْعِلا مقصور بناءٌ قد نفاه سيبويه حتى ، قال بعضهم إِن أَطْرِقا في هذا البيت أَصله أَطْرِقاء جمع طريق بلغة هذيل ثم قصر الممدود ؛ واستدل بقول الآخر : تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا ذهب هذا المعلِّل إِلى أَن العلامتين تَعْتَقِبان ؛ قال الأَصمعي :، قال أَبو عمرو بن العلاء أَطْرِقا على لفظ الاثنين بَلد ، قال : نرى أَنه سمي بقوله أَطْرِق أَي اسكت وذلك أَنهم كانوا ثلاثة نَفَر بأَطْرِقا ، وهو موضع ، فسَمِعُوا صوتاً فقال أَحدُهم لصاحِبَيْه : أَطْرِقا أَي اسكُتا فسمِّي به البلد ، وفي التهذيب : فسمي به المكان ؛ وفيه يقول أَبو ذؤَيب : على أَطْرِقا بالياتُ الخِيام وأَما مَنْ رواه أَطْرُفاً ، فَعَلا هذا : فعل ماض . وأَطْرُق : جمع طَرِيق فيمن أَنَّث لأَن أَفْعُلاً إِنما يكسَّر عليه فَعِيل إِذا كان مؤنثاً نحو يمين وأَيْمُن . والطِّرْياقُ : لغة في التِّرْياقِ ؛ رواه أَبو حنيفة . وطارِقَةُ الرجل : فَخْذُه وعَشِيرتُه ؛ قال ابن أَحمر : شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إِليها ، وطارِقَتي بأَكْنافِ الدُّرُوبِ النضر : نَعْجة مَطْرُوقة وهي التي تُوسَم بالنار على وَسَط أُذُنها من ظاهر ، فذلك الطِّراقُ ، وإِنما هو خطّ أَبيض بنارٍ كأَنما هو جادّة ، وقد طَرَقْناها نَطْرُقها طَرْقاً ، والمِيسَمُ الذي في موضع الطِّراق له حُروف صِغار ، فأَمّا الطَّابِعُ فهو مِيسَمُ الفَرائضِ ، يقال : طَبَعَ الشَّاة . "