الشِّرْكُ والشِّرْكَةُ بكسرِهِما وضمِّ الثانِي بمعنّى واد وهو مُخالَطَةُ الشَّرِيكَيْنِ قال شيخنا : هذه عِبارَةٌ قلِقَةٌ قاصِرَةٌ والمعروفُ أن كلاًّ منهما يفتْح فكَسْرٍ وبِكَسْرٍ أو فَتْح فسُكُون ثلاث لُغاتٍ حكاها غيرُ واحدٍ من أَعْلامِ اللُّغةِ كإِسْماعِيلَ بنِ هِبَةِ اللهِ على ألفاظِ المُهَذَّبِ وابنِ سِيدَه في المُحَكَم وابنِ القَطّاعِ وشُرّاح الفَصِيح وغيرِهم وهذا الضمُّ الذي ذَكَره في الثاني غيرُ مَعْرُوفٍ فتأمل . قلت : الضمُّ في الثاني لُغَةٌ فاشِيَةٌ في الشام لا يكادُ,نَ يَنْطِقونَ بغيرها وشاهِدُ الشِّرءكِ حديثُ مُعاذ : أنه أَجازَ بينَ أَهْلِ اليَمَنِ الشّرْكَ أَي الاشْتِرَاكَ في الأرضِ وهو أَنْ يَدْفَعَها صاحِبُها إلى آخرَ بالنصفِ أَو الثُّلُثِ أو نحو ذلك وفي حديثٍ عُمَرَ بن عبد العزيزِ : أن الشِّرْكَ جائِزٌ وهو من ذلك
وقد اشْتَرَكا وتَشارَكَا وشارَكَ أَحدُهُما الآخرَ والاشْتِراكُ هنا بمَعْنَى التَّشارُكِ وقال النابغَةُ الجَعْديُّ :
وشارَكْنا قُرَيْشًا في تُقاها ... وفي أَنْسابِها شِركَ العِنانِ والشِّركُ بالكَسرِ والشَّرِيكُ كأَمِيرٍ : المُشارِكُ قالَ المُسَيَّبُ أَو غيرُه :
شِركًا بِماءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُه ... في طَوْدِ أَيمَن في قُرَى قَسرِ أَشْراكٌ مثل شِبر وأَشْبار ويجوزُ أَن يَكُونَ جمعَ شَرِيكٍ كشَهِيدٍ وأَشْهادٍ . ويُجْمَعُ الشَّريكُ على شُرَكاءَ كما يُقال : شَرِيف وأَشْرافٌ وشُرَفاءُ قال تعالَى : " فأَجْمِعُوا أَمْرَكُم وشُرَكاءَكُم " أي : وِادْعُوا شُرَكاءَكُم ليُعاوِنُوكُم . وقال الأزْهَرِيّ : والشرك يكون بمَعْنَى الشَّرِيكِ وبمعنى النَّصِيب وجمعُه أَشْراكٌ كشِبرٍ وأَشْبارٍ وقال لَبِيدٌ :
تَطِيرُ عَدائِدُ الأَشْراكِ شَفْعًا ... ووِتْرا والزَّعَامَةُ للغُلامِ وهي شَرِيكَةُ الرَّجُلِ وهي جارَتُه وزوجُها جارُها وهذا يَدُلُّ على أَنَّ الشَّرِيكَ جارٌ وأَنّه أَقْرَبُ الجِيرانِ شَرائِكُ
وشَرِكَه في البَيعِ والمِيراثِ كعَلِمَه شِركَةً بالكَسرِ وهو أَفصَحُ من أَشْرَكَه رُباعِيًّا . وأَشْرَكَ باللّهِ : كَفَرَ أي : جَعَلَ له شَرِيكًا في مُلْكِه تَعالَى اللّهُ عن ذلِكَ وقال أَبو العَبّاسِ في قولِه تَعالى : " والَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكونَ " مَعْنَاهُ الّذِينَ صارُوا مُشْرِكِينَ بطاعَتِهم للشَّيطانِ وليسَ المَعْنَى أَنَّهُم آمَنُوا باللّهِ وأَشْرَكُوا بالشَّيطانِ ولكن عَبَدُوا اللّه وعَبَدُوا مَعَه الشّيطانَ فصارُوا بذلِكَ مُشْرِكِينَ ليسَ أَنَّهُم أَشْرَكُوا بالشّيطانِ وآمَنُوا باللّهِ وحْدَه رواهُ عنه أَبو عُمَرَ الزّاهِدُ قال : وعَرَضَه على المُبَرِّدِ فقال : مُتْلَئبٌّ صَحِيحٌ فهو مُشْرِكٌ ومُشْركِيٌ مثل : دَو ودَوِّي وقَعْسَرٍ وقَعْسَرِي قال الراجزُ :
" ومُشْرِكِي كافِرٍ بالفُرقِ أي : بالفُرقانِ كما في الصِّحاحِ . والاسْمُ الشِّركُ فِيهِما بالكسرِ وفي الحَدِيثِ : الشِّركُ أَخْفى في أُمَّتِي من دَبِيبِ النَّمْلِ قال ابنُ الأثِيرِ : يُريدُ به الرياءَ في العَمَلِ فكأَنه أَشْرَكَ في عَمَلِه غيرَ اللّهِ تَعالَى وقال اللّهُ تَعالَى : " إنَّ الشِّركَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " المرادُ به الكَفْرُ . ويُقالُ في المُصاهَرَةِ : رَغِبنا في شِركِكُم وصِهْرِكُم أَي : مُشارَكَتِكُم في النَّسَبِ . قال الأَزْهَرِيُّ : وسمعتُ بعضَ العَرَبِ يَقُولُ : فلانٌ شَريكُ فُلان : إِذا كانَ مُتَزَوِّجًا بابْنَتِهِ أَو بأخْتِه وهو الذِي يُسَمِّيه الناس الخَتَنَ . والشَّرَكُ مُحَرَّكَةً : حَبائِلُ الصَّيدِ وكذلك ما يُنْصَبُ للطَّيرِ ومنه الحَدِيث : أَعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ الشَّيطانِ وشَرَكِه فيمن رواهُ بالتّحْرِيكِ أي حبائِلِه ومَصائِدِه شُرُكٌ بضَمَّتَين وهو قَلِيلٌ نادِرٌ ويُقال : واحِدَتُه شَرَكَةٌ قال زُهَيرٌ :
كأنها من قَطا الأَحْبابِ حانَ لَها ... وِرْدٌ وأَفْرَدَ عنها أُخْتَها الشَّرَكُ والشَّرَكُ من الطَّرِيق : جَواده أَو هي الطّرقُ التي لا تَخْفى عَلَيكَ ولا تَستَجْمِعُ لَكَ فأَنتَ تَراها ورُبَّما انْقَطَعَت غيرَ أَنّها لا تَخْفى عليكَ واحِدَتُه شَرَكَةٌ وقال الأَصْمَعي : الْزَمْ شَرَكَ الطَّرِيقِ وهي أَنْساعُ الطَّرِيقِ وقالَ غيرُه : هي أَخادِيدُ الطَّرِيقِ ومَعْناهُما واحِدٌ وهي ما حَفَرَت الدَّوَابُّ بقوائِمِها في مَتْنِ الطَّرِيقِ شرَكَةٌ هُنا وأخْرَى بجانِبِها . وقال شَمِرٌ : أمُّ الطَّرِيقِ : مُعْظَمُه وبُنَيّاتُه : أَشْراكُه صِغارٌ تَتَشَعَّبُ عنه ثم تَنْقَطِع . وقال الجَوْهَرِيُّ : الشَّرَكَةُ : مُعْظَمُ الطَّرِيقِ ووَسَطُه والجَمْعُ شَرَكٌ قال ابنُ بَري : شاهِدُه قولُ الشَّمّاخِ :
إِذا شَرَكُ الطَّرِيقِ تَوَسَّمَتْهُ ... بخَوْصاويْنِ في لُحُجٍ كَنِينِ وقال رُؤْبَة :
" بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرَّفّاضِ وأَنْشَدَ الصّاغاني لزُهَير :
شِبهُ النَّعامِ إِذا هَيَّجْتَها انْدَفَعَتْ ... على لَواحب بِيضٍ بَينَها شَرَكُ قال : ويُروَى شُرُكُ بضمتين . وشَرَك بلا لامٍ : بالحِجازِ وهو الجَبَل الذي يَذْكُرُه فيما بَعْدُ بعَينِه . والشِّراكُ ككِتابٍ : سَيرُ النَّعْل على وَجْهها ومنه الحَدِيثُ : أَنّه صَلَّىَ الظّهْرَ حِينَ زالَت الشَّمْسُ وكانَ الفَيءُ بقَدْرِ الشِّراكِ شُرُكٌ ككتُبٍ
وأَشْرُك وفي بعض النُّسَخِ وأَفْلُسٍ وكلاهُما غَلَط والصّوابُ : وأَشْرَكَها وشَرَّكَها تَشْرِيكًا وِإشْراكًا : جَعَل لها شِراكًا
والشِّراكُ : الطَّرِيقَةُ من الكَلإ جَمْعُه شُرُكٌ عن أبي نَصْرٍ يُقال : الكَلأ في بني فُلان شُرُكٌ أي طَرائِق وقال أَبو حَنِيفَةَ : إِذا لم يَكُن المَرعَى مُتَّصِلاً وكانَ طَرائِقَ فهو شُرُكٌ . والشُّرَكِي كهُذَلِي وتُشَدَّدُ راؤُه : السَّرِيعُ من السَّيرِ نقله ابنُ سِيدَه . ولَطْمٌ شُرَكِيٌ أي : سَرِيعٌ مُتَتابعٌ كَلَطْم المُنْتَقِشِ من البَعِير وهو الذي يَدْخُلُ في رِجْلِه الشَّوْكَةُ فيَضْرِبُ بِها الأَرْضَ ضَربًا مُتَتابِعًا قال أَوْس بنُ حَجَرٍ :
وما أَنَا إِلاّ مُستَعِد كما تَرَى ... أَخُو شُرَكِي الوِرْدِ غيرُ مُعَتِّمِأي : وِرد بعدَ وِرْدٍ مُتَتابع كما في الصحاح . وشُرَيْكٌ كزُبَيرٍ : ابنُ مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ فَهْمِ بنِ غَنْم بنِ دَوْس : أَبو بَطْنٍ . قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ . قلتُ : وهو أَخو صُلَيمٍ وشوبك ووالد أَسَدٍ بالتّحْرِيكِ وسَرِيّ ووَهْبانَ . وشُرَيْكٌ آخَرُ : جَدٌّ لمُسَدَّدَ بنِ مُسَرهَدِ بن مُسَربَل بنِ أَرَنْدَلِ بن سَرَنْدَلِ بنِ عَرَنْدَلِ بنِ المُستورِدِ وهكذا نَسَبَه ابنُ دُرَيْدٍ والمُستَغْفِرِيّ والسلَفِي في سَفِينَتِه نَقْلاً عن ابن الجَوّاني النسّابَةِ وابنِ العَدِيمِ في تاريخِ حَلَبَ ويُقال في نَسَبِه الأسَدِيّ والشّرِيكِي وقد تَقَدّمَ سَردُ نَسَبِه في الدّالِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : ومن مَوالِي بني شُرَيْك مُقاتِلُ بنُ سُلَيمانَ . وقال ابنُ بُزُرْجَ شَرِكَت النَّعْلُ وشَسِعَتْ وزَمَّتْ كفَرِحَ : إِذا انْقَطَع شِراكُها وشِسعُها وزِمامُها . ورَجُلٌ مُشْتَرَكٌ : إِذا كانَ يُحَدِّثُ نَفْسَه أَنَّ رأيَه مُشْتَرَكٌ ليس بواحِدٍ وفي الصِّحاحِ عن الأَصْمَعِي : إِذا كانَ يُحَدِّث نَفْسَه كالمَهْمُومِ . وفي العُبابِ التَّشْرِيكُ : بَيعُ بعضِ ما اشْتَرَى بما اشْتَراهُ بهِ . قال : والفَرِيضَةُ المُشَرَّكَة كمُعَظَّمَةٍ أي : المُشْتَرَكُ فِيها فحَذَفَ وأَوْصَلَ ويُقالُ لها أَيْضًا المُشَرِّكَةُ - كمُحَدِّثَةٍ - بنِسبَةِ التَّشْرِيكِ إِليها مجازًا كذا في شَرحِ الفُصُولِ ويُقالُ أَيضًا : المُشْتَرَكَةُ وهذه عن اللّيثِ وهي التي يَستَوِي فِيها المُقْتَسِمُون وهي زوْج وأُمٌ وأَخَوانِ لأُم وأَخَوانِ لأَبٍ وأم للزَّوْج النِّصْفُ وللأمِّ السُّدُسُ وللأَخَوَين للأُمِّ الثُّلُثُ ويَشْرَكُهُم بَنُو الأبِ والأمِّ ؛ لأَنّ الأَبَ لمّا سَقَطَ سَقَطَ حُكْمُه وكان كأَن لم يَكُنْ وصارُوا بني أم معًا وهذا قول زَيْدِ بنِ ثابِتٍ رضي اللّهُ عنه وحَكَم فيها عُمَرُ رضي اللّهُ عنه فجَعَلَ الثُّلُثَ للأَخَوَيْن لأم ولم يَجْعَلْ للإِخْوةِ للأَبِ والأمِّ شَيئًا فقالُوا له : يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ هَبْ أَنَّ أَبانَا كانَ حِمارًا فأَشْرِكْنا بقَرَابَةِ أمِّنا فأَشْرَكَ بَينَهُم فسُمِّيَت الفَريضَةُ مُشَرَكَةً ومُشتَرَكَةً الأَخِيرَةُ عن اللِّيثِ وحِمارِيَّةً لقولِهِم : هَبْ أَنَّ أَبانَا كان حِمارًا وأَيْضًا حَجَرِيَّةً ؛ لأَنه رُوِىَ أَنَّهُم قالُوا : هَبْ أَنّ أَبانَا كان حَجَرًا مُلْقًى في اليَمِّ وبَعْضُهم سَمّاها يَمِّيةً لِذلِكَ وسُمِّيَتْ أَيضًا عُمَرِيَّةً ؛ لقَضاءِ عُمَرَ رضي اللّهُ عنه فيها قال شيخُنا : وهو مَذْهَبُ مالكٍ والشّافِعِي والجُمهُورِ خِلافًا لأبي حَنِيفَة وبعضِ أَهلِ العِراقِ . قلتُ : وفي فرائِض أبي نصْر : المُشَرَّكةُ : زوْج وأم أَو جَدّةٌ واثْنانِ فصاعِدًا من أَوْلادِ الأمِّ وعَصَبَةٌ من وَلدِ الأَبِ والأُمِّ قضى فِيها عَلِيٌ للزّوْج بالنِّصْفِ وللأمِّ بالسُّدُسِ ولوَلدِ الأمِّ بالثّلُثِ وأَسْقط وَلد الأَبِ والأمِّ وهو قولُ الشَّعْبِي وأبي حَنِيفَةَ وابنِ أبي لَيلَى وأبي يُوسُفَ وزُفَرَ ومُحَمّدٍ والحَسَنِ وابن حَنْبَلٍ وكَثِيرٍ وقَضَى عُثْمانُ فِيها للزَّوج بالنِّصْفِ وللألم بالسّدُس ولوَلَد الألم بالثُّلُثِ وشَرَك وَلَدَ الأبِ والأمِّ مَعَهُم فيه وبه قالَ الشافِعِيُ وكَثِيرٌ من الصَّحابَةِ وروى أَنَّ عُمَرَ قَضَى فيها كما قَضَى عَلِي فقالَ له الأَخُ من الأَبِ والأمِّ : هَبْ أَنّ أَبانَا كانَ حِمَارًا فما زادَنا إِلاّ قربًا فرَجَعَ فَشَرَكَهُم ولِذا سُمِّيَتْ حِمارِيَّة انتهى . وفي شَرحِ الفُصُول : أُبْطِلَ هذا بزَوْجٍ وأُخْتٍ شَقِيقةٍ وأَخٍ وأُخْت لأَبٍ فإنّ الأُخت سَقَطَتْ بأَخِيها ولَيسَ لها أًنْ تَقُولَ إِنّ أَخِي لو لَم يَكُنْ لوَرِثْتُ فهَبُوه حِمارًا فتأَمّل . والشَّرَكَةُ مُحَرَكَةً : لبني أَسَدٍ . وشِركٌ بالكَسرِ : ماءٌ لَهُمْ وراءَ جَبَلِ قَنان قال عُمَيرَةُ بنُ طارقٍ :
فأهْوِنْ عَلَيَ بالوَعِيدِ وأَهْلِهِ ... إِذا حَلَّ أَهْلِي بَيْنَ شِركٍ فعاقِلِوشَرَكٌ بالتَّحْرِيكِ : جَبَلٌ بالحِجازِ قاله نَصْرٌ . ورِيحٌ مُشارِكٌ وهي التي تَكُونُ النَّكْباءُ إِلَيها أَقْرَبَ مِنَ الرِّيحَيْن التي تَهُبُّ بَينَهُما قال الشاعِرُ :
إِلى ضَوءِ نارٍ بَيْنَ قُرّانَ أُوقِدَتْ ... وغَضْوَر تَزْهاهَا شَمالٌ مُشارِكُ وقُرّانُ وغَضْوَر : ماءَانِ لطَيِّئ
ومما يُستَدْرَكُ عليه : شارَكْتُ فُلانًا : صِرتُ شَرِيكَه وفي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ :
" تَشَارَكْنَ هَزْلَى مُخهُنَّ قَلِيلُ أي عَمَّهُنّ الهُزالُ فاشْتَرَكْنَ فيهِ ويُروَى تَساوَكْنَ وقد تَقدَّم . وطَرِيقٌ مُشْتَرَكٌ : يَستَوِي فيه النَّاسُ . واسمٌ مُشْتَرَكٌ : تَشْتَرِكُ فيه مَعان كثيرة كالعَيْنِ ونَحْوِها ؛ فإِنه يَجْمَعُ معانيَ كثيرةً وأَنْشَدَ ابنُ الأَعرابي :
ولا يَستَوي المَرءَانِ هذا ابنُ حُرَّةٍ ... وهذا ابنُ أخْرَى ظَهْرُها مُتَشَركُ فَسَّره فقال : مَعْناهُ مُشْتَرَكٌ . وشَرِكَهُ في الأَمْرِ يَشْرَكُه : دَخَلَ مَعَه فيه وأَشْرَكَه فيهِ . وأَشْرَكَ فلانًا في البَيع : إذا أَدْخَلَه مع نَفْسِه فيهِ وقولُه تَعالى : " وأَشْرِكْهُ في أَمْرِي " أي اجْعَلْه شَرِيكًا لي . واشْتَرَكَ الأَمْرُ : الْتَبَسَ . والشِّركَةُ بالكَسرِ : اللَّحْمَةُ يمانية وأَصْلُها في الجَزُورِ يَشْتَرِكُون فيها . وشَركٌ بالفتحِ : مَوْضِعٌ وأَنْشَدَ ابنُ بَريّ لعُمارَةَ :
هَلْ تَذْكُرُونَ غَدَاةَ شَركَ وأَنْتُمُ ... مثلُ الرَّعِيل من النَّعامِ النّافِرِ ومن المَجازِ : مَضَوْا على شِراك واحِد . والمُسَمَّى بشَرِيك من الصَّحابَةِ عَشْرَة ومن التابِعِينَ تسعَة . وكوم شَرِيك : قريَةٌ بمِصْرَ . وشارَكُ كهاجَرَ : بلَيدَةٌ من أَعمالِ بَلْخَ منها نَصْرُ بنُ مَنْصُورٍ الشّارَكي عُرِفَ بالمِصْباحِ وأَيضاً جَدّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّد عن أبي يَعْلَى وعنه حفيدُه أَحمَدُ بنُ حَمْدانَ بنِ أَحْمَدَ وعن حفيده أَبو إِسْماعِيلَ الهَرَوِيّ . وشارِكُ بنُ سِنان : رَجُلٌ وفيه يَقُولُ الشّاعِرُ :
ونارٍ كأَفْنانِ الصَّباحِ رَفِيعَةٍ ... تننَوَّرْتُها من شارِكِ بنِ سِنانِ والشَّرّاكُ ككَتّانٍ : قريَةٌ بمِصْرَ من أَعْمالِ البُحيرَة