ومّما يُسْتَدْرَك عليه : البَشْكَرِيّ شيخٌ للمالِينيِّ ذَكَرَه الرُّشاطِيُّ وما ذَكَرَ اسمَه . وبشكريّ قال الذَّهبيُّ : صاحبٌ لنا
الشُّكْرُ بالضمّ : عِفانُ الإحسانِ ونَشره وهو الشُّكُورُ أيضاً أو لا يكونُ الشُّكْرُ إلاّ عنْ يدٍ والحمدُ يكونُ عن يدٍ وعن غَيرِ يدٍ فهذا الفرقُ بينهما قاله ثَعْلَبٌ واستدلّ ابنُ سِيده على ذلك بقول أبي نُخَيلة : شَكرْتكَ إنَّ الشُّكْرَ حبلٌ من التقي وما كُلُّ من أوليته نعمةً يقضي
قالَ : فهذا يَدلُ على أن الشُّكْرَلا يكونُ إلا عن يدٍ ألا ترى أنه قال : وما كُلُّ من أوليتهُ إلخ أي ليس كُلُّ من أوليته نعمةً يَشكُركَ عليها . وقال المصنفُ في البصائر : وقيل : الشُّكْرُ مقلوبُ الكَشرِ أي الكَشفِ وقيل : أصله من عَينٍ شكري أي ممتَلئةٍ والشكرُ على هذا : الامتلاءُ من ذِكْرِ المُنعمِ . والشُكْرُ على ثلاثة أضربٍ : شُكر بالقلبِ وهو تصَوُّرُ النعمة وشُكر باللسان وهو الثناءُ على المُنعم وشُكر بالجوارحِ وهو مكافأةُ النعمةِ بقدرِ استحقاقةِ
وقال أيضاً : الشُّكْرُ مَبنيُّ على خمسِ قواعدَ : خُضُوع الشاكرِ للمَشْكُورِ وحُبه له واعترافه بنعمتهِ والثناء عليه بها وأن لا يَسْتَعْمِلها فيما يكره هذه الخمسة هي أساسُ الشُّكْرِ وبناؤه عليها فإن عَدمَ منها واحدة اختلت قاعدةٌ من قواعد الشُّكرِ وكلّ من تكلمَ في الشُّكْرِ فإن كلامه إليها يَرجعُ وعليها يدورُ فقيلَ مرةً : إنه الاعترافُ بنعمة المُنعم على وجهِ الخُضُوعِ . وقيل : الثناءُ على المُحسن بذِكرِ إحسانه وقيل : هو عُكُوفُ القَلْبِ على محبةِ المنعمِ والجوارحِ على طاعتهِ وجَريانَ اللسانِ بذِكْره والثناء عليه وقيل : هو مُشاهدةُ المِنةِ وحفظُ الحُرمةِ
وما ألطفَ ما قالَ حَمدونُ القصارُ : شُكرُ النعمة أن ترى نفسك فيها طُفَيْلياًّ . ويقرُبُه قولُ الجُنَيْدِ : الشُّكْرُ أنْ لا ترى نفسك أهلاً للنعمةِ . وقال أبو عثمان : الشُّكرُ معرفةُ العَجْزِ عن الشُّكْرِ وقيل : هو إضافةُ النعمِ إلى مَولاها . وقال رُوَيْمٌ : الشُّكْرُ : اسْتِفْراغُ الطاقةِ يعني في الخدمةِ . وقال الشبليّ : الشُّكْرُ رُؤيةُ المُنعمِ لا رؤيةُ النِّعْمَة ومعناه أن لايَحجبه رؤيةُ النِّعْمةِ ومُشاهدتها عن رؤيةِ المُنعمِ بها والكمالَ أن يَشهدَ النعمةَ والمُنعمَ لأنّ شُكْره بحسبِ شُهوده للنعمة وكُلما كان أتمَّ كان الشُّكْرُ أكملَ واللهُ يُحبُّ من عَبدهَِ أن يَشهدَ نِعمه ويعترفَ بها ويُثنىَ عليه بها ويُحبه عليها لا أَنْ يَفْنَى عنها ويَغيبَ عن شُهودها . وقيل : الشُّكْرُ قيدُ النِّعَمِ المَوجودةِ وصيدُ النعمِ المَفقودةِ . ثم قال : وتكلم الناسُ في الفرقِ بين الحمدِ والشكرِ أيهما أفضلُ ؟ وفي حديث " الحمدُ رأسُ الشُّكْرِ فمن لم يََحْدِ اللهَ لم يَشْكره " والفرقُبينهما أن الشُّكْرَ أعمُّ من جِهةِ أنواعه وأسبتبه وأخصُّ من جِهةُ مُتعلقاته والحمدُ أعمُّ من جِهةِ المُتعلّقات وأخصُّ من جِهةِ الأسبابِ ومعنى هذا أنَّ الشُّكْرَ يكونُ بالقلبِ خُضُوعاً واستكانةً وباللسانِ ثناءً واعترافاً وبالجوارحِ طاعةً وانقياداً ومُتعلقةُ المُنْعمُ دونَ الأوصافِ ذاتية فلا يقال : شَكرنا اللهَ على حَياته وسَمعهِ وبصرهِ وعِلمهِ وهو المَحمودُ بها كما هو مَحمودٌ على إحسانه وعدله والشُّكْرُ يكون على الإحسانِ والنعمِ فكلُّ ما يتعلقُ به الشُّكْرُ يَتعلقُ به الحمدُ من غيرِ عكسٍ وكُلُّ ما يقعُ به الحمدُ يقع به الشُّكْرُ من غير عكس فإنّ الشُّكْرَ يَقعُ بالجوارحِ والحمدَ باللسان
الشُّكْرُ من اللهِ المُجازاةُ والثناءُ الجميلُ . يقال : شَكرهَ شكرَ لهُ يَشكرهُ شُكراً بالضمّ وشُكُوراً كقُعُودٍ وشُكراناً كعُثمان حكى اللحيانيّ : شَكرْتُ اللهَ وشكرتُ للهِ وشَكرتُ بِاللهِ كذلك شَكرتُ نِعمةَ اللهِ شَكَرتُ بها وفي البصائرِ للمصنف : والشُّكْرُ : الثناءُ على المُحسنِ بما أولاَكه من المعروفِ يقال : شكرته وشكرتُ له وباللامِ أفصحُ . قال تعالى " واشكروا لي " وقال جلّ ذِكره " أن اشكرْ لي ولوالدتكَ " وقوله تعالى " لا نريدُ مِنكم جزاءً ولا شُكُوراً " يحتمل أن يكون مَصدراً مثل قعدَ قُعُوداً ويحتمل أن يكونَ جَمعاً مثْل بُردٍ وبُرُودٍ . وتشكرَ له بلاءَه كشكَرهُ وتشَكَّرْتُ له مثل شَكَرتُ له وفي حديثِ يَعقوبَ عليه السلامُ " أنه كان لا يأكلُ شُحومَ الإبلِ تَشَكُّراً للهِ عز وجلَّ " . أنشد أبو عليٍّ :
وإني لآتيكمْ تَشَكرَ ما مضى ... من الأمرِ واستجابَ ما كان في الغَدِ والشَّكُور كصبورٍ : الكثيرُ الشُّكْرِ والجمعُ شُكرٌ وفي التنزيلِ " إنه كانَ عَبداً شَكوراً " وهو من أبنيةِ المبالغة وهو الذي يَجتهدُ في شُكرِ ربه بطاعته وأدائهِ ما وظَّفَ عليه من عِبادَته . وأما الشَّكُورُ في صفاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ فمعناه أنه يزْكُو عنده القليلُ من أعمالِ العِبادِ فيُضَاعفُ لهم الجزاءَ وشُكْرُه لِعبادهِ مَغفرتهُ لهم . وقال شيخنا : الشَّكُورُ في أسمائه هو مُعطي الثوابِ الجَزِيلِ بالعملِ القليلِ لا سِتحالة حقيقيتهِ فيه تعالى أو الشُّكرُ في حقه تعالى بمعنى الرضا والإثابةُ لازمةٌ للرضا فهو مَجازٌ في الرضا ثم تُجُوزَ به إلى الإثابةِ . وقولهم : شَكرَ اللهُ سَعيه بمعنى أثابهُ . من المَجازك الشَّكُورُ : الدابةُ يَكيفيها العَلفُ القَليلُ . وقيل : هي التي تسمنُ على قلةِ العَلفِ كأنها تشكرُ وإنْ كانَ ذلك الإحسانُ قَليلاً وشُكْرُها ظُهورُ نمائِها وظُهُورُ العَلفِ فيها قال الأعشى :
ولا بُدَّ من غَزْوةٍ في الربيعِ ... حَجُونٍ تُكلُّ الوقاحَ الشّكُوراَوالشَّكْرُ بالفتح الحِرُ أي فرجُ المرأةِ أو لحمها أي لحمُ فَرجَها وهكذا في النسخ قال شيخنا : والصوابُ أو لَحمه سواءٌ رَجعَ إلى الشَّكْرِ أو الحرِ فإنّ كلاَّ منهما مُذَكر والتأويلُ غيرُ مُحتاجٍ إليه . قلت : وكأن المُصنفَ تبع عبارةَ المُحكم على عادته فإنه قال : والشكرُ : فرجُ المَرأةِ وقيل : لَحمُ فرجها ولكنه ذَكرهَ المرأةَ ثم أعادَ الضمير إليها بِخلاف المُصنف فتأمل ثم قال : قال الشاعر يَصفُ امرأةً أنشده ابنُ السكيتِ :
صَناعٌ بإشفاها حَصانٌ بشكرِها ... جوادٌ بِقوتِ البطنِ والعرضُ وافرُ . وفي رواية :
" جَوادٌ بِزادِ الركبِ والعِرقُ زاجرُ . ويُكسرُ فيهما وبالجهين روى بيتُ الأعشى : " خَلوتُ بشِكْرِها وبشَكْرِهَا . والجمعُ شِكارٌ وفي الحديثِ نَهَى عن شَكرِ البغيّ هو بالفتح الفرجُ أراد ما تعطى على وطئها أي عن ثمنِ شَكرِهاَ فحذف المُصافَ كقولهِ نهى عن عسبِ الفَحلِ أي عن ثمنَ عَسبه . الشَّكْرُ : النُكاحُ وبه صَدر الصاغانيّ في التكملة . شَكرٌ بالفتح : لقبُ والانَ ابن عمرو أبي حي بالسراةِ وقيل : هو اسمُ صُقيعٍ بالسراةِ وروى أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال يوماً : " بأيّ البلادِ اللهِ شَكرٌ : قالوا : بموضعِ كذا قال فإنّ بُدنَ اللهِ تُنْحرُ عِنده الآنَ وكان هُناكَ قومٌ من ذلك الموضعِ فلما رَجعوا رأوا قومهم قُتلوا في ذلكَ اليومِ قال البكريُّ : ومن قَبائلِ الأزدِ شَكْرٌ أراهمُ سموا باسمِ هذا المَوضعِ . شَكْرٌ : جبلٌ باليمنِ قريبٌ من جُرشَ
من المجاز : شَكرتَ الناقةُ كفرحَ تَشكرُ شكراً : امتلالأَ ضرعها لبناً فهي شَكرةٌ كفرحةٍ ومِشكارٌ من نُوقٍ شكارى كسكارى وشَكرى كسكرى وشَكرِات . ونعتَ أعرابيٌّ ناقةٌ فقال : إنها مِعشارٌ مِشكارٌ مِغبارٌ . فالمِشكارُ من الحَلُوباتِ هي التي تَغْزُرُ على قلةِ الحظِّ من المَرعى . وفي التهذيب : والشكرةُ من الحلائبِ التي تُصيبُ حظاً من بقلٍ أو مرعى فتغزُرُ عليه بعدَ قلةِ لبنٍ وقد شكرت الحلوبةُ شَكراً وأنشد :
نضْرِبُ دِرتها إذا شَكرتْ ... بأقطِها والرخافَ نسلؤها . الرخفةُ : الزُّبْدةُ وضرةٌ شَكرىَ إذا كانت ملأى من اللبنِ . وقال الأصمعيُّ : الشَّكِرةُ : المُمْتلئةُ الضرعِ من النُّوقِ قال الحُطيئةُ يصفُ إبلاً غِزاراً :
إذا لمْ يكنْ إلا الأماليسُ أصبحتْ ... لها حُلقٌ ضَراتها شَكِراتُ . قال ابنُ بريّ : الأماليسُ : جمعُ إمليسٍ وهي الأرضُ التي لا نباتَ لها والمعنى : أصبحت لها ضُرُوعٌ خُلقٌ أي ممتلئاتٌ أي إذا لم يكنْ لها ما ترعاهُ وكانتَ الأرضُ جدبةً فلإنكَ تجدُ فيها لبناً غزيراً . والدابةُ تشكرُ شَكراً إذا سَمنتْ وامتلاءَ ضَرعها لبناً وقد جاءَ ذلك في حديثِ يأجوجَ ومأجوجَ . وقال ابنُ الأعرابي : المِشكارُ من النوقِ : التي تغزرُ في الصيف وتنقطع في الشتاءِ والتي يدومُ لبنها سنتها كُلها يقال لها : رَفُودٌ ومَكودٌ ووَشُولٌ وصَفىٌّ
من المَجازَ : شَك رَ فُولانٌ إذا سَخا بمالهِ أو غَزُرَ عطاؤه بعد بُخلهِ وشحه . من المجاز شَكرت الشجرةُ تشكرُ شَكراَ إذا خَرجَ منها الشَّكِيرُ كأميرٍ وهي قُضبانٌ غضةٌ تنبتُ من ساقها كما سيأتي ويقال أيضاً : أشكرتْ رواهما الفراءُ وسيأتي للمصنف وزادَ الصاغانيّ : واشتكرتْ : يقال : عُشبٌ مَشكرةٌ بالفتح أي مغزرةٌ للبنِ . من المَجاز : أشكرَ الضَّرْعُ : امتلأ لبناً كاشتكرَ . أشكرَ القومُ : شكرتْ إبلهمْ أي سَمِنتْ والاسمُ : الشُّكرةُ بالضم . وفي التهذيب : وإذا نزلَ القومُ مَنزلاً فأصابَ نعمهمُ شيئاً من بَقلٍ قدربَّ قيل : أشكرَ القومُ وإنهم ليحتلبونَ شَكِرةَ . وفي التكملة : يقال : أشكرَ القومُ : احتلبوا شَكَرةً شَكرِةً . واشتكرتِ السماءُ وحفلتْ وأغبرتْ : جدّ مَطرها واشتدَّ وقعها قال امرؤ القيس يصف مَطراً :
تُخرجُ الودَّ إذا ما أشجذتْ ... وتواريهِ إذا ما تشتكرْ ويروى : تعتكر . اشتكرت الرياحُ : أتتْ بالمطرِ ويقال : اشتكرت الريحُ إذا اشتدَّ هُبُوبُها قال بن أحمر :
المطْمعمون إذا ريحُ الشتا اشْتَكرتْ ... والطاعنونَ إذا ما استحلمَ الثقلُ . هكذا رواه الصاغاني . اشتكرَ الحرُّ والبردُ : اشتداّ قال أبو وجزةَ :غَداةَ الخمسِ واشتكرتْ حَرُورٌ ... كأنَّ أجيجها وَهَجُ الصلاءِ . من المَجاز : اشتكر الرجلُ في عدوهِ إذا اجتهدَ . والشَّكيِر كأميرٍ : الشَّعُر في أصلِ عُرفِ الفَرسِ كأنه زغبٌ وكذلك في الناصيةِ . من المَجاز : فلانةُ ذاتُ شُكيرٍ هو ما ولى الوجهَ والقفاَ مِن الَّعرِ كذا في الأساس . الشَّكِيرُ من اٌبلِ : صِغارها أي أحداثها وهو مجاز تشبيهاً بشكيرِ النخلِ . الشَّكيرُ مِنَ الشَّعرِ والريشِ والعِفاءِ والنَّبْتِ : ما نبتَ من صِغاره بينَ كِباره وربما قالو للشعرِ الضعيفِ شَكيرٌ قال ابنُ مُقبلٍ يصفُ فرساً :
ذَعَرتُ به العيرَ مَسْتوزياً ... شَكيرُ جحافلهِ قدْ كتنْ هو أولُ النبتِ على أثرِ النبتِ الهائجِ المُغبرِّ وقد أشكرتِ الأرضُ . قيل : الشَّكيرُ : ما ينبتُ من القُضبانِ الغضة الرخصةِ بينَ القُضبانِ العاسيةِ وقيل : الشَّكيرُ من الشعرِ والنباتِ : ما ينبتُ من الشعرِ بين الضفائرِ والجمعُ الشُّكُرُ وأنشد :
وبينا الفتى يَهتزُّ للعينِ ناضِراً ... كعسْلُوجةٍ يهتزُّ منها شَكيرُهاَ . قيل : هو ما ينبتُ في أصولِ الشجرِ الكِبَارِ . وقيل : ما ينبتُ حولَ الشجرةِ من أصلها . وقال ابنُ الأعرابي : الشَّكيرُ : ما ينبتُ في أصلِ الشجرةِ من الورقِ ليس بالكبارِ . الشَّكيِرُ : فِراخُ النخلِ والنخلُ قد شكرَ وشكرَ كنصرَ وفرحَ شكراً كَثُرَ فراخه هذا عن أبي حنيفة
قال الفراءُ : شَكرت الشجرةُ وأشكرَتْ : خرج فيها الشَّكيِرُ . قال يعقوب : الشَّكِيرُ : هو الخُوصُ الذي حولَ السعفِ وأنشد لكُثيرٍ :
بُرُوك بأعلى ذي البُليدِ كأنها ... صَريمةُ نخلٍ مُغْطئلٍّ شَكيرها . قال أبو حنيفةَ : الشَّكِيرُ : الغُضُونُ . الشَّكيِرُ أيضاً : لِحاءُ الشَّجَرِ قال هوذةُ بنُ عَوفٍ العامريّ :
على كُلِّ خَوارِ العِنانِ كأنها ... عَصا أرزَنٍ قد طارَ عَنهاَ شَكيرُهاز ج شُكيرٌ بضمتينِ . قال أبوُ حنيفةَ : الشَّكيِرُ : الكَرْمُ يُغرسُ من قَضيبِه وشُكُرُ الكَرمِ : قُضْبانه الطِّوَالُ وقيل : قُضبانُه الأعلى . والفعلُ من الكُلِّ أشْكَرَ وشَكَرَ واشْتَكَرَ . ويروى أنَّ هِلالَ بنَ سِراجِ بنِ مجاعةَ بنِ مُرارةَ بنِ سلمى وفدَ علىَ عُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ بكتابِ رَسولِ الله صلى عليه وسلم لجده مَجاعة بالإقطاع فوضعه على عينيهِ ومَسحَ به وجهه رَجاءَ أن يُصيبَ وَجْهه مَوضعُ يدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أجازه وأعطاهُ وأكرمه فسمرَ عنده هِلالٌ ليلةً فقال له : يا هِلالُ أبقى من كُهُولةِ بنيِ مَجاعةَ أحدٌ ؟ قال : نعمْ وشَكِيرٌ كثيرٌ قال : فضحِكَ عُمرُ وقال : كَلِمةٌ عربيةٌ قال : فقال جُلساؤه : وما الشكيرُ يا أميرَ المؤمنين ؟ قال : ألمْ تَرَ إلى الزَّرْعِ إذا زَكا فأخرجَ فنبتَ في أصوله ؟ فذالكم الشَّكِيرُ وأرادَ بقوله : وشَكيرٌ كثير : ذُرِّيَّةً صِغاراً شَبَّهَهم بشكيرِ الزَّرْعِ وهو نابتَ منه صِغاراً في أصول الكبارِ . وقال العَجاجُ يَصفُ رِكاباً أجهضتْ أولادها :
" والشَّدَنياتُ يُساقطنَ النُّغَرْ
" خوضُ العُيُونِ مُجهِضاتٌ ما استطرْ
" منهنّ إتمامُ شَكيرٍ فاشتكرْ والشَّكيرُ : ما نبتَ صَغيراً فاشْتكر : صار شكيراً . ويقال : هذا زمانُ الشَّكريَّةِ مُحَرَّكةً هكذا في النَّسخ والذي في اللسانِ وغيره : هذا زمانُ الشَّكْرةِ إذا حفَلت الإبلُ من الرَّبيعِ وهي إبلٌ شَكارَى وغنمٌ شَكارَى . ويشْكُرُ بن عليّ بن بَكْرِ بن وائلِ بن قاسطِ بن هنْبِ ين أفْصى ابن دُعْميِّ بن جديلة بن أسَدِ بن ربيعةَ . ويشْكُرُ بن مُبشِّرِ بن صَعْبٍ في الأزْد : أبو قبيلتَيْنِ عظيمتيْنِ . وشُكَيْرٌ كزُبيْرٍ : جَبَلٌ بالأندلسِ لا يُفارِقُه الثلْجُ صيفاً ولا شتاءٍ . وشُكَرُ كزُفرَ : جزيرةُ بها شَرْقّيها ويقال : هي شَقْرٌ بالقاف وقد تقدم . وشَكَّرُ كبقَّم : لقبُ محمد ابن المُنْذر السُّميّ الهَرويّ الحافظ من حُفاظِ خُراسانوشُكْرٌ بالضم وشَوْكَرٌ كجَوْهرٍ : من الأعلامِ فمن الأول : الوزيرُ عبدُ اللهِ بن علي بن شُكْرٍ والشريفُ شُكْرُ بن أبي الفُتوح الحسينيّ وآخرون . والشَّاكرِيّ : الأجِيرُ والمُسْتخْدمُ وهو مُعرَّبُ جاكَر صرَّحَ به الصّاغانيّ في التكملة . والشَّكائرُ : النَّواصي كأنَّه جَمْع شَكيرة . والمُشْتكرَةُ من الرِّياح : الشديدةُ وقيل : المُخْتلفةِ . ورُوى عن أبي عُبيدٍ : اشْتكَرَت الرِّياحُ : اخْتلَفتْ قال ابن سيده وهو خَطَأٌ . والشَّيْكَرانُ وتُضَمُّ الكافُ وضَمُّ الكافِ هو الصواب كما صرَّحَ به ابنُ هِشامٍ اللَّخْميّ في لَحْنِ العامة والفارابيّ في ديوانِ الأدبِ : نَبْتٌ هُنا ذكَرَه الجوهريُ أو الصوابُ بالسّينِ الهملة كما ذكره أبو حنيفة ووهِم الجَوْهريّ في ذكْرِه في المعجمة أو الصّوابُ الشَّوْكرانُ بالواو كما ذهبَ إليه الصَّاغانيّ وقال : هو نباتٌ ساقُه كساقِ الرّازيانجِ وورقُه كورق القِثَّاء وقيل : كورقِ اليبْروحِ وأصغُرُ وأشدُّ صُفْرةً وله زهرٌ أبيضُ وأصلُه دقيقٌ لاثمرَ له وبزْرُهُ مثلُ النانخَواةِ أو الأنيسُونِ من غير طَعْمٍ ولا رائحة وله لُعابٌ
وقال البَدْرُ القرافيّ : جزمَ في السينِ المُهملةِ مقْتصراً عليه وفي المعجمة صدَّر بما قاله الجوهريّ ثم حكَى ما اقْتَصرَ عليه في المًهْملة ووهم الجَوْهريّ وعبّر بأو إشارةً إلى الخلاف كما هي عادته بالتَّتُّبع ومثلُ هذا لا وهَمَ إذ هو قوْلٌ لأهْلِ اللغَة وقد صدرَ به وكان مُقْتضي اقتصارِه في باب السين المُهْملة أن يؤَخِّرَ في الشين المعجمة ما اقتصرَ عليه الجوهريّ ويُقدِّم ما وهمَ فيه الجَوْهَرِيّ انتهى
وشاكَرْتُه الحديثَ أي فاتحْتُه و قال أبو سعيد : يُقالُ : فاتَحْتُ فلاناً الحديثَ وكاشَرْتُه وشاكَرْتُه أريْتُه أنّى له شاكِرٌ . والشَّكْرَى كسَكْرَى : الفِدْرَةُ السّمينَةُ من اللحْمِ قال الرّاعي :
تبيتُ المحالُ الغُرُّ في حَجَراتِها ... شكَارَى مَرَاها ماؤُها وحَديدُها