السَّرْمَدُ : الدائِمُ قاله الزجاج . وعليه اقتصر الجوهري وغيره وفي حديث لقمانَ : جَوَّابُ ليلٍ سَرْمَد السَّرْمَد : الدائم الذي لا يَنْقَطِع . ومثله في النهاية . وقال الخليل : السَّرْمَدُ : هو دَوَامُ الزَّمَانِ واتِّصالُه من لَيْلٍ أَو نَهَار . قاله المرزُوقيُّ في شرْح الحماسة . ومثله في اللِّسَان . والسَّرْمَدُ : الطَّوِيلُ من الليَالي يقال لَيلٌ سَرْمَدٌ أَي طويلٌ . وفي التنزيل العزيز : قلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَل الله عليْكُم النَّهار سَرْمَداً " وفسره الزجاج بما تقدم . وسَرْمَد : ع من عَمَلِ حَلَبَ نقله الصاغانيُّ . وسَرْمَدٌ : جَدُّ أَبي الحُسَيْن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سَرْمَد الكرابيسي النَّيسابوريّ توفي سنة 366 . ونقل شيخُنا عن الفخر الرازي أن اشتقاقَ السَّرْمد من السَّرْد وهو التَّوالي والتعاقُب . ولمَّا كان الزمانُ إِنما يَبْقَى بِتعاقُبِ أَجزائِه وكان ذلك مُسَمًّى بالسَّرْد أَدْخلوا عليه الميمَ الزائدة ليُفِيدَ المبالغةَ في ذلك انتهى قال : وعليه فَوَزْنُه : فَعْمَلٌ وموضعه سَرَدَ
الرِّمْدِدَاءُ بالكسر ممدوداً : الرَّمَاد . والأَرمِداءُ كالأَرْبِعاءِ واحدُ الرَّمَاد كالأَرْمِدَةِ . وروى عن كُراع : الإِرِمداءُ بكسر الهمزة وهو اسم للجمع . قال ابن سيده : ولا نظير لإِرْمِداءَ الْبَتَّةَ . ونقل شيخنا عن ابن القَطّاع فتْحَ العين فيهما أَي الأَرمَداءِ والأَربَعاءِ . قال في الأَوزان : ولا ثالث لهما . والرَّمَاد : دُقاقُ الفَحْمِ من حُراقة النار وماهَبا من الجَمْر فطارَ دًقَاقاً والطائفة منه : رَمَادةٌ . وفي حديث أمِّ زَرْعٍ : زَوْجي عَظيمُ الرَّمَادِ أَي كَثِيرُ الأَضيافِ لأَن الرَّمَادَ يَكْثَر بالطَّبْخ . والأَرْمَدُ : ما على لَوْنِهِ أَي الرَّمَأدِ وهو غُبْرَةٌ فيها كُدْرةٌ ومِنْهُ قِيلَ للنَّعامَةِ : رَمْدَاءُ لما فيها من سَوادٍ مُنْكَسِفٍ كلَون الرَّماد ... وظَلِيمٌ أَرْمَدُ كذلك ولِلْبَعُوض : رُمْدٌ بالضّمّ قال أبو وَجْزَةَ يصِف الصائِدَ :
تَبِيتُ جارَتَهُ الأَفعَى وسامِرُهُ ... رُمْدٌ به عاذِرٌ منهنَّ كالجَرَبِ
وزعمَ اللحياني أن الميم بَدل عن الباء . ورَمَادٌ أَرمَدُ ورِمْدَدٌ كَزِبْرِج ودِرْهَم الأَخِير من الشّواذِّ أَو هو مُخفّف من المكسور كما صرَّحَ به أَئمّة الصَّرف وكذلك رَمادٌ رِمْدِيدٌ بالكسر أَي كثِيرٌ دَقِيقٌ جِدّاً . وفي حديث وافِدِ عاد : خُذْهَا رَمَاداً رِمْدِداً لا تَذَرْ من عادٍ أَحَداً . قال ابن الأَثير : الرِمْدِدُ بالكسر : المتناهي في الاحتراقِ والدِّقَّة يقال يَومٌ أَيْوَمُ إذا أَرادوا المبالغة . وقال سيبويه : إنما ظهر المِثلانِ في رِمْدِد لأنه مُلْحَقٌ بِزِهْلِق . وصار الرَّمادُ رِمْدداً إذا هَبَا وصارَ أَدَقَّ ما يكون . أَو رَمَادٌ رِمْدِدٌ : هالِكٌ جعَلُوه صِفَةَ . قاله الجوهَرِيُّ . وأَرْمَدَ الرَّجلُ إِرماداً : افْتَقَرَ . وأَرْمَدَ القَومُ : أَمْحَلُوا ؟ كأَسنَتُوا وأَرْمَدُوا إذا جَهِدُوا وهَلَكَتْ مَواشِيهِم من الجَذْب . وأَرْمَدَت الناقةُ : أَضْرَعَتْ وكذلك البقرةُ والشَّاةُ وهي مُرْمِدٌ كَرَمَّدَتْ تَرْمِيداً
وعن ابن الأَعرابيّ : والعرب تقول . رَمَّدَت الضَّأْنُ فَرِبِّقْ رَبِّقْ ورَمَّدَت المِعْزَى فَرَنِّقْ رَنِّقْ أَي هَيِّئ للأَرْباق لأَنها إِنما تُضْرِعُ على رأْس الوَلَدِ . والرَّمِدُ كَكَتِف : الآجِنُ المُتَغَيِّر من المياهِ ومثله في الأَساس ونقل ابن منظور عن اللِّحْيَانيِّ : ماءٌ مُرْمِدٌ إذا كَأن آجِناً . والرَّمَدُ بالتحريك : هيجان العَيْنِ وانتفاخها كالارْمِداد وارمدَّتْ عينه وارمَدَّ وَجْهُه واربَدَّ . وقد رَمِدَ كفَرِحَ يَرْمَد رَمَداً وأَرمَدَ إِرماداً . وفي بعض النُّسخ : وارْمَدَّ أَي كالحْمَرَّ وهو الصواب كما هو بِخَطّ الصاغَاني وهو رَمِد ككتِف وأَرمَدُ ومُرْمَدُّ كمُكْرِم ومُحْمَرٍّ والأُنثى رَمْداءُ وعين رَمداءُ ورِمدة وَرِمدتْ تَرْمَد رَمَداً . وقد أَرْمَد اللهُ تعالى عَيْنَهُ فهي رَمِدةٌ وأرمَدَ عَيْنَه البكاءُ . وبَنو الرَّمْدِ بفتح فسكون عن ابن دريد . وفي بعض النسخ : ككَتِف وبنو الرّمْدَاءِ : بَطْنانِ من العرب . وأَبو الرَّمْدَاءِ البَلَوِيُّ : صَحابِيٌّ مَوْلَى امرأَةٍ كان يَرعَى لها فمَرَّ به النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلّم ويقال فيه : أَبو الرَّبْداءِ كذا في التجريد اه . وقد تقدَّم في : ربد
والرَّمْد : الهلاكُ والرَّمَاد : الهَلَكةُ ورمَدت الغَنَمُ تَرْمِد من حدّ ضَرب : هَلَكتْ مِن بَرْدٍ أَو صَقِيعٍ وَرَمَدَ القوْمُ رَمْداً : هَلَكُوا قال أَبو وَجْزةَ السَّعْدِيُّ :
صَبَبْتُ عليكُم حاصِبِي فَتَركتُكُمْ ... كأَصْرامِ عادٍ حين جَلَّلها الرَّمْدُ هكذا أنشده الجوهري له . وقال الصاغاني : ليس لأبي وَجْزة على هذا الرَّويّ شيء . وقد ذكره أبو عُبَيْد في المصَنَّف له . ومنه عامُ الرَّمَأدَةِ في أَيامِ أَمير المؤمنين عُمرَ بن الخطّابِ رضي الله عنه وكان ذلك سنةَ سبْعَ عَشرَةَ أو ثمان عَشرَة من الهجرة سُمِّيَ به لأنه هَلَكتْ فيه الناس والأموالُ كثيراً . وقيل هو لجَدْبٍ تتابَعَ فصَيَّرَ الأَرضَ والشجرَ مثل لونِ الرَّمَادِ . والأَوّل أَجود . والمُرْمَئِدُّ : الماضي الجادُّ عن ابن دُرَيْد . والرَّمَادَة : ع باليمن وقد رأَيتُه ونُسِب إِليه جَمَاعَة من أَهل العلم منهم : أحمد بن منصور كذا نسَبَهُ ابنُ الأَثير ونسبه غيْرُه إلى رَمادَةِ بَرْقةَ . وموضع بِفِلَسْطِين منه عبيد اللهِ بن رُمَاحِسٍ القيسيّ الرمليّ . وآخرُ بالمغرب وهي رَمادَةُ بَرْقَةَ . والرَّمادة : د بين مكة والبصرة من وراء القريتين وهي مَنْصَفٌ بين مكةَ والبصرةِ قال ذو الرُّمة :
أَمِنْ أَجلِ دَأرٍ بالرَّمَادَةِ قد مَضَى ... لها زَمَنٌ ظَلَّت بك الأَرضُ تَرْجُفُ والرَّمَادَة : مَحَلَّة بحَلَبَ بظاهِرِهَا كبيرةٌ . والرَّمَادَةُ : ة بِبَلْخَ عن الصاغانيّ . والرَّمَأدةُ : ة أَو مَحَلَّة بنيسابورَ عن الصاغانيّ . والرَّمَادَة : د بَيْن بَرْقَةَ والإِسكندرية منه يوسفُ بن هارونَ الكِنْدي أبو عمر شاعر من طيئ كثيرُ الشعر سريع القولِ كان بعض أجداده من الرَّمَادَة . وَرَمادَانُ وفي بعض النسخ : رَمْدَانُ كسَحْبَان . والأَول أَصوب : ع قال الراعي :فحَلَّت نَبِيّاً أَو رَمَادانَ دُونهَا ... رِعَأنٌ وقِيعَانٌ من البِيدِ سَمْلَقُ وقولهم : ما ترَكُوا إِلاّ رِمْدةَ حَتَّانَ ككِسْرَة وحَتَّان بالفتح أَيْ لم يَبْق منهم إِلاَّ ما تَدلُكُ بهِ يَدَيْك ثم تَنْفُخُهُ في الرِّيحِ بَعْدَ حَتِّهِ أَي كسْرِهِ نقله الصاغانيُّ
ومما يستدرك عليه : ثَوْبٌ رَمْدٌ وأَرْمَدُ : وَسِخٌ وثيابٌ رُمْدٌ وهي الغُبْرُ فيها الكُدورةُ . والرَّمَادِيُّ : ضَرْبٌ من العِنَب بالطائف أَسْوَدُ أَغْبَرُ . ورَمَّدَهم اللهُ وأَرْمَدَهم : أَهْلكَهم وقد رمَدَهم يَرْمِدُهم قال ابن السِّكِّيت : يقال : قد رَمَدْنا القوْمَ نَرْمِدُهم ونَرْمُدُهُم رَمْداً أَي أَتَيْنا عليهم . وفي النهاية . رَمَدَه وأَرمَدَه إذا أَهلَكَهُ وصَيَّرَه كالرَّمَادِ وَرِمدَ وأَرْمَدَ إذا هَلَكَ ويقال أَرْمَدَ عَيشُهُم إذا هَلَكُوا . وقال أبو عُبَيْد : رَمِدَ القومُ بكسر الميم وارْمَدُّوا بتشديد الدال . قال : والصحيح : رَمَدُوا وأَرْمَدُوا . وعن ابن شُمَيْل : يقال للشيءِ الهالِكِ من الثياب خَلوقةً : قد رَمَدَ وَهَمَدَ وبادَ . والرامِد : البالي الذي ليس فيه مَهَاةٌ أَي خَيرٌ وبَقِيّةٌ . وقَد رَمَدَ يَرْمُد رُمودةً . ورَمَّدت الشَّاةُ والناقَةُ وهي مُرَمَّدٌ : استبانَ حَمْلُهَأ وعَظُمَ بَطْنُها ووَرِمَ ضَرْعُهَا وحَيَاؤُها . وقيل : هو إذا أَنزلَتْ شَيْئاً عند النَّتاج أَو قُبَيْلَه . وفي التهذيب : إذا أَنزلتْ شيئاً قليلاً من الللبن عند النتاج . والارْمِدَادُ : سُرْعَةُ السَّير خص بعضهم به النَّعامَ . وفي الأَساس : ومنه قيل : ارْمدَّ أَي عَدَا عَدْوَ الرَّمِدِ . وعن أبي عمرو : ارْقدَّ البَعيرُ ارقدَاداً وارمَدًّ ارْمِدَاداً وهو شدة العَدْوِ . وقال الأصمعي : ارْقَدَّ وارْمَدًَّ إذا مضَى على وَجْهِهِ وأَسرَعَ . وبالشَّوَاجِنِ ماءٌ يقال له : الرَّمَأدَة . قال الأَزهريُّ : وشَرِبْتُ من مائِهَا فوَجَدْتُه عَذْباً فُرَاتاً . ومن المجاز : سُفِيَ الرَّمَأدُ في وَجْهِه : تَغيَّرَ . وبَكتْ عَليْه المكارِمُ حتى رَمِدَتْ عُيونُها : وقَرحَتْ جُفُونُها . ورَمَّدَ الشِّوَاءًَ تَرْمِيداً : أَصابَه بالرَّمادِ . وفي المثل : شَوَى أَخُوكَ حتَّى إذا أَنضَجَ رَمَّدَ يضرب للرجل يعود بالفسادِ على ماكان أًصلحَهُ وقد ورَدَ ذلك في حديث عمر رضي الله عنه قال ابن الأَثير : هو مَثَلٌ يُضرَب للذي يَصْنَعُ المَعْرُفَ ثم يُفْسِدُه بالمِنَّةِ أَو يَقْطَعه . ورَمَّدَ الشِّواءَ : مَلَّه في الجَمْر . والمُرَمَّد من اللَّحْم : المَشْوِيّ الذي يُمَلّ في الجَمْر . والرَّمْدُ بفتح فسكون : ماءٌ أَقْطَعَه النبي صلى الله عليه وسلم جَميلاً العُذْرِيَّ حين وَفَد عليه وله ذِكْرٌ في الحديث . وفي المراصد : الرَّمْد : رِمَالٌ بأقبال الشِّيحَة وهي رَمْلَةٌ بين ذات العُشَر وبين اليَنْسُوعَة
ودارُ الرَّمَادِ . قَرْيًَةٌ بالفَيُّوم