وصف و معنى و تعريف كلمة ستوجهان:


ستوجهان: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ سين (س) و تنتهي بـ نون (ن) و تحتوي على سين (س) و تاء (ت) و واو (و) و جيم (ج) و هاء (ه) و ألف (ا) و نون (ن) .




معنى و شرح ستوجهان في معاجم اللغة العربية:



ستوجهان

جذر [ستج]

  1. اِستاج : (اسم)
    • الإِستاج : ما يُلَفّ عليه الغزل بالأَصابع لينسج
  2. اِستَجَنَّ : (فعل)
    • استجنَّ يستجن ، اسْتَجْنِنْ / اسْتَجِنَّ ، استجنانًا ، فهو مُستجِنّ ، والمفعول مُستجَنّ - للمتعدِّي
    • اسْتَجَنَّ : استَتر
    • استجنَّ فلانًا: عدّه مجنونًا
  3. مُستجَنّ : (اسم)
    • مُستجَنّ : اسم المفعول من اِستَجَنَّ
  4. مُستجِنّ : (اسم)
    • مُستجِنّ : فاعل من اِستَجَنَّ


,
  1. بستج
    • "التهذيب، أَبو مالك، وَقَعَ في طَعامٍ بَسْتَجانٍ أَي كثير.
      "

    المعجم: لسان العرب

  2. ستج
    • "الإِسْتاجُ والإِسْتِيجُ: من كلام أَهل العراق، وهو الذي يلف عليه الغزل بالأَصابع لينسج، تسميه العرب أُسْتُوجَةً وأُسْجُوتَةً؛ قال الأَزهري: وهما مُعرّبان.
      "

    المعجم: لسان العرب

  3. البَسْتَجِيُّ
    • ـ البَسْتَجِيُّ: هو علي بنُ أحمدَ الفَقيهُ.

    المعجم: القاموس المحيط



,
  1. أُوَارُ
    • ـ أُوَارُ : حَرُّ النارِ والشَّمْسِ ، والعَطَشُ ، والدُّخانُ ، واللَّهَبُ ، والجَنوبُ ، ج : أُورٌ . وأرضٌ أوِرَةٌ ،
      ـ أَوِرَةٌ : شَديدَتُه .
      ـ اسْتَأْوَرَ : فَزِعَ ،
      ـ اسْتَأْوَرَتِ الإِبِلُ : نَفَرَتْ في السَّهْلِ ،
      ـ اسْتَوْأَرَتْ : في الحَزْنِ ، وعَجِلَ في الظُّلمَةِ ، كاسْتَوْأَرَ ،
      ـ اسْتَوْأَرَ القومُ غَضَباً : اشْتَدَّ غَضَبُهُم ،
      ـ اسْتَوْأَرَ البعيرُ : تَهَيَّأَ للوُثوبِ .
      ـ أَوْرُ : الشَّمالُ ،
      ـ أَوْرُ من السَّحابِ : مُؤورُها .
      ـ الآرُ : العارُ .
      ـ آرَها يَؤورُها وبَئيرُها : جامَعَها .
      ـ آرَةُ : جَبَلٌ لمُزَيْنَةَ .
      ـ وادي آرَةَ : بالأَنْدَلُسِ .
      ـ أُوارَةُ : ماءٌ ، أو جَبَلٌ لتَميمٍ .
      ـ أورياءُ : رجلٌ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. السَّتْهُ
    • ـ السَّتْهُ ، وسَّتَهُ : الاسْتُ , ج : أسْتَاهٌ .
      ـ سَّهُ ، سُهُ : العَجُزُ ، أو حَلْقَةُ الدُّبُرِ .
      ـ سَّتَهُ : عِظَمُها .
      ـ أَسْتَهُ وسُّتاهِيُّ : العَظِيمُها , ج : سُتُهٌ وسُتْهانٌ ، وطالِبُها ، كالسَّتِه ، والسُّتْهُمِ .
      ـ سَتَهَهُ : تَبِعَهُ من خَلْفِهِ ، وضَرَبَ اسْتَهُ .
      ـ سُّتَيْهِيُّ : من يَمْشِي آخِرَ القَوْمِ أبداً .
      ـ كانَ ذلك على اسْتِ الدَّهْرِ : على وجهِهِ .
      ـ يا ابنَ اسْتِها : كِنايَةٌ عن إحْماضِ أبيهِ أُمَّهُ ،
      ـ تَرَكْتُهُ بِاسْتِ الأرضِ : عَديماً فَقيراً .
      ـ مالَكَ اسْتٌ مع اسْتِكَ : ما لَكَ عَوْنٌ .
      ـ لَقِيتُ منه اسْتَ الكَلْبَةِ ، أي : ما كَرِهْتُهُ .
      ـ أنتُم أضْيَقُ أسْتاهاً من أن تَفْعَلُوهُ : كِنايَةً عن العَجْزِ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. سَتَهَهُ
    • سَتَهَهُ سَتَهَهُ َ سَتْهًا : تبعه من خلفه لا يفارقه .

    المعجم: المعجم الوسيط



  4. سته
    • " السَّتْهُ والسَّتَهُ والاسْتُ : معروفة ، وهو من المحذوف المُجْتَلَبَةِ له أَلفُ الوصل ، وقد يستعار ذلك للدهر ؛ وقوله أَنشده ثعلب : إذا كَشَفَ اليومُ العَماسُ عن اسْتِهِ ، فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ يجوز أَن تكون الهاء فيه راجعة إلى اليوم ، ويجوز أَن تكون راجعة إلى رجل مهجوّ ، والجمع أَسْتاهٌ ، قال عامر بن عُقَيْل السَّعْدِيُّ وهو جاهلي : رِقابٌ كالمَواجِنِ خاظِياتٌ ، وأَسْتاهٌ على الأَكْوارِ كُومُ خاظياتٌ : غِلاظٌ سِمانٌ .
      ويقال : سَهٌ وسُهٌ في هذا المعنى بحذف العين ؛

      قال : أُدْعُ أُحَيْحاً باسْمِه لا تَنْسَهْ ، إنَّ أُحَيْحاً هي صِئْبانُ السَّهْ الجوهري : والاسْتُ العَجُزُ ، وقد يُرادُ بها حَلْقة الدبر ، وأَصله سَتَهٌ على فَعَل ، بالتحريك ، يدل على ذلك أَن جمعه أَسْتاه مثل جَمَل وأَجمال ، ولا يجوز أَن يكون مثل جِزْعٍ وقُفْل اللذين يجمعان أَيضاً على أَفعال ، لأَنك إذا رَدَدْتَ الهاء التي هي لام الفعل وحذفت العين قلت سَهٌ ، بالفتح ؛ قال الشعر أَوْسٌ : شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُها ، وأَنْتَ السَّهُ السُّفْلى ، إذا دُعِيَت نَصْر يقول : أنت فيهم بمنزلة الاست من الناس .
      وفي الحديث : العينُ وِكاءُ السَّهِ ، بحذف عين الفعل ؛ ويروى : وِكاءُ السَّتِ ، بحذف لام الفعل .
      ويقال للرجل الذي يُسْتَذَلُّ : أَنت الاسْتُ السُّفْلى وأَنت السَّهُ السُّفْلى .
      ويقال لأَرْذالِ الناس : هؤلاء الأَسْتاه ، ولأَفاضلهم : هؤلاء الأَعْيانُ والوُجوهُ ؛ قال ابن بري : ويقال فيه سَتٌ أَيضاً ، لغة ثالثة ؛ قال ابن رُمَيْضٍ العَنْبَرِيّ : يَسِيلُ على الحاذَيْنِ والسَّتِ حَيْضُها ، كما صَبَّ فوقَ الرُّجْمَةِ الدَّمِ ناسِكُ وقال أَوس بن مَغْراءَ : لا يُمْسِكُ السَّتَ إلاَّ رَيْثَ يُرْسِلُها ، إذا أَلَحَّ على سِيسَائِه العُصُمُ يعني إذا أَلح عليه بالحبل ضَرطَ .
      قال ابن خالويه : فيها ثلاث لغات : سَهٌ وسَتٌ واسْتٌ .
      والسَّتَهُ : عِظَمُ الاسْتِ .
      والسَّتَهُ : مصدر الأَسْتَهِ ، وهو الضَّخْمُ الاسْتِ .
      ورجل أَسْتَهُ : عظيم الاسْتِ بَيِّنُ السَّتَهِ إذا كان كبير العَجُز ، والسُّتاهِيُّ والسُّتْهُم مثله .
      الجوهري : والمرأَة سَتْهاءُ وسُتْهُمٌ ، والميم زائدة ، وإذا نسبت إلى الاسْتِ قلت سَتَهِيٌّ ، بالتحريك ، وإن شئت اسْتِيٌّ ، تركته على حاله ، وسَتِهٌ أَيضاً ، بكسر التاء ، كم ؟

      ‏ قالوا حَرِحٌ .
      قال ابن بري : رجل حَرِحٌ أَي مُلازمٌ للأَحْراحِ ، وسَتِهٌ مُلازم للأَسْتاهِ .
      قال : والسَّيْتَهِيُّ الذي يتخلف خلف القوم فينظر في أَسْتاهِهم ؛ قالت العامرية : لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيَّا ، يَمْشِي وَراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا ودُهْرِيٌّ : منسوب إلى بني دَهْرٍ بَطْن من كلب .
      والسَّتِهُ : الطالبُ للاسْتِ ، وهو على النسب ، كما يقال رجل حَرِحٌ .
      قال ابن سيده : التمثيل لسيبويه .
      ابن سيده : رجل أَسْتَهُ ، والجمع سُتْهٌ وسُتْهانٌ ؛ هذه عن اللحياني ، وامرأَة سَتْهاء كذلك .
      ورجل سُتْهُمٌ ، والأُنثى سُتْهُمة كذلك ، الميم زائدة .
      ويقال للواسعة من الدُّبر : سَتْهاء وسُتْهُمٌ ، وتصغير الاسْتِ سُتَيْهَةٌ .
      قال أَبو منصور : رجل سُتْهُم إذا كان ضَخْمَ الاسْتِ ، وسُتاهِيٌّ مثله ، والميم زائدة .
      قال النحويون : أَصل الاسْتِ سَتْهٌ ، فاستثقلوا الهاء لسكون التاء ، فلما حذفوا الهاء سكنت السين فاحتيج إلى أَلف الوصل ، كما فعل بالاسْمِ والابْنِ فقيل الاسْتُ ، قال : ومن العرب من يقول السَّهْ ، بالهاء ، عند الوقف يجعل التاء هي الساقطة ، ومنهم من يجعلها هاء عند الوقف وتاء عند الإدراج ، فإذا جمعوا أو صَغَّروا رَدُّوا الكلمة إلى أَصلها فقالوا في الجمع أَسْتاهٌ ، وفي التصغير سُتَيْهة ، وفي الفعل سَتِهَ يَسْتَهُ فهو أَسْتَهُ .
      وفي حديث المُلاعَنَةِ : إن جاءت به مُسْتَهاً جَعْداً فهو لفلان ، وإن جاءت به حَمْشاً فهو لزوجها ؛ أَراد بالمُسْتَه الضَّخْمَ الأَلْيَتَيْنِ ، كأَنه يقال أُسْتِه فهو مُسْتَهٌ ، كما يقال أُسْمِنَ فهو مُسْمَنٌ ، وهو مُفْعَلٌ من الاسْتِ ، قال : ورأَيت رجلاً ضخم الأَرداف كان يقال له أَبو الأَسْتاهِ .
      وفي حديث البراء : مرَّ أَبو سفيان ومعاويةُ خلفه وكان رجلاًمُسْتَهاً .
      قال أَبو منصور : وللعرب في الاسْتِ أَمثالٌ ، منها ما روي عن أَبي زيد : تقول العرب ما لك اسْتٌ مع اسْتِكَ إذا لم يكن له عَدَدٌ ولا ثَرْوة من مال ولا عُدَّة من رجال ، تقول فاسْتُه لا تفارقه ، وليس له معها أُخرى من رجال ومال .
      قال أَبو زيد : وقالت العرب إذا حدّثَ الرجلُ حديثاً فخَلَّط فيه أَحاديث الضَّبُعِ اسْتَها (* قوله « أحاديث الضبع استها » ضبط في التكملة والتهذيب استها في الموضعين بالنصب ).
      وذلك أَنها تمرّغ في التراب ثم تُقْعِي فَتَتَغَنَّى بما لا يفهمه أَحد فذلك أَحاديثها اسْتَها ، والعرب تَضَعُ الاسْتَ موضعَ الأَصل فتقول ما لك في هذا الأَمر اسْتٌ ولا فم أَي ما لك فيه أَصل ولا فرع ؛ قال جرير : فما لَكُمُ اسْتٌ في العُلالا ولا فَمُ واسْتُ الدهر : أَوَّلُ الدهر .
      أَبو عبيدة : يقال كان ذلك على اسْتِ الدَّهْرِ وعلى أُسِّ الدهر أَي على قِدَمِ الدهر ؛

      وأَنشد الإيادِيُّ لأَبي نُخَيْلَة : ما زالَ مجنوناً على اسْتِ الدَّهْرِ ، ذا حُمُقٍ يَنْمِي ، وعَقْل يَحْرِي (* قوله « ذا حمق » الذي في التهذيب : في بدن ، وفي التكملة : في جسد ).
      أَي لم يزل مجنوناً دَهْرَهُ كله .
      ويقال : ما زال فلانٌ على اسْت الدهرِ مجنوناً أَي لم يزل يعرف بالجنون .
      ومن أَمثال العرب في عِلْمِ الرجلِ بما يَلِيه دون غيره : اسْتُ البائِن أَعْلَمُ ؛ والبائنُ : الحالبُ الذي لا يَلي العُلْبةَ ، والدي يلي العُلْبة يقال له المُعَلِّي .
      ويقال للرجل الذي يُسْتَذلُّ ويُسْتَضْعف : اسْتُ أُمِّك أَضْيَقُ واسْتُكَ أَضْيَقُ من أن تفعل كذاوكذا .
      ويقال للقوم إذا استُذِلُّوا واسْتُخِفَّ بهم : باسْتِ بني فُلانٍ ، وهو شَتْمٌ للعرب ؛ ومنه قول الحُطَيئة : فبِاسْتِ بَني عَبْسٍ وأَسْتاهِ طَيِّءٍ ، وباسْتِ بَني دُودانَ حاشا بَني نَصْرِ (* قوله « فباست بني عبس » الذي في الجوهري : بني قيس ، لكن صوب الصاغاني الاول ).
      وسَتَهْتُه أَسْتَهُه سَتْهاً : ضربتُ اسْتَه .
      وجاء يَسْتَهُه أَي يَتْبعه من خلفه لا يفارقه لأَنه يَتْلُو اسْتَه ؛ وأَما قول الأَخطل : وأَنتَ مكانُك من وائلٍ ، مَكانَ القُرادِ من اسْتِ الجَملْ فهو مجاز لأَنهم لا يقولون في الكلام اسْتُ الجَمل .
      الأَزهري :، قال شمر فيما قرأْتُ بخطه : العرب تسمي بني الأَمة بَني اسْتِها ؛ قال : وأَقرأَني ابنُ الأَعرابي للأَعشى : أَسَفَهاً أَوْعَدْتَ يا ابْنَ اسْتِهَا ، لَسْتَ على الأَعْداءِ بالقادِرِ

      ويقال للذي ولدته أَمَة : يا ابن اسْتِها ، يعنون است أَمة ولدته أَنه ولد من اسْتِها .
      ومن أَمثالهم في هذا المعنى : يا ابن اسْتِها إذا أَحْمَضَتْ حِمارَها .
      قال المؤرِّجُ : دخل رجل على سليمان بن عبد الملك وعلى رأْسه وَصِيفَةٌ رُوقَةٌ فأَحَدَّ النَّظَر إليها ، فقال له سليمان : أََتُعْجِبُكَ ؟ فقال : بارك الله لأَمير المؤمنين فيها فقال : أَخبرني بسبعة أَمثال قيلت في الاسْتِ وهي لك ، فقال الرجل : اسْتُ البائن أَعْلَمُ ، فقال : واحد ، قال : صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ ، قال : اثنان ، قال : اسْتٌ لم تُعَوَّدِ المِجْمَر ، قال : ثلاثة ، قال : اسْتُ المَسْؤول أَضْيَقُ ، قال : أَربعة ، قال : الحُرُّ يُعْطِي والعَبْدُ تَأْلَمُ اسْتُهُ ، قال : خمسة ، قال الرجل : اسْتي أَخْبَثِي ، قال : ستة ، قال : لا ماءَكِ أَبْقَيْتِ ولا هَنَكِ أَنْقَيْتِ ، قال سليمان : ليس هذا في هذا ، قال : بلى أَخذتُ الجارَبالجارِ كما يأْخذ أَمير المؤمنين ، وهو أَوَّل من أَخذ الجار بالجار ، قال : خُذْها لا بارك الله لك فيها قوله : صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ لأَنه لا يقدر أَن يجامع إذا غزا .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. ستهم
    • " الجوهري : السُّتْهُمُ الأَسْتَهُ ، والميم زائدة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. ودف
    • " وَدَف الإناءُ : قطَر .
      والوَدْفةُ : الشحمة .
      ودَفَ الشحْمُ ونحوه يَدِف : سالَ وقطَر .
      واسْتَوْدَفْت الشحمة أي اسْتَقْطرْتها فَوَدفت .
      واسْتَوْدفَت المرأَةُ ماء الرجل إذا اجتمعت تحته وتقبَّضت لئلاَّ يفترق الماء فلا تحمل ؛ عن ثعلب .
      والأُدافُ : الذكر لقَطَرانه ، الهمزة فيه بدل من الواو ، وهو مما لزم فيه البدل إذ لم نسمعهم ، قالوا وُداف .
      وفي الحديث : في الأُداف الدية ، يعني الذكر .
      قال ابن الأَثير : سماه بما يَقْطُر منه مجازاً وقلَب الواو همزة .
      التهذيب : والأُداف والأُذاف ، بالدال والذال ، فرج الرجل ؛ قال الشاعر : أَوْلَجَ في كعثَبِها الأُداف ؟

      ‏ قال أَبو منصور : قيل له أُداف لما يَدِف منه أَي يقطُر من المني والمَذي والبول ، وكان في الأَصل وُدافاً ، قلبت الواو همزة لانضمامها كما ، قال تعالى : وإذا الرسل أُقِّتت ، وهو في الأَصل وُقِّتت .
      ابن الأَعرابي : يقال لبُظارة المرأَة الوَدَفَةُ والوَذَفَةُ والوَذَرَة .
      قال ابن بري : حكى أَبو الطيب اللغوي أَن المني يسمى الوَدْف والوُداف ، بضم الواو .
      وفي الحديث : في الوداف الغُسل ؛ الوُداف الذي يقطر من الذكر فوق المذي .
      وفلان يَسْتوْدِف معروف فلان أَي يسأَله .
      واستودفَ اللَّبَن : صبّه في الإناء .
      والوَدْفة والوَدِيفة : الرَّوْضة الناضرة المُتَخيِّلة .
      وقال أَبو حازم : الودَفة ، بفتح الدال ، الروضة الخضراء من نبت ، وقيل الخضراء الممطورة اللينة العُشبِ ، وقالوا : أَصبحت الأَرض كلها ودَفة واحدة خِصْباً إذا اخضرت كلها .
      قال أَبو صاعد : يقال ودِيفة من بقل ومن عُشب إذا كانت الروضة ناضرة متخيّلة ‏

      يقال : ‏ حَلُّوا في ودِيفة مُنْكَرة وفي غَذِيمة منكرة .
      ووَدْفةُ الأَسدي : من شُعرائهم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. ستي
    • " سَدى الثَّوْبَ يَسْديه وسَتاه يَسْتِيه ؛ قال الشاعر : على عَلاةِ الأَمَةِ العَطُورِ تُصْبِحُ بعد العَرَق المَعْصُورِ (* قوله « العطور » هكذا في الأصل ، ولعله العظور بالظاء المعجمة ).
      كَدْراءَ مثلَ كُدْرَةِ اليَعْفُورِ ، يقول قطرْاها لقطْرٍ سِيري ويدُها للرِّجْلِ منها سُوري ، بهذه اسْتي ، وبهذي نِيري

      ويقال : ما أَنت بلُحْمةٍ ولا سَداةٍ ولا سَتاةٍ ؛ يضرب لمن لا يضُر ولا ينفع .
      الأَصمعي : الأسْديُّ والأسْتيُّ سعدى الثوب .
      ابن شميل : أَسْتى وأَسْدى ضدُّ أَلحَمَ .
      أَبو الهيثم : الأُسْتيُّ الثوب المُسَدَّى ، وقال غيره : الأُسْتيُّ الذي يسميه النَّسَّاجون السَّتى هو الذي يُرْفع ثم تُدْخل الخيوطُ بين الخيوطِ ، وذلك الأُسْتيُّ والنِّيرُ ؛ وقول الحطَيئْة : مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتيِّ إذ جعلت ؟

      ‏ قال : وهذا مثل قولِ الراعي : كأنه مُسْحَلٌ بالنِّيرِ مَنْشُورُ وقال ابن شميل : أَسْتَيْتُ الثوبَ بسَتاهُ وأَسْدَيْتُه ؛ وقال الحُطَيئة يذكر طريقاً : مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ ، كالأُسْتيّ ، قد جَعلتْ أَيدي المَطيِّ به عادِيَّةً رُكُبا وقال الشماخ : على أَن للْمَيْلاءِ أَطْلالَ دِمْنةٍ ، بأسْقُفَ تُسْتِيها الصَّبا وتُنِيرُها وقال ابن سيده : السَّتى والأُسْتيُّ خلاف لُحْمةِ الثوب كالسَّدى والأُسْديّ .
      وسَتَيْته : كسَديْتُه ، أَلف كل ذلك ياءٌ .
      قال الجوهري : السَّتى ، قصرٌ ، لغة في سَدى الثوب ؛ قال الراجز : رُبَّ خليل لي مَليحٍ رِدْيَتُهْ ، عليه سِرْبالٌ شديدٌ صُفْرَتُهْ ، سَتاهُ قزٌّ وحريرٌِ لْحْمتُهْ أَبو زيد : سَتاهُ الثوبِ وسَداةُ العرب بمعنى .
      أَبو عبيدة : اسْتاتَتِ الناقةُ اسْتِيتاءً إذا اسْتَرْخَت من الضَّبعة ؛ قال ابن بري : وليس هذا من هذا الفصل ، وحقُّه أَن يُذْكر في فصل أَتى لأَن وزنه اسْتَفْعَلت ، والأَصل فيه الهمز فترك الهمز ، ويقوِّي أَنه من أَتى رواية من روى الهمز فيها فقال اسْتأْتَت استِئتاءً ، قال : ولو كان افتَعلَت من السَّتى لقال في فعلها استَتَتِ الناقةُ وفي مصدرها اسْتِتاءً .
      والسَّتى والسَّدى : البلح .
      ابن الأَعرابي : يقال سَتى وسَدى للبعير إذا أَسرع ، قال : وقد مضى تفسير الاسْتِ في باب الهاء وبيَّن عِلَلَها .
      ابن الأَعرابي : يقال ساتاهُ إذا لعب معه الشّفَلّقَة ، وتاساهُ إذا آذاه واسْتَخَفّ به .
      "


    المعجم: لسان العرب

  8. ودع
    • " الوَدْعُ والوَدَعُ والوَدَعاتُ : مناقِيفُ صِغارٌ تخرج من البحر تُزَيَّنُ بها العَثاكِيلُ ، وهي خَرَزٌ بيضٌ جُوفٌ في بطونها شَقٌّ كَشَقِّ النواةِ تتفاوت في الصغر والكبر ، وقيل : هي جُوفٌ في جَوْفها دُوَيْبّةٌ كالحَلَمةِ ؛ قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة : ولا أُلْقِي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطِي لأَخْدَعَه ، وغِرَّتَه أُرِيد ؟

      ‏ قال ابن بري : صواب إِنشاده : أُلاعِبُه وزَلَّتَه أُرِيدُ واحدتها ودْعةٌ وودَعةٌ .
      ووَدَّعَ الصبيَّ : وضَعَ في عنُقهِ الوَدَع .
      وودَّعَ الكلبَ : قَلَّدَه الودَعَ ؛

      قال : يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ، مِنَ المُطْعِماتِ اللَّحْمَ غيرَ الشَّواحِنِ أَي يُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ .
      وذُو الودْعِ : الصبيُّ لأَنه يُقَلَّدُها ما دامَ صغيراً ؛ قال جميل : أَلَمْ تَعْلَمِي ، يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ ، أَنَّني أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ ، وأَنْتِ صَلُودُ ؟ ‏

      ويروى : ‏ أَهَشُّ لِذِكْراكُمْ ؛ ومنه الحديث : من تَعَلَّقَ ودَعةً لا وَدَعَ الله له ، وإِنما نَهَى عنها لأَنهم كانوا يُعَلِّقُونَها مَخافةَ العين ، وقوله : لا ودَعَ اللهُ له أَي لا جعله في دَعةٍ وسُكُونٍ ، وهو لفظ مبنيّ من الودعة ، أَي لا خَفَّفَ الله عنه ما يَخافُه .
      وهو يَمْرُدُني الوَدْعَ ويَمْرُثُني أَي يَخْدَعُني كما يُخْدَعُ الصبيّ بالودع فَيُخَلَّى يَمْرُثُها .
      ويقال للأَحمق : هو يَمْرُدُ الوْدَع ، يشبه بالصبي ؛ قال الشاعر : والحِلْمُ حِلْم صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَه ؟

      ‏ قال ابن بري : أَنشد الأَصمعي هذا البيت في الأَصمعيات لرجل من تميم بكماله : السِّنُّ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خلَقٍ ، والعَقْلُ عَقْلُ صَبيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَه ؟

      ‏ قال : وتقول خرج زيد فَوَدَّعَ أَباه وابنَه وكلبَه وفرسَه ودِرْعَه أَي ودَّع أَباه عند سفره من التوْدِيعِ ، ووَدَّع ابنه : جعل الوَدعَ في عُنُقه ، وكلبَه : قَلَّدَه الودع ، وفرسَه : رَفَّهَه ، وهو فرس مُوَدَّعُ ومَوْدُوع ، على غير قِياسٍ ، ودِرْعَه ، والشيءَ : صانَه في صِوانِه .
      والدَّعةُ والتُّدْعةُ (* قوله « والتدعة » أي بالسكون وكهمزة أفاده المجد ) على البدل : الخَفْضُ في العَيْشِ والراحةُ ، والهاء عِوَضٌ من الواو .
      والوَديعُ : الرجل الهادئ الساكِنُ ذو التُّدَعةِ .
      ويقال ذو وَداعةٍ ، وَدُعَ يَوْدُعُ دَعةً ووَداعةً ، زاد ابن بري : ووَدَعَه ، فهو وَديعٌ ووادِعٌ أَي ساكِن ؛

      وأَنشد شمر قول عُبَيْدٍ الراعي : ثَناءٌ تُشْرِقُ الأَحْسابُ منه ، به تَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونا أي تَقِيه وتَصُونه ، وقيل أَي تُقِرُّه على صَوْنِه وادِعاً .
      ويقال : وَدَعَ الرجلُ يَدَعُ إِذا صار إِلى الدَّعةِ والسُّكونِ ؛ ومنه قول سويد بن كراع : أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَدَعْ لِسُلَيْمى ، ففُؤادِي مُنْتَزَعْ أَي لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ .
      ويقال : نال فلان المَكارِمَ وادِعاً أَي من غير أَن يَتَكَلَّفَ فيها مَشَقّة .
      وتوَدَّعَ واتَّدعَ تُدْعةً وتُدَعةً وودَّعَه : رَفَّهَه ، والاسم المَوْدوعُ .
      ورجل مُتَّدِعٌ أَي صاحبُ دَعَةٍ وراحةٍ ؛ فأَما قول خُفافِ بن نُدْبة : إِذا ما اسْتَحَمَّتْ أَرضُه من سَمائِه جَرى ، وهو موْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَق فكأَنه مفعول من الدَّعةِ أَي أَنه ينال مُتَّدَعاً من الجرْيِ متروكاً لا يُضْرَبُ ولا يْزْجَرُ ما يسْبِقُ به ، وبيت خفاف بن ندبة هذا أَورده الجوهري وفسره فقال أَي متروك لا يضرب ولا يزجر ؛ قال ابن بري : مَوْدوعٌ ههنا من الدَّعةِ التي هي السكون لا من الترك كما ذكر الجوهري أي أَنه جرى ولم يَجْهَدْ كما أَوردناه ، وقال ابن بزرج : فرَسٌ ودِيعٌ وموْدوعٌ ومُودَعٌ ؛ وقال ذو الإِصبَع العَدواني : أُقْصِرُ من قَيْدِه وأُودِعُه ، حتى إِذا السِّرْبُ رِيعَ أَو فَزِعا والدَّعةُ : من وَقارِ الرجُلِ الوَدِيعِ .
      وقولهم : عليكَ بالمَوْدوع أَي بالسكِينة والوقار ، فإِن قلت : فإِنه لفظ مفْعولٍ ولا فِعْل له إِذا لم يقولوا ودَعْتُه في هذا المعنى ؛ قيل : قد تجيء الصفة ولا فعل لها كما حُكي من قولهم رجل مَفْؤودٌ للجَبانِ ، ومُدَرْهَمٌ للكثير الدِّرهم ، ولم يقولوا فُئِدَ ولا دُرْهِمَ .
      وقالوا : أَسْعَده الله ، فهو مَسْعودٌ ، ولا يقال سُعِدَ إِلا في لغة شاذة .
      وإِذا أَمَرْتَ الرجل بالسكينةِ والوَقارِ قلت له : تَوَدَّعْ واتَّدِعْ ؛ قال الأزهري : وعليك بالموْدوعِ من غير أَن تجعل له فعلاً ولا فاعاً مِثْل المَعْسورِ والمَيْسورِ ، قال الجوهري : وقولهم عليك بالمودوع أَي بالسكينةِ والوقار ، قال : لا يقال منه ودَعه كما لا يقال من المَعْسور والمَيْسور عَسَرَه ويَسَرَه .
      ووَدَعَ الشيءُ يَدَعُ واتَّدَعَ ، كلاهما : سكَن ؛ وعليه أَنشد بعضهم بيت الفرزدق : وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ ، لم يَدَعْ من المال إِلاّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ فمعنى لم يَدَعْ لم يَتَّدِعْ ولم يَثْبُتْ ، والجملة بعد زمان في موضع جرّ لكونها صفة له ، والعائد منها إِليه محذوف للعلم بموضعه ، والتقدير فيه لم يَدَعْ فيه أَو لأَجْلِه من المال إِلا مُسحَتٌ أَو مُجَلَّف ، فيرتفع مُسْحت بفعله ومجَلَّفُ عطف عليه ، وقيل : معنى قوله لم يدع لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ ، وقيل : لم يستقر ، وأَنشده سلمةُ إِلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ أَي لم يترك من المال إِلاَّ شيئاً مُسْتأْصَلاً هالِكاً أَو مجلف كذلك ، ونحو ذلك رواه الكسائي وفسره ، قال : وهو كقولك ضربت زيداً وعمروٌ ، تريد وعمْرٌو مضروب ، فلما لم يظهر له الفعل رفع ؛

      وأَنشد ابن بري لسويد بن أَبي كاهل : أَرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لم يَدَعْ من سُلَيْمى ، فَفُؤادي مُنْتَزَعْ أَي لم يَسْتَقِرّ .
      وأَودَعَ الثوبَ ووَدَّعَه : صانَه .
      قال الأَزهري : والتوْدِيعُ أَن تُوَدِّعَ ثوباً في صِوانٍ لا يصل إِليه غُبارٌ ولا رِيحٌ .
      وودَعْتُ الثوبَ بالثوب وأَنا أَدَعُه ، مخفف .
      وقال أَبو زيد : المِيدَعُ كل ثوب جعلته مِيدَعاً لثوب جديد تُوَدِّعُه به أَي تَصُونه به .
      ويقال : مِيداعةٌ ، وجمع المِيدَعِ مَوادِعُ ، وأَصله الواو لأَنك ودَّعْتَ به ثوبَك أَي رفَّهْتَه به ؛ قال ذو الرمة : هِيَ الشمْسُ إِشْراقاً ، إِذا ما تَزَيَّنَتْ ، وشِبْهُ النَّقا مُقْتَرَّةً في المَوادِعِ وقال الأَصمعي : المِيدَعُ الثوبُ الذي تَبْتَذِلُه وتُودِّعُ به ثيابَ الحُقوق ليوم الحَفْل ، وإِنما يُتَّخَذ المِيدعُ لِيودَعَ به المَصونُ .
      وتودَّعَ فلان فلاناً إِذا ابتذله في حاجته .
      وتودَّع ثيابَ صَونِه إِذا ابتذلها .
      وفي الحديث : صَلى معه عبدُ الله ابن أُنَيْسٍ وعليه ثوب مُتَمَزِّقٌ فلما انصرف دعا له بثوب فقال : تَوَدَّعْه بخَلَقِكَ هذا أَي تَصَوَّنْه به ، يريد الْبَسْ هذا الذي دفعته إِليك في أَوقات الاحتفال والتزَيُّن .
      والتَّوديعُ : أَن يجعل ثوباً وقايةَ ثوب آخر .
      والمِيدَعُ والميدعةُ والمِيداعةُ : ما ودَّعَه به .
      وثوبٌ مِيدعٌ : صفة ؛ قال الضبي : أُقَدِّمُه قُدَّامَ نَفْسي ، وأَتَّقِي به الموتَ ، إِنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِيدَعُ وقد يُضاف .
      والمِيدع أَيضاً : الثوب الذي تَبْتَذِله المرأَة في بيتها .
      يقال : هذا مِبْذَلُ المرأَة ومِيدعُها ، ومِيدَعَتُها : التي تُوَدِّعُ بها ثيابها .
      ويقال للثوب الذي يُبْتَذَل : مِبْذَلٌ ومِيدَعٌ ومِعْوز ومِفْضل .
      والمِيدعُ والمِيدَعةُ : الثوب الخَلَقُ ؛ قال شمر أَنشد ابن أَبي عدْنان : في الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أَرْبَعُ مُبْتَذَلاتٌ ، ما لَهُنَّ مِيدَع ؟

      ‏ قال : ما لهنَّ مِيدع أَي ما لهن من يَكْفيهنَّ العَمَل فيَدَعُهُنَّ أَي يصونهُنَّ عن العَمَل .
      وكلامٌ مِيدَعٌ إِذا كان يُحْزِنُ ، وذلك إِذا كان كلاماً يُحْتَشَمُ منه ولا يستحسن .
      والمِيداعةُ : الرجل الذي يُحب الدَّعةَ ؛ عن الفراء .
      وفي الحديث : إِذا لم يُنْكِر الناسُ المُنْكَرَ فقد تُوُدِّعَ منهم أَي أُهْمِلو وتُرِكوا وما يَرْتَكِبونَ من المَعاصي حتى يُكثِروا منها ، ولم يهدوا لرشدهم حتى يستوجبوا العقوبة فيعاقبهم الله ، وأَصله من التوْدِيع وهو الترك ، قال : وهو من المجاز لأَن المُعْتَنيَ بإِصْلاحِ شأْن الرجل إِذا يَئِسَ من صلاحِه تركه واسْتراحَ من مُعاناةِ النَّصَب معه ، ويجوز أَن يكون من قولهم تَوَدَّعْتُ الشيءَ أَي صُنْتُه في مِيدَعٍ ، يعني قد صاروا بحيث يتحفظ منهم ويُتَصَوَّن كما يُتَوَقَّى شرار الناس .
      وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : إِذا مََشَتْ هذه الأُمّةُ السُّمَّيْهاءَ فقد تُوُدِّعَ منها .
      ومنه الحديث : اركبوا هذه الدوابَّ سالمةً وابْتَدِعُوها سالمة أَي اتْرُكُوها ورَفِّهُوا عنها إِذا لم تَحْتاجُوا إِلى رُكُوبها ، وهو افْتَعَلَ من وَدُعَ ، بالضم ، ودَاعةً ودَعةً أَي سَكَنَ وتَرَفَّهَ .
      وايْتَدَعَ ، فهو مُتَّدِعٌ أَي صاحب دَعةٍ ، أَو من وَدَعَ إِذا تَرَكَ ، يقال اتهَدَعَ وابْتَدَعَ على القلب والإِدغام والإِظهار .
      وقولهم : دَعْ هذا أَي اتْرُكْه ، ووَدَعَه يَدَعُه : تركه ، وهي شاذة ، وكلام العرب : دَعْني وذَرْني ويَدَعُ ويَذَرُ ، ولا يقولون ودَعْتُكَ ولا وَذَرْتُكَ ، استغنوا عنهما بتَرَكْتُكَ والمصدر فيهما تركاً ، ولا يقال ودْعاً ولا وَذْراً ؛ وحكاهما بعضهم ولا وادِعٌ ، وقد جاء في بيت أَنشده الفارسي في البصريات : فأَيُّهُما ما أَتْبَعَنَّ ، فإِنَّني حَزِينٌ على تَرْكِ الذي أَنا وادِع ؟

      ‏ قال ابن بري : وقد جاء وادِعٌ في شعر مَعْنِ بن أَوْسٍ : عليه شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصا ، يُساجِلُها حمَّاته وتُساجِلُه وفي التنزيل : ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى ؛ أَي لم يَقْطَعِ اللهُ الوحيَ عنك ولا أَبْغَضَكَ ، وذلك أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، اسْتأَخر الوحْيُ عنه فقال ناس من الناس : إِن محمداً قد ودّعه ربه وقَلاه ، فأَنزل الله تعالى : ما ودعك ربك وما قلى ، المعنى وما قَلاكَ ، وسائر القُرّاء قرؤوه : ودّعك ، بالتشديد ، وقرأَ عروة بن الزبير : ما وَدَعَك ربك ، بالتخفيف ، والمعنى فيهما واحد ، أَي ما تركك ربك ؛

      قال : وكان ما قَدَّمُوا لأَنْفُسِهم أَكْثَرَ نَفْعاً مِنَ الذي وَدَعُوا وقال ابن جني : إِنما هذا على الضرورة لأَنّ الشاعر إذا اضْطُرَّ جاز له أَن ينطق بما يُنْتِجُه القِياسُ ، وإِن لم يَرِدْ به سَماعٌ ؛

      وأَنشد قولَ أَبي الأَسودِ الدُّؤلي : لَيْتَ شِعْرِي ، عن خَلِيلي ، ما الذي غالَه في الحُبِّ حتى وَدَعَهْ ؟ وعليه قرأَ بعضهم : ما وَدَعَكَ رَبُّكَ وما قَلى ، لأَن الترْكَ ضَرْبٌ من القِلى ، قال : فهذا أَحسن من أَن يُعَلَّ باب اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ لأَنّ اسْتِعْمالَ ودَعَ مُراجعةُ أَصل ، وإِعلالُ استحوذ واستنوق ونحوهما من المصحح تركُ أَصل ، وبين مراجعة الأُصول وتركها ما لا خَفاء به ؛ وهذا بيت روى الأَزهري عن ابن أَخي الأَصمعي أَن عمه أَنشده لأَنس بن زُنَيْمٍ الليثي : لَيْتَ شِعْرِي ، عن أَمِيري ، ما الذي غالَه في الحبّ حتى ودَعْه ؟ لا يَكُنْ بَرْقُك بَرْقاً خُلَّباً ، إِنَّ خَيْرَ البَرْقِ ما الغَيْثُ مَعَه ؟

      ‏ قال ابن بري : وقد رُوِيَ البيتان للمذكورين ؛ وقال الليث : العرب لا تقول ودَعْتُهُ فأَنا وادعٌ أَي تركته ولكن يقولون في الغابر يَدَعُ ، وفي الأَمر دَعْه ، وفي النهي لا تَدَعْه ؛

      وأَنشد : أَكْثَرَ نَفْعاً من الذي ودَعُوا يعني تركوا .
      وفي حديث ابن عباس : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : لَيَنْتَهيَنَّ أَقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ أَو ليُخْتَمَنَّ على قلوبهم أَي عن تَرْكهم إِيّاها والتَّخَلُّفِ عنها من وَدَعَ الشيءَ يَدَعُه وَدْعاً إِذا تركه ، وزعمت النحويةُ أَنّ العرب أَماتُوا مصدر يَدَعُ ويَذَرُ واسْتَغْنَوْا عنه بتَرْكٍ ، والنبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَفصح العرب وقد رويت عنه هذه الكلمة ؛ قال ابن الأَثير : وإِنما يُحْمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذٌّ في الاستعمال صحيح في القياس ، وقد جاء في غير حديث حتى قرئ به قوله تعالى : ما وَدَعَك ربك وما قَلى ، بالتخفيف ؛

      وأَنشد ابن بري لسُوَيْدِ بن أَبي كاهِلٍ : سَلْ أَمِيري : ما الذي غَيَّرَه عن وِصالي ، اليوَْمَ ، حتى وَدَعَه ؟ وأَنشد لآخر : فَسَعَى مَسْعاتَه في قَوْمِه ، ثم لَمْ يُدْركْ ، ولا عَجْزاً وَدَعْ وقالوا : لم يُدَعْ ولم يُذَرْ شاذٌّ ، والأَعرف لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ ، وهو القياس .
      والوَداعُ ، بالفتح : التَّرْكُ .
      وقد ودَّعَه ووَادَعَه ووَدَعَه ووادَعَه دُعاءٌ له من ذلك ؛

      قال : فهاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَه الهَوَى ، بِبَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ وقيل في قول ابن مُفَرِّغٍ : دَعيني مِنَ اللَّوْم بَعْضَ الدَّعَهْ أي اتْرُكِيني بعضَ الترْك .
      وقال ابن هانئ في المرريه (* قوله « في المرريه » كذا بالأصل ) الذي يَتَصَنَّعُ في الأَمر ولا يُعْتَمَدُ منه على ثِقةٍ : دَعْني من هِنْدَ فلا جَدِيدَها ودَعَتْ ولا خَلَقَها رَقَعَتْ .
      وفي حديث الخَرْصِ : إِذا خَرَصْتُم فخُذُوا ودَعُوا الثلث ، فإِن لم تَدَعُوا الثلث فدَعوا الرُّبعَ ؛ قال الخطابي : ذهب بعض أَهل العلم إِلى أَنه يُتْرَكُ لهم من عُرْضِ المالِ تَوْسِعةً عليهم لأَنه إِن أُخِذَ الحقُّ منهم مُسْتَوْفًى أَضَرَّ بهم ، فإِنه يكون منها الساقِطةُ والهالِكةُ وما يأْكله الطير والناس ، وكان عمر ، رضي الله عنه ، يأْمر الخُرّاصَ بذلك .
      وقال بعض العلماء : لا يُترك لهم شيءٌ شائِعٌ في جملة النخل بل يُفْرَدُ لهم نَخلاتٌ مَعْدودةٌ قد عُلِمَ مِقْدارُ ثمرها بالخَرْصِ ، وقيل : معناه أَنهم إِذا لم يرضوا بِخَرْصِكُم فدَعوا لهم الثلث أَو الربع ليتصرفوا فيه ويضمنوا حقّه ويتركوا الباقي إِلى أَن يَجِفَّ ويُؤخذ حَقُّه ، لا أَنه يترك لهم بلا عوض ولا اخراج ؛ ومنه الحديث : دَعْ داعِيَ اللَّبنِ أَي اتْرُكْ منه في الضَّرْع شيئاً يَسْتَنْزِلُ اللَّبَنَ ولا تَسْتَقْصِ حَلْبَه .
      والوَداعُ : تَوْدِيعُ الناس بعضهم بعضاً في المَسِيرِ .
      وتَوْدِيعُ المُسافِرِ أَهلَه إِذا أَراد سفراً : تخليفُه إِيّاهم خافِضِينَ وادِعِينَ ، وهم يُوَدِّعُونه إِذا سافر تفاؤُلاً بالدَّعةِ التي يصير إِليها إِذا قَفَلَ .
      ويقال ودَعْتُ ، بالتخفيف ، فَوَوَدَعَ ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي : وسِرْتُ المَطِيّةَ مَوْدُوعةً ، تُضَحّي رُوَيْداً ، وتُمْسي زُرَيْقا وهو من قولهم فرَسٌ ودِيعٌ ومَوْدُوعٌ وموَدَّعٌ .
      وتَوَدَّعَ القومُ وتَوادَعُوا : وَدَّعَ بعضهم بعضاً .
      والتوْدِيعُ عند الرَّحِيل ، والاسم الوَادع ، بالفتح .
      قال شمر : والتوْدِيعُ يكون للحيّ والميت ؛

      وأَنشد بيت لبيد : فَوَدِّعْ بالسَّلام أَبا حُرَيْزٍ ، وقَلَّ وداعُ أَرْبَدَ بالسلامِ وقال القطامي : قِفي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ضُباعا ، ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْك الوَداعا أَراد ولا يَكُ مِنْكِ مَوْقِفَ الوَداعِ وليكن موقف غِبْطةٍ وإِقامة لأَنَّ موقف الوداع يكون لِلفِراقِ ويكون مُنَغَّصاً بما يتلوه من التبارِيحِ والشوْقِ .
      قال الأَزهريّ : والتوْدِيعُ ، وإِن كان أَصلُه تَخْليفَ المُسافِرِ أَهْله وذَوِيه وادِعينَ ، فإِنّ العرب تضعه موضع التحيةِ والسلام لأَنه إِذا خَلَّفَ دعا لهم بالسلامة والبقاء ودَعوْا بمثْلِ ذلك ؛ أَلا ترى أَن لبيداً ، قال في أخيه وقد مات : فَوَدِّعْ بالسلام أَبا حُرَيْزٍ أَراد الدعاء له بالسلام بعد موته ، وقد رثاه لبيد بهذا الشعر وودَّعَه تَوْدِيعَ الحيّ إِذا سافر ، وجائز أَن يكون التوْدِيعُ تَرْكَه إِياه في الخفْضِ والدَّعةِ .
      وفي نوادر الأَعراب : تُوُدِّعَ مِنِّي أَي سُلِّمَ عَلَيَّ .
      قال الأَزهري : فمعنى تُوُدِّعَ منهم أَي سُلِّمَ عليهم للتوديع ؛ وأَنشد ابن السكيت قول مالك بن نويرة وذكر ناقته : قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلا ، وتَرَبَّعَتْ بالحَزْنِ عازِبةً تُسَنُّ وتُودَع ؟

      ‏ قال : تُودَعُ أَي تُوَدَّعُ ، تُسَنُّ أَي تُصْقَلُ بالرَّعْي .
      يقال : سَنَّ إِبلَه إِذا أَحْسَنَ القِيامَ عليها وصَقَلَها ، وكذلك صَقَلَ فَرَسَه إِذا أَراد أَن يَبْلُغَ من ضُمْرِه ما يبلغ الصَّيْقَلُ من السيف ، وهذا مثل ؛ وروى شمر عن محارب : ودَّعْتُ فلاناً من وادِع السلام .
      ووَدَّعْتُ فلاناً أَي هَجَرْتُه .
      والوَداعُ : القِلى .
      والمُوادَعةُ والتَّوادُعُ : شِبْهُ المُصالحةِ والتَّصالُحِ .
      والوَدِيعُ : العَهْدُ .
      وفي حديث طَهْفةَ :، قال عليه السلام : لكم يا بني نهْدٍ ودائِعُ الشِّرْكِ ووضائعُ المال ؛ ودائِعُ الشرْكِ أَي العُهودُ والمَواثِيقُ ، يقال : أَعْطَيْتُه وَدِيعاً أَي عَهْداً .
      قال ابن الأَثير : وقيل يحتمل أَن يريدوا بها ما كانوا اسْتُودِعُوه من أَمْوالِ الكفار الذين لم يدخلوا في الإِسلام ، أَراد إِحْلالَها لهم لأَنها مال كافر قُدِرَ عليه من غير عَهْدٍ ولا شرْطٍ ، ويدل عليه قوله في الحديث : ما لم يكن عَهْدٌ ولا مَوْعِدٌ .
      وفي الحديث : أَنه وادَعَ بَني فلان أَي صالَحَهم وسالَمَهم على ترك الحرب والأَذى ، وحقيقة المُوادعةِ المُتاركةُ أَي يَدَعُ كل واحد منهما ما هو فيه ؛ ومنه الحديث : وكان كعب القُرَظِيُّ مُوادِعاً لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
      وفي حديث الطعام : غَيْرَ مَكْفُورٍ ولا مُوَدَّعٍ ، لا مُسْتَغْنًى عنه رَبّنا أَي غير مَتْرُوكِ الطاعةِ ، وقيل : هو من الوَداعِ وإِليه يَرْجِعُ .
      وتَوادَعَ القوم : أَعْطى بعضُهم بعضاً عَهْداً ، وكله من المصالحة ؛ حكاه الهرويّ في الغريبين .
      وقال الأَزهري : تَوادَعَ الفَريقانِ إِذا أَعْطى كل منهم الآخرِينَ عهداً أَن لا يَغْزُوَهُم ؛ تقول : وادَعْتُ العَدُوَّ إِذا هادَنْتَه مُوادَعةً ، وهي الهُدْنةُ والمُوادعةُ .
      وناقة مُوَدَّعةٌ : لا تُرْكَب ولا تُحْلَب .
      وتَوْدِيعُ الفَحلِ : اقْتِناؤُه للفِحْلةِ .
      واسْتَوْدَعه مالاً وأَوْدَعَه إِياه : دَفَعَه إِليه ليكون عنده ودِيعةً .
      وأَوْدَعَه : قَبِلَ منه الوَدِيعة ؛ جاء به الكسائي في باب الأَضداد ؛ قال الشاعر : اسْتُودِعَ العِلْمَ قِرْطاسٌ فَضَيَّعَهُ ، فبِئْسَ مُسْتَودَعُ العِلْمِ القَراطِيسُ وقال أَبو حاتم : لا أَعرف أَوْدَعْتُه قَبِلْتُ وَدِيعَته ، وأَنكره شمر إِلا أَنه حكى عن بعضهم اسْتَوْدَعَني فُلانٌ بعيراً فأَبَيْتُ أَن أُودِعَه أَي أَقْبَلَه ؛ قال الأَزهري :، قاله ابن شميل في كتاب المَنْطِقِ والكسائِيُّ لا يحكي عن العرب شيئاً إِلا وقد ضَبَطَه وحفِظه .
      ويقال : أَوْدَعْتُ الرجل مالاً واسْتَوْدَعْتُه مالاً ؛

      وأَنشد : يا ابنَ أَبي ويا بُنَيَّ أُمِّيَهْ ، أَوْدَعْتُكَ اللهَ الذي هُو حَسْبِيَهْ وأَنشد ابن الأَعرابي : حتى إِذا ضَرَبَ القُسُوس عَصاهُمُ ، ودَنا منَ المُتَنَسِّكينَ رُكُوعُ ، أَوْدَعْتَنا أَشْياءَ واسْتَوْدعْتَنا أَشْياءَ ، ليْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ وأَنشد أَيضاً : إِنْ سَرَّكَ الرّيُّ قُبَيْلَ النَّاسِ ، فَوَدِّعِ الغَرْبَ بِوَهْمٍ شاسِ ودِّعِ الغَرْبَ أَي اجعله ودِيعةً لهذا الجَمَل أَي أَلْزِمْه الغَرْبَ .
      والوَدِيعةُ : واحدة الوَدائِعِ ، وهي ما اسْتُودِعَ .
      وقوله تعالى : فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ ؛ المُسْتَوْدَعُ ما في الأَرحام ، واسْتَعاره علي ، رضي الله عنه ، للحِكْمة والحُجّة فقال : بهم يَحفظ اللهُ حُجَجَه حتى يودِعوها نُظراءَهُم ويَزرَعُوها في قُلوبِ أَشباهِهِم ؛ وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو : فمستقِرّ ، بكسر القاف ، وقرأَ الكوفيون ونافع وابن عامر بالفتح وكله ؟

      ‏ قال : فَمُسْتَقِرّ في الرحم ومستودع في صلب الأَب ، روي ذلك عن ابن مسعود ومجاهد والضحاك .
      وقال الزجاج : فَلَكُم في الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ ولكم في الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ ، ومن قرأَ فمستقِرّ ، بالكسر ، فمعناه فمنكم مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومنكم مُسْتَوْدَعٌ في الثَّرى .
      وقال ابن مسعود في قوله : ويعلم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها أَي مُستَقَرَّها في الأَرحام ومُسْتَوْدَعَها في الأَرض .
      وقال قتادة في قوله عز وجل : ودَعْ أَذاهُم وتَوَكَّلْ على الله ؛ يقول : اصْبِرْ على أَذاهم .
      وقال مجاهد : ودع أَذاهم أَي أَعْرِضْ عنهم ؛ وفي شعر العباس يمدح النبي ، صلى الله عليه وسلم : مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي مُسْتَوْدَعٍ ، حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ المُسْتَوْدَعُ : المَكانُ الذي تجعل فيه الوديعة ، يقال : اسْتَوْدَعْتُه ودِيعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إَيّاها ، وأَراد به الموضع الذي كان به آدمُ وحوّاء من الجنة ، وقيل : أَراد به الرَّحِمَ .
      وطائِرٌ أَوْدَعُ : تحتَ حنَكِه بياض .
      والوَدْعُ والوَدَعُ : اليَرْبُوعُ ، والأَوْدَع أَيضاً من أَسماء اليربوع .
      والوَدْعُ : الغَرَضُ يُرْمَى فيه .
      والوَدْعُ : وثَنٌ .
      وذاتُ الوَدْعِ : وثَنٌ أَيضاً .
      وذات الوَدْعِ : سفينة نوح ، عليه السلام ، كانت العرب تُقْسِمُ بها فتقول : بِذاتِ الودْع ؛ قال عَدِيّ بن زيد العبّادِي : كَلاّ ، يَمِيناً بذاتِ الوَدْعِ ، لَوْ حَدَثَتْ فيكم ، وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا يريد سفينةَ نوح ، عليه السلام ، يَحْلِفُ بها ويعني بالماجِدِ النُّعمانَ بنَ المنذِرِ ، والزَّارُ أَراد الزارة بالجزيرة ، وكان النعمان مَرِضَ هنالك .
      وقال أَبو نصر : ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كان يعلق عليها في سُتُورِها الوَدْعُ ؛ ويقال : أَراد بذات الوَدْعِ الأَوْثانَ .
      أَبو عمرو : الوَدِيعُ المَقْبُرةُ .
      والودْعُ ، بسكون الدال : جائِرٌ يُحاطُ عليه حائطٌ يَدْفِنُ فيه القومُ موتاهم ؛ حكاه ابن الأَعرابي عن المَسْرُوحِيّ ؛ وأَنشد : لَعَمْرِي ، لقد أَوْفى ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً على ظَهْرِ وَدْعٍ ، أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُهْ وفي الوَدْعِ ، لو يَدْري ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً ، غِنى الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هو طالِعُه ؟

      ‏ قال المسروحيّ : سمعت رجلاً من بني رويبة بن قُصَيْبةَ بن نصر بن سعد بن بكر يقول : أَوْفَى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ ، وهي حرة لبني سعد بن بكر ، قال : فسمعت قائلاً يقول ما أَنْشَدْناه ، قال : فخرج ذلك الرجل حتى أَتى قريشاً فأَخبر بها رجلاً من قريش فأَرسل معه بضعة عشر رجلاً ، فقال : احْفِرُوه واقرؤوا القرآن عنده واقْلَعُوه ، فأَتوه فقلعوا منه فمات ستة منهم أَو سبعة وانصرف الباقون ذاهبة عقولهم فَزَعاً ، فأَخبروا صاحبهم فكَفُّوا عنه ، قال : ولم يَعُدْ له بعد ذلك أَحد ؛ كلّ ذلك حكاه ابن الأَعرابي عن المسروحيّ ، وجمع الوَدْعِ وُدُوعٌ ؛ عن المسروحي أَيضاً .
      والوَداعُ : وادٍ بمكةَ ، وثَنِيّةُ الوَداعِ منسوبة إِليه .
      ولما دخل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، مكة يوم الفتح استقبله إِماءُ مكةَ يُصَفِّقْنَ ويَقُلْن : طَلَعَ البَدْرُ علينا من ثَنيّاتِ الوداعِ ، وجَبَ الشكْرُ علينا ، ما دَعا للهِ داعِ ووَدْعانُ : اسم موضع ؛

      وأَنشد الليث : ببيْض وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ ووادِعةُ : قبيلة إِما أَن تكون من هَمْدانَ ، وإِمّا أَن تكون هَمْدانُ منها ، وموْدُوعٌ : اسم فرس هَرِمِ بن ضَمْضَمٍ المُرّي ، وكان هَرِمٌ قُتِلَ في حَرْبِ داحِسٍ ؛ وفيه تقول نائحتُه : يا لَهْفَ نَفْسِي لَهَفَ المَفْجُوعِ ، أَنْ لا أَرَى هَرِماً على مَوْدُوعِ "

    المعجم: لسان العرب

  9. هلل
    • " هَلَّ السحابُ بالمطر وهَلَّ المطر هَلاًّ وانْهَلَّ بالمطر انْهِلالاً واسْتَهَلَّ : وهو شدَّة انصبابه .
      وفي حديث الاستسقاء : فأَلَّف الله السحاب وهَلَّتنا .
      قال ابن الأَثير : كذا جاء في رواية لمسلم ، يقال : هَلَّ السحاب إِذا أَمطر بشدَّة ، والهِلالُ الدفعة منه ، وقيل : هو أَوَّل ما يصيبك منه ، والجمع أَهِلَّة على القياس ، وأَهاليلُ نادرة .
      وانْهَلَّ المطر انْهِلالاً : سال بشدَّة ، واستهلَّت السماءُ في أَوَّل المطر ، والاسم الهِلالُ .
      وقال غيره : هَلَّ السحاب إِذا قَطَر قَطْراً له صوْت ، وأَهَلَّه الله ؛ ومنه انْهِلالُ الدَّمْع وانْهِلالُ المطر ؛ قال أَبو نصر : الأَهالِيل الأَمْطار ، ولا واحد لها في قول ابن مقبل : وغَيْثٍ مَرِيع لم يُجدَّع نَباتُهُ ، ولتْه أَهالِيلُ السِّماكَيْنِ مُعْشِب وقال ابن بُزُرْج : هِلال وهَلالُهُ (* قوله « هلال وهلاله إلخ » عبارة الصاغاني والتهذيب : وقال ابن بزرج هلال المطر وهلاله إلخ ) وما أَصابنا هِلالٌ ولا بِلالٌ ولا طِلالٌ ؛ قال : وقالوا الهِلَلُ الأَمطار ، واحدها هِلَّة ؛

      وأَنشد : ‏ من مَنْعِجٍ جادت رَوابِيهِ الهِلَلْ وانهلَّت السماءُ إِذا صبَّت ، واستهلَّت إِذا ارتفع صوتُ وقعها ، وكأَنَّ استِهْلالَ الصبيّ منه .
      وفي حديث النابغة الجعديّ ، قال : فنَيَّف على المائة وكأَنَّ فاهُ البَرَدُ المُنْهَلُّ ؛ كل شيء انصبَّ فقد انْهَلَّ ، ‏

      يقال : ‏ انهلَّ السماء بالمطر ينهلُّ انْهِلالاً وهو شدة انْصِبابه .
      قال : ويقال هلَّ السماء بالمطر هَلَلاً ، ويقال للمطر هَلَلٌ وأُهْلول .
      والهَلَلُ : أَول المطر .
      يقال : استهلَّت السماء وذلك في أَول مطرها .
      ويقال : هو صوت وَقْعِه .
      واستهلَّ الصبيُّ بالبُكاء : رفع صوتَه وصاح عند الوِلادة .
      وكل شيء ارتفع صوتُه فقد استهلَّ .
      والإِهْلالُ بالحج : رفعُ الصوت بالتَّلْبية .
      وكلُّ متكلم رفع صوته أَو خفضه فقد أَهَلَّ واستهلَّ .
      وفي الحديث : الصبيُّ إِذا وُلِد لم يُورَث ولم يَرِثْ حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً .
      وفي حديث الجَنِين : كيف نَدِي مَن لا أَكَل ولا شَرِبَ ولا اسْتَهَلَّ ؟ وقال الراجز : يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها ، كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ وأَصله رَفْعُ الصوَّت .
      وأَهَلَّ الرجل واستهلَّ إِذا رفع صوتَه .
      وأَهَلَّ المُعْتَمِرُ إِذا رفع صوتَه بالتَّلْبية ، وتكرر في الحديث ذكر الإِهْلال ، وهو رفعُ الصوت بالتَّلْبِية .
      أَهَلَّ المحرِمُ بالحج يُهِلُّ إِهْلالاً إِذا لَبَّى ورفَع صوتَه .
      والمُهَلُّ ، بضم الميم : موضعُ الإِهْلال ، وهو الميقات الذي يُحْرِمون منه ، ويقع على الزمان والمصدر .
      الليث : المُحرِمُ يُهِلُّ بالإِحْرام إِذا أَوجب الحُرْم على نفسه ؛ تقول : أَهَلَّ بحجَّة أَو بعُمْرة في معنى أَحْرَم بها ، وإِنما قيل للإِحرامِ إِهْلال لرفع المحرِم صوته بالتَّلْبية .
      والإِهْلال : التلبية ، وأَصل الإِهْلال رفعُ الصوتِ .
      وكل رافِعٍ صوتَه فهو مُهِلّ ، وكذلك قوله عز وجل : وما أُهِلَّ لغير الله به ؛ هو ما ذُبِحَ للآلهة وذلك لأَن الذابح كان يسمِّيها عند الذبح ، فذلك هو الإِهْلال ؛ قال النابغة يذكر دُرَّةً أَخرجها غَوَّاصُها من البحر : أَو دُرَّة صَدَفِيَّة غَوَّاصُها بَهِجٌ ، متى يَره يُهِلَّ ويَسْجُدِ يعني بإِهْلالِه رفعَه صوتَه بالدعاء والحمد لله إِذا رآها ؛ قال أَبو عبيد : وكذلك الحديث في اسْتِهْلال الصبيِّ أَنه إِذا وُلد لم يَرِثْ ولم يُورَثْ حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً وذلك أَنه يُستدَل على أَنه وُلد حيًّا بصوته .
      وقال أَبو الخطاب : كلّ متكلم رافعِ الصوت أَو خافضِه فهو مُهلّ ومُسْتَهِلّ ؛

      وأَنشد : وأَلْفَيْت الخُصوم ، وهُمْ لَدَيْهِ مُبَرْسمَة أَهلُّوا ينظُرونا وقال : غير يَعفور أَهَلَّ به جاب دَفَّيْه عن القلب (* قوله « غير يعفور إلخ » هو هكذا في الأصل والتهذيب ).
      قيل في الإِهْلال : إِنه شيء يعتريه في ذلك الوقت يخرج من جوفه شبيه بالعُواء الخفيف ، وهو بين العُواء والأَنين ، وذلك من حاقِّ الحِرْص وشدّة الطلب وخوف الفَوْت .
      وانهلَّت السماء منه يعني كلب الصيد إِذا أُرسل على الظَّبْي فأَخذه ؛ قال الأَزهري : ومما يدل على صحة ما ، قاله أَبو عبيد وحكاه عن أَصحابه قول الساجع عند سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حين قَضى في الجَنين (* قوله « ويضيعوا التهليلا » وروي ويهللوا التهليلا كما في التهذيب ).
      أَي لمَّا يرجعوا عمَّا هم عليه من الإِسلام ، من قولهم : هَلَّل عن قِرْنه وكَلَّس ؛ قال الأَزهري : أَراد ولمَّا يُضَيِّعوا شهادة أَن لا إِله إِلا الله وهو رفع الصوت بالشهادة ، وهذا على رواية من رواه ويُضَيِّعوا التَّهْليلا ، وقال الليث : التَّهْليل قول لا إِله إِلا الله ؛ قال الأَزهري : ولا أَراه مأْخوذاً إِلا من رفع قائله به صوته ؛ وقوله أَنشده ثعلب : وليس بها رِيحٌ ، ولكن وَدِيقَةٌ يَظَلُّ بها السَّامي يُهِلُّ ويَنْقَعُ فسره فقال : مرَّة يذهب رِيقُه يعني يُهِلُّ ، ومرة يَجيء يعني يَنْقَع ؛ والسامي الذي يصطاد ويكون في رجله جَوْرَبان ؛ وفي التهذيب في تفسير هذا البيت : السامي الذي يطلب الصيد في الرَّمْضاء ، يلبس مِسْمَاتَيْه ويُثير الظِّباء من مَكانِسِها ، فإِذا رَمِضت تشقَّقت أَظْلافها ويُدْرِكها السامي فيأْخذها بيده ، وجمعه السُّمَاة ؛ وقال الباهلي في قوله يُهِلُّ : هو أَن يرفع العطشان لسانه إِلى لَهاته فيجمع الريق ؛ يقال : جاء فلان يُهِلُّ من العطش .
      والنَّقْعُ : جمع الريق تحت اللسان .
      وتَهْلَلُ : من أَسماء الباطل كَثَهْلَل ، جعلوه اسماً له علماً وهو نادر ، وقال بعض النحويين : ذهبوا في تَهْلَل إِلى أَنه تَفْعَل لمَّا لم يجدوا في الكلام « ت هـ ل » معروفة ووجدوا « هـ ل ل » وجاز التضعيف فيه لأَنه علم ، والأَعلام تغير كثيراً ، ومثله عندهم تَحْبَب .
      وذهب في هِلِيَّانٍ وبذي هِلِيَّانٍ أَي حيث لا يدرَى أَيْنَ هو .
      وامرأَة هِلٌّ : متفصِّلة في ثوب واحدٍ ؛

      قال : أَناةٌ تَزِينُ البَيْتَ إِمَّا تلَبَّسَتْ ، وإِن قَعَدَتْ هِلاًّ فأَحْسنْ بها هِلاَّ والهَلَلُ : نَسْجُ العنكبوت ، ويقال لنسج العنكبوت الهَلَل والهَلْهَلُ .
      وهَلَّلَ الرجلُ أَي ، قال لا إِله إِلا الله .
      وقد هَيْلَلَ الرجلُ إِذ ؟

      ‏ قال لا إِله إِلا الله .
      وقد أَخذنا في الهَيْلَلَة إِذا أَخذنا في التَّهْليل ، وهو مثل قولهم حَوْلَقَ الرجل وحَوْقَلَ إِذا ، قال لا حول ولا قوة إِلا بالله ؛

      وأَنشد : فِداكَ ، من الأَقْوام ، كُلُّ مُبَخَّل يُحَوْلِقُ إِمَّا سالهُ العُرْفَ سائلُ الخليل : حَيْعَل الرجل إِذا ، قال حيّ على الصلاة .
      قال : والعرب تفعل هذا إِذا كثر استعمالهم للكلمتين ضموا بعض حروف إِحداهما إِلى بعض حروف الأُخرى ، منه قولهم : لا تُبَرْقِل علينا ؛ والبَرْقَلة : كلام لا يَتْبَعه فعل ، مأْخوذ من البَرْق الذي لا مطر معه .
      قال أَبو العباس : الحَوْلَقة والبَسْملة والسَّبْحَلة والهَيْلَلة ، قال : هذه الأَربعة أَحرف جاءت هكذا ، قيل له : فالْحَمدلة ؟، قال : ولا أنكره (* قوله « قال ولا أنكره » عبارة الازهري : فقال لا وأنكره ).
      وأَهَلَّ بالتسمية على الذبيحة ، وقوله تعلى : وما أُهِلَّ به لغير الله ؛ أَي نودِيَ عليه بغير اسم الله .
      ويقال : أَهْلَلْنا عن ليلة كذا ، ولا يقال أَهْلَلْناه فهَلَّ كما يقال أَدخلناه فدَخَل ، وهو قياسه .
      وثوب هَلٌّ وهَلْهَلٌ وهَلْهالٌ وهُلاهِل ومُهَلْهَل : رقيق سَخيفُ النَّسْج .
      وقد هَلْهَل النَّسَّاج الثوبَ إِذا أَرقّ نَسْجه وخفَّفه .
      والهَلْهَلةُ : سُخْفُ النسْج .
      وقال ابن الأَعرابي : هَلْهَله بالنَّسْج خاصة .
      وثوب هَلْهَل رَديء النسْج ، وفيه من اللغات جميع ما تقدم في الرقيق ؛ قال النابغة : أَتاك بقولٍ هَلْهَلِ النَّسْجِ كاذبٍ ، ولم يأْتِ بالحقّ الذي هو ناصِعُ ويروى : لَهْلَه .
      ويقال : أَنْهَجَ الثوبُ هَلْهالاً .
      والمُهَلْهَلة من الدُّروع : أَرْدَؤها نسْجاً .
      شمر : يقال ثوب مُلَهْلَةٌ ومُهَلْهَل ومُنَهْنَةٌ ؛

      وأَنشد : ومَدَّ قُصَيٌّ وأَبْناؤه عليك الظِّلالَ ، فما هَلْهَلُوا وقال شمر في كتاب السلاح : المُهَلْهَلة من الدُّروع ، قال بعضهم : هي الحَسنة النسْج ليست بصفيقة ، قال : ويقال هي الواسعة الحَلَق .
      قال ابن الأَعرابي : ثوب لَهْلَهُ النسج أَي رقيق ليس بكثيف .
      ويقال : هَلْهَلْت الطحين أَي نخلته بشيء سَخيف ؛

      وأَنشد لأُمية : (* قوله « وأنشد لامية إلخ » عبارة التكملة لامية بن ابي الصلت يصف الرياح : أذعن به جوافل معصفات * كما تذري المهلهلة الطحينابه اي بذي قضين وهو موضع ).
      كما تَذْرِي المُهَلْهِلةُ الطَّحِينا وشعر هَلْهل : رقيقٌ .
      ومُهَلْهِل : اسم شاعر ، سمي بذلك لِرَداءة شعْره ، وقيل : لأَنه أَوَّل من أَرقَّ الشعْر وهو امرؤ القيس ابن ربيعة (* قوله « بها الرمث والحيهل » هكذا ضبط في الأصل ، وضبط في القاموس في مادة حيهل بتشديد الياء وضم الهاء وسكون اللام ، وقال بعد ان ذكر الشطر الثاني : نقل حركة اللام الى الهاء ).
      وأَما قول لبيد يذكر صاحِباً له في السفر كان أَمَرَه بالرَّحِيل : يَتمارَى في الذي قلتُ له ، ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ فإِنما سكنه للقافية .
      وقد يقولون حَيَّ من غير أَن يقولو هَلْ ، من ذلك قولهم في الأَذان : حَيَّ على الصلاة حَيَّ على الفَلاح إِنما هو دعاء إِلى الصَّلاةِ والفَلاحِ ؛ قال ابن أَحمر : أَنْشَأْتُ أَسأَلهُ : ما بالُ رُفْقَتِهِ حَيَّ الحُمولَ ، فإِنَّ الركْبَ قد ذهَب ؟

      ‏ قال : أَنْشَأَ يسأَل غلامه كيف أَخذ الركب .
      وحكى سيبويه عن أَبي الخطاب أَن بعض العرب يقول : حَيَّهَلا الصلاة ، يصل بهَلا كما يوصل بعَلَى فيقال حَيَّهَلا الصلاة ، ومعناه ائتوا الصلاة واقربُوا من الصلاة وهَلُمُّوا إِلى الصلاة ؛ قال ابن بري : الذي حكاه سيبويه عن أَبي الخطاب حَيَّهَلَ الصلاةَ بنصب الصلاة لا غير ، قال : ومثله قولهم حَيَّهَلَ الثريدَ ، بالنصب لا غير .
      وقد حَيْعَلَ المؤَذن كما يقال حَوْلَقَ وتَعَبْشَمَ مُرَكَّباً من كلمتين ؛ قال الشاعر : أَلا رُبَّ طَيْفٍ منكِ باتَ مُعانِقي إِلى أَن دَعَا داعي الصَّباح ، فَحَيْعَلا وقال آخر : أَقولُ لها ، ودمعُ العينِ جارٍ : أَلمْ تُحْزِنْك حَيْعَلةُ المُنادِي ؟ وربما أَلحقوا به الكاف فقالوا حَيَّهَلَك كما يقال رُوَيْدَك ، والكاف للخطاب فقط ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم .
      قال أَبو عبيدة : سمع أَبو مَهْدِيَّة الأَعرابي رجلاً يدعو بالفارسية رجلاً يقول له زُوذْ ، فقال : ما يقول ؟ قلنا : يقول عَجِّل ، فقال : أَلا يقول : حَيَّهَلك أَي هَلُمَّ وتَعَال ؛ وقول الشاعر : هَيْهاؤه وحَيْهَلُهْ فإِنما جعله اسماً ولم يأْمر به أَحداً .
      الأَزهري : عن ثعلب أَنه ، قال : حيهل أَي أَقبل إِليَّ ، وربما حذف فقيل هَلا إِليَّ ، وجعل أَبو الدقيش هَل التي للاستفهام اسماً فأَعربه وأَدخل عليه الأَلف واللام ، وذلك أَنه ، قال له الخليل : هَلْ لك في زُبدٍ وتمر ؟ فقال أَبو الدقيش : أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاهُ ، فجعله اسماً كما ترى وعرَّفه بالأَلف واللام ، وزاد في الاحتياط بأَن شدَّده غير مضطر لتتكمَّل له عدّةُ حروف الأُصول وهي الثلاثة ؛ وسمعه أَبو نُوَاس فتلاه فقال للفضل بن الربيع : هَلْ لكَ ، والهَلُّ خِيَرْ ، فيمَنْ إِذا غِبْتَ حَضَرْ ؟ ويقال : كلُّ حرف أَداة إِذا جعلت فيه أَلِفاً ولاماً صار اسمً فقوِّي وثقِّل كقوله : إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوًّا عَناء ؟

      ‏ قال الخليل : إِذا جاءت الحروف الليِّنة في كلمة نحو لَوْ وأَشباهها ثقِّلت ، لأَن الحرف الليِّن خَوَّار أَجْوَف لا بدَّ له من حَشْوٍ يقوَّى به إِذا جُعل اسماً ، قال : والحروف الصِّحاح القويَّة مستغنية بجُرُوسِها لا تحتاج إِلى حَشْو فنترك على حاله ، والذي حكاه الجوهري في حكاية أَبي الدقيش عن الخليل ، قال : قلت لأَبي الدُّقيْش هل لك في ثريدةٍ كأَنَّ ودَكَها عُيُونُ الضَّيَاوِن ؟ فقال : أَشدُّ الهَلِّ ؛ قال ابن بري :، قال ابن حمزة روى أَهل الضبط عن الخليل أَنه ، قال لأَبي الدقيش أَو غيره هل لك في تَمْرٍ وزُبْدٍ ؟ فقال : أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاه ، وفي رواية أَنه ، قال له : هل لك في الرُّطَب ؟، قال : أَسْرعُ هَلٍّ وأَوْحاه ؛

      وأَنشد : هَلْ لك ، والهَلُّ خِيَرْ ، في ماجدٍ ثبْتِ الغَدَرْ ؟ وقال شَبيب بن عمرو الطائي : هَلْ لك أَن تدخُل في جَهَنَّمِ ؟ قلتُ لها : لا ، والجليلِ الأَعْظَمِ ، ما ليَ هَلٍّ ولا تكلُّم ؟

      ‏ قال ابن سلامة : سأَلت سيبويه عن قوله عز وجل : فلولا كانت قريةٌ آمَنَتْ فنفَعها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يونُسَ ؛ على أَي شيء نصب ؟، قال : إِذا كان معنى إِلاَّ لكنّ نصب ، وقال الفراء في قراءة أُبيّ فهَلاَّ ، وفي مصحفنا فلولا ، قال : ومعناها أَنهم لم يؤمنوا ثم استثنى قوم يونس بالنصب على الانقطاع مما قبله كأَنَّ قوم يونس كانوا منقطِعين من قوم غيره ؛ وقال الفراء أَيضاً : لولا إِذا كانت مع الأَسماء فهي شرط ، وإِذا كانت مع الأَفعال فهي بمعنى هَلاَّ ، لَوْمٌ على ما مضى وتحضيضٌ على ما يأْتي .
      وقال الزجاج في قوله تعالى : لولا أَخَّرْتَني إِلى أَجلٍ قريب ، معناه هَلاَّ .
      وهَلْ قد تكون بمعنى ما ؛ قالت ابنة الحُمارِس : هَلْ هي إِلاَّ حِظَةٌ أَو تَطْلِيقْ ، أَو صَلَفٌ من بين ذاك تَعْلِيقْ أَي ما هي ولهذا أُدخلت لها إِلا .
      وحكي عن الكسائي أَنه ، قال : هَلْ زِلْت تقوله بمعنى ما زِلْتَ تقوله ، قال : فيستعملون هَلْ بمعنى ما .
      ويقال : متى زِلْت تقول ذلك وكيف زِلْت ؛

      وأَنشد : وهَلْ زِلْتُمُ تأْوِي العَشِيرةُ فيكُم ، وتنبتُ في أَكناف أَبلَجَ خِضْرِمِ ؟ وقوله : وإِنَّ شِفائي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَة ، فهَل عند رَسْمٍ دارسٍ من مُعَوَّل ؟

      ‏ قال ابن جني : هذا ظاهره استفهام لنفسه ومعناه التحضيض لها على البكاء ، كما تقول أَحسنت إِليّ فهل أَشْكُرك أَي فَلأَشْكُرَنَّك ، وقد زُرْتَني فهل أُكافِئَنَّك أَي فَلأُكافِئَنَّك .
      وقوله : هل أَتَى على الإِنسان ؟، قال أَبو عبيدة : معناه قد أَتَى ؛ قال ابن جني : يمكن عندي أَن تكون مُبْقاةً في هذا الموضع على ما بها من الاستفهام فكأَنه ، قال ، والله أَعلم : وهل أَتَى على الإِنسان هذا ، فلا بدّ في جَوابهم من نَعَمْ ملفوظاً بها أَو مقدرة أَي فكما أَن ذلك كذلك ، فينبغي للإِنسان أَن يحتقر نفسه ولا يُباهي بما فتح له ، وكما تقول لمن تريد الاحتجاج عليه : بالله هل سأَلتني فأَعطيتك أَم هل زُرْتَني فأَكرمتك أَي فكما أَن ذلك كذلك فيجب أَن تعرِف حقي عليك وإِحْساني إِليك ؛ قال الزجاج : إِذا جعلنا معنى هل أَتى قد أَتى فهو بمعنى أَلَمْ يأْتِ على الإِنسان حينٌ من الدَّهْر ؛ قال ابن جني : ورَوَيْنا عن قطرب عن أَبي عبيدة أَنهم يقولون أَلْفَعَلْت ، يريدون هَلْ فَعَلْت .
      الأَزهري : ابن السكيت إِذا قيل هل لك في كذا وكذا ؟ قلت : لي فيه ، وإِن لي فيه ، وما لي فيه ، ولا تقل إِن لي فيه هَلاًّ ، والتأْويل : هَلْ لك فيه حاجة فحذفت الحاجة لمَّا عُرف المعنى ، وحذف الرادُّ ذِكْر الحاجة كما حذفها السائل .
      وقال الليث : هَلْ حقيقة استفهام ، تقول : هل كان كذا وكذا ، وهَلْ لك في كذا وكذا ؛ قال : وقول زهير : أَهل أَنت واصله اضطرار لأَن هَلْ حرف استفهام وكذلك الأَلف ، ولا يستفهم بحَرْفي استفهام .
      ابن سيده : هَلاَّ كلمة تحضيض مركبة من هَلْ ولا .
      وبنو هلال : قبيلة من العرب .
      وهِلال : حيٌّ من هَوازن .
      والهلالُ : الماء القليل في أَسفل الرُّكيّ .
      والهِلال : السِّنانُ الذي له شُعْبتان يصاد به الوَحْش .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. هلك
    • " لهَلْكُ : الهلاك .
      قال أَبو عبيد : يقال الهَلْك والهُلْكُ اوالمُلْكُ والمَلْكُ ؛ هَلَكَ يَهْلِكُ هُلْكاً وهَلْكاً وهَلاكاً : مات .
      ابن جني : ومن الشاذ قراءة من قرأَ : ويَهْلَكُ الحَرْثُ والنَّسْلُ ، قال : هو من باب رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ ، وكل ذلك عند أَبي بكر لغات مختلطة ، قال : وقد يجوز أَن يكون ماضي يَهْلكُ هَلِك كعَطِبَ ، فاستغنى عنه بهَلَكَ وبقيت يَهْلَك دليلاً عليها ، واستعمل أَبو حنيفة الهَلَكَة في جُفُوف النبات وبَيُوده فقال يصف النبات : من لَدُنِ ابتدائه إِلى تمامه ، ثم تَوَلِّيه وإِدباره إِلى هَلَكَتِه وبَيُوده .
      ورجل هالِكٌ من قوم هُلَّكٍ وهُلاَّك وهَلْكَى وهَوَالِكَ ، الأَخيرة شاذة ؛ وقال الخليل : إِنما ، قالوا هَلْكَى وزَمْنَى ومَرْضَى لأَنها أَشياء ضُرِبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وهم لها كارهون .
      الأَزهري : قومٌ هَلْكَى وهالِكُون .
      الجوهري : وقد يجمع هالِك على هَلْكَى وهُلاَّك ؛ قال زيادُ بن مُنْقِذ : تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه ، يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَزِمُ يعني به الفقراء ؛ وهَلَكَ الشيءَ وهَلَّكه وأَهْلَكَه ؛ قال العجاج : ومَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا ، هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا يعني مُهْلِك ، لغة تميم ، كما يقال ليل غاضٍ أَي مُغْضٍ .
      وقال الأَصمعي في قوله هالِكِ من تَعَرَّجا أَي هالكِ المُتَعَرِّجين إِن لم يُهَذِّبوا في السير أَي من تعرَّض فيه هَلَكَ ؛

      وأَنشد ثعلب :، قالت سُلَيْمى هَلِّكوا يَسارا الجوهري : هَلَكَ الشيءُ يَهْلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً ومَهْلَكاً ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً وتَهْلُكَةً ، والاسم الهُلْكُ ، بالضم ؛ قال اليزيدي : التَّهْلُكة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس ؛ قال ابن بري : وكذلك التُّهْلوك الهَلاكُ ؛ قال : وأَنشد أَبو نخَيْلة لشَبِيبِ بن شَبَّةَ : شَبيبُ ، عادى اللهُ من يَجْفُوكا وسَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا وأَهْلكه غيره واسْتَهْلَكه .
      وفي الحديث عن أَبي هريرة : إِذا ، قال الرجلُ هَلَكَ الناسُ فهو أَهْلَكهم ؛ يروى بفتح الكاف وضمها ، فمن فتحها كانت فعلاً ماضياً ومعناه أَن الغالِين الذين يُؤيِسُون الناسَ من رحمة ا لله تعالى يقولون هَلَك الناسُ أَي استوجبوا النار والخلود فيها بسوء أَعمالهم ، فإِذا ، قال الرجل ذلك فهو الذي أَوجبه لهم لا الله تعالى ، أَو هو الذي لما ، قال لهم ذلك وأَيأَسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي ، فهو الذي أَوقعهم في الهلاك ، وأَما الضم فمعناه أَنه إِذا ، قال ذلك لهم فهو أَهْلَكهم أَي أَكثرهم هَلاكاً ، وهو الرجلُ يُولَعُ بعيب الناس ويَذْهبُ بنفسه عُجْباً ، ويرى له عليهم فضلاً .
      وقال مالك في قوله أَهلكهم أَي أَبْسَلُهم .
      وفي الحديث : ما خالَطتِ الصدقةُ مالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْه ؛ قيل : هو حضٌّ على تعجيل الزكاة من قبل أَن تختلط بالمال بعد وجوبها فيه فتذهب به ، وقيل : أَراد تحذير العُمَّال عن اخْتِزال شيء منها وخلطهم إِياه بها ، وقيل : أَن يأْخذ الزكاة وهو غنّي عنها .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَتاه سائل فقال له : هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ أَي أَهلكت عيالي .
      وفي التنزيل : وتلك القُرى أَهْلَكْناهم لما ظلموا .
      وقال أَبو عبيدة : أَخبرني رُؤْبة أَنه يقول هَلَكْتَني بمعنى أَهْلَكتني ، قال : وليست بلغتي .
      أَبو عبيدة : تميم تقول هَلَكَه يَهْلِكُه هَلْكاً بمعنى أَهْلَكه .
      وفي المثل : فلان هالِكٌ في الهوالك ؛

      وأَنشد أَبو عمرو لابن جذْلِ الطِّعانِ : تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عن قِتالِه ، إِلى مالِكٍ أَعْشُو إِلى ذكْرِ مالكِ فأَيْقَنْتُ أَني ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ ، غَداةَ إِذٍ ، أَو هالِكٌ في الهَوالِك ؟

      ‏ قال : وهذا شاذ على ما فسر في فوارس ؛ قال ابن بري : يجوز أَن يريد هالك في الأُمم الهَوالِك فيكون جمع هالكة ، على القياس ، وإِنما جاز فوارس لأَنه مخصوص بالرجال فلا لبس فيه ، قال : وصواب إنشاد البيت : فأَيقنت أَني عند ذلك ثائر والهَلَكَة : الهَلاكُ ؛ ومنه قولهم : هي الهَلَكَة الهَلْكاءُ ، وهو توكيد لها ، كما يقال هَمَجٌ هامجٌ .
      أبو عبيدة : يقال وقع فلان في الهَلَكَةِ الهَلْكى والسَّوْأَة السَّوْأى .
      وقوله عز وجل : وجعلنا لمَهْلِكهِم مَوعِداً ؛ أي لوقت هِلاكِهم أجَلاً ، ومن قرأ لمَهْلَكِهم فمعناه لإهلاكهم .
      وفي حديث أم زرع : وهو إمامُ القَوْم في المَهالِك ؛ أرادت في الحروب وأنه لثِقَته بشجاعته يتقدَّم ولا يتخلف ، وقيل : إنه لعلمه بالطُّرق يتقدَّم القومَ فيهديهم وهم على أثره .
      واسْتَهْلَكَ المالَ : أنفقه وأنفده ؛ أنشد سيبويه : تقولُ ، إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للَذَّةٍ ، فُكَيْهَةُ : هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِق ؟

      ‏ قال سيبويه : يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين ، وليس ذلك بواجب كوجوب إدغام الشم والشراب ولا جميعهم يدغم هل شيء .
      وأهْلَكَ المالَ : باعه .
      في بعض أخبار هذيل : أن حَبيباً الهُذَليّ ، قال لمَعْقِلِ ابن خُوَيْلِد : ارجِعْ إلى قومك ، قال : كيف أصنع بإيلي ؟، قال : أهْلِكْها أي بعْها .
      والمَهْلَكة والمَهلِكة والمَهْلُكة : المَفازة لأنه يهلك فيها كثيراً .
      ومفازة هالكةٌ من سَلَكها أي هالكة للسالكين .
      وفي حديث التوبة : وتَرْكُها مَهْلِكة أي موضع لهَلاكِ نفْسه ، وجمعها مَهالِكُ ، وتفتح لامها وتكسر أيضاً للمفازة .
      والهَلَكُونُ : الأَرض الجَدْبة وإن كان فيها ماء .
      ابن بُزُرج : يقال هذه أرض آرمَةٌ هَلَكُونٌ ، وأرض هَلَكون إذا لم يكن فيها شيء .
      يقال : هَلَكونُ نبات أرضين .
      ويقال : ترَكها آرِمَةً هَلَكِينَ إذا لم يصبها الغَيْثُ منذ دهر طويل .
      يقال : مررت بأرض هَلَكِينَ ، بفتح الهاء واللام (* قوله : « هَلَكينَ بفتح النون دون تنوين »، هكذا في الأصل .
      وفي القاموس : أرضٌ هَلَكِينٌ وأرضٌ هَلكونٌ ، بتنوين الضمّ ).
      والهَلَكُ والهَلَكاتُ : السِّنُونَ لأنها مهلكة ؛ عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد لأسْودَ بن يَعْفُرَ :، قالت له أمُّ صَمْعا ، إذ تُؤَامِرُه : ألا تَرَى لِذَوي الأَموالِ والهَلَكِ ؟ الواحدة هَلَكة بفتح اللام أيضاً .
      والهَلاكُ : الجَهْدُ المُهْلِكُ .
      وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ : على المبالغة ؛ قال رؤبة : من السِّنينَ والهَلاكِ المِهْتَلِكْ ولأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكٌ وإما مُلْكٌ ، والفتح فيهما لغة ، أي لأَذْهَبَنَّ فإما أن أهْلِكَ وإما أن أمْلِكَ .
      وهالِكُ أهْلٍ : الذي يَهْلِكُ في أهْله ؛ قال الأَعشى : وهالِك أهْلٍ يَعودُونه ، وآخَرُ في قَفْزةٍ لم يُجَن ؟

      ‏ قال : ويكون وهالك أهلٍ الذي يُهْلِك أهْلَه .
      والهَلَكُ : جِيفَةُ الشيء الهالِك .
      والهَلَكُ : مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ لأنها مَهْلَكة ، وقيل : الهَلَكُ ما بين كل أرض إلى التي تحتها إلى الأرض السابعة ، وهو من ذلك ؛ فأما قول الشاعر : الموتُ تأتي لميقاتٍ خَواطِفُه ، وليس يُعْجِزُهُ هَلْكٌ ولا لُوح فإنه سكن للضرورة ، وهو مذهب كوفي ، وقد حجر عليه سيبويه إلا في المكسور والمضموم ، وقيل : الهَلَكُ ما بين أعلى الجبل وأسفله ثم يستعار لهواء ما بين كل شيئين ، وكله من الهَلاك ، وقيل : الهَلَكُ المَهْواة بين الجبلين ؛ وأنشد لامرئ القيس : أرى ناقَةَ القَيْسِ قد أصْبَحَتْ ، على الأَيْنِ ، ذاتَ هِبابٍ نِوارا رأتْ هَلَكاً بنِجاف الغَبِيط ، فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِيّ الهِجارا ‏

      ويروى : ‏ تَجُدّ لذاك الهِجارا ؛ قوله هِباب : نَشاط ، ونِواراً : نِفاراً ، وتجدّ : تقطع الحبل نُفوراً من المَهْواةِ ، والهِجار : حبل يشدّ في رسغ البعير .
      والهَلَكُ : المَهْواة بين الجبلين ؛ وقال ذو الرمة يصف امرأة جَيْداء : تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللَّيتِ مُشْرِفاً على هَلَكٍ ، في نَفْنَفٍ يَتَطَوّحُ والهَلَكُ ، بالتحريك : الشيء الذي يَهْوي ويسقُط .
      والتَّهْلُكَةُ : الهلاك .
      وفي التنزيل العزيز : ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التَّهْلُكة ؛ وقيل : التَّهْلُكة كل شيء تصير عاقبته إلى الهَلاك .
      والتُّهْلُوك : الهَلاك ؛ وأنشد بيت شَبيبٍ : وسَبَّبَ الله له تُهْلوكا ووقع في وادي تُهْلِّكَ ، بضم التاء والهاء واللامُ مشددة ، وهو غير مصروف مثل تُخيبَ أي في الباطل والهلاك كأنهم سَمَّوْه بالفعل .
      والاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ : رمي الإنسان بنفسه في تَهْلُكة .
      والقَطاة تَهْتَلِكُ من خوف البازي أي ترمي بنفسها في المَهالك .
      ويقال : تَهْتَلِكُ تجتهد في طيرانها ، ويقال منه : اهْتَلَكتِ القَطاةُ .
      والمِهْتَلِكُ : الذي ليس له همٌّ إلا أن يَتَضَيَّفه الناسُ ، يَظَلُّ نهارَه فإذا جاء الليل أسرعَ إلى من يَكْفُله خَوْفَ الهَلاكِ لا يتمالك دونَه ؛ قال أبو خِراشٍ : إلى بَيْتِه يأوي الغريبُ إذا شَتا ، ومُهتَلِكٌ بالي الدَّريسَيْنِ عائِلُ والهُلاّكُ : الصَّعاليك الذين يَنْتابون الناسَ ابتغاء معروفهم من سوء حالهم ، وقيل : الهُلاّك المُنْتَجِعون الذين قد ضلوا الطريق ، وكله من ذلك ؛ أنشد ثعلب لجَمِيل : أبِيتُ مع الهُلاّكِ ضَيْفاً لأهْلِها ، وأهْلي قريبٌ مُوسِعُون ذوو فَضْلِ وكذلك المُتَهَلِّكُون ؛ أنشد ثعلب للمُتَنَخِّل الهُذَليّ : لو أنه جاءني جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ ، من بُؤَّس الناس ، عنه الخيْرُ مَحْجُوزُ وافْعَلْ ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ أي على كل حال ، بضم الهاء واللام غير مصروف ؛ قال ابن سيده : وبعضهم لا يصرفه أي على ما خَيَّلَتْ نَفْسُك ولو هَلَكْتَ ، والعامَّة تقول : إن هَلَكَ الهُلُكُ ؛ قال ابن بري : حكى أبو علي عن الكسائي هَلَكَتْ هُلُكُ ، مصروفاً وغير مصروف .
      وفي حديث الدجال : وذكر صفته ثم ، قال : ولكن الهُلْكُ كلُّ الهُلْكِ أن ربكم ليس بأعور ، وفي رواية : فإما هَلَكَتْ هُلَّكُ فإن ربكم ليس بأعور ؛ الهُلْكُ الهَلاك ، ومعنى الرواية الأولى الهَلاكُ كلُّ الهَلاك للدجال لأنه وإن ادّعى الربوبية ولَبَّس على الناس بما لا يقدر عليه الشر ، فإنه لا يقدر على إزالة العَور لأن الله منزه عن النقائص والعيوب ، وأما الثانية فهُلَّكٌ ، بالضم والتشديد ، جمع هالك أي فإن هَلَكَ به ناس جاهلون وضلُّوا فاعلموا أن الله ليس بأعور ، ولو روي : فإما هَلَكَتْ هُلُك على قول العرب افعل كذا إما هَلَكَتْ هُلَّكُ وهُلُكٌ بالتخفيف منوَّناً وغير منوّن ، لكان وجهاً قويّاً ومُجْراه مُجْرى قولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال .
      وهُلُكٌ : صفة مفردة بمعنى هالكة كناقة سُرُحٌ وامرأة عُطُلٌ ، فكأنه ، قال : فكيفما كان الأمر فإن ربكم ليس بأعور ، وفي رواية : فإما هَلَكَ الهُلُكُ فإن ربكم ليس بأعور .
      قال الفراء : العرب تقول افعل ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ ، وهُلُكٌ بإجراءٍ وغير إجراء ، وبعضهم يُضيفه إما هَلَكتْ هُلُكُه أي على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال ، وقيل في تفسير الحديث : إن شَبَّه عليكم بكل معنىً وعلى كل حال فلا يُشَبِّهَنَّ عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور ، وقوله على ما خَيَّلَتْ أي أرَتْ وشَبَّهَتْ ، وروى بعضهم حديث الدجال وخزيه وبيان كذبه في عوره .
      والهَلُوك من النساء : الفاجرة الشَّبِقَةُ المتساقطة على الرجال ، سميت بذلك لأنها تَتهالك أي تَتَمايل وتنثني عند جماعها ، ولا يوصف الرجل الزاني بذلك فلا يقال رجل هَلُوكٌ ؛ وقال بعضهم : الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ لزوجها .
      وفي حديث مازِنٍ : إني مُولَعٌ بالخمر والهَلُوكِ من النساء .
      وفي الحديث : فتهالَكْتُ عليه فسألته أي سقطت عليه ورميت بنفسي فوقه .
      وتَهالك الرجلُ على المتاع والفِراشِ : سقط عليه ، وتَهالَكَتِ المرأةُ في مشيها : من ذلك .
      والهالِكِيُّ : الحدَّادُ ، وقيل الصَّيْقَل ؛ قال ابن الكلبي : أوّل من عَمِلَ الحديدَ من العرب الهالكُ بن عمرو بن أسَد بن خُزيْمة ، وكان حدّاداً نسب إليه الحدّاد فقيل الهالِكيُّ ، ولذلك قيل لبني أسد القُيونُ ؛ وقال لبيد : جُنوحَ الهالِكِيِّ على يدَيْهِ ، مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ أراد بالهالِكيّ الحداد ؛ وقال آخر : ولا تَكُ مِثلَ الهالِكيِّ وعِرْسِه ، سَقَتْه على لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ فقالت : شَرابٌ بارِدٌ قد جَدَحْتُه ، ولم يَدْر ما خاضَتْ له بالمَجادِحِ أي خلطته بالسويق .
      قال عرّام في حديثه : كنت أتَهَلَّكُ في مَفاوز أي كنت أدور فيها شِبْهَ المتحير ؛ وأنشد : كأنها قَطرةٌ جاد السحابُ بها ، بين السماء وبين الأرْضِ تَهْتَلِكُ واسْتَهْلَكَ الرجلُ في كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه ، واهْتَلَكَ معه ؛ وقال الراعي : لهنَّ حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى خفيفَ الحشا ، مُسْتَهْلِكَ الرِّبْح ، طامِعا أي يَجْهَدُ قَلْبَه في إثرها .
      وطريق مُسْتَهْلِكُ الوِرْد أي يُجْهِدُ من سَلَكَه ؛ قال الحُطَيئة يصف الطريق : مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ ، كالأُسْتيِّ ، قد جعَلَتْ أيدي المَطيِّ به عاديَّةً رُكُبا الأُسْتِيُّ والأُسْديُّ : يعني به السَّدى والسَّتى ؛ شبَّه شَرَك الطريق بسَدَى الثوب .
      وفلان هِلْكَةٌ من الهِلَكِ أي ساقطة من السواقط أي هالِكٌ .
      والهَلْكى : الشَّرِهُونَ من النساء والرجال ، يقال : رجال هَلْكى ونساء هَلْكى ، الواحد هالِكٌ وهالكة .
      ابن الأَعرابي : الهالِكَة النفس الشَّرِهَة ؛ يقال : هَلَكَ يَهْلِكُ هَلاكاً إذا شَرِهَ ؛ ومنه قوله : ولم أهلِكْ إلى اللَّبَنِ (* تمامه كما في شرح القاموس : جللته السيف إذا مالت كوارته * تحت العجاج ولم اهلك إلى اللبن ) أي لم أشْرَهْ .
      ويقال للمُزاحِمِ على الموائد : المُتَهالِكُ والمُلاهسُ والوارش والحاضِرُ (* قوله « والحاضر » كذا بالأصل .
      والذي في مادّة حضر : رجل حضر ككتف وندس : يتحين طعام الناس ليحضره .) واللَّعْوُ ، فإذا أكل بيد ومنع بيد فهو جَرْدَبانُ ؛ وأنشد شمر : إنَّ سَدى خَيْرٍ إلى غيرِ أهْلِه ، كَهالِكَةٍ من السحابِ المُصَوِّب ؟

      ‏ قال : هو السحاب الذي يَصُوبُ المَطَر ثم يُقلِعُ فلا يكون له مطر فذلك هَلاكه .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى ستوجهان في قاموس معاجم اللغة

تاج العروس

" الإِسْتاج والإِسْتيج بكسرهما " من كلام أَهلِ العراق : وهو " الذي يُلَفّ عليه الغَزْلُ بالأَصابع ليُنْسَج " تُسمِّيه العربُ أُسْتُوجَةً وأُسْجُوتَةً . قال الأَزهريّ : وهما مُعَرّبانِ

" وأَسْتَجَةُ : د بالمَغْرِب " بالأَندلس من أَعمال قُرْطُبَةَ

وسقط من أَصل شيخنا فنسب الإغفالَ إِلى المصنّف وليس كذلك . منها : موسى بنُ الأَزهَرِ وأَبو بكرٍ إِسحاقُ بنُ محمدِ بن إِسحاقَ وأَبو عليٍّ حسَّانُ بنُ عبد الله بنِ حسَّان اللُّغويّون الأَسْتَجِيُّون



تاج العروس

" البَسْتَجِىّ " بالفَتْح " هو : عَلِىُّ بن أَحْمَدَ الفَقِيهُ " ولم يعرف أَنّ النّسبةَ لماذا والظّاهِرُ أَنّهَا إِلى بلدٍ اسمها بَسْتَه فعُرِّب وقيل : بَسْتَجْ . وفي اللسان عن التهذيب : قال أَبو مَالكٍ : وقَعَ في طَعَامٍ بَسْتَجانٍ أَي كَثِيرٍ

لسان العرب
الإِسْتاجُ والإِسْتِيجُ من كلام أَهل العراق وهو الذي يلف عليه الغزل بالأَصابع لينسج تسميه العرب أُسْتُوجَةً وأُسْجُوتَةً قال الأَزهري وهما مُعرّبان


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: