" ضَرَجَه " ضَرْجاً : " شَقَّه فانْضَرَجَ " قال ذو الرُّمّة يصف نساءً :
" ضَرَجْنَ البُرُودَ عن تَرائِبِ حُرَّةٍ أي شَقَقْن . ويروى بالحاء : أي أَلْقين . " و " ضَرَجَ الثَّوْبَ وغيرَه : " لَطَخَه " بالدَّمِ ونحوِهِ من الحُمْرَةِ أو الصُّفْرَةِ . قال يصف السَّرَابَ على وَجْهِ الأرض :
" في قَرْقَرٍ بلُعْبَابِ الشَّمسِ مَضْروجِ يعني السَّرَابَ
وضَرَّجَه " فتَضرَّجَ " . وكلُّ شيءٍ تَلَطَّخَ بدمٍ أو غيره فقد تَضَرَّجَ وقد ضُرِّجتْ أثوابُه بدَمِ النَّجيعِ
وضَرَجَ الشيءَ ضَرْجاً فانْضَرَجَ وضَرَّجَه فتَضرَّجَ : شَقَّه فعُرِف بذلك عَدمُ التَّفْرِقَة بين المُطَاوِعَيْنِ . وهكذا في كتب الأفعال . وفي حديث : المرأة صاحِبَةِ المَزَادتين : تكاد تَتَضَرَّجُ من المَلْءِ : أي تَنْشَقُّ
وتَضَرَّجَ الثَّوْبُ : انْشقَّ . وفي اللسان : تَضَرَّجَ الثَّوْبُ : إذا تَشَقَّقَ
وضَرَّجَه " ألقاه "
وعَيْن مَضْروجةٌ : واسعَةُ الشَّقِّ " نَجْلاءُ . قال ذو الرُّمَّة :
تَبَسَّمْنَ عن نَوْرِ الأقاحي في الثَّرى ... وفَتَّرْن عن أبصارِ مَضْروجةٍ نُجْلِ والانْضِراجُ : الانْشقاق قال ذو الرُّمّة :
مِمَّا تَعَالَتْ من البُهْمَى ذَوَائِبُها ... بالصَّيْفِ وانْضَرَجَتْ عنه الأكاميمُ وقال المُؤّرِّجُ : " انْضَرَجَ : اتَّسَعَ " وأنشد :
أمَرْتُ له براحِلةٍ وبُرْدٍ ... كريمٍ في حواشيهِ انْضِراجُ وانْضَرَجَتْ لنا الطَّريقُ : اتَّسعَتْ
وعن الأصمعي : انْضَرَجَ " ما بَيْنَهُم : تَبَاعَدَ "
وانْضَرجَت " العُقَابُ " : انحطَّتْ من الجَوّ كاسِرَةً " وانْقَضَّت على الصَّيْد " . وانْضَرَجَ البازي على الصَّيْد : إذا انقَضَّ قال امرؤ القيس :
كتَيْسِ الظِّباءِ الأَعْفَرِ انْضَرَجَتْ له ... عُقَابٌ تَدَلَّت من شمارِيخِ ثَهْلانِ وقيل : انْضَرجَت : انْبَرَتْ له " أو أخذَتْ في شِقٍّ "
وفي الأساس والصحاح : " تَضرَّجَ البَرْقُ : تَشقَّقَ . و " تضرَّج " النَّوْرُ : تَفَتَّحَ "
وفي اللسان : انْضَرَجَ الشَّجرُ : انشقَّت عُيونُ وَرَقهِ وبَدَتْ أطرافُه
وتضَرَّجَتْ عن البَقْلِ لَفَائفُه : إذا انْفتحَتْ
وإذا بَدَتْ ثِمارُ البُقولِ من أكْمامها قيل : انْضَرَجتْ عنها لفَائفُها أي انْفَتَحَتْ
ومن المجاز : تَضرَّجَ " الخَدُّ احْمارَّ " . وفي الأساس : هو مُضَرَّجُ الخَدَّينِ . وكلَّمْنه فَتَضَرَّج خَدّاه
ومن المجاز : تَضَرَّجَت " المَرْأةُ " إذا " تَبَرَّجَتْ " وتَحَسَّنَتْ
وضَرََّ الجَيْبَ تَضْريجاً : أرْخَاه "
وعبارةُ النّوادر : أضْرجَت المرأةُ جَيْبَها : إذا أرْخَتْه
وضَرَّجَ " الإبلَ " إذا " رَكَضَها في الغَارَة "
وضَرَجَت النَّاقةُ بِجرَّتِها وجَرَضَتْ
ومن المجاز : ضَرَّجَ " الكلامَ : حَسَّنَه وزَوَّقَه " قال أبو سعيد : تَضْريجُ الكلام في المَعَاذير : هو تَزْويقُه وتَحْسينُه . ويقال : خيرُ ما ضُرِّجَ به الصِّدْقُ وشَرُّ ما ضُرِّجَ به الكَذبُ
وضَرَّجَ " الثَّوْبَ " تَضْريجاً : " صَبَغَه بالحُمْرةِ " وهو دونَ المُشْبَع وفوقَ المُوَرَّد . وفي الحديث : " وعَليَّ رَيْطةٌ مُضرَّجَة " أي ليس صِبْغُها بالمُشْبَع
ويقال : ضَرَّجَ " الأنْفَ بالدَّمِ : أدْماهُ " قال مُهَلْهلٌ :
لَوْ بِأبانَيْن جاءَ يَخْطُبُها ... ضُرِّجَ ما أنْفُ خاطبٍ بدَمِ وفي كتابه لوَائلٍ : " وضَرَّجوه بالأضامِيم " : أي دَمُّوْه بالضَّرْب
" والإِضْرِيجُ " بالكسر : " كِساءٌ أصفَرُ و " قال اللِّحيانيّ : الإِضْريج : " الخَزُّ الأحمرُ " وأنشد :
" وأكسيةُ الإِضْريجِ فَوْقَ المَشَاجِبِ أي أكْسيةُ خزٍّ أحْمرَ . وقيل : هو كساءٌ يُتَّخَذ من جَيِّدِ المِرْعزَّى . وقال الليث : الإِضْريجُ : الأكْسيَة تُتَّخذُ من المِرْعِزَّى من أجوَده . والإِضرِيج : ضَرْبٌ من الأكسيةِ أصفَرُ
والإضرِيج : الجَيِّدُ من الخَيْلِ وعن أبي عبيدَةَ : الإضريجُ من الخَيْلِ : الجَوَادُ الكثيرُ العَرَقِ وقال أبو داود :
ولقد أغْتَدي يُدَافِعُ رُكْنِي ... أجْوَليٌّ ذو مَيْعَةٍ إِضْريجُ وقال : الأضريجُ : الواسعُ اللَّبَانِ . وقيلَ : الإضريج : " الفَرَسُ الجَوَادُ " الشَّدِيدُ العَدْوِ
وثَوبٌ ضَرِجٌ وإِضْريجٌ : مُتَضرِّجٌ بالحُمْرَةِ أو الصُّفْرَةِ . وقيل : الإضْريجُ : " الصِّبْغُ الأحمرُ " . وثَوبٌ مُضرَّجٌ من هذا وقيل : لا يكون الإضْريجُ إلا من خَزٍّ
" والمُضرِّجُ كمُحَدِّثٍ " هكذا في نسختنا وفي بعضها : والمُضْرِجُ كمُحْسِن : " الأسَدُ "" والمَضَارِجُ كالمَنَازِل : المَشَاقُّ " جَمعُ مَشَقَّةٍ . قال هِمْيَانُ يَصفُ أنيابَ الفَحْلِ :
" أوْسَعْنَ من أنيابِه المَضَارِجَا والمَضَارِجُ : " الثِّيابُ الخُلْقَانُ " تُبْتَذَلُ مِثْل المَعاوِزِ قاله أبو عبيدٍ واحدها مِضْرَجٌ كذا في الصحاح واللسان وغيرهما . وإهمال المصنف مُفرَدَه تقصيرٌ أشار له شيخنا
" وضارِجٌ " اسم " ع " معروف في بلاد بني عبْسٍ وقيل : ببلاد طَيِّئٍ . والعُذَيْبُ : ماءٌ بِقُرْبه وقد مَرَّ . قال امرؤ القيس :
تَيَمَّمَتِ العينَ التي عندَ ضَارجٍ ... يَفيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامي قال ابن بَرِّي : ذكر النّحّاس أن الرواية في البيت : " يفيئُ عليها الطَّلْحُ " ويروى بإسناد ذَكَرَه أنه وفدَ قومٌ من اليمن على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حُجْر . قال : وكيف ذلك قالوا : أقْبَلْنَا نُريدك فَضلَلنا الطّريقَ فبقينا ثلاثاً بغير ماءٍ فاستظْللْنا بالطَّلْح والسَّمُر . فأقبَل راكبٌ مُتلثِّمٌ بعمامةٍ وتمثَّلَ رَجُلُ ببيتين وهما :
ولما رأتْ أنَّ الشريعةَ هَمُّها ... وأنَّ البياضَ منْ فرائصها دامي
تيَمَّمَت العينَ التي عندَ ضارِجٍ ... يفيءُ عليها الطَّلْحُ ؛ عَرْمَضُها طامي فقال الراكب : من يقول هذا الشِّعر ؟ قال : امرؤ القيس بن حُجر . قال : والله ما كَذَبَ هذا ضارجٌ عندكم . قال : فَجَثونا على الرُّكَب إلى ماءٍ وعليه العَرْمَضُ يفيءُ عليه الطَّلْح فشرْنا رِيَّنَا وحَمَلْنا ما يَكْفينا ويُبلِّغُنَا الطَّريقَ . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ذاك رجلٌ مذكورُ في الدَّنْيا شريفٌ فيها مَنسيٌّ في الآخرةِ خاملٌ فيها يجيءُ يومَ القيامة معهَ لواءُ الشٌّعراءِ إلى النَّار "
" وعَدْوٌ ضَريجٌ : شديدٌ " قال أبو ذؤيب :
" جِرَاءٌ وشَدٌّ كالحَريقِ ضَريجُ ومما يستدرك عليه : ضَرَجَ النَّارَ يَضْرِجُها : فَتَحَ لها عَيْناً ؛ رواه أبو حنيفة
والضَّرْجَةُ والضَّرَجَةُ : ضَرْبٌ من الطَّير
واستدرك شيخنا هنا : المضْرَجي بضمّ الميم وآخرها ياءُ النِّسْبة جمع المضرَجيات وهي الطُّيور الكَواسرُ . والصواب أنه بالحاء المهملة وسيأتي في محلِّه