الكِرْسُ بالكَسْر : أَبيْاتٌ من النّاس مُجْتَمِعَةٌ وقيلَ : هو الجَمَاعَةُ أَيَّ شيْءٍ كان ج أَكْرَاسٌ وجج جَمْع الجَمْع : أَكَارِسُ وأَكَارِيسُ قال أَبو عَمْروٍ : الأَكَارِيسُ : الأَصْرَامُ من النّاس وَاحدُها كَرْسٌ وأَكْرَاسٌ ثمّ أَكاريسُ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : أَكارِسُ : جُمُوعٌ كثيرةٌ لا وَاحدَ لهَا من لَفْظهَا وفي الأَسَاس : رَأَيْتُ أَكَارِسَ من بَني فُلان . قلتُ : الذّي في نَصِّ أَبي عَمْروٍ أَنّ جَمْعَ الجَمْع أَكارِيسُ وأَمّا أَكارِسُ فإِنَّما حُذِفَتْ ياؤُه للضَّرورة كما في قول رَبيعَة بن جَحْدَر :
" أَلاَ إِنَّ خَيْرَ النّاس رِسْلاً ونَجْدَةًبعَجْلاَن قَدْ خَفَّتْ لَدَيْه الأَكَارِسُ فإِنَّه أَرادَ الأَكَارِيسَ فحَذَف للضَّرورَة ومِثلُه كثيرٌ . والكِرْسُ : ما يبْنَى لِطُلْيَان الْمِعْزَى مثْلَ بَيْتِ الحَمَامِ من الطَّين المُتَلَبِّد والجَمْع : أَكْراسٌ . وأَكْرَسَها : أَدْخَلَها فيه لتَدْفَأَ . والكِرْسُ لُغَةٌ في الكِلْس, وهو الصَّارُوجُ وليسَ بالجَيِّد والصَّوَابُ بالّلام وهُوَ في اللِّسَان بالراءِ . وكِرْسٌ : نَخْلٌ لبَني عَدِيٍّ نقلَه الصّاغَانيُّ . والكِرْسُ : البَعرُ والبَوْلُ من الإِبلِ والغَنَمِ المُتَلَبِّدُ بَعْضُه على بَعْضٍ في الدّار والدِّمَن . وقالَ اللَّيْثُ : الكِرْسُ : وَاحِدُ أَكْرَاسِ القَلائد والوُشُح ونَحْوهَا يُقَالُ : قِلاَدَةٌ ذاتُ كِرْسَيْن وذاتُ أَكْرَاسٍ ثَلاَثَةٍ إِذا ضَمَمْتَ بَعْضَها إِلى بَعْضٍ وأَنشد :
أَرِقْتُ لطَيْفٍ زَارَني في المَجَاسِدِ ... وأَكْرَاسِ دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرَائدِ
والكَرَوَّسُ كعَمَلَّسٍ وقد تُضَمّ الواوُ : الضَّخْمُ من كُلِّ شْيءٍ وقيلَ : هو العَظيمُ الرَّأْسِ من النّاسِ وقيلَ : هو العَظيمُ الرَّأْسِ والكاهِلِ مَعَ صَلابَةٍ . والكَرَوَّسُ : الأَسْوَدُ هكذا في سائر النُّسَخ وهو غَلَطٌ وصَوَابُه : الأَسَدُ العَظيمُ الرَّأْسِ عن هِشَامٍ كَمَا في العُبَاب . والكَرَوَّسُ : الجَمَلُ العَظِيمُ الفَرَاسِنِ الغَلِيظُ القَوَائمِ الشَّدِيدُها عن أَبِي عَمْروٍ وفي التَّهْذِيبِ : هو الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الرَّأْسِ والكَاهِلِ في جِسْمٍ وقال ابنُ شُمَيْل : الكَرَوَّسُ : الشَّدِيدُ . وَكَرْسَى كسَكْرَى : ع بَيْنَ جَبَلَيْ سِنْجَارَ مِن كَرَسَتِ الأَرْضُ إِذا تَدَانَتْ أُصُولُ شَجَرِهَا . والكُرْسِيُّ بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ الياءِ و رُبَّمَا قالُوا : كِرْسِيُّ بالكَسْر - وهي لُغَةٌ في جَمْعِ هذا الوَزْنِ نَحْو سُخْرِيّ ودُرِّيّ . وقالَ بَعْضُهُم : إِنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلى كِرْسِ المُلْكِ أَي أَصْلِه كقولهم : دُهْرِيّ - : السَّريِرُ هكذَا رَواهُ أَبُو عُمَرَ عن ثَعْلَبٍ بالوَجْهَيْنِ . وقالَ ابنُ عَبَاسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا في تَفْسِيرِ قوله عزّ وجَلّ : " وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَواتِ والأَرْضَ " قال : الكُرْسِيُّ : العِلْمُ وهو مَجَازٌ وقيلَ المُرَادُ بِه المُلْكُ نقلَه الزَّمَخْشَرِي . وقال قومٌ : كُرْسِيُّه : قُدْرَتُه الّتي بِهَا يُمْسِكُ السَّمَواتِ والأَرْضَ قالُوا وهذا كقَوْلِك : إجْعَلْ لهذَا الحائطِ كُرْسِيّاً . أَي إجْعَلْ له ما يَعْمِدُه ويُمْسْكُه . وهذا قَرِيبٌ من قَوْلِ ابنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهما لأَنّ عِلْمَه الّذي وَسِعَ السَّمواتِ والأَرْضَ لا يَخْرُجُ عَنْ هذا . قال الأَزْهَرِيُّ : والصَّحِيحُ عن ابنِ عَبّاس ما رَوَاه عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ عن مُسْلِمٍ البَطِينِ عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قالَ : الكُرْسيُّ : مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ وأَمّا العَرْشُ فإنَّه لا يُقْدَرُ قَدْرُه . قالَ : وهذه روايةٌ إتَّفَقَ أَهْلُ العِلْمِ على صِحَّتِهَا قالَ : ومَن رَوَى عنه في الكُرْسِيّ أَنَّه العِلْمُ فقد أَبْطَلَ . ج كَرَاسِيُّ . وكُرْسِيُّ بالضّمِّ : ة بطَبَرِيَّةَ يُقالَ : إِنّه جَمَع عِيسَى عَلَيْه الصلاةُ والسّلامُ الحَوَارِيِّينَ فيها وأَنَفَذَهُمْ منها إِلَى النَّوَاحِي وفيها مَوْضِعُ كُرْسِيٍّ زَعَمُوا أَنَّهُ صَلَوَاتُ اللهِ عليهِ جَلَسَ عليه . و في الصّحاحِ : الكُرَّاسَةُ بالضَّمِّ وَاحِدَةُ الكُرَّاسِ والكَرَارِيسِ قال الكُمِيْتُ :
حَتَّى كأَنَّ عِرَاصَ الدَّار أَرْدِيَةٌ ... مِنَ التَّجَاوِيزِ أَو كُرَّاسُ أَسْفَارِقال شَيْخُنَا : إِنْ أَرادَ بقَوْله : وَاحِدَةُ الكُرَّاسِ : أُنْثَاه فظاهرٌ وإِنْ أَرادَ : أَنَّها وَاحدَةٌ والكُرّاسُ جَمْعٌ أَو اسمُ جِنْسٍ جَمْعيٍّ فليسَ كذلكَ . إنتهى ولكنّ عَطْفَ الكَرَاريس عليه لا يُسَاعدُ ما حَقَّقه شيخُنَا فتأَمَّلْ وهو عِبَارَةُ الصّحاح . والكُرَّاسَة : الجُزْءُ من الصَّحيفَة يُقَال : قَرَأْتُ كُرَّاسَةً من كتاب سيبَوَيْه وهذا الكِتَابُ عِدَّةُ كَرَاريسَ وتَقُولُ : التّاجرُ مَجْدُه في كِيسِه والعالِمُ مَجْدُه في كَرَارِيسه . وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ كَرِسَ الرَّجُلُ إِذا إزْدَحَم عِلْمُه على قَلْبه والكُرَّاسَةُ من الكُتُب سُمِّيَتْ بذلك لتَكَرُّسِهَا . والكِرْيَاسُ : الكَنِيفُ المُشْرِفُ المُعَلَّقُ في أَعْلَى السَّطْحِ بقَنَاةٍ من الأَرْض وفي بَعْض الأُصُول : إِلى الأَرْضِ ومنه حَديثُ أَبي أَيُّوبَ رضىَ اللهُ عنه أَنّه قالَ : ما أَدْرِي ما أَصْنَعُ بهذه الكَرَايِيس وقد نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أَنْ تُسْتَقْبَلَ القِبْلَةُ بغائطٍ أَوْ بَوْلٍ يَعْني الكُنُفَ وفَسَّره أَبو عُبَيْدٍ بما تَقَدَّم وزادَ : فإِذا كانَ أَسْفَلَ فليس بكِرْيَاسٍ فِعْيَالٌ من الكِرْس للبَوْل والبَعَرِ المُتَلَبِّدِ قال الأَزْهَريُّ : وسُمِّيَ كِرْيَاساً لمَا يَعْلَقُ به منَ الأَقْذَار فَيَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضاً ويَتَكَرَّسُ مثْلَ كِرْسِ الدِّمْن . وبهذا ظَهَرَ أَنَّ مَا نَقَلَه شيخُنَا عَن شَرْح المُوَطأ أَنَّ مَرَاحِيضَ الغُرَف هي الكَرَابيس واحدُهَا : كِرْباسٌ بالموحَّدة غَلَطٌ ظاهرٌ وَنَقَلَ عن الشَّيْخ سالِمٍ في شَرح المُخْتَصَر : أَنَّ الكِرْيَاسَ بالتَّحْتيَّة : الكَنِيفُ وإِنْ كَانَ عَلَى سَطْحٍ وأَمَّا بالمُوَحَّدَة فثِيَابٌ قالَ : قلت : الصَّوابُ أَنَّه وَرَد بهما والظّاهرُ أَنَّه ليسَ بعَرَبِيّ وإِن كَثُرَ نَاقِلُوه وتَرَكَه المصنِّفُ تَقْصِيراً . إنتَهَى . وهذا غَرِيبٌ كيفَ يُصَوِّبُ وُرُودَه بالمُوَحَّدة وهو تَصحيفٌ منه وكونهُ ليسَ بعَرَبَيّ أَيضاً غيرُ ظاهِرٍ فقد تقدَّم عن الأَزْهَرِيِّ أَنَّه فِعْيَالٌ مِن الكِرْسِ . وقالَ الزَّمَخْشَريُّ : يُقَال : وَقَفْتُ على كِرْسٍ من أَكراسِ الدَّارِ وهو ما تَكَرَّسَ مِن دِمْنَتِهَا : أَي تَلَبَّد وأَكْرَسَت الدَّارُ ومنه قَولُكَ : لِدَارِه كِرْيَاسٌ مُعَلَّقٌ فَهَذَا يؤيَّدُ كَوْنَ اللَّفْظ عَرَبيّاً فتَأَمَّلْ . وأَكْرَسَت الدّابَّةُ : صارَتْ ذَاتَ كِرْسٍ . وهو ما تَلَبَّدَ من البَعرِ والبَوْلِ في أَذْنَابِهَا : والقِلاَدَةُ المُكْرَسَةُ والمُكَرَّسَةُ كمُكْرَمَةٍ ومُعَظَّمَةٍ : أَنْ يُنْظَمَ اللُّؤْلُؤُ والخَرَزُ في خَيْطٍ هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوابُ : في خَيْطَيْن كما هُوَ في نَصِّ التَّكْملَة ثمَّ يُضَمَّا هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوَابُ : ثمّ يُضَمّان بفُصُولٍ بخَرَزٍ كِبَارٍ نقَلَه الصّاغَانيُّ . و المُكَرَّسُ كمُعَظَّمٍ : التّارُّ القَصيرُ الكَثيرُ اللَّحْمِ عن ابن عَبّادٍ . والتَّكْرِيسُ : تَأْسِيسُ البِنَاءِ وقد كَرَّسَه . وإنْكَرَسَ عليه : إنْكَبَّ . و إنْكَرَسَ في الشَّيْءِ إذا دَخَلَ فيه واسْتَتَر مُنْكَبّاً قالَ ذُو الرُّمَّة يصفُ الثَّوْرَ :
إذَا أَرَادَ إنْكرَاساً فيه عَنَّ لَهُ ... دُونَ الأَرُومَة منْ أَطْنَابِهَا طُنُبُ وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : تَكَرَّسَ الشَّيْءُ وتَكَارَسَ : تَرَاكَمَ وتَلازَبَ . وتَكَرَّسَ أُسُّ البِنَاءِ : صَلُبَ وإشْتَدَّ . والكِرْسُ كِرْسُ البِنَاءِ وكِرْسُ الحَوْض حَيْثُ تَقِفُ النَّعَمُ فيَتَلَبَّدُ وكذلكَ كِرْسُ الدِّمْنَة إِذا تَلَبَّدَتْ فلَزِقَتْ في الأَرْض . ويُقَالُ : أَكْرَسَت الدّارُ . ورَسْمٌ مُكْرَسٌ كمُكْرَمٍ ومُكْرِسٌ : كَرِسٌ بعَرَتْ فيه الإِبلُ وبَوَّلَتْ فرَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً قيل : ومنه سُمَّيَت الكُرَّاسَةُ قال العَجّاجُ :
" يا صاح هَلْ تَعْرفُ رَسْماً مُكُرَسَاً
" قالَ نَعَمْ أَعْرِفُه وأَبْلَسَاً
" وإنْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ منْ فَرْطِ الأَسَى وأَكْرَسَ المَكَانُ : صار فيه كِرْسٌ قال أَبُو مُحَمَّدٍ الحَذْلَميُّ :" في عَطَنٍ أَكْرَسَ مِن أَصْرَامِهَا والكِرْسُ الطِّينُ المُتَلَبِّدُ والجَمْع : أَكْرَاسٌ . والكَرْسَاءُ : قِطْعَةٌ من الأَرْض فيها شَجَرٌ تَدَانَتْ أُصُولُهَا وإلتَفَّتْ فُرُوعُها قاله أَبو بَكْر . ونَظْمٌ مُكَرَّسٌ ومُتَكَرِّسٌ : بَعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ وكلُّ ما جُعِلَ بَعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ فقد كُرِّسَ وتَكَرَّسَ هُو . وكَرِسَ الرَّجُلُ : إزْدَحمَ عِلْمُه على قَلْبه عن ابن الأَعْرَابيّ . والمُكّرْوَسُ : المُكَرْدَسُ . والتَّكْريسُ : ضَمُّ الشيءِ بَعْضِه إِلى بَعْضٍ . وكِرْسُ كُلِّ شَيْءٍ : أَصْلُه يقال : إِنه لَكَريمُ الكِرْس وكَريمُ القِنْس وهما الأَصْلُ وهو مَجازٌ ويقال إِنَّهُ لَفي كِرْسِ غِنيً أَي أَصْلِه وقال العَجَّاجُ :
" بمَعْدِنِ المُلْكِ القَديمِ الكِرْسِ أَي الأَصْل . والكَرَوَّس الهُجَيْميّ : من شُعَرائهم . وأَبُو الكَرَوَّس : مُحَمَّدُ بنُ عَمْرو بن تَمّامٍ الكَلْبيُّ الوَاسطيُّ مُحَدِّثٌ رَوَى عَنْه مَكْحُولٌ وآخَرُون . ويُقَال للعُلَمَاءِ : الكَرَاسِيُّ نقَله الزَّمَخْشَريّ عَن قُطْرُبٍ تقول : خَيْرُ هذا الحَيَوَان الأَنَاسيّ وخَيْرُ الأَناسيّ الكَرَاسيّ . والكَرَوَّسُ بنُ زَيْدٍ الطائيُّ من بَني ثُمَامَةَ بن مالك بن جَدْعاءَ أَخي ثَعْلَبَةَ بن جَدْعَاءَ وهو الذي جاءَ بقَتْل أَهل الحَرَّة إِلى أَهْل الكُوفَة فقال عبدُ الله بن الزَّبيرِ الأَسَديّ :
لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ الكَرَوَّسُ كاظِماً ... عَلَى خَبَرٍ للصَّالحينَ وَجِيعِ والشَّمْسُ مُحَمَّدُ بن مُحَمّد بن عَبْدِ الغَنِيِّ البَزّارُ عُرِف بابْنِ كَرْسُون بالفَتْح سَمع الشِّفَاءَ على النَّشَادِريّ والفَخْرِ القَايَاتِيِّ