القَفْزُ والقَفْزَةُ : الخَلاءُ من الأَرْضِ لا ماءَ به ولا نَبَاتَ . يقال : أَرْضٌ قَفْرٌ ومَفَازَةٌ قَفْزٌ وقَفْزَةٌ : لا نَبات بها ولا ماءَ كالمِقْفاز بالكَسْر . ويُقال : دارٌ قَفْرٌ ومَنْزِلٌ قَفْزٌ فإِذا أَفْرَدْتَ قُلْتَ : انْتَهَيْنَا إِلى قَفْرَةٍ من الأَرْضِ . وقال اللَّيْث : القَفْرُ : المَكَانُ الخَلاَءُ من النَّاسِ ورُبَّمَا كان به كَلأٌ قَلِيلٌ ج قِفَارٌ وقُفُورٌ قال الشَّمّاخ :
يَخُوضُ أَمَامَهُنَّ الماءَ حَتَّى ... تَبَيَّنَ أَنَّ ساحَتَه قُفُورُ ويُقَال : أَرْضٌ قَفْرٌ ودارٌ قَفْرٌ وأَرْضٌ قِفَارٌ ودارٌ قِفَارٌ : تُجْمَع على سَعَتهَا لِتَوَهُّمِ المَواضع كلُّ مَوْضع على حِيالِه قَفْر فإِذا سَمَّيْتَ أَرْضاً بهذا الاسْم أَنَّثْتَ . وأَقْفَرَ المَكَانُ : خَلاَ من الكَلإِ والناسِ . ومن المَجَازِ : أَقْفَرَ الرَّجُلُ : خَلاَ من أَهْلِهِ وانْفَرَد عنهم وبَقِيَ وَحْدَه وقال عَبِيدٌ :
أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِه عَبِيدُ ... فاليَوْمَ لا يُبْدِي ولا يُعِيدُ ومن المَجاز : أَقْفَرَ الرَّجُلُ : ذَهَب طَعامُه وجَاعَ . وقفِرَ مالُه كفَرِحَ قَفراً وكذلك زَمِرَ مالُه زَمَراً إِذا قَلَّ وهو قَفِرُ المَالِ زَمِرُه ؛ عن أَبي زَيْد . وقَفِرَ الطَّعَامُ قَفْراً : صارَ قَفَاراً أَي بِلا أُدْمٍ . ومن المَجاز : القَفِرُ ككَتف : القَلِيلُ القَفَرِ مُحَرَّكةً أَي الشَّعرِ هكذا فَسَّرَه ابنُ دُرَيْد وأَنشد :
قد عَلِمَتْ خَوْدٌ بساقَيْهَا القَفَرْ ... لَتَرْوَيَنْ أَو لِتَبْيدَنَّ الشُّجُرْ
قال الأَزْهريّ : الذي عَرَفْنَاه بهذا المَعْنَى الغَفَر بالغَيْن ولا أَعرِفُ القَفَر . قلتُ : وقد ذكره الجوهَرِيّ بالغَيْن . وقال الصاغَانيّ : وهذا الرّجَزُ لأَبي مُحمَّد الفَقْعَسِيّ وفي رَجزه السُّجُل وبعده : أَو لأَرُوْحَنْ أُصُلاً لا أَشْتَمِلْ . والمَشْطُور الأَوّل ليس فيه . وفي المُحْكَم : رَجُلٌ قَفِرُ الشَّعْرِ واللَّحْمِ : قَلِيلُهما والأُنْثَى قَفِرَةٌ وقَفْرَةٌ وكذلِكَ الدّابّة . تقول منه : قَفِرَتِ المَرْأَةُ بالكَسْر تَقْفَرُ قَفَراً فهي قَفِرَةٌ أَي قَلِيلَةُ اللَّحْم . وقال أَبو عُبَيْد : القَفِرَة من النِّسَاءِ : القَلِيلَةُ اللَّحْمِ . والقَفِرُ ككَتِف : الذِّئْبُ المَنْسُوب إِلى القَفْرِ كرَجُلٍ نَهِرٍ أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
فلِئَنْ غَادَرْتُهُم في وَرْطَةٍ ... لأَصِيرَنْ نُهْزَةَ الذِّئبِ القَفْرْ ومن المَجَازِ : سَوِيقٌ قَفَارٌ كسَحَاب : غيرُ مَلْتُوت بإِدامٍ . ومن المَجَازِ : خُبْزٌ قَفْرٌ وقَفَارٌ : غيرُ مَأْدُومٍ يُقَال : أَكلتُ اليومَ خُبْزاً قَفَاراً وطَعَاماً قَفَاراً إِذا أَكَلَه غَيْرَ مَأْدُومٍ . قال أَبو زَيْد : مأْخُوذٌ من القَفْرِ : البَلَد الذي لا شَئَ به ؛ هكذا نَقَلَه أَبو عُبَيْد . والتَّقْفِيرُ : جَمْعُكَ الشيءَ نحوَ التُّراب وغَيْره . والقَفِيرُ كأَمِير : الزَّبِيلُ قال ابنُ دُرَيْد : لغةٌ يَمَانِيَةٌ . والقَفِير : الطَّعَامُ إِذا كان غيرَ مأَدُوم . وقال أَبو عَمْروٍ : القَفِيرُ والقَلِيفُ : الجُلَّةُ العَظِيمةُ البَحْرانِيّة التي يُحْمَلُ فيها القُبَابُ وهو الكَنْعَدُ المالِح . والقَفِيرُ : ماءٌ ويُقَال : بِئْرٌ بأَرْض عُذْرَةَ من وفي بعض النُّسخ : في طَرِيقِ الشأْمِ كذا في مُخْتَصَرِ البُلْدَان . ومن المَجاز : قَفَرَ الأثَرَ واقْتَفَرَه وتَقَفَّرَه : اقْتَفَاهُ وتَبِعَهُ هكذا في النُّسَخ والصَّوابُ : تَتَبَّعَه . وفي حديثِ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ : ظَهَرَ قِبَلَنا أُناسٌ يَتَقَفَّرُونَ العِلْمَ ويُرْوَى يَقْتَفِرُون أَي يَتَطَلَّبُونَهُ . وفي حَدِيثِ بَنِي إِسْرَائِيلَ : وكانُوا يَقْتَفِرُونَ الأَثَر - وأَنشدَ لأَعْشَى باهِلَةَ يَرْثِى أَخاهُ المُنْتَشِرَ ابنَ وَهْب :
لا يَغْمِرُ السَّاقَ مِنْ أَيْنٍ ولا نَصَبٍ ... ولا يَزَالُ أَمامَ القَومِ يَقْتَفِرُ قال الزمخشريّ : هو مأْخُوذٌ من قَولهم : اقْتَفَرَ العَظْمَ إِذا لم يُبْقِ عليه شيئاً . والقَفُّورُ كتَنُّور : وِعَاءُ طَلْعِ النَّخْل وقال الأَصْمَعِيُّ : الكَافُورُ : وِعَاءُ النَّخْل . ويُقَال أَيضاً : قَفُّورٌ كالقَافُورِ لغةٌ في الكافُورِ والقَفُّور : نَبْتٌ تَرْعاه القَطَا قال ابنُ أَحْمَرَ :
تَرْعَى القَطَاةُ البَقْلُ قَفُّورَهُ ... ثُمَّ تَعُرُّ الماءَ فِيمَنْ يَعُرُّ والقُفَيْرَةُ كجُهَيْنَةَ : اسمُ أُمّ الفَرَزْدَقِ الشاعِرِ ؛ قاله اللَّيْث . وقال الأَزهريّ : كأَنّه تَصْغِير القَفِرَة من النِّسَاءِ وهي القَلِيلَةُ اللَّحْم . واقْتَفَرَ العَظْمَ : تَعَرَّقَه ولم يُبْقِ فيه شَيْئاً أَنشد الكِسَائِيّ :
كأَنّ المَحَالَةَ فيها الرَّدَا ... حُ لَمْ يُعْرِهَا الناحِضُونَ اقْتِفَارَا وأَقْفَرْتُ البَلَدَ : وَجَدْتُه وفي التكملة : أَصَبْتُهُ قَفْراً أَي خالِياً عن الناسِ . والقَفَارُ كسَحَابٍ : لَقَبُ خالِد ابن عامرٍ أَحدِ بني عُمَيْرَةَ بن خُفَاف ابن امرئِ القَيْس سُمِّيَ بذلك لأَنّه نَزَلَ به قومٌ فأَطْعَمهُم خُبْزاً قَفَاراً وقِيل : بل أَطْعم في ولِيمَةٍ خُبْزاً ولَبناً ولم يَذْبَحْ لهم فلامَه الناسُ فقال :
أَنا القَفَارُ خَالدُ بن عامرِ ... لا بأْسِ بالخُبْز ولا بالخاثرٍ
أَتتْ بهمْ دَاهيَةُ الجَوَاعِرِ ... بَظْراءُ لَيْسَ فَرْجُها بطاهِرٍقاله ابنُ الأَعْرَابِيّ . والقَفْرُ بالفَتْح : الثَّوْرُ إِذا عُزِلَ عن أُمِّه ليُحْرثَ به وهو مَجاز كرَجُل انْفَرَد عن عَشِيرته . وممّا يُستدرك عليه : أَقْفَرَ الرَّجُلُ : صارَ إِلى القَفْر . وأَقْفَرَ جَسَدُه من اللَّحْم ورَأْسُه من الشَّعر . وإِنَّه لقَفِرُ الرَّأْسِ : أي لا شَعْرَ عَلَيْه . وإِنَّه لقَفِرُ الجِسْم من اللَّحْم . والقَفِرَة : المَرْأَةُ القَلِيلَةُ اللَّحْمِ ؛ عن أَبي عُبَيْد . وأَقْفَر الرَّجُلُ : أَكَلَ طَعامه بِلا أُدْم . وأَقْفَرَ الرَّجُلُ إِذا لَمْ يَبْقَ عنده أُدْمٌ . - ومنه الحَدِيث : ما أَقْفَرَ بَيْتٌ فيه خَلٌّ أَي ما خَلاَ من الإِدامِ ولا عَدِمَ أَهلُه الأُدْمَ . قال أَبو عُبَيْد : ولا أُرَى أَصْلَه إِلاّ مأْخُوذاً من القَفْرِ أَي البَلَد الذي لا شَيءْ به . والمُقْفِرُ : الخالِي من الطَّعَامِ . والعَرَبُ تقول : نَزَلْنَا ببَنِي فُلان فبِتْنَا القَفْرَ إِذا لَمْ يُقْرَوْا . والقَافُورُ والقَفُّور : كافُورُ الطِّيبِ ؛ نقله الصاغانيّ . وقال اللَّيْث : القَفُّورُ : شئٌ من أَفَاوِيهِ الطِّيبِ . وأَنشد :
مَثْواةُ عَطّارِينَ بالعُطُورِ ... أَهْضَامِهَا والمِسْكِ والقَفُّورِ وهكذا ذكره الأَزهَريّ أَيضاً . والقُفَيْر كزُبَيْر : مَوْضِعٌ في شِعْرِ ابنِ مُقْبِل . ومن أَمثالِهِم : نَبْتُ القَفْرِ يقال للحَجَرِ والصَّخر