" في أَسْماء الله عز وجل : الغَنِيُّ . ابن الأثير : هو الذي لا يَحْتاجُ إلى أَحدٍ في شيءٍ وكلُّ أَحَدٍ مُحْتاجٌ إليه ، وهذا هو الغِنى المُطْلَق ولا يُشارِك الله تعالى فيه غيرُهُ . ومن أَسمائه المُغْني ، سبحانه وتعالى ، وهو الذي يُغني من يشاءُ من عِباده . ابن سيده : الغنى ، مقصورٌ ، ضدُّ الفَقْر ، فإذا فُتِح مُدَّ ؛ فأَما قوله : سَيُغْنِيني الذي أَغْناكَ عني ، فلا فَقْرٌ يدوُمُ ولا غِناءٌ فإنه : يُروى بالفتح والكسر ، فمن رواه بالكسر أَراد مصدَرَ غانَيْت ، ومن رواه بالفتح أَراد الغِنى نَفْسه ؛ قال أَبو اسحق : إنما وَجْهُه ولا غَناء لأَن الغَناء غيرُ خارجٍ عن معنى الغِنى ؛ قال : وكذلك أَنشده من يُوثَقُ بعِلْمِه . وفي الحديث : خيرُ الصَّدَقَةِ ما أَبْقَتْ غِنًى ، وفي رواية : ما كان عن ظَهْرِ غِنًى أَي ما فَضَل عن قُوت العيال وكِفايتِهِمْ ، فإذا أَعْطَيْتَها غَيْرَك أَبْقَيْتَ بعدَها لكَ ولهُم غِنًى ، وكانت عن اسْتِغْناءٍ منكَ ، ومِنْهُم عَنْها ، وقيل : خيرُ الصَّدَقَة ما أَغْنَيْتَ به مَن أَعْطَيْته عن المسأَلة ؛ قال : ظاهر هذا الكلامِ أَنه ما أَغْنى عن المَسْأَلة في وقْتِه أَو يَوْمِه ، وأَما أَخْذُه على الإطلاق ففيه مَشقَّة للعَجْزِ عن ذلك . وفي حديث الخيل : رجلٌ رَبَطها تَغَنِّياً وتَعَفُّفًا أَي اسْتَغْناءً بها عن الطَّلب من الناس . وفي حديث الجُمعة : مَن اسْتَغْنى بلَهْوٍ أَو تِجارةٍ اسْتَغْنى الله عنه ، واللهُ غَنِيٌّ حَمِيد ، أَي اطَّرَحَه اللهُ ورَمَى به من عَيْنه فِعْلَ من اسْتَغْنى عن الشيء فلم يَلْتَفِتْ إليه ، وقيل : جَزاهُ جَزاءَ اسْتِغْنائه عنها كقوله تعالى : نَسُوا الله فنَسِيَهُم . وقد غَنِيَ به عنه غُنْية وأَغْناه الله . وقد غَنِيَ غِنىً واسْتَغْنى واغْتَنى وتَغَانَى وتَغَنَّى فهو غَنِيٌّ . وفي الحديث : ليس مِنَّا مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقرآنِ ؛ قال أَبو عبيد : كان سفيانُ بنُ عُيَيْنة يقول ليسَ مِنَّا مَنْ لم يَسْتَغنِ بالقرآن عن غيرِه ولم يَذْهَبْ به إلى الصوت ؛ قال أَبو عبيد : وهذا جائزٌ فاش في كلام العرب ، ويقول : تَغَنَّيْت تَغَنِّياً بمعنى اسْتَغْنَيْت وتَغانَيْتُ تَغانِياً أَيضاً ؛ قال الأعشى : وكُنْتُ امْرَأً زَمَناً بالعِراق ، عَفِيفَ المُناخِ طَويلَ التَّغَنْ يريد الاسْتِغْناءَ ، وقيل : أَرادَ مَنْ لم يَجْهَر بالقراءة . قال الأزهري : وأَما الحديث الآخر ما أُذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ يَجْهَرُ به ، قال : فإنَّ عبدَ الملِك أَخْبرني عن الربيع عن الشافعي أَنه ، قال معناه تَحْسِينُ القِراءةِ وتَرْقِيقُها ، قال : ومما يُحَقّقُ ذلك الحديثُ الآخرُ زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم ، قال : ونحوَ ذلك ، قال أبو عبيد ؛ وقال أَبو العباس : الذي حَصَّلْناه من حُفَّاظ اللغة في قوله ، صلى الله عليه وسلم : كأَذَنِه لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ ، أَنه على مَعْنَيَيْنِ : على الاستغناء ، وعلى التَّطْرِيبِ ؛ قال الأزهري : فمن ذهَب به إلى الاستغناء فهو من الغِنى ، مقصورٌ ، ومن ذهَب به إلى التَّطْرِيبِ فهو من الغِناء الصَّوْتِ ، ممدودٌ . الأصمعي في المقصور والممدود : الغِنى من المال مقصورٌ ، ومن السِّماعِ ممدود ، وكلُّ مَنْ رَفَع صوتَه ووَالاهُ فصَوْتُه عند العرب غِناءٌ . والغَناءُ ، بالفتح : النَّفْعُ . والغِناء ، بالكسر : من السَّماع . والغِنَى ، مقصورٌ : اليَسارُ . قال ابن الأعرابي : كانت العرب تتَغَنَّى بالرُّكْبانيِّ ،(* قوله « غاليات » هو هكذا في المحكم بالمثناة .) أراد من الحِمامِ ، فحذَفَ وعَدَّى . قال ابن سيده : فأَما ما أُثِرَ من أَنه قيلَ لابْنةِ الخُسِّ ما مِائةٌ من الضأْنِ فقالت غِني ، فرُوِي أَن بعضَهم ، قال : الغِنَى اسمُ المِائةِ من الغَنمِ ، قال : وهذا غيرُ معروفٍ في موضوعِ اللغةِ ، وإنما أَرادَتْ أَن ذلك العدَدَ غِنًى لمالِكِه كما قيل لها عند ذلك وما مِائةٌ من الإبلِ فقالت مُنى ، فقيل لها : وما مِائة من الخيل ؟ فقالت : لا تُرَى ؛ فمُنى ولا تُرَى ليسا باسمَين للمائة من الإبلِ والمِائةِ من الخَيْلِ ، وكتَسْمِية أبي النَّجْم في بعضِ شعْره الحِرْباء بالشقِيِّ ، وليس الشَّقِيُّ باسمٍ للحِرْباء ، وإنما سمَّاه به لمكابَدَتِه للشمسِ واستِقبالِه لها ، وهذا النحوُ كثيرٌ . والغَنِيُّ والغاني : ذُو الوَفْرِ ؛ أَنشد ابن الأعرابي لعَقِيل بن عُلَّفة ، قال : أَرى المالَ يَغْشَى ذا الوُصُومِ فلا تُرى ، ويُدْعى من الأشرافِ مَن كان غانِيا وقال طرفة : وإن كنتَ عنها غانياً فاغْنَ وازْدَدِ ورجل غانٍ عن كذا أَي مُسْتَغْنٍ ، وقد غَنِيَ عنه . وما لَك عنه غِنًى ولا غُنْيَةٌ ولا غُنْيانٌ ولا مَغْنًى أَي ما لك عنهُ بُدٌّ . ويقال : ما يُغْني عنك هذا أي ما يُجْزِئُ عنك وما يَنْفَعُك . وقال في معتل الألف : عنه غُنْوَةٌ أَي غِنًى ؛ حكاه اللحياني عن الكسائي ، والمعروف غُنية . والغانيَةُ من النساء : التي غَنِيَتْ بالزَّوْج ؛ وقال جميل : أُحبُّ الأيامى : إذْ بُثَيْنَةُ أَيِّمٌ ، وأَحْبَبْتُ لمَّا أَن غَنِيتِ الغَوانيا وغَنِيَت المرأةُ بزَوْجِها غُنْياناً أَي اسْتَغْنَتْ ، قال قَيْسُ بنُ الخَطيم : أَجَدَّ بعَمْرة غُنْيانُها ، فتَهْجُرَ أَمْ شانُنا شانُها ؟ والغانِيَةُ من النساء : الشابَّة المُتَزَوّجة ، وجمعُها غَوانٍ ؛
وأَنشد ابن بري لنُصَيْب : فهَل تَعُودَنْ لَيالينا بذي سَلمٍ ، كما بَدَأْنَ ، وأَيّامي بها الأُوَلُ أَيّامُ لَيلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ ، وأَنتَ أَمْرَدُ معروفٌ لَك الغَزَلُ والغانية : التي غَنِيَتْ بحُسْنِها وجمالها عن الحَلْي ، وقيل : هي التي تُطْلَب ولا تَطْلُب ، وقيل : هي التي غَنِيَتْ ببَيْتِ أَبَويْها ولم يَقَعْ عليها سِباءٌ . قال ابن سيده : وهذه أَعْزَبُها ؛ وهي عن ابن جني ، وقيل : هي الشابَّة العَفيفة ، كان لها زَوْجٌ أَو لم يكُنْ . الفراء : الأَغْناءُ إملاكاتُ العَرائسِ . وقال ابن الأعرابي : الغِنى التَّزْويجُ ، والعَرَبُ تقول : الغِنى حِصْنُ العَزَب أَي التَّزْويجُ . أَبو عبيدة : الغَواني ذواتُ الأزْواج ؛
وأَنشد : أَزْمانُ ليلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ وقال ابن السكيت عن عمارة : الغَواني الشَّوابُّ اللَّواتي يُعْجِبْنَ الرجالَ ويُعْجِبُهُنَّ الشُّبَّانُ . وقال غيره : الغانية الجاريَةُ الحَسْناءُ ، ذاتَ زوْج كانت أَو غيرَ ذاتِ زَوْج ، سميِّتْ غانِيَة لأنها غَنِيَتْ بحُسْنِها عن الزينَة . وقال ابن شميل : كلُّ امْرأَة غانِيَةٌ ، وجمعها الغَواني ؛ وأَما قول ابنِ قيس الرُّقَيَّات : لا بارَكَ اللهُ في الغَوانِي ، هَلْ يُصْبِحْنَ إلاَّ لَهُنَّ مُطَّلَب ؟ فإنما حرَّك الياءَ بالكَسْرة للضَّرُُورة ورَدَّه إلى أَصْله ، وجائزٌ في الشعر أَن يُرَدَّ الشيءُ إلى أَصْله وأَخُو الغَوَانِ متى يَشأْ يَصْرِمْنَهُ ، ويَعُدْنَ أَعْداءً بُعَيْدَ ودادِ إنما أَراد الغَواني ، فحذَف الياء تشبيهاً لِلام المَعْرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الأشياءُ من خَواصِّ الأَسماء ، فحذَفَ الياءَ لأَجل اللام كما تحذِفها لأجل التنوين ؛ وقول المثَقّب العَبْدي : هَلْ عندَ غانٍ لفُؤادٍ صَدِ ، مِنْ نَهْلَةٍ في اليَوْمِ أَوْ في غَدِ ؟ إنما أَراد غانِيَةِ فذَكّرَ على إرادة الشخص ، وقد غَنِيَتْ غِنًى . وأَغْنى عنه غَناء فلانٍ ومَغْناه ومَغْناتَه ومُغْناهُ ومُغْناتَه : نابَ عنه وأَجْزَأَ عنه مُجْزَأَه . والغَناءُ ، بالفتح : النَّفْعُ . والغَناءُ ، بفتح الغين ممدودٌ : الإجْزاءُ والكفايَة . يقال : رَجُلٌ مُغْنٍ أَي مُجْزئٌ كافٍ ؛ قال ابن بري : الغَناءُ مصدرُ أَغْنى عنْكَ أَي كَفاكَ على حَذْفِ الزّوائد مثل قوله : وبعْدَ عَطائِك المائَةَ الرِّتاعا وفي حديث عثمان : أَنّ عَلِيًّا ، رضي الله عنهُما ، بَعث إليه بصَحيفة فقال للرّسول أَغْنِها عَنَّا أَي اصْرفْها وكُفَّها ، كقوله تعالى : لكلِّ امْرِئٍ منهم يومئذ شأْنٌ يُغْنِيه ؛ أَي يَكُفُّه ويَكْفِيه . يقال : أَغْنِ عَني شَرَّكَ أَي اصْرِفْه وكُفَّهُ ؛ ومنه قوله تعالى : لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ من الله شيئاً ؛ وحديث ابن مسعود : وأَنا لا أُغْني لو كانت مَنَعَة أَي لو كان مَعِي مَنْ يَمْنَعُني لكَفَيْت شَرَّهم وصَرَفْتُهم . وما فيه غَناءُ ذلك أَي إقامَتُه والاضْطلاعُ به . "
المعجم: لسان العرب
فرم
" الفَرْمُ والفِرامُ : ما تَتَضَيَّقُ به المرأَة من دواء . ومَرَةٌ فَرْماءُ ومُسْتَفْرِمة : وهي التي تجعل الدواء في فرجها ليضيق . التهذيب : التفريب والتفريم ، بالباء والميم ، تَضْييق المرأَة فَلْهَمَها بعَجَمِ الزبيب . يقال : اسْتَفْرَمَت المرأَة إذا احتشَت ، فهي مستَفرمة ، وربما تتعالج بحب الزبيب تُضيِّق به متاعها . وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج لما شكا منه أَنس ابن مالك : يا ابن المُسْتَفْرِمة بعجَم الزبيب ، وهو مما يُسْتَفْرَم به ؛ يريد أنها تُعالج به فرجها ليَضيق ويَسْتَحْصِف ، وقيل : إنما كتب إليه بذلك لأن في نساء ثَقِيف سَعةً فهنَّ يفعلن ذلك يَسْتَضِقن به . وفي الحديث : أن الحسين بن علي ، عليهما السلام ، قال لرجل عليك بِفِرام أُمك ؛ سئل عنه ثعلب فقال : كانت أُمه ثقفية ، وفي أَحْراح نساء ثقيف سعة ، ولذلك يُعالِجن بالزبيب وغيره . وفي حديث الحسن ، عليه السلام : حتى لا تكونوا أَذَلَّ من فَرَم الأمة ؛ وهو بالتحريك ما تعالج به المرأَة فرجها ليَضِيق ، وقيل : هي خرقة الحيض . أبو زيد : الفِرامة الخِرقة التي تحملها المرأة في فرجها ، واللجمة : الخرقة التي تشدها من أَسفلها إلى سرتها ، وقيل : الفِرام أن تحيض المرأَة وتحتشي بالخرقة وقد افترمت ؛ قال الشاعر : وجَدْتُكَ فيها كأُمِّ الغُلام ، مَتى ما تَجِدْ فارِماً تَفْتَرِم الجوهري : الفَرْمة ، بالتسكين ، والفَرْمُ ما تعالج به المرأَة قُبُلَها ليضيق ؛ وقول امرئ القيس : يَحْمِلْنَنا والأَسَلَ النَّواهِلا مُسْتَفْرِمات بالحصَى حَوافِلا يقول : من شدة جريها يدخل الحصى في فروجها . وفي حديث أَنس : أَيامُ التشريق أيامُ لَهْو وفِرام ؛ قال ابن الأَثير : هو كناية عن المجامعة ، وأَصله من الفَرْم ، وهو تضييق المرأََة فرجها بالأشياء العَفِصة ، وقد اسْتَفْرمت أي احتشت بذلك . والمَفارِم : الخِرق تتخذ للحيض لا واحد لها . والمُفْرَم : المملوء بالماء وغيره ، هذلية ؛ قال البريق الهذلي : وحَيٍّ حِلالٍ لهمْ سامرٌ شَهِدْتُ ، وشِعْبُهُمُ مُفْرَمُ أي مملوء بالناس . أبو عبيد : المُفْرَم من الحياض المملوء بالماء ، في لغة هذيل ؛ وأنشد : حِياضُها مُفْرَمةٌ مُطَبَّعه
يقال : أفْرَمْت الحوض وأَفْعمته وأَفأَمْتُه إذا ملأْته . الجوهري : أَفْرَمْتُ الإناء ملأْته ، بلغة هذيل . والفِرْمَى : اسم موضع ليس بعربي صحيح . الجوهري : وفَرَما ، بالتحريك ، موضع ؛ قال سليك بن السُّلَكة يرثي فرساً له نَفَق في هذا الموضع : كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّام لَمَّا تَحَمَّلَ صُحْبَتي أُصُلاً مَحارُ (* قوله « تحمل » في التكملة : تروح ). عَلا فَرَماءَ عَالِيةً شَواه ، كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمارُ يقول : عَلَتْ قَوائمُهُ فرَماء ؛ قال ابن بري : من زعم أن الشاعر رثى فرسه في هذا البيت لم يروه إلا عاليةً شَواه لأنه إذا مات انتفخ وعلت قوائمه ، ومن زعم أنه لم يمت وإنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه يرويه عاليةٌ شواه وعاليةً ، بالرفع والنصب ، قال : وصواب إنشاده على قَرَماء ، بالقاف ، قال : وكذلك هو في كتاب سيبويه ، وهو المعروف عند أهل اللغة ، قال ثعلب : قَرَماء عَقَبة وصف أن فَرسه نَفَق وهو على ظهره قد رفع قوائمه ، ورواه عاليةً شواه لا غير ، والنحَّام : اسم فرسه وهو من النُّحْمة وهي الصوت . قال ابن بري : يقال ليس في كلام العرب فَعَلاء إلا ثلاثة أَحرف وهي : فَرَماء وجَنَفاء وجَسَداء ، وهي أَسماء مواضع ، فشاهد فَرَماء بيت سليك بن السلكة هذا ؛ وشاهد جَنَفاء قول الشاعر : رَحَلْت إلَيْكَ من جَنَفاء ، حتَّى أَنَخْتُ فِناء بَيْتك بالمَطالي وشاهد جَسَداء قول لبيد : فَبِتْنا حَيْثُ أَمْسَيْنا ثَلاثاً ، على جَسَداءَ ، تَنْبَحُنا الكِلاب ؟
قال : وزاد الفراء ثَأَداء وسَحَناء ، لغة في الثَّأْداء والسَّحْناء ، وزاد ابن القوطية نَفَساء ، لغة في النَّفْساء . قال : ومما جاء فيه فَعْلاء وفَعَلاء ثَأداء وثَأْداء وسَحَناء وسَحْناء وامرأَة نَفْساء ونَفَساء ، لغة في النُّفَساء . قال ابن كيسان : أما ثَأْداء والسَّحَناء فإنما حركتا لمكان حرف الحلق كما يسوغ التحريك في مثل النهر والشَعَر ، قال : وفَرماء ليست فيه هذه العلة ، قال : وأَحسبها مقصورة مدّها الشاعر ضرورة ، قال : ونظيرها الجَمَزى في باب القصر ، وحكى علي بن حمزة عن ابن حبيب أنه ، قال : لا أَعلم قَرَماء ، بالقاف ، ولا أَعلمه إلا فرَماء بالفاء ، وهي بمصر ؛ وأنشد قول الشاعر : سَتُحْبِطُ حائِطَيْ فَرَماء منِّي قَصائدُ لا أُرِيدُ بها عِتابا وقال ابن خالويه : الفَرَما ، بالفاء ، مقصور لا غير ، وهي مدينة بقرب مصر ، سميت بأَخي الإسكندر ، واسمه فرَما ، وكان الفرما كافراً ، وهي قرية إسمعيل ابن إبراهيم ، عليه السلام . "
المعجم: لسان العرب
غلق
" غَلَقَ الباب وأَغْلَقه وغَلَّقه ؛ الأُولى عن ابن دريد عزاها إلى أَبي زيد وهي نادرة ، فهو مُغْلَق ، وفي التنزيل : وغَلَّقَت الأبواب ؛ قال سيبويه : غَلَّقت الأبواب للتكثير ، وقد يقال أَغْلَقت يراد بها التكثير ، قال : وهو عربيّ جيد . وباب غُلُق : مُغْلَقٌ ، وهو فُعُل بمعنى مَفْعول مثل قارُورَة ، وباب فُتُح أَي واسع ضخم وجِذْع قُطُل ، والاسم الغَلْقُ ؛ ومنه قول الشاعر : وباب إذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِف
ويقال : هذا من غَلَقْتُ الباب غَلْقاً ، وهي لغة رديئة متروكة ؛ قال أَبو الأسود الدؤلي : ولا أَقولُ لقِدْرِ القوم قد غَلِيَتْ ، ولا أَقولُ لباب الدَّار مَغْلوقُ وقال الفرزدق : ما زِلْتُ أَفتح أَبواباً وأُغْلِقها ، حتى أَتَيْتُ أَبا عَمْرو بنَ عَمَّار ؟
قال أَبو حاتم السجستاني : يريد أَبا عمرو بن العلاء . وغَلِقَ البابُ وانْغَلقَ واسْتَغْلق إذا عسر فتحه . والمِغْلاقُ : المِرْتاجُ . والغَلَقُ : المِغْلاقُ ، بالتحريك ، وهو ما يُغْلَقُ به الباب ويفتح ، والجمع أَغْلاق ؛ قال سيبويه : لم يجاوزوا به هذا البناء ؛ واستعاره الفرزدق فقال : فبِتْنَ بجانِبَيَّ مُصَرَّعاتٍ ، وبِتُّ أَفُضّ أَغْلاقََ الخِتام ؟
قال الفارسي : أَراد خِتام الأَغْلاقِ فقَلَب . وفي حديث قتل أَبي رافع : ثم عَلَّقَ الأَغالِيقَ على وَدٍّ ؛ هي المفاتيح ، واحدها إغْلِيقٌ ، والغَلاقُ والمِغْلاق والمُغْلوق : كالغَلَق . واسْتَغْلَقَ عليه الكلام أَي ارْتُتِجَ عليه . وكلام غَلِقٌ أي مشكل . وفي الحديث : لا طلاق ولا عَتاق في إغْلاقٍ أَي في إكراه ، ومعنى الإغْلاقِ الإكراه ، لأن المُغْلَق مكرَهٌ عليه في أَمره ومضيَّق عليه في تصرفه كأَنه يُغْلَقُ عليه الباب ويحبس ويضيّق عليه حتى يطلِّق . وإغْلاقُ القاتل : إسلامه إلى وليّ المقتول فيَحْكم في دمه ما شاء . يقال : أُغْلِق فلان بجَرِيرِتِه ؛ وقال الفرزدق : أَسارى حديدٍ أُغْلِقَتْ بدِمائها والاسم منه الغَلاقُ ؛ وقال عدي بن زيد : وتقول العُداةُ : أَوْدَى عَدِيٌّ ، وبَنُوهُ قد أَيْقَنُوا بالغَلاقِ ابن الأعرابي : أَغْلَقَ زيدٌ عمراً على شيء يفعله إذا أَكرهه عليه . والمِغْلَقُ والمِغْلاق : السهم السابع من قِداح المَيْسِر . والمَغالِقُ : الأَزْلام ، وكل سهم في الميسِر مِغْلَق ؛ قال لبيد : وجَزُور أَيْسارٍ دَعَوْتُ ، لحتْفِها ، بمَغالِقٍ متشابِهٍ أَجْرامُها (* قوله « وغلق بيعه فاستغلق » هكذا هو بهذا الضبط في الأصل ). واسْتَغْلَق الرجلُ إذا أُرْتِجَ عليه فلم يتكلم . وقال ابن شميل : اسْتَغْلَقَني فلان في بَيْعي إذا لم يجعل لي خياراً في ردِّه ، قال : واسْتَغْلَقتُ على بيعته ؛
وأَنشد شمر للفرزدق : وعَرَّد عن بَنِيهِ الكَسْبَ منه ، ولو كانوا أُولي غَلَقٍ سِغَابا أُولي غَلَقٍ أي قد غَلِقُوا في الفقر والجوع . جمل غَلْق وغَلْقَةٌ إذا هزل وكبر . النوادر : شيْخٌ غَلْقٌ وجمل غَلْقٌ ، وهو الكبير الأعْجَفُ . وغَلِقَ ظهرُ البعير غَلَقاً ، فهو غَلِقٌ : انتقض دَبَرهُ تحت الأَدَاةِ وكثُر غَلَقاً لا يبرأُ . ويقال : إن بعيرك لغَلِقُ الظهر ، وقد غَلِقَ ظهرهُ غَلَقاً ، وهو أَن ترى ظهره أَجْمَعَ جُلُْبَتَين آثار دبَرٍ قد برأَت فأَنت تنظر إلى صفحتيه تَبْرُقان . ابن شميل : الغَلَقُ شرُّ دَبَر البعير لا يقدر أن تُعادَى الأَداةُ عنه أي ترفع عنه حتى يكون مرتفعاً ، وقد عادَيْت عنه الأَداةَ : وهو أن تجوب عنه القَتَب والحِلْس . وفي حديث جابر : شفاعة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لمن أوثَقَ نفسَه وأَغْلَقَ ظهرَه . وغَلِقَ ظهرُ البعير إذا دَبِرَ ، وأَغْلَقَهُ صاحبه إذا أَثقل حمله حتى يَدْبَرَ ؛ شبه الذنوب التي أَثقلت ظهر الإنسان بذلك . وغَلِقَت النخلة غَلَقاً ، فهي غَلِقةٌ : دوَّدَتْ أُصول سَعَفها وانقطع حَمْلُها . والغِلْقةُ والغَلْقةُ : شجرة يَعْطِنُ بها أَهلُ الطائف وقال أَبو حنيفة : الغَلْقة شجرة لا تطاق حِدَّة يَتَوَقَّعُ جانيها علي عينيه من بخارها أو مائها ، وهي التي تُمَرَّطُ بها الجلود فلا تترك عليها شعرة ولا لحمة إلاَّ حلقته ؛ قال المرار : جَرِبْنَ فلا يُهْنَأْنَ إلاَّ بِغَلْقَةٍ عَطِينٍ ، وأَبوالِ النِّساءِ القَواعِدِ وأورد الأزهري هذا البيت ونسبه لمزَزَّدّ . ابن السكيت : إهَابٌ مَغْلُوق إذا جعلت فيه الغَلْقَة حين يُعْطَنُ ، وهي شجرة تَعْطِنُ بها أهل الطائف ، وقال مرة : هي عشبة تجفَّف وتطحن ثم تُضْرَبُ بالماء وتنقع فيها الجلود فتمرّط ، وربما خلطت بها شجرة تسمى الشَّرْجَبان ، يقال منه أَديم مَغْلوق . وقال مرة : الغَلْقةُ ، بالفتح ، عن البكري وغيره ، والغِلْقَةُ ، بالكسر ، عن أَعرابي من ربيعة ، كلاهما : شجرة تشبه العِظْلِمَ مُرَّة جدّاً ولا يأْكلها شيء ، والحبشة يطبخونها ثم يطلون بمائها السلاح فلا يصيب شيئاً إلا قتله . وغَلاَّق : اسم رجل من بني تميم . وغَلاَّق : قبيلة أَو حيّ ؛ أنشد ابن الأَعرابي : إذا تَجَلَّيْتَ غَلاَّقاً لِتَعْرِقَها ، لاحَتْ من اللُّؤْمِ في أَعْناقها الكُتبُ إنِّي وأَتْيَ ابنِ غَلاَّقٍ لِيَقْرِيَني ، كغابط الكلب يَبْغي النِّقْيَ في الذَّنَبِ
" الفَحْل معروف : الذكَر من كل حيوان ، وجمعه أَفْحُل وفُحول وفُحولة وفِحالُ وفِحالة مثل الجِمالة ؛ قال الشاعر : فِحالةٌ تُطْرَدُ عَن أَشْوالِه ؟
قال سيبويه : أَلحقوا الهاء فيهما لتأْنيث الجمع . ورجل فَحِيل : فَحْل ، وإِنه لبيِّن الفُحُولة والفِحالة والفِحْلة . وفَحَل إِبلَه فَحْلاً كريماً : اختار لها ، وافْتَحل لدوابِّه فَحْلاً كذلك . الجوهري : فَحَلْت إِبلي إِذا أَرسلت فيها فَحْلاً ؛ قال أَبو محمد الفقعسيّ : نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ من كلِّ عرَّاص ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ أَي نُعَرْقِبُها بالسيوف ، وهو مَثَل . الأَزهري : والفِحْلة افْتحال الإِنسان فَحَلاً لدوابّه ؛
وأَنشد : نحن افْتَحَلْنا فَحْلَنا لم نَأْثله (* قوله « نأثله » هكذا في الأصل ). قال : ومن ، قال اسْتَفْحَلْنا فحلاً لدوابِّنا فقد أَخطأَ ، وإِنما الاستفحال ما يفعله عُلوج أَهل كابُل وجُهَّالهم ، وسيأْتي . والفَحِيل : فَحْل الإِبل إِذا كان كريماً مُنْجِباً . وأَفْحَل : اتخذ فَحْلاً ؛ قال الأَعشى : وكلُّ أُناسٍ ، وإِن أَفْحَلوا ، إِذا عايَنُوا فَحْلَكمْ بَصْبَصُوا وبعير ذو فِحْلة : يصلح للافْتِحال . وفَحْل فَحِيل : كريم منجِب في ضِرابه ؛ قال الراعي : كانت نَجائبُ منذرٍ ومُحَرِّق أُمَّاتِهنّ ، وطَرْقُهنّ فَحِيل ؟
قال الأَزهري : أَي وكان طَرْقهنّ فَحْلاً منجِباً ، والطَّرْق : الفحل ههنا ؛ قال ابن بري : صواب إِنشاد البيت : نجائبَ منذرٍ ، بالنصب ، والتقدير كانت أُمَّاتُهُنَّ نجائبَ منذر ، وكان طَرْقهنّ فحلاً . وقيل : الفَحِيل كالفَحْل ؛ عن كراع . وأَفْحَلَه فَحْلاً : أَعاره إِيَّاه يضرب في إِبله . وقال اللحياني : فَحَل فلاناً بعيراً وأَفْحَله إِيّاه وافْتَحَلَه أَي أَعطاه . والاسْتِفْحال : شيء يفعله أَعلاج كابُل ، إِذا رأَوا رجلاً جسيماً من العرب خَلَّوْا بينه وبين نسائهم رجاء أَن يولد فيهم مثله ، وهو من ذلك . وكَبْش فَحِيل : يشبه الفحل من الإِبل في عظمه ونُبْله . وفي حديث ابن عمر ، رضي الله عنهما : أَنه بعث رجلاً يشتري له أُضحية فقال : اشتره فَحْلاً فَحِيلاً ؛ أَراد بالفحل غير خصيّ ، وبالفحيل ما ذكرناه ، وروي عن الأَصمعي في قوله فحيلاً : هو الذي يشبه الفُحولة في عظم خلقه ونبله ، وقيل : هو المُنْجِب في ضِرابه ، وأَنشد بيت الراعي ، قال : وقال أَبو عبيد والذي يراد من الحديث أَنه اختار الفحل على الخصيّ والنعجةِ وطلب جَماله ونُبْله . وفي الحديث : لِمَ يضرِبُ أَحدُكُم امرأَتَه ضرْبَ الفَحْل ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية ، يريد فَحْل الإِبل إِذا علا ناقة دونه أَو فوقه في الكرم والنَّجابة فإِنهم يضربونه على ذلك ويمنعونه منه . وفي حديث عمر : لما قدِم الشام تفحَّل له أُمَراء الشام أَي أَنهم تلقَّوه متبذِّلين غير متزيِّنين ، مأْخوذ من الفحل ضد الأُنثى لأَن التزيُّن والتصنُّع في الِّزيِّ من شأْن الإِناث والمُتَأَنِّثين والفُحول لا يتزيَّنون . وفي الحديث : إِن لبن الفَحْل حِرْم ؛ يريد بالفَحْل الرجُل تكون له امرأَة ولدت منه ولداً ولها لبن ، فكلُّ من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرم على الزوج وإِخوتِه وأَولاده منها ومن غيرها ، لأَن اللَبن للزوج حيث هو سببه وهذا مذهب الجماعة ، وقال ابن المسيّب والنخعي : لا يحرم ، وسنذكره في حرف النون . الأَزهري : استفحَل أَمر العدوّ إِذا قوِي واشتدّ ، فهو مستفحِل ، والعرب تسمي سُهَيْلاً الفَحْل تشبيهاً له بفحْل الإِبل وذلك لاعتزاله عن النجوم وعِظَمه ، وقال غيره : وذلك لأَن الفحل إِذا قَرَع الإِبل اعتزلها ؛ ولذل ؟
قال ذو الرمة : وقد لاحَ للسارِي سُهَيْل ، كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ دُسّ منه المَساعِر الليث : يقال للنَّخل الذكَر الذي يُلْقَح به حَوائل النخل فُحَّال ، الواحدة فُحَّالة ؛ قال ابن سيده : الفَحْل والفُحَّال ذكر النخل ، وهو ما كان من ذكوره فَحْلاً لإِناثِه ؛
وقال : يُطِفْنَ بفُحَّالٍ ، كأَنَّ ضِبابَهُ بُطونُ المَوالي ، يوم عيدٍ تَغَدَّ ؟
قال : ولا يقال لغير الذكر من النخل فُحَّال ؛ وقال أَبو حنيفة عن أَبي عمرو : لا يقال فَحْل إِلا في ذي الرُّوح ، وكذلك ، قال أَبو نصر ، قال أَبو حنيفة : والناس على خلاف هذا . واستَفْحَلَت النخل : صارت فُحَّالاً . ونخلة مُسْتَفْحِلة : لا تحمِل ؛ عن اللحياني ؛ الأَزهري عن أَبي زيد : ويجمع فُحَّال النخل فَحاحِيل ، ويقال للفُحَّال فَحْل ، وجمعه فُحول ؛ قال أُحَيْحة ابن الجُلاح : تَأَبَّرِي يا خَيْرَةَ الفَسِيل ، تَأَبَّرِي من حَنَذٍ فَشُول ، إِذ ضَنَّ أَهلُ النخْل بالفُحول الجوهري : ولا يقال فُحَّال إِلا في النخل . والفَحْل : حَصِير تُنسَج من فُحَّال النخل ، والجمع فُحول . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، دخل على رجل من الأَنصار وفي ناحية البيت فَحْل من تلك الفُحول ، فأَمر بناحية منه فكُنِس ورشّ ثم صلى عليه ؛ قال الأَزهري :، قال شمر قيل للحصير فَحْل لأَنه يسوَّى من سعف الفَحْل من النخيل ، فتكلم به على التجوز كم ؟
قالوا : فلان يلبس القُطْن والصوف ، وإِنما هي ثياب تغزَل وتتَّخذ منهما ؛ قال المرار : والوَحْش سارِية ، كأَنَّ مُتونَها قُطْن تُباع ، شديدة الصَّقْلِ أَراد كأَن متونها ثياب قطن لشدَّة بياضها ، وسمي الحصير فَحْلاً مجازاً . وفي حديث عثمان : أَنه ، قال لا شُفْعة في بئر ولا فَحْل والأُرَف تَقْطع كلّ شفعة ؛ فإِنه أَراد بالفَحْل فَحْل النخل ، وذلك أَنه ربما يكون بين جماعة منهم فَحْل نخل يأْخذ كل واحد من الشركاء فيه ، زمَن تَأْبِير النخل ، ما يحتاج إِليه من الحِرْقِ لتَأْبير النخل ، فإِذا باع واحد من الشركاء نصيبه من الفحل بعضَ الشركاء فيه لم يكن للباقين من الشركاء شفعة في المبيع ، والذي اشتراه أَحق به لأَنه لا ينقسم ، والشُّفْعة إِنما تجب فيما ينقسم ، وهذا مذهب أَهل المدينة وإِليه يذهب الشافعي ومالك ، وهو موافق لحديث جابر : إِنما جعل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، الشُّفعة فيما لم يقسم ، فإِذا حُدت الحُدود فلا شُفعة لأَن قوله ، عليه السلام ، فيما لم يقسم دليل على أَنه جعل الشُّفعة فيما ينقسم ، فأَما ما لا ينقسم مثل البئر وفَحْل النخل يباع منهما الشِّقْص بأَصله من الأَرض فلا شُفعة فيه ، لأَنه لا ينقسِم ؛ قال : وكان أَبو عبيد فسر حديث عثمان تفسيراً لم يرتضه أَهل المعرفة فلذلك تركته ولم أَحكه بعينه ، قال : وتفسيره على ما بينته ، ولا يقال له إِلا فُحَّال . وفُحول الشعراء : هم الذين غلبوا بالهِجاء من هاجاهم مثل جرير والفرزدق وأَشباههما ، وكذلك كل من عارَض شاعراً فغلب عليه ، مثل علقمة بن عبدة ، وكان يسمى فَحْلاً لأَنه عارض امرأَ القيس في قصيدته التي يقول في أَولها : خليليَّ مُرّا بي على أُمِّ جُنْدَبِ بقوله في قصيدته : ذَهَبْت من الهجران في غير مذهَب وكل واحد منهما يعارض صاحبه في نعت فرسه ففُضِّل علقمةُ عليه ولقّب الفَحْل ، وقيل : سمي علقمة الشاعر الفَحْل لأَنه تزوَّج بأُمِّ جُنْدَب حين طلقها امرؤ القيس لما غَلَّبَتْه عليه في الشعر . والفُحول : الرُّواة ، الواحد فَحْل . وتفحَّل أَي تشبَّه بالفَحْل . واستَفْحَل الأَمر أَي تَفاقَم . وامرأَة فَحْلة : سَلِيطة . وفَحْل والفَحْلاء : موضعان . وفَحْلان : جبلان صغيران ؛ قال الراعي : هل تُونِسونَ بأَعْلى عاسِمٍ ظُعُناً وَرَّكْن فَحلَين ، واستَقبَلْن ذا بَقَرِ ؟ وفي الحديث ذكر فِحْل ، بكسر الفاء وسكون الحاء ، موضع بالشام كانت به وقعة المسلمين مع الروم ؛ ومنه يوم فِحْل ، وفيه ذكر فَحْلين ، على التثنية ، موضع في جبل أُحُد . "
المعجم: لسان العرب
فلل
" الفَلُّ : الثَّلْم في السيف ، وفي المحكم : الثَّلْم في أَيّ شيء كان ، فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ ؛ قال بعض الأَغْفال : لو تنطِح الكُنادِرَ العُضْلاَّ ، فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ وفي حديث أُمّ زَرْع : شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ ، الفلُّ : الكسر والضرب ، تقول : إِنها معه بين شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع بينهما ، وقيل : أَرادت بالفَلِّ الخصومة . وسيف فَلِيل مَفْلول وأَفَلُّ أَي مُنْفَلٌّ ؛ قال عنترة : وسَيْفي كالعَقِيقة ، وهو كِمْعي ، سِلاحي ، لا أَفَلَّ ولا فُطارا وفُلولُه : ثُلَمُه ، واحدها فَلٌّ ، وقد قيل : الفُلول مصدر ، والأَول أَصح . والتَّفْلِيل : تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف ؛
وأَنشد : بهِنَّ فُلُولٌ من قِراع الكَتائبِ وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل : ذو فُلول . والفَلُّ ، بالفتح : واحد فُلول السيف وهي كُسور في حدِّه . وفي حديث سيف الزبير : فيه فَلَّة فُلَّها يوم بدر ؛ الفَلَّة الثَّلْمة في السيف ، وجمعه فُلول ؛ ومنه حديث ابن عوف : ولا تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم ؛ المُدى جمع مُدْية وهي السكين ، كنى بفَلِّها عن النزاع والشقاق . وفي حديث عائشة تصف أَباها ، رضي الله عنهما : ولا فَلُّوا له صَفاةً أَي كَسَروا له حجراً ، كنَتْ به عن قوَّته في الدِّين . وفي حديث عليّ ، رضي الله عنه : يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ غَرْبَك ؛ هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ ، والغرب الحدُّ . ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا أَصاب الحجارة فكسرته . وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تكسرت . والفَلِيل : ناب البعير المتكسر ، وفي الصحاح : إِذا انثلَم . والفَلُّ : المنهزِمون . وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ : هزمهم فانفَلُّوا وتَفَلَّلوا . وهم قوم فَلٌّ : منهزمون ، والجمع فُلول وفُلاَّل ؛ قال أَبو الحسن : لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً ، فإِن كان اسم جمع فقياس واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب ، ويكون فالٌّ فاعلاً بمعنى مفعول لأَنه هو الذي فُلَّ ، ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ ، لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع ، وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا محالة ، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب نَسْج اليمين أَي أَنه في معنى مفعول ؛ قال ابن سيده : هذا تفسير ما أَجمله أَهل اللغة . والفَلُّ : الجماعة ، والجمع كالجمع ، وهو الفَلِيل . والفَلُّ : القوم المنهزمون وأَصله من الكسر ، وانْفَلّ سِنُّه ؛
وأَنشد : عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ ، طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر . والفُلَّى : الكتيبة المُنْهزمة ، وكذلك الفُرَّى ، يقال : جاء فَلُّ القوم أَي منهزموهم ، يستوي فيه الواحد والجمع ؛ قال ابن بري : ومنه قول الجعدي : وأَراه لم يُغادِر غير فَل أَي المَفْلول . ويقال : رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ ، وربما ، قالوا فَلُول وفِلال . وفَلَلْت الجيش : هزمته ، وفَلَّه يفُلُّه ، بالضم . يقال : فَلَّه فانفَلَّ أَي كسره فانكسر . يقال : مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ . وفي حديث الحجاج بن عِلاط : لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه ؛ الفَلُّ : القوم المنهزمون من الفَلِّ الكسر ، وهو مصدر سمي به ، أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من غنائمهم عند الهزيمة . وفي حديث عاتكة : فَلّ من القوم هارب ؛ وفي قصيد كعب : ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ أَي مهزوم : والفَلُّ : ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد وشَرَر النار ، والجمع كالجمع . وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ : جَدْبة ، وقيل : هي التي أَخطأَها المطر أَعواماً ، وقيل : هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين ممطورتين ؛ أَبو عبيدة : هي الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت . قال أَبو حنيفة : أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ ؛
وأَنشد : وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ أَفَلَّ وأَقْوى ، فالجِمَام طَوامِي . غيره : الفِلُّ : الأَرض التي لم يصبها مطر . وأَرض فلٌّ : لا شيء بها ، وفَلاةٌ منه ، وقيل : الفِلُّ الأَرض القفرة ، والجمع كالواحد ، وقد تكسَّر على أَفْلال . وأَفْلَلْنا أَي صرنا في فَلٍّ من الأَرض . وأَفْلَلْنا : وطئنا أَرضاً فِلاًّ ؛ وقال عبد الله بن رواحة يصف العُزَّى وهي شجرة كانت تُعبد : شَهِدْت ، ولم أَكذِب ، بأَنَّ محمداً رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ ، ومَنْ دانَها ، فِلٌّ من الخير مَعزِلُ أَي خالٍ من الخير ، ويروى : ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل العُزَّى ؛ وقال آخر يصف إِبلاً : حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ ، فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي الغتْم : شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس . وقال ابن شميل : الفَلالِيُّ واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها المطرُ من العام المقبل . ويقال : أَرض أَفْلال ؛ قال الراجز : مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ وقال الفراء : أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر ؛ قال الشاعر : أَفَلَّ وأَقْوَى ، فهو طاوٍ ، كأَنما يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل وأَفَلَّ الرجل : ذهب ماله ، مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ . واسْتَفَلَّ الشيءَ : أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره . والاسْتِفْلال : أَن يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً . والفَلِيلة : الشعر المجتمع . المحكم : الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع ، فإِما أَن يكون من باب سَلَّة وسَلٍّ ، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء ؛ قال الكميت : ومُطَّرِدِ الدِّماء ، وحيث يُلْقى من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِي ؟
قال ابن بري : ومنه قول ابن مقبل : تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه وقال ساعدة بن جؤية : وغُودِرَ ثاوِياً ، وتَأَوَّبَتْه مُذرَّعةٌ ، أُمَيْمُ ، لها فَلِيلُ وفي حديث معاوية : أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة ؛ الفَلِيلة : الكُبَّة من الشعر . والفَلِيل : الليفُ ، هذلية . وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ : ذهب ثم عاد . والفُلْفُل ، بالضم (* قوله « والفلفل بالضم إلخ » عبارة القاموس : والفلفل كهدهد وزبرج حب هندي ): معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في كلامهم ، وأَصل الكلمة فارسية ؛ قال أَبو حنيفة : أَخبرني من رأَى شجرَه فقال : شجره مثل شجر الرمَّان سواء ، وبين الورَقتين منه شِمْراخان مَنْظومان ، والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر ، فيجتنى ثم يُشَرُّ في الظل فيسودّ وينكمِش ، وله شوك كشوك الرمان ، وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح حتى يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون هاضُوماً ، واحدته فُلْفُلة ، وقد فَلْفل الطعام والشراب ؛
قال : (* امرؤ القيس في معلقته ). كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ ، غُدَيَّةً ، صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل ذكَّر على إِرادة الشراب . والمُفَلْفَل : ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير الفُلْفُل . وثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة الفُلْفُل وصِغَرَه . وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي اللسانَ . وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل . وتَفَلْفَل قادِمَتا الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما ؛ قال ابن مقبل : فمرَّتْ على أَطْراف هِر ، عَشِيَّةً ، لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا التَّوْأَبانِيَّان : قادِمَتا الضرع . والفُلْفُل : الخادم الكيِّس . وشعَر مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته . المحكم : وتَفَلْفَل شعر الأَسود اشتدَّت جُعودته ، وربما سمي ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل المتقدم ؛
قال : وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ ، لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه ، وأَهل اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ . وأَدِيم مُفَلْفَل : نَهَكه الدِّباغ . وفي حديث عليّ :، قال عَبْد خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا هو يتَفَلْفَل ، وفي رواية السُّلمي : خرج علينا عليٌّ وهو يتَفَلْفَل ؛ قال ابن الأَثير :، قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء والمِسواك في فِيه يَشُوصُه ؛ ويقال : جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية المتبختر ، وقيل : هو مُقارَبة الخُطى ، وكلا التفسيرين محتمل للروايتين ؛ وقال القتيبي : لا أَعرف يتَفَلْفَل بمعنى يستاك ، قال : ولعله يتَتَفَّل لأَن من استاك تَفَل . وقال النضر : جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه بالسِّواك . وفَلْفَل إِذا استاك ، وفَلْفَل إِذا تبختر ، قال : ومن خفيف هذا الباب فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ ؛ قال الكميت : وجاءتْ حَوادِث في مِثْلِها يُقال لمثليَ : وَيْهاً فُلُ وللمرأَة : يا فُلَة . قال سيبويه : وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير النداء ، ولكنهم بنوا الاسم على حرفين وجعلوه بمنزلة دَم ؛ قال : والدليل على أَنه ترخيم فُلان أَنه ليس أَحد يقول يا فُلْ ، وهذا اسم اختص به النداء ، وإِنما بُني على حرفين لأَن ال نداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء ، لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل ، وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير النداء ؛ قال أَبو النجم : تَدافَعَ الشيبُ ، ولم تقْتلِ في لَجَّة ، أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافية ؛ الجوهري : قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم ، قال : ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا . وفي حديث القيامة : يقول الله تبارك وتعالى : أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك وأُسَوِّدْك ؛ معناه يا فُلان ؛ قال ابن الأَثير : وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها ؛ قال سيبويه : ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء ، وجاء أَيضاً في غير النداء ؛ وقال الجوهري : ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة ، فبنو أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد ، وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث ، وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس ، فإِن كنيت بهما عن غير الناس قلت الفُلان والفُلانة ، قال : وقال قوم إِنه ترخيم فُلان ، فحذفت النون للترْخيم والأَلف لسكونها ، وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم . وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر : يُلْقَى في النار فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف ؟"
المعجم: لسان العرب
غلب
" غَلَبه يَغْلِـبُه غَلْباً وغَلَباً ، وهي أَفْصَحُ ، وغَلَبةً ومَغْلَباً ومَغْلَبةً ؛ قال أَبو الـمُثَلَّمِ : رَبَّاءُ مَرْقَبةٍ ، مَنَّاعُ مَغْلَبةٍ ، * رَكَّابُ سَلْهبةٍ ، قَطَّاعُ أَقْرانِ وغُلُبَّـى وغِلِـبَّـى ، عن كراع . وغُلُبَّةً وغَلُبَّةً ، الأَخيرةُ عن اللحياني : قَهَره . والغُلُبَّة ، بالضم وتشديد الباءِ : الغَلَبةُ ؛ قال الـمَرَّار : أَخَذْتُ بنَجْدٍ ما أَخَذْتُ غُلُبَّةً ، * وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أَشَمُّ طَويلُ ورجل غُلُبَّة أَي يَغْلِبُ سَريعاً ، عن الأَصمعي . وقالوا : أَتَذْكر أَيامَ الغُلُبَّةِ ، والغُلُبَّـى ، والغِلِـبَّى أَي أَيامَ الغَلَبة وأَيامَ من عَزَّ بَزَّ . وقالوا : لمنِ الغَلَبُ والغَلَبةُ ؟ ولم يقولوا : لِـمَنِ الغَلْبُ ؟ وفي التنزيل العزيز : وهم من بَعْدِ غَلَبِهم سَيَغْلِـبُون ؛ وهو من مصادر المضموم العين ، مثل الطَّلَب . قال الفراءُ : وهذا يُحْتَمَلُ أَن يكونَ غَلَبةً ، فحذفت الهاءُ عند الإِضافة ، كما ، قال الفَضْلُ بن العباس بن عُتْبة اللِّهْبـيّ : إِنَّ الخَلِـيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا ، * وأَخْلَفُوكَ عِدَا الأَمْرِ الذي وَعَدُوا أَراد عِدَةَ الأَمر ، فحذف الهاءَ عند الإِضافة . وفي حديث ابن مسعود : ما اجْتَمَعَ حلالٌ وحرامٌ إِلا غَلَبَ الـحَرامُ الـحَلالَ أَي إِذا امْتَزَجَ الحرامُ بالـحَلال ، وتَعَذَّرَ تَمْييزهما كالماءِ والخمر ونحو ذلك ، صار الجميع حراماً . وفي الحديث : إِنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبي ؛ هو إِشارة إِلى سعة الرحمة وشمولها الخَلْقَ ، كما يُقال : غَلَبَ على فلان الكَرَمُ أَي هو أَكثر خصاله . وإِلا فرحمةُ اللّه وغَضَبُه صفتانِ راجعتان إِلى إِرادته ، للثواب والعِقاب ، وصفاتُه لا تُوصَفُ بغَلَبَةِ إِحداهما الأُخرى ، وإِنما على سبيل المجاز للمبالغة . ورجل غالِبٌ مِن قوم غَلَبةٍ ، وغلاَّب من قوم غَلاَّبينَ ، ولا يُكَسَّر . ورجل غُلُبَّة وغَلُبَّة : غالِبٌ ، كثير الغَلَبة ، وقال اللحياني : شديد الغَلَبة . وقال : لَتَجِدَنَّه غُلُبَّة عن قليل ، وغَلُبَّةَ أَي غَلاَّباً . والـمُغَلَّبُ : الـمَغْلُوبُ مِراراً . والـمُغَلَّبُ من الشعراءِ : المحكوم له بالغلبة على قِرْنه ، كأَنه غَلَب عليه . وفي الحديث : أَهلُ الجنةِ الضُّعَفاءُ الـمُغَلَّبُونَ . الـمُغَلَّبُ : الذي يُغْلَبُ كثيراً . وشاعر مُغَلَّبٌ أَي كثيراً ما يُغْلَبُ ؛ والـمُغَلَّبُ أَيضاً : الذي يُحْكَمُ له بالغَلَبة ، والمراد الأَوَّل . وغُلِّبَ الرجلُ ، فهو غالِبٌ : غَلَبَ ، وهو من الأَضداد . وغُلِّبَ على صاحبه : حُكِمَ له عليه بالغلَبة ؛ قال امرؤُ القيس : وإِنَّكَ لم يَفْخَرْ عليكَ كفاخِرٍ * ضَعِـيفٍ ؛ ولم يَغْلِـبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ وقد غالبَه مُغالبة وغِلاباً ؛ والغِلابُ : الـمُغالَبة ؛
وأَنشد بيت كعب بن مالك : هَمَّتْ سَخِـينَةُ أَن تُغالِبَ رَبَّها ، * ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاَّبِ والمَغْلبة : الغَلَبة ؛ قالت هِنْدُ بنتُ عُتْبة تَرْثي أَباها : يَدْفَعُ يومَ الـمَغْلَبَتْ ، * يُطْعِمُ يومَ الـمَسْغَبَتْ وتَغَلَّبَ على بلد كذا : استولى عليه قَهْراً ، وغَلَّبْتُه أَنا عليه تَغْليباً . محمدُ بنُ سَلاَّمٍ : إِذا ، قالت العرب : شاعر مُغَلَّبٌ ، فهو مغلوب ؛ وإِذا ، قالوا : غُلِّبَ فلانٌ ، فهو غالب . ويقال : غُلَّبَتْ ليْلى الأَخْيَليَّة على نابِغة بني جَعْدَة ، لأَنها غَلَبَتْه ، وكان الجَعْدِيُّ مُغَلَّباً . وبعير غُلالِبٌ : يَغْلِبُ الإِبل بسَيْرِه ، عن اللحياني . واسْتَغْلَبَ عليه الضحكُ : اشتدَّ ، كاسْتَغْرَبَ . والغَلَبُ : غِلَظُ العُنق وعِظَمُها ؛ وقيل غِلَظُها مع قِصَرٍ فيها ؛ وقيل : مع مَيَلٍ يكون ذلك من داءٍ أَو غيره . غَلِبَ غَلَباً ، وهو أَغْلَبُ : غليظُ الرَّقَبة . وحكى اللحياني : ما كان أَغْلَبَ ، ولقد غَلِبَ غَلَباً ، يَذْهَبُ إِلى الانتقال عما كان عليه . قال : وقد يُوصَفُ بذلك العُنُق نفسه ، فيقال : عُنُق أَغْلَبُ ، كما يقال : عُنقٌ أَجْيَدُ وأَوْقَصُ . وفي حديث ابن ذي يَزَنَ : بِـيضٌ مَرازبةٌ غُلْبٌ جَحاجحة ؛ هي جمع أَغْلَب ، وهو الغليظ الرَّقَبة ، وهم يَصِفُون أَبداً السادةَ بغِلَظِ الرَّقبة وطُولِها ؛ والأُنثى : غَلْباءُ ؛ وفي قصيد كعب : غَلْباءُ وَجْناءُ عُلْكومٌ مُذَكَّرَةٌ . وقد يُسْتَعْمَل ذلك في غير الحيوان ، كقولهم : حَديقةٌ غَلْباءُ أَي عظيمةٌ مُتكاثفة مُلْتفَّة . وفي التنزيل العزيز : وحَدائِقَ غُلْباً . وقال الراجز : أَعْطَيْت فيها طائِعاً ، أَوكارِها ، حَديقةً غَلْباءَ في جِدارِها الأَزهري : الأَغْلَبُ الغَلِـيظُ القَصَرَةِ . وأَسَدٌ أَغْلَبُ وغُلُبٌّ : غَلِـيظُ الرَّقَبة . وهَضْبةٌ غَلْباءُ : عَظِـيمةٌ مُشْرِفة . وعِزَّةٌ غَلْباءُ كذلك ، على المثل ؛ وقال الشاعر : وقَبْلَكَ ما اغْلَولَبَتْ تَغْلِبٌ ، * بغَلْباءَ تَغْلِبُ مُغْلَولِـبينا يعني بِعِزَّة غَلْباءَ . وقَبيلة غَلْباءُ ، عن اللحياني : عَزيزةٌ ممتنعةٌ ؛ وقد غَلِبَتْ غَلَباً . واغْلَولَبَ النَّبْتُ : بَلَغَ كلَّ مَبْلَغٍ والتَفَّ ، وخَصَّ اللحيانيُّ به العُشْبَ . واغْلَوْلَبَ العُشْبُ ، واغْلَولَبَتِ الأَرضُ إِذا التَفَّ عُشْبُها . واغْلَولَبَ القومُ إِذا كَثُرُوا ، من اغْلِـيلابِ العُشْبِ . وحَديقَةٌ مُغْلَوْلِـبَة : ملْتفّة . الأَخفش : في قوله عز وجل : وحدائقَ غُلْباً ؛ قال : شجرة غَلْباءُ إِذا كانت غليظة ؛ وقال امرؤُ القيس : وشَبَّهْتُهُمْ في الآلِ ، لـمَّا تَحَمَّلُوا ، * حَدائِقَ غُلْباً ، أَو سَفِـيناً مُقَيَّرا والأَغْلَبُ العِجْليُّ : أَحَدُ الرُّجَّاز . وتَغْلِبُ : أَبو قبيلة ، وهو تَغْلِبُ بنُ وائل بن قاسط بنِ هِنْبِ بنِ أَفْصَى بن دُعْمِـيِّ بن جَديلَةَ ابن أَسَدِ بن ربيعةَ بن نِزار بن مَعَدِّ بن عَدْنانَ . وقولهم : تَغْلِبُ بنتُ وائِل ، إِنما يَذْهَبُون بالتأْنيث إِلى القبيلة ، كما ، قالوا تميمُ بنتُ مُرٍّ . قال الوليد بن عُقْبة ، وكان وَليَ صَدَقات بني تَغْلِبَ : إِذا ما شَدَدْتُ الرأْسَ مِنِّي بِمِشْوَذٍ ، * فَغَيَّكِ عَنِّي ، تَغْلِبَ ابنةَ وائِل وقال الفرزدق : لولا فَوارِسُ تَغْلِبَ ابْنةِ وائِلٍ ، * ورَدَ العَدُوُّ عليك كلَّ مَكانِ وكانت تَغْلِبُ تُسَمَّى الغَلْباءَ ؛ قال الشاعر : وأَوْرَثَني بَنُو الغَلْباءِ مَجْداً * حَديثاً ، بعدَ مَجْدِهِمُ القَديمِ والنسبة إليها : تَغْلَبـيٌّ ، بفتح اللام ، اسْتِـيحاشاً لتَوالي الكسرتين مع ياءِ النسب ، وربما ، قالوه بالكسر ، لأَن فيه حرفين غير مكسورين ، وفارق النسبة إِلى نَمِر . وبنو الغَلْباءِ : حَيٌّ ؛
وأَنشد البيت أَيضاً : وأَوْرَثَني بنُو الغَلْباءِ مَجْداً وغالِبٌ وغَلاَّبٌ وغُلَيْبٌ : أَسماءٌ . وغَلابِ ، مثل قَطامِ : اسم امرأَة ؛ مِن العرب مَنْ يَبْنِـيه على الكسرِ ، ومنهم من يُجْريه مُجْرى زَيْنَبَ . وغالِبٌ : موضعُ نَخْلٍ دون مِصْرَ ، حَماها اللّه ، عز وجل ، قال كثير عزة : يَجُوزُ بِـيَ الأَصْرامَ أَصْرامَ غالِبٍ ، * أَقُولُ إِذا ما قِـيلَ أَيْنَ تُريدُ : أُريدُ أَبا بكرٍ ، ولَوْ حالَ ، دُونَه ، * أَماعِزُ تَغْتالُ الـمَطِـيَّ ، وَبِـيدُ والمُغْلَنْبـي : الذي يَغْلِـبُكَ ويَعْلُوكَ . "
المعجم: لسان العرب
معنى ستف في قاموس معاجم اللغة
معجم اللغة العربية المعاصرة
استفَّ يستفّ، اسْتَفِفْ/ اسْتَفَّ، استفافًا، فهو مُسْتَفّ، والمفعول مُسْتَفّ
• استفَّ الدَّواءَ أو المسحوقَ: سَفَّه، تناوله يابسًا غير معجون.
معجم اللغة العربية المعاصرة
استفهمَ/ استفهمَ عن يستفهم، استفهامًا، فهو مُستفهِم، والمفعول مُستَفهَم
• استفهمه الأمرَ/ استفهمه عن الأمرِ/ استفهم منه عن الأمرِ: سأله، استفسر، استوضح، طلب منه أن يكشف عنه، استخبر "استفهم منه عن موعد الاجتماع/ الامتحان/ المباراة".