هلم - كلمة دعاء إلى الشيء ، نحو ، « هلم إلى العمل » 1 - هلم : قد تستعمل متعدية ، نحو : « هلم رفقاءك »، أي أحضرهم . 2 - هلم : وهي اسم فعل يستوي فيها المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث . وتجعل أحيانا فعلا وتلحق بها الضمائر فتعرف ، نحو : « هلما ، هلمي ، إلخ ...». 3 - هلم : قد توصل باللام ، نحو : « هلم لك ». 4 - هلم : قد تلحقها نون التوكيد ، نحو : « هلمن ».
المعجم: الرائد
غنا
" في أَسْماء الله عز وجل : الغَنِيُّ . ابن الأثير : هو الذي لا يَحْتاجُ إلى أَحدٍ في شيءٍ وكلُّ أَحَدٍ مُحْتاجٌ إليه ، وهذا هو الغِنى المُطْلَق ولا يُشارِك الله تعالى فيه غيرُهُ . ومن أَسمائه المُغْني ، سبحانه وتعالى ، وهو الذي يُغني من يشاءُ من عِباده . ابن سيده : الغنى ، مقصورٌ ، ضدُّ الفَقْر ، فإذا فُتِح مُدَّ ؛ فأَما قوله : سَيُغْنِيني الذي أَغْناكَ عني ، فلا فَقْرٌ يدوُمُ ولا غِناءٌ فإنه : يُروى بالفتح والكسر ، فمن رواه بالكسر أَراد مصدَرَ غانَيْت ، ومن رواه بالفتح أَراد الغِنى نَفْسه ؛ قال أَبو اسحق : إنما وَجْهُه ولا غَناء لأَن الغَناء غيرُ خارجٍ عن معنى الغِنى ؛ قال : وكذلك أَنشده من يُوثَقُ بعِلْمِه . وفي الحديث : خيرُ الصَّدَقَةِ ما أَبْقَتْ غِنًى ، وفي رواية : ما كان عن ظَهْرِ غِنًى أَي ما فَضَل عن قُوت العيال وكِفايتِهِمْ ، فإذا أَعْطَيْتَها غَيْرَك أَبْقَيْتَ بعدَها لكَ ولهُم غِنًى ، وكانت عن اسْتِغْناءٍ منكَ ، ومِنْهُم عَنْها ، وقيل : خيرُ الصَّدَقَة ما أَغْنَيْتَ به مَن أَعْطَيْته عن المسأَلة ؛ قال : ظاهر هذا الكلامِ أَنه ما أَغْنى عن المَسْأَلة في وقْتِه أَو يَوْمِه ، وأَما أَخْذُه على الإطلاق ففيه مَشقَّة للعَجْزِ عن ذلك . وفي حديث الخيل : رجلٌ رَبَطها تَغَنِّياً وتَعَفُّفًا أَي اسْتَغْناءً بها عن الطَّلب من الناس . وفي حديث الجُمعة : مَن اسْتَغْنى بلَهْوٍ أَو تِجارةٍ اسْتَغْنى الله عنه ، واللهُ غَنِيٌّ حَمِيد ، أَي اطَّرَحَه اللهُ ورَمَى به من عَيْنه فِعْلَ من اسْتَغْنى عن الشيء فلم يَلْتَفِتْ إليه ، وقيل : جَزاهُ جَزاءَ اسْتِغْنائه عنها كقوله تعالى : نَسُوا الله فنَسِيَهُم . وقد غَنِيَ به عنه غُنْية وأَغْناه الله . وقد غَنِيَ غِنىً واسْتَغْنى واغْتَنى وتَغَانَى وتَغَنَّى فهو غَنِيٌّ . وفي الحديث : ليس مِنَّا مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقرآنِ ؛ قال أَبو عبيد : كان سفيانُ بنُ عُيَيْنة يقول ليسَ مِنَّا مَنْ لم يَسْتَغنِ بالقرآن عن غيرِه ولم يَذْهَبْ به إلى الصوت ؛ قال أَبو عبيد : وهذا جائزٌ فاش في كلام العرب ، ويقول : تَغَنَّيْت تَغَنِّياً بمعنى اسْتَغْنَيْت وتَغانَيْتُ تَغانِياً أَيضاً ؛ قال الأعشى : وكُنْتُ امْرَأً زَمَناً بالعِراق ، عَفِيفَ المُناخِ طَويلَ التَّغَنْ يريد الاسْتِغْناءَ ، وقيل : أَرادَ مَنْ لم يَجْهَر بالقراءة . قال الأزهري : وأَما الحديث الآخر ما أُذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ يَجْهَرُ به ، قال : فإنَّ عبدَ الملِك أَخْبرني عن الربيع عن الشافعي أَنه ، قال معناه تَحْسِينُ القِراءةِ وتَرْقِيقُها ، قال : ومما يُحَقّقُ ذلك الحديثُ الآخرُ زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم ، قال : ونحوَ ذلك ، قال أبو عبيد ؛ وقال أَبو العباس : الذي حَصَّلْناه من حُفَّاظ اللغة في قوله ، صلى الله عليه وسلم : كأَذَنِه لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ ، أَنه على مَعْنَيَيْنِ : على الاستغناء ، وعلى التَّطْرِيبِ ؛ قال الأزهري : فمن ذهَب به إلى الاستغناء فهو من الغِنى ، مقصورٌ ، ومن ذهَب به إلى التَّطْرِيبِ فهو من الغِناء الصَّوْتِ ، ممدودٌ . الأصمعي في المقصور والممدود : الغِنى من المال مقصورٌ ، ومن السِّماعِ ممدود ، وكلُّ مَنْ رَفَع صوتَه ووَالاهُ فصَوْتُه عند العرب غِناءٌ . والغَناءُ ، بالفتح : النَّفْعُ . والغِناء ، بالكسر : من السَّماع . والغِنَى ، مقصورٌ : اليَسارُ . قال ابن الأعرابي : كانت العرب تتَغَنَّى بالرُّكْبانيِّ ،(* قوله « غاليات » هو هكذا في المحكم بالمثناة .) أراد من الحِمامِ ، فحذَفَ وعَدَّى . قال ابن سيده : فأَما ما أُثِرَ من أَنه قيلَ لابْنةِ الخُسِّ ما مِائةٌ من الضأْنِ فقالت غِني ، فرُوِي أَن بعضَهم ، قال : الغِنَى اسمُ المِائةِ من الغَنمِ ، قال : وهذا غيرُ معروفٍ في موضوعِ اللغةِ ، وإنما أَرادَتْ أَن ذلك العدَدَ غِنًى لمالِكِه كما قيل لها عند ذلك وما مِائةٌ من الإبلِ فقالت مُنى ، فقيل لها : وما مِائة من الخيل ؟ فقالت : لا تُرَى ؛ فمُنى ولا تُرَى ليسا باسمَين للمائة من الإبلِ والمِائةِ من الخَيْلِ ، وكتَسْمِية أبي النَّجْم في بعضِ شعْره الحِرْباء بالشقِيِّ ، وليس الشَّقِيُّ باسمٍ للحِرْباء ، وإنما سمَّاه به لمكابَدَتِه للشمسِ واستِقبالِه لها ، وهذا النحوُ كثيرٌ . والغَنِيُّ والغاني : ذُو الوَفْرِ ؛ أَنشد ابن الأعرابي لعَقِيل بن عُلَّفة ، قال : أَرى المالَ يَغْشَى ذا الوُصُومِ فلا تُرى ، ويُدْعى من الأشرافِ مَن كان غانِيا وقال طرفة : وإن كنتَ عنها غانياً فاغْنَ وازْدَدِ ورجل غانٍ عن كذا أَي مُسْتَغْنٍ ، وقد غَنِيَ عنه . وما لَك عنه غِنًى ولا غُنْيَةٌ ولا غُنْيانٌ ولا مَغْنًى أَي ما لك عنهُ بُدٌّ . ويقال : ما يُغْني عنك هذا أي ما يُجْزِئُ عنك وما يَنْفَعُك . وقال في معتل الألف : عنه غُنْوَةٌ أَي غِنًى ؛ حكاه اللحياني عن الكسائي ، والمعروف غُنية . والغانيَةُ من النساء : التي غَنِيَتْ بالزَّوْج ؛ وقال جميل : أُحبُّ الأيامى : إذْ بُثَيْنَةُ أَيِّمٌ ، وأَحْبَبْتُ لمَّا أَن غَنِيتِ الغَوانيا وغَنِيَت المرأةُ بزَوْجِها غُنْياناً أَي اسْتَغْنَتْ ، قال قَيْسُ بنُ الخَطيم : أَجَدَّ بعَمْرة غُنْيانُها ، فتَهْجُرَ أَمْ شانُنا شانُها ؟ والغانِيَةُ من النساء : الشابَّة المُتَزَوّجة ، وجمعُها غَوانٍ ؛
وأَنشد ابن بري لنُصَيْب : فهَل تَعُودَنْ لَيالينا بذي سَلمٍ ، كما بَدَأْنَ ، وأَيّامي بها الأُوَلُ أَيّامُ لَيلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ ، وأَنتَ أَمْرَدُ معروفٌ لَك الغَزَلُ والغانية : التي غَنِيَتْ بحُسْنِها وجمالها عن الحَلْي ، وقيل : هي التي تُطْلَب ولا تَطْلُب ، وقيل : هي التي غَنِيَتْ ببَيْتِ أَبَويْها ولم يَقَعْ عليها سِباءٌ . قال ابن سيده : وهذه أَعْزَبُها ؛ وهي عن ابن جني ، وقيل : هي الشابَّة العَفيفة ، كان لها زَوْجٌ أَو لم يكُنْ . الفراء : الأَغْناءُ إملاكاتُ العَرائسِ . وقال ابن الأعرابي : الغِنى التَّزْويجُ ، والعَرَبُ تقول : الغِنى حِصْنُ العَزَب أَي التَّزْويجُ . أَبو عبيدة : الغَواني ذواتُ الأزْواج ؛
وأَنشد : أَزْمانُ ليلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ وقال ابن السكيت عن عمارة : الغَواني الشَّوابُّ اللَّواتي يُعْجِبْنَ الرجالَ ويُعْجِبُهُنَّ الشُّبَّانُ . وقال غيره : الغانية الجاريَةُ الحَسْناءُ ، ذاتَ زوْج كانت أَو غيرَ ذاتِ زَوْج ، سميِّتْ غانِيَة لأنها غَنِيَتْ بحُسْنِها عن الزينَة . وقال ابن شميل : كلُّ امْرأَة غانِيَةٌ ، وجمعها الغَواني ؛ وأَما قول ابنِ قيس الرُّقَيَّات : لا بارَكَ اللهُ في الغَوانِي ، هَلْ يُصْبِحْنَ إلاَّ لَهُنَّ مُطَّلَب ؟ فإنما حرَّك الياءَ بالكَسْرة للضَّرُُورة ورَدَّه إلى أَصْله ، وجائزٌ في الشعر أَن يُرَدَّ الشيءُ إلى أَصْله وأَخُو الغَوَانِ متى يَشأْ يَصْرِمْنَهُ ، ويَعُدْنَ أَعْداءً بُعَيْدَ ودادِ إنما أَراد الغَواني ، فحذَف الياء تشبيهاً لِلام المَعْرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الأشياءُ من خَواصِّ الأَسماء ، فحذَفَ الياءَ لأَجل اللام كما تحذِفها لأجل التنوين ؛ وقول المثَقّب العَبْدي : هَلْ عندَ غانٍ لفُؤادٍ صَدِ ، مِنْ نَهْلَةٍ في اليَوْمِ أَوْ في غَدِ ؟ إنما أَراد غانِيَةِ فذَكّرَ على إرادة الشخص ، وقد غَنِيَتْ غِنًى . وأَغْنى عنه غَناء فلانٍ ومَغْناه ومَغْناتَه ومُغْناهُ ومُغْناتَه : نابَ عنه وأَجْزَأَ عنه مُجْزَأَه . والغَناءُ ، بالفتح : النَّفْعُ . والغَناءُ ، بفتح الغين ممدودٌ : الإجْزاءُ والكفايَة . يقال : رَجُلٌ مُغْنٍ أَي مُجْزئٌ كافٍ ؛ قال ابن بري : الغَناءُ مصدرُ أَغْنى عنْكَ أَي كَفاكَ على حَذْفِ الزّوائد مثل قوله : وبعْدَ عَطائِك المائَةَ الرِّتاعا وفي حديث عثمان : أَنّ عَلِيًّا ، رضي الله عنهُما ، بَعث إليه بصَحيفة فقال للرّسول أَغْنِها عَنَّا أَي اصْرفْها وكُفَّها ، كقوله تعالى : لكلِّ امْرِئٍ منهم يومئذ شأْنٌ يُغْنِيه ؛ أَي يَكُفُّه ويَكْفِيه . يقال : أَغْنِ عَني شَرَّكَ أَي اصْرِفْه وكُفَّهُ ؛ ومنه قوله تعالى : لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ من الله شيئاً ؛ وحديث ابن مسعود : وأَنا لا أُغْني لو كانت مَنَعَة أَي لو كان مَعِي مَنْ يَمْنَعُني لكَفَيْت شَرَّهم وصَرَفْتُهم . وما فيه غَناءُ ذلك أَي إقامَتُه والاضْطلاعُ به . "
المعجم: لسان العرب
فرم
" الفَرْمُ والفِرامُ : ما تَتَضَيَّقُ به المرأَة من دواء . ومَرَةٌ فَرْماءُ ومُسْتَفْرِمة : وهي التي تجعل الدواء في فرجها ليضيق . التهذيب : التفريب والتفريم ، بالباء والميم ، تَضْييق المرأَة فَلْهَمَها بعَجَمِ الزبيب . يقال : اسْتَفْرَمَت المرأَة إذا احتشَت ، فهي مستَفرمة ، وربما تتعالج بحب الزبيب تُضيِّق به متاعها . وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج لما شكا منه أَنس ابن مالك : يا ابن المُسْتَفْرِمة بعجَم الزبيب ، وهو مما يُسْتَفْرَم به ؛ يريد أنها تُعالج به فرجها ليَضيق ويَسْتَحْصِف ، وقيل : إنما كتب إليه بذلك لأن في نساء ثَقِيف سَعةً فهنَّ يفعلن ذلك يَسْتَضِقن به . وفي الحديث : أن الحسين بن علي ، عليهما السلام ، قال لرجل عليك بِفِرام أُمك ؛ سئل عنه ثعلب فقال : كانت أُمه ثقفية ، وفي أَحْراح نساء ثقيف سعة ، ولذلك يُعالِجن بالزبيب وغيره . وفي حديث الحسن ، عليه السلام : حتى لا تكونوا أَذَلَّ من فَرَم الأمة ؛ وهو بالتحريك ما تعالج به المرأَة فرجها ليَضِيق ، وقيل : هي خرقة الحيض . أبو زيد : الفِرامة الخِرقة التي تحملها المرأة في فرجها ، واللجمة : الخرقة التي تشدها من أَسفلها إلى سرتها ، وقيل : الفِرام أن تحيض المرأَة وتحتشي بالخرقة وقد افترمت ؛ قال الشاعر : وجَدْتُكَ فيها كأُمِّ الغُلام ، مَتى ما تَجِدْ فارِماً تَفْتَرِم الجوهري : الفَرْمة ، بالتسكين ، والفَرْمُ ما تعالج به المرأَة قُبُلَها ليضيق ؛ وقول امرئ القيس : يَحْمِلْنَنا والأَسَلَ النَّواهِلا مُسْتَفْرِمات بالحصَى حَوافِلا يقول : من شدة جريها يدخل الحصى في فروجها . وفي حديث أَنس : أَيامُ التشريق أيامُ لَهْو وفِرام ؛ قال ابن الأَثير : هو كناية عن المجامعة ، وأَصله من الفَرْم ، وهو تضييق المرأََة فرجها بالأشياء العَفِصة ، وقد اسْتَفْرمت أي احتشت بذلك . والمَفارِم : الخِرق تتخذ للحيض لا واحد لها . والمُفْرَم : المملوء بالماء وغيره ، هذلية ؛ قال البريق الهذلي : وحَيٍّ حِلالٍ لهمْ سامرٌ شَهِدْتُ ، وشِعْبُهُمُ مُفْرَمُ أي مملوء بالناس . أبو عبيد : المُفْرَم من الحياض المملوء بالماء ، في لغة هذيل ؛ وأنشد : حِياضُها مُفْرَمةٌ مُطَبَّعه
يقال : أفْرَمْت الحوض وأَفْعمته وأَفأَمْتُه إذا ملأْته . الجوهري : أَفْرَمْتُ الإناء ملأْته ، بلغة هذيل . والفِرْمَى : اسم موضع ليس بعربي صحيح . الجوهري : وفَرَما ، بالتحريك ، موضع ؛ قال سليك بن السُّلَكة يرثي فرساً له نَفَق في هذا الموضع : كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّام لَمَّا تَحَمَّلَ صُحْبَتي أُصُلاً مَحارُ (* قوله « تحمل » في التكملة : تروح ). عَلا فَرَماءَ عَالِيةً شَواه ، كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمارُ يقول : عَلَتْ قَوائمُهُ فرَماء ؛ قال ابن بري : من زعم أن الشاعر رثى فرسه في هذا البيت لم يروه إلا عاليةً شَواه لأنه إذا مات انتفخ وعلت قوائمه ، ومن زعم أنه لم يمت وإنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه يرويه عاليةٌ شواه وعاليةً ، بالرفع والنصب ، قال : وصواب إنشاده على قَرَماء ، بالقاف ، قال : وكذلك هو في كتاب سيبويه ، وهو المعروف عند أهل اللغة ، قال ثعلب : قَرَماء عَقَبة وصف أن فَرسه نَفَق وهو على ظهره قد رفع قوائمه ، ورواه عاليةً شواه لا غير ، والنحَّام : اسم فرسه وهو من النُّحْمة وهي الصوت . قال ابن بري : يقال ليس في كلام العرب فَعَلاء إلا ثلاثة أَحرف وهي : فَرَماء وجَنَفاء وجَسَداء ، وهي أَسماء مواضع ، فشاهد فَرَماء بيت سليك بن السلكة هذا ؛ وشاهد جَنَفاء قول الشاعر : رَحَلْت إلَيْكَ من جَنَفاء ، حتَّى أَنَخْتُ فِناء بَيْتك بالمَطالي وشاهد جَسَداء قول لبيد : فَبِتْنا حَيْثُ أَمْسَيْنا ثَلاثاً ، على جَسَداءَ ، تَنْبَحُنا الكِلاب ؟
قال : وزاد الفراء ثَأَداء وسَحَناء ، لغة في الثَّأْداء والسَّحْناء ، وزاد ابن القوطية نَفَساء ، لغة في النَّفْساء . قال : ومما جاء فيه فَعْلاء وفَعَلاء ثَأداء وثَأْداء وسَحَناء وسَحْناء وامرأَة نَفْساء ونَفَساء ، لغة في النُّفَساء . قال ابن كيسان : أما ثَأْداء والسَّحَناء فإنما حركتا لمكان حرف الحلق كما يسوغ التحريك في مثل النهر والشَعَر ، قال : وفَرماء ليست فيه هذه العلة ، قال : وأَحسبها مقصورة مدّها الشاعر ضرورة ، قال : ونظيرها الجَمَزى في باب القصر ، وحكى علي بن حمزة عن ابن حبيب أنه ، قال : لا أَعلم قَرَماء ، بالقاف ، ولا أَعلمه إلا فرَماء بالفاء ، وهي بمصر ؛ وأنشد قول الشاعر : سَتُحْبِطُ حائِطَيْ فَرَماء منِّي قَصائدُ لا أُرِيدُ بها عِتابا وقال ابن خالويه : الفَرَما ، بالفاء ، مقصور لا غير ، وهي مدينة بقرب مصر ، سميت بأَخي الإسكندر ، واسمه فرَما ، وكان الفرما كافراً ، وهي قرية إسمعيل ابن إبراهيم ، عليه السلام . "
المعجم: لسان العرب
فيض
" فاض الماء والدَّمعُ ونحوهما يَفِيض فَيْضاً وفُيُوضةً وفُيُوضاً وفَيَضاناً وفَيْضُوضةً أَي كثر حتى سالَ على ضَفّةِ الوادي . وفاضَتْ عينُه تَفِيضُ فَيْضاً إِذا سالت . ويقال : أَفاضَتِ العينُ الدمعَ تُفِيضُه إِفاضة ، وأَفاضَ فلان دَمْعَه ، وفاضَ الماء والمطرُ والخيرُ إِذا كثر . وفي الحديث : ويَفيضُ المالُ أَي يَكْثُر من فاضَ الماء والدمعُ وغيرُهما يَفيض فَيْضاً إِذا كثر ، قيل : فاضَ تدَفَّقَ ، وأَفاضَه هو وأَفاضَ إِناءه أَي مَلأَه حتى فاضَ ، وأَفاضَ دُموعَه . وأَفاضَ الماءَ على نفسه أَي أَفْرَغَه . وفاض صَدْرُه بسِرِّه إِذا امْتَلأ وباح به ولم يُطِقْ كَتْمَه ، وكذلك النهرُ بمائه والإِناء بما فيه . وماءٌ فَيْضٌ : كثير . والحَوْضُ فائض أَي ممتلئ . والفَيْضُ : النهر ، والجمع أَفْياضٌ وفُيوضٌ ، وجَمْعُهم له يدل على أَنه لم يسمّ بالمصدر . وفَيْضُ البصرةِ : نَهرها ، غَلب ذلك عليه لِعظَمِه . التهذيب : ونهرُ البصرةِ يسمى الفَيْضَ ، والفَيْضُ نهر مصر . ونهرٌ فَيّاضٌ أَي كثير الماء . ورَجل فَيّاضٌ أَي وهّاب جَوادٌ . وأَرض ذاتُ فُيوضٍ إِذا كان فيها ماء يَفِيضُ حتى يعلو . وفاضَ اللّئامُ : كَثُروا . وفرَس فَيْضٌ : جَوادٌ كثير العَدْو . ورجل فَيْضٌ وفَيّاضٌ : كثير المعروف . وفي الحديث أَنه ، قال لطَلحةَ : أَنت الفَيّاضُ ؛ سمي به لسَعةِ عَطائه وكثرته وكان قسَمَ في قومه أَربعمائة أَلف ، وكان جَواداً . وأَفاضَ إِناءه إِفاضةً : أَتْأَقَه ؛ عن اللحياني ، قال ابن سيده : وعندي أَنه إِذا ملأه حتى فاض . وأَعطاه غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلاً من كثير ، وأَفاضَ بالشيء : دَفَع به ورَمَى ؛ قال أَبو صخر الهذلي يصف كتيبة : تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ ، تُفِيضُ الحِصْن مِنها بالسِّخالِ وفاضَ يَفِيضُ فَيْضاً وفُيوضاً : مات . وفاضَتْ نَفسُه تَفِيضُ فَيْضاً : خرجت ، لغة تميم ؛
وأَنشد : تَجَمَّع الناسُ وقالوا : عِرْسُ ، فَفُقِئَتْ عَيْنٌ ، وفاضَتْ نَفْسُ وأَنشده الأَصمعي وقال إِنما هو : وطَنَّ الضِّرْس . وذهبنا في فَيْض فلان أَي في جَنازَتِه . وفي حديث الدجال : ثم يكونُ على أَثَرِ ذلك الفَيْضُ ؛ قال شمر : سأَلت البَكْراوِيّ عنه فقال : الفَيْضُ الموتُ ههنا ، قال : ولم أَسمعه من غيره إِلا أَنه ، قال : فاضت نفسُه أَي لُعابُه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج رُوحه . وقال ابن الأَعرابي : فاضَ الرجلُ وفاظَ إِذا مات ، وكذلك فاظت نفسُه . وقال أَبو الحسن : فاضَت نفسه الفعل للنفس ، وفاضَ الرجلُ يَفِيض وفاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيوظاً . وقال الأَصمعي : لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت ، وإِنما هو فاض الرجل وفاظ إِذا مات . قال الأَصمعي : سمعت أَبا عمرو يقول : لا يقال فاظت نفسه ولكن يقال فاظ إِذا مات ، بالظاء ، ولا يقال فاض ، بالضاد . وقال شمر : إِذا تَفَيَّضُوا أَنفسهم أَي تَقَيَّأُوا . الكسائي : هو يَفِيظُ نفسه (* قوله « يفيظ نفسه » أي يقيؤها كما يعلم من القاموس في فيظ .). وحكى الجوهري عن الأَصمعي : لا يقال فاض الرجل ولا فاضت نفسه وإِنما يَفِيضُ الدمعُ والماء . قال ابن بري : الذي حكاه ابن دريد عن الأَصمعي خلاف هذا ، قال ابن دريد :، قال الأَصمعي تقول العرب فاظ الرجل إِذا مات ، فإِذا ، قالوا فاضت نفسُه ، قالوها بالضاد ؛
وأَنشد : فقئت عين وفاضت نف ؟
قال : وهذا هو المشهور من مذهب الأَصمعي ، وإِنما غَلِطَ الجوهري لأَن ال أَصمعي حكى عن أَبي عمرو أَنه لا يقال فاضت نفسه ، ولكن يقال فاظ إِذا مات ، قال : ولا يقال فاضَ ، بالضاد ، بَتَّةً ، قال : ولا يلزم مما حكاه من كلامه أَن يكون مُعْتَقِداً له ، قال : وأَما أَبو عبيدة فقال فاظت نفسه ، بالظاء ، لغة قيس ، وفاضت ، بالضاد ، لغة تميم . وقال أَبو حاتم : سمعت أَبا زيد يقول : بنو ضبة وحدهم يقولون فاضت نفسه ، وكذلك حكى المازني عن أَبي زيد ، قال : كل العرب تقول فاظت نفسُه إِلا بني ضبة فإِنهم يقولون فاضت نفسه ، بالضاد ، وأَهل الحجاز وطيِّءٍ يقولون فاظت نفسه ، وقضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه ، وزعم أَبو عبيد أَنها لغة لبعض بني تميم يعني فاظت نفسه وفاضت ؛
وأَنشد : فقئت عين وفاضت نفس وأَنشده الأَصمعي ، وقال إِنما هو : وطَنّ الضِّرْسُ . وفي حديث الدجال : ثم يكون على أَثر ذلك الفَيْضُ ؛ قيل : الفَيْضُ ههنا الموت . قال ابن الأَثير : يقال فاضت نفسُه أَي لُعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج رُوحه . وفاضَ الحديثُ والخبَرُ واسْتَفاضَ : ذاعَ وانتشر . وحَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ : ذائعٌ ، ومُسْتَفاض قد اسْتَفاضُوه أَي أَخَذُوا فيه ، وأَباها أَكثرهم حتى يقال : مُسْتَفاضٌ فيه ؛ وبعضهم يقول : اسْتَفاضُوه ، فهو مُسْتَفاضٌ . التهذيب : وحديث مُسْتَفاضٌ مأْخوذ فيه قد استفاضُوه أَي أَخذوا فيه ، ومن ، قال مستفيض فإِنه يقول ذائع في الناس مثل الماء المُسْتَفِيض . قال أَبو منصور :، قال الفراء والأَصمعي وابن السكيت وعامة أَهل اللغة لا يقال حديث مستفاض ، وهو لحن عندهم ، وكلامُ الخاصّ حديثٌ مُسْتَفِيضٌ منتشر شائع في الناس . ودِرْعٌ فَيُوضٌ وفاضةٌ : واسعةٌ ؛ الأَخيرة عن ابن جني . ورجل مُفاضٌ : واسِعُ البَطْنِ ، والأُنثى مُفاضةٌ . وفي صفته ، صلّى اللّه عليه وسلّم : مُفاض البطنِ أَي مُسْتَوي البطنِ مع الصَّدْرِ ، وقيل : المُفاضُ أَن يكون فيه امْتِلاءٌ من فَيْضِ الإِناء ويُريد به أَسفلَ بطنِه ، وقيل : المُفاضةُ من النساء العظيمة البطن المُسْتَرْخِيةُ اللحمِ ، وقد أُفِيضَت ، وقيل : هي المُفْضاةُ أَي المَجْمُوعةُ المَسْلَكَيْنِ كأَنه مَقْلُوبٌ عنه . وأَفاضَ المرأَةَ عند الافْتِضاضِ : جعل مَسْلَكَيْها واحداً . وامرأَة مُفاضةٌ إِذا كانت ضخمة البطن . واسْتَفاضَ المكانُ إِذا اتَّسع ، فهو مُسْتَفِيضٌ ؛ قال ذو الرمة : بحَيْثُ اسْتَفاضَ القِنْعُ غَرْبيَّ واسِط
ويقال : اسْتَفاضَ الوادي شجراً أَي اتَّسع وكثُرَ شجره . والمُسْتَفِيضُ : الذي يَسأَل إِفاضةَ الماء وغيره . وأَفاضَ البَعِيرُ بِجِرَّتِه : رَماها مُتَفَرِّقةً كثيرة ، وقيل : هو صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه ، وقال اللحياني : هو إِذا دَفَعَها من جَوْفِه ؛ قال الراعي : وأَفَضْنَ بعْدَ كُظُومِهِنَّ بِجِرَّةٍ مِنْ ذي الأَبارِقِ ، إِذْ رَعين حَقِيلا
ويقال : كظَمَ البِعيرُ إِذا أَمسك عن الجِرَّة . وأَفاضَ القومُ في الحديث : انتشروا ، وقال اللحياني : هو إِذا اندفعوا وخاضُوا وأَكْثَروا . وفي التنزيل : إِذ تُفِيضُونَ فيه ؛ أَي تَنْدَفِعُونَ فيه وتَنْبَسِطُون في ذكره . وفي التنزيل أَيضاً : لَمَسَّكُمْ فيما أَفَضْتُم . وأَفاضَ الناسُ من عَرَفاتٍ إِلى مِنى : اندفعوا بكثرة إِلى مِنى بالتَّلْبية ، وكل دَفْعةٍ إِفاضةٌ . وفي التنزيل : فإِذا أَفضتم من عرفات ؛ قال أَبو إِسحق : دلَّ بهذا اللفظ أَن الوقوف بها واجبٌ لأَنَّ الإِفاضةَ لا تكون إِلا بعد وُقُوف ، ومعنى أَفَضْتُم دَفَعْتم بكثرةْ . وقال خالد بن جَنْبة : الإِفاضةُ سُرْعةُ الرَّكْضِ . وأَفاضَ الراكِبُ إِذا دفع بعيره سَيْراً بين الجَهْدِ ودون ذلك ، قال : وذلك نِصْفُ عَدْوِ الإِبل عليها الرُّكْبان ، ولا تكون الإِفاضة إِلا وعليها الرُّكْبانُ . وفي حديث الحج : فأَفاضَ من عَرفةَ ؛ الإِفاضةُ : الزَّحْفُ والدَّفْعُ في السير بكثرة ، ولا يكون إِلا عن تفرقٍ وجَمْعٍ . وأَصل الإِفاضةِ الصَّبُّ فاستعيرت للدفع في السير ، وأَصله أَفاضَ نفْسَه أَو راحلته فرَفَضُوا ذكر المفعول حتى أَشْبه غير المتعدِّي ؛ ومنه طَوافُ الإِفاضةِ يوم النحر يُفِيضُ من مِنى إِلى مكة فيطوف ثم يرجع . وأَفاضَ الرجلُ بالقِداحِ إِفاضةً : ضرَب بها لأَنها تقع مُنْبَثَّةً متفرقة ، ويجوز أَفاضَ على القداح ؛ قال أَبو ذؤيب الهُذلي يصف حماراً وأُتُنه : وكأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ ، وكَأَنَّه يَسَرٌ ، يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ يعني بالقِداحِ ، وحروفُ الجر يَنُوبُ بعضُها مَنابَ بعض . التهذيب : كل ما كان في اللغة من باب الإِفاضةِ فليس يكون إِلا عن تفرُّق أَو كثرة . وفي حديث ابن عباس ، رضي اللّه عنهما : أَخرج اللّهُ ذَرِّيَّةَ آدمَ من ظهره فأَفاضَهم إِفاضَةَ القِدْحِ ؛ هي الضرْبُ به وإِجالَتُه عند القِمار ، والقِدْحُ السهمُ ، واحدُ القِداح التي كانوا يُقامِرُونَ بها ؛ ومنه حديث اللُّقَطَةِ : ثم أَفِضْها في مالِكَ أَي أَلْقِها فيه واخْلِطْها به ، من قولهم فاضَ الأَمرُ وأَفاضَ فيه . وفَيّاضٌ : من أَسماء الرجال . وفَيّاضٌ : اسم فرس من سَوابق خيل العرب ؛ قال النابغة الجعدي : وعَناجِيج جِيادٍ نُجُبٍ نَجْلَ فَيّاضٍ ومن آلِ سَبَلْ وفرس فَيْضٌ وسَكْبٌ : كثير الجَرْي . "
المعجم: لسان العرب
فحل
" الفَحْل معروف : الذكَر من كل حيوان ، وجمعه أَفْحُل وفُحول وفُحولة وفِحالُ وفِحالة مثل الجِمالة ؛ قال الشاعر : فِحالةٌ تُطْرَدُ عَن أَشْوالِه ؟
قال سيبويه : أَلحقوا الهاء فيهما لتأْنيث الجمع . ورجل فَحِيل : فَحْل ، وإِنه لبيِّن الفُحُولة والفِحالة والفِحْلة . وفَحَل إِبلَه فَحْلاً كريماً : اختار لها ، وافْتَحل لدوابِّه فَحْلاً كذلك . الجوهري : فَحَلْت إِبلي إِذا أَرسلت فيها فَحْلاً ؛ قال أَبو محمد الفقعسيّ : نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ من كلِّ عرَّاص ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ أَي نُعَرْقِبُها بالسيوف ، وهو مَثَل . الأَزهري : والفِحْلة افْتحال الإِنسان فَحَلاً لدوابّه ؛
وأَنشد : نحن افْتَحَلْنا فَحْلَنا لم نَأْثله (* قوله « نأثله » هكذا في الأصل ). قال : ومن ، قال اسْتَفْحَلْنا فحلاً لدوابِّنا فقد أَخطأَ ، وإِنما الاستفحال ما يفعله عُلوج أَهل كابُل وجُهَّالهم ، وسيأْتي . والفَحِيل : فَحْل الإِبل إِذا كان كريماً مُنْجِباً . وأَفْحَل : اتخذ فَحْلاً ؛ قال الأَعشى : وكلُّ أُناسٍ ، وإِن أَفْحَلوا ، إِذا عايَنُوا فَحْلَكمْ بَصْبَصُوا وبعير ذو فِحْلة : يصلح للافْتِحال . وفَحْل فَحِيل : كريم منجِب في ضِرابه ؛ قال الراعي : كانت نَجائبُ منذرٍ ومُحَرِّق أُمَّاتِهنّ ، وطَرْقُهنّ فَحِيل ؟
قال الأَزهري : أَي وكان طَرْقهنّ فَحْلاً منجِباً ، والطَّرْق : الفحل ههنا ؛ قال ابن بري : صواب إِنشاد البيت : نجائبَ منذرٍ ، بالنصب ، والتقدير كانت أُمَّاتُهُنَّ نجائبَ منذر ، وكان طَرْقهنّ فحلاً . وقيل : الفَحِيل كالفَحْل ؛ عن كراع . وأَفْحَلَه فَحْلاً : أَعاره إِيَّاه يضرب في إِبله . وقال اللحياني : فَحَل فلاناً بعيراً وأَفْحَله إِيّاه وافْتَحَلَه أَي أَعطاه . والاسْتِفْحال : شيء يفعله أَعلاج كابُل ، إِذا رأَوا رجلاً جسيماً من العرب خَلَّوْا بينه وبين نسائهم رجاء أَن يولد فيهم مثله ، وهو من ذلك . وكَبْش فَحِيل : يشبه الفحل من الإِبل في عظمه ونُبْله . وفي حديث ابن عمر ، رضي الله عنهما : أَنه بعث رجلاً يشتري له أُضحية فقال : اشتره فَحْلاً فَحِيلاً ؛ أَراد بالفحل غير خصيّ ، وبالفحيل ما ذكرناه ، وروي عن الأَصمعي في قوله فحيلاً : هو الذي يشبه الفُحولة في عظم خلقه ونبله ، وقيل : هو المُنْجِب في ضِرابه ، وأَنشد بيت الراعي ، قال : وقال أَبو عبيد والذي يراد من الحديث أَنه اختار الفحل على الخصيّ والنعجةِ وطلب جَماله ونُبْله . وفي الحديث : لِمَ يضرِبُ أَحدُكُم امرأَتَه ضرْبَ الفَحْل ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية ، يريد فَحْل الإِبل إِذا علا ناقة دونه أَو فوقه في الكرم والنَّجابة فإِنهم يضربونه على ذلك ويمنعونه منه . وفي حديث عمر : لما قدِم الشام تفحَّل له أُمَراء الشام أَي أَنهم تلقَّوه متبذِّلين غير متزيِّنين ، مأْخوذ من الفحل ضد الأُنثى لأَن التزيُّن والتصنُّع في الِّزيِّ من شأْن الإِناث والمُتَأَنِّثين والفُحول لا يتزيَّنون . وفي الحديث : إِن لبن الفَحْل حِرْم ؛ يريد بالفَحْل الرجُل تكون له امرأَة ولدت منه ولداً ولها لبن ، فكلُّ من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرم على الزوج وإِخوتِه وأَولاده منها ومن غيرها ، لأَن اللَبن للزوج حيث هو سببه وهذا مذهب الجماعة ، وقال ابن المسيّب والنخعي : لا يحرم ، وسنذكره في حرف النون . الأَزهري : استفحَل أَمر العدوّ إِذا قوِي واشتدّ ، فهو مستفحِل ، والعرب تسمي سُهَيْلاً الفَحْل تشبيهاً له بفحْل الإِبل وذلك لاعتزاله عن النجوم وعِظَمه ، وقال غيره : وذلك لأَن الفحل إِذا قَرَع الإِبل اعتزلها ؛ ولذل ؟
قال ذو الرمة : وقد لاحَ للسارِي سُهَيْل ، كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ دُسّ منه المَساعِر الليث : يقال للنَّخل الذكَر الذي يُلْقَح به حَوائل النخل فُحَّال ، الواحدة فُحَّالة ؛ قال ابن سيده : الفَحْل والفُحَّال ذكر النخل ، وهو ما كان من ذكوره فَحْلاً لإِناثِه ؛
وقال : يُطِفْنَ بفُحَّالٍ ، كأَنَّ ضِبابَهُ بُطونُ المَوالي ، يوم عيدٍ تَغَدَّ ؟
قال : ولا يقال لغير الذكر من النخل فُحَّال ؛ وقال أَبو حنيفة عن أَبي عمرو : لا يقال فَحْل إِلا في ذي الرُّوح ، وكذلك ، قال أَبو نصر ، قال أَبو حنيفة : والناس على خلاف هذا . واستَفْحَلَت النخل : صارت فُحَّالاً . ونخلة مُسْتَفْحِلة : لا تحمِل ؛ عن اللحياني ؛ الأَزهري عن أَبي زيد : ويجمع فُحَّال النخل فَحاحِيل ، ويقال للفُحَّال فَحْل ، وجمعه فُحول ؛ قال أُحَيْحة ابن الجُلاح : تَأَبَّرِي يا خَيْرَةَ الفَسِيل ، تَأَبَّرِي من حَنَذٍ فَشُول ، إِذ ضَنَّ أَهلُ النخْل بالفُحول الجوهري : ولا يقال فُحَّال إِلا في النخل . والفَحْل : حَصِير تُنسَج من فُحَّال النخل ، والجمع فُحول . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، دخل على رجل من الأَنصار وفي ناحية البيت فَحْل من تلك الفُحول ، فأَمر بناحية منه فكُنِس ورشّ ثم صلى عليه ؛ قال الأَزهري :، قال شمر قيل للحصير فَحْل لأَنه يسوَّى من سعف الفَحْل من النخيل ، فتكلم به على التجوز كم ؟
قالوا : فلان يلبس القُطْن والصوف ، وإِنما هي ثياب تغزَل وتتَّخذ منهما ؛ قال المرار : والوَحْش سارِية ، كأَنَّ مُتونَها قُطْن تُباع ، شديدة الصَّقْلِ أَراد كأَن متونها ثياب قطن لشدَّة بياضها ، وسمي الحصير فَحْلاً مجازاً . وفي حديث عثمان : أَنه ، قال لا شُفْعة في بئر ولا فَحْل والأُرَف تَقْطع كلّ شفعة ؛ فإِنه أَراد بالفَحْل فَحْل النخل ، وذلك أَنه ربما يكون بين جماعة منهم فَحْل نخل يأْخذ كل واحد من الشركاء فيه ، زمَن تَأْبِير النخل ، ما يحتاج إِليه من الحِرْقِ لتَأْبير النخل ، فإِذا باع واحد من الشركاء نصيبه من الفحل بعضَ الشركاء فيه لم يكن للباقين من الشركاء شفعة في المبيع ، والذي اشتراه أَحق به لأَنه لا ينقسم ، والشُّفْعة إِنما تجب فيما ينقسم ، وهذا مذهب أَهل المدينة وإِليه يذهب الشافعي ومالك ، وهو موافق لحديث جابر : إِنما جعل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، الشُّفعة فيما لم يقسم ، فإِذا حُدت الحُدود فلا شُفعة لأَن قوله ، عليه السلام ، فيما لم يقسم دليل على أَنه جعل الشُّفعة فيما ينقسم ، فأَما ما لا ينقسم مثل البئر وفَحْل النخل يباع منهما الشِّقْص بأَصله من الأَرض فلا شُفعة فيه ، لأَنه لا ينقسِم ؛ قال : وكان أَبو عبيد فسر حديث عثمان تفسيراً لم يرتضه أَهل المعرفة فلذلك تركته ولم أَحكه بعينه ، قال : وتفسيره على ما بينته ، ولا يقال له إِلا فُحَّال . وفُحول الشعراء : هم الذين غلبوا بالهِجاء من هاجاهم مثل جرير والفرزدق وأَشباههما ، وكذلك كل من عارَض شاعراً فغلب عليه ، مثل علقمة بن عبدة ، وكان يسمى فَحْلاً لأَنه عارض امرأَ القيس في قصيدته التي يقول في أَولها : خليليَّ مُرّا بي على أُمِّ جُنْدَبِ بقوله في قصيدته : ذَهَبْت من الهجران في غير مذهَب وكل واحد منهما يعارض صاحبه في نعت فرسه ففُضِّل علقمةُ عليه ولقّب الفَحْل ، وقيل : سمي علقمة الشاعر الفَحْل لأَنه تزوَّج بأُمِّ جُنْدَب حين طلقها امرؤ القيس لما غَلَّبَتْه عليه في الشعر . والفُحول : الرُّواة ، الواحد فَحْل . وتفحَّل أَي تشبَّه بالفَحْل . واستَفْحَل الأَمر أَي تَفاقَم . وامرأَة فَحْلة : سَلِيطة . وفَحْل والفَحْلاء : موضعان . وفَحْلان : جبلان صغيران ؛ قال الراعي : هل تُونِسونَ بأَعْلى عاسِمٍ ظُعُناً وَرَّكْن فَحلَين ، واستَقبَلْن ذا بَقَرِ ؟ وفي الحديث ذكر فِحْل ، بكسر الفاء وسكون الحاء ، موضع بالشام كانت به وقعة المسلمين مع الروم ؛ ومنه يوم فِحْل ، وفيه ذكر فَحْلين ، على التثنية ، موضع في جبل أُحُد . "
المعجم: لسان العرب
فلل
" الفَلُّ : الثَّلْم في السيف ، وفي المحكم : الثَّلْم في أَيّ شيء كان ، فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ ؛ قال بعض الأَغْفال : لو تنطِح الكُنادِرَ العُضْلاَّ ، فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ وفي حديث أُمّ زَرْع : شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ ، الفلُّ : الكسر والضرب ، تقول : إِنها معه بين شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع بينهما ، وقيل : أَرادت بالفَلِّ الخصومة . وسيف فَلِيل مَفْلول وأَفَلُّ أَي مُنْفَلٌّ ؛ قال عنترة : وسَيْفي كالعَقِيقة ، وهو كِمْعي ، سِلاحي ، لا أَفَلَّ ولا فُطارا وفُلولُه : ثُلَمُه ، واحدها فَلٌّ ، وقد قيل : الفُلول مصدر ، والأَول أَصح . والتَّفْلِيل : تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف ؛
وأَنشد : بهِنَّ فُلُولٌ من قِراع الكَتائبِ وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل : ذو فُلول . والفَلُّ ، بالفتح : واحد فُلول السيف وهي كُسور في حدِّه . وفي حديث سيف الزبير : فيه فَلَّة فُلَّها يوم بدر ؛ الفَلَّة الثَّلْمة في السيف ، وجمعه فُلول ؛ ومنه حديث ابن عوف : ولا تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم ؛ المُدى جمع مُدْية وهي السكين ، كنى بفَلِّها عن النزاع والشقاق . وفي حديث عائشة تصف أَباها ، رضي الله عنهما : ولا فَلُّوا له صَفاةً أَي كَسَروا له حجراً ، كنَتْ به عن قوَّته في الدِّين . وفي حديث عليّ ، رضي الله عنه : يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ غَرْبَك ؛ هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ ، والغرب الحدُّ . ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا أَصاب الحجارة فكسرته . وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تكسرت . والفَلِيل : ناب البعير المتكسر ، وفي الصحاح : إِذا انثلَم . والفَلُّ : المنهزِمون . وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ : هزمهم فانفَلُّوا وتَفَلَّلوا . وهم قوم فَلٌّ : منهزمون ، والجمع فُلول وفُلاَّل ؛ قال أَبو الحسن : لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً ، فإِن كان اسم جمع فقياس واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب ، ويكون فالٌّ فاعلاً بمعنى مفعول لأَنه هو الذي فُلَّ ، ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ ، لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع ، وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا محالة ، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب نَسْج اليمين أَي أَنه في معنى مفعول ؛ قال ابن سيده : هذا تفسير ما أَجمله أَهل اللغة . والفَلُّ : الجماعة ، والجمع كالجمع ، وهو الفَلِيل . والفَلُّ : القوم المنهزمون وأَصله من الكسر ، وانْفَلّ سِنُّه ؛
وأَنشد : عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ ، طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر . والفُلَّى : الكتيبة المُنْهزمة ، وكذلك الفُرَّى ، يقال : جاء فَلُّ القوم أَي منهزموهم ، يستوي فيه الواحد والجمع ؛ قال ابن بري : ومنه قول الجعدي : وأَراه لم يُغادِر غير فَل أَي المَفْلول . ويقال : رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ ، وربما ، قالوا فَلُول وفِلال . وفَلَلْت الجيش : هزمته ، وفَلَّه يفُلُّه ، بالضم . يقال : فَلَّه فانفَلَّ أَي كسره فانكسر . يقال : مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ . وفي حديث الحجاج بن عِلاط : لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه ؛ الفَلُّ : القوم المنهزمون من الفَلِّ الكسر ، وهو مصدر سمي به ، أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من غنائمهم عند الهزيمة . وفي حديث عاتكة : فَلّ من القوم هارب ؛ وفي قصيد كعب : ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ أَي مهزوم : والفَلُّ : ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد وشَرَر النار ، والجمع كالجمع . وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ : جَدْبة ، وقيل : هي التي أَخطأَها المطر أَعواماً ، وقيل : هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين ممطورتين ؛ أَبو عبيدة : هي الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت . قال أَبو حنيفة : أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ ؛
وأَنشد : وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ أَفَلَّ وأَقْوى ، فالجِمَام طَوامِي . غيره : الفِلُّ : الأَرض التي لم يصبها مطر . وأَرض فلٌّ : لا شيء بها ، وفَلاةٌ منه ، وقيل : الفِلُّ الأَرض القفرة ، والجمع كالواحد ، وقد تكسَّر على أَفْلال . وأَفْلَلْنا أَي صرنا في فَلٍّ من الأَرض . وأَفْلَلْنا : وطئنا أَرضاً فِلاًّ ؛ وقال عبد الله بن رواحة يصف العُزَّى وهي شجرة كانت تُعبد : شَهِدْت ، ولم أَكذِب ، بأَنَّ محمداً رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ ، ومَنْ دانَها ، فِلٌّ من الخير مَعزِلُ أَي خالٍ من الخير ، ويروى : ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل العُزَّى ؛ وقال آخر يصف إِبلاً : حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ ، فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي الغتْم : شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس . وقال ابن شميل : الفَلالِيُّ واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها المطرُ من العام المقبل . ويقال : أَرض أَفْلال ؛ قال الراجز : مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ وقال الفراء : أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر ؛ قال الشاعر : أَفَلَّ وأَقْوَى ، فهو طاوٍ ، كأَنما يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل وأَفَلَّ الرجل : ذهب ماله ، مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ . واسْتَفَلَّ الشيءَ : أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره . والاسْتِفْلال : أَن يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً . والفَلِيلة : الشعر المجتمع . المحكم : الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع ، فإِما أَن يكون من باب سَلَّة وسَلٍّ ، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء ؛ قال الكميت : ومُطَّرِدِ الدِّماء ، وحيث يُلْقى من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِي ؟
قال ابن بري : ومنه قول ابن مقبل : تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه وقال ساعدة بن جؤية : وغُودِرَ ثاوِياً ، وتَأَوَّبَتْه مُذرَّعةٌ ، أُمَيْمُ ، لها فَلِيلُ وفي حديث معاوية : أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة ؛ الفَلِيلة : الكُبَّة من الشعر . والفَلِيل : الليفُ ، هذلية . وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ : ذهب ثم عاد . والفُلْفُل ، بالضم (* قوله « والفلفل بالضم إلخ » عبارة القاموس : والفلفل كهدهد وزبرج حب هندي ): معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في كلامهم ، وأَصل الكلمة فارسية ؛ قال أَبو حنيفة : أَخبرني من رأَى شجرَه فقال : شجره مثل شجر الرمَّان سواء ، وبين الورَقتين منه شِمْراخان مَنْظومان ، والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر ، فيجتنى ثم يُشَرُّ في الظل فيسودّ وينكمِش ، وله شوك كشوك الرمان ، وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح حتى يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون هاضُوماً ، واحدته فُلْفُلة ، وقد فَلْفل الطعام والشراب ؛
قال : (* امرؤ القيس في معلقته ). كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ ، غُدَيَّةً ، صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل ذكَّر على إِرادة الشراب . والمُفَلْفَل : ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير الفُلْفُل . وثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة الفُلْفُل وصِغَرَه . وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي اللسانَ . وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل . وتَفَلْفَل قادِمَتا الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما ؛ قال ابن مقبل : فمرَّتْ على أَطْراف هِر ، عَشِيَّةً ، لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا التَّوْأَبانِيَّان : قادِمَتا الضرع . والفُلْفُل : الخادم الكيِّس . وشعَر مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته . المحكم : وتَفَلْفَل شعر الأَسود اشتدَّت جُعودته ، وربما سمي ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل المتقدم ؛
قال : وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ ، لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه ، وأَهل اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ . وأَدِيم مُفَلْفَل : نَهَكه الدِّباغ . وفي حديث عليّ :، قال عَبْد خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا هو يتَفَلْفَل ، وفي رواية السُّلمي : خرج علينا عليٌّ وهو يتَفَلْفَل ؛ قال ابن الأَثير :، قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء والمِسواك في فِيه يَشُوصُه ؛ ويقال : جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية المتبختر ، وقيل : هو مُقارَبة الخُطى ، وكلا التفسيرين محتمل للروايتين ؛ وقال القتيبي : لا أَعرف يتَفَلْفَل بمعنى يستاك ، قال : ولعله يتَتَفَّل لأَن من استاك تَفَل . وقال النضر : جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه بالسِّواك . وفَلْفَل إِذا استاك ، وفَلْفَل إِذا تبختر ، قال : ومن خفيف هذا الباب فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ ؛ قال الكميت : وجاءتْ حَوادِث في مِثْلِها يُقال لمثليَ : وَيْهاً فُلُ وللمرأَة : يا فُلَة . قال سيبويه : وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير النداء ، ولكنهم بنوا الاسم على حرفين وجعلوه بمنزلة دَم ؛ قال : والدليل على أَنه ترخيم فُلان أَنه ليس أَحد يقول يا فُلْ ، وهذا اسم اختص به النداء ، وإِنما بُني على حرفين لأَن ال نداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء ، لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل ، وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير النداء ؛ قال أَبو النجم : تَدافَعَ الشيبُ ، ولم تقْتلِ في لَجَّة ، أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافية ؛ الجوهري : قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم ، قال : ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا . وفي حديث القيامة : يقول الله تبارك وتعالى : أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك وأُسَوِّدْك ؛ معناه يا فُلان ؛ قال ابن الأَثير : وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها ؛ قال سيبويه : ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء ، وجاء أَيضاً في غير النداء ؛ وقال الجوهري : ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة ، فبنو أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد ، وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث ، وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس ، فإِن كنيت بهما عن غير الناس قلت الفُلان والفُلانة ، قال : وقال قوم إِنه ترخيم فُلان ، فحذفت النون للترْخيم والأَلف لسكونها ، وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم . وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر : يُلْقَى في النار فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف ؟"
المعجم: لسان العرب
شيأ
" الـمَشِيئةُ : الإِرادة . شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً ومَشاءة ومَشايةً . (* قوله « ومشاية » كذا في النسخ والمحكم وقال شارح القاموس مشائية كعلانية . أَرَدْتُه ، والاسم الشِّيئةُ ، عن اللحياني . التهذيب : الـمَشِيئةُ : مصدر شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً . وقالوا : كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه ، بكسر الشين ، مثل شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه . وفي الحديث : أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال : إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون ؛ تقولون : ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ . فأَمَرَهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يقولوا : ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ . الـمَشِيئةُ ، مهموزة : الإِرادةُ . وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه ، وإِنما فَرَق بين قوله ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ ، وما شاءَ اللّهُ ثم شِئتُ ، لأَن الواو تفيد الجمع دون الترتيب ، وثم تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ ، فمع الواو يكون قد جمع بَيْنَ اللّهِ وبينه في الـمَشِيئةِ ، ومَع ثُمَّ يكون قد قَدَّمَ مشِيئَة اللّهِ على مَشِيئتِه . والشَّيءُ : معلوم . قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل الـمُذَكَّر أَصلاً للمؤَنث : أَلا ترى أَن الشيءَ مذكَّر ، وهو يَقَعُ على كل ما أُخْبِرُ عنه . فأَما ما حكاه سيبويه أَيضاً من قول العَرَب : ما أَغْفَلَه عنك شَيْئاً ، فإِنه فسره بقوله أَي دَعِ الشَّكَّ عنْكَ ، وهذا غير مُقْنِعٍ . قال ابن جني : ولا يجوز أَن يكون شَيئاً ههنا منصوباً على المصدر حتى كأَنه ، قال : ما أَغْفَلَه عنك غُفُولاً ، ونحو ذلك ، لأَن فعل التعجب قد استغنى بما بما حصل فيه من معنى المبالغة عن أَن يؤَكَّد بالمَصْدر . قال : وأَما قولهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً ، فإِنَّ شيئاً هنا منصوب على تقدير بشَيءٍ ، فلما حَذَف حرفَ الجرِّ أَوْصَلَ إِليه ما قبله ، وذلك أَن معنى هو أَفْعَلُ منه في الـمُبالغَةِ كمعنى ما أَفْعَله ، فكما لم يَجُزْ ما أَقْوَمَه قِياماً ، كذلك لم يَجُز هو أَقْوَمُ منه قِياماً . والجمع : أَشياءُ ، غير مصروف ، وأَشْياواتٌ وأَشاواتٌ وأَشايا وأَشاوَى ، من باب جَبَيْتُ الخَراجَ جِباوةً . وقال اللحياني : وبعضهم يقول في جمعها : أَشْيايا وأَشاوِهَ ؛ وحكَى أَن شيخاً أَنشده في مَجْلِس الكسائي عن بعض الأَعراب : وَذلِك ما أُوصِيكِ ، يا أُّمَّ مَعْمَرٍ ، * وبَعْضُ الوَصايا ، في أَشاوِهَ ، تَنْفَع ؟
قال : وزعم الشيخ أَن الأَعرابي ، قال : أُريد أَشايا ، وهذا من أَشَذّ الجَمْع ، لأَنه لا هاءَ في أَشْياءَ فتكون في أَشاوِهَ . وأَشْياءُ : لَفْعاءُ عند الخليل وسيبويه ، وعند أَبي الحسن الأَخفش أَفْعِلاءُ . وفي التنزيل العزيز : يا أَيها الذين آمَنُوا لا تَسأَلوا عن أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم . قال أَبو منصور : لم يختلف النحويون في أَن أَشْياء جمع شيء ، وأَنها غير مُجراة . قال : واختلفوا في العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِيَ مَقالة كل واحد منهم ، واقتصرتُ على ما ، قاله أَبو إِسحق الزجاج في كتابه لأَنه جَمَعَ أَقاوِيلَهم على اخْتِلافها ، واحتج لأَصْوَبِها عنده ، وعزاه إِلى الخليل ، فقال قوله : لا تَسْأَلُوا عن أَشياءَ ، أَشْياءُ في موضع الخفض ، إِلاَّ أَنها فُتحت لأَنها لا تنصرف . قال وقال الكسائي : أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ ، وكَثُر استعمالها ، فلم تُصرَفْ . قال الزجاج : وقد أَجمع البصريون وأَكثر الكوفيين على أَنَّ قول الكسائي خطأٌ في هذا ، وأَلزموه أَن لا يَصْرِف أَبناء وأَسماء . وقال الفرّاءُ والأَخفش : أَصل أَشياء أَفْعِلاء كما تقول هَيْنٌ وأَهْوِناء ، إِلا أَنه كان الأَصل أَشْيِئاء ، على وزن أَشْيِعاع ، فاجتمعت همزتان بينهما أَلف فحُذِفت الهمزة الأُولى . قال أَبو إِسحق : وهذا القول أَيضاً غلط لأَن شَيْئاً فَعْلٌ ، وفَعْلٌ لا يجمع أَفْعِلاء ، فأَما هَيْنٌ فأَصله هَيِّنٌ ، فجُمِعَ على أَفْعِلاء كما يجمع فَعِيلٌ على أَفْعِلاءَ ، مثل نَصِيب وأَنْصِباء . قال وقال الخليل : أَشياء اسم للجمع كان أَصلُه فَعْلاءَ شَيْئاءَ ، فاسْتُثْقل الهمزتان ، فقلبوا الهمزة الاولى إِلى أَول الكلمة ، فجُعِلَت لَفْعاءَ ، كما قَلَبُوا أَنْوُقاً فقالوا أَيْنُقاً . وكما قلبوا قُوُوساً قِسِيّاً . قال : وتصديق قول الخليل جمعُهم أَشْياءَ أَشاوَى وأَشايا ، قال : وقول الخليل هو مذهب سيبويه والمازني وجميع البصريين ، إلاَّ الزَّيَّادِي منهم ، فإِنه كان يَمِيل إِلى قول الأَخفش . وذُكِر أَن المازني ناظَر الأَخفش في هذا ، فقطَع المازِنيُّ الأَخفشَ ، وذلك أَنه سأَله كيف تُصغِّر أَشياء ، فقال له أَقول : أُشَيَّاء ؛ فاعلم ، ولو كانت أَفعلاء لردَّت في التصغير إِلى واحدها فقيل : شُيَيْئات . وأَجمع البصريون أَنَّ تصغير أَصْدِقاء ، إِن كانت للمؤَنث : صُدَيْقات ، وإِن كان للمذكرِ : صُدَيْقُون . قال أَبو منصور : وأَما الليث ، فإِنه حكى عن الخليل غير ما حكى عنه الثقات ، وخَلَّط فيما حكى وطوَّلَ تطويلاً دل عل حَيْرته ، قال : فلذلك تركته ، فلم أَحكه بعينه . وتصغير الشيءِ : شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ بكسر الشين وضمها . قال : ولا تقل شُوَيْءٌ . قال الجوهري ، قال الخليل : إِنما ترك صرف أَشياءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ على غير واحده ، كما أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ على غير واحده ، لأَن الفاعل لا يجمع على فُعَلاء ، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره ، فقلبوا الاولى أَوَّل الكلمة ، فقالوا : أَشياء ، كما ، قالوا : عُقابٌ بعَنْقاة ، وأَيْنُقٌ وقِسِيٌّ ، فصار تقديره لَفْعاء ؛ يدل على صحة ذلك أَنه لا يصرف ، وأَنه يصغر على أُشَيَّاء ، وأَنه يجمع على أَشاوَى ، وأَصله أَشائِيُّ قلبت الهمزة ياءً ، فاجتمعت ثلاث ياءات ، فحُذفت الوُسْطى وقُلِبت الأَخيرة أَلِفاً ، وأُبْدِلت من الأُولى واواً ، كما ، قالوا : أَتَيْتُه أَتْوَةً . وحكى الأَصمعي : أَنه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لخلف الأَحمر : إِنَّ عندك لأَشاوى ، مثل الصَّحارى ، ويجمع أَيضاً على أَشايا وأَشْياوات . وقال الأَخفش : هو أَفْعلاء ، فلهذا لم يُصرف ، لأَن أَصله أَشْيِئاءُ ، حذفت الهمزة التي بين الياءِ والأَلِف للتخفيف . قال له المازني : كيف تُصغِّر العربُ أَشياءَ ؟ فقال : أُشَيَّاء . فقال له : تركت قولك لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ على غير واحده ، وهو من أَبنية الجمع ، فإِنه يُردُّ في التصغير إِلى واحده ، كما ، قالوا : شُوَيْعِرون في تصغير الشُّعَراءِ ، وفيما لا يَعْقِلُ بالأَلِف والتاءِ ، فكان يجب أَن يقولوا شُيَيْئَات . قال : وهذا القول لا يلزم الخليل ، لأَنَّ فَعْلاء ليس من ابنية الجمع . وقال الكسائي : أَشياء أَفعالٌ مثل فَرْخٍ وأَفْراخٍ ، وإِنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء . وقال الفرّاء : أَصل شيءٍ شَيِّئٌ ، على مثال شَيِّعٍ ، فجمع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ولَيِّنٍ وأَلْيِناء ، ثم خفف ، فقيل شيءٌ ، كما ، قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ ، وقالوا أَشياء فَحَذَفُوا الهمزة الأُولى وهذا القول يدخل عليه أَن لا يُجْمَع على أَشاوَى ، هذا نص كلام الجوهري . قال ابن بري عند حكاية الجوهري عن الخليل : ان أَشْياءَ فَعْلاء جُمِع على غير واحده ، كما أَنَّ الشعراء جُمِعَ على غيره واحده ؛ قال ابن بري : حِكايَتُه عن الخليل أَنه ، قال : إِنها جَمْع على غير واحده كشاعِر وشُعراءٍ ، وَهَمٌ منه ، بل واحدها شيء . قال : وليست أَشياء عنده بجمع مكسَّر ، وإِنما هي اسم واحد بمنزلة الطَّرْفاءِ والقَصْباءِ والحَلْفاءِ ، ولكنه يجعلها بدلاً من جَمع مكسر بدلالة إِضافة العدد القليل إِليها كقولهم : ثلاثة أَشْياء ، فأَما جمعها على غير واحدها ، فذلك مذهب الأَخفش لأَنه يَرى أَنَّ أَشْياء وزنها أَفْعِلاء ، وأَصلها أَشْيِئاء ، فحُذِفت الهمزة تخفيفاً . قال : وكان أَبو علي يجيز قول أَبي الحسن على أَن يكون واحدها شيئاً ويكون أَفْعِلاء جمعاً لفَعْل في هذا كما جُمِعَ فَعْلٌ على فُعَلاء في نحو سَمْحٍ وسُمَحاء . قال : وهو وهَم من أَبي علي لأَن شَيْئاً اسم وسَمْحاً صفة بمعنى سَمِيحٍ لأَن اسم الفاعل من سَمُحَ قياسه سَمِيحٌ ، وسَمِيح يجمع على سُمَحاء كظَرِيف وظُرَفاء ، ومثله خَصْم وخُصَماء لأَنه في معنى خَصِيم . والخليل وسيبويه يقولان : أَصلها شَيْئاءُ ، فقدمت الهمزة التي هي لام الكلمة إِلى أَوَّلها فصارت أَشْياء ، فوزنها لَفْعاء . قال : ويدل على صحة قولهما أَن العرب ، قالت في تصغيرها : أُشَيَّاء . قال : ولو كانت جمعاً مكسراً ، كما ذهب إِليه الأخفش : لقيل في تصغيرها : شُيَيْئات ، كما يُفعل ذلك في الجُموع الـمُكَسَّرة كجِمالٍ وكِعابٍ وكِلابٍ ، تقول في تصغيرها : جُمَيْلاتٌ وكُعَيْباتٌ وكُلَيْباتٌ ، فتردها إِلى الواحد ، ثم تجمعها بالالف والتاء . وقال ابن بري عند قول الجوهري : إِن أَشْياء يجمع على أَشاوِي ، وأَصله أَشائِيُّ فقلبت الهمزة أَلفاً ، وأُبدلت من الاولى واواً ، قال : قوله أَصله أَشائِيُّ سهو ، وانما أَصله أَشايِيُّ بثلاث ياءات . قال : ولا يصح همز الياء الاولى لكونها أَصلاً غير زائدة ، كما تقول في جَمْع أَبْياتٍ أَبايِيت ، فلا تهمز الياء التي بعد الأَلف ، ثم خففت الياء المشدّدة ، كما ، قالوا في صَحارِيّ صَحارٍ ، فصار أَشايٍ ، ثم أُبْدِلَ من الكسرة فتحةٌ ومن الياءِ أَلف ، فصار أَشايا ، كما ، قالوا في صَحارٍ صَحارَى ، ثم أَبدلوا من الياء واواً ، كما أَبدلوها في جَبَيْت الخَراج جِبايةً وجِباوةً . وعند سيبويه : أَنَّ أَشاوَى جمع لإِشاوةٍ ، وإِن لم يُنْطَقْ بها . وقال ابن بري عند قول الجوهري إِن المازني ، قال للأَخفش : كيف تصغِّر العرب أَشياء ، فقال أُشَيَّاء ، فقال له : تركت قولك لأَن كل جمع كسر على غير واحده ، وهو من أَبنية الجمع ، فإِنه يُردُّ بالتصغير إِلى واحده . قال ابن بري : هذه الحكاية مغيرة لأَنَّ المازني إِنما أَنكر على الأَخفش تصغير أَشياء ، وهي جمع مكسر للكثرة ، من غير أَن يُردَّ إِلى الواحد ، ولم يقل له إِن كل جمع كسر على غير واحده ، لأَنه ليس السببُ الـمُوجِبُ لردِّ الجمع إِلى واحده عند التصغير هو كونه كسر على غير واحده ، وإِنما ذلك لكونه جَمْعَ كَثرة لا قلة . قال ابن بري عند قول الجوهري عن الفرّاء : إِن أَصل شيءٍ شَيِّئٌ ، فجمع على أَفْعِلاء ، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ، قال : هذا سهو ، وصوابه أَهْوناء ، لأَنه من الهَوْنِ ، وهو اللِّين . الليث : الشَّيء : الماء ، وأَنشد : تَرَى رَكْبَه بالشيءِ في وَسْطِ قَفْرة ؟
قال أَبو منصور : لا أَعرف الشيء بمعنى الماء ولا أَدري ما هو ولا أَعرف البيت . وقال أَبو حاتم :، قال الأَصمعي : إِذا ، قال لك الرجل : ما أَردت ؟ قلتَ : لا شيئاً ؛ وإِذا ، قال لك : لِمَ فَعَلْتَ ذلك ؟ قلت : للاشَيْءٍ ؛ وإِن ، قال : ما أَمْرُكَ ؟ قلت : لا شَيْءٌ ، تُنَوِّن فيهن كُلِّهن . والمُشَيَّأُ : الـمُخْتَلِفُ الخَلْقِ الـمُخَبَّله . (* قوله « المخبله » هو هكذا في نسخ المحكم بالباء الموحدة .) القَبِيحُ . قال : فَطَيِّئٌ ما طَيِّئٌ ما طَيِّئُ ؟ * شَيَّأَهُم ، إِذْ خَلَقَ ، الـمُشَيِّئُ وقد شَيَّأَ اللّه خَلْقَه أَي قَبَّحه . وقالت امرأَة من العرب : إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبا ، * وأُبْغِضُ الـمُشَيَّئِينَ الزُّغْبا وقال أَبو سعيد : الـمُشَيَّأُ مِثل الـمُؤَبَّن . وقال الجَعْدِيُّ : زَفِير الـمُتِمِّ بالـمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ * بِكاهِلِه ، فَما يَرِيمُ الـمَلاقِيَا وشَيَّأْتُ الرَّجلَ على الأَمْرِ : حَمَلْتُه عليه . ويا شَيْء : كلمة يُتَعَجَّب بها . قال : يا شَيْءَ ما لي ! مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ * مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ ، والتَّقْلِيب ؟
قال : ومعناها التأَسُّف على الشيء يُفُوت . وقال اللحياني : معناه يا عَجَبي ، وما : في موضع رفع . الأَحمر : يا فَيْءَ ما لِي ، ويا شَيْءَ ما لِي ، ويا هَيْءَ ما لِي معناه كُلِّه الأَسَفُ والتَّلَهُّفُ والحزن . الكسائي : يا فَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما لي ، لا يُهْمَزان ، ويا شيء ما لي ، يهمز ولا يهمز ؛ وما ، في كلها في موضع رفع تأْويِلُه يا عَجَبا ما لي ، ومعناه التَّلَهُّف والأَسَى . قال الكسائي : مِن العرب من يتعجب بشيَّ وهَيَّ وَفيَّ ، ومنهم من يزيد ما ، فيقول : يا شيَّ ما ، ويا هيّ ما ، ويا فيَّ ما أَي ما أَحْسَنَ هذا . وأَشاءَه لغة في أَجاءه أَي أَلْجَأَه . وتميم تقول : شَرٌّ ما يُشِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك . قال زهير ابن ذؤيب العدوي : فَيَالَ تَمِيمٍ ! صابِرُوا ، قد أُشِئْتُمُ * إِليه ، وكُونُوا كالـمُحَرِّبة البُسْل "