شحب بالحَاءِ المُهْمَلَةِ لَوْنُه وجِسْمُه كجَمَع ونَصَرَ وكَرُم وعُني يَشْحَب ويَشْحُبُ شُحُوباً وشُحُوبَةً الأَخِيرُ من الثَّالِثِ وعلى الأَوَّل اقْتَصر عِيَاضٌ في المَشَارِق وابْنُ جِنِّي في شَرْحِ دِيوَانِ المُتَنَبِّي وَهُوَ القِيَاسُ والثَانِيَةُ أَشْهَرُ مِن الأُولى حَكَاهَا الجَوْهَرِيّ وابْنُ القَطَّاعِ وابْنُ سِيدَه وابْنُ جِنّي تَبَعاً لأَبِي العَبَّاس ثَعْلَب في الفَصِيح والثَّالِثَةُ حَكَاهَا الفَرَّاءُ ونَقَلَهَا الجَوْهَرِيّ وابْنُ القطَّاع وابْنُ القُوطيّة وابْنُ سِيدَه وابنُ جِنِّي وابْنُ السِّكّيت في إِصْلاح المَنْطِق وأَبُو حَاتِم وصَاحِبُ الوَاعِي وأَنْكَرَها أَبُو زَيْد وتَبِعَه القَاضي عِيَاض والرَّابِعَةُ حَكَاهَا ابْنُ سِيدَه وأَغْفَلَها الجَمَاهِيرُ كَذَا حَقَّقَه شَيْخُنَا . قُلْتُ : وَحَكَى الرَّابِعَة أَيْضاً الصَّاغَانِيّ في التَّكْمِلَة : إِذَا تَغَيَّر كَذَا في الصَّحَاح ولَم يُقَيِّد سَبَبَ التَّغْيِيرِ ومِثْلُه لأَبِي حَاتِم في تَقْوِيم المُفْسد وأَنْشَدِ لِلنَّمِرِ بْنِ تَوْلب :
وفي جِسْمِ رَاعِيهَا شُحُوبٌ كَأَنَّه ... هُزَالٌ وَمَا مِنْ قِلَّة الطُّعْم يُهْزَلُ وقال صَاحِبُ الوَاعِي : الشُّحُوبُ هُوَ الهُزَالُ بِعَيْنِه وجَعْلَه في الأَسَاس مِنْ لُغَةِ بَنِي كِلاَب . ومِنْهُم مَنْ قَيَّد السَّبَبَ فَقَالَ : إِذَا تَغَيَّر مِنْ هُزَال أَو عَمَلٍ أَو جُوع أَوْ سَفَرٍ أَو مَرَضٍ أَو جَزَع أَو جُهْدٍ . قَالَ لَبِيد :
رأَتْني قد شَحَبْتُ وسَلَّ جِسْمِي ... طِلاَبُ النَّازِحَاتِ مِن الْهُمُومِ والشَّاحِبُ : السَّيْفُ يَتَغَيَّر لَوْنُه بِمَا يَبِسَ عَلَيْهِ من الدَّمِ . قَالَ تَأَبَّطَّ شَرّاً :
ولكِنَّنِي أُرْوِي من الخَمْر هَامَتِي ... وأَنْضُو المَلاَ بِالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِلِ المُتَشَلْشِلُ : الَّذِي يَتَشَلْشَلُ بالدَّم . وأَنْضُو : أَنْزِعُ وأَكْشِفُ . والشَّاحِبُ : المَهْزُولُ . قَالَ :
" وقد يَجْمَعُ المَالَ الفَتَى وَهْوَ شَاحِبٌوقد يُدْرِكُ الموتُ السَّمِينَ البَلَنْدَحَا وفي الحَدِيثِ : مَنْ سَرّه أَنْ يَنْظُر إِليّ فَلْيَنْظُر إِلَى أَشْعَثَ شَاحِب . والشَّاحِبُ : المُتَغَيِّر اللَّوْنِ لِعَارِض من مَرَضٍ أَو سَفَرٍ ونَحْوِهِما . ومِنْهُ حَدِيث ابْنِ الأَكْوَع رَآني رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم شَاحِباً شَاكِياً وحَدِيثُ ابْنِ مَسْعود : يَلْقَى شَيْطَانُ الكافِرِ شَيْطَانَ المؤْمِن شَاحِباً وحَدِيث الحَسَن : لا تَلْقَى المُؤْمِنَ إِلاَّ شَاحِباً لأَنَّ الشُّحُوبَ من آثَار الخَوْفِ وقِلَّة المَأْكَلِ والتَنَعُّمِ . شَحَبَ وَجْهَ الأَرْض كَمَنَعَ يَشْحَبُهَا شَحْباً : قَشَرَهَا بمِسْحَاةِ أَو غَيْرِهَا يَمَانِية نَقَلَه ابْنُ دُرَيْدِ . قال شيخُنَا : بَقِي عَلَيْهِ شَحْبُ بْنُ مُرَّةَ في نَهْدٍ وشَحْبُ بْنُ غَالِب في الهُون ذكرهما الوزير والأَمير وغيرهما وأَغفلهما المصنف مع شُهْرَتِهما . قُلْتُ : ومِنْ وَلَدِ الأَوَّل قَيْسُ بْنُ رِفَاعَة بْنِ عَبْدِ نَهْم بن مُرَّة ابْنِ شَحْب شَاعِرٌ فَارِسٌ